مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثاني والثلاثون (الأخير) من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الثاني والثلاثون (الأخير)
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الثاني والثلاثون (الأخير)
وضع مفتاحه بالباب وبينما هو يهم بفتحه مرة آخرى حتى وجد من تصيح به بصوت أجفله قائلة بفرحة :
– حمزززة مش معقووول ؟؟
التفت لمصدر الصوت الذي يعلم صاحبته جيدا وهي جارته ” السيدة حنان ” التي تقطن في الطابق قبل الأخير
– ابتسم لها مرحبا بود : طنط حنان أهلا بحضرتك أخبارك ايه ؟ مشوفتكيش من فترة خير ؟؟
– الجارة حنان :خير يا حبيبي هو في خير أكتر من إني أشوفك أنتا وحشتني جدااا والله وماما كمان وحشتني جداا جداا بس رقمها للأسف ضاع مني التليفون كله اتسرق و…
– حمزة مقاطعاً: اتسرق فين وأمتا ؟؟
– حنان ببشاشة : لأ ده اتسرق ف السعودية مش هنا على العموم الحمد لله على كل حال ، بس عارف أنا ربنا بيحبني عشان شوفتك النهارده وآخد منك الرقم هعمل أيه يا حبيبي من وقت ما عمك كمال الله يرحمه وأنا مبقتش قادرة أقعد في الشقة وبنتي وابني مش سايبني بصراحة ف بقعد معاهم صحيح البيت هنا بيوحشني بس مش برضى أتقل عليهم وألغبطلهم حياتهم وحياة ولادهم بس باجي كل فترة أبص على الشقة وافتحها واقعد افتكر أيامنا الحلوة أنا وعمك كمال واقفل عل ذكرياتي وامشي بس فعلا بقالي فترة مجتش بنتي سافرت السعودية مع جوزها شغل وأنا روحت أعمل عمرة هناك بعدها بنتي بقت حامل والحمل كان صعب ف مقدرتش اسيبها وأنزل مصر فضلت قاعدة معاها ولما ولدت استنيت شوية لحد ما ياسين حبيب قلب سته كبر شوية وقدرت أسيبها مع العيال لوحدها ولو إني راجعة وأنا قلبي مش مطمن عليها وهي لوحدها في الغربة ربنا يرجعها بالسلامة وفضلت قاعدة عند خالد بقا من ساعتها وفيين على ما رضي يسيبني آجي اطمن على الشقة واقعد فيها يومين أملا صدري بريحة الحبايب
– حمزة بود : ربنا يرحم عمي كمال كان من الناس اللي متتعوضش حقيقي وربنا يحفظلك ولادك ويباركلك فيهم
– حنان بحب : ويبارك فيك يا حبيبي أنتا وأختك العفريتة الصغيرة صحيح هي عاملة أيه ؟؟ تلاقيها كبرت وبقت عروسة دلوقتي بقالي كتيير أوي مشوفتهاش
– حمزة : أهي ف آخر سنة ف كلية فنون تطبيقية وهتتخرج السنادي وهتبقا مهندسة ديكور بإذن الله بس لسة عفريتة زي ما هية هههه
– حنان : ربنا يحفظهالكم يا حبيبي ثم مدت يدها له بهاتفها قائلة طب خد اكتبلي بقا رقم ماما قبل ما أنسى
– حمزة وقد أخذ منها الهاتف : حااضر يا طنط من عنيا دون الرقم على الهاتف ثم أعطاها إياه قائلا باحترام : اتفضلي حضرتك
– حنان : شكرا يا حبيبي يلا هسيبك أنا بقا وانزل اشتري شوية حاجات عشان معطلكش
– حمزة متسائلا : طب حضرتك قوليلي عايزة أيه وأنا اجيبهولك ؟؟
– حنان : تسلم من كل شر يااارب لأ يا حبيبي ديه حاجات بسيطة هروح اجيبها من السوبر ماركت اللي جنبنا ده
– حمزة : وماله أجيبهالك بردو وليه تشيلي وأنا موجود هو أنا مش زي خالد ولا أيه ؟؟
– حنان بحب : طبعااا يا حبيبي أنتا مش عارف غلاوتك عندي يعني ..بس أنا نازلة أصلا عشان امشي رجلي والله ومش هجيب حاجات كتيير
– حمزة : خلاص براحتك بس لو احتجتي أي حاجة كلميني هاتي تليفونك هسجلك رقمي عشان لوعوزتي أي حاجة
أخذ منها الهاتف مرة آخرى ودون رقمه ثم أعطاها إياه
– أجابته حنان : عايزاك طيب دايما يا ابني خلاص لواحتجت أي حاجة هكلمك علطول يلا ادخل بقا
– حمزة : لأ طبعا متجيش بعد حضرتك
– حنان وهي تربت على كتفه بحب : تسلم يا حبيبي
وتحركت إلى أسفل وبعد أن اطمئن حمزة لنزولها دلف إلى شقته مرة آخرى بانتظار انتهاء ندى من تلك المهمة السريعة كما أخبرته والتي يبدو
أنها ليست بسريعة ابدااا ….
بعد أكثر من نصف ساعة آخرى انتهت ندى من جلب كل ما تحتاجه ووضعته بحقيبتها التي صارت ثقيلة .. ثقيلة للغاية فقالت في سرها كان الله في عون حمزة
اتصلت به لتخبره أنها انتهت لكن هاتفه كان خارج نطاق التغطية انتظرت عدة دقائق ثم عاودت الاتصال وكانت نفس النتيجة الهاتف ربما يكون مغلقا أو خارج نطاق التغطية فقررت أن تصعد هي إليه لعل هاتفه قد فرغ شحنه وما إن فتحت باب شقتها لتخرج منها وبينما تهم بغلقه حتى سمعت صوتا يصيح بها من خلفها :
– أنتي مييين ؟؟
فزعت ندى بشدة قبل أن تلتفت لمصدر الصوت والتي لم تكن سوى السيدة حنان لكن ندى لم تراها من قبل وأيضا حنان لم تتعرف عليها الخضة ألجمت لسان ندى فلم تستطع الرد فسألتها الجارة مرة آخرى قائلا
– أنتي مين ؟؟ هما أصحاب الشقة باعوها ؟؟
– ندى بعدما تمالكت أعصابها أجابتها قائلة : لأ .. حضرتك أنا صاحبة الشقة أصلا
– حنان : لأ أزاااي أصحاب الشقة الاستاذ محمود ومراته منى
– ابتسمت ندى بحزن قائلة : الله يرحمهم ..أنا بنتهم ندى
– حنان بجزع : ماتوااا !! أمتاااا ؟؟
– ندى : ماما ماتت من وأنا صغيرة تقريبا مش فاكراها وبابا توفى من 3 سنين
– حنان بتأثر: لا حول ولا قوة إلا بالله الله يرحمهم يا بنتي ويصبر قلبك وكأنها انتبهت فجأة فتحولت ملامحها من الحزن والعبوس إلى الفرح والابتسام قائلة بسعادة : أنتي ندى؟؟ ليلوووو معقووول يااااه كبرتي أوي يا ليلووو أنتي عارفة أنا مشوفتكيش من أمتا من وأنتي عندك سنة تقريبااا ياااه على الايام حاولنا نوصلكم كتيير يا بنتي بس معرفناش عنكم أي حاجة من وقت ما سافرتوا واتقطعت كل أخباركم
– ندى بابتسامة ودودة لتلك المرأة الطيبة : احنا فعلا قعدنا كتيير بره وبعدين رجعنا على اسكندرية ومجتش هنا إلا من بعد وفاة بابا مكنتش أعرف أصلا مكان الشقة هنا بابا مكنش قايلي عليها ثم قالت بدهشة : بس حضرتك قولتيلي ليه يا ليلو أنا محدش قالي قبل كده الاسم ده وملهووش علاقة باسم ندى خاالص
– حنان بمكر : لأ موضوع الاسم ده مش هتعرفيه مني أنا
– ندى وقد رفعت حاجبيها بتساؤل : أمال هعرفه من مين ؟؟
– حنان : حد بيحبك أوي أوووي والحد ده هو اللي هيقولك كل حاجة بنفسه المهم هاتي رقمك ؟؟
– ندى باستغراب : طب معلش حد مين ؟؟ وحضرتك تقصدي بحد راااجل يعني ؟؟
– حنان : هههه لأ مش راجل متخافيش اكتبيلي بس رقمك وحطي بين قوسين أسم ليلو عشان مش معايا النضارة بتاعتي
أماءت ندى برأسها بالايجاب ثم اخذت الهاتف منها وسجلت رقمها فسألتها جارتها بود :
– وأنتي بقا قاعدة هنا علطول ؟؟
– ندى : لأ أنا متجوزة وقاعدة مع جوزي في بيت مامته أنا كنت جاية بس عشان أجيب حاجات من الشقة هنا ثم مدت يدها لها بالهاتف قائلة اتفضلي حضرتك
– حنان : تسلمي يا قلبي على العموم ده من نصيبي الحلو عشان اشوفك وسبحان الله خالد ابني كان عايزني آجي الأسبوع الجاي أنا اصريت مكنتش أعرف أن ربنا شايلي هدية حلوة كده
– ندى بامتنان : مش عارفة أقول لحضرتك ايه بعد الكلام الحلو ده
– حنان : ده أنتي بنت الغالية الله يرحمها كانت طيبة أوي والكل بيحبها وزعلت جدا لما سافرت وأنتي فيكي شبه كبييير منها
– ندى : ربنا يباركلك يا طنط تسلمي الله يرحمها
– حنان: طيب هسيبك بقا تشوفي اللي وراكي واستني مكالمة هتفرحك قريب أوي بإذن الله
– ندى : بإذن الله
جذبت حنان ندى إليها تضمها إلى صدرها بود وحب حقيقي مما جعل الأخيرة ودت لو تبكي الآن من شدة دفيء أحضان هذه السيدة
ابتعدت حنان عن ندى ثم لوحت لها مودعة وقد أخبرتها أنها ستتصل بها دوما لتتطمئن عليها وستتصل بها كلما أتت إلى هنا لكي تراها ثم تحركت معتلية الدرج حيث شقتها
بينما ندى ظلت واقفة للحظات شاردة ثم وجدت نفسها تعود أدراجها إلى شقتها ونست أمر حمزة بعد عدة دقائق أفاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها الذي مازال في يدها فأجفلها وجدت المتصل هو حمزة وتذكرت أنها كانت صاعدة إليه لكن جارتها تلك أثارت فضولها وظلت تفكر عمن تتحدث تلك المرأة وماهي تلك المفاجأة ؟؟
فتحت الخط وقبل أن تتحدث وجدت صوت حمزة يحدثها بسخرية قائلا :
– ندى هااانم يا ترى هنقعد هنا سنتين تلاتة ولا في أمل نروح قبل كده ؟؟
– ندى بغيظ : على فكرة يا حمزة باشا أنا خلصت من ربع ساعة وكلمت جنابك لقيت موبايلك مقفول و..
– قاطعها حمزة موضحا : أكيد مقفلتش الموبايل يا ذكية بس كانت معايا مكالمة على الخط التاني المهم يعني أنزلك ؟؟
– ندى : أه يلا مستنياك
– حمزة : ثواني وهكون عندك سلاام
لحظات وكان أمام باب شقتها وقد كانت تقف خارجها وبجوارها أرضا حقيبة سفر تشبه التي حملها سابقا ف نظر للحقيبة بتوجس ثم توجه ببصره تجاه تلك الواقفة أمامه تكتم ضحكتها بيدها ف رفع حاجبا مستنكرا ثم قال :
– طالما بتضحكي تبقا زي أختها صح ؟؟ قولي قولي متتكسفيش
– حاولت ندى المرواغة قائلة : هي أيه ديه يا حمزة اللي زي أختها مش فاهمة تقصد أيه ؟؟
– حمزة وقد ضيق عينيه غير مصدقا: لأ والله مش فاهمة أقصد أيه أمال بتضحكي ليه يا أختي على فكرة قولتلك قبل كده كدابة فاشلة أوي يا نودي
اقترب من الحقيبة ومد يده ليحملها وهو يقول لله الأمر من قبل ومن بعد وما إن حملها حتى نظر ل ندى باستياء قائلا : منه له ؟؟جاااي رااايح منه له
– ندى وهي تلصق شفتيها ببعضها حتى تكتم ضحكتها بالكاد ثم قالت أخيرا : أحممم في حاجة يا حمزة حساك متضايق شوية خير
– حمزة بغيظ : شوووية !! لأ كتير كتيييير يا أختي أنا بس عايز أعرف حقيقي أنتي بتحطي في الشنط أييه ؟؟ أكييدأكيييد طوب تصدقي فعلا أنتي أكيد كل ما بتيجي هنا بتخافي توحشك الشقة ف بتكسري حيطة وتحطي الطوب بتاعها جوه الشنطه عشان لما تحسي بالوحدة تضمي الطوب ف حضنك وتنامي للدرجادي عندك جفاف عاطفي لأ لأ يا ندى لا يمكن أسيبك كده أبدا من بكره هخليكي تنامي في حضني وأمري لله بقا ال…..
– ندى بحزم : حمززززة
– حمزة بتراجع : أنا بس كان غرضي مصلحتك على العموم أنتي الخسراانه يلا يا أختي يلاااا اتفضلي قدااامي
تحركت ندى لتهبط الدرج أمامه وهي تسمع صوته من خلفها يتمتم بسخط ويبدو انه أيضا يشتم في سره ف ضحكت بصوت منخفض حتى لا تثير حنقه اكثر لكنه سمعها فقال
– أضحكي أضحكي وأنتي غرمانة أيه ما أنتي نازلة فاضية مش أنااا
– ندى بسخرية : عيييب عليك يا حضرت الرائد كل ده عشان شايل حتة شنطة
– حمزة مقلدا أياها بسخط : حتة شنطة !! بس متقوليش عليها شنطة
واخيرا وصلا لسيارته أنزل الحقيبة أرضا ثم فتح باب السيارة الخلفي وألقي بالحقيبة داخلها بعنف ف صرخت ندى :
– شنطتيييي ديه فيها حاجت تتكسر
– حمزة بدهشة : ليييه ؟؟ حاطة النيش بتاع والدتك فيهاااا
– ندى : هههههه لأ مش للدرجادي يا عسل
– حمزة : اركبي يا ندى بدل ما أرميلك الشنطة ديه في الشارع واخلص وممكن أفكر وارميكي وراها
– ندى بتذمر : اوووف حاااضر
تحرك حمزة ليفتح باب السيارة الأمامي ليدفع بداخله ندى بغيظ ثم توجه للباب الآخر وفتحه وجلس أمام المقود وضع مفتاحه ليدير سيارته بسرعة متجها لمنزل والدته مستمتعا بتذمر تلك الجالسة بجانبه بسبب دفعه أياها بتلك الغلظة المتعمدة
أما عل الجانب الآخر حيث نعود إلى البناية الموجودة بها الجارة حنان التي ما إن أبدلت ملابسها وافرغت محتويات الأكياس التي جلبتها من السوبر ماركت أمسكت بهاتفها بعدما ارتدت منظارها الطبي وبحثت في الأسماء عن الأسم المنشود والتي قد حصلت على رقمه منذ دقائق واخيرا وجدته ضغطت على زر اتصال لحظات وأتاها صوت تعرف صاحبته جيدا قد قضت بصحبتها أيام جميلة قبل أن ترحل من بنايتها وتتجه لمنطقة آخرى وشقة جديدة كانت صاحبت الصوت تتسائل عن هوية المتصل قائلة :
– سلام عليكم مين معايا ؟؟
– وعليكم السلام يا كركورة مش …
– وقبل أن تكمل جملتها صاحت صاحبت الصوت بنبرة متحمسة مشتاقة : حنووووون محدش بيقولي كركورة غيرك وحشتيني أووي يا حنان فينك كل ده مختفية من فترة أخس عليكي يخونك العيش والملح ؟؟
– حنان بضحك : هو كان عيش وملح وبس وفتة ولحمة ورقاق وفراخ ومكرونة بشاميل ياااه من ساعت ما عزلتي وأنا مكلتش مكرونة بشاميل حلووة زي بتاعتك هو حد كان مدلعني قدك
– أه وعشان كده لما عزمتك أكتر من مرة مكنتيش بترضي تيجي
– حنان :غصب عني والله يا كريمة ما أنتي عارفة الحياة كلها مشاغل وبعدين ما أنا جيتلك كتيير المدرسة القديمة قبل ما تنقلي المدرسة الجديدة يا حضرت الناظرة وبعدين من بعد ما مشيتي كمال تعب وفضل تعبان يا حبيبي لحد ما مات الله يرحمه
– كريمة : الله يرحمه ياارب المهم قوليلي كنتي فين المدة ديه ومكلمتنيش ليه أنا حاولت أكلمك كتيرموبايلك كان مقفول بس اطمنت عليكي من خالد قالي أنك سافرتي مع ريم السعودية
– حنان : فعلا والله وموبايلي اتسرق هناك شوفتي الخيبة ولولا إني شوفت حمزة النهارده ف شقتكوا وخدت منه الرقم كنت هتصرف وأجيلك والله لأنك وحشاني جدا المهم سيبك من ده كله هبقا احكيلك قصة حياتي بعدين المهم عندي ليكي مفاجاة أنما أيييه من العيار التقيييل عشان تعرفي غيبت غيبت ومرضتش اكلمك بايدي فاضية
– كريمة بعدم فهم : أيه خييير ؟؟ مفاجآة أيه ؟؟
– حنان بتشويق: نفسك تشوفي مييين وهتتجنني عشان تشوفيها ؟؟
وتلقائيا راح تفكيرها لتلك الغائبة الصغيرة التي حتما الآن ليست بصغيرة أبدا بل مؤكد أنها صارت شابة وربما أم : من ناحية نفسي فأنتي عارفة إني نفسي أشوف ليلووو بس أكيد مش هي فقوليلي أنتي بقااا
– حنان بسعاادة: لأ هي ليلووو شوفتي بقا المفاجآة
– كريمة بذهول غير مصدقة : بجد بجد يا حنان شوفتي ليلو ؟؟ أمتاا؟؟ وفين ؟؟ هي عاملة أيه ؟؟؟ وبقا شكلها عامل أزااي ؟؟ و..
– حنان مهدئة صديقتها قائلة : اهدي اهدي يا كريمة واه يا ستي شوفتها مش هتصدقي فين ؟؟ هنا في البيت في شقة منى الله يرحمها
– كريمة بصدمة : منى ماتت ؟؟ أمتااا ؟؟ وليلو عايشة في الشقةلوحدها ولا جت مع باباها واخواتها ولا أيه ؟
– حنان موضحة : منى ماتت من زمان ليلو بتقول أنها ماتت وهي صغيرة وباباها كمان مات من 3 سنين ومعرفش إذا كان ليها اخوات ولا لأ بس هي اتجوزت وعايشة مع جوزها عند حماتها
– كريمة : طب هي لسة عندك ؟؟أنا عايزة أشوفها دلوقتي ؟؟
– حنان: مش عارفة بس شكلها كانت ماشية عشان مستعجلة على العموم متقلقيش أنا جبتلك رقمها ومقولتلهاش أي حاجة قولت تقوليلها أنتي بنفسك
– كريمة بسعادة : أوعي تكوني قولتي لحمزة حاجة أنا عايزة اعملهاله مفاجأة
– حنان : لأ متخافيش مقولتلوش حاجة أنا أصلا شوفته الأول
– كريم بحماس : طب قولي الرقم بسرعة
– حنان : اكتبي عندك يا ستي …..
وبدأت تمليها الرقم كانت كريمة تدون الرقم على هاتفها في نفس اللحظة لكن ما إن أنهت كتابته حتى ظهر لها الرقم مدون بالفعل على هاتفها باسم ندى فصعقت من هول المفاجآة وصاحت بصدمة قائلة :
– ندى !!!
ظنت حنان أن كريمة تذكرت الاسم الحقيقي ل ندى فقالت وهي تضحك :
– كويس أنك فاكرة اسمها الحقيقي أنا أول ما قالتلي ندى تنحت شوية لحد ما افتكرت أن ده كان اسمها الحقيقي مش ليلو عارفة استغربت أوي أول ما قولتلها الأسم ده الظاهر أول مرة تسمعه
– كريمة وهي مازالت غير مصدقة تلك الصدفة وتدعو الله أن يكون الأمر به خطأ أو أي شيء غير أنه حقيقة: أنتي قولتلها حاجة عني؟؟
– حنان : لأ قولتلها في مفاجآة عشانك حد نفسه يشوفك وهيكلمك بنفسه
– كريمة وهي تحاول تجميع الخيوط لتتأكد مما ظنته: أنتي قولتي أنها متجوزة وقاعدة عند حماتها ؟؟
– حنان مؤكده : أه هي قالتلي كده ؟؟
– كريمة وقد ضيقت عينيها بتركيز متسائلة : أنتي شوفتي حمزة النهارده في الشقة صح؟؟
– حنان : اه
– كريمة : أمتا بالظبط ؟؟
– حنان : يعني من ساعة تقريبا
– كريمة بارتباك : طيب معلش يا حنون هقفل دلوقتي وهرجع اكلمك تاني عشان عايزني ضروري في اجتماع مهم
– حنان : ماشي يا كركورة بس أول ما تكلمي ليلو عرفيني
– كريمة : أكيد طبعا بإذن الله سلام عليكم
– حنان : وعليكم السلام
أغلقت كريمة الخط وظلت ساهمة في الفراغ أمامها تحاول أستيعاب الصدمة وكيف تتأكد منها وفي لحظة وجدت الحل يطفو أمامها جليا
امسكت بالهاتف الأرضي الموضوع بجانبها وطلبت أحد الأرقام ثوان وكانت أحداهما على الجانب الأخر تجيبها
– كريمة :أستاذة سعااد لو سمحتي عايزة ملف تعيين ندى فورا
– سعاد : حاضر يا حضرت الناظرة بس خير ؟؟
– كريمة : خير يا استاذة بس محتاجة أشوف الملف
– سعاد : حااضر دقايق وهيكون قدام حضرتك
– كريمة : منتظراكي سلاام
– سعاد : سلااام
وبعد دقائق مرت على كريمة كأنها الدهر أتت سعاد وهي تحمل بيدها ملف ندى طلبت منها كريمة أن تضعه على المكتب وتتركه لها وتنصرف
لم تجرؤ على فتح الملف لتتأكد من الحقيقة كانت تشعر كما لو كان هذا الملف هو قنبلة توشك على الانفجار في وجهها وبعد لحظات من الخوف ..التردد والترقب أمسكت بالملف وقلبت في أوراقه حتى وجدت شهادة الميلاد الخاصة بندى قلبتها بين ايديها بأصابع مرتعشة تجولت بعيناها تبحث سريعا عن اسم الاب بالكامل والأهم اسم الأم والتي تحفظه عن ظهر قلب وبالفعل حدث ما توقعت انفجرت الحقيقة أمامها لم تعلم ما ينبغي عليها فعله وجدت يدها تسحب الهاتف وتضغط دون تفكير على رقم حمزة ولدها تتصل به لحظات وأتاها صوته المندهش لأنها لا تتصل به وهو في عمله وتذكر أنه ربما اتصلت بها جارته حنان وأخبرتها بمقابلتها أياه ف رحب بها متسائلا :
– حضرت الناظرة بنفسها بتتصل بيا دلوقتي بالرغم أنها غريبة بس الموبايل هينفجر من المفاجآة الحلوة ديه
– تحدثت وكأنها لم تسمعه : أنتا فين يا حمزة ؟؟
– تعجب حمزة من نبرة صوتها الغريبة يبدو أن بها شيء فسألها بلهفة قائلا : خير يا أمي مالك في أيه ؟؟
– كريمة بحزم: هتعرف كل حاجة لما تجيلي هات ندى وتعالالي المدرسة فورا
– حمزة بدهشة : ندى !!
– كريمة بتساؤل : أيه هي مش معاك ولا أيه ؟؟
– حمزة بتردد : هي قالتلك أنها هتبقى معايا ؟؟
– كريمة : هي مقالتليش حاجة أنا اللي بسألك
– حمزة وعقله يفكر في اختلاق أية كذبة على الرغم أنه لا يمقت شيء في حياته أكثر من الكذب خاصة على والدته لكنه مضطر فأجابها بنصف الحقيقة قائلا : لأ هي معايا أنا كنت رايح الشقة أجيب حاجات وهي ليها واحدة زميلتها قريبة من مكان الشقة راحت بصت عليها وقعدت معاها شوية لحد ما أنا خلصت وقابلتها وراجعين على البيت أهوه بس أنا مش فاهم حضرتك عايزانا نيجي عندك المدرسة ليه ؟؟ وبعدين أنا حاسس أن في حاجة حصلت وحضرتك مش عايزة تقولي
– كريمة بصرامة: لما نتقابل هتفهم كل حاجة سلام دلوقتي
– حمزة : ماشي سلام
أغلق الخط وأكد على ندى الكذبة حتى لا يفتضح أمرهما وما إن وصلا إلى المدرسة وجد والدته بانتظارهما همّ بأن يهبط من السيارة لكنها أشارت له أن يبقا بمكانه وأنها ستركب في المقعد الخلفي وما إن جلست حتى أرجع حمزة رأسه للخلف متسائلا بقلق :
– في أيه يا أمي أيه اللي حصل ؟؟ مالك ؟؟ شكلك بيقول أن في حاجة وحاجة كبيرة كمان ؟؟
– كريمة متجاهلة حديثه ثم قالت بلهجة آمرة : ارجع بيناعلى شقتنا القديمة
– حمزة باندهاش : نعم ! شقتنا القديمة! ليييه ؟؟
– كريمة : حمزة مش عايزة أي أسئلة ولا أي كلام حتى لحد ما نوصل ويتقفل علينا باب الشقة مااشي ؟؟
– حمزة بطاعة : حااضر يا أمي حاااضر
أنهى كلمته وتحرك بسيارته عائدا لشقتهما السابقة والتي يقطن فيها هو حاليا وما إن وصلا حتى نزل هو أولا ليفتح لوالدته باب السيارة الخلفي
ترجلت كلا من كريمة تبعتها ندى أغلق حمزة السيارة وصعدت الأولى تتقدمهما إلى أعلى ولكن قبل أن تصل للطابق الموجود به شقتها وقفت في الطابق الموجود به شقة ندى أمام باب شقتها تحديدا ثم نظرت خلفها إليهما قائلة بسخرية :
– تحبوا نتكلم هنا ؟؟ ولا نطلع فوق أحسن ؟؟
– ابتلع كلا من حمزة وندى ريقهما بارتباك تخلص منه الأول قائلا لوالدته بمراوغة ومرح مصطنع : نتكلم هنا فين يا ماما أيه هنقعد على السلم ولا ايه ؟؟
– كريمة وقد لوت شفتيها بسخرية قائلة : وليه نقعد على السلم واحنا عندنا في العمارة بدل الشقة اتنين ثم نظرت ل ندى متسائلة : ولا ايه يا ندى ؟؟
– ندى بارتباك : هاااا ؟؟
– كريمة : بقول يعني بما أننا قدام باب شقتك ف أحنا ممكن ندخل نتكلم هنا بدل ما نطلع دور كمان وشقتك وشقة حمزة واحد ولا أييه ؟؟
ساد الصمت من كليهما وعلما أن أمرهما قد انكشف لكن لا يعلما كيف وإلى أي مدى انكشف الأمر وحينما طال الصمت تحركت كريمة صاعدة الدرج نحو شقتها وحينما وصلت توجه حمزة بصمت للباب وفتحه دلفت والدته أولا ثم ندى واخيرا دخل هو خلفهما ثم اغلق الباب وتوجه للداخل نظرت لهما كريمة بغيظ قائلة :
– اتفضلوا اقعدوا ..أشارت لحمزة أولا قائلة اقعد يا بيه ثم أشارت ل ندى بنفس السخرية أقعدي يا هااانم
كان منظر الاثنان مثير للشفقة حقا كانا أشبه بتلميذ خائب يؤنبه استاذه على عدم فهمه للدرس بعدما شرحه له للمرة العاشرة كانا يجلسان أمامها مطأطئي الرأس ف بادرت كريمة موبخة ولدها قائلة :
– ندى عند صاحبتها يا ماما صح يا حمزة ؟؟ من أمتا وانتا بتكدب عليا ؟؟ وليه أصلاااا ؟؟ بس قبل أي حاجة وكل حاجة هسأل السؤال الأهم بالنسبالي حاليا وهتحلفوا أنتو الاتنين على المصحف ده وأشارت للمصحف الصغير التي أخرجته من شنطتها للتو ثم اردفت لأني بصراحة بعد كدبتكوا عليا مش هصدقوا تاني
– حمزة : يا ماما بس أفهميني أن…
– كريمة بغضب : أفهم أيه يا حمزة أفهم أن ابني اللي عمره ما كدب عليا من وهو صغير بيكدب وهو كبير وقبل ما أفهم أي حاجة اسمعوني أنتو الأول
عايزة أعرف جوازكم لسة على الورق ولا لأ ؟؟ثم أضافت محذرة واياكوا تكدبوا عليا وأنتو الاتنين هتحلفوا على المصحف أنكوا بتقولوا الحقيقة
– حمزة باستغراب : وليه كل ده يا ماما وهو حتى لو اتجوزنا بجد فين المشكلة ما أحنا متجوزين وسألنا وعرفنا أن جوازنا فاسد مش باطل يعني جوازنا صحيح يبقا وايه يعني لو جوازنا بقا جواز فعلي
أرتج قلب كريمة في صدرها هلعا حينما استنبطت من حديث ولدها أنه تمم زواجه ب ندى لكنها اطمئنت بعض الشيء حينما صاحت الاخيرة قائلة
– والله يا ماما محصلش بينا أي حاجة حمزة ملمسنيش وجوزانا زي ما هوه على الورق وبس
– كريمة وهي تمد يدها لها بالمصحف : احلفي على المصحف
لكن قبل أن تمسكه ندى من يد كريمة هدر حمزة قائلا بضيق :
– وليه نحلف أصلا يا أمي ؟؟ ليييه ؟؟ ويفرق أيه مع حضرتك إذا كان جوازي بندى صوري لسة ولا بقا بجد مش حضرتك اللي كنتي بتقنعينا أننا نتمم جوازنا أنا مش فاهم حاجة أرجوكي يا أمي فهميني ؟؟
– كريمة بأصرار : أحلفوا الأول وبعدين هتفهموا
أمسكت ندى بالمصحف من يد كريمة وحلفت عليه أن حمزة لم يصبح زوجا فعليا لها وانه لم يمسها قط وكذلك فعل هو
بقية الفصل الاخير
وأخيرا هدأت كريمة بعض الشيء ثم أخرجت من صدرها زفرة حارقة وجلست على مقعدها مرة آخرى بعدما وقفت في اللحظات الماضية من فرط توترها ، نقلت بصرها بين كليهما ثم قالت بهدوء وجدية :
– ممكن أعرف منكم حقيقة جوازكم أسبابه الحقيقية مش اللي سمعتها منكم قبل كده ومش هقبل بأي كدب فاااهمين
– أماء كلا من حمزة وندى رأسيهما وبدأ الأول في سرد ما حدث لكن الثانية أوقفته بأشارة من يدها قائلة بأصرار : بعد أذنك يا حمزة أنا اللي هحكي ل ماما الحقيقة زي ما حكيت الكدب لأني عارفة أنك مش هترضى تقولها كلها لكن هي من حقها تعرف كل حاجة من غير حاجة ناقصة ثم بدأت ندى في سرد قصتها من البداية وحتى محاولة انتحارها وانقاذحمزة لها وانتهاءا بطلبها للزواج منه لحمايتها وحينما انتهت من حديثها نظرت لها كريمة بألم ثم تسائلت مجددا :
– طب ليه خبيتوا عليا ؟؟
– ندى بصدق : مكناش عايزين حضرتك تقلقي على حمزة من اللي اسمه كريم ده وتخافي من أنه يأذيه
– أردف حمزة : احنا كنت متفقين على كلام تاني أصلا يا أمي لكن ندى لما شافتك مقدرتش تكذب عليكي خصوصا ف طبيعة جوازي منها لكن بردو من خوفها أن حضرتك تقلقي عليا مرضيتش تقولك موضوع الزفت ده
– كريمة بتساؤل : طب وليه مقلتليش أنها ساكنة هنا معاك في العمارة وأنها جارتك
– ندى : معرفش ده الكلام اللي جه ف بالي ساعتها
– حمزة بنفاذ صبر:ممكن بقا حضرتك تفهمينا أيه اللي بيحصل بالظبط وعرفتي منين موضوع شقة ندى وليه حضرتك مهتمية كده أن جوازي من ندى ميتمش
– تطلعت كريمة فيهما ثم قالت بثقة: أنتو الاتنين جوازكم باااطل مش …
– قاطعها حمزة : يا أمي ما أنتي عارفة أننا سألنا و …
– كريمة مقاطعة أياه : مش عشان سبب جوازكم ولا اتفاقكم
– حمزة وقد رفع حاجبه بدهشة متسائلا : أمال عشان أيه ؟
– كريمة بعدما أخرجت زفيرا مشتعلا من صدرها : عشان أنتو الاتنين أخواات ومفيش حد بيتجوز أخته وبالتالي جوازكم باطل
– حملقا فيها كليهما بدهشة وبدا لا يستوعبا ما قالت فسألها حمزة مستفهما : معلش يا ماماا بس عشان تقريبا كده مفهمناش أو مسمعناش كويس حضرتك قولتي أيه؟؟
– كريمة وقد اعادت ما قالت : قولت اللي أنتو سمعتوه كويس ندى أختك يا حمزة يعني متجوزلكش
– حمزة ببلاهة : معلش بس أختي أزززاي هو حضرتك أكيد تقصدي أختي في الله طبعا يا ماما كلنا أخوات في الله
– كريمة مشددة على كلامها : لأ يا حمزة أختك أختك
– ندى بلغبطة: أخته ..أخته !! أزاااي ؟؟ يعني مامتي مش مامتي ولا بابايا مش بابايا ؟؟ ولا بابايا وماماتي مش بابايا ومامتي ؟؟ ولا ايه ؟؟
– حمزة بمزاح لا يتناسب تماما مع الموقف : أنتا مش ابني على فكرة قصدي أنا مش باباك على فكرة أنا مش عارفني أنا توهت مني أنا مش أناااا
– ندى وقد لكزته بغيظ قائلة : وده وقته هزار أنتا كمااان
– حمزة : يا بنتي أنتي مصدقة الكلام ده يعني أكييد أكييد ماما بتهزر بتردلنا المقلب أو تقريبا ممكن تبقى كدبة أبريل مش أحنا ف شهر أبريل باين
– كريمة بجدية : حمزةةة أنا من أمتا بكدب وابريل أيه ومقلب مين وهي ديه حاجة فيها هزار بقولك ندى أختك
حمزة بعدما تيقن أن والدته تتحدث بجدية فقال بدهشة : أختي أزااي!!
…………………………
إلى هنا انتهت أحداث الجزء الأول من رواية أهداني حياااة
أزاي ندى تبقى أخت حمزة ؟؟ التغيرات اللي هتطرأ على الأحداث بناءا على المفاجأة ديه ؟؟ هل بقا ل عمر فرصة تانية مع ندى ؟؟ كريم ايه اللي هيعمله ؟؟ زياااد هل علاقته ب حلا هتقف عند النقطة ديه ولاهتكون سبب بداية ل علاقة جديدة مع أحدهم ولاااا ؟؟ نسمة هل هتعرف بأخوة حمزة بندى ؟؟ وعلاقتها بحمزة هتتغير ؟؟
أحداااث أكثر أثارة وسخونة ومرح تنتظركم بالجزء التاني من الرواية بإذن الله يكون قريباً…. فانتظروووني على وعد باللقاء ….
إلي هنا تنتهى رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .