الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الرابع

الفصل الرابع(مُساعدة غير متوقعة!)
-يعني ايه ؟!بتقول ايه ؟!هتحسبني هنا !!!
صرخت عبير بجنون …
جمد شريف قلبه …فلا مجال للشفقة الان …أن يكون أنانيا الآن هو الحل الأمثل لمشكلته وهو لن يضيع تلك الفرصة أبدا !!
لذلك ارتدي قناع البرود وهو يقول :
-أيوة بالضبط يا بيري هحـ.بسك…أنتِ لازم تتجوزيه…مش معقول يكون الحل في إيدك وترفضي …هتسمحي اني أتحبس يا بيري …هتسمحي بكده!!!!
تراجعت للخلف ودموعها تتساقط وقالت:
-مليش دعوة …دي مشكلتك أنت …
هزت رأسها بذهول وهي تقول بإستنكار :
-عشان كده جيبتني هنا …بعد ما انقطعت عني لفترة طويلة وحتي مجيتش وقفت جمبي لما ماما ما.تت بس لما احتاجتني جيت فرنسا …
ضحكت بصدمة وهي تكمل بينما تشعر وكأنها سوف تفقد عقلها ؛
-أنت عمرك ما كنت جمبي …عمرك ما حبتني …أنفصلت انت وماما وطول السنين اللي قضيتها بعيد عنك دي كنت يدوب بتكلمني خمس دقايق تقضية واجب وخلاص ..حتي لما جيتلي عشان تبقي جمبي …فرحت وافتكرت اني اخيرا هأخد حنانك …أتاريك جيت عشان تبيعني…تبيعني وتنقذ نفسك !!!أنت أب أنت !!!
أطرق شريف رأسه وللحظات شعر بالخجل …ولكنه نفض هذا الشعور سريعا عنه …هو لن يسمح لعواطفه أن تتغلب عليه …لن يسمح بهذا ابدا …
نظر إليها وقال :
-بعد أسبوعين حفلة عيد ميلاك هتتمي خمسة وعشرين سنة …في اليوم ده هتتعرفي علي عدي رشيد وهنتفق علي تفاصيل الجواز ….
تساقطت دموعها وهي تحدق بيه بذهول …لا تصدق كيف يفعل هذا بها …اي أب هذا …نشجت ودموعها تتدفق أكثر. وبشدة ….
-أنا بجد مش مصدقة أنك كده …أنت نزلت من نظري اوووي ..وأنا مستحيل أتجوز عدي ده وانا هخرج من البيت ده ووريني ازاي هتمنعني …
ثم خرجت من المكتب بغضب وأتجهت الي غرفتها لتجهز حقيبتها….أخرجت حقيبتها بعنف ثم ألقت بها ملابسها …ستذهب من هنا ..حتي لو اضطرت أن تنام بالشارع ولكنها لن تخضع لوالدها ورغبته في أن ينقذ نفسه عن طريقها …هي لن تكون البيدق في تلك اللعبة …لن ينتهي الأمر بها لتكون وسيلة ينقذ بها والدها نفسه …هذا لن يحدث …جرت دموعها علي وجنتيها …كم هي سيئة الحظ بشكل لا يُصدق …والدتها ماتت وتركتها ووالدها يريد أن يبيعها !!!….
انتهت من تجهيز الحقيبة وأغلقتها بعنف ثم رتبت شعرها وخرجت من الغرفة وهي تجر حقيبتها بينما تمسح الدموع التي أغرقت وجنتيها….
تجمدت وهي تجد حراس علي باب الفيلا …ولكنها لم تهتم أندفعت وهي تحاول الخروج ولكن أحدهما توقف أمامها وهو يقول بنبرة جامدة كملامح وجهه:
-ممنوع يا هانم …
-ايه هو اللي ممنوع …ممنوع ايه !!!
صرخت بجنون وهي تدفعه وتضربه ولكنه كان كالحائط لا يتحرك من مكانه ….
-متتعبيش نفسك يا بيري قولتلك مش هتطلعي من هنا ..
قالها شريف بقسوة ثم أقترب منها وهو يعتصر ذراعها بقوة …تصاعدت دموع الصدمة بعينيها …اليوم هو الاسوأ علي الاطلاق في حياتها …لقد.خذلها والدها …سقط من عينيها للأبد …هل يعنفها الآن لكي تنقذه …هل يضحي بها …
قربها والدها منه وهو يهزها بعنف:
-هتتجوزيه يا عبير …هتتجوزيه ..أنا مش هروح السجن بسببك …
ثم جذبها خلفه بقوة أ.لمتها وسار بها تجاه غرفتها ودفعها لتسقط علي الفراش …رفع رأسه والقسوة تتألق بسواد عينيه وقال متجاهلا ضميره الذي يجلده .:
-اتقبلي الواقع يا بيري ..اتقبليه احسنلك واحسنلي …وافتكري اني أبوكي …مش هتكوني مرتاحة لو أتحبست وفي إيديكي تنقذيني …
بكت هي وقالت:
–وانت ضميرك هيكون مرتاح لما تبيعني؟!!!هتكون مرتاح لما ترميني لواحد الله أعلم هيعاملني ازاي عشان تنقذ نفسك !!!عايز تخليني كبش فدا!!!
كانت تصرخ من أعماق روحها…تشعر بالجنون …تتمني أن يكون هذا كابوس …
لم يرد عليها والدها بل نظر إليها بجمود وهو تبكي وتنهار أمامه … عينيها اصبحت بلون الدماء ولكن الشفقة لم تجد طريقها لملامحه المتجمدة …فقط ضميره ما كان يصرخ به …كان يتعذ.ب من الداخل هذا صحيح ولكن من الخارج كان ممثلا بارع …استطاع اخفاء شعوره بمهارة …فإظهار الشفقة الان هي خسارة كبيرة له !!!!
تنهد وهو ينظر إليها وقال:
-ايوة ضميري هيكون مستريح لأن عدي راجل مرتاح ماديا وهيعيشك مبسوطة وجوازكم هيكون مؤقت بس وبعدها اطلقي وعيشي حياتك زي ما تحبي !!
ألقي كلماته في وجهها ثم غادر وهو يغلق الباب لتنفـ.جر هي بالبكاء .
……………..

-اخر حته عشان خاطري ..
قالتها نسرين بدلال وهي تطعمه المكرونة التي أعدتها والتي بالتأكيد اسو.أ مكرونة أكلها بحياته ولكنها هي من أعدته له لذلك سيأكلها ممتناً لو وضعت بها السـ.م …
لم يشأ أن يجر.حها بذلك تناول منها وانهي الطبق بالكامل أيضا ..ابتسمت نسرين وقالت وهي تقرص وجنته بمشاكسة وقالت :
-شطور يا حبيب قلبي …
ثم نهضت وهي تلج الي المطبخ وتغسل الطبق …
نهض يوسف من الفراش بتعب ثم عدل من وضع الفراش جيدا …
-أنت بتعمل ايه يا حبيبي؟!
قالتها نسرين بحيرة ليبتسم لها ويرد:
-نامي علي السرير وانا هنام علي الكنبة هنا ..مش هترتاحي علي الكنبة والاوضة التانية مش مرتبة مينفعش تنامي فيها ….
-انا هنام علي الكنبة ريح نفسك وبعدين انت عامل حادثة يعني لازم ترتاح يا حبيبي …
شدها يوسف وجعلها ترتاح علي الفراش بالقوة وقال:
-لا مستحيل هتنامي هنا اسمعي الكلام …أنا جوزك المستقبلي ولازم.تسمعي كلامي بالحرف …
ضحكت نسرين وهي ترتاح علي الفراش وجذبت يوسف لينام بجوارها وقالت:
-خلاص نام جمبي …
نام بجوارها وهو ينظر إليها بينما يدفن كفه في خصلات شعرها الذهبية ويقول:
-مش خايفة مني معقول ؟!!
ابتسمت نسرين وقالت بصدق:
-أنا بثق فيك يا يوسف وعارفة أن مستحيل تأ.ذيني …
ابتسم لها بحب وقال:
-عندك حق أنا مستحيل أذ.يكي ..مستحيل …أنتِ أغلي من روحي يا نسرين …
احمر وجهها ليقول بلطف :
-نامي دلوقتي وارتاحي أنا تعبتك اووي النهاردة …
امسكت كفها ووضعتها تحت وجنتها وقالت :
-أنت الحاجة الحلوة اللي في حياتي يا يوسف …أنت اللي بقيت ليا بعد ما ماما ماتت وبابا اتجوز خالتي بقيت وحيدة انت بس اللي معايا …
-وهفضل معاكي طول حياتي يا حبيبتي. .
قالتها مبتسما وهو يقبل كفها …
كان ما زال ينظر إليها بينما تحاول هي النوم فلا تستطيع …ضحكت وهي تنظر إليه وقالت:
-ما دام باصص عليا بالشكل ده مش هعرف انام وهتشتت …
-مكسوفة مني ؟!
قالها بتلسية ولكن نظرة العشق بعينيه لم تتغير فهزت هي رأسها…هي تشعر أنه يحاصرها بعشقه…نظرات الانبهار بعينيه لا تنضب ابدا …دوما ينظر إليها وكأنها الشئ الوحيد الجميل بهذا الحياة …ولن تنكر هي تعشق نظراته تلك …
-غريبة يعني ؟!
قالها بذهول ضاحك لتعقد حاجبيها وتقول :
-ايه الغريب يعني هو انا مش بنت وعادي اتكسف ؟!
شبك أصابعه بأصابعها وقال؛
-أنتِ ست البنات كمان يا قمري …بس احنا مش بيننا كسوف يا نسرين …أنا اقرب ليكي من نفسك حتي ..واقرب ليكي من أهلك كمان …
-مفيش شك في كده ..انت اهم واحد في حياتي ..
كلمتها البسيطة تلك عززت غروره أكثر….هو يريدها لنفسه ولن ينكر هذا ابدا !!
هزت كتفيها وأكملت:
-بس نظراتك ليا يعني …
ترددت وهي لا تجد الكلمة المناسبة ليكمل هو عنها:
-مش مريحة ؟!
هزت رأسها بالنفي فأكمل هو :
-اومال مال نظراتي يعني ؟!
ضحكت بخجل وقالت ؛
-نظراتك فيها تملك غريب ….انبهار مبيخلصش يا يوسف …بحس اني اجمل واحدة في الدنيا دي كلها ..
-ودي حقيقة …أنتِ اجمل بنت شوفتها في حياتي كلها …
-يا بكاش…
قالتها ضاحكة ثم أكملت:
-أنت نصاب يا يوسف علي فكرة بابا كتير بيحكيلنا ازاي كنت مدوب البنات …
ابتسم واعترف:
-فعلا انا كنت بتاع بنات مقدرش أنكر بس لما حبيتك بقيت ليكي أنتِ وبس يا حبيبي وصدقيني مفيش واحدة في حياتي غيرك …
ابتسمت بإطمئنان وشعرت بثقل في أجفانها ..كانت تقاوم النوم لأجل أن تتكلم معه ولكنها فشلت في النهاية وغرقت في النوم….ابتسم يوسف بحب وهو ينظر إلي ملامحها بحب ..عشق ووله …اقترب ثم طبع قبلة علي جبينها ونهض بتعب من علي الفراش ..قرر أن يدعها تنام علي راحتها واتجه نحو الأريكة وهو ينام عليها مفكرا ان نسرين أصبحت تشغل حيزا كبير من حياته …ما يشعره نحوها اكبر من العشق…بل هو الهوس …هو مهووس بها …جمالها وابتسامتها التي لا تُقاوم…عينيها التي تلمع له وقلبها الذي يصرخ بإسمه ولكنه يخاف …يخاف أن تتسرب من يديه …يخاف أن تدرك يوما ما أن فرق السن بينهما لن يجعل علاقتهما ناجحة .وهو لا يجب أن يسمح لها أن تتسرب من حياته بتلك الطريقة …يجب أن يتمسك بها والطريقة الأمثل كي يربطها بها هي الزواج …يجب أن يتزوج نسرين بأسرع وقت ممكن !!!
…………

خرج من الحمام مرتديا بنطال اسود فقط بينما جذعه عاري …كان يجفف شعره الاسود اللامع بمنشفة تجمد فجأة وهو يراها جالسة علي فراشه …ترتدي منامة وردية وشعرها مطلوق بحرية …
-أنتِ بتمشي وأنتِ نايمة ولا ايه ؟!
قالها موسي ببرود وهو يحاول السيطرة علي غضبه كي لا يصفعها علي وقاحتها …نظرت إليه فجأة واتسعت عينيها وهي تراه عاري الجذع …احمرت من الخجل وارتبكت وكادت أن تهرب فعليا ولكن لم ترد أن يتهمها أنها جبانة بل فضلت أن تبقي بينما حاولت بجهد أن تجعل نظراتها مثبتة علي عينيه التي افقدتها عقلها؛
-حبيت أشوفك فجيت …
زفر بضيق واتجه الي خزانته واستل كنزة بيضاء وقال:
-بدأت اتضايق منك والله يا ليان …مش ناوية تسيبيني في حالي !!!
نهضت ووقفت بجواره وهو يرتدي كنزته وقالت:
-لا مش هسيبك في حالك الا لما تقول انك بتحبني …
نظر إليها ببرود وقال:
-اقول ليه حاجة أنا مش حاسس بيها يا ليان ..أنا مش بحبك …تعبت وانا بقولك الكلمة دي ..أنا مش حابب اعمل اي حاجة تضايقك …مش عايز ازعلك بعتبرك لسه صغيرة وطايشة …بس انا فعليا بدأت اتعصب منك !!!
اصطنعت ابتسامة جميلة علي شفتيها رغم أن كلماته تختر.ق قلبها كالخنجر واقتربت منه وهي تضع كفها علي ذراعه وقالت:
-انا بحبك يا موسي وعمري ما هستسلم.ابداً …أنا مش هفقد الأمل فيك ابدا …هستني اليوم اللي هتحبني فيه …هستناك دايما .
ابتسم بآسف وقال:
-يبقي هتستني كتير ..معتقدش أن هيجي يوم وأحبك يا ليان …أنا قلبي مش ملكي عشان أدهولك يا ليان …شوفي حد غيري معجبينك كتير …
اقلقتها كلمته الأخيرة ولكنها لن تستلم ..هي تعشقه …ستكون دوما حياتها منقوصة بدونه …لقد امتلك قلبها واقتنعت أن لا يمكنها أن تنساه ابدا …هذا مستحيل !!!
-أيه رايك نتراهن؟!
قالتها فجأة بشقاوة وحاجبيها يترقصان بعبث يليق بشخصيتها العابثة تماما…هذا الجانب منها الذي لا تظهره الا له …فهي دوما كانت مرغوبة من الرجال من حولها سواء زملاء الدراسة أو أشقاء صديقاتها ولكن تعاملها معهم دائما كان جاف …كانت تبرز ذلك الجزء الجامد من شخصيتها …الشخصية الحادة المترفعة التي لا تسمح لأحد بالإقتراب منها …لم تخضع ابدا لأحد مهما بلغت وسامته أو ثراؤه…كان قلبها دوما ينفر منهم لانه حُكم عليها أن تعشق رجلاً لا يشعر بها …حُكم علي قلبها أن ترغب برجل ليس في متناول يدها رجل أخبرها بأسوأ الطرق أنه لا يحبها ولا يريدها وصرح بطريقة غير مباشرة أنه مغرم بشخص آخر …هذا الرجل الذي أعطته قلبها فحطـ.مه….رمت كبرياؤها عند قدميه فداس عليه بلا مبالاة …هذا الرجل الذي يصر دوما علي طر.دها من حياته …لا يسمح.لها بأن تلج الي قلبه ..محصن ضد سحرها قلبه محمي من التأثر بها وكم تتمني أن يعشقها …لماذا تحب هذا الرجل …لطالما تساءلت عن السبب الحقيقي ..هي فقط لا تستطيع التوقف عن حبه …دوما تتخيل حياتهما سويا …تتخيل عينيه عندما ستلمع لها بعشق …قبلة دافئة من شفتيه تحط علي جبينها …لمسه دافئة ليديها وعناق رائع يحتضن فيه قلبها …يدلل أنوثتها الجر.يحة …تتخيل وتتخيل ثم تنام في النهاية وهي لديها أمل في الغد !!
ابتسمت وهي تخرج من شرودها وكررت مرة تانية :
-تحب نتراهن يا موسي ؟!
-نتراهن علي أيه مش فاهم ؟!
قالها وهو يرفع حاجبيه للاعلي بينما تلك النظرة الشقية بعينيها لا تريحه ابدا …ليكن صريحا هو خائف من أن تستطيع أن تخترق الحواجز التي بناها حوله!
ازدادت ابتسامتها اتساعا وقالت بشغف :
-نتراهن انك هتحبني في النهاية وانت بنفسك هتعترف إني كل حياتك ….
ضحك بسخرية علي كلامها وقال:
-بتحلمي .
هزت كتفها وقالت:
-ليه منجربش راهن ونشوف مين اللي يكسب … اديني تلات شهور بس واوعدك انت بنفسك هتيجي تقولي بحبك يا ليان …
هز رأسه وقال:
-ماشي يا ليان هنلعب لعبتك بس بشرط لو التلات شهور خلصوا ومعترفتش بحبك يبقي خلاص تبعدي عني خالص ومتجيبيش سيرة الحب تاني علي لسانك وتبطلي تدخلي اوضتي كل شوية مفهوم!!
-مفهوم يا باشا انا موافقة …
ابتسم لها وقال:
-كده يبقي اتفقنا اطلعي برا اوضتي …
-موسي بطل قلة ذوق !!!
قالتها ليان بغضب ليمسك موسي ذراعها ويدفعها للخارج ويغلق الباب بوجهها ويقول:
-ودي الطريقة اللي هتتعاملي بيها لو دخلتي اوضتي تاني !!!!
……………….
في اليوم التالي ….
فتحت عينيها ببطء لتشهق فجأة وهي تجلس علي الفراش جاذبا الغطاء علي جسدها …
-شوفتي عفريت ؟!
قالها ياسين ببرود وابتسامة ساخرة تشق شفتيه….
-أنت خضتني !!
افلتت ضحكة بسيطة وأصبحت ملامحه مسترخية أكثر وقال :
-كنت بتأملك …ممنوع أتأمل جمال مراتي يعني يا وردة ؟!
نظرت إليه بتوجس …لا ..لا هذا ليس المعتاد منه أبدا!!لما هو بهذا اللطف منذ أمس …لا يلقي عباراته الساخرة الا قليلا حتي بروده أحيانا يتبدد والآن يضحك لها ويدللها !!!مؤكد هذا فخ …
ضحك بقوة وقال:
-بطلي تفكير يا مراتي وقومي يالا…
هزت رأسها بطاعة وقالت:
-عايز تفطر صح ؟!هحضر الفطار بس …
قاطعها وهو يضع أصابعه علي شفتيها ليرتعش جسدها بينما يقول بلطف :
-لا متتعبيش نفسك يا روحي احنا هنفطر برا …
ثم نهض وقال:
-يالا أجهزي ….
-هنفطر برا !!!!
قالتها بصدمة ليرد هو مازحا ؛
–ايوة نفطر برا ايه المشكلة يعني …أنا مش رجل دكتاتوري يا حبيبتي هحبس مراتي …لازم تخرجي ده حقك عليا…
رباه …تغيره فجأة هذا يخيفها …صحيح يعجبها قليلا ولكن الأمر أنه أصبح لديها شكوك انه يعاني من الشيزوفرينيا …مستحيل أن يكون هو نفسه ياسين البارد الذي لا يتوقف عن السخرية منها …
-ما يلا يا حبيبتي بقا ولا الغيها وأقعدك في البيت زي القردة !!!
ادرات عينيها بملل وفكرت أنه ها هو عاد لقلة ذوقه !!
نهضت ورد وهي ترتدي الروب وقررت أن تستحم اولا ثم ترتدي ملابسها ….
….
بعد نصف ساعة .
كان ياسين ينظر إلي ساعته وقد بدأ غضبه يتصاعد وقال مؤنبا نفسه:
-انا ايه اللي خلاني اقولها هخرجك ..اهي ما.تت جوا ومطلعتش لحد دلوقتي ..ياربي الستات كلهم عندهم نفس الداء الز.فت يقعدوا ساعتين عشان يلبسوا …لو اتأخرت عشر دقايق كمان هلغي الخروجة!!
اغمض عينيه وهو يهدأ غضبه وقال بإستياء:
-الستات عمرهم ما هيتغيروا ابدا !!!
فتح عينيه عندما شعر بوجودها …توقف للحظات. هو يتأملها وقد اختفت السخرية تماما …احمر وجه ورد واطرقت برأسها وهي تفرك كفيها بتوتر …نظراته تلك كانت توترها أكثر وأكثر …
نظرة استحسان أطلت من عيني ياسين وهو ينظر إلي فستانها الأبيض المتناثر عليه الزهور بطريقة عشوائية رائعة …شعرها الطويل المنسدل علي كتفها وأخيرا صندلها البسيط …كانت بسيطة ولكن جميلة …جميلة للغاية ..
-طالعة حلوة اوووي .
قالها بصدق …شعرت بالدهشة وهي تنظر إليه …انتظرت السخرية المعتادة أو الكلمات السا.مة التي تخرج من فمه ولكن لا شئ علي الإطلاق بل مد كفه لها لتضع هي كفها بكفه فيحتويه هو ويسير بها للخارج ….
…. ….
بعد نصف ساعة تقريبا …
كانت ورد تنظر مبهورة الي ديكور المطعم الذي اخذها له ..كان المطعم ملون بطريقة تشعرها بأنها في أحد أفلام الرسوم المتحركة ..والطاولات مرتبة بطريقة مريحة …الجو هادئ وصوت فيروز يزيد الجو سحر …كانت ورد تردد اغنية فيروز دون أن تشعر
زورونى كل سـنة مرة
حرام تنسـونى بالمرة
أنا عمــلت إيه فيـكم
تشاكونى واشاككم
أنا اللى العمر اداديكم
حرام تنسونى بالمرة
حرام تنسونى بالمرة
يا قلبي على مالوش حــد
طول عمره يقاسى الوجــد
وتجـــرى دمعتـه ع الخـد
مسكين حـاله بالمرة
يا خوفي والهوى نظرة
تيجي وتروح بالمرة
حبيبي فرقتك مرة
حرام تنسونى بالمرة
حرام تنسونى بالمرة
-صوتك حلو اووي ..
قالها ياسين مبتسما لتتوقف ورد عن ترديد الاغنية واحمرت وجنتها بخجل …اخذت تفرك كفيها بتوتر وهي لا تجرؤ علي رفع عينيها له ..
-أنتِ بتتكسفي معقول ؟!سبحانه !!
نظرت إليه فجأة وقالت:
-متكسفش ليه يعني ؟!.
-لانك ما شاء الله لما بتجادل معاكي بكلمة بتردي بعشرة !!
افلتت ضحكة رائعة من شفتيها وقالت:
-بس الموضوع مختلف
-ايه المختلف ؟!
قالها وهو يتناول الإفطار …هزت هي كتفها وقالت:
-أنت مختلف النهاردة…يعني أنت في العادة بترمي دبش …بتتريق الي اللي قدامك ونظراتك دايما باردة فده مخليني مشوشة عشان النهاردة كل ده اختلف …انت بتعاملني كويس …خرجتني و…
مد يده وأمسك كفها وقال :
-أنا عارف ان بدايتنا كانت غلط يا ورد بس اوعدك اني هحاول اخليكي مبسوطة …حتي لو حياتنا مفهاش حب هيكون فيها احترام و….
-الله ياسين أنت هنا ؟!
قالها صوت مألوف …رفعت ورد رأسها لتري جوري مبتسمة وهي تنظر لياسين…تبددت المودة بعينيه وحل محله البرود لتقول جوري بحماس:
-ايه الصدفة الحلوة دي يا ياسين أنا كمان جاية أفطر هنا …علي فكرة أنا مش بلاحقك ولا حاجة بس المطعم ده ….
-محدش مهتم …
قالها ياسين ببرود لتنظر إليه جوري بحيرة فيكمل هو :
-أنتِ ليه بتبرري وجودك هنا تقدري تعملي اللي أنتِ عايزاه وتروحي المكان اللي عايزاه وصدقيني محدش مهتم يعرف أنتِ بتعملي ايه هنا يا جوري !
هل من المنطقي أن تشعر بالشفقة علي طليقة زوجها ؟!حسنا هي شعرت بالشفقة عليها …وخاصة عندما رأت لمعة الدموع بعينيها …
ضغطت جوري علي كفيها فقال ياسين :
-ودلوقتي لو سمحتي حابب اتكلم مع مراتي متقفيش فوق راسنا كده …امشي!
………..
-صباح الخير .
قالتها نسرين وهي تضع كفها علي رأس يوسف بينما تبتسم له برقة …
ابتسم يوسف وقال:
-ده اجمل صباح عدا عليا يا حبيبتي …صباحك ورد …
ضحكت نسرين ونهضت وهي تقول :
-طيب يالا بقا عشان أفطرك وأمشي ..
امسك كفها وقبله قائلا:
-افضلي معايا شوية .
ابتسمت بآسف وقالت:
-للأسف مينفعش ورايا كلية يا حبيبي ولازم اروح البيت عشان بابا ميضيقهاش عليا واعرف اجيلك تاني …
زفر بضيق فجلست بجواره وهي تقول بتردد:
-بقولك ايه يا جو ؟!
انتبه إليها وقال:
-قولي يا حبيبي …
ابتلعت ريقها وقالت:
-أنا مش مرتاحة لموضوع اني بقابلك من ورا بابا .. يعني احيانا بحس ضميري بيعذ.بني …صحيح أنا متضايقة منه عشان اتجوز خالتو بس هو كويس. طيب معايا ودائما بينفذلي طلباتي وانا مش حابة اقهـ.ره بالطريقة دي !
استوطن الخوف في عينيه وقال بصوت مهتز:
-ي…ي..يعني ايه يا نسرين عايزة تسيبيني !!!
هزت رأسها بقوة وهي تمسك كفه بقوة وتقول :
-مستحيل يا جو …أنا مستحيل اسيبك …أنا مش هبعد عنك الا وقت ما أموت بس …محدش هيفرقني عنك غير المو.ت وبس …
-اومال قصدك ايه يا نسرين ؟!
قالها يوسف بتوجس …لتبتلع ريقها وتقول :
-يعني نتجوز اطلبني من بابا !
زفر براحة وقال وهو يضر.بها علي كتفها:
-يا شيخة خضتيني افتكرت هتقوليلي خلينا ننفصل كنت وقتها هقـ.تلك !!
ضحكت وقالت:
-مستحيل يا حبيبي انت مش هتخلص مني أبدا يا جو …أنا لازقالك لآخر عمرك …
-يا ستي الزقي براحتك …
قالها وهو يقبل رأسها بقوة ثم أكمل :
-يالا يا حبيبي روحي الكلية ربنا يوفقك ..
-حاضر يا جو ..
قالتها وعينيها تتألق تألق أمرأة واقعة في العشق …
غادرت وتركته ليشعر بالوحشة …تلك الصغيرة تلون حياته السوداء البائسة …كيف يتخلي عنها ..
فكر مبتسما …
رن جرس الباب فجأة ليضحك وهو يدرك أنها عادت …يبدو أنها غيرت رأيها وهذا سوف يكون من دواعي سروره أن تقضي معه المزيد من الوقت …أن يتنعم أكثر بحبها…تلك الجنية الجميلة …
نهض بتعب ليفتح الباب مبتسما وما أن فتح الباب اختفت ابتسامته سريعا وهو يري صديقه منير ينظر إليه بعتاب سافر …
-منير …
قالها وهو يزدرد ريقه …هل رأي نسرين تخرج من عنده يا الله يتمني ان يكون الجواب لا !!!منير شوف يخبر كريم بكل شئ …
ولج منير الي المنزل وقال بصوت يهتز من الغضب :
-بنت صاحبنا كريم بتعمل ايه عندك يا يوسف واياك.تكد.ب وتقول مكانتش عندك أنا شوفتها بس هي مشافتنيش ..
أطرق يوسف بخجل وهو لا يعرف ماذا يقول بالضبط ليزعق منير به ويقول :
-انطق يا يوسف نسرين بتعمل ايه هنا ؟!!البنت كانت بتعمل ايه هنا في الوقت ده …انطق …وايه علاقتك بيها !!!
-بحبها …بحبها !!!
صرخ بها يوسف بقوة بينما يلهث …كان مرتعبا …لو أخبر منير كريم سوف يخـ.سرها بكل تأكيد وقلبه لن يتحمل هذا …سوف يكون بكل تأكيد …
-بتحبها…بتحبها ازاي يا يوسف دي بنت صاحبك ..وبعدين ده انت لو أتجوزت كنت خلفت قدها أنت أتجننت!!!
صاح به منير ..ليحك يوسف شعره بتوتر ويقول:
-بحبها يا منير …عارف انها صغيرة بس حبيتها وهي كمان حبتني …
اقترب يوسف من منير وقال بتوسل:
-متقولش لكريم يا منير أنا قريب هعترفله وأطلب ايديها منه !!
اتسعت عيني منير بصدمة وصاح:
-أنت أتجننت يا بني آدم انت …تتجوز مين وتفتكر ان كريم هيرضي يجوزهالك .
برقت عيني يوسف بشكل مخيف وقال:
-لازم يقبل …لازم محدش هيقدر يأخد نسرين مني ولو حتي كريم …
-انت أناني ومجنون يا يوسف … يا مجنون حرام عليك بتضحك علي عيلة زي دي وتقنعها انك بتحبها …
-انا بالفعل بحبها ..نسرين هي حياتي…
هز منير رأسه وقال :
-لا يا يوسف فوق لنفسك …انت بتستغل نسرين عشان تنسي اللي عملته فيك رقية …وصدقني لما كريم يعرف هتخسر كتير اوووي وبكرة نسرين هتعرف انها مش بتحبك ولا حاجة …لأن ده وهم !!!
امسكه يوسف من قميصه وأخذ يهزه بقوة ويقول:
-اخرس ..اخرس…نسرين بتحبني …نسرين ملكي …محدش هياخدها مني ولا هي هتبطل تحبني …نسرين ليا !!!!
دفعه منير وابتعد عنه وهو ينظر إليه بإشمئزاز وقال:
-هتسيبك يا يوسف …لأنها هتكبر وتعرف ان ده مش حب ..وهتتجوز واحد من سنها وانت اللي هتندم صدقني !!!
ثم تركه وذهب غاضبا !
…………….

في اليوم التالي …
جففت العرق من علي جبينها ثم عادت وهي تمسح أرضية المشفي بكل نشاط بينما تغني بصوت مسموع قليلا كي تلهي عقلها الذي لا يتوقف عن التفكير …فجأة توقفت وهي تري يحيي يقترب منها بإبتسامته اللطيفة كالعادة …لهثت وهي تسمع دقات قلبها العنيفة …ماذا يحدث لها ؟!!ماذا يملك لتنجذب إليه لهذا الحد …منذ أن عملت هنا وهي لا تتوقف عن التفكير عنه …لم تستطع منع ابتسامة حالمة ارتسمت علي شفتيها بينما عينيها البنية تألقت أكثر …
-ازاي حضرتك يا دكتور .
قالتها بلهفه ليبتسم له بمجاملة ويقول:
-اهلا ازيك يا …
تردد وهو يحاول تذكر اسمها …خاب أمل رانيا وقالت بصوت حاولت أن يكون طبيعي :
-رانيا يا دكتور…
ضحك وقال:
-آه رانيا .مبسوطة معانا هنا ..
-ايوة يا دكتور شكرا ..
قالتها بإبتسامة حقيقية …فأجمل أوقاتها تقضيها وهي تتأمله …تشعر أنه من عالم آخر …أمير خيالي جاء لإنتشالها من واقعها البائس …
-جميل اووي يا رانيا ..مبسوط انك حبيتي الشغل عن إذنك .
ثم تركها وغادر …
وضعت كفها علي قلبها وقالت:
-ده بيكلمني …بيمشي ويكلمني عادي اووي ..وكمان حفظ اسمي خلاص …اه صحيح كان ناسيه الأول بس خلاص حفظه …
-أنتِ بتكلمي نفسك يا رانيا !
قالتها مني بذهول لتصرخ رانيا وتنظر الي مني برعب …
وضعت مني اصبعيها في أذنيها وقالت بتذمر :
-أنا مش قولتلك يا بني آدمة أنتِ متصرخيش في وش حد تاني …جيبتيلنا صرع بصراخك ده مالك يا بنتي !
عضت رانيا شفتيها بتوتر وقالت بإعتذار:
-أسفة ..اسفة بجد يا أبلة كنت سرحانة وأنتِ خضتيني !
ربعت مني ذراعيها وقالت:
-كنت سرحانة في أيه يا اختي بقا ؟!
وقبل أن تفكر رانيا قالت:
-دكتور يحيي يا أبلة وقف وكلمني عادي خالص
ضحكت منى وقالت:
-ده اللي مخليكي مش مركزة يعني …يا حبيبتي دكتور يحيي بيعمل مع الكل كده مش أنتِ بس …يعني متفتكريش نفسك مميزة !!!
شعرت رانيا بخيبة الأمل …لقد شعرت بالفعل أنها مميزة ولكن الحقيقة انها أخطأت التقدير !!!
……..
كانت جواهر ترتجف وهي تقف أمام غرفة عبير التي تصرخ بالداخل وتحـ.طم الأشياء …لقد طلبها السيد شريف واخبرها أن تحاول تهدئة ابنته قليلا وهي قررت مساعدته وأتت لتتكلم مع عبير وتري ما الذي بها …وما الذي جعلها غاضبة لذلك الحد !!!
استجمعت جواهر شجاعتها وادارت المقبض وولجت الي الغرفة لتشهق وهي تضرب علي صدرها بينما تري الغرفة في حالة فوضي …فوضي في الحقيقة كلمة قليلة فالغرفة بدأت وكأنها ساحة حر.ب !!!كل شئ محـ.طم بينما عبير كانت في حالة هيسترية وانهيار شديد …تبكي وهي تكـ.سر الاشياء …
ركضت جواهر إليها وضمتها وهي تقول برعب:
-بيري …بيري مالك فيه ايه ؟!.
-عايز يجوزني …عايز يجوزني بالغصب يا جواهر …بابا جايبني هنا عشان يبيعني لشريكه …عمرك شوفتي أب بالشكل ده …عمرك شوفتي أب يبيع بنته يا جواهر !!!
صرختها الأخيرة كانت تعبر عن القهـ.ر والسخط …كانت بالفعل قد كر.هت والدها …انها.رت عبير علي الأرض وهي تبكي بقوة وتقول:
-مش هقدر اتجوزه…مش هقدر اتجوزه يا جواهر ولو بابا أجبرني همو.ت نفسي …همو.ت نفسي وهرتاح!!!
جلست جواهر بجوارها وهي تضمها بحنان وتقول :
-مش هتتجوزيه يا بيري متقلقيش …أنا هتصرف…
ابتعدت عبير وقالت ببهوت:
-هتعملي ايه يعني ؟!
تألقت عيني جواهر بخبث وقالت:
-ههربك من هنا!!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط