الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 15

الفصل الخامس عشر(لن تكوني ملكي )
“أنت لست لي ولكني أحبك .. ما زلت أحبك .. وحنيني إليك يقتلني وكرامتي تمنعني وكل شيء يحول بيني وبينك. “
محمود درويش.
تجمدت عبير وهي تنظر إليه بينما قلبها يخفق بقوة …رباه ماذا سيحدث الآن!!! بالتأكيد سوف تكون فضـ يحة كبيرة …كان أمير ينظر إليها بحد.ة …وجهه اصبح مصبوغ بحمرة الغضب …عينيه الذهبية تشـ.تعل بها النير ان …ازدردت عبير ريقها وتراجعت قليلا للخلف وتصاعدت دموع الر عب بعينيها
-نسوان !!نوح جايب في البيت نسوان !!!
صرخ بها امير بغضب وهو يجد تلك الفتاة التي تنظر إليه برعب والتي كانت خارجة من حمام منزله ..كان مصدوم من نوح الذي استغل غيابه وأتي بنساء الي المنزل !!…
-اسمعني بس …
قالتها بر عب ليصر خ امير وهو يستدير :
-نوح …نوح انت فين يا أحقـ ر خلق الله بقا تجيب نسوان في بيتي الطاهر الا مدخلتهوش واحدة ست غير امي الله يرحمها …ده جزاتي اني لميتك من الشوارع ودخلتك بيتي الطاهر ..عايز تنجـ سه…
ضربت عبير علي وجهها برعب وهي تقول:
-ياربي هنتفـ ضح …يا أمير اسمعني …
قالتها وهي تركض وتقف أمامه…اشاح بوجهه وهو يقول بضيق :
-لو سمحتي يا ست انتِ البسي عباية ولا اي حاجة وروحي من هنا وربنا يستر علي ولايانا …أما ابن الكلـ ب اللي اسمه نوح أنا هوريه ..
-احترم نفسك متشتمش بابا !
صرخت به بإنفعال ليرد هو :
-ليه هو نوح اخوكي ؟!!
-لا نوح يبقي أنا وانا ابقي نوح !!!
تراجع للخلف وهو ينظر إليها …وبدأت الاحداث تترابط بعقله…لقد عرف الآن ..عرف انه تعرض للخدا.ع من قبلها …لقد كان غبي ليقع في فخها وصدقها بكل بساطة!!!!…
ذهبت عبير من أمامه وتركته مذهولا لترتدي شئ محتشم …بعد قليل خرجت من الغرفة لتجده ما زال يقف متصنما ..لم يتحرك حسنا شعرت بالتوتر الآن اقتربت منه وقالت بهدوء :
-أنا هحكيلك عن كل حاجة …
ثم بدأت تقص عليه كل شئ
وبعد أن انتهت نظرت إليه وتمنت أن يكون قد فهمها ولكن للاسف نظراته ما زالت مشتعلة …ما زال الغضب يسيطر عليه ..
-أنتِ كد بتي عليا !!!عشتي معايا كأنك راجل !!!
كانت نبرته مصدومة وهو ينظر إليها بينما بدأت الدموع تحتشد أكثر بعينيها
-أنتِ كد.بتي عليا خد.عتيني؟ !!يا ترى كنتي فرحانة وأنتِ بتستغفليني؟!فرحانة وأنتِ شايفاني كأني حمـ ار!!.. انطقي..
صرخ بها لتتراجع للخلف والدموع تطفر من عينيها ..بعينيه الذهبية كان يشع الأ.لم …لقد جرحته..أ.لمته تعترف بهذا !!
هزت رأسها وهي تبكي وقالت:
-لا يا أمير أنا عمري ما شوفتك كده أبداً … بالعكس انت انسان شهم وجدع ساعدتني كتير …
دفع المقعد الخشبي أرضا لتصرخ هي بر.عب بينما يزعق هو :
-وده جزائي بعد ما كنت شهم وجدع معاكي !!جزائي تستغفليني وتعيشي في بيتي كأنك راجل …اكيد كنتي بتضحكي عليا لأن كنت مصدقك زي العبـ يط …كان الموضوع مسلي صح ..مسلي اني أكون المغفل اللي دايما يصدق كدبك …
-يا امير اسمعني …
-أخر سي…اخر سي…متجبيش سيرتي علي لسانك ..مش عايز اشوفك هنا …اطلعي برا …اطلعي برا بيتي !!!
-ممكن بس ..
قالتها وهي تبكي ولكنه قاطعها وهو يعتصر ذراعها بعـ نف بينما الأ.لم يشع من عينيه :
-أنا عمري ما فكرت أمد إيدي علي ست فبلاش تكوني أنت الأولي …قولتلك امشي من هنا !!
ثم دفعها نحو الباب وقال:
-مش عايز اشوفك ولو حتي صدفة ..عمري ما هسامحك علي خدا عك ليا وانك عاملتيني كأني مغفل استغليتي طيبتي وضحكتي عليا ..اطلعي برا يالا …برا بيتي وبرا حياتي !….
اخذت تبكي وهي تنظر إليه وقالت بصوت مختنق :
-أمير متتخلاش عني …أنا مليش حد …
-وانا مالي…أنا مالي …انتِ واحدة كد ابة تستاهلي اللي هيجرالك …أنا بكر هك…بكر هك ..ومش طا يقك…ومش مصدق انك خلتيني لعبة في إيديكي …أنا ابقي لعبة !!!!
ابتلعت ريقها ودموعها ما زالت تتساقط ثم استدارت وفتحت الباب وخرجت دون أي محاولة آخرى …حسنا هي المخطئة وليس هو …
بينما تنزل السلالم المتهالكة قليلا شهقت وأحدهما يمسك ذراعها نظرت لتجده أمير يضغط على أسنانه بقوة وقال:
-رايحة فين ؟!
-أنت اللي قولت …
ولكنه قاطعها وقال:
-يالا على فوق …يالا …
ثم جذبها خلفه …
….
ادخلها للمنزل وقال:
-هتنامي في الاوضة وتقفلي على نفسك الباب …مش عايز المحك قدامي …لما اكون برا البيت اقعدي في الصالة براحتك واتمشي في البيت براحتك …لكن طالما أنا في البيت تلزمي الاوضة دي مفهوم !!!
هزت رأسها بطاعة وهي تتجه الى الغرفة وتغلقها عليها جيدا…
تنهد أمير وقال:
-ايه المصـ يبة دي ياربي …لو حد عرف انها عايشة معايا هتبقي فضـ يحة…ربنا يستر !
……….
-أنت…أنت بتعمل ايه ؟!!
قالتها بتلعثم وهي تنظر إليها بر عب …كان يشرف عليها من الاعلى ..كم ارتعبت وقتها …شعرت أنها ضئيلة مقارنة بحجمه الضخم …
ابتسم عدي بمـ كر وقال:
-ايه عايز اخد حقي الشرعي مش آن الأوان تديهولي يا عروسة …ولا هنفضل أخوات كده علطول …
ازدردت ريقها بر عب ثم بدأت الدموع تتصاعد لعينيها واستخدمت سلاحها الاقوي الآن …وكان السلاح الأقوي هو دموعها …إذ انفـ جرت بشكل مفاجئ بالبكاء مما جعله يرتبك ويبتعد عنها ويقول:
-بتعيطي ليه ؟!
-عشان أنت هتاخد حقك مني بالعافية !! …هتعتدي عليا !!اتفضل يالا …كلكم كده …كلكم !!!
-اعتدي عليكي ايه …أنا جوزك يا هانم !!!
زعق بها وقد اغضبته كلماتها لتنهض من الفراش وتقول وهي ما تزال تبكي بشكل يمزق القلب وتتقطع كلماتها من شدة شهقاتها:
-ما هو ده المبرر اللي بتستخدموه عشان تأخدوا اللي أنتوا عايزينه …اتفضل يالا خد حقوقك بالعافية مني …اعمل زيه !!
-زي مين بالضبط !!
قالها بعصبية وهو ينظر إليها …لن ينكر بكاؤها كان صادق …كان يتأثر بها. ….وهو لم يكن يريد هذا ابدا …لا يريدها أن تسيطر عليه بتلك الطريقة !!!
مسحت دموعها وقالت:
– مش مهم تعرف …بس مش عايز حقوقك …يالا تعالي خدها وأغو ر أنا في ستين دا هية …خليك نسخة منه وزي ما اتجوزتني غصب المسني بالغصب …
غضب…لقد استطاعت إشعا ل غضبه …لم يتحمل وهو يقترب منه …يجذبها ثم يدفعها نحو الحائط …يحاصرها هناك بينما يتصاعد التوتر داخلها ولكنها يجب أن تُكمل ما بدأته …حتي لو ستكذ ب مليون مرة ..ولكن لن تدعه يلمسها …
-أنا ملمستش غصب عنها يا عبير …لا عمرها حصلت. لا هتحصل …
-بس بتتجوزهم غصب عنهم.صح !!
قالتها وهي ترفع رأسها بقوة …لا يبدو أنها خائفة منه ابدا …ولكن داخلها كانت حقا ترتعش …هي تعرف أن هذة حر بها …حر بها لتُحافظ على نفسها …يجب أن تخرج من تلك الزيجة المز يفة سلمية ولا تخسر أي شئ !!
-ابوكي اللي عرضك للبيع!!
رفعت رأسها وقالت:
-عشان حضرتك كنت هتحبسه بالشيكات دي يعني هددته وبقيت أنا كبش الفدا بتاعكم …فمش هتفرق اتفضل يالا المسني بالغصب …اعتد ي عليا…الحاجات دي مبتفرقش معاكم …
-عبير متعصبنيش !!!
زعق بها وهو يضغط على ذراعها بشكل اقوي ولكنها لم تستسلم …ستغضبه حتى يبتعد عنها …
-أنا بقول الحقيقة …
خنـ قها فجأة وقال بصوت مشتعل:
-اقولك انا الحقيقة بقا …ابوكي هو اللي واطي …هو اللي عرضك عليا عشان محبـ سهوش قالي لو عجبتك بنتي خدها…دي حقيقة ابوكي ..فلو شايفاني بشـ ع فأبوكي أبشـ ع مني !!!
ثم افلتها لتسعل بقوة ….فابتعد عنها وغضبه ما زال مشـ تعل …عرف أنه لو مكث في الغرفة معها أكثر من هذا بالتأكيد سوف يحـ طم رأسها …وهو لا يريد أن يصل لتلك الدرجة معها …العنـ ف ليس من شيمه وخاصة مع النساء ….
اخرج ملابس بيتيه له من الخزانة ثم بدأ يرتديها وخرج مسرعا من الغرفة …جلست جواهر على الفراش وهي تضع كفها على عنقها وتقول:
-الحمدلله …الحمدلله …أنا النهاردة كنت هخسر كل حاجة بسبب ابن المجنونة ده ..بس الحمدلله اتسترت لازم اخلي بالي بعد كده
تنهدت وقررت أن تنام وحتى لو أتى يجدها نائمة فلا يقترب منها ولكنها توقفت فجأة وهي تري طبق الأرز وقالت:
-يالا هو فقـ ري ملهوش في الطيب نصيب ..
ثم اتجهت الى الصينية وبدأت بإلتهام الأرز وهي تستمتع بطعمه اللذيذ وتقول:
-يمكن الميزة الوحيدة اللي اخدتها من جوازي منه أن الاكل هنا حلو اووي
…………..
في اليوم التالي
اشاحت بوجهها عندما تسللت أشعة الشمس من نافذة الغرفة التي تنام به …شعرت بأ لم شديد بعينيها المنتفخة …ولكن هذا الأ لم لم يُقارن بالأ لم الشديد الذي في قلبها …لا يُقارن بإحترا ق روحها …قلبها يضج بالمشاعر المختلفة …هي حزينة …متألمة وغاضبة ..وكرامتها مجرو حة!!!
والاسوأ من هذا انها منهكة…فاقدة الشغف لتعيش…لا تريد أن تخرج وتواجه العالم …يغريها ان تضع وسادتها على وجهها وتختبئ بغرفتها ولكنها لا تمتلك تلك الرفاهية أبداً ..هي المعيلة الوحيدة لوالدتها …لا يجب أن تكون انانية بذلك الشكل … والدتها تحتاج الطعام والدواء …
استغفرت ربها ثم نهضت وهي تقرر بدء صفحة جديدة بحياتها اولها ان تتقرب من ربها…عسى هذا يُعطيها السلام …
اتجهت لخزانتها الصغيرة وأخرجت منها قميص أزرق وتنورة من القماش لونها أسود وقررت ان تستحم وتخرج …

خرجت من الغرفة حيث والدتها نائمة ثم اتجهت الى الحمام
وقفت تحت الصنبور والمياه تندفع عليها بقوة …كانت تغمض عينيها وهي تسمح للمياه بغسل همومها ….كانت في عقلها قررت أن تغير من حياتها …لا تريد أن تكون بلا فائدة …لا تريد أن تبقى في نفس المكان …وان لا تحقق أي إنجاز بحياتها …لا تريد أن تكون مثيرة للشفقة …هي سوف تنهض وترتب حياتها …ربما ما حدث ..حدث ليجعلها تفيق لذاتها …قصتها مع الطبيب كان محكوم عليها بالفشل …ربما ستقابل أحداً ما يحبها لذاتها …أحداً سيمسك يديها ويكون أميرها …هذا ليس مستحيل ابدا …
…..
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها ترتدي قميص قطني دون أكمام وسروال قصير بينما شعرها الطويل نوعا ما يلتصق بوجهها ….الدوش ساعدها لتصفي عقلها تماما وهي الآن تشعر براحة نوعا ما …صحيح قلبها ما زال متأ لما ولكنها اعتادت على الألم هي لن تمو ت بسبب العشق الا اذا كانت ضعيفة وهي لن تكون ضعيفة بعد الآن
-حموم الهنا يا بنتي ..
قالتها والدتها مبتسمة لتبادلها رانيا ابتسامتها وتقول:
-صباح الخير يا أما …ازيك النهاردة …
ثم اتجهت إليها وهي تقبل رأسها وما زالت محافظة على ابتسامتها وإن كانت لا تصل لعينيها ..
تمعنت فيها والدتها بقلق …أرادت أن تسألها عما حدث بالأمس رغم أنها شبه متأكده أن الأمر خاص بالطبيب ولكنها فضلت الصمت …لم ترد أن تحزنها أكثر …
جثت رانيا أمام والدتها وامسكت كفها وهي تقبله وتقول:
-أما أنا سيبت الشغل ..عرفت أني لو فضلت اكتر من كده هتورط …هتجر ح أكتر بس متقلقيش هشوف غيره مش هخليكي تحتاجي اي حاجة ..ههتم بيكي وصدقيني احنا من النهاردة مش محتاجين حد …ربنا معانا وانا هشتغل وهتحمل المسؤولية …مش هبص تاني للسما هعيش على الأرض …أنا اتعلمت الدرس كويس …مش هحلم تاني هعيش في الواقع وده احسن بالنسبالي ..
تصاعدت الدموع بعيني والدتها لتشد رانيا على كفها وتقول مبتسمة :
-متخافيش كل حاجة هتبقي كويسة وانا هبقى كويسة …هنسى …ربنا ادانا نعمة أننا ننسى …ربنا لطيف بعباده …أنا هكلم أبلة ماجدة تشوفلي شغل تاني وهشتغل واجتهد عشان مخلكيش محتاجة أي حاجة …
انسابت الدموع من عيني والدتها لتمسح رانيا دموعها…ربتت والدتها على رأسها وقالت:
-سامحيني يا بنتي …سامحيني اني ضغطت عليكي بالشكل ده ..سامحيني اني مكنتش ام صالحة ليكي …كنت أنا نية وما زلت …سامحيني يا بنتي ..ابوس ايديكي…
قبلت رانيا رأسها وقالت:
-لا أنتِ سامحيني عشان مكنتش بسمع كلامك …كنت عنيدة بس كلامك اللي طلع صح وانا اتعلمت الدرس كويس ..واوعدك من النهاردة ..ده
وأشارت إلى قلبها واكملت :
-مش هديه لحد بسهولة خالص
…….
-بقولك يا بنتي كان في أوضتك امبارح …يا ليان صدقيني موسى بيحبك …لو شوفتي شكله امبارح …صعب عليا بجد ..
قالتها نسرين محاولة إقناع ليان بما رأته ولكن ليان لم تكن تريد أن تهتم …لن تعيش باقي حياتها على أمل أنه يحبها …يكفي ما نالته منه من عذا ب …هي لن تسمح لموسى أن يجر حها مرة آخري …ستحافظ على البقية من قلبها ولن تجعله يحـ طمه …
تنفست بعمق وقالت :
-نسرين خلاص موضوع موسي انتهي نهائيا وانا مش عايزة افكر فيه ابدا …موسي خرج من حياتي لازم تفهمي كده ومش هيرجعلها تاني انا مش هفضل طول حياتي استني أنه يحبني أو يبين مشاعره …أنا مش هضـ يع حياتي عشانه …وحتى لو كان بيحبني وبيخبي يبقي دي مشكلته هو …هو اللي جبان مش أنا …
-بس يا لي لي …
-من غير بس يا نسرين ..كفاية كده انا برضه انسانة وبحس ومش كل شوية همد إيدي ليه وهو يبعد مش كل شوية أسلمله قلبي وهو يدوس عليه ويجر حني ويكـ سرني…أنا هحافظ على قلبي وهبقى سعيدة …مش هفكر الا في نفسي وبس …هتبقى سعادتي من ضمن أولوياتي …مش هفضل حد على نفسي ولا هتمسك بحد مش متمسك بيا …
-وأنتِ كده هتبقي سعيدة يا لي لي …لما تبعدي عن الشخص اللي بتحبيه …
-إذا كان الشخص اللي بحبه كل شوية يكـ.سرني …كل شوية يزعلني يبقى أقرب منه ليه ؟!..بعادي عنه أفضل بكتير على الأقل بالطريقة دي بحافظ على نفسي عشان متجر حش تاني…ولو سمحتي يا نسرين متجبيش سيرة موسى تاني ..أنا بعد اسبوع هتخطب ليحيى وعايزة ابدأ حياتي وانا شايلة موسى من راسي …
-وهتعرفي تشيليه…
-أيوة هعرف !
قالتها بتحدي وهي كانت تنوي ذلك بالفعل. .. مهما حدث هي لن تفرض نفسها عليه مرة آخرى ..لن تسمح أن تريق كرامتها أكثر من هذا ..
هزت نسرين رأسها بيأس ثم خرجت من الغرفة وهي تبحث عن موسى …اخيرا وجدته في الرواق المؤدي لغرفته …
-موسى …
هتفت بإسمي لتتجمد يديه على مقبض الباب ويغمض عينيه بغضب وهو يقول :
-الصبر من عندك يارب !!!
ثم نظر إليها وهو يبتسم بلطف مفتعل؛
-أخبارك يا أنسة نسرين …
اقتربت منه نسرين بغضب …كانت ترغب بلكـ مه !!
-البنت هتضيع من إيديك يا غبي اتصرف…خطوبتها بعد اسبوع !!
قالتها نسرين لهذا الغـ بي..ولكن وجه موسى كان متجمد بمهارة رغم الأعاصير التي بداخله …ودت نسرين حقا أن تلكمه …كيف يدعي ذلك البرود وهي رأت حقيقته بالأمس وعرفت كم هو في يريد ليان …
-عن اذنك رايح انام ..
قالها ببرود وهو يحاول الدخول لغرفته الا ان نسرين شدت مقبض الباب لتنغلق غرفته مجددا و وقفت بوجهه وقالت:
-أنت هتفضل عبيط لحد امتي …بقولك البت هتضيع من إيديك بطل غباء …وبعدين انت بتحبها ومتنكرش أنا شوفتك في اوضتها امبارح…شوفت نظراتك ازاي كانت ليها ..وحاسة بالغيرة اللي في قلبك …يبقي متقنعنيش ان مفيش مشاعر جواك ليها !!لأن واضحة جدا مشاعرك ليها ….فمتتغابش لو سمحت …البنت حرام بتحبك وعانت كتير بسببك وانت وصلتها لمرحلة أنها هتتخطب لواحد تاني عشان تهرب منك …ليه كده يا موسى …ليه قافل قلبك بالشكل ده …ليه خايف تحب ليه ؟!!…انت مش هتلاقي زي ليان تحبك…انت مش هتلاقي زي ليان في العموم …أنت محظوظ أنها حبتك أنت …عارف كام واحد يتمني بس يتكلم معاها في الكلية بتاعتنا
-لا مش عارف ومش حابب اعرف لاني مش مهتم …وهقولك يا آنسة نسرين اللي قولته لصاحبتك الحب مش عافية …وانا مبحبهاش!!
ثم ولج لغرفته وأغلق الباب بوجهها !!
………….
بعد أسبوع
خرجت من جامعتها وهي تشعر بالتعب والاكتئاب ..لم ترغب أن تترك بيت ليان فكم شعرت بالراحة مع صديقتها …عندما أخرجت الجميع من حياتها …رفضت أن ترد على مكالماتهما شعرت حقا براحة كبيرة…وكأنها تخلصت من حمل يثقل قلبها …شعرت أنها حرة ..لا والدها ولا يوسف ولا فؤاد كانوا بحياتها …لم تشعر أبدا بالضغط وكأنها طائر حر يطير في سماء الأحلام …ولكن للأسف سقطت على أرض الواقع بقسو ة عندما أتي والدها بنفسه كي يأخذها ورغم توسل ليان له لتبقي قليلا إلا أن كريم رفض بإصرار وأخذها معه وهي ذهبت ولكنها أصرت أن تتفاداهم …لم تأكل معهما وظلت طوال اليوم بغرفتها …لم تأكل الا عندما توسلت نهى لها واحضرت صينية الطعام لغرفتها …لولا نهى لم تكن لتأكل حقا …توقفت مكانها وهي ترى يوسف يقترب منها …أرادت أن تهرب …لم تذهب من أمامه ولكنها اختارت أن تواجه …..
اقترب يوسف وهو ينظر إليها بغضب
-مبترديش علي مكالماتي ليه ؟!ليه متجاهلاني بالطريقة دي يا نسرين …أنا عملت ايه لده كله ؟!!
قالها يوسف بإنفعال …صحيح كان يريد أن يكون هادئ معها بسبب ظروفها ولكن نسرين قد بالغت برد فعلها فهو اتصل بها مئات المرات وهي كانت مصرة على رفض اتصالاته …
-مكنتش فاضية !!
قالتها نسرين ببرود ثم كادت أن تذهب إلا أن يوسف امسك ذراعها وقال:
-لا نسرين أنا مش هقبل المعاملة دي منك ابدا …أنتِ لازم تتكلمي معايا عدل والا ….
-والا ايه ؟!هتعا قبني وتنفصل عني وبعدين تجيب واحدة تمثل انها خطيبتك عشان تقهـ رني …اتفضل اعمل اللي انت عايزه يا يوسف أنا مبقتش عايزة حاجة …أنا اللي فيا مكفيني…ياريت فؤاد كان سابني انتحر واخلص
اشتعل بنيران الغيرة وهو يسمعها تنطق بإسمه ولكنه قال وهو يحاول تهدئة أعصابه …لا يريد أن يخسرها …سيتنازل قليلا…
– أنا بحبك يا نسرين …بحبك أو ي وأنتِ بتبعديني عنك !!
هزت نسرين رأسها وقالت الدموع تطفر من عينيها:
-مظنش ..مظنش انك حبتني خالص …انت زيه …زي بابا …كلكم بس بتقولوا بتحبوني…بس تصرفاتكم غير كده خالص …بتتفننوني تعذبوني وتقهروني …قولي حب ايه ده يا يوسف اللي بتتكلموا عليه …انتوا دمرتوا حياتي!!!أنا مش محتاجاكم من النهاردة…
ثم كادت أن تذهب ليقول يوسف فجأة:
-ابوكي عرف انك.مرتبطة ….بس ميعرفش مين اللي أنتِ مرتبطة بيه !!!!
………………
-ماجدة كلمتني عليكي وقالت شغلك حلو …بس اعرفي انك هتشتغلي هنا مؤقتا يعني حسبة تلات اسابيع كده عقبال ما ناريمان تقوم بالسلامة وترجع الشغل …
قالتها السيدة المسنة والتي تكون رئيسة الخدم لي قصر رشيد
ابتسمت رانيا وقالت:
-قالتلي أبلة ماجدة الكلام ده يا ست هانم صدقيني بس تقوم ناريمان بالسلامة أنا همشي من هنا
ابتسمت السيدة اخيرا وقالت :
-متقوليليش يا ست هانم قوليلي يا أم رأفت أو يا أبلة لطيفة …
هزت رانيا رأسها بطاعة لتقول لطيفة :
-يالا دلوقتي نبدأ شغل عشان النهاردة خطوبة الهانم الصغيرة وقدامنا حاجات كتير نعملها …
-ماشي يا أبلة ..
قالتها رانيا ثم بدأت العمل بهمة ….كانت تريد إثبات ذاتها …لا بأس سوف تعمل مؤقتا وفي تلك الأثناء سوف تبحث عن عمل آخر …بالإضافة إلى أن قررت أن تُكمل تعليمها…قررت أن تكون شخص تفتخر هي به …قررت أن تُرضي ذاتها …ستظل دائما مشغولة كي تنساه …تلك هي الطريقة الوحيدة لكي تخرجه من عقلها!!
……….
-ازاي يعني يا نسرين مش هتيجي دلوقتي …النهاردة خطوبتي وانتِ البيست بتاعتي لازم تبقي معايا من أول اليوم …
قالتها ليان بتذمر وهي تدور بصالة القصر …كان الجميع يعمل بهمة لجعل هذا اليوم يوما لا يُنسي
تنهدت ليان وهي تستمع لمبررات صديقتها …لقد كانت تشع من السعادة عندما كانت هنا ولكن منذ أن أخذها والدها أول أمس وهي بهذا الحُزن …
-لا يا نسرين هتيجي وتبقي معايا وتنسي الزعل وكل حاجة النهاردة …أنتِ أقرب حد ليا يرضيكي ازعل منك يعني …
ابتسمت ليان اخيرا وقد استطاعت إقناع صديقتها أن تأتي وقالت:
-ماشي يا بيبي باي …
ثم جلست على الأريكة براحة ..سترتاح قليلا حتي تأتي خبيرة التجميل …اغمضت عينيها واختفت الابتسامة المزيفة من على وجهها وهي تتنهد …
كانت رانيا بجوارها تنظف بجوارها بهمة ونشاط ..تريد أن تنهي كل العمل كي تنال إعجابهم …فتحت ليان عينيها ثم التقطت شوكولاتة من الأنية التي أمامها وفتحتها ثم وضعت ورقتها بإهمال على الأرض أمامها وهي تتناول الشوكولاتة بهدوء مزيف ولكن الصراع داخلها كان شديد ..عكس هدوئها كانت هناك عاصفة بداخلها…
نظرت رانيا الى الورقة ثم ذهبت لتزيلها …في تلك الأثناء ظهرت جواهر التي تجمدت وهي ترى الخادمة الجديدة تزيل تلك الورقة …وهذا جلب لها ذكرى سيـ.ئة للغاية…
….
اقتربت مايا منها وهي تتهادي ببطء ثم أوقعت عبوة العصير التي كانت تشربها وقالت وهي تضع كفها علي فاها وتقول:
-أوبس معلش يا جوجو يا حبيبتي ابقي لميها..
نظرت إليها جواهر بغضب ..ودت لو تخنقها تلك الحقـ.يرة المزعجة …المدللة الفا.سدة ولكنها لن تجعلها تنال ما تريد بإشعال غضبها…أهدتها جواهر ابتسامة باردة وهي تقول:
-هلمها أكيد ….
كتمت مايا غيظها وثم خرجت من المكتب وهي تطرق كعب حذائها بغضب …افلتت من فم جواهر ضحكة متشفية وقالت :
-روحي يا شيخة يارب تتقلبي من علي السلم وأنتِ شبه عود القصب كده …داهية تأخدك من هنا وتخلصني منك .
خرجت من شرودها واقتربت من ليان وقالت هامسة:
-ممكن لما تأكلي حاجة تحطي ورقتها في الباسكيت عشان متحطيش شغل زيادة على الناس اللي هنا …
رمشت ليان بصدمة ولكنها تخلت عن صدمتها وابتسمت بلطف وقالت:
-حاضر يا بيري مش هعملها تاني ..
ابتسمت جواهر لها ولكن الالم في قلبها لم يتوقف…لقد عاشت الكثير بالفعل ليأتي الان موضوع زيجتها المز يفة …تجهم وجهها أكثر وهي تنظر أرضا وهي تتذكر شئ مهم ..لقد أشتاقت لوالدتها…يجب أن ترتب زيارة سريعة لها
……………..

يشعر أنهما يلعبان سويا لعبة المطاردة …فأسبوع هي تطارده والان هو من يطاردها …يحاول التحدث معها ولكنها ترفض بكل إصرار …يريد أن يخبرها أن كذ ب بشأن طليقته وأنه ابدا لن يرجعها لعصمته ولكن كيف يقنعها وهي تتباعد عنه بتلك الطريقة …لقد أصبح تجاهلها أسوأ له …هي لا تنعزل عنه وتهرب …بل تتواجد حوله ولكن تعامله كأنه غير موجود حتى لو تكلم معها لا ترد عليه …هل يقول إنه غاضب ؟!لا ..لن يقول هذا ..هو المخطئ ويجب أن يعتذر حتى تسامحه …حقا لو جرحها مرارا وهي دوما تسامحه يجب أن يفعل المستحيل الآن كي يطيب جرحها …
..
كان يتخد الأريكة مقعده كعادته …بينما يمسك هاتفه يتصفح قليلا على الانترنت …ولكن اهتمامه كان منصب على ورد التي تلعب مع ابنته بالعرائس …
انحدرت عينيه على الفستان البيتي القصير الذي ترتديه …كان فستان لطيف يغطيه الأزهار ..ولكنه قصير للغاية …وحسنا هذا يعجبه فهو لا يكف عن اختلاس النظرات إليها ….فهذا ما يصبره بعد أن منعت عنه حقوقه الشرعية وأصبحت تنام بغرفة ياسمين
-طنط ورد أنا رايحة الحمام ..
أخرجه من شروده صوت ابنته لتهز ورد رأسها فتذهب بسرعة ياسمين الى الحمام …نهضت ورد وهى تمسك سلة الألعاب لتضع بها العرائس ..انحنت قليلا وهى تجذب العرائس لينحسر فستانها عن جسدها فيميل هو رأسه وهو ينظر إليها نظرة صريحة …لم يكن يختلس النظرات الآن …صفر بخفوت لتمسكه بالجرم المشهود وهو ينظر إليها …اعتدلت بسرعة وهي تنظر إليه بنظرات مشتعلة وتقول :
-أنت كنت بتبص عليا !!
-أنا !!
قالها وهو يشير إلى نفسه ببراءة وقال:
-وانا هبص عليكي ليه يعني ؟!انا كنت ببص على التليفون بتاعي …بتابع المباراة …اقتربت ورد بغضب ونظرت إلى الهاتف المغلق وصرخت به بجنون:
-بطل كد ب بقا …اهو التليفون بتاع مقفول. ..يبقى كنت بتبص عليا !! اعترف كنت بتبص عليا …
نهض وقال:
-ايوة ببص عليكي …هو انا حد غريب يا ورد …ده انا جوزك …..وبعدين أنا لو مبصتش عليكي أنتِ هبص على مين مثلا ..اروح ابص على البنات برا والبس قضية تحر ش واجيبلك مصـ يبة ولا أبص عليكي أنتِ ونتلاشي المصايب ….
قضمت شفتيها بغضب …هذا الرجل المستفز البارد …لا تستطيع أن تهزمه في الكلام …
-فعلا قليل الأدب …
قالت بضيق وهي تتجه نحو غرفة ياسمين إلا أنه بسرعة أمسكها وحملها بسهولة من خصرها
-ابعد ..ابعد يا ياسين …بكل قلة أدب !!!
صرخت به وهو يجذبها نحو الأريكة ويقول :
-استني بس هقولك حاجة …
-مش عايزة اسمع حاجة …ابعد يا ياسين…بنتك هتيجي.في أي وقف …ابعد يخربيتك …
قالتها وقد شعرت بالر عب أن تأتي الفتاة فجأة وترى هذا المنظر …لم تكن ورد تريد ذلك ابدا …بالتأكيد سوف تخجل. ..ولكن ياسين يبدو أنه لا يعرف ما هو الخجل من الأساس !!!
-أنت ايه مش مكسوف من نفسك !!!
قالتها بغضب بينما هو يجعلها تتسطح على الأريكة …شعرت بر عب بالغ وهي تنظر إلي محل وجود ياسمين وبيديها تدفع ياسين وتحاول أن تبعده عنها …
-خلي عندك دم وابعد
قالتها بغضب ليرد بإستفزاز:
-تؤ…أنتِ وقعتي في فخي خلاص …
ثم ثبت يديها على الأريكة وهو يقترب منها …اهتزت عينيها برعب وقالت:
-ياسين….ياسين اعقل يخربيتك ..
قالتها برعب وهي تحاول التحرر منه ولكنه كان مكبل حركتها بالكامل …كان حقا غارقا بها… بجمالها ….اقترب بغرض تقبيلها…أراد أن يفعل ما حُرم منه طويلا إلا أن صوت قدوم ياسمين جعله يفيق لتدفع ورد بعيدا عنها وتنهض وهي ترتب فستانها قبل أن تمسكهم ياسمين بالجرم المشهود …
ظهرت ياسمين ثم اتجهت للعرائس لتلعب بها بينما نظرت ورد إلي ياسين بغضب ليعطيها قبلة في الهواء

………
في المساء
– يالا يا ياسمين وقت النوم …
قالتها ورد مبتسمة لياسمين لتهز هي رأسها وتنهض ثم تنهض معها ورد وتمسك كفها وهم يتجهان إلى غرفة ياسمين …نهض ياسين مبتسما بخبث وذهب خلفهما وقال:
-ممكن أنام على السرير جمبكم ؟!
كان يقولها بوداعة شديدة وهو ينظر إلى ورد وعينيه بهما بريق شيطا ني …قضمت ورد شفتيها بضيق وقالت بفظا ظة :
-مفيش مكان ليك …
هنا اعترضت ياسمين وقالت:
-بس السرير بتاعي واسع يا طنط ورد ..خلي بابا ينام معانا عشان خاطري …
نظرت ورد إليها وقد شعرت أنها في ورطة …كادت أن تعترض ولكن أمام نظرات ياسمين البريئة رضخت وزفرت بضيق قائلة :
-طيب خلاص ..
-هاي …تعالي يا بابا ..
قالتها ياسمين ثم أمسكت كف والدها واتجهت به نحو الفراش …
-تعالي يا طنط ورد …
قالتها ياسمين وهي ترى أن ورد بعيدة عنهما …لتبتسم ورد وتقترب منهما ثم تتسطح على الفراش …كانت ياسمين بالمنتصف…ورد على يمينها …وياسين على يسارها …
-احكيلي.قصة يا طنط ورد بليز …
-اه ياريت يا طنط ورد تحكيلنا قصة
قالها ياسين وهو يشاكسها …نظرت إليه بضيق ولكنها أمسكت أحدي القصص وبدأت تحكي لياسمين بصوتها الهادئ …كان ياسين ينظر إليها مبتسما …يتذكر بسعادة أنها اعترفت بحبها له …هو لن يتركها بعد هذا الإعتراف …هي تحلم لو فكرت أنه سوف يجعلها تنسل من بين يديه …سيقيدها به بقوة …لن يسمح لها بالذهاب. حبيبة قلبه …
افاق من شروده عندما شعر أن ياسمين غطت بالنوم …أغلقت ورد القصة وقالت:
-البنت نامت اهي …يالا روح اوضتك عشان أنا اللي بنام هنا
-تؤ مش هروح حتة أبدا هفضل هنا …ولو سمحتي متعمليش اي صوت عشان ياسمين متصحاش …نامي يا ورد …
عرفت أن أي نقاش معه ستكون هي الخاسرة لذلك سلمت أمرها لله وقررت أن تنام …هو لن يستطيع أن يتحرش بها هنا وابنته موجودة…ليس قليل التربية لهذة الدرجة …ذهبت في النوم وهي مرتاحة لتلك الفكرة…هي بأمان الان وهي بجوار ياسمين …لن يستطع ياسين لمسها…غطت بالنوم أكثر وأكثر

رفع ياسين رأسه وابتسم بخبـ ث وهو يراها قد ذهبت بالنوم …نهضت بخفوت لكي لا يوقظ الصغيرة فهو يجب أن يصالح الكبيرة ….
اتجه الي الناحية الآخري من الفراش ثم حمل ورد برفق….
-يالهوووي يخربيتك انت بتعمل ايه !!!
قالتها ورد وهي تجد نفسها محمولة بين ذراعي ياسين
-ششش مش عايزين البنت تصحي ..خلينا نطلع بكل هدوء …
-نطلع فين يا جدع انت نزلني …بقولك نزلني …
قالت بخفوت ولكن نبرتها كانت حادة وعينيها تشتعلان بنيران الغضب ….
تكونت ابتسامة خبيثة على شفتيه وقال:
-بتبقي قمر لما تتعصبي ..خدودك بتحمر أووي …زي الطماطم الطازة…
ثم اقترب ولثم وجنتها برفق لتغضب أكثر وهي تحاول دفعه …لا هي لن تستلم له بتلك السهولة …لا ..هو لن يصالحها ببضعة كلمات أو قبلات …هو يحب أن يعرف خطأه جيدا كي لا يكررها …يجب أن يعرف أنها امرأة لديها كرامة ولم تسمح له أن يمس كرامتها بسوء …ولكنه كان اقوي منها استطاع أن يكبل حركتها حتى خرج من غرفة الصغيرة … اتجه بها الى الأريكة لتفتح فمها وتشاجره ولكنه اوقف تدفق حروف كلماتها بشفتيه وهو يقبلها بجنون …يحقق ما أراده منذ أكثر من أسبوع …كان يشدها إليه وكأنها سوف تهرب …اخيرا ابتعد عنها وهو ينهت قليلا واضعا جبينه على جبينها ويقول :
-أنا اسف…اسف يا ورد …
-لحد امتى هتكـ سر قلبي وانا مفروض اسامحك علطول يا ياسين !!لأمتي
امسك كفيها وقال:
-المرة دي وبس سامحيني مش هعمل كده تاني ..
تنهدت بتعب وقالت:
-طيب وجوري هترجعها لعصمتك …
هز رأسه بقوة وقال:
-مستحيل …أنا كد بت عليكي لكن مش هرجع المخـ.تلة دي حياتي تاني …كفاية أنها حر قت بنتي ود مرت نفسيتها !!
……..
في قصر رشيد ….
وضع يحيى الخاتم بإصبع ليان …نظرت ليان الى الخاتم بشرود …حاولت استحضار ابتسامة على شفتيها ولكنها فشلت …جل ما شعرت به هو الإنهيا.ر…أرادت أن تبكي وان تصر خ …أن تنهي هذا الأمر ولكنها شعرت ان الامر لا عودة منه ..هي يجب أن تفعل هذا لتحمي قلبها…لتحميه من الذي حطـ.مها…
رفعت عينيها لتبحث عن معذ ب قلبها لتجده يقف بعيدا … عينيه مثبتة عليها كالعادة …وجهه متجمد وعينيه فارغة تماما …لم ترى الغيرة أو الندم أو الحسرة …لم ترى اي شىء …وقتها عرفت أن نسرين بالتأكيد مخطئة …موسى لا يحبها …ولم يحبها أبدا …عندما توصلت إلى هذا الاستنتاج وضعت ابتسامة رائعة على شفتيها وهي تنظر ليحيى بينما تدس طوق الزواج حول أصبعه … نظر يحيى الي كفه ولم يبتسم هو الآخر…هل هذا من المفترض أن يكون شعور رجل خطبته اليوم …ماذا به ..حقا ما به …منذ أن فشل في التواصل مع رانيا وهو بحالة سيـ ئة لقد أخبرته منى أن جارتها أخبرته أنها وجدت عمل آخر وان ليس عليه أن يقلق ولكنه حقا أراد التحدث معها ولكن حتي تلك الفرصة ضا عت من بين يديه…ولكن ربما هذا أفضل …أفضل كي لا تتعلق به أكثر …هو فقط يتمني أن تنساه للأبد !!!
………
الغيرة …الغضب …والحسرة ..كل تلك المشاعر كانت تنفـ جر داخله ولكنه بمهارة شديدة استطاع اخفائها وحافظ على جمود وجهه وهو يراقب ما يحدث…يراقب ليان وهي تصبح لشخص أخر …شخص غيره …جميلته ستبتعد عنه …ستبتعد عن الوحش وتكون ملك لأمير يعاملها جيدا ويكون مناسب لها …هو غير مناسب أبدا …ضغط على كفه وهو يراها تمسك كفه وترقص معه وهنا تذكر رقصتهما الأولي
…….
بتغير ؟!
قالتها ليان وهي تنظر إليه بينما عينيها تتألقان بعشق وهما يرقصان …نظر إليها ببرود وقال :
-وأغير ليه يعني ؟!
رفعت حاجبها الأيمن وقالت :
-يا سلام يعني مغرتش عليا لما عماد كان بيرقص معايا …
ابتسم بسخرية وقال:
-شكلك مش فاهمة يا ليان أنا دروي احميكي من أي خـ.طر علي حياتك …او أي حد ممكن يأذ.يكي وبعمل شغلي اللي بقبض عليه فلوس …
مطت شفتيها بضيق وقالت:
-يعني مش ناوي تعترف أنك غيرت عليا!!!
-لا مش ناوي لاني مغيرتش ولا حاجة ..قولتلك أنا دوري أحميكي …
أغمضت عينيها بأ.لم ثم وضعت رأسها علي صدره وهي تضمه بقوة إليها …
-ليان!!
قالها بصوت مهتز …كانت تلك أول مرة يفقد السيطرة علي نبرة صوته امامها ولكنها كانت اكثر احباطا من ان تنتبه ….اكثر أ.لما من أن تشعر به …
-خلينا كده يا موسي …ليوم واحد بس خلينا نمثل أنك بتحبني…..
كاد يبعدها عنه ولكن كلماتها تلك بنبرتها المختنقة أوقفتها فبدل من ذلك ضمها أكثر وهو يرقص معها بينما يضع شفتيه علي شعرها ويغمض عينيه …كانت الكيمياء بينهما مذهلة …كانا منسجمان بطريقة لا تُصدق …وكانت أعين الجميع عليهما …الحب يكتنفهما معا…
-ياريت تعرف قد ايه بحبك يا موسي مكنتش جر.حتني بالشكل ده ياريت تعرف !
كانت ليان تقولها بنبرة متأ.لمة ولم تري ملامح موسي التي تقلصت من الأ.لم !!
…..
عاد من شروده وهو يطرق برأسه يحاول يسيطر على تلك النير ان التي تشتعل داخله …لو فقط الأ لم داخله يخفت قليلا …كل ما يريده هو الراحة …الراحة فحسب…
-مرتاح انت كده ؟!!
قالتها نسرين وهي تنظر إليه …كانت نبرتها جدية ويبدو على ملامحها الحزن …أكملت وقالت:
-مبسوط وهي ملك حد تاني غيرك ….
-ليان عمرها ما كانت ملكي يا نسرين …ولا هتكون !!!
ثم تركها وذهب ..
………………..
بعد انتهاء الخطبة …..
اختفي موسى تماما !!
….. .
خارج إحدي الحانات المشهورة …
كان يجلس بجوار سيارته وهو ثمل وممسكا بسيجارته …عينيه حمراء بفعل البكاء وجسده كله يهتز …لقد أسرف في الشرب اليوم رغم أنه وعد روان أنه لن يشرب مجددا ولكن الأ لم في قلبه كان كبير …كان يريد اي شئ لتهدئة أ لمه …لهذا شرب …
اخرج هاتفه وهو يفتح صورة ليان مرة آخري ويقول ودموعه تتساقط :
-أنتِ مش ملكي أنا …ليه …ليه بيحصل معايا كده يا ليان …ليه حبيت تاني ليه العقا ب ده !!
ثم أخذ يضرب على السيارة ويصرخ بأ لم :
-كان لازم امشي …كان لازم أبعد …بس انا فضلت لحد ما اتكـ سرت…فضلت لحد ما غر قت ومفيش حد يساعدني…هفضل غر قان طول حياتي !!!
-موسى !!!
قالها عدي وهو يقترب منه …لينهض موسي والدموع تغرق وجهه ..اقترب من عدي ثم عانقه وقال:
-أنا خسـ رت مرة تانية يا عدي …أنا اتكتب عليا أكون مكـ سور طول عمري. .
قال كلماته غير المفهومة ثم فقد الوعي !!!
…………
في اليوم التالي …
امسكت الهاتف الذي جلبه لها أمير وقررت أن تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي …سيطر عليها الفضول لتري ما كان مصير والدها مع هذا الرجل …فجأة اتسعت عينيها وهي تضع كفها على فاها…ثم أبعدت كفها وقرأت الخبر المكتوب ..
خطبة ليان رشيد شقيقة عدي رشيد والذي تزوج منذ فترة من عبير صديق!!!!
وفي الصورة كان هناك فتاة مجهولة ورجل ومعهما جواهر!!!!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط