روايات شيقهرواية الغزال الباكي

رواية الغزال الباكي الفصل الرابع

الفصل الرابع

رجع “محمود” إلى منزله، واندهش بوجود ابنه مازال على حالته منذ أن تركه، جالسًا مهمومًا حزينًا، مغمض العينان، واضعًا رسغه عليهما ليحجب أي ضوء يتسرب لهما، فالظلام الذي يلاحقه و تملگ منه جعله يرى الكون كله ظلام كالح، اقترب منه والده، وربت على كفته وقال:

– مش معقول يا فؤاد، لسه قاعد مكانگ من ساعتها؟
حالتگ دي ممنهاش فايده، قوم واقف وحاول ترجع مراتگ لحضنگ من تاني.

ازاح يده وابصره بسخرية، اي زوجة يتحدث عنها؟ هو لم يراها في يوم زوجه وسكن !!
لم يشاهد أي صفة جميلة تتميز بها؟!
كل الذي كان يريده جسدً ممشوقًا، وامرأه تثير روجلته لا أكثر !!
ظل صامتًا مما زاد تعجب والده، فقال بصوت مرتفع:

– يابني رد عليا، ساكت ليه كده؟ ايه البرود اللي بقيت فيه ده؟

انتهد تنهيده حاره تحمل بطياتها الكثير، ليرد عليه بتأثر وحزن يكسو وجهه هاتفًا:

– انا مش بارد؛ انا واحد موجوع، مصدوم، حبيت وقولت هعيش عيشة هنا، زي ما كنت بسمع؛ فوقت على حقيقه مره، رضيت وقولت لنفسي هجرب مع حد تاني، حبتها اوي وعرفت توقعني في شباكها بكل مهاره، وكنت سعيد وأنا بقع وبغرق في بحورها، كنت مستعد انفذ كل طلباتها، لكنها كشفت نفسها بدري اوي، وظهرت حقيقتها بمجرد ما مقدرتش أجيب ليها الشقة، خدعتني ورسمت الحب وكنت مصدقها، اتاريني كنت مجرد صيده سهلة، ورمتني وتلاقيها دورت على غيري ..!!

قال كل حديثة دفعه واحده بنبرة مخنوقه، صمت ليبتلع ماء حلقه ثم تسائل قائلا:

– هو انا ليه بيحصل معايا كده؟ اية اللي اجرمته عشان اتوجع مرتين من واحده اتوهمت اني حبتها؟ والتانية لما اتأكدت اني بموت فيها وجعتني، في اية غلط عشان يحصل معايا كده ؟!

تحدث معه بهدوء شديد، محاولا اخفاء ما بداخله من غضب، فليس وقته العتاب او اللوم، لكن عليه أن يفيقه من بئر أوجاعه:

– بلاش يا فؤاد تعيش دور المظلوم، واجهه نفسگ بكل شجاعة، انت في المرتين مأحسنتش الاختيار؟

عبس وجهه وضيق ببن حاجبه وتعجب، فـ اومأ له براسه مأكدا مما قال، واكمل مستطردا:

– ايوة ماتستغربش اوي كده، اه في فرق بين غزال والبنت التانية لكن اللي اقصده، انگ مع غزال محبتهاش يابني، وقولتلگ كلامي ده قبل كده، انت بس حبيت تاخدها تحدي مع نفسگ ازاي بنت ترفضگ، فقولت ابدا هخدها واتجوزها مهما كلفني من محاولات، صح ولا انا غلطان؟

طأطأ رأسه لأسفل بدون رد، وكانت هذه عادته حين يتأكد من خطأه منذ صغره يخفض رأسه في خجل، ثم قال له:

– بس في المره التانية حبيتها بجد يا بابا.
– ما هي المره التانية دي بقى مكنش حب ولا حاجة، دي كانت نزوه وهتعدي، انت بس عشت يا بني الإحساس اللي كنت محروم منه، وهي عرفت نقطة ضعفگ وعرفت تدخل منها بكل مهاره، اوهمتگ الحب وهي بعيده كل البعد عنه، هو بالعقل كده حب الفيس بوك ده حب برضو، انت كنت بالنسبة ليها صيدة سهله، زبون سقع واتحط في طريقها هتقول لأ ؟! مش ممكن طبعا لازم تستفيد، بس انت تحمد ربنا أنها ظهرت بدري على حقيقتها ومستمرتش في خداعگ أكتر من كده.
شوفت أنا كنت بقولگ حاول مع غزال وراضيها، بس دلوقتي أنا بقولگ لأ؛ لاني مش حاسس بحبگ وندمگ عليكها فـ اية الفايدة في محاولتگ معاها والنتيجة هتكون هي هي.
– ومين قالگ انها ممكن ترجعلي في يوم؟ غزال خلاص ضاعت مني، وبعد اللي حصل وقولته ليها عمرها ما هتغفره في يوم.. في حاجة جوانا انكسرت، وعمر اللي انكسر ما هيتصلح ابدا.

للأسف انا خسرت نفسي قبل ما اخسرها، وخسرت ابني اللي طلعت بيه من الدنيا.
– طب والحل اية من وجهة نظرگ؟ ده انت حتى مش عايز تحاول، مجرد محاولة مش عايز تحاولها، مستسلم الوضع بشكل مخليني مستعجب منگ.
– لان زي ماقلتلگ مش هتقبل أي عذر.
– يا بني كفاية انگ تحسسها أنگ ندمان.
– وهيفيد بأية الندم، وانا عارف نهايتها.
أنا خلاص قررت اقبل العرض اللي الشركة عرضته عليا، وهقبل أني اسافر وابعد فترة يمكن النفوس تهدى، وأقدر اواجهها من جديد.
– هقولگ اية يافؤاد، غير أن ربنا ييسرلگ الحال، بس يصعب عليا انگ تسبني وانا بقيت في السن ده ومحتاجگ جنبي.

رد عليه بحزن شديد، ثم ضم كفه وقبلها وقال:

– سامحني يا بابا، غصب عني مش قدامي حل تاني والله، لازم أبعد عن الكل، يمكن اقدر ارجع شخص تاني غير فؤاد اللي قدامگ.

تساقطت دمعه وفرت من والده وقال في وجع:

– ونويت على أمتى ؟
– يومين ثلاثة بالكتير.

نهض وتركة ليدخل في غرفته ليعيد كل حساباته الماضية، ويضع النقط فوق الحروف، ويراجع تصرفاته مع الجميع، ويسأل روحه هل حقًا كان مخطأ مع زوجته ؟! ولم يحبها كما قال والده ؟!
واذا لم يكن حبًا، فماذا سيكون إذن ما شعر به تجاها؟
وهل الحب الحقيقي سيطرق باب جدران قلبه، ام سيبقى هكذا يبحث عن الحب دون أن يلقاه ؟!
ظل يسأل ويسأل دون أن يجد جواب، لكن الفكرة الوحيده التي سيطرت عليه، و زادت من تأنيب ضميره حين وجه قلبه اتهام، وعتاب ولوم أن زوجته احبته وفنت روحها لاسعاده، لكنه مع كل آسف لم يرى هذا العشق والحب، لم تجد منه إلا البغض والكلمات الجارحه التي كان يقذفها بها، ولم يراعي في يوم مدى تأثيرها عليها ماذا ستكون؟
فكم مرة تسبب في جرحها وبكاءها، ظل هكذا عقله وقلبه اعلنوا عليه الحرب وكان لا بد من القصاص للمظلوم، و جلد الظالم بكل قسوة.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

استقرت والدة “غزال” واخاها في شقتها ومعهما زوجته واطفاله، فقد كانت تهتم بحفيدها ولا تتركة إلا عند النوم، كانت ترمقه طوال الوقت بنظرات عطف وشفقه على ما فيه من حرمانه لاباه وامه في آنًا واحد، قبلته بعطف امومي وضمته لحضنها حتى تعوضه بجزء بسيط من غياب والدته.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

تركت الطبيبة “آلاء” الوقت الكافي حتى تخرج “غزال” ما في جوفها وتسرده، ذهبت إليها في وقت متأخر وجدتها مبحلقه إلى لا شيء، شارده كالغزاله التائهه عن قطيعها تركض بدون هدف، خائفه من شيء ما تجهله، لكنها لم تتوقف عن الجري، اقتربت منها وجلست بجانبها وامسكت الأوراق وبكل اهتمام قرأت ما سردته جوارحها من ألم ورحلة عذاب احيتها، طال الصمت، واحده شارده في احزانها، والاخرى تتساقط دموعها في صمت متأثرة بما كتبت، فهي ليس من عادتها البكاء والضعف أمام حاله تتابعها.
انهت قراءة وايقنت أن تلگ المريضة امامها عانت الكثير حتى وصلت لهذه المرحلة من الألم والوجع، جففت ادمعها بكف يداها، ثم اخذت زفيرًا عميقًا واخرجته بهدوء شديد، وقالت لها:

– غزال ياريت تبصيلي وتركزي معايا كويس، انتي كان ممكن تعالجي مشكلتگ دي بكل بساطه ومن زمان اوي، بس للأسف انتي كنتِ بتستسهلي وتعملي رجيم وترجعي تاني زي الاول بمجرد ما تبطليه، انتِ محطتيش ايدگ على سبب المشكلة.

وهنا نطقت للمره الأولى معها وسألتها باهتمام:

– ازاي ؟!

تبسمت “آلاء” لنطقها وتجاوبها معها لذا قالت بحماس:

– انگ مروحتيش للدكتور المختص، اللي يعرف يعالج سبب زيادة الوزن، لو عالج السبب كنتِ ارتحتي وممرتيش بكل العذاب ده، وكمان لازم لازم تشوفي بكررها وهكررها طول الوقت؛ اياكِ تكتمي كل مشاعرگ جواكي تاني، اتكلمي… اشتكي… اصرخي حتى، بس اوعي تكرري نفس المشكلة وتحتفظي بأي وجع وتدفنيه جوه قلبگ، لو مش قادره تتكلمي مع حد؛ ابسط شيء واظبي عليه اكتبيه زي ما جربتي، ياترى شعورگ كان اية بعد ما خلصتي كتابه؟

تذكرت احساسها حين تركت القلم من بين اناملها وحررته، كان هو نفس الاحساس؛ شعرت بالتحرر من القيود التي كانت تكبدها وتسيطر عليها، وتخنقها وكانت سبب دائم في ضيق صدرها، وصفت لها كل هذا الشعور، فطمئن قلب الطبيبة بأنها لن تعود للكتمان بعد الآن، واخذت عليها ميثاق وعهد ثم قالت لها:

– في دكتور تغذية اثق فيه بشدة، شاطر جدا، هو اخويا في الرضاعه هكلمه عنگ، وهرسل له حالتگ وكلامگ، عشان يكون على دراية كافية بحالتگ، ويعرف يساعدني في حل مشكلتگ، اتمنى انگ لما تخرجي من هنا تروحي له عيادته، وتبدأي معاه مرحلة جديدة من حياتگ، واهمها انگ تحبي غزال، حبيها بأي شكل ان كان، وهي نحيفه، او مليانه، بحزنها وفرحها، لازم تحبيها عشان هي تستاهل حبگ، انتي فهماني ياغزال؟

قالت بلجلجه وتلعثم:

– فهماكِ يادكتورة.
– ومش كده وبس ياغزال.
– في حاجة تانية؟
– طبعًا، شغلگ لازم ترجعي تاني لشغلگ، وتتفوقي فيه، انتي ذكرتي انگ كنتِ بتحبيه وشاطرة فيه، شغلگ هيرجع ثقتگ في نفسگ من تاني.
– صعب يا دكتورة ارجع؟
– لا مش صعب، بالارادة والتحدي، والعزيمة هترجعي.
– ممكن بس مش في الفترة دي، على الاقل لما الاقي غزال من تاني… لما ترجع ليا غزال اللي مفتقداها؛ وقتها ممكن اتصالح مع نفسي وارجع لشغلي وللدنيا كلها.
– متفقه معاكي، وده مش هيحصل لوحده، لا بد من عامل مساعد يساعدگ على تخطي الأزمة دي.
أنا هكتبلك على خروج قريب، وهنقعد مع بعض الفترة دي كتير سوا، عايزاكي متخبيش عليا أي حاجة وتصارحيني بكل حاجة جواكي، اتفقنا على غزال؟!
– أتفقنا يادكتورة.

ودعتها بحميميه، ثم تركتها وعلى وجهها اشراقة أمل جديد توسمت فيه خيرًا، وعندما خرجت هاتفت والدتها وانتظرت الرد، لحظات وردت بلهفه:

– خير يادكتور آلاء؟ بنتي ازيها؟
– خير يا حجه، انا بتصل عشان ابلغگ بتحسن رهيب في حالتها، اخيرا اتكلمت وعلى وشگ انها تتصالح مع نفسها.

تهلل وجهها والسعادة تتطاير من مقلتيها :

– بجد كلامگ ده يا دكتورة، يعني هقدر دلوقتي اروح واقعد معاها وتكلمني واكلمها؟
– ايوة هتيجي وهتجيبي معاكي كمان ابنها، ده هيحسن حالتها وهيخليها تخرج قريب.
– شكرا اوي يابنتي، ربنا يكرمگ يارب، والله ما عارفه هرد جميلگ ده ازاي.
– مفيش جميل ولا حاجة ده واجبي يا أمي، وربنا يطمنگ عليها.

أغلقت معها ونادت على ابنها بسعادة وقصت عليه ما قالته الطبيبة واوصت به، سعد اخاها وعزم على زيارتها في الصباح.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

توجهت “آلاء” إلى منزلها، وطوال طريقها فكرها مشغول مع مريضتها “غزال” تفكر كيف تخرجها من هذه المحنه الصعبه؟ كيف تساعدها لتكون لها هي طوق النجاه؟
لم تسمع لرنين هاتفها؛ بسبب الضجيج الذي يعلو صداحه في رأسها، وصلت وصعدت لشقتها وحين ولجت للداخل وجدت والدها يقول لها:

– حمدلله على السلامه يا بنتي، مش بتردي ليه على تلفونگ؟

امسكت هاتفها ووجدت أن هناگ اكثر من اتصال منه، رفعت بصرها وقالت بأعتذار:

– معلش سامحني يا بابا، مسمعتش الفون خالص، كان في حاجة ضروري؟
– لا ابدا يا دكتورة، لاقيتگ بس اتأخرتي، كنت عايز اطمن عليكي.
مال شكلگ متغير ووشگ مخطوف ليه؟
– متشغلش بالگ، مشاكل الشغل مش بتخلص، استأذن حضرتك هدخل اغير هدومي، وعايزة اتصل بـ”أمان” ابن عمي.
– خير عايزاه ليه؟
– عندي حالة محتاجة مساعدته ضروري.
– ربنا يوفقگ يابنتي.

آمنت على دعاءه، ثم تركته وهاتفت “أمان” وانتظرت حتى اتاها فقالت:

– فينك كده يادكتره؟
– يابنتي الناس ترد تقول السلام عليكم، ازيگ يا بن عمي، مش فينگ يادكتره؟ تكنيش مراتي وانا مش عارف؟
– اخلص يا أمان، وقول فينگ، عايزاگ في حاجة مستعجله.
– لا شكل الموضوع مهم، انا كنت هعدي اخد فادي من عند ماما.
– تمام، حلو اوي، اطلع بقى عندنا الاول، اقولگ على الموضوع اللي عايزاگ فيه وبعدين انزل خد ابنگ واتكل على الله.
– الله على الفاظگ ومصطلحاتگ، ميدلش ابدا انگ دكتورة نفسية.
– شكرا شكرا يا أخويا، انت يعني غريب عن اختگ.
– لا إزاي ده انا حافظگ يا آلاء، مسافة الطريق وهكون عندگ سلام.

انهى حديثه معها وابتسم على ابنة عمه وأخته في الرضاعة، شرد بذاكرته على حالتها وسبب ورفضها الدائم للزواج، وحزن لعدم تخطيها مرحلة الحزن الساكن قلبها منذ وفاة زوجها في حادثة قبل اتمام عرسها عليه، ومنذ ذلگ اليوم وهي سجينة ذكرياتها وايامها معه، ورفضت كل من تودد لها، حتى تخطت سن الأربعين وما زالت تعيش في ماضي لن يعود.

وصل امام شقة عمه وطرق الباب وعندما انفرج وجدها امامه ترمقه بنظرات يبدو عليها الحزن، فظن انها تذكرته، فتغيرت ملامحه وقالت له:

– ما تدخل يا اخي واقف ليه كده، هو انت غريب؟

جلس على اقرب مقعد وتنهد بحزن عليها ثم قال:

– واخرتها معاكي اية؟
– في اية؟
– الحزن اللي شايفه دايما في عيونگ يا آلاء، امتى هيجي اليوم اللي يتبدل فيه لفرح؟

شردت بعيدًا وهربت من ملاحقته، شرود طائر يهرب من قناصه، لكنها لم تفلح في الهروب من محاصرته، امسگ يداها واجلسها قائلا في حنو:

– انتي عندگ شگ اني بحبگ، واتمنالگ السعادة من كل قلبي؟

اشارت له بعيناها بتأكيد حديثه، فسترسل مكملا:

– ما دام متأكدة، ليه مش عايزة توافقي على صديقي رامي، كل فترة يعيد طلبه، وشاريكي يا آلاء لابعد درجة، وهقولگ تاني هو زاد اعجابه لاخلاصگ لزوجگ، بس محتاج فرصة تدهاله يمكن ياخد مساحة من قلبگ ويحصل نصيب؟

وعند هذه اللحظه لم تحتمل “آلاء” النار التي تشتعل بفؤادها أكثر من ذلگ، فصاحت بدون تفكير في غضب رادفة:

– كفاية يا أمان، انت عايز مني اية؟ سبوني في حالي انا راضية بنصيبي اللي اخدته من الدنيا، لية كل شوية بتجدد الوجع من تاني ليه؟ ارحمني يا أمان وسبني في حالي ارجوگ؟ انت عمرگ ما هتحس بيا وبوجعي، عمرگ ما هتحس يعني اية فرحتگ انطفت وكنت خلاص على وشگ أن تعيش فيها، أنا فرحتي اتقتلت يوم ما حبيبي مات وسابني لوحدي اواجهه ظلم بعادة لاخر يوم في عمري… انا قلبي ملگ أحمد، وعمر حد ما هيمتلگ ولو جزء بسيط منه، لا رامي ولا غيره،
وقولتلگ مليون مره الكلام ده، انا راضية بعيشتي دي.

قالت كل حديثها بوجع احياه من جديد، وتلاطمت امواج احزانها وتجددت كأنه ما حدث تكرر الآن امام مقلتيها، ضعط على نزيفها بكل ما اوتي من قوة، فكان الانهيار من حظها ونصيبها، تألم بشدة انه تطرق لهذا الموضوع الذي يسبب وجعها، اقترب منها واحتضنها وقال بحزن:

– خلاص اهدي ياحبيبتي، انا آسف، والله آسف اني كلمتگ، حقگ عليا يا آلاء، بطلي عياط بقى، واوعدگ مش هجيب سيرته تاني.

خرجت من حضنه وابصرته بعتاب ولوم ثم قالت:
– promise Me.”توعدني”

– promise. “أوعدك”

ضحكان سويا ثم احب تغيير الموضوع وسألها:

– خير يا آلاء كنتِ عايزني في اية؟

اخذت زفيرًا ثم قالت وعيناها ترمق هذا الملف الموضوع بجانبها على المنضدة، مدت يدها والتقطته ثم وضعته أمامه، فتعجب ورفع حاجبه الأيسر وسألها بعيناه عنه فأجابت قائلة:

– ده ملف حالة عندي بعالجها، ومحتاجة مساعدتگ فيها.

وإلى هنا تنتهي احداثها عند هذا الحد لنتعرف سويًا مايدور خلف هذه الاحزان، وهل أمان سيكون طوق النجاه لغزال؟ وماذا سيحدث من أحداث مليئة بالاثارة والتشويق اتمنى أنها تنال اعجابكم في روايتي المتواضعة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط