روايات رعبرواية الوقت المتبقي لي

رواية الوقت المتبقي لي للكاتبه روزان مصطفي

مطلوب شخص مبينامش أبداً
قريت الجملة دي في الجورنال ولفتت إنتباهي وسط ما كنت بدور على وظيفة زي كل يوم ، شربت شوية من الشاي بلبن بتاعي وأنا بقرأ تفاصيل الوظيفة
_ مقدرتك إيه في السهر ؟ يوم ! يومين .. خمسة !!
إحنا عاوزينك متنامش إسبوعين كاملين ، التفاصيل على الرقم كذا
 
 
إتاوبت عشان كنت لسه صاحية ومش فيقالهم ، تفاصيل إيه ومنامش إسبوعين إزاي دا أنا مبشبعش أكل ونوم
مع ذلك نجرب هو إحنا لقينا شغل وقولنا لا !
كلمت الرقم دا رد عليا صوت غريب بس كان راجل وعرفني العنوان قالي هتيجي وتعملي إنترفيو مع مدام ميلينا ..
حسيت بقلق شوية وحسيتهم ناس مش طبيعيين ومع ذلك خدت العنوان بيت بثلاث ادوار في جاردن سيتي ..
لبست لبس فورمال وخدت الشنطة وركبت أول تاكسي ونزلني ع الناصية ف كملتها مشي
وصلت ناحية البيت ، منظره من برا هو والجنينة الدبلانه ميبشرش بالخير أبداً ولا يبشر أن فيه حياة أصلاً فيه
مع ذلك فتحت البوابة المصدية ودخلت ، كنت بدوس بجزمتي الكعب على الورق الناشف على الأرض لحد ما وصلت للسلمتين اللي بيوصلوا للمدخل
طلعتهم ودخلت ، أول مادخلت ريحة البخور المغربي ملت صدري حقيقي وكان فيه ريحة قهوة خليط يعني ما بين الريحتين
مشيت شوية كويسين لحد ما لقيت اوضة في اربع تليفونات وكلهم شغالين ، واضح انهم بيصرفوا على الكهربا كتير
دخلت الاوضة دي كان فيها راجل قزم وأصلع وعمال يدور بين الورق على حاجة وهو حاطط السماعتين على ودانه بتوع التليفونات
قولتله بنبرة مرتبكة : لو سمحت !
 

رفع عينه وبصلي مستنيني اتكلم
ف كملت : مدام ميلينا أنا كنت إتصلت وقولت أني جايه عشان الإنترفيو
ضحك ! وفضل يضحك لحد ما وشه إحمر بعدين رد وقال : الأوضه اللي في الدور التاني ، رابع واحدة على اليمين
بصيتل
وفضلت ابرطم أن ايه المضحك يعني ، وصلت الدور التاني كان ريحته مختلفة تماماً عن الدور الأول ، وكان في ناس لابسين ماسكات شكلها غريب وبيعقموا النباتات الزينة ، وفي حوض سمك في سمكة قرش صغيره ! أه والله زي ما بقول كدا
حطيت إيدي على راسي وإبتدى الخوف يتسلل شوية شوية ليا من كتر ما المكان مريب ، ريحة الطابق التاني كانت عاملة زي ريحة حاجة محروقة
أول ما وصلت للاوضة الرابعة وشوفت مدام ميلينا قولت الناس دول وراهم حاجة ، جوانب راسها محلوقه وفي نص راسها في شوية شعر لونهم أحمر وهي شخصياً لابسة أحمر
من غير ما ترفع راسها ناحيتي قالت بصوت خلاني إترعبت : أنتي اللي إتصلتي عشان الأنترفيو ؟
بصيت حواليا وقولتلها بخوف : ايوة انا ، بس حضرتك راجل ولا ست
قالت بصوتها الخشن : أنا ست بس صوتي تخين عادي ، بتنامي مقدار أد إيه في اليوم ؟
جاوبتها وكأني منومة مغناطيسياً : هو أنا عامة بحب النوم يعني ممكن ١٢ ساعة
هي بجدية : بتجيلك كوابيس وإنتي نايمة واحلام مش مفهومة ؟
عينيا وسعت من الخوف وقولتلها : من وقت للتاني أه
كملت هي : عندك إستعداد متناميش لمدة إسبوعين وتفضلي هنا بعد ما نمشي ؟
برقت وقولتلها : هو هتمشوا وتسيبوني هنا لوحدي ؟
هي بغموض : مش لوحدك بس إحنا مش هنبقى موجودين ..
 
 
قولتلها بلجلجة : لا معلش مش فاهمة ؟
قامت هي ولفت حوالين مكتبها وبعدين قالت : لما نشرنا الأعلان كنا عارفين إن في ناس الفضول هيحركهم وهييجوا وفي ناس تانية هيشكوا فينا ويرفضوا ييجوا ومع ذلك اللي جم وعملوا إنترفيو شجاعتهم مكانتش كافية يتقبلوا في الشغل دا ، إنتي لو نفذتي التعليمات كلها لمدة إسبوعين هتاخدي فلوس كتير تأمن مستقبلك
ربعت إيدي وقولت : طب وإنتوا هتستفادوا إيه مش فاهمة ؟
هي بغموض تاني : هتفهمي لما تشتغلي هنا ، هتوافقي ولا منضيعش وقتنا معاكي ؟
بصيت ورايا للإيجار المتأخر شهر ومصاريفي الشخصية وجوعي اللي بقعد بيومين مباكلش عشان أوفر وبهدلتي بعدين رديت وقولت : أضمن إزاي إنكم هتدوني فلوس ع اللي هعمله ، أنا يوم معايا فلوس وعشرة لا ومحتاجة لكل قرش
ميلينا : تحبي تضمني حقك إزاي ، أنا بكلمك بأمانة هتاخدي فلوسك بس لما تقعدي إسبوعين من غير نوم من غير حتى ما جفنك ينزل .. وتقعدي هنا لوحدك
بتردد جاوبت : محتاجة افكر هقدر أعمل كدا ولا لا ! وأكيد هبلغك تاني
بنفس الوش البارد والصوت الذكوري المخيف ردت ميلينا : في إنتظارك أي وقت
خرجت من عندها بتكعبل في اللي قدامي
اول ما نزلت الطابق الاول وخلاص هخرج كان في بنت صغيرة شعرها إسود طويل ربطاه بتوكة ، وماسكة كتاب بتقرأ منه ، البنت مجملاً كان شكلها لطيف لحد ما بصتلي ف ابتسمتلها وقولتلها : إنتي جميلة
حسيت إن النني بتاع عنيها بقى إسود بس قولت يمكن مش مركزة ف ردت هي من ورا حديد السلم : إنتي اللي وشك جميل ، مش قادرة أستنى عشان ألبسه
أنا إترعبت ! ماهو يا إما أنا سمعت غلط يا إما البت دي بتستظرف عشان تخوفني يا إما في حاجة غلط ، وبعدين مش كان في سجادة حمرا هنا راحت فين ؟
 
 
خرجت برا البيت دا وأنا بحاول أدور على تاكسي قريب مفيش لحد ما مشيت مسافة معتبرة كسرت رجلي من التعب ولقيت تاكسي وركبته ورجعت لبيتي ، اول ما دخلت مدخل العمارة لقيت صاحبة البيت بتمسكني من دراعي وبتقول : بصي بقى انا قدرت ظروفك وصبرت عليكي ، أكتر من دا صبر مبقاش عندي .. الإيجار يجيلي يا إما تخلي الشقة أنا عندي إلتزامات برضو يا بنتي
أنا بحزن : لسه كنت بدور على أي شغلانة عشان اقدر أسدد ، ابوس إيدك تستني عليا لأن كدا هترمي في الشارع وميرضكيش واحدة زيي تبقى عرضة لكلاب السكك
الست : لا حول ولا قوة إلا بالله ادينا هنصبر بس عشان ولايا زي بعض بس بعد كدا شوفيلك حتة تانية
دخلت شقتي وقولت أخد شاور سريع من أرهاق اليوم اللي مش مفهوم دا ، اول ما وقفت تحت المياه لقيت المياة اللي نازلة من شعري وجسمي لونها اسود شوية كإني نازل مني بودرة سودا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط