روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثالثه

الحلقه الثالثه
(احتلك ونتفاوض )

عادت “مرام ” الى مكان عمل “مكه ” لتسأل بدقه عنها لعل احد رأئها تقابلت احد الاشخاص

الذين يعملون مع “مكه ” بالمكتب هرول نحوها فورا عندما وجدها تدور حول نفسها بتوتر

اقترب منها وسألها ” محمود ” قاضبا حاجبيه :
_ مرام مالك بتدورى على ايه هنا ؟

اجابته والدموع تملئ عينايها :
_ مكه ما رجعتش من الصبح ومش عارفين راحت فين ؟

وضع يده على فمه وهو يهمس متاثرا بصوت منخفض :
_ هو انتى ما تعرفيش ولا ايه

انقبض قلبها فجاه عندما استمعت لهمسه وراحت تسأله سريعا لعله ينفى تلك الغصه التى انتبدتها :
_ فى ايه قول

صمت قليلا ثم هدر مستسلما :
_ مكه خرجت من المبنى الصبح متصابه

رفعت يدها الى قلبها الذى قفز من مكانه صاحت غير مستوعبه ما حدث لاختها :
_ ازاى ازاى ما حدش قالنا

حاول “محمود” يطمئنها لكن حالة الفزع التى تملكتها كانت اصعب من تهدأ دون رؤية اختها

_ بصى انا مش عارف هى ازاى اصلا دخلت المبنى لانهم بلغونا ان كان فيه ارهابين
وممنوع الدخول ولما وقفنا بره جات عربيه اسعاف وخدتها
_ اى مستشفى

هكذا اندفعت “مرام ” تساله فاجابها :
_ ما اعرفش بس تعالى اروح معاكى القسم يمكن يدلنا على معلومات

تحرك معه وهى تدعو الله ان تعثر على اختها ليطمئن قلبها

*************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ************

_ جايه ليه ؟

هكذا صاح “رأفت ” بكل قسوة فى ابنته “تمار” والتى ارتعدت على الفور من تكرار
طرده لها ،اقتربت منه وهى تهتف متاثره :
_ وحشتنى يا بابا

اولى لها ظهره معلنا رفضا صريحا فى رؤيتها حتى او ترك مساحه لقلبه
ليلين وهدر مذكرا اياه ما فعلته به :
_ بابا افتكرتى بابا دلوقت كان فين بابا واحنا فى نفس المكان من شهرين

فلاش باك

فى منتصف الفيلا عندما اتى “ريان ” الى المنزل يصرخ بصوت عالى غاضب

دون قدره احد من العاملين على ايقافه :
_ رأفت يا ألفى انا جتلك بنفسي

خرج “رأفت ” من مكتبه يضع يده فى جيبه ويرسم على وجه الجمود وقف امامه
ونزع يده من جيبه ليشير الى العاملين بالانصراف
عيناه تتحدى عيناه وكأنهم أعداء منذوا عقود يحاول “ريان ” تمالك اعصابه حتى لا
يرد اليه القلم بعشره وعينه كالجمر تقذف نحوه هدر كالمجنون من بين اسنانه :
_ حبستها ومنعت عنها التليفون كل دا عشان دخلت البيت من بابه قلت شويه تهدى
ونرجع نفتح الموضوع من جديد لكن تمد ايدك عليها دا اللى مش هقبل بيه

ضم “رأفت ” حاجبيه واستنكر مناطحته دون وجه حق اجاب جنونه بسخريه بالغه :
_ وانت مين عشان تدخل بينى وبين بنتى

نعم ليس له اى حق ولا صفه لكن “رأفت ” لا يفهم تحكم القلب وسيطرة الحب العمياء
لكن لريان اسبابه لقد تقدم لطلبها مرات وهو يرفض فى كل مرة بشده خرجت
“تمار ” على صوته ما كانت تتوقع حضوره الى منزلهم بعد كل هذه المده من الانقطاع

أردف “رأفت ” متسائلا وهو يضيق عينه لكشف ذلك الخائن فى بيته :
_ مين قالك انى ضربتها

_ انا
هكذا تدخل ” عدى ” ليهتف غير مكترث بغضبه الذى سيطوله من جراء فعلته لكن
لم يكن يقف مكتوف الايدى امام رغبة اخته فى الزواج بريان الذى بالنسبه لها حياه
أو موت خاصتا ان ريان شخص يستحق ذلك الحب بعد كل هذا الصبر على رفض والده

التف اليه “رأفت ” وصاح مهتاجا :
_ انت تخرس خالص حسابك معايا بعدين وخد البنى ادم دا من وشى بدل ما اطلبله البوليس

اجابه “عدى ” ساخرا هو يعرف ريان ولا يحتاج تعريفه :

_ مين دا اللى طلبله البوليس انا البوليس بذاته

زمجر “ريان ” بقوة وهو يشير بسبابته للاعلى نحو “تمار ” :
_ دى كانت بنتك لكن لما مديت ايدك عليها بقيت مراتى برضاك أو غصب عنك
انا مش هسيبها

برغم حدة “ريان ” وكلامه الذى لا يقبل المزاح الا انه كان يبعث سخريه قويه بالاستهانه
بقدر “رأفت الالفى ” كمحامى أول فى الدوله أو كما يسميه العامه بمحامى الكبراء

هتف مغلفا نبرته بالسخط :
_ انت مفكر هتدخل بيتى وتخطف بنتى وانا هقف اتفرج عليك انا انفيك من البلد
وادعسك تحت رجلى

تجاهل “ريان ” تهديه واجابه بكبرياء لا يليق سوى به :
_ مين قال انى هخطفها قولت اتجوزها وبما انك مش موافق بقالك سنه فأنا هعاملها
على انها أرضى هحتلها وبعدين نتفاوض

ساد سكون غريب فى المكان ليس لغرابتها لكن طريقة نطقها جعلتهم فى حيره
من خطواته القادمه بعدما اصبح السلام لا محل له ودون أن يحيد نظراته القاتله عن “رافت ”
شق الصمت بصوته الخشن مناديا :
_ تــمـــار تعالى

دون وعى منها انساقت نحو صوته ملبية النداء كان قلبها يرتجف مع كل خطوه تخطوه
نحو تلك المعركه كلما نظرت باتجاه والدها ووجدت عيناه تُلقى بشرارات محذره
من مجاراته لكن قدمها لا تستجيب وقفت بينهم الثلاثه ليهتف هو بقوة :
_ لاخر مره هطلب منك الطلب دا

سحب انفاسه مهدئا كى يبدوا الامر نابعا من اعماقه برغم رغبته الملحه بخطفها
من بين يده دون نقاش لا تريد هذه الفكره ان تتزحح من رأسه :
_ انا طالب منك ايد بنتك تمار

زمجر ” رأفت ” بتحدى وعناد :
_ وللمره المليون بقولك ……انا مش موافق

كان متوقعا منه هذا لكن ليريح ضميره التف ل “تمار ” يسألها بنفس الهدؤء
الذى التقطه لتو :
_ انا بطلب ايدك منك انتى يا تمار موافقه

ابتلعت ريقها وحدقت فيما حولها وهى تشعر بالبروده تحاوط قلبها المحموم

نظر فى عيناها يحسها ع الاجابه التى ستنهى ألمهم معا رفضت أن تنظر لسواه
فما كانت ستفعها الا وعينها عالقه فى عينه هتفت دون تردد :
_ موافقه
فى تك اللحظه سحب يدها نحوه و تشبث بها اتسعت عين “رأفت ” على اخرهما فى استنكار
شنيع مما يفعله ذلك المجنون وقبل أن ينطق معترضا هتف مقاطعا ذلك بـ :
_ وانت يا عدى موافق ولا لأ

كان يلمح تلك الابتسامه التى جاهد اخفائها عن والده معجبا بجديته كرجل شرطه فى أخذ ما يريد
ما يراه من قوة عشقه لتصدى لوالدها وضمت يده الى صدره جعله يؤيدهما القرار الذى سيتم
بموافقته أو لا هدر دون ترد هو الآخر :
_ موافق يا ريان

دار وجه عنه وهو يسحبها نحوه اهتاج “رأفت ” امام اصراره فى تجاوزه وكأنه
غير موجود وزادت عدواته تجاه هذا الشخص الملعون الذى يعصى أولاده عليه :
_ انتوا بتفقوا عليا

أجابه “ريان ” بصوت عالى محتد أكثر منه :
_ انت اللى وصلتنا لكدا هى مش صغيره عشان تفرض عليها رأيك

هجم “رأفت ” عليه لينتزع من بين يده “تمار ” مغلولا منها بالحط من قيمته امام هذ المجنون
الذى يتخيل أنه سيأخذه من عقر داره دون ردع صرخت من مباغته
فزمجر “ريان ” كأسد ضارى لكنه لم يحميها من لطمته التى هوت على وجنتها واستعداده
للمزيد من تعنيفها دون رحمه لكنه دفعه بقسوة مستغلا كل قوته وغليله من هذا الذى لا يرى

سوى فرض سيطرته سحبها خلف ظهره وهو لا يرى امامه لولا يدها التى امتدت الى ظهره
لكان فتته لأشلاء دون مراعاة كونه والدها لقد تخطى “ريان ” حد لكن تحتم عليه التدخل
افلت كلمات مغتاظه من بين اسنانه :
_ لولا انك ابوها كنت قطعتك حته حته

دفعه “رأفت ” من وجه بحنق لا يعرف له أخر لقد اصبح قلبه حالك السواد تجاه هذا المخلوق
البغيض الذى اغضبه اكثر مما ينبغى :
_ انت مجنون انت متخيل ان بنتى هتسيبنى عشان خطرك

وجه نظره نحو “تمار ” ونادها بثقه :
_ تمار تعالى هنا

انفجرت فى البكاء لا تستطيع التحرك نحوه قيد انمله قلبها يحبسها امام عشقها الذى تمنته
طوال حياتها لو كان لها ذره واحده من اليقين بأن والدها سيقتنع لهرولت تجاه وانتظرت
اقناعه لكنها متيقنه انه وصل الى آخر نقطه من العناد زعق مجداا :
_ تــــــمـــا ر تــعالى هنا

انتفضت من صوته وبكت اكثر ودون اراده تمسكت بظهر “ريان ” تستمد طاقتها التى أوشكت
على النفاذ بعد هذه المواجهه العنيفه خذلت “رأفت ” الذى اشاح وجه عنها مرميا بأخر ما لديه
بحده محذرا من تهورها فى اختيار ضد رغبته :
_ يا أنا يا هــو يا تمار

كانت اختيار صعب فاجئ الجميع به لم تكن ” تمار ” هى فقط بل كلا من “ريان وعدى”
الذى سارع بالوقوف الى جانب والده يهمهم باندهاش :
_ بابا مش لدرجادى

كرر “راافت ” جملته دون تغير ليثبت انه لم يغير قراره :
_ يا أنا يا هــو يا تمار
مرت هذه اللحظه عليها كالنصل الحاد الذى تخلل قلبها ذهابا وايابا دون
هواده تعرف إن اختارته سيبعدها تماما عن “ريان” حتى وإن كان لابعد نقطه
فى العالم سيفعل دون اهتمام لقلبها المرطبط بقلب ذلك الماثل امامه يرجوه لمده عام
كامل بالموافقه على تلك الزيجه التى اصبحت مستحيله بسبب عناد ليس له أساس
وفى لحظه تهور استدارت عنه وهى تمسك بيد “ريان ” هادره بقلب منفطر :
_ انت أروع اب فى الدنيا لكن ما عملتش حساب لمشاعرى للا سف يابابا انا هختار قلبى

كانت طعنه قويه فى منتصف غروره وثقته بابنته لم يترك “ريان ” فرصه لاحتدام الامراكثرمن هذا
استدار وجذبها خلفه ينفس غضبه من فشله فى اقناعه للمره الاخيره

****************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ***************************
(لدى منار )

ارتدت بجامه منتصفة الاكمام بلون الابيض ذات زرقشه بسيطه بللون الوردى
وضمت شعرها ذيل حصان وخرجت اليهم وتحديدا نحو الشرفه التى وقف
بها “شريف ” يحدق بالماره دون نظر هتف بحماس :
_ هااا هنطرده ازاى المره دى ؟

التف على اثرصوتها ثم اتسعت عينها بغضب عندما رأها تقف امامه بهذه الحريه
التى تنزع عقله منه سحق الكلمات بين اسنانه :
_ انا مش قولتلك مليون مره ما تلبسيش كدا تانى

لم تهتم لغضبه الذى اعتادته فيما يخص هذا الموضوع وكزته بخفه فى صدره
وهى تهدر بابتسامه بلهاء :
_ هو انت غريب يا شريف …..يا جدع انت اخويا

كور قبضته ليسيطر على غضبه الذى كاد ينفلت مقاوما رغبته بيقذفها من الشرفه على تلك الكلمه التى
يكرها منها بشده وعلا صوته محذار :
_ مش اخوكى قولتلك مليون مره ما تقوليش اخويا دا تانى وبعدين انتى فى البلكون
كل الناس هتشوفك مش بس انا
ركلت الارض وهى تزفر و تجيبه بحنق :
_ ناس مين يا عم الحمش احنا فى الدور العاشر يا شريف خلينا فى المهم بقى

ظهرت شرارات الغضب فى عينه لتعرف انه سوف يعاملها بقسوة هدر بغضب :
_ لو خرجتى كدا قدامى تانى هولع فيكى ادخلى البسي وتعالى

انفعلت من فرط تحكماته حتى على شكل ملابسها وصاحت معترضه :
_ ما كفايا بقى ياعم الحمش العريس قدامه ساعه ويكون هنا

امسك ملابسها من خلف عنقها كالمجرمين وزمجر بحده تعرف هى ما يليها :
_ هتسمعى الكلام ولا لاء

لتمتثل سريعا وهى تهتف باستسلام :
_ حاضر يا سعادة الباشا هسمع الكلام

لم يتركها دفعها من ملابسها الى الداخل لكنها لم تصمت ظلت تتمتم متبره من قسوة تعامله :
_ هو انت بعمل فيا كدا يعنى عشان بتحوجلك ربنا ع المفترى

اجابها محتدا وهو يتدفعه لداخل :
_ اخرسى امشى قدامى

اوصلها الى غرفتها وفتح لها الباب كى يدفعها بداخلها لكنها تصدت لدفعته ووقفت بوجه
وهو شبه صائدها من ملابسها هتفت بنبره متوسله :
_ توعدنى انك مش هتسيبنى انا قلقانه المرة دى أوى

شرد فى عيناها التى تسحبه الى اعماق البحار ينسي نفسه وكونه فى تلك العينان حتى اسمه
لا يعرفه الا من بين شفتيها هى إرتخت يده عن ملابسها وعينه تهيم بين حقول
عينها دون توقف
كررت توسلها دون أن تشعر بقلبه الذى يدق صدره بعنف
بغباء مشاعرها وافتقارها لخوض تجربة حب واستشفاف رغبته القويه بها :
_ ما تسبنيش يا شريف

انساق قلبه ليهدر بكل ما أوتى من قوة ورغبه بآن واحد :
_ مش هسيبك ابدا يا منار

ابتسمت له واجفلت عينها باطمئنان لذلك الظهر القوى الذى تتكئ عليه لو كان ما يعرفها
جيدا لكان قال انها تغريه ابتسم ثغره على تفكيره فهو يعرف أن معذبته خلقت لتشتت
تفكيره دون قصد منها هتفت وهى تغمز له :
_ طيب ادعيلى الدعاء اللى بحبه بقى

صر على اسنانه ليلبى طلبها الذى اعتادته منه ورفع يده الى السماء
يهدر بحنق من مجنونته :
_ يا رب تــبــورى

اغلقت الباب فى وجه بمرح ليكمل هو دعوته التى لا تنقطع فى سرا :
_ لحد ما تبقى ليا يا منار

**********جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا **************

فى هذا اليوم لم تعرف ” مرام ” لمكه سبيلا كل نقاط الشرطه لم يكن لديها علم بمكانها
وبدئوا رحلة البحث فى جهات عليا تسرب القلق الى قلب “مرام ” خشية من عودتها
الى المنزل دون خبر مطمئن عن اختها سوى انها مصابه ولا تعرف لها طريق
خرجوا من آخر مبنى الشرطه والى جابنها “محمود ” الحال نفس الحال حتى قفز الى رأسه
اسم من الممكن أن يكون لديه حل هتف على الفور وهو يمسك بهاتفه :
_ لاقتها ما فيش غيرو
التفت اليه “مرام ” وسألته بإهتمام بتلهف العثور على قارب فى وسط بحر هائج :
_ مين ؟
اجابها وهو يشرع بالاتصال :
_ دا محامى ابن محامى كبير بس علاقاته كتير ومش بيتاخر عن حد

مشيت ورائه متعلقه بأى ذبابه تقودها نحو اختها التى أصبحت فى قبضة السلطه

************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ****************

(تمار )

كانت ذكرى أليمه لكليهما معا الفراغ بينهم كان كبير نزلت دمعه متألمه من جفائه لها
مازالت تتمنى أن يرضى عنها أن يقبل بالرجل الوحيد الذى اختارته عن سائر الرجال لكن
هو الذى اجبرها على العناد اقتربت منه لتهتف متوسله :
_ بابا لو سمحت انا مازلت عايزه موافقتك ارجوك انا كنت خايفه تمنعنى عنه
انا روحت معاه بس عشان ,,,,

_ عشان تلو دراعى ,قاطعها بغضب واهتياج

اجفلت لترجوه من جديد :
_ انا برجوك انا صحيح اتجوزت ريان بس بس انا ملبستش فستان الفرح
ولا عايزه البس الفستان الا وانت معايا ما تحرمنيش من اللحظه دى

استدار عنها ليهدم آ مالها بسرعه كأنها كومه من الرمال اليابسه على الشاطئ لطمتها موجه غاشمه :
_ مش هحضر فرح روحى للى فضلتيه عليا كفايا انك وطيتى رأسى
اخرجى برا بيتى انا مخلفتش بنت اسمها تمار

عادت ترجوه بحزن يفتت بقلبها :
_ ارجوك يا بابا
التف لها ليدفعها بكل قسوة الى الخارج كان صعب عليهما لكن تدمرت علاقتهم بهذه
الزيجه :
_ هونت عليك يا بابا ترمينى كدا

اجابها وهو يغلق بابه فى وجهها :

وقفت امام الباب الموصود كلا منهم يتألم بطريقه أخرى هى من فرط تعنده فى الرضوح لرغبتها
وهو من احساس الرخص من ابنته التى رمته من أجل حبيب عرفته من عام واحد

_ كانت مقابله نحس
هدر بها “رأفت ” عندما تذكر المرة التى تقابل مع “ريان ” فى منزله واستضافه صدفه الى منزله
لمجرد خلق صداقه وود بينه وبينه من اجل التقرب اكثر للسلطه وخاصتا أن “ريان ” من أكفء

الظباط فى أمن الدوله وصيته الذائع بعمله ادخله منزله وعرفه على اولاده ليفرح مؤقتا بقربه
من اولاده واندماجه السريع مع “عدى وتمار ” وصارت مقابلات كثيره داخل المنزل وخارجه

حتى فاجئه بطلب يد “تمار ” وانقلب كل الفرح للحزن وشعر بالغدر وشبهُ بالافعى التى دخلت منزله
ورعها والتفت حول عنقه لتخنقه ،طرده من حياته واغلق كل ابوابه عنه لكنه لم يكن يعرف انهم
غرقوا فى هذه المده فى عشق كالسحر المعقود وما عاد يجدى معهم أى محاوله للتفريق

*************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ***********************
لدى منار

بدلت ملابسها وخرجت اليه متلهفه من جديد لتسأله باهتمام عن طريقته الجديده فى طرد
العريس :
_ هااا فكرت يا سيادة الظابط

كانت تعبيره مبهمه وهو ينظر لها كل ما برأسه يتبخر فور حضورها قراء ما بين شفتيها
بعينيه دون أن يسمعها حزن دفين بقلبه عندما يشعر بالفشل فى امتلاكها يخشي
من لسانه أن يفلت عبارات العشق التى تتدفق فى قلبه ويعلم جيدا أنها لن تتقبلها
بل ستبتعد عنه عشرات الاميال ويفقد قربها الاخوى الذى تدعيه ويمثله معها
طاويا بأعماقه عمرا من العشق سرا اطلق صراح زفره محمله بالوجع وهو يجيبها :

_ هقعد معاه واقوله انك بتحبى واحد تانى وامك غاصبه عليكى تجوزيه
مطت شفاها وقلبت مقلتيها لاعلى وهى تهتف :
_ اممم مش بطال بس ياريت قبل ما ادخل

ظلت عينه متصنمه على وجهها وهو يجيبها بهدوء :
_ ما تقلقيش هيمشي قبل ما تخرجى

آهات عده رنت بداخله غير مصدقا انه فى كل مره يتقلب فى حمم بركانيه
وهذا يطلب يدها وهذا يتودد لها وهو لا يجرء حتى على فتح فمه لكنه لن يترك حقه
فيها مسح وجه عندما استمع الى صوت الجرس استند الى جانبى الكرسي نهض من مكانه
وعلامات الحنق تنتشر على وجه هدر موجه كلامه ل “منار ” :
_ قومى ادخلى جوه

امتثلت لامره وهى مطمئنه تماما انه سوف يفعل كل ما يرضيها تأهبت “زينب وماجده ”

لاستقباله ،نظم “شريف ” انفاسه حتى يستطيع التعامل معه بعقلانيه لكن أى تعقل
امام غريب جاء خصيصا ليطلب حبيبته منه دخل ذلك الشاب ذو البشره الحنطيه وظهرت ابتسامته
الخجله بعض الشئ والى جانبه والدته التى تتسم بالطيبه وفورا “زينب ” اقبلت عليها متهلله
وهدرت بسعاده :
_ اهلا وسهلا البيت نور
سلمت عليها بحفاوه وبادلتها الاخرى الاهتمام لكن لثوانى ضيق عيناهم وكأنهم يلتمسون الشبه
فى وجوهم التى خط عليها الزمن هتف معا :
_ معقول
زاد الترحيب من “زينب ” التى ضمتها الى احضانها وهى تقول :
_ فاديه مش معقول ازيك يا حبيبتى
وتذكرتها الآخرى ايضا واحضتنتها بلهفه وهى تهدر :
_ زينب فينك وفين ايامك من يوم ما عزلتى ولا حد شافك

وقف الجميع يشاهدون هذا اللقاء الحافل الذى لم يكن من المتوقع اقتربت “ماجده ” منهم
وهى تسأل بشك :
_ هو انتى تعرفيها يا زينب
التفت لها اختها تخبرها بسعاده :
_ دى صاحبتى وحبيبتى كانت جارتى فى البيت القديم
عادت تسالها بتعجب :
_ اومال ما كنتيش تعرفى انها جايه انهارده

اجابت “زينب ” بارتباك وهى تغمز لها بالسكوت :
_ ايوا اصلنا وصلنا لبعض من ع النت

حاول “شريف ” السيطره على غضبه الذى بات شبه مستحيل اخفاء أثره على وجه
زعق بصوت جهور :
_ هنفضل واقفين كدا اتفضلوا فى الصالون

تقدم “العريس وفاديه وكذالك ماجده ترحب بهم ليتبعهم “شريف ” لكن تقف “زينب ”
بوجه مانعه اياه من التقدم وعلى الفور هدرت بصوت منخفض :
_ رايح فين يا شريف

هتف غاضبا وهو يلوح بيده :
_ هكون رايح فين يا خالتى هقعد مع العريس

سحبته من يده لتدفعه بعيدا عن الباب حتى لا يسمع احد همسها الذى تدفق بنبره محذره :
_ انا مش هسيبك تعمل اللى بتعمله كل مره انا عايزه افرح ببنتى كفايا بقى لعب عيال

كلماتها كالخنجر المسموم غرس فى قلبه لم يخفى تألمه وسألها بحزن :
_ بس هى مش عايزه

سحبت انفاسها واتضح عليها الالم وهى تقول :
_ انا لو سبتها عمرها ما هتعوز اوعى تفتكر انى مش حاسه وفاهمه انك بتحبها

لمعت عينه التى فضحت عشقه لم يجد اجابه لتشير له بيدها وتسترسل
دون اهتمام :
_ انت ما تقدرش تقولها انك بتحبها عشان خايف تخسرها وانا عمرى ما اتمنى ليها
أحسن منك بس للاسف بنتى ما تنفعكش وانا بقولهالك اهو لو عايز تخسرها للابد
اتجوزها بنتى عنديه وانت عصبى مش هتسحملوا بعض خليك انت اخوها زى ما بتقولك

ادخل خليها تستهدى بالله وتطلع للعريس بدل ما تقف فى طريقها لان منار لا هتوافق عليك
ولا على غيرك وما فيش حد يقدر يقنعها بالجواز غيرك اعمل اللى عليك لو بتحبها

كلامها أوجعه للغايه سكت تماما وعينه تبوح بكل الالم دفعته دفعا الى خنق مشاعره
وعوضا من أن يطرد عريسها يزفها اليه ربت على كتفه لتكمل وجعه اكثر :
_ روح يا شريف قولها تجهز منار مش هتنفعك انت اخوها والله تستحق احسن منها

ليتها تعلم انه لا يريد الاحسن انه يريدها هى

***********جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ******************
إلياس

تقلب فى فراشه يمينا ويسارا وكأنه ينام على نار موقده أشعلت “مكه” نيران مستعره فى جنبيه
افقدته النوم والراحه بعد عناء يوم طويل سيفان يختصمان فى صدره ولا يعرف سبب ذلك
يفكر بكل كلمه قالتها ويراها فى مخيلته كالخيال لا يعرف أى مشاعر غرييه طرأت عليه
حولته لكتله مشتعله من الغضب اتخذ وضعيه اخرى له بأن انطرح على ظهره ووضع وسادته
فوق رأسه لعل يخنق افكاره ويكتم صوت عقله الموسوس لم يجدى هذا ايضا نفعا
فدفع وسادته بعيدا ونفض الغطاء عنه ثم اعتدل مستعدا للخروج من الفراش تماما الذى لم يعد
مكانا مريح واصبح مصدر للقلق والتفكير توجه الى الحمام الملحق بالغرفه نصف جسده العلوى
عارى اضاء النور ووقف فى مواجهه مرآه الحوض الكبيره فتح الصنبور وغسل وجهه عدة مرات
كى يزيح هذا الارهاق الذى اعتراه ثم نظر الى نفسه فى المرآه وتفحص جسده متذكرا اشارتها
نحو ذلك الجرح القديم وتجددت افكاره فى كيف عرفت مكانه وهى لم تراه الإ مره واحده
كور قبضته ونقر بها على الحوض زافرا انفاسه الغاضبه التف من مكانه وهو يلعن بصوت مسموع :
_ هتجننينى يا بنت المجانين يا هبله

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

فى منزل “مكه ”

دخل والدها رجل كبير بالسن يتحرك بتمهل لحيته بيضاء تماما يرتدى نظاره طبيه
ووجه ناصع البياض اغلق الباب من ورائه وهو ينادى بصوت جهور :
_ يا مكه يا بنتى

خرجت زوجته “خديجه ” من غرفتها لكن باضراب شديد لم تستطع اخفائه اجابت
بارتباك :
_ ايوا يا حاج

التف اليها متعجبا وسألها :
_ الله فى ايه البنات صوتهم مش طالع ليه ؟ فين مكه ومرام ؟

امسكت يدها بالاخرى وراحت تضغط على أطرافها بتوتر وهى تجيب تساؤله بـ:
_ ناموا

نظر اليها بتمعن وهو يرى الكذب فى وجهها الذى دوما تفشل فيه صاح بضيق :
_ البنات راحوا فين الساعه عدت تسعه فين عيالك يا خديجه

اقتربت منه وجاهدت الابتسام كى تغطى على كذبها بتغير الموضوع برمته :
_ ولما الساعه عدت تسعه ايه اخرك كل دا

اجابها وهو يعرف انها تغطى على غياب ابنتيه الذين من المستحيل ان تغمض لهم عين
دون انتظار والدهم :
_ انتى عارفه انى كنت فى الجامع وبعدين كان فى حاجه تبع الجمعيه الخيريه بوزعها
قوليلى فين ولادك يا خديجه

ترقرقت الدموع فى عينها وعضت شفاها متالمه مما تعانيه من اضراب حالته الصحيه لا تسمح
باخباره خبر مثل ذلك لكنه لا مفر من هذا :
_ مكه خرجت الصبح وما رجعتش ومرام بدور عليها ولسه مكلمنى وبتقول ان البوليس خادها

اتسعت عيناها وقد نالت الصدمه منه بقسوة ولم تتحمله قدماه فسقط على الاريكه التى خلفه
ويده على قلبه يجاهد ليلتقط انفاسه التى خرجت بصوبه من بينها كلمه :
_ بنتى مكه

هرولت نحو ” خديجه ” تمسك بيده وقد انفجرت فى البكاء تمسك بيده وبالاخرى
تمسح جبينه المتعرق هتف وهو فى حاله مزريه :
_ انا قولتلهم ميت مره بلاش بناتى

حاول النهوض ولكن زوجته كانت تمنعه لكنه كان يعاود المحاوله التى تحبطها زوجته
الى ان سألته :
_ هتروح فين وانت بالحاله دى

صاح بصوت مختنق :
_ هروح للحكومه بنفسى واقولهم انا أهو يحبسونى يعدمونى يسجنونى
يعملوا ما بدلهم بس بنتى ما تباتش ليله واحده فى القسم بتاعهم

كانت “خديجه ” منهمره فى البكاء تعرف ان ابنتها ستدخل فى دومه لا اخر لها
بسب ارتباط اسمها باسمه ” ابرهيم محمد السباعى ” إسما مميز لدى أمن الدوله
و مشرق لشبهة إنتمائه لجماعه محظوره كـ “جماعة الاخوان “………………………………… 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط