عمرك سألت نفسك ليه الجاهل بيبقي منبوذ في أماكن كتير؟.. الجهل مش قراية وكتابة بس، الجهل في التفكير
بس للأسف الجهل ده مؤذي بيوصل للحقد والحسد والتنمر.. بيخلي الشخص ده شايف نفسه صح وهو جاهل ومش فاهم اي حاجة.. طيب اي علاقة الكلام ده
باستدعاء ميت
…
استدعاء ميت
مبقتش شايف حاجة خالص.. كل الفلوس الي بملكها معملتش حاجة ليا.. وده بعد معاناة عشتها وهحكي عنها دلوقتي
انا في المستشفي بعد ما اتعميت بس لازم احكي انا لازم احكي
…
انا اسمي حمزة سيف الدين.. عندي 22 سنة عايش مع والدي ووالدتي واخويا طارق.. حياة الرفاهية وصرف الفلوس الكتير وعمري ما شلت هم حاجة… كنت فاشل في التعليم وعشان كده اهلي دخلوني كلية هندسة خاصة
عشان يقولوا المهندس راح المهندس جيه.. فشخرة كدابة
بعد الكلية لقيت الجيش مستنيني
بصراحة حاولت مدخلش.. تقدروا تقولوا عملنا المستحيل عشان مدخلش
كل الفلوس ووسايط ابويا منفعتنيش.. ودخلت الجيش
وزي اي حد.. يوم حلو ويوم وحش وانا كنت عسكري الامن في الجيش ده كل الي قدر يعملوا بابا انه يريحني ويخليني آمن الوحدة بتاعتي
..
وخلصت جيش بعد فترة طويلة.. اتعرفت فيه على ناس كتير وكانت ايام متتنسيش
وفات 6 شهور.. كنت رجعت لحياتي الاولنية.. الصرف والسهر والشرب
لكن الي مكنتش عامل حسابه انه يجيلي استدعي من الجيش واتقال ان في حالة طوارئ ولازم المجموعة الي اطلبت هتروح والا هتتعرض للمحاكمة
..
روحت وانا مخنوق اني راجع تاني.. بالمناسبة الوحدة بتاعتي في العريش
روحت ووصلت هناك.. وقابلت مجموعة من صحابي الي كنت ليا فترة كبيرة مشفتهمش
واقرب 3 ليا كانوا.. عمر وكمال واشرف
كنا دايما مع بعض في كل وقت.. واكتشفت ان في حوالي 50 عسكري بس جاي ليهم الاستدعي بس
سألت نفسي معقول.. ده عدد قليل جداً
…
وعملوا لينا جمع.. واتكلم الظابط وائل وقال
_احنا في حالة طوارئ دلوقتي.. وفي أي لحظة هيحصل علينا هجوم
عاوز كل واحد يلتزم بمكانه ولو سمعتوا سرينة الانذار دي
الكل يجهز عشان كده الهجوم بدأ
…
وطبعا اتقسمت ورديات.. ناس بقت تقعد في اماكن خدمة وناس ترتاح ونبدل وهكذا
…
لكن حصلت حاجة ودي كانت البداية
في يوم سمعنا سرينة الانذار.. خرجنا نجري وكان في هرج ومرج بره وكأن الحرب هتقوم
لكن مفيش هجوم حصل.. فضلنا مستنيين عشان حاجة تحصل لكن مفيش
وبدأ كل واحد يرجع لمكانه.. ودي كانت فترة الراحة بتاعتي، وانا راجع العنبر.. سمعت صوت بيقولي
…
_أنت السبب في موتي.. أنت السبب في موتي
اتلفت شعر جسمي وقف.. العرق غطي جسمي في لحظات عشان لقيت قدامي.. حسين.. حسين ده واحد كان معانا في الجيش ومات.. انتحر جوه السجن
عشان سرق مكتب القائد.. بس ازاي هو قدامي دلوقتي
ده مات.. مات وشبع موت
..
بصتله وانا بترعش وقولتله
_ح. حسين.. انت انت عايش.. عايش ازاي؟
_انا مش هسيب حقي يا حمزة.. انا هنتقم منك عشان انت السبب في موتي
_انا السبب في أي.. انا معملتش حاجة
_لا.. انت الي قتلتني يا حمزة
…
سلام قول من رب رحيم.. ربي أعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون
وشه اتحول لوش محروق مكرمش وصرخ.. صرخ صرخة لا يمكن تكون صرخة بشر
…
رجعت العنبر وانا ببكي.. قعدت علي السرير ورجعت راسي لورا علي المخدة
وافتكرت.. افتكرت الي حصل من 9 شهور
ايوة انا السبب في موته.. انا السبب في موت حسين
…
حسين كان من الناس المحترمة والمحبوبة في الوحدة وكان تعليم عالي.. دايما هو الفاهم والدارس وانا جمبه الفاشل الجاهل
كنت بكرهه وبحقد عليه.. مكنتش عاوزه يكون محبوب
ولا ناجح
جتلي فكرة.. سرقت ورق مهم كن مكتب القائد.. وروحت بلغت ان حسين دخل مكتب القائد من وراه وسرق ورق
وعشان انا عسكري الامن.. فأنا كلمتي مصدقة عندهم وعند القائد بالتحديد
…
اترمي حسين في الحبس من غير ما حد يسمعه.. محدش صدق اي حاجة من كلامه ولا توسلاته ولا دفاعه عن نفسه.. واتحبس وكان بيتعامل معاملة قاسية
للأسف هو عشان ابن ناس ومتعلم.. مقدرش يستحمل الي شافوا ومات بحسرته
مات وانا السبب في موته.. مات وانا الي اتهمته بحاجة انا الي سرقتها
..
بس هو راجع دلوقتي ليه؟!!.. راجع ينتقم مني.. انا خايف من الي جاي.. انا عاوز امشي من هنا عاوز امشي من هنا
قطع تفكيري صوت سرينة الانذار تاني.. خرجت اجري بره العنبر.. لكن مفيش حد
ازاي.. الوحدة فاضية وكأنها مهجورة وده كان غريب
وسمعت الصوت من تاني بيقولي
_ مش هتعرف تهرب يا حمزة.. مش هتعرف.. موتك قريب وعلى ايدي
_انت عايز مني اي.. ابعد عني ابوس ايدك
..
في اللحظة دي سمعت صوت من ورايا.. كان صوت عمر بيقولي
_انت بتكلم مين يا حمزة ؟
_ ها.. مش مش بكلم حد
_لا انا واثق انك كنت بتكلم حد اي ميكنش عفريت
_عفريت.. عفريت اي يا عمر يلا يلا نمشي
..
لكن لقيت عمر مبرق وبيقول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ربي أعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون
لكن الي حصل كان صدمة.. صدمة بشعة
..
نار.. نار مسكت في جسم عمر.. الي كان بيستنجد بيا وهو بيصرخ وبيقولي الحقني.. الحقني يا حمزة
…
معرفتش الحقه مات عمر.. مات واحد من اعز اصحابي
مكنتش مصدق.. مش قادر اتخطي فاجعة الموت
من اصعب المواقف الي مريت بيها
..
طبعاً مقولتش اني كنت واقف عشان انا مش فاهم صحبي اتحرق ازاي؟.. لكن الغريب كان موقف الظابط
الي قلي
_احنا هنبعت الجثة صحبك لاهله
_اكيد يا فندم.. بعد ما نصلي عليه صلاة الجنازة
_ لا مش هنصلي
_ازاي يا فندم؟
…
لقيته برق.. وقال يعني مش هنصلي
كنت حاسس ان الظابط مش طبيعي.. في حاجة غلط في الموضوع ده.. لكن حصلت حاجة.. قلبت الدنيا رأسا علي عقب
كنت قاعد في العنبر.. سرحان وبفكر.. تليفوني رن
والصدمة ان الي بيرن هو عمر.. ايوة صحبي الي المفروض مات
رديت عليه.. وكانت المفاجأة… يتبع الجزء الثاني
\
استدعاء ميت
الجزء الثاني
فتحت مكنش في صوت.. فضلت اقول.. ألو ألو
صوت أنفاس وصوت سنان مستفز جداً بتضرب في بعضها.. قفلت الخط وقولت مش هرد تاني لو رن
لكنه رن تاني فعلاً
..
المرة دي رديت وانا بقوله.. أنت مين يا.. ملحقتش أكمل الجملة صوت صرخة مفزعة.. رميت التليفون واستعذت بالله من الشيطان الرجيم
مكنتش عارف الي بيحصل ده.. وليه؟
لكن جتلي فكرة كده اني اتصل ببابا واحكيله يمكن يعرف يتصرف المرة دي!!
..
الغريب اني حاولت اتصل بيه كتير.. هو وماما الفون بتاعهم مغلق.. في الاول قولت جايز تكون شبكة
لكن الفون فضل مقفول
وده خلاني اقلق عليهم
روحت للقائد بتاعي عشان اقوله اني لازم انزل اجازة عشان اهلي حصلهم حاجة.. لكن فجأني برد صادم
…
_تنزل.. تنزل فين؟.. احنا في حالة طوارئ انت مش في خدمة عادية لبلدك عشان عاوز تنزل اجازة
انسي الموضوع ده نهائي
_يا فندم اسمعني ارجوك
_الكلام خلص ارجع مكانك
..
طلعت من مكتبه وانا زعلان من رد فعله.. بس انا لازم اتصرف
لقيت نفسي رايح ناحية الجامع الي في الوحدة
الغريب ان باب الجامع كان باين عليه متفتحش من زمن
بس انا كنت بشوف صحابي بيصلوا فيه كل يوم ايام ما كنت في الخدمة
زقيت الباب ودخلت.. قولت يمكن لما اقري قرآن واقرب من ربنا الي بيحصل ده يهدي
جبت مصحف وقعدت اقري منه.. لكن فجأة
صوت صراخ مفزع ضرب المكان وسمعت اصوات غريبة بره الجامع
قفلت المصحف وطلعت من الجامع.. لكن مفيش حاجة
جيت ادخل تاني.. لقيته في وشي ايوة هو حسين وشه المتقطع المحروق.. وقلي بضحكة فيها تريقة
…
_دلوقتي افتكرته.. مفتكرتهوش ليه زمان لما شهدت عليا الشهادة الزور
_حسين انا عارف اني غلطت.. سامحني انا مش قادر استحمل
_ لازم.. لازم تدوق من نفس الكاس الي دوقتني منه زمان مش هسيبك.. موتك علي ايدي
..
وحسيت بضربة في وشي.. مفوقتش منها غير وانا علي سريري.. وصحابي حواليا وبيسؤلوني مالك في أي؟
طبعاً معرفتش ارد عليهم هقولهم اي
..
واحد من الناس بعد ما الكل مشي.. قعد جمبي وسألني.. هو عمر مات ازاي؟
_ ها.. وانا اعرف منين؟
_لا انت عارف.. وانت اول واحد شاف عمر وهو بيتحرق
_ قولتلك معرفش.. معرفش
_ عموما كل حاجة هتبان في الوقت المناسب
…
سابني وخرج لحيرتي وتساؤلاتي.. لحد ما حصلت حاجة غريبة
تاني يوم لقيت بابا بيرن عليا
_ الو ايوة يا بابا.. قافل تليفونك ليه انت وماما؟
_ احنا مش قافلين التليفونات ولا حاجة.. انت الي ليك 3 شهور غايب عن البيت ومش بترد!!
_3شهور.. 3شهور ازاي بس.. وبعدين انا مش قولتلك جايلي استدعي من الجيش
_ استدعي اي وجيش اي.. انت مقولتليش حاجة
_ اقفل يا بابا دلوقتي.. اقفل
..
كده انا مش فاهم حاجة.. مليون حاجة داخلة في بعضها.. يعني اي مفيش استدعي.. و3 شهور اي
انا لسه مكملتش اسبوع هنا.. لا لا كده في حاجة مش مظبوطة.. وانا بكلم نفسي باب العنبر اتفتح ببطئ
ولقيت عمر واقف قدام الباب وبيقولي.. اهرب.. اهرب يا صحبي
جيت اتحرك ناحيته.. اختفي وباب العنبر اتقفل في وشي
فتحت باب العنبر وخرجت.. لقيت عمر ماشي بعيد
فضلت اجري وراه واقوله.. استني يا عمر متمشيش تاني.. يا عمر استني
لكن عمر كان غرضه يخرجني من المكان لاني لقيت نفسي علي طريق سريع.. وعمر اختفي
حمدت ربنا.. لقيت عربية نص نقل معدية الطريق
العربية فيها كنبة ورا.. وصندوق، شاورتلها وقفت وقولتله ياخدني معاه
…
ركبت في الكنبة الي ورا.. واتحرك بيا السواق طول الطريق باصص قدامه مش بيتكلم.. لحد منا قولتله هو لسه كتير عشان نوصل.. اتلفتلي
حسيييين… العربية اتقلبت في اللحظة دي ومحستش بالدنيا.. لما فوقت لقيت نفسي علي سريري في بيتي.. وجمبي بابا وماما
وقلولي اني عملت حادثة علي طريق صحراوي واني ليا اسبوع في المستشفى كل يوم اقوم اصرخ وانادي علي واحد اسمه حسين
..
بصيت لقيت في كدمات على جسمي كتير بسبب الحادثة وايدي كانت متجبسة.. اتكسرت في الحادثة
بابا اتكلم وقال.. اي الي حصل يا ابني.. احكيلي انا ابوك ومحدش هيخاف عليك قدي
سكت شوية وبعدها قولتله.. هتصدقني
قلي هصدقك احكي
…
بدات احكي لبابا كل حاجة.. كان بيسمعني وهو عنده ذهول من الي بحكيه
وبعدين قلي حاجة صدمني بيها.. قلي
_بس عمر صحبك عايش يبني.. واتصل كذا مرة سأل عليك
_عايش ازاي؟!! ده اتحرق قدام عينيا
_ انا بقولك عايش.. عمر لسه مكلمني من يومين
…
في الوقت ده وبابا بيتكلم.. سمعت صوت جوه عقلي بيقولي.. ده مش أبوك يا حمزة.. مش ابوك
بصيت لبابا الي ملامحة بدأت تتبدل وتتغير لملامح حسين
صرخت ورجعت لورا.. قرب مني وقال.. انت فاكر انك هتعرف تهرب مني.. وطبق بايده علي رقبتي
حسيت اني خلاص دي النهاية.. لكن في اللحظة دي سمعت صوت جميل بيقول
(اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
صدق الله العظيم
بسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك.. بسم الله وبحول الله وبقوة لا إله إلا الله.. نبدأ وبعظمة الله نحتجب
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
…
كنت سامع صرخات.. صرخات كتير.. وصوت بيقولي مش هسيبك.. مش هسيبك هرجع تاني
مش هسيبك
وفوقت لقيت نفسي علي السرير وجمبي عمر وبيقولي.. مالك يا صحبي حصلك اي
…
_اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. انت عايش ازاي؟
انت مت قدامي محروق في معسكر الاستدعي
_ استدعي.. استدعي اي؟
_ الاستدعي الي كنا فيه عشان حالة الطوارئ
_انا مش فاهم حاجة انا مجليش استدعي أصلا!!
..
بدات احكيله كل حاجة حصلت.. بصلي وقال هو انت كمان بتشوف حسين؟
_انت كمان بتشوفه يا عمر؟
_ اسمع مني الحكاية دي عشان اعرفك ليه حسين بيظهرلك بس الي عايزك تتأكد منه ان ده قرين حسين.. لكن الي هحكيه دلوقتي.. مخيف.. مخيف جداً يا حمزة… يتبع الجزء الثالث والاخير