روايات شيقهرواية منقذي الزائف

رواية منقذي الزائف الفصل السابع

منقذي_الزائف
بقلم بتول علي
الفصل السابع
أخذت آية تبكي بحرقة لأنه قد فشل كل شيء قامت بالتخطيط له وذلك لأنها استهانت بمروة واعتقدت أنها خصم ضعيف يمكن التغلب عليه بسهولة.

ظنت فادية أن آية تبكي بسبب الظلم الذي تعرضت له على يد عمرو ولم تكن تعلم أن سبب بكاء أرملة ابنها التي تظنها فتاة مسكينة هو الحزن على فشل المخططات التي كانت على وشك الظفر بتحقيقها.

احتضنت فادية آية مربتة على ظهرها بحنان أمومي وأخذت تواسيها بقولها:

-“اهدي يا حبيبتي ومتزعليش نفسك خالص، عمرو دلوقتي متعصب بسبب الكلام اللي الحية مراته قالته ليه ولما يهدى أنا هتكلم معاه بنفسي وهخليه يردك على طول وهشوف صرفة مع مروة اللي شغالة زي الشيطانة توقع بينك وبين عمرو”.

اكتفت آية بهز رأسها وتوقفت عن البكاء فقد أشعرها حديث فادية ببعض الطمأنينة لأنها تعلم جيدا أن عمرو يستمع إلى كلام والدته ولا يمكن أن يقوم بعصيانها.

أمسكت آية بكف حماتها وتحدثت باستعطاف حاولت من خلاله أن تصم أذني فادية عن الكلام الذي سوف تسمعه ضدها:

-“أنا لما روحت للشيخ مكانش غرضي أذية أي شخص زي ما مروة فهِّمت عمرو وأنتِ يا ماما أكيد عارفة أني مستحيل أعمل حاجة فظيعة زي دي”.

أومأت فادية برأسها دلالة على تصديقها لهذا الحديث وسارعت تؤكد ذلك بقولها:

-“أنا عارفة يا آية أنك مستحيل تعملي كده وأن مروة هي اللي لعبت في دماغ عمرو عشان يطلقك بس أنا مش هسيبه وهفضل وراه لحد ما يردك لعصمته”.

وهذا ما كانت تريده آية وهو أن تدعمها فادية الساذجة لأن هذا الدعم سيجعلها تحقق كل ما تتمناه.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

نظرت هبة إلى الصور التي تجمعها بأحمد في حفل خطبتهما وهي تبكي فقد كان في هذا اليوم يعدها أنه سيقف بجوارها وسوف يحرص على إسعادها ولكنه خذلها.

وضعت هبة الحاسوب جانبا ثم أمسكت مفكرتها ودونت بها عبارة تدل على مدى القهر الذي تشعر به:

“قلبي ينزف، وروحي تتألم؛ لأنني كنت مغفلة عندما أحببتك يا أحمد، ليت كان بإمكاني أن أتخلص من هذا الشعور الذي سيدفعني يوما إلى الجنون، لم أكن أتمنى الموت في حياتي مثلما تمنيته الآن فهو حتما سيكون أهون من عذاب قلبي المجروح بنار حبك فعشقك عذاب وقربك وجع، لا أعرف لماذا قلبي لا يزال يحبك رغم كل ما فعلته بي ولكني واثقة من شيء واحد وهو أنني لن أنساك مهما حدث يا من كنت أظنه توأم روحي ورفيق دربي”

اتصلت هبة بمالك وهي تبكي وعندما أجاب وسمع صوت بكائها هتف بقلق:

-“مالك يا هبة؟ إيه اللي حصل معاكِ؟!”

أجابته هبة من وسط بكائها الذي لم يتوقف:

-“أنا أسفة يا مالك لأني مش سمعت كلامك زمان لما حذرتني من أحمد، أنت كان عندك حق في كل كلمة قولتها وأنا كنت غلطانة لأني مش صدقتك وفكرتك غيران من أحمد”.

تذكر مالك الإهانة التي تعرض لها بعدما مر فترة على خطبة هبة وأحمد فهو قد تواصل معها وحاول أن يحذرها من ابن عمه وأقسم لها أنه لم يتغير ولا يزال يتعاطى المخدرات ولم يتوقف على عكس ما يظن الجميع ولكنها لم تسمع منه وصدقت كلام أماني التي أخبرتها أن مالك يشعر بالغيرة من أحمد ويحسده دائما على كل شيء يمتلكه.

هتف مالك بتفهم فهو يعلم جيدا أن قلب هبة كان أعمى ومن الصعب أن تصدق كلامه في حق الرجل الذي كانت تحبه كثيرا:

-“انسي كل اللي فات يا هبة، إحنا أولاد النهاردة وأنا لو مكانك كان ممكن أعمل اللي أنتِ عملتيه وأكتر من كده كمان”.

ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه هبة وهي تقول:

-“شكرا ليك يا مالك، بجد مش عارفة أقولك إيه بس أنت طلعت فعلا واحد جدع عكس ابن عمك اللي فضلت مخدوعة فيه لفترة طويلة”.

أنهت هبة الاتصال وتركت مالك يتذكر أحد المواقف التي جمعته بأحمد الذي كان يشعر بالغضب حينها بسبب رغبة هبة في الانفصال عنه:

-“أنا مش هسكت يا مالك وهعمل المستحيل عشان أخلي هبة ترجعلي مرة تانية”.

نطق أحمد هذه العبارة وهو يلقى بالمزهرية أرضا لتتحطم أسفل قدمي مالك الذي أسرع بالتوجه نحوه وحاول تهدئته بقوله:

-“امسك أعصابك شوية يا أحمد وفكر بهدوء وشوف هتعمل إيه لأن العصبية مش هتفيدك بحاجة بل على العكس أنت مش هتعرف توصل لأي حل طول ما أنت متعصب”.

جلس أحمد على طرف السرير وغطى وجه بكفيه وهو يردف بحسرة فقد خسر حبيبته في لمح البصر:

-“المصيبة يا مالك أني مش فاهم حاجة من كلام هبة وحاسس أن كل حاجة متلغبطة ومش مظبوطة وأنا واثق أن أمها هي اللي أقنعتها تفركش الخطوبة لأنها من الأول مكانتش طايقاني وكانت بتقول عليا أني مش مناسب ليها وأنها مستحيل تسيبني أتجوزها طول ما هي عايشة”.

جلس مالك بجوار أحمد قائلا بمواساة في محاولة منه لتهدئة أعصاب ابن عمه الثائر:

-“كل مشكلة وليها حل بس أهم حاجة هي أنك تهدي نفسك وتحاول تتكلم مع والدة هبة وتحل معاها الموضوع ده بمنتهى الهدوء”.

رد عليه أحمد بنبرة حازمة يظهر بها الكثير من الوعيد الذي يؤكد أنه ينوي على فعل شيء سيء سوف يصيب الجميع بصدمة كبيرة:

-“أنا عارف كويس إيه اللي لازم أعمله عشان أخليها ترجعلي، الموضوع مش هياخد مني غير شوية وقت وكل حاجة هتمشي بعدها زي ما أنا عايز”.

عقد العزم وتم الأمر الذي لم يكن فيه أي مجال للتردد أو التراجع.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

خرج عمرو من شقته وكاد يغادر منزله ولكن استوقفته فادية بصوتها الصارم:

-“رايح فين يا عمرو دلوقتي؟”

التفت لها وسألها بتأهب فهو يعلم جيدا أنها لن تتركه وشأنه قبل أن يقوم برد آية إلى عصمته:

-“بتسألي ليه يا ماما وعايزة مني إيه؟”

حدثته فادية بلهجة حازمة غير قابلة للجدال:

-“عايزاك تتصل بالمأذون عشان ترد آية قبل ما تخرج من البيت”.

صاح عمرو نافيا نيته القيام بهذا الأمر الذي تأمره به فهي تتعامل معه وكأنه طفل ليس لديه شخصية وسوف ينساق وراء رغبتها فورا دون أن يناقشها فيما تقوله:

-“انسي الموضوع ده خالص يا ماما، أنا مستحيل أرد آية مهما حصل وياريت متجيبيش سيرة الحوار ده مرة تانية”.

انتفضت فادية من مكانها صائحة بعصبية شديدة بسبب اللهجة القاسية التي يتحدث بها ابنها فهي ليست معتادة أن يحدثها بهذا الأسلوب الحاد:

-“أنت اتجننت يا عمرو! إزاي تكلمني بالشكل ده وتعارض كلمتي؟!”

سمعت صوته الحازم وهو يتحدث بجدية تامة تؤكد عدم تراجعه عن قراره حتى لو انقلب العالم كله رأسا على عقب:

-“أنا كنت شِبه مجنون لما سمعت كلامك واتجوزت آية وهبقى اتجننت رسمي وأستاهل أروح العباسية أو الخانكة لو رديتها تاني بعد المصيبة اللي هي عملتها”.

عقدت فادية ساعديها هاتفة بتهكم:

-“ما شاء الله عليك يا حبيبي يا سيد الرجالة، أنت بقيت زي الخاتم في صابع مراتك وبتمشي حسب كلمتها، يعني لو هي قالتلك يمين بتروح يمين ولو قالتلك شمال بتروح شمال وكل ده من غير ما تفكر في أي حاجة”.

رفع عمرو سبابته في وجه فادية كعلامة تحذير منه لها بألا تستهزأ به أو تقلل من شأنه:

-“قسما بالله العلي العظيم لو قولتي الكلام ده مرة تانية أو فتحتِ معايا موضوع آية بعد كده ساعتها هيحصل حاجة مش هتعجبك فياريت بلاش تعصبيني أكتر منه كده”.

سألته فادية بنبرة مستهزئة:

-“هتعمل إيه يعني يا ابن بطني أكتر من عدم سماعك لكلمتي؟”

منحها الجواب الذي كانت تخشى سماعه:

-“ساعتها هاخد مراتي وهسيب البيت خالص وابقي خلي بقى الست آية تنفعك”.

خرج عمرو من المنزل وترك فادية تحدق أمامها بصدمة وكأنها لم تستوعب بعد حقيقة أن ابنها أعطاها إنذار بأنه يمكنه أن يتركها ويرحل بعيدا عنها.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

استمعت مروة إلى كم لا يستهان به من توبيخ فادية التي اتهمتها بأنها حرضت عمرو ضدها وأنها كذبت عليه بشأن آية لأنها لا ترغب بوجودها في حياته.

شعرت مروة بالسأم من كل تلك الاتهامات الموجهة ضدها وصرخت بصوت جهوري جعل عيني فادية تتسعان بشدة:

-“بس بقى يا شيخة حرام عليكِ هو أنتِ مش بتزهقي من كتر الكلام؟! من ساعة ما اتجوزت عمرو وأنتِ قارفاني في عيشتي لدرجة أنك قولتي عليا وش نحس لأن ياسين مات بعد شهر من فرحي ومع ذلك سكتلك وفضلت ساكتة حتى بعد ما قولتي أن سبب جوازي من عمرو هو مستواه المادي الكويس مش عشان بحبه”.

صعدت مروة إلى شقتها بعدما ألقت تلك الكلمات في وجه فادية وجلست داخل غرفة نومها تتذكر النصيحة التي قالتها والدتها قبل أسبوعين من زفافها فقد أخبرتها بأنه لا يجب عليها أن تظهر حبها الشديد لزوجها لأن هذا الأمر سيجعله يضمن وجودها في حياته مهما ضايقها وبالتالي سوف يقسو عليها.

استغربت مروة من كلام والدتها وسألتها بتعجب:

-“أنا مش فاهمة حاجة، كلامك ده معناه إيه يا ماما؟”

ربتت والدتها على شعرها وهي تجيبها:

-“معناه يا حبيبتي أنك تحبي جوزك وتكوني جنبه بس متخليهوش يحس أنك مدلوقة عليه لأنه ساعتها هيشوفك ضعيفة وأنك هتسامحيه بسهولة لو غلط فيكِ أو مد إيده عليكِ”.

وبالفعل حرصت مروة على تطبيق تلك النصيحة فهي تحب عمرو كثيرا ويمكنها أن تفعل أي شيء من أجل الحفاظ على زواجهما ولكنها لا تظهر له هذا الحب إلا في قليل من الأوقات وقد أوهمته أنه لولا أفعال زوج والدتها لتركته وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعله يستغل الخطأ الفادح الذي ارتكبته آية حتى يطلقها لأنه يعتقد أن مروة سوف تنفصل عنه إذا استمرت تلك الزيجة المشؤومة لفترة طويلة.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

دلف مالك إلى البناية التي تقع بها شقته ودخل إلى المصعد الذي توقف به بعد دقيقة أمام شقته ولكنه توقف بعدما خرج من المصعد لأنه رأى أماني تقف أمامه وتنظر له بنفور وتقزز.

زفر مالك بضيق لأنه كان يريد أن يدخل إلى شقته حتى ينام ويرتاح ولكن يبدو أن تلك الراحة سوف تكون شيئا بعيد المنال بالنسبة له لأنه يدرك جيدا أن زوجة عمه لن تدعه وشأنه.

تقدمت أماني نحوه قائلة بنبرة حاقدة:

-“أظن أنت مرتاح دلوقتي بعد ما ابني دخل في غيبوبة وخطيبته بعدت عنه وواضح كده أنها بقت بتحبك أنت بعد ما كانت متقدرش تعيش يوم واحد من غير ما تشوف أحمد وتطمن عليه”.

كز مالك على أسنانه ثم صاح بسأم لأنه ضاق ذرعا منها ومن لومها له كلما رأته أمامها:

-“وبعدين معاكِ بقى هو أنتِ هتفضلي تقرفيني في عيشتي كتير ولا إيه يا مرات عمي؟!”

سكت قليلا ثم تابع حديثه بلهجة قاسية قاصدا بها أن يجعلها تتألم وتعاني لأنها من وجهة نظره تستحق كل ما جرى معها:

-“إذا كان ابنك وصل للحالة الصعبة اللي هو عليها دلوقتي فده بسببك أنتِ يا مدام أماني، أنتِ اللي وصلتي أحمد إلى أنه يكون كده ولازم تلومي نفسك قبل ما تفكر ترمي اللوم على أي حد تاني وخصوصا أنا لأني مضربش ابنك على إيده وقولتله يروح يتعاطى مخدرات ويبقى مدمن”.

دلف مالك إلى شقته وصفع الباب في وجه أماني التي أخذت تبكي بحسرة بسبب قسوة الكلمات التي سمعتها والتي لا يمكنها أن تنسى أنها حقيقة بالفعل ولا يمكن أن تنكرها.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

مر ثلاثة أشهر ولم تتحقق أمنية آية فعمرو لم يقم بردها إلى عصمته مثلما كانت تتوقع وهذا الأمر جعلها تعيد حساباتها مرة أخرى وتفكر في وضع خطة بديلة تتلاءم مع الوضع الحالي.

أما بالنسبة لمروة فقد تحسنت علاقتها بعمرو خاصة بعد الإجازة التي قضتها برفقته في الغردقة فقد حرص على إرضائها بعدما علم أن والدته قامت بإهانتها في اليوم الذي أخبرها به أنه سيتركها ويرحل.

صارت حالة هبة النفسية أفضل من السابق وذلك بسبب التزامها بجلسات العلاج النفسي وأيضا بسبب دعم مالك ووقوفه بجوارها وهذا الأمر جعل مشاعر هبة تتحرك نحوه وقد أسعد هذا التطور مالك بعدما انتبه له وقرر أن يصارح هبة بمشاعره نحوها في أقرب فرصة.

سيطر على مروة إعياء شديد ولم تجدِ الراحة نفعا معها فقد لازمها هذا التعب لعدة أيام ولم يعد بإمكانها أن تتغاضى عنه فقررت أن تذهب إلى الطبيبة برفقة والدتها وكانت المفاجأة في انتظارها بعدما علمت أنها حامل.

شعرت مروة بالسعادة وعادت إلى المنزل بسرعة حتى تخبر زوجها بهذا الخبر السار الذي لطالما انتظر سماعه منها.

انتظرت مروة عودة عمرو من عمله ثم أبلغته بأمر حملها وكما توقعت فقد كاد يطير فرحا بعدما زفت له تلك البشرى في هذا الوقت بالتحديد لأن هذا الجنين سوف يجعل فادية تتوقف عن تصرفاتها التي تضايق مروة وتفقدها أعصابها.

على الرغم من عدم حب فادية لمروة إلا أنها فرحت بشدة بعدما علمت بأمر الحمل وأوصتها بالراحة التامة على عكس آية فقد شعرت بالكثير من الغضب لأن هذا الجنين جعل خطتها البديلة تفشل حتى قبل أن تشرع في تنفيذها.

حملت آية طفلها وصعدت إلى شقتها وهي تتمتم بحقد:

-“أنا لازم أتصرف بسرعة لأن الوضع كده بقى بايظ خالص وكل حاجة هتضيع مني لو فضلت ساكتة أكتر من كده”.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

نظرت هبة إلى صورة والدتها وهي تشعر بالحزن لأن هذا هو أول عيد ميلاد لها دون أن تكون أسماء بجوارها.

انتشل هبة من دوامة حزنها صوت طرقات الباب وابتسمت بعدما فتحته ووجدت مالك أمامها قائلا:

-“جهزي نفسك بسرعة يلا يا هبة عشان عازمك النهاردة برة على الغدا”.

استغربت هبة من هذا الأمر وسألته بتعجب:

-“غريبة أوي يا مالك، إيه سبب العزومة المفاجأة دي؟”

ابتسم وهو يجيبها:

-“تقدري تقولي كده أني عاملك مفاجأة وهتعرفي كل حاجة لما نخرج ونوصل المكان اللي هعزمك فيه، أنا هنزل تحت أستناكِ في العربية لحد ما تجهزي نفسك”.

دلفت هبة إلى غرفتها وارتدت فستان أنيق باللون الزهري ثم خرجت من الشقة بسرعة حتى لا تتأخر على مالك.

وصل مالك إلى المطعم الذي انبهرت به هبة فهي لم تتوقع أن يكون هذا هو المكان الذي سوف يدعوها إليه مالك.

تناولت هبة الغداء وهي تفكر في تلك المفاجأة التي سوف تراها بعد لحظات مثلما أخبرها مالك وازدادت دهشتها بعدما شاهدت قالب الكيك الذي أحضره النادل من أجلها.

التفت مالك ونظر لها قائلا وهو يظهر على وجهه بسمة بشوشة:

-“إيه رأيك في المفاجأة دي يا هبة؟”

هتفت بانبهار وهي تطالع قالب الكيك بفرحة كبيرة فهي لم تكن تعلم أن هناك شخص سيهتم بها ويحرص على سعادتها بعدما رحلت والدتها:

-“جميلة جدا يا مالك بس أنت عرفت إزاي أن النهاردة يبقى عيد ميلادي؟!”

وكانت إجابته كنغمة موسيقية ساحرة أخذتها إلى عالم أخر مزين بالأزهار التي تخطف الأنفاس:

-“أنا عارف عنك كل حاجة يا هبة لأني بحبك أوي وهكون أسعد واحد في الدنيا لو وافقتي أنك تتجوزيني”.

أومأت هبة برأسها عدة مرات قائلة بحماس:

-“أكيد يا مالك موافقة لأني لو لفيت الدنيا دي كلها مش هلاقي فيها واحد زيك يحبني ويهتم بكل تفاصيل حياتي”.

ابتسم مالك بعدما حصل على الجواب الذي انتظره لوقت طويل شاكرا الظروف التي ساهمت في تقريب المسافات بينه وبين الفتاة التي أسرت قلبه واستحوذت عليه من أول نظرة.

نهاية الفصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط