روايات شيقه

قصة ارض بور الفصل 5 و الاخير

مضي على طلاق رهف عام في خلال تلك الفترة

تم زواج شهيرة وشريف بالفعل كما خطط أدهم وبعد أسبوع من عقد القران نزفت شهيرة وحدها واجهضت جنينها وكانت تبكي حزنا عليه فقد كانت تحلم بزواجها من شريف وحاول شريف معها كثيرا حتى تسامح وطلبت منها رهف التجربة فهي لن تخسر شيئا وبالفعل استمرت في الزواج من شريف ولكن لم تصفح عما فعله معاها الا بعد زواجهم بست شهور وقد انصلح حالها واصبحت قريبة من الكل وتتعامل بمودة مع الجميع وظلت في البلد ولم تتركها

اما حازم فكان يحدث اخوه ووالدته وحاولت شهيرة مع أخيها كثيرا حتى يغفر لها ويسامحها على أفعالها معه اما والده فلم يستطع ان يتحدث معه وكان يحدث عمه عبدالرحمن ورؤوف ويطمئن منهم عن رهف والجميع وكلما تحدث معهم يبلغهم انه يتمنى لها السعادة من قلبه وبعد مرور ٩ شهور من طلاقه من رهف ابلغهم انه تعرف على زميلة معه في العمل مطلقة لأنها لا تنجب وقرر الارتباط بها فقد اكتشف بعد سفره انه هو الذي يصعب عليه الانجاب وعندما علم اسماعيل بذلك انتكس حاله وحزن على ولده ولكن قامت رهف بمحاوله تصبيره حتى لا يعود إلى تعبه السابق وقامت بمهاتفة حازم والمباركة له وتمنت له السعادة مع زوجته فهو يستحق كل خير كما تمنى هو لها أن تجد الشخص الذي يستحقها

وعن اسماعيل عاد الي بيته وعادت معه زوجته وابنه وأصبح بناته هم قرة عينه لا يستطيع أن يمضي يوماً دون أن يراهم ويجلس معهم تحسنت صحته قليلاً وأصبح يتحرك ولكن بمساعدة عصاه وأصبح يستطيع الكلام افضل من الاول وكانت جلسته المفضله مع أخيه واولادهم جميعاً وفي يوم وجد صفاء زوجة رأفت تأتي له وهي تبكي بغزاره وعلى وجهها ابتسامة خاطفة فصعق من منظرها

– مالك يابنتي لتنظر له صفاء وهي تبكي وتضحك
– انا حامل يابابا حامل كنت خايفة اقول لغاية ما اعرف انا شايلة ايه حتى رأفت مايعرفش عرفت النهاردة انا حامل في ولد يابابا ليكبر اسماعيل وهو يبكي ويحتضنها مقبلاً رأسها وبعدها اجلس بناتها بجواره وابتسم

– ربنا يحفظه ويحميه يابنتي ويقومك بالسلامة بس اميراتي دول اغلى من اي حد خلاص بقى كان كلام فاضي وبسببه دمرت ناس كتير ليربت عبدالرحمن علي قدمه
– كله مقدر ومكتوب يا إسماعيل

أصبحت رغدة حامل للمرة الثانية وكانت تحمل صبي وحماتها وحماها يطيرون بها حتى ان حماتها أصبحت تقيم معها حتى لا تتركها وحيدة والحياة بينهم أصبحت كأم وابنتها واقتربت عنايات من ابنتيها بفضل رغدة وأخذت تنصحهم حتى يستطيعون التعامل مع حمواتهم وبالفعل نجحت رغدة وعنايات في اصلاحهم الي حد كبير

اما رهف فقد استمرت في العمل مع أدهم واقتربوا كثيرا من بعضهم البعض وقص عليها انه كان متزوج بالخارج من فتاة مصرية ولكن بعد زواج دام عام ونصف اكتشف انها لا تصلح كزوجة هي فقط ترغب في الخروج والسهر والحفلات لا ترغب في تكوين حياة او اسرة لم تكن تهتم بأي شئ حتى امه عندما مرضت كانت لا تهتم بها فقرر الانفصال عنها وتركها وكيف الحت والدته عليه أن يعودوا لبلادهم وان يحقق حلم والده في تكوين مزرعة نموذجية ولذلك عاد كانوا دائما يجلسون معاً يفعلون كل شئ يقف معها في الزراعة وتقف معه عند أسطبل الخيل فهو عاشق للخيل واصبحت هي أيضا مثله حتى اتي يوم وكانوا يجلسون في المكتب ونهض من على مكتبه وجلس أمامها ونظر لها بعيون عاشقة وهمس

– رهف فأرتعشت رهف من صوته ونظرت له
– نعم
– عرفتي عني كل حاجة وانا عرفت عنك كل حاجة قربنا من بعض قوي واكيد انتي حاسة بيا زي ما انا حاسس بيكي طول الفترة اللي فاتت كنت ساكت ومش عايز اتكلم علشان تاخدي كل الوقت اللي ممكن تحتاجية بس كفاية كده بقى حبيبك خلاص مش قادر يتحمل اكتر من كده لتنظر له رهف وهي ترمش بعيونها وتهمس في ذهول
– حبيبي ليبتسم أدهم
– ايوة حبيبك يا رهف وانتي حبيبتي بس انا عديت الحب يارهف انا عاشق يا رهفوتي ناوية تحني عليا امتى انا سيبتك كل ده علشان تستعيدي روحك يارهف ولو عايزاني استنى تاني ح استنى انا مستعد استناكي لآخر العمر

لتشعر رهف بدقات قلبها وتجزم انه يسمعها وتشعر بالارتباك ولا تعرف ماذا تفعل فوقفت فجاءة وتحركت لتخرج من المكتب فاستمعت لصوت ينطق اسمها بحزن فوقفت وابتسمت ثم التفتت له وهمست

– الكلام مش هنا ياباشمهندس الكلام مع بابا

وتركته وخرجت وهو يقف مكانه في حالة من الذهول ثم انتبه فأنطلق خلفها ليجدها انصرفت للبيت فعاد الي مكتبه وامسك هاتفه واتصل بوالدته

– سلام عليكم يا امي لترد عليه والدته بحنان
– وعليكم السلام يا حبيبي اخبارك ايه صوتك طاير من الفرح قولي انك اخيرا قلت لها ليضحك أدهم وهو يصيح
– قلت لها قلت لها يا امي قلت لها وح اكلم عمي عبد الرحمن حالا اتفق معاه على اننا نروح له آخر النهار بتضحك والدته
– يابني على طول كده اديهم فرصة يحضروا حالهم ليصبح أدهم
– لا مافيش فرص كفاية بقى ابوس ايدك يا امي بقى لي سنة مستني النهاردة ح نروح وح نحدد ميعاد الفرح واتجوزها بقى لتضحك والدته بسعادة
– ان شاء الله ياقلب امك أن شاء الله حبيبي وتيجي الست رهوفتك السرايا وتنورها بوجودها ليتنهد أدهم
– ادعي لي يا امي يالا حضري نفسك انا ح اوصي على شوية حاجات واجي اغير هدومي ونروح لهم
– ماشي حبيبي في انتظارك



وصلت رهف الي المنزل وكانت عندهم شهيرة وهي حامل مرة أخرى وحضرت لتخبرهم وفور ان دخلت رهف نظرت لها والدتها بابتسامة فقد شعرت ان بها شيئاً

– مالك ياقلب امك حصل ايه مخليكي طايرة كده من السعادة وعيونك بتلمع لتبتسم رهف بفرحة وتهمس
– المهندس أدهم عايز يتقدم لي يا ماما لتتذكر شهيرة أخيها وكيف كانت سعادتهم فتغمض عيناها حزناً على تلك السعادة التي فارقتهم ولكنها تذكرت ان أخيها تزوج بأخرى وانه لو استمر مع رهف لكانت حياتهم أصبحت مؤلمة بسبب ما به ففتحت عيناها واتجهت لتحتضن رهف
– الف مبروك يارهف مبروك ياحبيبتي قوليلي جايين امتى لتهمس رهف
– معرفش بس يمكن النهاردة لتنهض شهيرة سريعاً وتلف حول نفسها بتوتر
– ياخبر النهاردة صعب قوي ح نلحق اممممم ان شاء الله نلحق قومي يالا يابنتي خدي دش واستنيني ح اعمل كام فون واجي لك جري يالا يابت اسبقي بقى

قامت شهيرة بالاتصال بصفاء وسهير واحضرتهم وقاموا جميعاً بتنسيق وترتيب الشقة لإستقبال الضيوف ثم دخلت شهيرة الي غرفة رهف وهي تصفق تزغرط بهدوء وتتمايل والأخرى تصرخ بها ان تتوقف فهي حامل في شهورها الأولى واخبرتها شهيرة ان أدهم قام بالاتصال بوالدها وأنهم سيأتون على الساعة الثامنة وقامت شروق وشوقية بدخول المطبخ لعمل بعض أصناف الطعام وكان البيت شعلة من النشاط وجاء اسماعيل مستندا على ولده كما جاء عبدالله وشريف وتجمعوا جميعاً في منزل عبدالرحمن وكان البنات مع رهف بالداخل يحاولون ان يجعلوها تهدئ وان تضع بعض مستحضرات التجميل ولكنها رفضت تماماً فقط وضعت تحديد شفاة من اللون الروز

في المساء جاء أدهم ووالدته وجلسوا جميعا يتحدثون بإريحيه فهم يعلمونهم جيدا فقد كان والد أدهم صديق مقرب لـ عبد الرحمن وكذلك اشرقت والدته كانت صديقة لشروق أخذوا يتحدثون جميعا وأدهم يشعر انه يجلس على صفيح ساخن حتى وقف مره واحدة وتحدث

– هو في ايه خير انتم جاين تناقشوا مشكلة الشرق الأوسط انا عاوز اتجوز ندخل في الموضوع الأول وبعدها نحكي ونعمل كل اللي عايزين تعملوا ليضحكوا جميعا عليه ويقترب هو من عمه عبد الرحمن ويجلس امامه
– عمي حضرتك عارفني كويس وتعرف عني كل حاجة انا طالب منك ايد بنتك وصدقني بوعدك عمري ما ح ازعلها ولا ح اغضبها اوعدك اشيلها في عيوني ليبتسم عبدالرحمن وهو يربت على كتفه
– قوم يا أدهم انا عارف حبيبي انك ح تعمل كده ومتاكد من كده كمان بس مش لازم اخد رأي العروسة ليقف أدهم
– اه طبعا حضرتك لازم تاخد رأيها ويارب اقدر اسمعه دلوقتي

ضحك الجميع عليه وتحدثت أشرقت وهي تضحك

– معلش يا حاج عبدالرحمن أدهم صابر بقى له سنة خلاص بقى قرب يفرفر مننا ضحك الجميع مرة أخرى ونظر لها أدهم بغيظ
– ماشي يا أشرقت هانم ماشي نتحاسب في بيتنا قوم بقى ياعمي الله يكرمك اسألها ليبتسم عبدالرحمن
– واقوم ليه وهي وراك تيجي وتقول رأيها ادامنا كلنا ولا ايه يا رهف

يلتفت أدهم سريعاً للخلف ليراها تقف وهي تحمل صينية عليها كاسات من العصير ليتجه لها ويحملها عنها وهي تحمر خجلاً ليقترب منها اخوها ويمسك يدها ويشعر بدقات قلبها فيبتسم وينظر للبنات

– يالا ياحلوة انتي وهي سمعونا احلى زغروطه لأحلى عروسة في الدنيا

وفور ان قال رؤوف هذا أُطلقت الزغاريط من الكل وأدهم يقف في حالة من الذهول وبعد أن صمتوا نظر لرؤوف

– هو كده يعني خلاص وافقت ولا ايه

لينهار الجميع من الضحك ويمسك رؤوف الصينية الذي لا زال يحملها ويضعها بجواره ويربت على كتف أدهم

– روح اقعد جنب الحاج علشان نقرء الفاتحة احسن لو فضلت متنح كده ح نغير رأينا

ليدفعه أدهم بيده ويجري يجلس بجوار عبدالرحمن ويمسك بيده وينظر الي رؤوف

– بتستهبل انت مش كده ماشي يارؤوف

جلس الجميع سويا وتم قراءة الفاتحة ونهض أدهم ليخرج علبه من جيبه ويخرج منها خاتم من الذهب الأبيض المرصع بفصوص من الماس الصغيرة يتوسطها فص من اللون الأخضر لون عيونها على شكل قلب ويلبسها اياه وسط فرحه عارمة من الكل والبنات تطلق الزغاريط ورؤوف وعبدالله وشريف يطلقون الصافرات وبعدها جلسوا جميعا وتم الاتفاق على أن يكون كتب الكتاب بعد عشر ايام والفرح اول الشهر القادم اي بعد ٤ اسابيع وامضوا السهرة سويا ونظرات أدهم لا تفارق رهف حتى انصرفوا بعد منتصف الليل



تم عقد القران واصبحت رهف زوجة بالأسم لأدهم الذي كان يطير فرحاً وفور ان تم عقد القران وقف واحتضنها أمام الجميع مقبلاً رأسها ويدها وبعد أن تم عقد القران وانصرف الجميع وجد أدهم هاتفه يشير لرقم دولي ففتح الخط واجاب

– سلام عليكم ياباشمهندس أدهم انا حازم ابن عم المدام ليقف أدهم
– وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اهلا وسهلا بيك ليزدرد حازم لعابه ويكمل
– عارف ان مكالمتي غريبة وممكن تسبب ضيق لحضرتك وعلشان كده كلمتك انت الاول باشمهندس أدهم رهف دلوقتي بنت عمي وبس بكن لها مشاعر اخوه مش اكتر ح اتكلم معاك بصراحة شوية ينفع يستأذن أدهم من رهف بعينه وينصرف بعيداً قليلاً ليستطيع الرد ويتحدث
– اتفضل يا حازم سمعك
– سامحني على اللي ح اقوله واستحمل كلامي للآخر ليزفر أدهم بهدوء ويهمس
– اتفضل سامعك
– بص يا باشمهندس انا أتقدم لرهف واتجوزتها ومافيش بينا اي قصة حب لكن بعد الجواز حبيتها قوي ولما حصل الطلاق كنت متخيل اني ح اموت من غيرها لكن لما سافرت اتعرفت على مراتي واخيرا اتجوزنا عرفت ان اللي كان بين وبين رهف تقدر تقول طبيعة بشرية علشان متجوزين لكن مش حب لانه لو كان حب بجد كنت قدرت أقف لابويا وماسمحش ليه يجرحها او يهنها ماكنتش قدرت تمد ايدي عليها واوجعها بعد ما اتجوزت شهد عرفت بعني ايه حب بجد… ارجوك لو سمحت لوجودي بينكم لازم تبقي عارف ان رهف بالنسبة لي بنت عمي وبس انا كان نفسي ابارك لها من قلبي بس خفت تحصل مشكلة علشان كده اتصلت بحضرتك الأول

كان أدهم يشعر في كلامه بالصدق فأبتسم

– الله يبارك فيك ياسيدي عموما احنا كلنا هنا ثواني افتح الكام واخليك تكلم الكل وطبعا منهم رهف ليبتسم حازم
– تمام وانا كمان ح اقول لشهد تلبس اسدالها علشان تشوفوها

بالفعل أخبر حازم زوجته حتى ترتدي اسدالها وفتح أدهم الكاميرا وتحدث حازم مع الكل بسعادة حتى وصل أدهم بالكاميرا الي والده وظل الاثنان ينظران لبعضهما البعض والدموع تتساقط من عين اسماعيل بغزارة وكذلك حازم الذي كان يقاوم الغضب والوجع بداخله لتجري رهف على عمها وتحتضنه وتقبل رأسه ثم تنظر لحازم بقوة

– وربنا ياحازم لو ما اتعدلت وسامحت عمي لتكون قطيعة بينا لآخر العمر ومش ح اسامحك ولا ح اخلي حد يسامحك هنا بس وماتتصلش هنا تاني ليضحك حازم بقوة
– اسكتي شوية ايه مدفع وانفجر بصي يا رهف يابنت عمي مهما حصل بيني وبين ابويا هو ابويا شوية زعل وراحوا خلاص…. ازيك يا بابا لينظر له اسماعيل بحب وامسك الهاتف يتحسس وجهه وكأنه يلامسه
-ازيك يابني وحشتني ياحازم حقك عليا يابني ابوك اتكسر ياحازم لتنظر شهيرة وشريف أرضاً ولاحظ اسماعيل ذلك فأكمل ابوك اتكسر بسبب اللي عملته معاك انت ورهف بس اللي ساعدني ارجع هي رهف حبيبتي بنتي وبنت اخويا واختك يا حازم نفسي اشوفك قبل ما اموت يا حازم

كان الكل يبكي معهم حتى شهد زوجة حازم والتي كانت تشبه الملاك فمسحت رهف دموعها ونظرت لحازم فتحدث

– انت كمان يابابا وحشتني كلكم وحشتوني قوي ونفسي اشوفكم انا السنة دي عدت عليا صعبة قوي من غيركم شهد خففت عني كتير نفسي تعرفوها وتحبوها لتضحك رهف بقوة وهي تصفق بيدها
– العب بعيد ياشاطر كلنا عارفين شهد وبنحبها وبنتكلم دايما انت اللي في الطراوه لينظر حازم لشهد بذهول فيحمر وجهها ثم تهمس
– اعمل ايه طيب حبيتك قوي وكنت عايزة اتعرف على عيلتك كلهم ويحبوني زي مابحبهم من كلامك عنهم يحتضنها حازم أمام الجميع مقبلاً رأسها ثم يعود لينظر لـ رهف
– مبارك يارهف الف مليون مبارك بتمنى لك السعادة من كل قلبي وخليكي عارفة ان في اخ وراكي غير اللي عندك دول لو عملك حاجة الباشمهندس ح انزله وانتي عارفة اني مجنون ومعايا شهادة معاملة أطفال ليضحك الجميع ويقترب أدهم من رهف ويضع يده عليها وينظر لحازم
– بقولك ايه ياعم المجنون لو انت معاك شهادة واحدة مايغركش عقلي لا ده انا ممكن اقلب لك مجنون رسمي

اخذ الجميع يضحك وقام حازم بالمباركة لشهيرة وشريف فهو علم بزواجهم وتغيير شهيرة دون معرفة التفاصيل وظلوا جميعا يتحدثون ويضحكون معاً حتى اختتم أدهم الحوار

– بقولك ياحازم قبل ماتقفل بقى لك سنة عندك يعني اكيد لك اجازة وفرحي انا ورهف اول الشهر ياريت تيجي وتكون جنب اختك واخوك ولا ايه ليبتسم حازم بسعادة
– ان شاء الله اتمنى ده اكيد بس خفت اقول أتفهم غلط بس الحمدلله خلاص كده ان شاء الله أنزل قبل فرحكم بيومين تلاته ولا حاجة… قولولي بس لو محتاجين حاجة من هنا

ليرد الجميع تيجي بالسلامة

أغلق حازم الهاتف معهم وهبطت دموعه مره اخرى لتقترب منه زوجته وتحتضنه بقوة فيلقي برأسه على صدرها كانت شهد تخاف من مواجهته مع رهف فهي كانت تعرف انه احبها بالفعل من كلامه معها قبل زواجهم وبعد أن هدءت دموعه شعر بها وبخوفها من دقات قلبها فرفع رأسه ونظر لها يمسح دموعها التي تنحدر في صمت

– شهدي لو انتي فاكرة ان دموعي دي علشان رهف تبقى غلطانة انتي سمعتي كلامي لأدهم وده احساسي فعلا رهف كانت بالنسبة لي بنت جميلة حلوة ورقيقة مراتي مش ح انكر عشت معاها ايام حلوة وانهرت بعد انفصلنا وتصورت اني لا يمكن ارتبط بعدها لكن لما شفتك وحبيتك واتجوزنا عرفت ان اللي كان بيني وبين رهف كان حاجة حلوة وراحت خلاص اللي جوايا لـ رهف مشاعر حلوة وجميلة بس تحت بند ولاد العم الأخوات مش اكتر انتي وبس ياشهدي انتي حبيبتي ونور عيني انتي اللي مقدرش استغني عنك ابدا

لتلقي شهد بنفسها في احضانه وتضمه بقوة وهي تهمس

– وانا مش بس بحبك يازومي انا بعشقك ياضي عيني



تمر الأيام ويقترب موعد الزفاف الذي أصرت رهف ان يقام في السرايا حتى تشعر والدته بوجود روح زوجها معهم وحضر حازم من السفر مع زوجته قبل الفرح بأربع أيام وكان مرافق دائم لأدهم وجلسوا يوماً معاً وأخبر حازم أدهم مشاعره بصدق ناحية رهف الان وشعر أدهم بصدق كلامه وكذلك فعلت شهد مع رهف وكانوا الاثنان متقاربان دائما وجاء يوم الفرح واصرت رهف ان يسلمها والدها وعمها معاً وهبطت درجات السلم معهم الاثنان وبالاسفل كان أدهم ينتظرها وخلفه رؤوف وعبدالله وحازم وكل واحد منهم يحتضن زوجته وحضر الفرح الكثير من رجال الأعمال والكثير من اهل البلد فقد كانت السرايا كلها مزينة بأجمل الزينات وكذلك صنع أدهم صوان كبير بالخارج ليجلس به كل من جاء يهنئ وكان فرح كبير للغاية وبعد ساعات عديدة انصرف الجميع وتبقى فقط الأهل والأقارب فوقف أدهم وسحب رهف في يده وجرى للأعلى وقبل دخول الجناح انحني يحملها بين يديه وكان يستمع لضحكاتهم بالأسفل على مافعله

دخل أدهم الي الجناح وهو يحمل رهف بين يديه وهي تحاوط رقبته وتضع رأسها في تجويف عنقه واستمع لصوت أنفاسه العالية وأشعر بلفاحاتها على بشرتها وفوز ان دخل انزلها أمامه وظل ينظر لها بعشق واقترب محتضناً اياها لصدره وهو يهمس لها

– من اول مره دخلتي مكتبي مع عمي عبدالرحمن وانا بحلم باللحظة دي يا رهف بقى لي سنة وشهرين بحلم باللحظة دي اللحظة اللي يتقفل عليا وعليكي باب واحد باللحظة اللي تبقى فيها ملكي على اسمي ليا انا وحدي

كانت رهف تستمع له وهي تشعر بأنها تذوب بين يديه من كلماته الرقيقة لترفع رأسها وتنظر له بحب

– ربنا مايحرمني منك يا حبيبي أدهم انت بقيت أماني وسندي انت بقيت نبض القلب ونور العين

ليهمس أدهم من بين أنفاسه العالية والمتلاحقة

– يالا ادخلي غيري هدومك علشان نلحق نصلي ركعتين لله

لتهز رهف رأسها وتجري من أمامه وتبدل فستانها وهو أيضا ويقوم بالصلاة بها وبعدها يحملها للفراش وينام بجوارها يحتضنها بقوة وهو يقبلها في سائر وجهها حتى شعر بها تذوب بين احضانه لتبدء حياتهم معاً كزوجين وبعد فترة طويلة من الوقت يستلقي أدهم على الفراش وهو يحتضنها ويشعر بأنفاسها العالية ودقات قلبها السريعة فيبتسم

– عارف اني تعبتك ياقلبي غمضي عيونك ونامي يا روحي يستمع لصوت أنفاسها المنتظم في علم انها ذهبت في سبات عميق فيبتسم ويغمض عينه لينام قرير العين هو ايضاً



مضى على زواج أدهم ورهف ٤ أعوام أنجبت فيهم رهف أحمد علي اسم والد أدهم كما أنجبت فتاة اطلق عليها أدهم أسم رواء فهي كانت ذات وجه حسن تشبه والدتها كثيرا عدا لون عيونها فكانت تتلون بين درجات الأزرق اما شهيرة فأنجبت فتاة وأطلقت عليها اسم رهف وبعدها أنجبت صبي وأطلقت عليه اسم أدهم وكان حازم قد سافر مره اخرى بعد زواج رهف وأدهم وكل عام كان يعود في اجازة يمضيها معهم هو وزوجته ولكن في العام الرابع لم يرجع في موعده وكان يتحجج ان لديه عمل ولن يستطيع النزول حتى فوجئوا في يوم الجمعة والذي كانوا يمضونه دائما عند أدهم ورهف لإتساع المكان للجميع وقت تناول الطعام بصوت دقات على باب السرايا الداخلي لتفتح الخادمة وجدوا أمامهم حازم وشهد وطفلان رضيعان ليقف الكل وتجري عليه امه واخته ويتحرك ناحيته والده ببطء فيترك الجميع ويجري لوالده يقبل يده و يحتضنه وبعد السلام على الجميع وقف أمام أدهم لبرهة ودموعه تتساقط وارتمي في احضانه والكل في حالة من الذهول حتى رهف لتقترب من زوجها وتهمس بقلق

– هو في ايه يا أدهم ليربت أدهم على كتفه بحنان ويحتضن زوجته بيده الأخرى
– تعالوا نقعد تفهموا الأول وبعدها ناكل

ليجلس الجميع ويبدء حازم في التحدث ليخبرهم انه في يوم من عامان وجد اتصال من أدهم يخبره انه قد علم بوجود خبير كبير في علاج حالته هو وزوجته واخبره انه قام بالحجز له هو وشهد عنده وأرسل لهم تذاكر السفر ليسافروا اليه في ألمانيا وقاموا بالمتابعة معه حتى من الله عليهم بالإنجاب فأنجبوا أشرقت على اسم والدة أدهم وانجبوا صبي اطلق عليه حازم اسم اسماعيل ليبكي والده فيحتضنه حازم ويقبل رأسه لتقف رهف فجاءة وتنظر لشهيرة وصفاء ويطلقون فجاءة وابل من الزغاريط وهم يحتضنون شهد ويضحكون ويبكون معاً

بعدها قاموا لتناول الطعام واصرت رهف على عمل سبوع لهم كبير فقد كان عمرهم ١٠ ايام فقط وبالفعل قامت بعمل سبوع كبير لهم وكان الكل يشعر بسعادة وحب

كانت رهف تقف بعيداً تنظر لأسرتها الكبيرة والكل يضحك والأطفال تلعب سويا وكل واحد يجلس بجوار واليفته حتى اقترب منها أدهم واحتضنها ودون ان تراه علمت انه حبيبها فأراحت جسدها على صدره وهو يحتضنها ويقبل عنقها وهي ترتعش من لمساته وتميل برأسها الي الجانب وتنظر له بحب وعيون تلمع

– بحبك يانبض القلب وضي العين بحبك يا قرة العين

لتنتهي قصتنا بأن ليس الطلاق نهاية العالم بل من الممكن ان تكون بداية لحياة جديدة وان الخطيئة والتوبة بصدق عنها وعدم العودة لها يغفرها الله ويعطي التائب من فيض كرمه

تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط