قصص

قصة مرات اخويا

قصة مرات اخويا من يجي خمس سنين كده، كنت شغال في الإمارات، حياتي كانت هاديه، مستقره، ولما نزلت أجازة خطبت واحده بنت حلال، أمي اللي اختارتهالي، وبعد فترة مش كبيره، إتجوزنا، وقعدت شهر ورجعت شغلي، وفي خلال الفترة دي، ربنا كرمنا ببنوته زي القمر، اسمها كنزي، وهي فعلا كانت كنزي، ووش الخير عليا، لأني بعد ولادتها بكام شهر، خدت فلوسي اللي كانت متأخرة في الشغل، ووقتها قررت أنزل مصر، وأفتح مشروع خاص بيا، وأستقر وأسيبني من السفر، ولما كلمت شروق مراتي، فرحت وشجعتني، وفعلا خدت الخطوة دي، وصفيت شغلي بره ونزلت، ومع نزولي، بدأت أدور على مكان أفتح فيه مشروعي، وفي مرة، كنت قاعد مع وسام أخويا بندردش:
-أنا بس لو ألاقي المكان، هبدأ من الصبح، ومافيش حاجة هتوقفني.
-ما المخازن على قفا مين يشيل، ولا أنت حاطط مواصفات معينة؟
-مفيش مواصفات خالص، كل الحكاية اني من أول ماجيت، بسمع أسعار إيجار خرافيه.
-طيب أنا عندي ليك فكرة بمليون جنية.
-إلحقني بيها يا وسام، أنا واقع في عرضك.
-البيت القديم، ماحدش مننا قاعد فيه، إفتح في الدور الأول مشروعك.
-ياإبن الجنية، كانت رايحه عن دماغي فين الفكرة دي، ينصر دينك يا أخي، مش بقولك طول عمرك دماغك دي ألماظ.
-ايش تعمل الماشطة في الوش العكر يا أسامة! دماغي ألماظ لكن حظي في الدنيا قليل.
-بطل أنت اليأس ده، وربنا كرمه واسع، والله هاتفرج.
-يارب يا أسامه، بكره هعدي عليك ونروح البيت القديم، عشان تشوف هتعمل ايه.
-ماشي يا حبيبي، ماتحرمش منك يا غالي.
سيبته ورجعت البيت، حكيت لشروق اللي حصل، كانت طايره من الفرحة، وتاني يوم، وسام عدى عليا وفطرنا سوا، بعدها نزلنا على البيت، وفي خلال كام يوم، كانت كل حاجة إتظبطت، وجبت المكن كمان، ماكنش ناقصني غير العُمال، ودول وسام هو اللي ظبط وجابهم، وبدأنا الشغل، وبعد فترة مش كبيرة، ربنا كرمني آخر كرم، وسام دايمًا كان بيقول اني محظوظ، والتراب بيتحول في ايدي لدهب، عيشنا ست شهور بعد ما فتحت المصنع في نعيم، وصدقني مش ببالغ، الدنيا كانت ماشية معايا حلوة أوي، وكل يوم كان بيجيلي شغل جديد، وزبايني بتكتر على السمعة والجودة، عشان كده، اتفق مع شروق نعمل عزومة للحبايب، ومراتي بنت الأصول ماتأخرتش، عزمت أخويا ومراته، الكام شاب اللي شغالين معايا، والجيران، كنت مبسوط وأنا شايف حبهم ليا وفرحتهم بنجاحي، وبعد العزومة بكام يوم، شروق دخلت تصحيني:
-أسامة، اصحى بسرعة يا أخويا.
-في ايه، هي الساعة كام؟
-الساعة 7، اصحى الله يسترك.
-ايه اللي اصحى الله يسترك، انتي مصحياني بدري ليه؟
-في مصيبة، واحد من العمال صوابعه طارت، وطلعوا بيه على المستشفى.
اتعدلت في قعدتي:
-أستغفر الله العظيم يارب، ده حصل امتى، ومين اللي بلغك؟ وبعدين ماحدش اتصل بيا ليه؟
-اتصلوا يا أخويا، لكن تقريبا موبايلك فاصل، لقيت شحته بيخبط من شويه، ولما فتحتله.. قالي أبلغك باللي حصل، وأقولك انهم طلعوا بيه على المستشفى.
-طيب أنا هقوم أطس وشي بشوية مايه وأروحلهم.
-استنى أحضرلك لقمة، ماتنزلش من غير أكل.
-ده وقت أكل يا شروق، لما أروح أشوف المصيبة اللي مستنياني.
-ربنا يجيب العواقب سليمة ان شاء الله.
قومت دخلت الحمام وسيبتها تجهزلي هدومي، وبعد ما طلعت، لبست ونزلت على المستشفى، وأول ما وصلت، سألت الشباب عن اللي حصل، فرد عليا شحته:
-هو كان بيطلع الكيس اللي محشور يا ريس، لكن فجأة، المكنة اشتغلت لوحدها، وكلت صوابعه.
-لا حول ولا قوة الا بالله، يعني ايه المكنة اشتغلت لوحدها؟
-أصلها كانت بتعلق، واحنا كلمنا الصيانة وماجوش، فاضطرينا نشغلها عشان نلاحق على الطلبيات اللي ورانا.
-طيب وهو عامل ايه دلوقتي؟
-الدكتور طلع من شويه وطمنا، بس قال نفسيته وحشه.
-طبيعي، ربنا يكون في عونه ويصبره، بس أنا معاه ومش هسيبه، هيفضل في الشغل حتى لو مش هيعمل حاجة، ومرتبه هيمشي زي ما هو وأزيد.
-فيك الخير والله يا أستاذ أسامه، ده بيجري على أمه وأبوه، ولسه يا حبة عيني مادخلش دنيا.
-أنا في ضهره ومش هكل بأي حاجة يحتاجها، اللي حصله ده مسؤليتي، تكلم الصيانة حالا، ومفيش مكنة تشتغل الا لما يتعملها فحص، فاهم ولا أعيد كلامي يا شحته؟
-فاهم يا ريس فاهم، اعتبره حصل.
سيبتهم ودخلت اطمنت عليه، قعدت معاه واتكلمنا وهزرنا، وقبل ما أمشي، طمنته ان رقبتي سداد في كل اللي هاحتاجه، وبعدها سيبتهم وخرجت، كنت تايه، أول مرة أحس إن الدنيا مقفله في وشي، يمكن عشان ماتعودتش ان حد يتأذي بسببي، فضلت قاعد على القهوة، لحد ما وسام اتصل عليا وجالي، قعد جنبي وبصلي:
-اللي حصل ده نصيب، مكتوب يعني ماكنش بإيدك توقفه، ماتشيلش هم، ربك هيعدلها.
-حاسس بالذنب، شاب زي ده بقى عنده إعاقة بسببي.
-ماتكبرش الموضوع بقى، دي إصابة عمل، زيه زي لاعب الكورة اللي بيتصاب في الماتشات.
-ياأخي مش عارف أنا اللي حساس زيادة ولا أنت اللي جبله!
-أنت بس اللي لين شويتين.
-ربنا بيحب كل لين هين يا وسام.
-طيب يا لين يا هين، قوم يا أخويا روح بيتك، مراتك اتصلت بيا وقلقانه عليك.
-أنا فعلا تعبان وجعان، لازم أروح قبل ما أقع من طولي.
-تحب أوصلك في سكتي.
-لا ماتخفش أنا عارف طريقي، وإن شاء الله هاوصل.
-طيب ابقى طمني عليك.
لما جيت أدفع الحساب، وسام زعق ورفض، فمشيت وهو اللي دفع، ومع وصولي للبيت، وقفت ثواني قدام الباب، استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ودورت المفتاح في الكالون، وفتحت ودخلت، ومع دخولي، شروق جرت عليا بلهفة:
-إتأخرت ليه، كنت فين كل ده، وليه نزلت من غير ما تاخد موبايلك، ده انا كنت هاموت من القلق، لولا وسام الله يستره طمني عليك.
-اهدي عليا، الدنيا ماطارتش، ماأنتي عارفه اني في المستشفى، وواحد من العمال اتصاب، ليه كل القلق ده؟ هيجرالي ايه يعني؟
-خوفت يكون الولد ده عملك محضر واتقبض عليك ولا حاجة.
-لا ده انتي خيالك يتفاتله بلاد، حضريلي الأكل عشان واقع من الجوع.
-عينيا، دقايق والأكل يكون جاهز.
تسلملي عينيكي يا شروق، وآسف اني قلقتك.
طارت على المطبخ، وأنا دخلت خدت دوش، ولما خلصت قعدت قدام التليفزيون، لغاية ما حضرت العشا، واتعشيت، وبعدها دخلت نمت، قومت من نومي على صوت الموبايل اللي مبطلش رن، عملته صامت وبصيت جنبي على شروق، حمدت ربنا انها مقلقتش من رنته، خدته وطلعت بره الأوضة، وفتحت على اللي بيرن:
-ألو.. أيوه يا شحته، في حد يرن على حد دلوقتي؟
-إلحقني يا ريس، احنا في مصيبة يا كبير.
-مصيبة ايه تاني، ايه اللي حصل؟
-كل المكن واقف، مفيش ولا مكنه راضية تدور.
-يعني ايه، كل المكن عطل مرة واحدة؟ طيب ازاي!
-المشكلة ياريس إن في طلبيات هتتسلم بكره ماخلصتش.
-لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين، اقفل يا شحته، اقفل وأنا جيلك عشان نشوف حل للورطة دي.
قفلت معاه وكنت لسه بدور، لقيت شروق واقفه ورايا، كان شكلها يخوف في الضلمه، رجعت خطوتين لوره:
-بيطلعوا امتى دول، وبعدين انتي وقفالي في الضلمة كده ليه، وسعي كده الله يهديكي.
دخلت الأوضة وولعت النور عشان أغير، ومع دخولي، فتحت الدولاب، طلعت الهدوم ورميتها على السرير، ساعتها عيني جت على شروق، اللي كانت في سابع نومه، بلعت ريقي بخوف، بصيت على باب الأوضة وأنا بكلم نفسي:
-لما شروق نايمة، أومال مين اللي شوفتها بره!
طلعت بسرعه من الأوضة، لفيت الشقة كلها، لغاية ما اتأكدت ان مفيش حد، استعذت بالله من الشيطان الرجيم، وقولت يمكن تخيلات عشان ماشبعتش نوم، كبرت دماغي، لبست وروحت المصنع، كل المكن كان واقف، بعت جبت ناس تصلحه مخصوص من بلد جنبنا، وطبعا عشان يجيوا في وقت زي ده، طلبوا مبلغ كبير، دفعته من سكات عشان مااصغرش نفسي، وأول ما إطمنت ان المكن اتصلح، كملوا الطلبيات اللي كان مفروض تتسلم الصبح، سيبتهم وقولت أريح شوية في المكتب، وطلبت من شحته يجيبلي قهوة، عشان أواصل معاهم لحد التسليم، بس موبايلي رن، وكانت شروق اللي بتتصل:
-ألو..
-أنت فين؟ إلحقني.
-في المصنع، ألحقك ايه، ايه اللي حصل انطقي؟
-مصنع ايه اللي انت نازله وش الفجر كده، عمتا البنت كنزي تعبانه وعايزه أنزل بيها للدكتور.
-تع.. تعبانه ازاي، إيه اللي حصل، أنا باصص عليها قبل ما أمشي كانت نايمه.
-قومت أصلي الفجر، وقولت أشقر عليها وأشوفها متغطيه ولا لا، لقيتها سخنة جدا، البنت مش قادرة تفتح عينها من السخونية.
-يادي المصايب، هو أنا ناقص، لبسيها وإلبسي، خمس دقايق هتلاقيني عندك، بس ربنا يكرم ونلاقي دكتور فاتح.
سيبت العمال وطلعت على البيت، خدتهم وفضلنا نلف على دكتور، لغاية مالقينا مستشفى خاصه قبلت حالة كنزي، فضلنا طول اليوم بين تحاليل وأشعة، وفي الآخر، الدكتور خدني على جنب:
-احنا هانحتاج نحجزها هنا كام يوم، لحد ما حرارتها تنزل ونتأكد انها بقت كويسه، لو خرجت بيها بحالتها دي، أنا مش مسؤول عن اللي هايجرالها.
-خلاص يا دكتور اللي تشوفه صح اعمله.
حاولت أمهد لشروق انها هاتروح معايا آخر النهار، والصبح تبقى ترجعلها، بس هي ماكنتش مصدقه كلام الدكتور، وشايفه انه بيستغلنا عشان يسحب فلوس للمستشفى، بالعافية أقنعتها تروح، ولما روحنا، حضرت العشا، لكن ماحدش كان ليه نفس ياكل، ساعتها عشان أطمنها، مسكت التليفون وكنت لسه هاتصل بالممرضة اللي خدنا رقمها، بس لقيته شحته رانن عليا كذا مرة، وقتها قلبي اتقبض، وبقيت ما بين نارين، أتصل أشوفه ماله الأول ولا أكلم الممرضة، لكن ابوتي غلبتني، وإطمنت على كنزي، وبعدها طلبت من شروق تعملي كوباية شاي، ومع دخولها المطبخ، اتصلت على شحته، اللي اول ما فتح استقبلني بأخباره السوده اللي زي وشه:
-ياريس إلحقنا، أنا بتصل بيك بقالي ساعتين ومش بترد.
-في مصيبة ايه تاني؟
-في طلبية من اللي طلعوا حصل فيها مشاكل وماوصلتش.
-يعني ايه حصل فيها مشاكل، وبعدين احنا مالنا، مدام العميل جه استلم بضاعته يبقى بره عننا.
-الطلبية دي بالذات احنا متفقين نوصلها بنفسنا ياريس ولا نسيت؟
-ايه اللي حصل في الطلبية يا شحته انجز؟
-العربية ولعت بالأكياس.
-عربية ايه اللي ولعت بالأكياس، قول كلام أستوعبه.
-زي ما بقولك كده يا ريس والله، ده مش بس كده، أنا اديت أوامر للعمال يشتغلوا عشان نلحق نعوض اللي خسرناه، بس للأسف، المكن عملها تاني وعطل.
-مكن ايه اللي عطل يا شحته! انت عايز تجنني، ده لسه متصلح الصبح بفلوس قد كده، أنت حد مسلطك عليا يا ابني؟
-اهدى يا ريس، كل حاجة هتتصلح ان شاء الله.
-هو ايه اللي هايتصلح، أنا بيتي بيتخرب، هلاقيها منين ولا منين بس ياربي؟
-روق بالك يا ريس، كل اللي يجي في الريش بقشيش.
-هو ده وقت أمثال يا شحته، اقفل فورت دمي، وسديت نفسي عن الدنيا.
قفلت في وشه وقومت لبست، في دخلة شروق عليا بالشاي، حطته على الكوميدينو وقعدت على السرير وبصتلي بإستغراب:
-ماتبصليش كده الله يباركلك، أنا نازل أشوف المصايب اللي بتتحدف على دماغي دي.
-مصايب ايه كفاالله الشر، كنزي جرالها حاجة.
لا، المشروع اللي حطيت فيه كل شقايه بيروح من ايدي، وسعي كده، انا مش فايق لرغي النسوان ده.
مع وصولي للمصنع، بدأت ألف على المكن، كنت مستغرب هو منين اتصلح، ومنين اتعطل، لحق ازاي؟ طلبت عمال صيانة تانين، وفضلت قاعد على ايدهم المرة دي، ولما خلصوا ومشوا، ماكنش في المصنع حد غيري، الساعة كانت داخله على 4 الفجر، فقررت أقعد أستنى شحته، كلها ساعتين ويشرف، دخلت المكتب وقعدت على الكرسي، فردت ضهري، كنت لسه بطلع الموبايل، عشان أطمن على شروق، لكني سمعت صوت غريب جاي من بره، سيبت الموبايل على المكتب وخرجت بسرعه، ومع خروجي، لاحظت ان المكن صوته بيقف، لفيت كويس مالقتش حد، وقفت في نص المكان متنح، مش مستوعب اللي بيحصل، وفجأة، النور فصل، حسيت ساعتها بنفضه غريبة في جسمي، وبعدها سمعت حد بيهمس باسمي، جريت على المكتب اللي نوره كان لسه شغال، دخلت وقفلت على نفسي الباب، فضلت حابس نفسي جوه، لغاية ماسمعت خبط على الباب، وصوت شحته اللي كان مستغرب:
-مين اللي جوه؟
فتحت الباب وماكلمتوش، خرجت من المصنع كله وروحت البيت، دخلت الاوضة واتغطيت، ماكنتش قادر استوعب اللي جرى قدامي، ماحستش بحاجة غير وشروق قاعدة جنبي وبتهزني:
-يوووووه ده أنت مش معايا خالص ولا سامعني.
قومت قعدت:
-في ايه، عايزه ايه مني؟
-عايزه أروح لكنزي، أطمن عليها وأشوفها.
مسحت على وشي وقولتلها تلبس، خدتها وروحنا المستشفى، اطمنى عليها والدكتور قال ان حالتها مافيهاش جديد، بعد شوية، رجعنا البيت، كنت حاسس إني مش طايق شروق قدامي، عشان كده دخلت الأوضة، وقفلت على نفسي بقية اليوم، وعلى بالليل، اتصلت بشحته وقولت أطمن على الشغل، كنت متوقع انه يقولي المكن باظ، لكن العكس حصل، قفلت معاه وأنا حاسس إن خلاص النحس اتفك، عدى يوم والتاني والأمور في المصنع كانت كويسة، حتى كنزي، حرارتها نزلت وخرجت من المستشفى.
وفي يوم، لما روحت مالقتش شروق، فضلت قاعد مستنيها، كنت مضايق انها نزلت من غير ما تعرفني، ومع تأخيرها، إتصلت عليها مرة واتنين.. اتفاجئت لما لقيت باباها هو اللي بيرد عليا:
-عايز ايه يا أسامة، ليك عين تتصل ببنتي بعد اللي عملته فيها؟
-نعم! هو ايه اللي حصل، شروق فين؟ أنت ليه بترد على موبايلها يا عمي؟
-عمك! جاك عمى الدبب، أنت ليك عين تقولها بعد اللي عملته، صحيح واحد ناكر للجميل، نسيت وقفة بنتي جنبك، ودلوقتي بتطردها.
-أطرد مين أنا مش فاهم حاجة من اللي بتقوله، اديني شروق من فضلك.
قفل في وشي التليفون، وقتها عفاريت الدنيا كلها كانت بتتنطط في وشي، ورحت على بيت حمايا، عشان أفهم ايه الكلام الغريب اللي بيقوله، ومع وصولي، حماتي فتحتلي ودخلتني، وحمايا قعد قدامي:
-جاي ليه يا أسامة؟
-عايز أفهم مراتي وبنتي مش في بيتي ليه، وايه اللي جابها هنا من غير إذني؟
وقتها شروق طلعت من الاوضة، وقفت قدامي وعينيها منفوخة من العياط:
-مش انت قولتلي غوري من وشي، أديني غورت وريحتك، عايز ايه تاني، جاي ليه؟
-أنا قولتلك غوري! امتى ده؟
-لا يا شيخ، أنت فقدت الذاكرة من امتى!
-مابهزرش، أنا يا بنتي نازل الصبح وسايبك مااتخانقتش معاكي.
-لا، الخناقة دي كانت العصر، لما رجعت وأنت مش شايف قدامك.
-العصر! شروق أنا كنت بجيب مواد خام، ماكنتش موجود، ولسه راجع من شوية.
-يا سلام، أنت شايفني هبله وهاصدقك وأكدب عيني؟
ساعتها مااتكلمتش، طلعت موبايلي من جيبي، وكلمت شحته اللي أكد كلامي، ولما قفلت معاه، شروق انهارت على الكرسي وفضلت تعيط، وتقسم بالله اني دخلت البيت واتخانقت معاها، قعدت جنبها وطبطبت عليها:
-عارف ان اللي بيحصل معانا الفترة دي تقيل، بس أنا ماستغناش عن ضفرك، ماقدرش أفرط فيكي ولا في بنتي.
حمايا ساعتها ادخل في الكلام:
-شروق حكتلي على المشاكل اللي بتحصلك في المصنع، الموضوع ده مش طبيعي يا أسامة، في انه في الحكاية.
-تقصد ايه يا عمي؟
-جايز المكان عشان مقفول من فترة كبيرة فيه حاجة، هي السبب في كل المشاكل اللي بتحصلك دي.
ساعتها حكيتلها على اليوم اللي الكهربا فصلت فيه.
-لازم تشوف شيخ يا ابني، أنا أعرف شيخ كويس ومش بياخد حاجة، أعتقد انه يقدر يساعدك.
-ياريت يا عمي والله.
-خلاص نتعشى سوا، ونروحله بعد صلاة العشا.
وفعلا قعدنا اتعشينا عندهم، ونزلت معاه صلينا العشا، وبعدها قابلنا الشيخ اللي كلمني عنه، قعد معانا شوية، وطلب مني يزور البيت والمصنع ويشوف مراتي وبنتي، في البداية كنت مستغرب، لكن حمايا أقنعني، وتاني يوم بعد ما زار المصنع، جه عندي البيت، لف في الشقة، وقعد مع مراتي وبنتي وعملهم جلسة تحصين، وبعدها طلب يقعد معايا على انفراد، ووقتها قالي:
-انت معمولك حاجة بوقف الحال، واللي عاملهالك حد قريب منك، خد بالك، أنا حصنتهم فاضل أنت.
-مين اللي عاملي؟ أكيد مش شروق!
-لا مش مراتك يا ابني.
-أومال مين ياشيخ؟
-ماينفعش أقول، مش مسموح.
-يعني أفضل على عمايا، مش عارف مين اللي بيكرهني وعايز يأذيني، ده كلام يرضي ربنا يا شيخ برضه!
-النفوس هتشيل أكتر يا ابني لو اتكلمت وقولتلك هو مين.
-النفوس هتشيل! هو حد قريب مني.
-ربك ستار يا أسامة، خد بالك بس من نفسك وماتدخلش بيتك حد، لا غريب ولا قريب.
حصني وسابني تايه ومشى، ويشاء ربنا ان جارنا بعد فتره يجيلي ويطلب يقعد معايا، ولما قعدنا، طلع موبايله ووراني فيديو لأخويا، كان بيرش حاجة قدام باب بيتي، ساعتها الدنيا وقفت بيا، كان نفسي أكدب عيني، بس طلبت منه يبعتلي الفيديو، وخدته ورحت لوسام، ولما واجهته اعترفلي انها كانت لحظة ضعف قدام مراته، اللي دايما كانت بتذله انه فاشل واني أحسن منه، سيبته ومشيت، ومن يومها وأنا قاطع علاقتي بيه، ولو شوفته في شارع بلف من التاني، مش عارف أسامحه يا أستاذ محمد، رغم انه اعترف بغلطه، وساق عليا طوب الأرض، لكن كسرتي فيه هو كانت غير، كنت هاأقبل أي حاجة غير انه يطلع هو السبب في كل اللي جرالي، أنا حياتي اتحسنت ومابقاش في حاجة تحصلي، ومشروعي ماشي تمام بفضل ربنا، بس مش عارف أتخطى الأذى اللي جالي من أقرب الناس، عشان كده حبيت أشارك معاك قصتي، وأقولك ان مش كل الأذى سهل يتنسى.
تمت بحمد الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط