لازم اقولكم قبل أي حاجة أن الانسان لازم يرضي بقضاء الله.. ربنا دايماً بيكون شايلك الأحسن بس انت لازم تصبر
والفرق هنا بيكون في العقلية بين شخص والتاني والجهل السائد بين الناس قادر يدمر أي حاجة في حياتنا
…
المجذوب
(سحر المحبة)
….
أنا سمعت حكاية مكنتش بشوفها غير في التليفزيون في مسلسلات وأفلام وعمري ما تخيلت أنها ممكن تكون واقع.. كنت ماشي في الشارع في طريقي للموقف بتاع الميكروباص عشان أروح.. بعد يوم شغل طويل جداً.. وانا ماشي شوفت واحد من الجماعة اللي بيتقال عليهم مجاذيب ماسك لقمة صغيرة بياكل فيها.. صعب عليا شكله راجل غلبان قربت منه ومديت ايدي في جيبي وطلعت فلوس وبمد ايدي ادهالوا.. لقيته مسكني من رقبتي وفضل يصرخ فيا بطريقة هيسترية.. الناس تدخلت وشلوني منه بعد ما كان هيموتني.. ومحدش كان قادر عليه.. وبعدها اصابته نوبة تشنجات رهيبة
ولقيت واحد بيقولي
_ أنت أي اللي خلاك تطلعله فلوس بس يبني؟
_ واي المشكلة دي جزاتي يعني؟
_أنت متعرفش حاجة عن شريف.. ربنا يحفظنا ده عليه جن
_ جن اي بس.. أنت بتصدق في الكلام ده؟
_ أنا أعرف كل حاجة حصلت لشريف دي حكاية غريبة أوي يبني.. حكاية هتخاف بعد ما تسمعها.. عندك وقت تسمعني؟
_ اه لسه العربية مجتش أتفضل أحكي
….
قبل أي حاجة يبني عاوزك تعرف أني كنت جار الراجل ده ورغم كل اللي عمله كان ممكن ميتعرفش لكن مراته سمر فضحته في البلد كلها
الحكاية بتبدأ من هنا.. من حلوان مع شاب للاسف مش مكمل تعليمه أسمه شريف.. شريف هو الابن الوحيد للعمدة سيف الدين ربنا يرحمه
العمدة سيف الدين كان عايز أبنه يبقي أحسن راجل في الدنيا.. وكان عاوزه يكمل تعليمه زي كل شباب البلد ويبقي حاجة كبيرة يفتخر بيها
لكن شريف مكنتش دماغه في التعليم خالص راجل معتمد علي فلوس أبوه وعارف أنه الابن الوحيد يعني يوم ما أبوه هيموت هو هيورث كل حاجة
أصل العمدة سيف الدين كان بيمتلك أراضي وعقارات لا حصر لها في التسعينات ويعتبر راجل من أغني أغنياء مصر.. وكان رغم أنه خلف شريف بس إلا أنه كان راضي ومبسوط ومفكرش يتجوز عليها
…
لحد منتصف التسعينات لما صحيت البلد علي خبر محزن جداً وهو وفاة العمدة سيف الدين.. كان راجل محترم والكل كان بيحبه
وورث شريف كل حاجة وبقا من أغني أغنياء مصر.. بس الفلوس عاوزة دماغ تشغلها هي مش فلوس كتير وخلاص.. الفلوس في زمن أبوه كانت بتزيد لكن في وقته كانت بتقل.
شريف وقتها فكر في نفسه.. وقرر يتجوز وكان ليل ونهار بيدور علي عروسة عشان يتجوزها.. وطبعا كل واحد الجهل كان متمكن منه في وقتها كان بيحلم أن بنته تكون مرات العمدة ويعيش في خيره
لكن شريف أختار سمر بنت الاستاذ فراج.. كنت بنت جميلة جداً واتوافق علي شريف بدون اي تردد لدرجة أن شريف اتجوزها بعد أسبوع
…
كل بنات البلد كانوا حاسدين سمر عشان هتعيش في العز ده كله.. لحد ما في يوم شريف أتكلم مع سمر وقالها
_ بصي يا بنت الناس أنا راجل ولازم أخلف عيل يشيل أسمي ولد يورث العز ده كله من بعدي.. وأحنا متجوزين دلوقتي لينا شهرين ومفيش حاجة
_ كله بإذن ربنا.. لما ربنا هيريد هنخلف
_ لا بقولك أي أنا بسألك دلوقتي انتي عندك مشكله في الخلفة؟
_ لا أنا كويسة وزي الفل وبكرة هتشوف لما أخلفلك العيل اللي بتحلم بيه
_ ده هيكون أسعد يوم في حياتي.. يوم ما تجبيلي عيل يشيل أسمي
_ قول أن شاء الله
..
وبعد شهر.. سمر جابت الخبر السعيد لشريف وقلتله
_ ألف مبروك يا حبيبي أنا حامل
_ بجد.. بجد حامل أنا مش قادر أصدق نفسي.. ألف ألف مبروك يا حبيبتي
_ الله يبارك فيك ياحبيبي.. هتسميه أي؟
_عز هسميه عز.. وان شاء الله يتربي في العز كله
…
شريف يبني مكنش يعرف أن قضاء الله واجب التنفيذ ومكنش يتخيل أن بعد 9 شهور، سمر هتخلف بنت
كانت صدمة جامدة عليه.. حلم شريف أتحول لكابوس.. سمر كانت فرحانة بس هو لأ كان زعلان ومدايق.. حاولت سمر تتكلم معاه وقلتله
_ ده مقدر ومكتوب يا حبيبي.. المهم دلوقتي هتسميها أي؟
_ مش عايز أتكلم بعد أذنك.. سميها أنتي زي ما تسميها مش هتفرق معايا
_ مش هتفرق معاك.. دي بنتك عارف يعني اي بنتك أرضي بقضاء ربنا
_ بقولك أي اسكتي أنا مش طايق نفسي
_ طيب روق كده وخد شيل بنتك
..
شريف شال بنته والدموع في عينيه وهو بيقول
_ عارف يبنتي أنك ملكيش ذنب في الكلام ده.. لكن انا كنت عايز ولد يشيل أسمي ويحافظ على الورث
لكن واضح أني مش مكتوبلي أفرح.. أمسكي أنا مش قادر يا سمر.. مش قادر اشوفها
كانت صدمة كبيرة لسمر أن جوزها معندوش قلب ولا بيفهم في الأصول
وشريف خرج من المستشفى علي المقابر.. راح يزور قبر أبوه وأمه.. قعد قدام القبر بيبكي بحرقة وينادي عليه ويقوله
_ أنت مشيت ليه ها سبتني ليه لوحدي.. طيب لو انا غلط مشيت من غير ما تعلمني ليه؟
..
في الوقت شريف شاف المعددة بتاعت البلد معدية في المقابر.
وقلتله
_ معذب روحك ليه يا ولدي الحل في ايدك وانت غافل عنه؟
_ أنتي بتكلمي مين يا ست أنتي؟
_ بكلمك أنت يا شريف.. الحل في أيدك بس أنت شوف
_ حل أي ده.. أتكلمي؟
_ الخضة.. أه مراتك لازم تنزل قبر مفتوح.. لازم تتخض يا شريف
_ بس انا أعرف ان الكلام ده لو مخلفتش خالص!
_ أسمع الكلام أنا عارفة بقولك أي
….
شريف مكنش عارف يعمل أي أستني أسبوع لحد ما مراته قدرت تمشي وتخرج من المستشفى وقالها
_ تعالي معايا نزور قبر أبويا وأمي.. وندعيلهم
_ حاضر يا حبيبي.. نروح ليه لا
أخد شريف مراته وراحوا المقابر وسابوا البنت مع الاستاذ فراج.. وصلوا المقابر عشان يقروا الفاتحة لكن شريف عمل حركة مباغتة وزق سمر في قبر فاضي.. وكأنها اتزحلقت
صرخت سمر صرخة قوية.. ونزل شريف يجيبها بسرعة… شلها من القبر كانت فاقدة الوعي وحالتها صعبة جداً
أنا فاكر اليوم ده كويس.. عشان كان بداية مرحلة تانية في حياة شريف وسمر
أزاي؟
سمر بقت تقوم في نص الليل تصرخ وتقول الحقوني
حياتهم اتحولت لصريخ وحاجة صعبة بسبب كلام المعددة لاواحظ.. دور عليها شريف ملقهاش
لكن الحاجة الصعبة اللي عاشها شريف.. لما خرج بره البيت يصرخ ويقول
قومت في نص الليل أشرب.. ملقتش مراتي جمبي قولت يمكن بتشرب ولا في الحمام لكن لما خرجت للصالة.. لقيتها واقفة للصالة كنت فاكر انها مراتي لكن لما ركزت دي أطول بكتير من مراتي.. وفي لمحة دورت وشها وبصتلي… يتبع الجزء التاني
…
انتظروني في الجزء الثاني من قصة المجذوب ( سحر المحبة)
المجذوب
(سحر المحبة)
الجزء الثاني
بيقول انها كانت معندهاش سنان.. وعندها لسان مشقوق زي لسان التعابين.. ده غير وشها اللي كان منفوخ وازرق بطريقة مخيفة
شريف مكنش عارف يتكلم ولا يتحرك كان حاسس أن رجليه لازقة في الارض حرفيا.. واتكلم بالعافية وقالها
_ أنتي مين؟
_أتحركت بمنتهي الهدوء والغريبة أنها مكنتش بتمشي كانت بتنساب علي الارض وكأن مفيش جاذبية وقربت منه.. بيقول شريف
أن أيديها ورجليها عبارة عن حوافر وكان شامم فيها ريحة الترب وزي ما تكون اللي قدامه دي ميتة ورجعت للدنيا من تاني
..
بيقول بعدها محسش بنفسه ووقع علي الأرض ولما فاق لقي نفسه لسه في نفس المكان واقع علي الارض وحالته صعبة جداً
بس ده معناه أن ده مكنش حلم.. طلع في الشارع يصرخ ويحكي اللي حصل
…
الناس بدأت تهديه وتقوله أكيد أنت تعبان.. مفيش حاجة متخفش
لكن شريف كان مرعوب يبني.. لدرجة انه قعد شهر خايف من مراته وكان بينام في الصالة
طبعاً محدش في أهل البلد كان يعرف الكلام ده إلا لما الأستاذ فراج والد سمر زارهم في البيت وعرف كل اللي حصل
ساعتها الراجل حس أنه جوز بنته لواحد مش بيصون الامانة.. وطلب منه أنه يطلقها وقاله
_ الظاهر اني كنت غلطان لما جوزتك بنتي.. لو مش عارف قيمة بنات الناس يبقي متتجوزش.. أنت هتطلق بنتي دلوقتي ومش ممكن اسيبها تعيش معاك دقيقة واحدة بعد ما نزلتها في القبر
_ يا عمي أنا مستحيل أطلق سمر
_ لا هتطلقها لازم ومش بمزاجك
..
صوتهم كان جايب الشارع والناس عرفت اي اللي حصل من كلامهم.. لكن الغريب أن سمر اللي رفضت الطلاق وقالت لوالدها
_ بابا أنا مش عاوزة اطلق أنا متمسكة بجوزي
_ أنتي بتقولي اي يا سمر.. ده نزلك قبر بسبب جهله ومرضه
_ بابا بعد اذنك انا هحل مشاكلي مع جوزي انا مش عاوزة أطلق
..
كلام سمر مكنش عاجب والدها.. اللي قالها أنه مش هيدخلها بيت تاني
وسابها ومشي
كانت حاجة مش ساهلة خالص علي سمر يبني.. وتقدر تقول أن الأمور بدأت تهدي بشكل تدريجي والحياة بدأت ترجع لطبيعتها
وبدأت علاقة شريف بمراته تتحسن
لكن
دوام الحال من المحال… في يوم شريف صحي علي ايد سمر بتصحيه وبتقوله
_ قوم يا حبيبي.. قوم عاوز اقولك حاجة
_ حاجة أي يا سمر في أي؟
_أنا حامل
_بتقولي اي.. بجد وعرفتي أزاي؟
_ شكيت وعملت أختبار حمل وطلعت حامل
_ ألف مليون مبروك يا حببيتي.. أخيرا هتجبيلي الولد.. المرة دي ولد ها ولد
_كل اللي يجيبوه ربنا كويس يا حبيبي
_ لا أنا عاوز ولد
_ أن شاء الله ولد يا شريف
…
وتمر الأيام وشريف فرحان جداً وواثق أن المرة دي ولد.. لكن للأسف سمر للمرة التانيه خلفت بنت
كانت صدمة بالنسبة لشريف.. اللي أتعصب عليها وكأن ده بايديها… سمر كانت زعلانة من معاملة شريف ليها
والبلد كلها كانت عارفة تفكير شريف المريض للأسف.. لحد ما في شاب تدخل في الموضوع كان شاب متعلم اسمه زياد.. خريج كلية طب
نصح شريف انهم يروحوا لدكتور عشان ممكن يكون في مشكلة.. لكن شريف رد عليه وقال
_ مشكلة اي يا استاذ انا معنديش مشاكل.. عادي اي راجل ومراته بتحصل بينهم مشاكل
_ يا عمدة الناس كلها بتتكلم عنكم.. وعارفين المشكلة فين؟
_ قولتلك انا معنديش مشاكل وبعد اذنك مش عايز حد يجيب سيرتنا تاني
_ عموما انا نصحتك وانت حر.. بس عاوز أقولك ده مش جهل ولا فضيحة ده علم
..
ومشي الدكتور زياد من عنده.. وهو عايز يسمع كلامه وفي نفس الوقت خايف من كلام الناس
لكن من حسن الحظ ان كلام الناس خلي شريف اقتنع بكلام الدكتور زياد
عشان الناس بدأت تعاير شريف في الشارع وتقوله يا أبو البنات
وده خلي شريف يسمع اخيرا كلام الدكتور ويروح هو وسمر يكشفوا.. وياريتهم ما راحوا
عشان الدكتور قال لشريف كلام أنا الحقيقة مش فاكره.. بس اللي افهمه يعني
ان الدكتور قاله.. ان فعلاً في مشكلة عند مراته ولكن مش هيا السبب في خلفة البنات وان اللي بيحدد نوع الجنين الراجل مش الست.. وكله بأيد ربنا في النهاية
..
شريف ساب كل كلام الدكتور ومسك ان مراته عندها مشكلة.. وقالها أنتي السبب في خلفة البنات
ومش كده وبس ده سبلها البيت وطفش.. وسافر اسكندرية.. وهناك كانت مرحلة جديدة في حياة شريف
شريف أدمن الشرب والسهر.. كأنه بيحاول يهرب من الحاجة اللي هي المفروض مكتوبة عليه لكن مهما كان الجهل وحش في النهاية
وبدأ يسهر كل يوم في كبارية لوش الصبح.. وسايب مراته في البلد لوحدها هي وبناتوا
جحود وجهل بالاصول
لحد ما حصلت حاجة كانت هي بداية المعاناة
هتقولي عرفت اللي هحكهولك ده منين.. هقولك من شريف نفسه
كان في رقاصة في الكبارية اسمها سهر.. كانت ست جميلة علي حسب كلام شريف.. كان بيروح كل يوم عشان يتفرج عليها وهي بترقص.. وحاول أنه يتكلم معاها لكن هي رفضت وقلتله
_ أنت اخرك تتفرح عليا وانا برقص.. اكتر من كده متحلمش
_ أنتي فهمتي أي.. أنا عاوز أتعرف عليكي
_ وأنا مش عاوزة ولو حاولت تتكلم معايا تاني أنا مش هخليك تخطي المحل
..
سهر مكنتش تعرف ان شريف راجل غني ومعاه فلوس واراضي.. لكن لما عرفت تفكيرها أتغير ومعاملتها ليه بدأت تتغير.. وقررت تلعب عليه
ووافقت أخيرا أنها تتعرف عليه وقلتله
_أنا كنت بحاول أتقل عليك.. بصراحة كدة أنت عجبني من أول يوم شوفتك فيه
_ بجد.. بجد عاوزاني زي ما انا عاوزك
_ عاوزاني أزاي يعني؟.. متخلنيش اقلب عليك عاوزني يبقي بالحلال.. بالحلال وبس
_ بس أنا متجوز.. وعندي بنتين.. وبصراحة هو ده السبب في اللي انا فيه
_ مش فاهمه يعني ايه
_ يعني انا بحلم أخلف ولد يملي عليا حياتي ويورث العز اللي انا فيه ده.. بدل ما هيروح لبنات مش عارفة قيمته
_ طيب واللي تحققلك حلمك تديها أي؟
_ اللي هي عاوزاه ده حلم حياتي
…
سهر كانت بتلعب علي كبير.. وبعد اسبوع رجع شريف حلوان من تاني عشان يشوف سمر.. كانت زعلانه منه بس اقدر اقولك كانت أكتر واحدة بتحبه وشريف مكنش فارق معاه ده.. هو كان بيفكر في كلام سهر
لكن حصلت حاجة مرعبة جداً وملهاش تفسير
شريف كانت سمر وحشته في المدة اللي غاب عنها فيها.. في اليوم ده دخل عليها الأوضة عشان يقولها وحشتيني واني غلطت في حقك
لكن الصدمة.. ان اللي كانت جوه الأوضة مش سمر ده قرد.. اه زي ما بقولك كده قرد
شريف خرج للشارع وهو بيصرخ وفقد الوعي.. لكن
… يتبع الجزء الثالث والاخير
…
انتظروني في الجزء الثالث والاخير من قصة المجذوب (سحر المحبة)
..
محمود الأمين
المجذوب
(سحر المحبة)
الجزء الثالث والاخير
هو مفقدش الوعي تماما.. هو بدأ يتنفض وهو على الأرض.. جرينا عليه والناس كلها بدأت تسأله
_ مالك في أي؟
_ قرد.. في قرد جوه.. قرد جوه!
_ قرد.. قرد أي يبني؟
…
دخلت مراتي وكام ست من ستات الجيران يشوفوا أي اللي بيقولوا شريف ده!!
لقيوا سمر جوه البيت وبتبكي وبتقول
_ شريف مبقاش طبيعي.. مبقاش طبيعي، أنا بقيت خايفة من جوزي
كانت خايفة جداً وحقها يبني تخيل كل ما يدخل عليها يفضل يصرخ ويخرج للشارع ويقول كلام مينفعش يتقال ودي في الاخر سمعة بنت ناس
وللمرة التانية يروح الاستاذ فراج ويحن قلبه على بنته ويطلب منها للمرة التانيه أنها تسيبه وهي ترفض
وتقول
_ مش هسيب جوزي أبداً.. جوزي في محنة وأنا لازم أقف جمبه أنت مربيني علي الأصول وانا مش هسيبه غير لما يخف
_ عندك حق يا بنتي.. وأنا برضو مش هسيبك ولو عوزتي أي حاجة كلميني هتلاقيني جمبك
…
سمر كانت بنت أصيلة وبنت أصول بتحب جوزها وبتحافظ عليه.. لكن شريف بعد ما فاق كان كاره يدخل البيت.. وقال للناس بره
_أنا هسبلها البيت كله أنا مش هعيش مع واحدة شايفها قرد
الناس ردت عليه وقلتله عيب الكلام ده يا شريف.. وكفاية فضايح لحد كده.
وفعلا يبني شريف مكدبش خبر وتاني يوم كان مسافر أسكندرية… رجع تاني لحياة الشرب والسهر.. والرقاصة سهر.. اللي أول ما شافها قالها
_ أنا موافق على العرض.. موافق أتجوزك
_ غريبة يعني وأي اللي خلاك تغير رأيك كده ؟
_ أكتشفت أني بحبك ومقدرش أعيش من غيرك
_ فجأة كده.. ولا مراتك نكدت عليك؟
_ متجبيش سيرتها مش عاوز فقر.. افتكري حاجه عدلة
_ ياااه أنت مش طايقها للدرجة دي.. طب ما تطلقها أحسن
_ مقدرش عشان البنات.. لكن انتي اللي هتجبيلي الواد اللي بحلم بيه
_ أكيد طبعاً.. ليك عليا هنسيك الماضي كله وهخلي حياتك كلها حب
…
طبعاً يبني سهر مكنتش بتحبه ولا حاجة.. سهر كانت طمعانة فيه وفي فلوسه
وللاسف اتجوزها.. أيوة أتجوز سهر، وبدأت سهر خطتها عشان تقدر تاخد كل حاجة وتسيطر على فلوس شريف كلها
وبدأت تطلب منه حاجات كتير.. زي عربية وڤيلا بأسمها وفلوس في البنك كتير
وكان شريف فرحان جداً ومبسوط ومكنش مدرك حجم المصيبة اللي بيعملها
..
لحد ما حصلت حاجة خوفت شريف ومبقاش فاهم حاجة.. خليته شك فى نفسه وأنه هو الممسوس مش مراته سمر
في يوم صحي شريف في نص الليل من غير سبب.. لقي سهر نايمة جمبه عادي
قام من السرير عشان يدخل الحمام.. فتح الباب وخرج للصالة.. كان قلبه مقبوض ومش فاهم ليه.. حس أن دماغه بتتقل وأن الرؤية بقيت ضبابية
ومن وسط الضباب.. خرجت ست عجوزة ماسكة في أيديها عكاز.. مكنش فاهم مين دي ولا عاوزة منه أي
لكنها مكنتش لوحدها كان معاها قرود عينيهم اشبه بجمر من النار.. وقربت منه وحطيت أيديها علي دماغه وضغطت.. حس أن دماغه هتنفجر وقلتله
_ ولي العهد جاي.. ولي العهد جاي
…
وفجأة صحي لقي نفسه في السرير وسهر نايمة جمبه زي ما هيا.. أتأكد أن ده كابوس
ولكن مكنش فاهم معناه.. ولا أي بيحصل بالظبط وأي معني الجملة اللي سمعها في الكابوس
ولكن اللي زود قلق شريف أكتر.. اللي حصل بعد كده
طبعاً شريف كان اللي شافوا في الكابوس مخليه يفكر كتير… خصوصا انه شاف قرود
لكن سهر جات وقلتله
_ حبيبي.. أنا عاوزة أقولك خبر حلو
_ خبر أي يا حبيبتي؟
_ شريف أنا.. أنا حامل
_ بجد.. بجد يا سهر أنتي حامل؟
_ اه يا حبيبي.. أنا لسه جاية من عند الدكتور وأتأكدت
_ الحمدلله.. الف حمد وألف شكر ليك يارب
_ وانا واثقة في ربنا أنه ولد أن شاء الله
_ أن شاء الله يا حبيبتي
…
في اللحظة دي شريف أفتكر الجملة ( ولي العهد جاي.. ولي العهد جاي)
قلق شريف بس مرضيش يبلغ سهر عشان متخفش هيا كمان
وقرر أنه هيسكت.
…
في الوقت ده بدأت طلبات سهر تكتر وتزيد عن المعتاد.. لحد ما طلبت طلب كان مفاجأة بالنسبة لشريف.. طلبت منه يشتريلها الكبارية
اه يبني زي ما سمعت كده وقلتله
_ أنا مش هرجع تاني للرقص أكيد.. بس أرباح الكبارية ده هيأمن مستقبل أبنك
_ هأمن مستقبل أبني بكباريه ده حرام
_ قصدك اي.. ما أنت متجوز الرقاصة اللي كانت بترقص في الكبارية
_ أنا مقصدش حاجة.. حاضر يا حبيبتي
..
الكبارية كان غالي جداً واضطر شريف يرجع حلوان عشان يبيع شوية ممتلكات من عنده.. عشان يقدر يشتري الكبارية
وسهر مكنتش بتشبع للأسف.. وخليته باع معظم ممتلكاته عشان يرضيها.. وكان عامل زي الخاتم في صباعها.. ولما سمر سألته ليه بيبيع كل ده.. قالها أنه داخل مشروع كبير محتاج فلوس كتير.. لكنه مكنش يعرف.. مكنش يعرف ان كل اللي عمله هيتقلب عليه
..
في يوم قام شريف من النوم ملقاش سهر.. أختفت من البيت كله فضل يدور عليه ويرن علي رقمها ولكن مكنتش بترد وبعدها الرقم اتقفل.. لكن وهو قاعد شاف ناس داخلة الڤيلا ومعاهم شنط ولما سألهم أنتوا مين؟
عرف أن سهر باعت ليهم الڤيلا.. كان زي المجنون.. ونزل راح علي الكبارية وهناك عرف ان سهر باعت الكبارية كمان
مصايب نازلة بالكوم علي دماغه.. سهر نصبت عليه وهربت
ومكنش قدام شريف غير أنه يرجع حلوان.. رجع وهو للأسف علي الحديدة خسر كل حاجة عشان جهله وتفكيره.. وبمجرد ما قرب من بيته وقع وجتله نوبة تشنجات رهيبة.. ومن غير تشخيص كان باين من الأعراض انه ممسوس.. جبناله شيخ وحاول أنه يعالجه وقال
أن شريف معموله عملين مش واحد.. الاول سحر المحبة والتاني بالجنون والخراب
وقال انه هياخد وقت عشان يتعافي
..
كان صعبان عليا جداً.. ولما فاق حكالي كل حاجة وحكي لمراته علي أمل انها تسامحه.. بس الوقت كان فات مراته سمر.. مقبلتش أعتذاره وخدت بناتها وراحت عند أبوها وعاشت معاه.. أما شريف فأتحول من شريف العمدة أبن العمدة سيف الدين لشريف المجذوب المجنون.. وكل ده بسبب الجهل
..
بس يبني هي دي حكاية شريف المجذوب.. خلص الراجل كلامه وأنا مش مصدق اللي سمعته ركبت المواصلة وطول الطريق بفكر في كلامه
بس فعلاً والله الجهل بيدمر أي حاجة في حياتنا
ولازم نفكر ومتحكمش الجهل فينا.
..
تمت
..
محمود الأمين