الوجه الملعون
عايز اسأل سؤال مهم.. هل أنت مؤمن بوجود الاشباح هل في مرة شوفت ده بعينك؟
الاجابة للاغلبية لا… طيب لو واحد مات مقهور من ظلم وقع عليه تفتكروا روحه ممكن تتواصل مع حد ياخدله حقه؟.. هل ده موجود فعلاً؟
ويا تري دي روح الشخص فعلاً ولا دي روح مجهولة ولا كل ده خرافات
…
الوجه الملعون
الجزء الاول
الساعة 8 الصبح.. المنبه رن صحيت وانا مبسوط وكلي نشاط اصل النهاردة هستلم تكليفي في مستشفى الامراض النفسية والعقلية في العباسية.. حلم جميل حلمت بيه سنين وآن الاوان عشان يتحقق
انا اسف نسيت اعرفكم بنفسي..
أنا دكتور طاهر ابو اليزيد.. دكتور نفسي من مواليد محافظة القاهرة عايش لوحدي والدي ووالدتي توفاهم الله من زمان ومليش اخوات
الوحدة هي رفيقي وبصراحة انا مرتاح كده وكمان انا سني مش كبير اوي 26 سنة يعني لسه العمر قدامي
طبعاً كنت متخيل استقبال زمايلي ليا اول يوم في المستشفى وكنت متحمس اوي
دخلت الحمام اخدت دش ولبست وفطرت ونزلت من بيتي.. معايا عربية صغيرة كده بقضي بيها مشاويري ركبتها واتحركت علي المستشفى وانا عمال ارسم سيناريو اول يوم شغال واستقبال الناس ليا والتعرف على الحالات
…
لكن الواقع كان غير كده خالص.. الحقيقية انا استقبلني دكتور واحد اسمه الدكتور عاطف كان شخصية ظريفة الحقيقية ومحترم.. واتكلم وقال
_ اهلا بيك دكتور طاهر نورت المستشفى.. انا الدكتور عاطف ومعاك النهاردة عشان افهمك كل حاجه واسلمك الحالات
_ اهلا دكتور عاطف.. بس هو مفيش دكاترة تانى؟
_ لا طبعاً فيه.. بس اكيد كل واحد مشغول بحاجة مطلوبة منه بس اكيد هتقابلهم في الاستراحة بعد الغدا وهتتعرف عليهم
_ تمام دكتور عاطف.. هنبتدي منين؟
_ انا مطلوب مني اسلمك ملف المريض ده.. بس ادرس الملف كويس قبل ما تقابله.. وتخلي بالك لما تقرر تدخله
_ ليه يا دكتور؟.. ماله المريض ده يعني؟
_ المريض ده اسمه مراد.. قتل اربع أشخاص بطرق مختلفة وبشعة بس لما تقعد معاه متحسش أبداً أنه مريض نفسي
_ يعني هو عنده اضطربات نفسية يا دكتور عاطف؟
_ لا يا دكتور طاهر.. مراد مش اول مرة يدخل المستشفى هو أصلا كان بيتعالج هنا.. بص اقري الملف وبعدها لو عاوز تقابله هدخلك ليه
_ هو موجود فين دلوقتي؟
_في غرفة العزل
…
دكتور عاطف وصلني للمكتب بتاعي وقلي
_ اقعد هنا واقري الملف علي رواقة
وسبني وخرج من المكتب.. فتحت الملف وابتديت اقري
« الاسم / مراد عبد القادر سليم.. السن 30 سنة.. قام هذا المريض بقتل اربع أشخاص ولكن قد سبق له دخول المستشفى في حادث حريق منزله وتوفيت ابنته امام اعينه مما تسبب له في ازمة نفسية حادة ادت لدخوله المستشفى وعلاجه لمده شهرين ومن ثم خروجه وبعدها قتل اربع أشخاص وادعي الجنون وتم وضعه هنا تحت الملاحظة»
قومت من مكاني وروحت للدكتور عاطف وقولتله اني جاهز عشان اقابل مراد.. وفعلا وصلني للغرفة بنفسه وفلي اني لازم اخد بالي واكون حذر جداً وانا بتعامل معاه
…
دخلت الاوضه.. لقيت شخص نص وشه مشوه واصلع بشرته بيضة شاحبة وماسك في ايده ورقة وقلم وبدأ يرسم.. قربت منه بحذر لقيته بيرسم راجل كبير في السن وحاطط نقط بيضة في معظم انحاء جسمه.. رفع راسه وبصلي ببتسامة خفيفة وقلي
_ اي بعرف ارسم ولا لا؟
_ بتعرف ترسم يا مراد.. ممكن اعرف انت بترسم مين؟
_ ده عم ايوب.. ده الشبح اللي خلاني قتلت الناس.. بس هما مش عاوزين يصدقوني
_ انا عايز اسمع منك وهصدقك.. بس خليك صريح معايا
_ كلهم قالوا كده ومحدش بيطلع قد كلامه
_ صدقني انا غيرهم انا هصدقك وهقف جمبك كمان
_ هحكيلك… تحب نبدأ من أمتي؟ او يعني تحب احكيلك من البداية ولا اختصر
_ من البداية وبالتفاصيل.. احكي كل حاجة يا مراد
…
اترسم علي ملامحه الحزن وقال
_ البداية.. كنت زي انسان عادي بيطلع يروح شغله الصبح انا صاحب شركة كبيرة من شركات الاستيرتد والتصدير عايش مع بنتي الوحيدة مروة عندها عشر سنين ومنفصل عن زوجتي اللي مهاجرة بره مصر.. الحياة كانت ماشية بشكل طبيعي جداً.. لحد ما في يوم صحيت علي ريحة غاز ودخان مالي الشقة.. قومت واتنترت من مكاني لقيت الشقة كلها بتولع.. النار ماسكة في البيت كله.. جريت ادور علي مروة لكن بنتي كانت ميتة قدام عيني حاولت اخد جثتها واخرج بره الشقة.. لكن النار زادت وده اللى اتسبب ان حصلي تشوه وفي نص وشي
اتقال عليا اني بعاني من صدمة عصبية حادة واني لازم ادخل المستشفى.. دخلت وقعدت جوه شهرين بتعامل بالادوية والجلسات وبعدها خرجت من المستشفى سحبت فلوس من البنك عشان الاقي شقة جديدة.. وبعد بحث اسبوع كامل لقيت شقة في احد احياء القاهرة.. حي راقي ومناسب.. دخلت العمارة اللي كانت شيك جداً من بره وسألت حارس العمارة عن شقة الاستاذ ايوب
فرد عليا وقلي
_ الله يرحمه كان راجل محترم وابن ناس.. دلوقتي اللي ساكن فيها حسن ابن اخوه اصله معندوش عيال
_ طيب ممكن تقولي شقة كام؟
_6.. شقة 6 يا باشا
..
دخلت وطلعت بالاسانسير شقة 6.. خبطت فتحلي واحد في سني وقلي
_ حضرتك استاذ مراد مش كده.. نورت العمارة
_ بنورك ياغالي.. مش هتقولي اتفضل
_ اه انا اسف.. اتفضل يا باشا
…
دخلت البيت وقعدت مع استاذ حسن.. وفهمت منه انه عايز يبيع الشقة عشان مسافر بره مصر.. الشقة كانت حلوة جداً خلصنا كل حاجه بسرعة ومضينا العقد
ومن هنا بتبدأ قصتي الحقيقية
بعد ما الاستاذ حسن مشي.. طلعت بره واخدت عربيتي وروحت جبت شنطة هدومي لما رجعت وانا رايح اركب الاسانسير.. لقيت واحد راح يركب معايا وقف جمبي وعلي وشه غضب شديد.. حاولت اتكلم معاه فقلي
_ متتكلمش معايا هي ناقصة تشوهات وقرف هو احنا نخلص من ايوب تجيلنا انت
..
مكنتش عارف ارد عليه.. انا بلمت حرفيا وهو خرج من الاسانسير بسرعة.. رجعت الشقة وانا مخنوق تماما.. لقيت صورة على الحيطة لراجل مريض بالبهاق وده باين من الصورة
محطتش في بالي ودخلت الحمام اخد دش.. دخلت وظبطت المياه علي الناحية الساقعة ودخلت تحت الدش لكن .. النور اتقطع وسمعت صوت الباب بيزيق .. موت في جلدي مفيش حد غيري هنا..خرجت من الحمام مرهق وتعبان رميت جسمي علي السرير ونمت.. وصحيت على صوت همس جاي من كل حتة.. انا مش شايف حاجه بس بحاول اركز ومع ضوء القمر اللي جاي من الشباك.. شوفته راجل كبير جسمه مليان وكان بيقرب مني لما قرب عرفته.. ده عم ايوب الراجل اللي المفروض ميت دلوقتي؟ قرب مني وصرخ في وشي صرخة مدوية
والمشهد كله اتبدا يتغير.. شوفت نفسي في الصالة واقف وقدامي عم ايوب وقلي وهو بيعيط
_اقتلهم زي ما قتلوني.. اقتلهم
_ اقتل مين؟
_ في اللحظة دي.. قام عم ايوب ومسك رقبته وكأن حد كان بيحاول يخنقه.. وفتحت عينيا لقيت نفسي قاعد
في السرير.. وانا مش فاهم اي ده؟
لكن سمعت صوت.. انا عارفه كويس صوت مش غريب اتلفت للصوت وكانت المفاجئة.. يتبع
…
الوجه الملعون
الجزء التاني
الصوت كان صوت بنتي.. بنتي اللي المفروض ماتت
بصيت ورايا لقيت بنتي واقفة بنفس اللبس اللي كانت لبساه يوم ما ماتت.. ملامحها الجميلة البريئة
قومت وانا الدموع في عينيا وانا بقولها سامحيني يا بنتي سامحيني.. أنا اهملت في حقك انا السبب في موتك
وقبل ما اخدها في حضني اختفت من قدامي
انهرت وقعت مكاني وفضلت اعيط.. أصعب حاجة في الدنيا دي الفراق وخصوصا شخص عزيز عليك
..
رجعت لسريري حطيت راسي على المخدة ونمت.. نمت نوم عميق وحسيت اني نمت سنة.. صحيت وقومت من السرير على صوت جرس الشقة
فتحت وكان حارس العمارة وقلي
_ صباح الخير يا استاذ.. هو استاذ حسن مسبلكش خبر هو رايح فين؟
_ لا والله.. هو باعلي الشقة ومشي بس انا سمعت أنه هيسافر
_ امممم.. تمام
_ هو حضرتك بتسأل عليه ليه هو في حاجة؟
_ انا بس مستغرب ان الاستاذ حسن كان هيموت علي الشقة ده ويوم ما يورثها يبعها.. مش دي حاجه غريبة؟
_ مش عارف يمكن يكون عنده أسبابه الخاصة
_ والله هو كان كويس لحد ما مات عم ايوب والدنيا اتغيرت معاه.. وكان بيجيله الشقة شيخ وكان بينزل كل مرة عرقان وبيترعش
_ في الحقيقه انا معرفش الشخص ده معرفة شخصية والله اعلم بعباده
…
استأذن حارس العمارة ومشي.. وقعدت افكر مع نفسي في كلام حارس العمارة.. شيخ اي اللي كان بيجيبه حسن الشقة ويا تري ده ليه علاقة باللي انا بشوفه؟
مكنتش لاقي اجابة للسؤال.. اصل انا معرفش حسن ده معرفة سنين يعني.. ده يدوب اتقابلنا مرة واحدة
طلعت تليفوني واتصلت بالاستاذ حسن لكن تليفونه كان مقفول.. قولت هرن عليه كمان شوية يكون فتح تليفونه
دخلت اخدت دش ولبست وكل حاجة كانت طبيعية لدرجة اني قولت.. أكيد اللي حصل ده مجرد هلاوس وتخيلات بسبب تغيير المكان
قولت هخرج اتمشي شوية.. فتحت باب الشقة ولسه هروح للاسانسير.. لقيت ولد صغير بيجري وهيقع على السلم.. مسكته من ايده بسرعة وطبطبت عليه
الولد بص لوشي المشوه واتفتح في العياط في اللحظة باب شقة اتفتح وخرج منه راجل طويل ولابس نضارة وبمجرد ما شافني واقف مع ابنه.. جري عليا وهو بيزقني بعيد وبيقولي
_ ابعد عن الولد.. ابعد اياك تقرب من ابني تاني.. انت مش شايف شكلك انت عايز تجيب للولد صرع مش كفاية اللي كان قبلك هي اي الشقة دي موعودة بالمشوهين
…
كلامه كان زي السكاكين اللي بتتغرس في قلبي.. وللمرة التانية اقف مبلم ومعرفش ارد.. رغم اني كنت عايز امسح بالراجل ده الارض.. لكن معرفش اي اللي خلاني سكت وللمرة التانية
نزلت من العمارة وانا هبكي.. مش عارف ليه التنمر ده؟ هي دي حاجة بايدي يعني.. أنا مش عارف اعمل اي.. أسيب المكان هنا ولا أكمل
نزلت للشارع وبدأت أتمشي وأشم هوا..لقيت نفسي مشتاق لقعدة كافية من بتوع زمان.. دخلت كافية كنت متعود اروحه مع بنتي وقت ما كانت بتحب تاكل ايس كريم.. دخولي المكان رجعلي ذكريات كتير جداً عشتها معاها خلي الدموع نزلت من عيني غصب عني.. قعدت وطلبت فنجان قهوة مظبوط وسرحت في الذكريات وتخيلت لو الحادثة دي محصلتش.. اتحسست ملامح وشي المشوهه وتخيلت ان ده مش موجود
الحياة الوردية اللي اترسمت في خيالي قطعها صوت الجرسون وهو بينزل القهوة وبيقولي
_اي خدمة تاني يا فندم؟
…
فوقت من توهاني والتفكير في الحياة الوردية وقولتله
_ ها لا تمام متشكر جداً
مشي الجرسون وانا طلعت تليفوني وفتحت الصور وبدأت اقلب في الصور وافتكر الايام.. بنتي وحشتني اوى ونفسي ازورها
خلصت القهوة وحاسبت عليها.. وخرجت من الكافية، الشقة مكنتش بعيد في الشارع اللي ورا الكافية علي طول.. رجعت عند العمارة ركبت عربيتي وطلعت علي المقابر.. عاوز ازور بنتي وحشتني اوى ونفسي اتكلم معاها زي زمان
وصلت هناك بعد نص ساعة.. وقفت قدام قبرها ورفعت ايديا وبدأت اقري الفاتحة
في الوقت ده لمحت بطرف عيني.. حسنين ده التربي بتاع المقابر.. كان جاي نحيتي وبيتسند علي العصايا بتاعته واتنهد وقال
_ تعيش وتفتكر يا استاذ.. انا كنت بدور على رقمك ليا يومين ومش عارف اوصلك
رديت عليه وقولتله
_ خير يا عم حسنين.. كنت عاوزني في اي؟
_ بصراحة يا أستاذ اللي بيحصل ده ميتسكتش عليه.. انا لازم اقولك رغم انك ممكن متصدقنيش
_ اتكلم يا حسنين في اي انا مش ناقص الغاز ارجوك؟
_ قبر بنتك.. بتطلع منه اصوات غريبة صراخ وكلام مش فاهم منه حاجة.. الوضع ليه 3 ايام علي كده والناس اللي ساكنة قريب من هنا كلها مفزوعة من اللي بتسمعة
_ اي التخريف ده يا راجل انت.. اصوات اي وصرخات اي؟ ما تفوق ما اللي انت بتشربه ده
_كده اللي يسامحك يبني.. انا مش هرد عليك بس لو عاوز تتأكد من كلامي استني للمغربية.. هو الصوت بيبدأ ساعتها
_ ماشي كده كده فاضل علي المغرب ساعة.. انا هستناها هنا
..
بصراحة انا كنت رافض اصدق ان ده ممكن يحصل.. لكن مع اللى بيحصل ده.. مش مستبعد اي حاجة من اللي بتحصل دلوقتي
فضلت مستني قدام القبر شوية.. بتكلم معاها وبشكيلها همومي.. لكن فجاة صوت صرخة خارجة من الجحيم سمعتها.. صرخة خلعت قلبي من مكانه ومعاها صوت بنتي وهي بتقول هيموتني.. هيموتني يا بابا
اقتلهم يا بابا.. اقتلهم يا بابا
كنت واقف مشلول مكاني مش عارف اتحرك.. لكني جريت ايوة جريت من قدام القبر وركبت عربيتي وطيران علي العمارة.. انا عاوز اعرف في اي؟ في اي؟
طول الطريق بتصل باللي اسمه حسن ده ومفيش حد بيرد عليا.. تليفونه اتفتح لكنه مش بيرد
..
وصلت العمارة نزلت من العربية وعلي اوضة حارس العمارة علي طول بمجرد ما فتحلي مسكته من هدومه وقولتله
_ انطق تعرف اي عن الشقة دي والراجل اللي اسمه ايوب
_ اي يا استاذ شيل ايدك.. انا معرفش حاجة
_ لا تعرف.. يمين بالله اقتلك وما هاخد فيك ساعة انطق تعرف اي؟
_ والله يا باشا ما اعرف حاجة.. انا كل اللي اعرفه ان الاستاذ ايوب مات بازمة قلبية.. غير كده انا معرفش حاجة تاني
_ طيب وحسن.. تعرف عنه اي؟
_ زي ما قولتلك قبل كده.. هو كان هيموت علي الشقة دي وانا مستغرب هو باعها ليك ليه؟
..
سبت حارس العمارة بعد ما اتأكدت انه فعلاً ميعرفش حاجة.. وطلعت شقتي فتحت الباب.. وكنت مرهق جداً باحداث اليوم وتفاصيله
دخلت اوضتي واتصدمت.. بنتي كانت قاعدة علي التسريحة ماسكة المشط وبتسرح شعرها.. وبصتلي وهو بتقول اقتلهم يا بابا.. اقتلهم يا بابا
وفي لحظة اختفت من قدامي.. وصوت الجرس اللي بيرن فوقني رجعت وفتحت الباب كان حارس العمارة ومعاه جواب.. وقلي
_ في واحد ساب الجواب ده لحضرتك ومشي
_ واحد مين؟
_ معرفش والله
..
فتحت الجواب وبدأت اقري.. ومع كل حرف كانت الحكاية بتتكشف قدام عينيا.. لكن فجأة… يتبع الجزء الثالث والاخير
الوجه الملعون
الجزء الثالث والاخير
حسيت بصوت انفاس من ورايا اتلفت كان ايوب واقف والجمود علي ملامحه.. انسان اتظلم في الدنيا دي واتحمل فوق طاقته.. وكان في الاخر مصيره الموت
كنت واقف قدامه عاوز اكلمه واقوله متزعلش علي كل اللي مر بيه.. عاوز اقوله ان القتل مش هو الوسيلة اللي هترجعله حقه
لكن ملامح الجمود دي اختلطت بالدموع لما بدأ يعيط بحرقة.. مكنتش عارف اتصرف ازاي.. كنت عايز اساعده بس مش لدرجة اني اقتل
لكنه وقف عن العياط وبصلي وبدأ يتأملني.. وبصلي بغضب وقلي
_ هتقتلهم.. هتقتلهم لازم يموتوا.. هما السبب في موتي
_ يا عم ايوب انا اقتلهم ليه؟.. محدش فيهم عملي حاجة
_ لا عملولك.. اتنمروا عليك وسخروا منك.. زي ما كانوا بيعملوا معايا
_ بس ده مش معناه اني اقتلهم.. متوصلش لكده
_ لا توصل.. ما اهي وصلت معاهم لكده.. هما اللي يستهلوا الموت مش انا… هما مش أنا
…
وصرخ في وشي.. ومع صرخته ملامح عم ايوب اتحولت لمسخ بشع فضل يصرخ صراخ هيستيري.. لدرجة اني حطيت ايديا علي وداني.. انا كنت هنطرش بسبب ده
غمضت عينيا لثواني ومعاها الصوت أختفي وهو كمان اختفي
كنت باخد نفسي بصعوبة قربت من كرسي في الصالة وقعدت عليه ولسه الجواب في ايدي.. قولت اقراه مرة تانية واحاول اركز يمكن افهم حاجة
( استاذ مراد أنا حسن.. عرفت انك بتحاول توصلي عشان في حاجة مهمة مش هكدب عليك واقولك مش عارف لا انا عارف كل حاجه.. وانا مش ناوي ارجع تاني لاني باختصار كنت علي حافة الجنون… هحكيلك عشان تفهم ونصيحة مني شوف مشتري للشقة دي واهرب.. الحكاية بتبدأ من عند عمي ايوب الراجل اللي مات وشبع موت ورغم كده انا لسه واثق انك بتشوفه.. عمي ايوب كان مريض بالبهاق المرض الجلدي المعروف.. لكن المرض ده كان بيسبب ليه حالة من الاشمئزاز عند البعض والتنمر والسخرية عند البعض الاخر.. وبالذات من 3 استاذ محسن.. استاذ عاطف.. استاذة ايمان
والتلاتة جيرانه في العمارة.. دايما كانوا يقابلوه باستهزاء وسخرية وتهكم.. وهو كان غلبان لا حول له ولا قوة
كان بيسمع كلامهم اللي زي السم ويكتم جواه زي ما يكون المرض ده بايده.. جحود بشر خلت واحد غلبان مش عارف يخرج من باب الشقة عشان مش قادر يواجه البشاعة اللي بره.. لحد ما في يوم اتصل بيا وطلب يشوفني وطلب مني اشوف بيعة للشقة لاي حد غريب من بره.. عرضت عليه اشتريه انا لكنه رفض وقال انه عاوز شخص غريب.. كنت مستغرب كلامه لكن رغم كده نفذت وبدأت ادور على مشتري للشقة
لكن في يوم وهو راجع كان التلاتة جيرانه في نفس الوقت واقفين عند الاسانسير.. قرب وهو بيقول سلام عليكم
لكن حتي سلام ربنا مردهوش.. دول اتفتحوا في كلام يسم البدن من قبيل اي انت اتجننت عاوز تركب معانا وتعدينا بقرفك ده.. وتنمر وسخرية وقلة ادب خلت عمي ايوب طلع على شقته وهو مهموم ومخنوق ازيد من كل مرة دخل الشقة وهو بيتسند على الكراسي.. وقعد وهو بياخد نفسه بالعافية حس بألم ونغزة في قلبه حاول يقاوم او يتحرك لكن للأسف محدش كان موجود معاه.. مات عمي ايوب بازمة قلبية حادة.. وقعد 3 ايام في الشقة من غير ما حد يتطمن عليه ولا يشوفه مش ظاهر ليه؟.. وللاسف انا كنت في اسكندريه وقتها كنت في شغل هناك.. ولما رجعت عرفت ان في ريحة وحشه خارجة من شقة عمي ولما كسرنا الباب لقينا جثته علي الارض والريحة كانت بشعة.. ادفن في مدافن العيلة، وقولت انا هعيش في الشقة بصفتي ابن اخوه ووريثه الوحيد لكن للأسف ده محصلش.. عشان بدأ يظهرلي في الشقة وطلب مني ابيعها وانا مقدرتش استحمل ده وبعتهالك.. انا اسف انا مش هقدر ارجع للشقة تاني حاول انت تشوف مشتري يلبسها.. حاول.. وارجوك سامحني.. سلام)
…
الجواب كان صادم ليا.. ومش عارف اتصرف ازاي؟
لكن اكيد في حل.. نزلت لحارس العمارة وقرتله الجواب حاولت افهم منه اي الكلام ده
وكان رده
_ بص يا استاذ انت تجيب شيخ يكون ثقة كده وانت تعرفه كويس هو ده الحل الوحيد.. يطهرلك الشقة عشان تعرف تعيش فيها
…
بصراحة مكنتش عارف ارد عليه اقوله اي.. لكن واضح فعلاً ان ده هو الحل الوحيد
والشيخ كان موجود.. الشيخ بنداري ده كان جاري في البيت اللي كنت عايش فيه مع بنتي
روحتله اول ما شافني اخدني بالحضن وقالي
_ بقالك فترة غايب يا مراد.. فينك؟
_ أنا تعبان.. تعبان أوى يا عم بنداري
_تعبان من اي؟ احكيلي يبني
حكتله كل حاجه.. فأتكلم وقال
_ شوف يبني.. مفيش حاجه من الكلام ده الانسان لما بيموت روحه بتطلع للي خلقها لكن اللي انت شوفته ده شيطان.. ايوة شيطان اتمثل في صورة ايوب عشان يخليك تعمل ما لا يرضي الله.. يخليك تغضب ربنا وتقتل استغل نقطة ضعفك عشان يضعف ايمانك.. متأمنش بكلامه انت اقوي منه.. أنت اقوي بايمانك بربنا
انا هاجي معاك وهنطهر البيت من الشياطين اللي فيه متخفش
_ أنا خايف يا عم بنداري.. خايف أرجع للبيت ده تاني
_ متخفش أحنا اقوي.. ثق في كلامي
…
وفعلا جيه معايا عم بنداري عشان يطهر البيت.. أول ما دخل من باب الشقه.. قال
_ أعوذ بالله.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. اي ده يبني اي الطاقة السلبية اللي في الشقة دي أنت كنت عايش هنا أزاي؟
_ يعني اي يا طاقة سلبية؟
_ يعني شقتك مسكونة بالجن.. وهما بيحاولوا يسيطروا عليك بأي شكل.. عشان تنفذ اللي اطلب منك
_ طيب والحل يا مولانا.. هنعمل اي؟
…
اتكلم الشيخ وقال
بسم الله وبحمد الله وبقوة لا إله إلا الله.. اخرجوا الان من هذا البيت والا اخترتوا الهلاك
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم
كنت حاسس بصداع وصوت صراخ في وداني بشع مش قادر استحمله.. وبعد قراءة بعض الايات من القرآن الكريم.. سكت الشيخ وقلي
_ مش عاوزك تقلق وان شاء الله بكرة هكون عندك وهعمل جلسة تانيه
..
مشي الشيخ وانا رميت نفسي على السرير ونمت.. وصحيت على صوت.. صوت جاي من الصالة
خرجت للصالة وانا مش مدرك مين اللي بره.. لما خرجت لقيت عم ايوب قاعد علي كرسي وماسك قلبه
وكان واقف جمبه حسن ابن اخوه.. وبيقوله
_ منا قولتلك اشتريها منك رفضت وفضلت عليا الغريب وقولتلك هتندم وهتحتجلي.. ودلوقتي انا هسيبك تموت مش هطلبلك الاسعاف.. وانا هورث الشقة مكانك يعني كده كده الشقة بتاعتي..
ايوب كان بيحاول يتكلم لكنه مات.. حسن سابه ونزل ولا كأن ده عمه.. جحود مش طبيعي وكل ده عشان ورث
…
لكن في الوقت ده شوفت خيال بيقرب مني.. مكنتش الملامح واضحة هو عبارة عن خيال وبس
قرب مني واخترق جسمي بدون اي مقدمات حسيت بالنار وهي بتاكل في جسمي وكأني بتحرق
هتصدق لو قولتلك اني مش فاكر اي حاجة غير اني فوقت لقيت نفسي ماسك سكينة غرقانة دم ومكنتش فاهم اي اللي حصل لحد ما اتقبض عليا بعد تفريغ الكاميرات
شوفت تفريغ الكاميرات وانا في النيابة
المشهد الاول وانا بخبط على باب شقة وبيفتحلي حسن وبيتفاجئ من زيارتي ومن سوء حظي ان كان في كاميرا كمان جوه الشقة.. شوفت نفسي وانا بقتل حسن وبزرع السكينة في قلبه بكل غل
المشهد التاني رجوعي العمارة اللي ساكن فيها واللى برضو فيها كاميرات.. وانا والاستاذة ايمان واقفين قدام الاساتسير ودخلنا.. لكن لما وصل انا بس اللي خرجت طبعاً مش محتاجة كلام قتلتها وده اللي عرفته انهم لقيوها مدبوحة في الاسانسير
المشهد التالت وانا واقف برن الجرس علي شقة من شقق الجيران.. فتحلي ولد صغير ولسه هينادي ابوه دخلت لقيت محسن وعاطف بيسمعوا ماتش مع بعض وبمجرد ما شافوني حاولوا يطردوني لكني هجمت علي محسن بالسكينة وزرعتها في قلبه.. عاطف اتفزع وحاول انه يهرب.. لكنه جري ناحية البلكونة وانا وراه.. ايوة بالظبط رميته من البلكونة
…
فوقت لقيت نفسي مقبوض عليا وطبعا محدش صدق اللي بحكيه.. اترميت هنا وانا عارف ان محدش هيصدقني.. بس هي دي حكايتي
…
خلص مراد كلامه وانا مش عارف ليه مصدقه.. لكن في النهاية دي نهاية الجحود والتنمر وعدم الاحساس بالغير
تمت
محمود الامين