قصص

قصه شبح الاسانسير

العمارة قديمة، واضح أنها مبنية من سنين، دخلت بتردد طالع لدكتور الأسنان في الدور الرابع، قربت من الأسانسير لقيت مكتوب عليه “عطلان”. اتضايقت، لسه هرجع أطلع على السلم لقيت الأسانسير بينزل.
فتحت ملتقش حد، استغربت، أنا مضغطش أصلا على زرار أنه ينزل! دخلت وحسيت أنها إشارة من ربنا علشان الواحد تعبان ومش قادر يطلع سلالم، دخلت وضغطت على الرابع ولسه الأسانسير بيتحرك لقيت البواب جاي جري عليا وبيقولي “يابيه مينفعش”! اتعصبت، قفلت الباب وطلعت وتجاهلته وسامع صوته بيزعق بعصبية وأنا طالع.
يادوب عدى دور واحد والأسانسير لقيته وقف!
اتعلق!
ضغطت على الرابع تاني بس متحركش، نور الأسانسير بيرعش! بصيت ورايا لقيت خيالي في المراية بتاعت الأسانسير بيتحرك رغم أني واقف ثابت!
اترعشت من الخوف وخبطت على باب الأسانسير بعصبية، افتكرت البواب الغبي وقفه عندًا فيا بس لو عمل كده مش هرحمه، ناديت “حد يفتح”! حاولت أزق الباب مفتحش، ضغطت على الزرار تاني، دوست الثالث، الرابع، الخامس، الأسانسير مش بيتحرك!
بدأت أعرق، خايف، الأسانسير مقفول، سمعت صوت حاجة بتتحرك فوق الأسانسير، زي ما تكون بتزحف! قلبي انقبض، في حاجة بتخبط على جناب الأسانسير! بتخبط فيه جامد! الأسانسير بيتهز!
صرخت أكتر، بدأت أخبط أقوى على الباب، مش سامع صوت حد رغم أن صويتي عالي، وقفت في الجنب ونزلت على الأرض عايز أعيط، لقيت المراية بتاعت الأسانسير بتتموج زي البحر وبعدها الكهرباء قطعت!
طلعت الموبيل بإيد بتترعش، صوت الخبط هدي، نورت على المراية قدامي لقيت وش لواحد عجوز بيبصلي! صرخت أكتر وزنقت ضهري في الأسانسير، بشهق ومش عارف أتنفس من الخوف، العجوز ابتسم! الموبايل وقع من إيدي ونوره ضرب في السقف، خايف أمد إيدي أخده، صوت خربشة بدأت تظهر من فوقي، بصيت لقيت علامات خربشة بتظهر في السقف زي ما يكون حاجة خفية بتعمل كده!
صرخت أكتر وغمضت عيني من الرعب، في حاجة بتحسس على دراعي، وشي، حاجة ليها ضوافر طويلة جارحة، حسيت بألم جامد في كتفي وخايف أفتح عيني!
الهوا حواليا كأنه بيتشفط، بقى تقيل، مش عارف أتنفس كويس، نزلت على ركبتي وبدأت أحاول أخد نفسي بصعوبة، في ضوافر بتحسس على ضهري، الخربشة مستمرة، رفعت راسي للمراية لقيت العجوز بيبصلي وعينه بيضا وبينزل منها دم!
مقتدرش استحمل أكتر من كده ومحستش بنفسي غير وأنا بصرخ صرخة طويلة وكل حاجة بتضلم!
……………….
“يا أستاذ، يا بيه، فوق طب، إيه اللي حصل”!
فتحت عيني وبصيت للي بيتكلم، كانت ممرضة!
“أنا فين”! سألتها بخوف ولقيت نفسي قاعد على كرسي جوا مكتب أو عيادة. قالتلي بخوف “لقيناك في الأسانسير عمال تصرخ ولما فتحنا كان مغمى عليك”.
وقالت بتأنيب: إيه اللي جابك بالأسانسير، إحنا كاتبين عليه عطلان”.
استغربت، قومت وجسمي بيوجعني، دعكت وشي وقولتلته “كان في حاجة في الأسانسير”!
بصتلي بخوف أكتر وقالت بصوت واطي: “متقولش الكلام ده لحد بس علشان ميقولش عنك مجنون”.
وكملت بهدوء: “المهم أنك طلعت سليم، دورك اللي جاي ولما تخلص كشف هقولك بس متتكلمش مع حد عن اللي حصل”.
جسمي قشعر، دخلت الكشف وكل تفكيري في اللي مريت بيه، طلعت لقيت ممرض اللي موجود سألته عن زميلته لقيته بيبصلي باستغراب “مفيش ليا زميلة، أنا بس اللي شغال في العيادة”!
حسيت أني اتجننت، زعقت فيه” هو ايه اللي أنت بس اللي شغال، في واحدة فوقتني وكلمتني جوا وقالتلي لما تخلص كشف هحكيلك”!
الراجل عينه زاغت من الرعب، قالي بخوف: “أنا اللي فوقتلك ولقيتك مغمى عليك في الأسانسير ودخلتك ترتاح وشوفت الأدوار اللي برا ولقيتك طالع عليا قولت خلاص بقيت كويس”.
الدكتور طلع على الصوت، بصلي وقالي تعالى ثواني، رغم أن العيادة كان فيها كذا مريض بس محدش مانع، دخلت وراه وقفل وقعد قدامي وطلب مني أحكيله اللي حصل.
حكيلته كل حاجة ولما خلصت لقيته بيقولي اللي خلى شعري يشيب من الخوف.
“من 18 سنة كان في ممرضة شغالة في العيادة دي قبل ما تتجدد، بس جدها كان مجنون شوية، كان فاكر أن مشيها بطال فجه العيادة وضربها واتخانق معاها وطلب منها تسيب الشغل وإلا هيموتها، البنت من الصدمة والرعب والاحراج اللي حصلها دخلت الحمام وموتت نفسها”.
وكمل برعب واضح:
“بعدها جدها جه ولما عرف وشافها مستحملش، نزل بالأسانسير والكهربا قطعت عليه والظاهر أن ضغطه رفع جامد ومات وكان منظره بشع لما فتحوا الباب ولقوه على الأرض عينه وبقه كلهم دم”.
بلع ريقه وكمل: “الحادثة دي حصلت زي النهاردة ومن بعدها في نفس اليوم ده كل سنة بيحصل حاجات غريبة في الأسانسير وعلشان كده كتبنا أنه عطلان علشان محدش يستخدمه”.
جسمي قشعر، افتكرت وش العجوز والممرضة اللي ساعدتني. الدكتور كمل بإحراج: “بعد إذنك اللي حصل ده بيحصل مرة واحدة كل سنة ويوم واحد بس ولو الناس شمت بيه خبر العيادة ممكن يتخرب بيتها وده أكل عيش، إحنا بنعمل اللي علينا وبنقول إنه عطلان علشان محدش يستخدمه”.
هزيت راسي متفهم كلامه وخرجت، بصيت على الأسانسير لقيت من ورا الإزاز بتاعه حاجة بتتحرك، اترعشت ونزلت جري على السلم ووقفت فجأة في مدخل العمارة بعد ما حسيت بوجع في دراعي ولما بصيت لقيت خدوش عليه طويلة زي ما تكون ضوافر.
بكل ذهول وخوف خرجت من العمارة وحلفت أني مش هدخلها تاني، وطلعت الشارع وبصيت للدور الرابع لقيت الممرضة بصالي من الشباك وبتبتسم!
#تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط