لما سافرنا مرسى مطروح للمصيف عديت بمواقف غريبة ومخيفة في الشقة اللي اجرناها.
الشقة لطيفة، نظيفة، دخلنا وحطينا الشنط وغسلنا وشنا ولما رجعنا الصالة لقينا الأرض عليها آثار رجلين طينة زي ما يكون في حد مشي عليها حافي ورجله متوسخة!
افتكرت أن حد من العيال مشي عليها ووسخها، بس احنا أسرة نضيفة جدا، الجزم برا، ومحمد وميار رجلهم مش كبيرة كده، حتى مراتي مي قلعت الجزمة معايا برا.
معلقناش، نظفنا الأرض بسرعة علشان نلحق نستمتع، الساعة كانت ١١ بليل، قررنا نريح والصلح نبدأ المصيف، هنروح روميل والاوبيض وبليل سيرك ومطعم.
في اوضتين وصالة في الشقة، العيال في اوضة وانا ومي في اوضة، بس لفت نظرنا أن في آثار حروق في بعض الأماكن، مش واضحة اوي بس انا بهتم بالتفاصيل، الظاهر أن في حريقة حصلت في المكان.
المهم أننا دخلنا ننام، حسيت بحضن مي من ضهري، مديت ايدي ومسكت أيدها وبوستها، ايدها ساقعة!
رفعت ايدي لفوق ودلكت ذراعها، وسألتها “ايدك ساقعة ليه”؟! ردت “مش ساقعة، بالعكس أنا حرانة ومفيش تكييف”!
لفيت ليها لقيتها مديناي ضهرها! اتخضيت، بصيت في اللي ماسكه لقيتها قماشة قديمة!
رميتها من الصدمة وقعدت ومي اتعدلت واستغربت!
“مالك في ايه”! سالتني بتوتر، “مفيش” رديت عليها ومحبتش اخضها!
الأوضة نضيفة، نورها هادي، سعرها حلو، بس الغريب أن شباكه مفتوح! انا قفلته بنفسي قبل ما ننام!
“مي”!
-“هااا”
انتي فتحتي الشباك؟
-اكيد لا يا سامح، نام بقى علشان بكرة اليوم طويل.
حاضر
قولتها وسكت، قومت قفلت الشباك ورجعت السرير. مكملتش دقيقة وسمعت باب الأوضة بيخبط.
اكيد العيال!
“ادخل”
قولتها ومحدش دخل، عليت صوتي شوية “ادخوول” برضه محدش دخل والخبط برضه مكمل!
قومت مستفز وقررت اهزق العيال، مش وقت لعب خالص!
فتحت الباب ملقتش حد!
اكيد خبطوا وجريوا على اوضتهم!
دخلت عليهم لقيتهم قاعدين على السراير.
“في حاجة يا بابا”؟ قالها محمد، قولتله “انتوا خبطوا علينا”؟!
بصوا لبعض وميار ردت “لا، احنا سمعنا صوت حاجة بتخبط وقولنا اكيد انت بتعمل حاجة”!
اتوترت شوية، طلعت الصالة قعدت، اكيد مش بيهيألي!
ترررن، تررررن
تليفون ارضي، سمعت صوته، بصيت حواليا لقيت تليفون جنب البوفيه في بوكس شكله شيك، رفعت السماعة “الو”!
صوت حد بيتنفس!
“الووو” التنفس بقى أوضح، صوت خروشة!
شتمت من العصبية وقفلت، وحسيت أن الإجازة قفلت كده من اول ساعة!
رفعت التليفون ورميته بصدمة! مفيش سلك! محطوط ديكور! امال رن ازاي!
رفعت السماعة وحركت السلك، مفيش حرارة، مفيش صوت!
“ياابني نام بقى” سمعت صوت مي من الأوضة بتقولها بعصبية! جريت على جوا وفتحت النور لقيتها بتخبط على حتى قماش لفة نفسها على ذراعها!
نفس اللي حصل معايا!
روحتلها وصحيتها كويس وفوقتها، بصتلي باستغراب وبصت وراها لقت القماشة! صرخت، فهمت، حطيت ايدها على بقها من الخوف، العيال دخلوا “في ايه”؟!
معرفتش اقولهم ايه! دخلوا جنب مامامتهم وميار بدأت تهديها، ومي بتبصلي مش عارفة تقول ايه ومش فاهمة!
طااااخ باب الأوضة قفل جامد مرة واحدة!
انتفضت من الخوف، مسكته جامد وحاولت افتحه، حاسس ان في حد بيقاومني الناحية التانية من الباب وبيحاول يقفله! بدأت أشد اكتر افتح، المقاومة بتزيد! ناديت على محمد وبدأ يشد الاوكرة معايا وهو متنح. شدينا جامد والباب فتح!
بمجرد ما فتحت بصيت في الطرقة لقيت واحدة لابسة اسود بتجري وتدخل يمين عند الحمام!
جريت وراها مصدوم، دخلت الحمام، مفيش حد! المكان ده ملعون! محمد جنبي قال بخوف “شوفتها يا بابا”!
هزيت راسي اه، بصيت في الشقة كلها ملقتش حد، مي ومنار جوا مع بعض، محمد مسك في ايده مغرفة كبيرة يدافع بيها عن نفسه، كت هضحك على منظره بس مسكت نفسي.
التليفون رن تاني!
بصيت لمحمد وقولتله “ده من غير حرارة”! رد باستغراب “يعني ايه، شغال ازاي”! وقرب منه ورفع السماعة وقالي بخوف “في حد بيتنفس”!
شديته من ايده ودخلت جبت موبايلي من جوا وكلمت الراجل اللي مأجر لينا الشقة، الوقت متأخر بس لازم افهم في ايه علشان مش هجازف بعيلتي!
رد من تاني مرة، حكيت له اللي حصل وفضل ساكت وبعدها قالي اللي خلاني اعيط من الخوف!
كان في أسرة بتصيف في الشقة من سنين، معاهم شابة اسمها مي بس مريضة نفسيا فحبسوها لوحدها في الشقة علشان يعرفوا يخرجوا براحتهم اليوم ده، محدش يعرف اللي حصل تحديدا بس حصلت حريقة في الشقة ومي ماتت ولما عيلتها رجعت اتصدموا، امها طلعت رمت نفسها من الشباك وأبوها فضل يعيط واتجنن وفي ناس بتقول انه غرق نفسه أو مات أو بقى مجذوب في الشوارع بس المهم أن العيلة اتدمرت ومن وقتها في شوية حاجات غريبة بتحصل في الشقة لما يدخلها حد بس مش بتوصل لدرجة أن حد يتأذي!
الراجل استغرب من اللي حصل لانه اول مرة يحصل، اللي حصل معانا كتير جدا وغريب ومش زي كل مرة!
مش عارف ده حظنا ولا نحس ولا ايه، بس قبل ما يقفل معايا سكت شوية وقالي “معليش سؤال محرج شوية، هي المدام والبنوتة بنتك اسمهم ايه”؟!
قولته “مي ومنار” سكت شوية وقالي “يبقى علشان كده، اصل البنت كان اسمها مي برضه، تصدق دي اول مرة تحصل فعلا وأول مرة واحدة اسمها مي تدخل الشقة”!
قفلت وطلبت من مراتي أنها تلم الحاجة تاني علشان مش هنقعد في الشقة، وواضح انها كانت عايزة كده لأنها بدأت تلم الشنط بسرعة ولهفة عشان تخلص.
دقائق وكنا فعلا نازلين من العمارة وبنركب العربية علشان نشوف فندق نبات فيه لحد ما نشوف حل بكرة.
بصيت على الشباك بتاع الشقة من الشارع لقيت واحدة واقفة ورا الازاز بتخبط عليه بدون صوت!
غريبة جدا، التوتر والخوف خلوني اشوف شكلها شبه مي مراتي بالظبط!
ركبنا وبدأت اتحرك بالعربية ومي جنبي عمالة تسقف زي الاطفال، استغربت لأنها عاقلة جدا، وبعدها بدأت تهز راسها وتغني وهي بتخبط بهبل على ركبتها. مسكينة واضح أن التجربة دي خليتها مجنونة!
تمت
عبدالرحمن_دياب