قصص

قصه شوبينج سنتر كامله

شوبينج سنتر
١
انا حازم عبد الفتاح، يتيم الاب والام، معنديش غير اخ اسمه عبدالله بيسأل عليا كل فين وفين، وبيبعتلي فلوس كل اول شهر عشان اقدر ادرس واعيش، لكن دلوقتي انا اتخرجت، هتسألوني خريج ايه، فانا خريج كلية الذكاء الاصطناعي، المشهورة بالحاسبات والمعلومات، لكن ده مش الموضوع اللي جي احكيلكم عنه.. الموضوع بدأ من بعد ماتخرجت من الكلية، وقررت ادور على شغل عشان اصرف على نفسي، وده لاني تقلت كتير على عبدالله، وهو اكيد زهق مني زي مابيسألش عليا بالظبط، دورت على شغل كتير جدا، لكن للاسف ماكنتش لاقي اي وظيفة تقبلني تقريبا، وده لاني كنت محتاج كورسات برمجة كتير، وانا زي مانتو عارفيين اخويا بيصرف عليا، يعني لو قولتله حاجه زي كده اكيد هيرفض، وبصراحه حتى لو هيوافق انا مش عايز اتقل عليه اكتر من كده، المهم اني في النهاية اشتغلت دليڤري، بس دليڤري مختلف شوية، يعني بوصل عينات لمصانع وشريكات، ايا كانت العينات دي بقى، المهم في يوم صادف ان انا روحت شوبينج سنتر كان لسه فاتح جديد، وده عشان اوصل عينة من العينات اللي بوصلها لي، لقيت بالصدفة اعلان لوظائف موجوده هناك، بصراحه انا كان نفسي في وظيفة ثابته متنقلش فيها كتير، فسألت هناك عن الوظايف دي، لكن مرتابتها كانت قليلة بالنسبة للشغلانة اللي انا فيها، فصرفت نظري خالص وسلمت العينات ومشيت من المكان، بعدها روحت من الشغل تعبان ونمتلي ساعتين لغاية ما صحيت على صوت حد بيخبط على الباب، ندهت وقتها قولت:
-مين؟
لقيت اللي ورا الباب ضحك وقال:
-هيكون مين يعني يا حازم هيسأل عليك غيري، انا احمد ابن الحاج بسيوني…
فتحت الباب على طول وقولت:
-حازم حازم..
-بسيوني بسيوني يا شقيق…. المهم ايه الدنيا معاك عملت ايه في الشغل انهاردة مقولتليش؟
قفلت الباب وراه ودخلت قعدت على الكنبة وقولتله:
-مفيش ياعم زي كل يوم وصلت كام عينه واتسحلت في مشاوريهم، وبعد كده روحت نمت، وانت زي اللطخ جيت صحيتني..
-اللالالالا يا عم حازم، اتصدق عيب ياعم، وانا اللي كنت جايلك في شغل..
-وشغل ايه اللي هيجي من وراك ده يا احمد، اشجيني اتفضل.
قالي وهو فخور بنفسه:
-مفيش ياسيدي، شوبينج سنتر فتح جديد وعايزين ناس يشتغلوا في..
جه في بالي الشوبينج سنتر اللي كنت في الصبح وقولت:
-انت تقصد الشوبينج سنتر اللي فتح قريب مننا ده…
بعدها قالي اسمه واعذروني مش هقدر اقوله، فأول ما عرفت الاسم قولت:
-اااه هو ده… ده انا بالصدفة كنت بوصل عينة هناك انهاردة والله..
-طب ها يا سيدي ايه رأيك نتوكل على الله..
ضحكت وقولت:
-ماهو مش معنى ان انا شوفت المكان هروح، المرتبات هناك وحشة اوي…
-يابني المرتبات هتزيد مع الوقت، مش احسن من الشغلانة اللي انت فيها مفيش زيادة سنوية زي الناس انت كمان..
-بس المرتب اكبر بكتير، وانا بصرف على نفسي وانت عارف، فمتحتاج كل قرش زيادة…
لقيته قام مره واحده وهو بيقول:
-عامتا براحتك يا سيدي، انا مش هضغط عليك، واستأذن انا بقى وهتوكل على الله عشان انام بدري عندي انترفيو هناك…
قومت وصلته للباب وانا بقوله:
-ربنا معاك ياخويا….
عدي سنة على الموقف ده، وتقريبا علاقتي باحمد بدأت تقل تدريجيا وده لان هو مشغول في شغلة وانا في شغلي، وجت الصدفة اللي جيت اوصل بيها عينة لنفس الشوبينج سنتر بس لمحل جديد، وكان تقريبا المكان اتغير تماما عن اول مره شوفته فيها، استغليت الموضوع وسألت على الحمد، ومدورتش عليه كتير لأني من اول واحد سألته على احمد دلني عليه، اتاريه اشتغل مدير امن المكان هناك، فقولت اروح اشوفه، لكن القلوب عند بعضيها لقيت حد بيخبط على ضهري ، فبصيت ورايه لقيته احمد وكان شكله متغير تماما، فأول ما شافني قال:
-حازم حازم…
خدته بالحضن وانا بقول:
-بسيوني بسيوني… عامل ايه يا حبيب قلبي واحشني والله..
-انت اكتر ياخويا، ايه اللي جابك هنا..
رفعت الشنطة اللي في ايدي وقولت:
-هو في غيرها الشغلانة الخرا دي…. بس الا انت بقيت مدير الامن امتى يابني، ده مابقلكش غير سنة هنا..
لقيته تفاخر اول ما قولت كده وقال:
-مش قولتلك تيجي تشتغل معايه، ادي مرتبي بقى 3 اضعاف الاول وانت لسه زي مانت، وبالنسبة لمدير الامن فمفيش ياسيدي كان في سطو على المكان من شهر كده فقدرت اقبض على الناس اللي عاملة عملية السطو دي…
-رجولة من زمان والله، الحمدلله انك بخير اهم من اي حاجه يا حبيب قلبي..
خبط على صدرة وهو بيقول:
-اخوك اسد ياض محدش يجي عليه، المهم بقى انا عايزك تسيب الشغلانة المقرفة اللي انت فيها دي تمام، وتيجي تتشغل معايه، المرتبات هنا زادت، ومرتبك هيبقى ضعف اللي انت بتشتغل في دلوقتي…
بصراحه وقتها ماكنتش طايق الشغل نهائي وكنت مقرر من فترة ان انا اسيبه واشتغل شغلانة غيره، فأول ماقالي كده قولتله:
-وانا موافق، اصل الواحد زهق من الشغلانة المقرفة اللي بيشتغلها… المهم، هبتدي امتى بقى الشغل..
-من دلوقتي لو عايز…
فضلنا نتكلم حبه، لغاية ما سيبته ومشيت، يومين كده وصفيت شغلي القديم، بعدها مسكت شغلي الجديد في الشوبينج سنتر، ومن هنا بقى تبتدي قصتي….
اولا كده شغلي كان مراقب على كاميرات الشوبينج سنتر كلها، بمعنى اني قاعد طول النهار على كرسي بشرب في قهوة وشاي وباكل، وبصراحه مفيش احلى من كده، لكن الوحش في الموضوع اني كنت شيفت بليل، يعني يومي متشقلب، فا في اول ليلة ليا في المكان لقيت فرد من الامن بيقولي:
-لو لقيت اي حاجه غريبة بلغني، بس كتر من اذكارك اهم حاجه.. وياريت بقى تقرأ قرأن وانت قاعد.
استغربت كلامه، لكني في النهاية قولت انه شيخ مربي دقنة فاكيد عايزلي الخير، مركزتش اوي في الكلام ده وقولت فرصة اقرب من ربنا…لغاية ما في نفس اليوم بليل حسيت اني عايز انام وده لاني مش متعود على السهر ده، بعدها حطيت راسي على المكتب عقبال ما عم محمد يجيبلي كوباية القهوة الاسكيتو بتاعتي، لغاية ما سمعت صوت حاجه غريبة.. سمعت صوت حاجه جاية من بره الاوضة، فقومت اشوف في ايه بيحصل بره، وقتها مالقتش حاجه وكان الممر فاضي تماما، فرجعت الاوضة تاني وكنت حاسس وقتها ان في حاجه بتتحرك جوه الاوضة ، مسكت المسدس وقولت:
-مين هنا؟.. المكان مرشق بالكاميرات في الاوضة متحاولش تهرب.. بعدها سمعت صوت خطوات اقدام ورايا، فلفيت ضهري ودُست على الزيناد من كتر الخوف اللي كنت في وقتها، غمضت عيني من الصدمة وفتحتها مره تانية وحد بيحط ايدي على كتفي وبيقول:
-كنت هتموتني يا عم حازم، في ايه انا ايمن ياعم وجي اسلم عليك لما عرفت ان في حد جديد اشتغل في المكان….
-تسلم عليا ايه بس انت كنت هتلبسني مصيبة، وبعدين ازاي الرصاصة ماجتش فيك اصلا..
لقيته ضحك وقال:
-ده بدل ماتقول الحمدلله يعني…
-الحمدلله يا سيدي مقولناش حاجه، بس بعد كده لما تيجي تخبط على الباب، تعمل اي حاجه، لكن تقطعلي الخلف وتلبسني مصيبة بالشكل ده متمناش ده يحصل تاني…
ابتسم وقال:
-يا سيدي انا اسف، عامتا اتبسطت اني شوفتك، وربنا معاك يابطل، فتح عينك في المكان كويس، وارضى بنصيبك، غيرك مرضيش بي وربنا يتولاه بقى… يلا سلام انا دلوقتي..
استغربت طريقة كلامة، لكني مهتمتش اوي، بالذات ان انا كانت اعصابي سايبة من اللي حصل واني كنت هقتل حد من مفيش خمس دقايق، فاتصلت باحمد وطلبت منه يجيلي المكتب ضروري، وقتها كانت جاتلي القهوة الاسكتو اللي قلبي يحبها، فشربتها وانا قاعد بشوف الكاميرات واراقب لو في حاجه حصلت، في ظل مراقبتي لاحظت شيء مقدرش اقول عليه غير انه اغرب شيء شوفته في حياتي من راجل عاقل في السن الشيء ده هو اني شوفت ايمن عامل الامن قاعد عمال يلعب بعجلة من عجلات الشوبينج سنتر، لا ومش بس كده.. ده كمان قاعد عمال يتكلم مع حد جنبة، عمال يتفاعل مع شخص مش موجود، وقتها حد كان بيخبط على الباب:
-اتفضل..
كان احمد هو اللي بيخبط، واول ما دخل ندهت عليه:
-تعالى كده شوف ايه اللي بيحصل ده، انتو مشغليين عندكوا مجانين ولا ايه..
ايمن قرب من الشاشات وقال:
-مش فاهم في ايه؟
شاورت على الشاشة التالتة على الشمال وقولت:
-بص ده ياعم….
مالحقتش اكمل الجملة الا ولقيت الشاشة مفيهاش حد واقف اصلا، فبصيت على كل الشاشات ادور عليه وقولت:
-والله العظيم كان واقف هنا بيلعب بالعجلة….
-مين اللي بيلعب يابني انت بتقول ايه…
-ايمن ياعم واحد شغال معاكوا هنا وكنت لسه هموته من شوية..
-ايمن مين وبتاع مين اللي تموته، مفيش حد شغال معانا بالاسم ده، انت صاحي ولا نايم، ولا اخبارك ايه…
رديت عليه وانا متعصب:
-ياعم اقسم بالله كان في واحد بيلعب هنا بالعجله واسمه ايمن…
لقيته حط ايده على كتفي:
-طب اهدى انت بس، تلاقي اعصابك تعبانة عشان مش متعود على السهر، قولتلك اقرأ اذكار كتير، انت حالتك صعبة خالص..
-ياعم والله العظيم ما بحور، انت مش مصدقني ليه!!
-بص انا هسيبك دلوقتي عشان اعصابك تعبانة، بس انت ممكن تروح دلوقتي عشان ترتاح، بس دي اول واخر مره ها، انا مبفرقش بين حد هنا….
سيبته ومشيت وانا عمال افكر في اللي حصل، ماهو مش معقوله اني اتجننت يعني ومشوفتش حاجه فعلا، ده الرصاصة عملت صوت… بعده قول لنفس، الرصاصة صح!!.. والمسدس، ازاي محدش سمع صوتهم، ده غير اني مسلمتش الطبنجة اصلا ونسيت، فطلعتها من حيبي وانا راجع اسلمها، فخادني الفضول اشوف في كام رصاصة بالطبنجة والصدمة كانت ان الخزنة كلها مليانة، حتى الرصاصة الزيادة موجودة، معنى كده ان انا كلن بيتهيألي فعلا، وان كل اللي حصل ده مش حقيقي…
سلمت الطبنجة، وروحت البيت نمت لاني ماكنتش قادر اصحى فعلا لوقت اكتر من كده، لغاية ما حد معندوش دم كان بيتصل بيا الساعة 7 الصبح، ففتحت عليه وقولت:
-ايا كان المتصل، بس حضرتك مش ملاحظ ان الوقت بدري شوية..
لقيت صوت انفاس على الموبايل، وشخص صوته تخين بيقول:
-انت هتسمع كلامي، وقريب اوي هكلمك تاني، بس المره الجاية عشان الاتفاق…
بعدها الشخص ده قفل السكة في وشي… ضربت كف على كف وانا بقول:
-هو الراجل ده مجنون ولا ايه!!
حطيت الموبايل على الشاحن ونمت، فضلت نايم لغاية تاني يوم بليل عشان اقدر اسهر كويس في الشغل، لكن حصل زي اللي كنت بشوفه كل يوم، نفس الشخص المخيف كان قاعد بيلعب مع شخص تاني انا مش شايفة، بعدها ايمن ده بص لكاميرا من الكاميرات وفضل مشاورلي وهو بيضحك ضحكة مرعبة، وفي لمح البصر كان اختفي، وكنت حاسس بصوت انفاس في ضهري، فضلت اقرأ اذكار كتير في سري، بعدها الشخص ده نطق وقال:
-متسمعش كلامة، هيحصلك زي اللي حصلي…
فضلت اتهته في الكلام :
-انت عايز مني ايه، انت مش موجود.. انت شبح اخترعة خيالي..
-انا شبح… بس مش من اختراع خيالك، ده من اختراع غدر الزمن، ومش هطول عليك، انا وصلتلك الرسالة وياريت تبقى فاهمها كويس، عشان ميبقاش في اذى ليك.. سلام.
بعدها صوت الانفاس ده راح، وسكت تماما، لغاية لما لقيت صوت من وراية بيقول:
-بخ…
اتخضيت ولفيت ضهري، كان فرد من الامن واقف وبيقول:
-ايه مالك قاعد كده ليه ومتنح في الشاشات….
-انا!… لالا مفيش، متاخدش في بالك انت..
-طب ياسيدي انا جي اقولك فتح عينك كويس، المديرة بتاعة المكان جاية بعد شوية….
سابني ومشي، وقعدت مراقب الكاميرات كويس جدا، لغاية ما لاحظت فعلا ان في ست مش كبيرة، ومش صغيرة في السن، يعني في الاربعينات من عمرها مثلا، كانت واقفة تحت بتكلم العمال وبتزعفق بصوت عالي، بعدها خدت بعضها وطلعت على اوضتها، والغريب ان اوضتها ماكنش فيها كاميرات، مع ان من الطبيعي ان اوضة زي دي يبقى فيها كاميرات، لكني لاحظت ان شاشة من الشاشات مسودة، معنى كده ان كان في كاميرات واتشالت من هنا قبل كده… بصراحه مهتمتش اوي وفضلت قاعد بسلي وقتي لغاية ما الوقت يعدي…
خلص اليوم وروحت نمت، بعدها نزلت الشغل وكذلك، دوامة كنت عايش فيها، ما بين الشغل والنوم، مفيش وقت لأي حاجه، حتى اخويا مابقتش بسأل عليه، شيفت بليل ده مرهق ويخليك مش عارف تعمل اي حاجه في يومك…
عدي كذه شهر على الوضع ده، وايمن بدأ يختفي تدريجيا من المكان، لكن في يوم وانا في الشغل لقيت حد بيتصل بيا وكان رقم غريب…
تتبع.
شوبينج سنتر
٢
عدي كذه شهر على الوضع ده، وايمن بدأ يختفي تدريجيا من المكان، لكن في يوم وانا في الشغل لقيت حد بيتصل بيا وكان رقم غريب، رديت:
-الو مين معايه؟
صوت انفاس لشخص، وبنفس الصوت التخين اللي كلمني من كام شهر، لقيت الشخص ده بيقولي:
-مش قولتلك هكلمك تاني؟.. والمرادي بقى هطلب منك الطلب، وليك في الطلب ده نص مليون جنية، اه والله نص مليون جنية… بس انت فتح عينك معايه، ومتغدرش بيا، لحسان انا في كل مكان وكل حته، عشان لو حاولت تغدر بيا انت اللي هتزعل…
ضحكت وقولت:
-انتو برنامج مقالب صح، اكيد انتو برنامج مقالب.
لقيته اتعصب وقال:
-احنا هنستعبط من اولها ولا ايه؟… يوم 22 من نفس الشهر ده اللي هو بعد 5 ايام الشوبينج سنتر هيبقى فاضي نسبيا وده لانه هييقى في تصليحات، فكل اللي هطلبوا منك حاجه بسيطة، هديك فلاشة تحملها على السيستم، وانا هقوم بالباقي.
اتوترت وعرقت من اللي بيقولوا وقولت:
-اكيد الشوبينج سنتر بيختبرني صح؟
اتعصب عليا بطريقة هستيرية، وحسيت وقتها انه واحد مجنون بيكلمني وهو بيقول:
-انا لا برنامج مقالب، ولا بختبرك، انا واحد عايزك تاخد لقمة حلوه وتخلع من البلد…
-بس انا مش موافق..
ضحك وقال:
-لا موافق… موافق عشان اخوك وبنته ميزعلوش، موافق عشان انا قولت انك موافق…. يوم 22 هتلاقي واحد سايبلك فلاشه في صندوق الزباله اللي لونه احمر، وهتبقى موجوده في علبة مكتوب عليها رقم 22… ومتنساش، انا في كل حته، يعني لو حاولت تغدر بيا انت اللي هتزعل ومفيش حد تاني هيزعل.. انت فاهم؟؟؟.. سلام.
قفل السكة في وشي، وقتها ماكنتش لاقي كلام اقوله، كنت خايف، متلغبط، مشلول، مش قادر افكر، كل ده كنت حاسس بي وقتها، انا اللي ماكنتش بقدر اسرق جنية، ولا حتى ادبح فرخة، دلوقتي هبقى سبب عملية سطو كبيرة على الشوبينج سنتر!!…ياترى هتبقى مدة الحبس ايه تأبيدة… لالا، ممكن حد يموت وتبقى اعدام… كنت زي المجنون وانا بفكر في اللي هيحصلي بعد ده كله، قطع تفكيري مكالمة تليفون من اخويا، فرديت عليه بسرعة وقولت:
-اتصدق، انا عمري ماكنت اتخيل انك هتبعتلي فلوس في حياتك، بس شكرا يا سيدي، انا كنت محتاج الفلوس دي فعلا…
قولتله وانا مستغرب:
-فلوس!!..فلوس ايه دي؟
ضحك وقال:
-الفلوس يابني، الخمس الاف جنية اللي بعتهملي فودافون كاش، وبعدها بعتلي رسالة وقولت فيها “دي حاجه بسيطة عشان كل اللي عملتوا عشاني… دلع ندى بقى..حازم”
ضحكت وقولت:
-ااااه.. لا يا حبيبي دي حاجه بسيطة، وهتلها هدية حلوه بقى وقولها جاية من عمو ها…
بعدها سمعت حد بينادي عليه فقالي:
-طب سلام دلوقتي، هكلمك بعدين، ولينا روقة على الفلوس دي…
-سلام..
قولتها وانا خايف، فلوس ايه دي اللي بعتهاله، انا متأكد اني مبعتش حاجه، بعدها لقيت مسدج جاتلي على الموبايلي بتقول.. “زي مابعتله فلوس، زي ما ممكن اقتله، اعقل كده واختار الفلوس”
معنى كده انه مش كداب، يعني يعرف اخويا وبنته، طب اعمل ايه دلوقتي؟.. ده انا حتى لو هربت هسببلهم، في النهاية قررت اني هوافق، وفعلا بعتله رسالة وقولتله اني موافق، عدى يوم الشغل عادي زي اي يوم، وعدى اليوم التاني والتالت، لغاية ما وصلت لليوم المنتظر.. يوم 22 …يوم السرقة، في بداية الشيفت او الوردية بتاعتي مسكت علبة السجاير قبل ماخش الشوبينج سنتر، وكانت وقتها فيها سيجارتين، طلعتهم من العلبة، حطيتهم في جيبي، بعدها فتحت صندوق الزبالة، عملت نفسي برمي السجاير في الزبالة، لكني خدت العلبة اللي مكتوب عليها 22، بعدها حطيتها في جيبي، دخلت الشوبينج سنتر ومن حظي كانت المديرة في وشي، ودي اول مره اشوف فيها المديرة شخصيا، كنت متوتر وقتها، ومن كتر التوتر عرقت بشكل مقدرش اوصفهولكوا صراحه، المديرة قالتلي:
-انت بقى حازم؟
-اه انا حازم، مراقب الكاميرات يا فندم، لو حضرتك عايزة اي حاجه فانا تحت امرك…
-اه طبعا عايزة حاجه، انت تيجي وراية المكتب حالا، من غير اي كلمة عشان محدش يحس بيك…
مش قادر اقولكوا كمية العرق اللي عرقتها في اللحظة دي كانت قد ايه، من كتر التوتر قولت:
-والله العظيم مانا، هما هددوني والله..
-هددوك ايه وبتاع ايه، تعالى المكتب وراية بقولك…
طلعت وراها لغاية ما وصلنا المكتب، بعدها قالتلي:
-تشرب ايه؟
-اشرب!!!…لا شكرا مش عايز يا فندم..
-متكسفش قول تشرب ايه؟
-قهوة يا فندم..
طلبتلي القهوة، بعدها اتكلمت:
-بص يا سيدي، انا مش مجرد مديرة الشوبينج سنتر، انا في نفس الوقت صاحبة الشوبينج سنتر، وحصل علينا عملية سطو من شهر، ومقدرناش نقبض على المتورطين في عملية السطو ده… الحمدلله يعني.
-الحمدلله!!
-اقصد يعني، الحمدلله انها عدت على خير..
-طب هو ازاي يا فندم ، انا احمد مأكدلي انه قبض على اللي كانوا بيسرقوا..
ضحكت وقالت:
-احمد كان الوحيد اللي عاشوا من عملية السطو، والباقي كلهم ماتو، من ساعتها محدش رضي يشتغل معانا غيرك انت واتنين تانين، وده لانهم بيقولوا ان في اشباح في المكان..
-اتنين تانين ازاي يا فندم!!.. انا شغال مع حوالي 10..
-هو احمد مقالكش؟؟
اتوترت من كلامها وقولت:
-قالي ايه بالظبط مش فاهم؟
-انت كل اللي بتشوفهم دول اللي ماتو، يعني هما توفيق واحمد وحسين اللي شغاليين، الباقي اشباحهم…
بدأت اعرق واقولها:
-انتي اكيد بتهزري صح..
-انا مش جاية اطفشك من الشغل، بس اسمع انا همشي من هنا الساعة 2 بليل، وجاية اقولك خلي بالك، هاتهم المكتب..
-مش فاهم؟
بعدها قامت من على الكرسي وقالت:
-اتفضل انت بقى يا حازم، مش هعطلك، قهوتك هتوصلك المكتب، اشتغل كويس ها، في تصليحات مهمه في المكان، ومش عايزين اي مشكلة تحصل..
قولتلها وانا بتهتهه:
-حاضر يا فندم….
سيبتها ومشيت وانا مش فاهم اي حاجه من اللي هي قالته، بس انا كنت داخل على حاجه اكبر من كده بكتير،وطبعا كلكوا عارفينها، دخلت الاوضة وجالي فنجان القهوة بتاعي فعلا، وقتها كانت الساعة واحده، وكنت مستنيهم يبعتولي رسالة بالتنفيذ وتحميل الفلاشة على السيستم، المهم في ظل مراقبتي للكاميرات وانا في قمة توتري، لقيت وقتها فرد من افراد الامن مش باين ملامحة وقتها دخل اوضة من الاوضة وهو بيجري وعمال يتلفت وراه، بعدها فتح تلاجة اللحوم وقفل وراه، اتصدمت من اللي شوفته وفضلت اكلم احمد على اللاسيلكي لكنه ماكنش بيرد، في الاول افتكرته بيسرق، لكن عدي اكتر من خمس دقايق وماكنش طلع، ووقت زي ده في تلاجة اللحوم يخلي دماغك تتجمد، بعدها لقيت مسدج على الموبايل مبعوتالي بالتنفيذ، فحطيت الفلاشة وبداأت احمل اللي عليها ، لكني لاحظت ان درجة حرارة الاوضة بدأت تميل للبرودة، بعدها نور الاوضة فضل ينور ويطفي، لغاية ما سمعت صوت واحد بيتكتك من البرد وراية، بصيت وراية لقيت واحد ملموم في ركن الاوضة وكان عمال يتكتك من البرد، بعدها الشخص ده قام وكانت ملامحة مش غريبة عليا، كان ايمن صاحب الملامح لكنه كان متجمد د بالمعنى الحرفي، بعدها ايمن بدت يتكلم ويقول:
-متسمعش كلامه، انا هساعدك، بس متخلهوش يخش، متغلطش غلطتي..
-غلطة ايه… انا مش فاهم حاجه؟؟
-اسمع اللي بقولهولك مفيش وقت، لكن فعلا وقتها ماكنش في وقت، الفلاشة كانت حملت والسيستم بتاع الكاميرات كله اتغير، بعدها ايمن او الشيطان اللي قدامي بدأت حرارة تزيد، وكان واضح عليه انه كان متعصب وقال:
-انت عارف انت عملت ايه؟..انت هتبقى سبب في موت ناس كتير…
وقعت في الارض من الخضة:
-انا معملتش حاجه، هما اللي هددوني…
لقيته عمال يلف في الاوضة زي المجنون وقال:
-المديرة، اطلع على اوضة المديرة ،هو هناك..
بعدها سمعت اصوات ضرب نار عالية، فا ايمن اتعصب وقال:
-مفيش وقت، اجري على اوضة المديرة… مسكت الطبنجة وطلعت على اوضة المديرة فعلا، سمعت صوت جي من اوضة المديرة عالي، كانو اتنين بيتخانقوا، لما ركزت لقيت المديرة بتتخانق مع واحد من العصابة اللي دخلت الشوبينج سنتر، كان وقتها اللي من العصابة بيقول:
-انتي اللي وصلتيني لكده، انتي السبب خليتني اسرق..
لقبتها اتعصبت وقال:
-عديتهالك المره اللي فاتت ومرضتش اسلمك للشرطة عشان كنت متأكده ان فيها اعدام ليك، وسرقت اللي عايزة وقولت هتبعد، لكن تيجي تاني؟؟..لحقت خلصت اكتر من 10 مليون جنية!!… ولا اه نسيت ماهي المخدرات لحستلك مخك، في اقل من سنة خلصت المبلغ ده عليك وعلى شلة الغجر اللي انت عارفهم، لكن المرادي انا هسلمك للشرطة بإيدي الاتنين… بعدها لقيتها مسكت التليفون وكان ليسه بتتصل، راح الشخص اللي قدامها هددها بالسلاح اللي في ايده، فقومت داخل في اللحظة دي ضربة بالنار، لكن المديرة كان فاديته واخدت هي الرصاصة، بعدها سمعت صوت البوليس، فالشخص اللي قدامي حاول يهرب، لكني قدر ت اضربة بالنار على دراعة اللي في السلاح، البوليس وقتها دخل الاوضة، وقدر يقبض على العصابة، طبعا اتقبض عليا مع العصابة، لكن المديرة شهدت لصالحي وطلعتني من الحبس…
ده كله بعد ماتقبض على ابنها… اه ابنها هو اللي سرق الشوبينج سنتر اول مره، وهو اللي سرقة اخر مره، وده بعد ماتسبب في موت 9 اشخاص، وكان هيتسبب في موت امه، والحمدلله بعد عدل ربنا اتعدم…. وكل ده بسبب ان المديرة كانت عارفة بمعاد عملية السطو، وهي اللي كانت مبلغة البوليس بيها من الاول..
كتير منكوا بقى هيسأل على ايمن.. فا ايمن ده بقى حكايته حكاية، ايمن اول واحد جندوه عشان يدخلوا الشوبينج سنتر، وده بعد ماطمع في الفلوس، لكن الطمع اقل ما جمع، في وسط عملية السطو حاولوا يقتلوا ايمن، فايمن استخبى من العصابة في تلاجة اللحوم، وطبعا مات… وده بسبب درجة حرارة المكان…
اما انا دلوقتي بقيت شغال في ال it بالمكان، وعملت السيستم للشوبينج سنتر كله، وده كله من غير لا كورسات ولا اي حاجه، ده كله عشان ربنا كبير، انا مبقولكوش متاخدوش، لو متاحه ليكوا خدوها، بس اللي عايز اوصلوا ان ربنا اكبر من اي شيء…
تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط