قصص

لوكاندة الرعب

لوكاندة الرعب
…….
أنا اللى فعلا بتقال عليه قليل البخت، اللى دائما بيحاول أنه يعيش فى هدوء، لكن دايما للأسف، بعيش حياة صاخبة كلها دوشة وضوضاء، بلظبط كده عامل زى الدكتور رفعت اسماعيل، الشخصية المشهورة واللى ابتكرها الدكتور أحمد خالد توفيق الله يرحمه .
وطبعا اكيد كلكم دلوقت عايزين تعرفوا أنا بقول كده ليه ؟! وطبعا مستغربين من كلامى ده، وقبل ما ااقولكم أنا قلت كده ليه ؟! واحكى لكم حكايتى، الأول احب اعرفكم بنفسى، أنا أسمى، سليم، سليم محفوظ الأنصارى، دلوقت عندى ٢٧ سنة، بكالوريوس تجارة، المفروض محاسب يعنى، لكن من ساعة ما اتخرجت من الكلية، واخدت البكالوريوس وأنا بشتغل اى حاجة، بشتغل فى وظايف ملهاش اى علاقة بالتجارة أو المحاسبة، مرة تلاقينى، سكيورتى، فرد أمن يعنى، ومرة تلاقينى بياع فى صيدلية، ومرة تانية تلاقينى بياع فى محل ملابس، وساعات بشتغل ووتر فى كافتريا شعبى، قهوجى يعنى، وده عشان البرستيج، يعنى هقول على نفسي قهوجى، امال البكالوريوس راح فين .
المهم فى كل شغلانة اشتغلها يطلع لى عفريت، عفريت بجد، قصدى جن يعنى أو عفريت واحد مقتول مثلا، بأختصار كده عارفين المثل اللى بيقول، بيطلع له فى كل خرابة عفريت، اهو أنا بقى، بس بيطلع لى فى كل شغلانة عفريت .
وأول حكاية عايز إحكى لكم دلوقت، وقت ما ربنا كرمنى ولقيت وظيفة عن طريق الانترنت، محاسب بشهادتى يعنى، بس للاسف كانت فى القاهرة، يعنى المفروض هسافر واعيش هناك عشان شغلتى الجديدة دى، وطبعا قتها قلت ف عقل بالى ( والله وزهزهت وضحكت لك الدنيا يا واد يا سليم، قاهرة، قاهرة، المهم الوظيفة، محاسب ومكتب بقى، وعيش حياتك )
ومكدبتش خبر وحضرت شنطة هدومى، وركبت القطر، من محطة مصر، وروحت على القاهرة، وأكيد طبعا اللى يسأل ميتوهش، قدرت اوصل لعنوان الشركة اللى المفروض هشتغل فيها، وبعد الأنترفيوه، المقابلة الشخصية يعنى، اتقبلت وقدمت اوراقى، والحمد لله، اتعينت محاسب اد الدنيا وبشهادتى، بكالوريوووووس التجارة .
بس وقتها كان فى مشكلة،كنت هعيش فين فى القاهرة، ساعتها مكنتش الشركة بتوفر سكن للموظفين المغتربين، عشان كده سألت واحد كان موظف زميلى وقلت له
_ أنا من اسكندرية، ومعرفش حاجة فى القاهرة، وصراحة مصدقت ألاقى شغلانة بمؤهلى، محاسب يعنى، بس المشكلة دلوقت هعيش فين هنا ؟.
بص لى وأبتسم وقال
_ بص يا أستاذ سليم، أستنى لما اخلص شغلى، وبعد كده نخرج مع بعض واحل لك مشكلتك دى أن شاء الله .
وفعلا ده اللى حصل، وأستنيته لغاية ما خلص شغله وخرجنا من الشركة مع بعض، وأحنا ماشين فى الشارع بدأ هو الكلام وساعتها قال
_ شوف بقى انت مقدمكش غير اللوكاندات اللى على قد حالها، وده طبعا عشان مرتبك يكفيك, واعتبرها إقامة مؤقتة لغاية ما ربنا ييسر الأمور وتتعود على الشغل معانا، ومرتبك يزيد، وقتها بقى نشوف لك شقة مفروشة تكون صغيرة وتناسبك .
رديت عليه وقلت
_ وفين ألاقى اللوكاندات اللى على قد حالها دى ؟!
رد عليا بأبتسامة كده وقالى
_ عليك وعلى حى السيدة زينب، كلها لوكاندات مناسبة ليك، حظك كويس كمان، لأنها قريبة من الشركة، يعنى يدوبك ١٠ دقايق أو ربع ساعة مشى .
ومشينا لغاية ما وصلنا حى السيدة زينب، وساعتها بص لى وقال
_ هنا بقى هتلاقى بدل اللوكاندة مية، وشاور بأيديه وقال
_ ايه رأيك فى اللوكاندة دى .
بصيت ف الناحية اللى كان بيشاور عليها بأيديه، وقتها كان بيشاور على مبنى قديم جدا كان متكون من ٧ ادوار تقريبا، ومكتوب علىه، على لوحة خشب قديمة جدا، وبألوان زيت اظن، ( لوكاندة الأمراء ) .
ساعتها بصيت له وقلت وأنا بضحك ضحكة خفيفة كده
_ وماله، اول بختنا، تبقى لوكاندة الأمراء .
ودخلنا احنا الاتنين اللوكاندة، اللى كانت قديمة جدا، تحس أن لو واحد عطس عطسة جامدة هينهار مبنى اللوكاندة كله بسبب عطسته .
المهم، روحنا على مكتب الأستقبال، وقتها كان فى راجل كبير فى السن جداا، حاجة كده بتاع ٨٠ سنة ويمكن اكتر، كان قاعد على كرسي ورا مكتب قديم زى اللوكاندة، كان مغمض عينيه ومرجع رأسه على ضهر الكرسى، ساعتها كنت تحس أنه نايم، عشان كده، كحيت بصوت عالى وقلت
_ السلام عليكم يا عم الحج .
لقيته فتح عينيه ورجع راسه لوضعها الطبيعى وبص لنا بأبتسامة وقال
_ اهلا وسهلا بيكم، اى خدمة يا حضرات .
رد عليه زميلى فى الشركة وقال
_ الأستاذ سليم أسكندرانى، من اسكندرية يعنى وهيشتغل معانا أن شاء الله فى شركة قريبة من هنا، وكنا عايزين ناخد له اوضة مناسبة، يسكن فيها لغاية ما ربنا يكرمه ونلاقى له شقة مفروشة على قده كده .
ساعتها ابتسم وقال
_اهلا، اهلا، شرفتوا اللوكاندة وبص لى من تحت نضارته وقال
_ وشرفت اسكندرية يا أستاذ … ممكن بطاقتك ولا اى أثبتت شخصية .
ابتسمت له وقلت
_ سليم، أسمى سليم،
وطلعت بطاقتى الشخصية واديتهاله .
ساعتها فتح دفتر قديم كده، وبدأ يكتب بيناتى فى صفحة فى الدفتر ده .
ومن غير ما يرفع عينيه من على الدفتر، سألنى
_ وناوى تقعد معانا كام يوم يا أستاذ سليم، اكتب المدة ولا أسيبها مفتوحة من غير ما أحددها .
ساعتها زميلى اللى رد عليه وقاله
_ لا اكتب اسبوع، ٧ ايام يعنى، ولو ملقاش سكن تانى يبقى يجدد مدة إقامته .
رد عليه وقال
_ اسبوع يعنى ٣٥٠ جنيه، شامل الأقامة والخدمة وكل حاجة، هتدفع ١٥٠ جنيه دلوقت، والباقى لما تسيب اللوكاندة بالسلامة أن شاء الله .
فعلا طلعت الفلوس اللى طلبها واخدها منى وحطها فى درج المكتب، وقفله بالمفتاح، وقام وقف بالعافية وقال
_ انفصلوا معايا اوريكوا الاوضة فين .
وفعلا مشينا وراه وطلعنا على السلم، وكان وقتها الراجل ده بيطلع على السلالم بالعافية، واخيرا وصلنا الدور الرابع، ومشينا فى طرقة طويلة، كانت الأوض موجودة، على شمال ويمين الطرقة، ووقف فى اخر الطرقة، عند اوضة مكتوب عليها رقم ٢٢ وفتحها بالمفتاح ودخلنا .
وقتها كان موجود فى الأوضاع رقم ٢٢, سرير وجنبه كومدينو صغير، ودولاب كان ضلفة واحدة، وكان على شمال الأوضة حمام صغير، بعد ما شفت الاوضة وعاينتها كويس، وشفت الحمام، والصراحة كان نضيف جدا، وروحت على البلكونة وفتحتها، وبجد ساعتها حسيت براحة نفسية من منظر الحى والهوا اللى كان يرد الروح اللى جى من الشارع .
وبعد كده سألنى الراجل العجوز ده، اللى كان من المفروض أنه موظف الأستقبال وسألنى وقال
_ ايه رأيك فى الأوضة بقى، وعموما انت هتستريح من الدوشة خالص لأن مفيش فى الدور اوضة ساكنة غيرك .
رديت عليه وقلت
_ تمام، كله تمام، وان شاء الله هستريح فيها .
وساعتها قال الموظف زميلى
_ هسيبك بقى ترتب حاجاتك فى الدولاب وتستريح شوية، وهبقى أعدى عليك بليل عشان اطمن عليك ونقعد مع بعض شوية .
وبعد ما قال كده، شكرته اكيد، واخد معاه الراجل العجوز ومشوا وسابونى لوحدى فى الإوضة
أول ما خرجوا من الأوضة وسابونى لوحدى، اول حاجة عملتها، رتبت هدومى وحاجتى فى الدولاب، ودخلت على الحمام واخدت دش بسرعة وغيرت هدومى, وبعد كده روحت وقفت فى البلكونة، بجد كان منظر بديع، ساحر، كانت اللوكاندة قريبة جدا من جامع السيدة زينب، وشكل الحى العتيق بجد تحس أنه تابلوه رسمه فنان وأبدع ف رسمه .
وقتها كنت حاسس بالارهاق، وكنت مجهد من السفر، ومنمتش اصلا كويس، عشان كده قفلت البلكونة وروحت على السرير وفردت جسمى ونمت، وروحت فى النوم .
محستش بنفسي ولا بالوقت اللى كنت فيه نايم، وصحيت على صوت خبط على باب الاوضة، وقتها كنت لسه مجهد، وماخدش راحتى فى النوم، عشان كده فتحت عينيه بالعافية وقلت وأنا بتاوب
_ مين ؟! مين اللى بيخبط على الباب ؟!
سمعت صوت زميلى فى الشركة وكان بيرد عليا ويقول
_ أنا مصطفى يا سليم، افتح الباب، الساعة عدت ٨ بليل، كل ده ولسه نايم يا راجل .
رديت عليه وانا بنزل من على السرير بالعافية وكنت بقول وانا لسه بتاوب
_ حاضر .. حاضر يا مصطفى، جى افتح الباب أهه .
وروحت على الباب وفتحته، وساعتها شفت مصطفى واقف قدامى وكان بيبتسم ويقول
_ انت لسه نايم، قوم وحط راسك تحت الدش عشان تفوق وغير هدومك بسرعة عشان اعزمك على العشا وأفرجك على مصر عتيقة .
وفعلا ده اللى حصل، وغيرت هدومى ونزلنا مع بعض، وبعد ما تمشينا فى شوارع السيدة زينب، روحنا مطعم واتعشينا، كشرى طبعا، وبعد كده قعدنا على قهوة بلدى، وبعد ما طلبنا الشاى، بدأ هو الكلام وقال
_ أسمع يا سيدى، أن شاء الله تستريح فى الشغل معانا، وأى حاجة تحتاجها أنا موجود، وأن شاء الله معرفة خير .
ساعتها فعلا حسيت أن مصطفى ده شخصية طيبة وخدومة جدا، وقلت لنفسي ساعتها ( بجد دعوة أمى أستجابت، وربنا وقف لى ولاد الحلال، أن شاء الله نبقى صحاب طول ما انا موجود فى القاهرة ) .
وقتها لما لقانى قاعد سرحان لقيته بيخبط على كتفى وبيقول
_ وصلت لفين يا سليم، مالك سرحت فى أيه ؟!
فقت من حالة الشرود اللى كنت فيها وقلت له
_ لا .. لا ابدا، سرحت شوية كده، عموما يلا بينا انت تروح وانا ارجع على اللوكاندة، الوقت اتاخر وانا عايز انام، عشان اروح بكره الشغل فايق، انت عايزنى اترفد من اول يوم شغل، يا عم مصطفى .
ساعتها ضحك بصوت عالى وبعد كده قال
_ لا طبعا، على ايه، يلا بينا .
وقام ودفع الحساب ومشينا .
وصلت اللوكاندة، وودعت مصطفى ودخلت، عديت على مكتب الأستقبال، ساعتها لقيت الراجل العجوز اللى لغاية دلوقت مكنتش عارف اسمه، قاعد على كرسيه ورا المكتب القديم، وقتها كان مرجع رأسه كلها على ضهر الكرسي وكان فاتح بؤه على الأخر، وكان فى سابع نومة وكان بيشخر بصوت عالى ومزعج جدا، كان صوت شخيره تحس انه، بابور طحين شغال وبيلف على الفاضى .
بصيت له وسبته ومشيت، وطلعت على السلالم، ساعتها حسيت برعشة غريبة، لما حسيت بخطوات طالعة ورايا على السلالم، وقفت وبجد كنت حاسس بخوف ورعب، عمرى ما حسيت بيهم قبل كده، وقفت والتفت وبصيت ورايا، ملقتش فى حد وصوت الخطوة اختفى خالص، ساعتها قلت لنفسى ( ايه ده ؟!! أنا كنت سامع صوت خطوات طالعة ورايا على السلالم، هو صوت الخطوات ده راح فين ؟!! معقول يكون بيتهيألى ) .
وكملت طلوع السلم، ومع اول خطوة ليا على السلالم رجعت تانى أسمع صوت الخطوات وهى طالعة على ورايا على السلالم تانى .
ساعتها، لما سمعت صوت الخطوات تانى وهى طالعة السلالم، وكانت ورايا بلظبط، وقتها حسيت أن جسمى كله بيتنفض بكل قوة، ومن شدة الرعب اللى كنت حاسس بيه، حسيت أن قلبى وقع فى رجليه، وبطريقة لا ارادية، لقيت نفسي بجرى بكل سرعتى فوق السلالم، جريت من غير حتى ما احس بنفسي، واول ما وصلت للطرقة اللى فى الدور الرابع، ساعتها لمحت شبح ماشى قصادى بلظبط، كان فى اخر الطرقة وكان ماشى ناحيتى، وقتها مكنتش عارف اعمل ايه، ارجع تانى وأنزل من على السلالم واستنجد بالراجل العجوز، ولا اكمل جرى للاوضة، محستش بنفسي اصلا الا وانا يكمل جرى على الاوضة، ولما قربت من الشبح ده لقيت بنى أدم زيي زيه، لقيت بيقولى وهو بيضحك
_ مالك يا أستاذ انت بتجرى كده ليه، هو انت خايف من ايه ؟!
وقفت وكنت باخد نفسي بالعافية وقلت له
_ اصل وانا طالع على.. على السلالم سمعت صوت خطوة طالعة على السلم ورايا ولما ألتفت وبصيت ملقتش حد طالع .
ضحك ضحكة غريبة كده، وبص لى بنظرة كانت اغرب من ضحكته وقال لى
_ لا .. لا ابدا متاخدش فى بالك، تلاقى أتهيألك بس ولا حاجة، وسكت شوية وهو بيبص لى بنفس نظريته الغريبة دى وكمل كلامه وقال
_ متقلقش خالص، عموما أنا جارك فى الأوضة ٢١ اللى جنبك بلظبط، لو حسيت بأى حاجة ولا احتجت اى، اى خدمة، نادى بس وقول يا عبواحد .
بصيت له وكنت حاسس برعب بسبب نظرة عينيه ليا وقلت
_ شكرا .. شكرا يا عم عبد الواحد .
بص لى وحسيت وقتها أن عينيه بتوسع اكتر وبيطل منها بريق، وبتلمع بطريقة غريبة وقال لى
_ والاخ اسمه ايه بقى ؟
رديت عليه وقلت بسرعة وانا اصلا مكنتش عارف اتكلم من الخوف
_ سلي .. سلالم، قصدى.. قصدى وخبطت جبينى وكأنى بفتكر أسمى وكملت كلامى وقلت
_ قصدى، سليم، أسمى سليم الأنصارى .
ضحك ساعتها وقال لى .
_ باشا مصر يعنى، وفضل يضحك
عشان كده رديت عليه بخنقة وقلت له
_ دوكها امير كرارة، لكن أنا أسمى كده سليم الانصارى، يعنى تشابه اسماء يا عم، وكملت فى سري وقلت يا ( عم اللذيذ ) .
بص لى وقال وهو بيبتسم
_ بهزر معاك يا راجل انت زعلت ولا ايه ؟! عموما زى ما قلت لك لو حسيت بأى حاجة ولا احتجت اى حاجة برضه نادى عليا، وقول يا عبواحد .
قال كده وسابنى وراح على أوضته اللى كانت جنبى باظبط، وانا كمان روحت على إوضتى وفتحت الباب والتفت عشان أاقول للكائن الغريب ده ( تصبح على خير ) لكن للاسف ملقتوش وكأنه فص ملح ودأب، ومكنش باين له لا حس ولا خبر ،
ساعتها من الخوف فتحت باب الأوضة ودخلت جوا جرى، وقفلت الباب عليه بكل قوة وكل سرعة كمان، وجريت على مفتاح النور، نورت الأوضة بسرعة وقعدت على السرير، كنت بنهج بقوة، ومكنتش قادر أخد نفسي، وفردت نفسي بهدومى على السرير، وكنت بفكر فى اللى حصل معايا ده، والشخص الغريب اللى اسمه عبد الواحد .
ساعتها كنت هعمل ايه يعنى، وقلت لنفسي ( كلها كام ساعة والنهار يطلع، وأبقى انزل بقى واعرف حكاية اللوكاندة دى أيه بلظبط ) وقمت غيرت هدومى وطلعت فوق السرير وحاولت انام، وفعلا من التعب والاجهاد كنت هنام، لكن فجأة افتكرت حاجة طيرت النوم من عينى وخلتنى ادخل تحت الغطا وأتكلفت بيه، ومبينش منى حاجة، ولا حتى صوابع رجلى، ساعتها افتكرت كلام الراجل العجوز اللى بيشتغل فى اللوكاندة لما قالى
_ ( انت هتستريح من الدوشة، لأن الدور ده مفيش فيه حد ساكن غيرك ) يعنى الدور كله المفروض فاضى، طيب عبواحد ده اللى لسه مكلمه دلوقت، وقالى أنه نازل فى الأوضة ٢١ الاوضة اللى جنبى، جه منين، ولا راح فين )
وقتها كنت حاسس أن قلبى قرب يوقف من الخوف والرعب، وكل اللى عملته انى كلفت نفسي بالغطا اكتر واكتر، وكان جسمى كله بيترعش، وفجأة كده ومن غير مقدمات عشان مسلسل الرعب اللى أنا فيه ده يكمل، سمعت صوت خطوات ماشية فى الطرقة، كأن واحد واخدها ايسة، ماشى رايح جى، وفجأة صوت الخطوات بدأت تقرب من باب الأوضة ووقف بلظبط عند الباب، وشوية وسمعت صوت أوكرة الباب بيتحرك، كأن فى حد عايز يفتح الأوضة عشان يدخل، ساعتها مكنتش عارف اعمل ايه، وكل اللى قدرت اعمله انى استجمعت كل شجاعتى وقلت بصوت حاولت أنه يكون صوت جامد كده واللى بسمعه مبحسش انى خايف وقلت
_ انت مين ؟؛ انت مين يا اللى بتحرك الأكورة وعايز تفتح الباب عشان تدخل عليا، رد احصلك وقول انت مين ؟!
مفيش حد رد، ولا سمعت حس لأى مخلوق، عشان كده، رجعت اقول تانى بعصبية وبنرفزة
_ ردعليا، انت مين، وعايز تفتح الباب وتخش عليا اوضة ليه ؟! هاا رد احسن لك . ساعتها بدأ صوت الأوكرة وهى بتتحرك يعلى اكتر و أكتر، واقوى من الأول كمان، وكأن فى حد أو شخص مصمم يفتح عليا الباب .
وقتها وبسبب الخوف كنت حاسس انى غرقان فى بحر من العرق، من كترة العرق اللى كنت يعرقه ونازل من كل حتة فى جسمى .
واخدت القرار، ساعتها قلت لنفسي ( قوم من على السرير وعلى الأقل ولع النور وأفتح الباب وشوف مين اللى بيحرك الأوكرة وبيحاول يفتح الباب ) وفعلا ده اللى حصل جرأت نفسى وشلت الغطا من عليا ونزلت من على السرير، وروحت على مفتاح النور وضغطت عليه، ونورت الأوضة، وبعد كده روحت على الباب وفتحته وانا بقول بعصبية
_ مين انت بقى ؟!!
ساعتها ملقتش حد خالص، وبصيت على الطرقة من الناحيتين، برضه ملقتش حد، كانت فاضية مفيهاش جنس مخلوق، وقلت لنفسى
_ ( هو فى ايه بلظبط، أنا كنت بحلم ولا متهيألى ) .
وقبل ما ادخل الأولى واقفا عليا الباب تانى، وقتها لمحت شبح ظهر فجأة فى أول الطرقة، كان اكيد شبح لبنى آدم كان ماشى وجى فى اتجاهى، لما بدأ يقرب منى واشوفه كويس، اتأكدت أنه عبد الواحد ، استغربت جدا وقلت بينى وبين نفسى
_ مش ده عبد الواحد اللى كان لسه داخل أوضته من شوية ؟!! هو خرج من أوضته تانى ليه ؟!!
وقبل ما اتكلم وأنادى عليه، لقيته اختفى كأنه اتبخر، أو كأن الأرض أنشقت وبلعته، ولقيت نفسي بصرخ بصوت عالى وبقول
_ عف .. عفر … عفررريت، ألحقونى .
وجريت ودخلت الأوضة ورزعت الباب بكل قوتى وجريت على السرير وكلفت نفسي بالغطا تانى، وكنت حاسس انى داخل فى ماراثون جرى بسبب دقات قلبى اللى كانت عالية جدا، وسريعة جدا جدا .
وفجأة وأنا فى الحالة دى، سمعت صوت الأكورة تانى وهى بتتحرك لكن المرة دى سمعت صوت أزيز الباب وهو بيتفحص ونفس صوت الخطوات اللى سمعتها على السلم سمعتها وهى ماشية فى الأوضة ورايحة ناحية مفتاح النور، وسمعت صوت ايد بتضغط عليه وبتطفى النور، وفعلا أطفى النور وبقت الاوضة ضلمة كحل، وبعد كده سمعت صوت الخطوات ماشية ناحية السرير ووقفت جنبى وانا نايم ومتكلفت بالغطا بلظبط، وقتها سمعت صوت انفاس حد بيتنفس جنبي، وكنت حاسس أنه بيمد أيده على جسمى، ساعتها الدم أتجمد فى عروقى من الخوف والرعب، وأتجمدت مكانى، مكنتش حتى قادر أتنفس، ومكنتش سامع غير صوت نفس الشخص ده جنبى بلظبط .
وقتها أتجرأت وقلت بصعوبة وانا بحاول اخد نفسي
_ انت مين، ودخلت الأوضة ليه ؟ وعايز منى ايه ؟!
سمعت صوت غريب اول مرة أسمعه فى حياتى، صوت مخيف وكان بيقول
_ ما سمعتش كلامى ليه ؟ مش قلت لك لو حسيت بأى حاجة تقول يا عبد الواحد .
رديت عليه بصوت كله خوف وقلت
_ يعنى انت عبد الواحد ؟
رد عليا نفس الصوت وقال
_ لا أنا مش عبد الواحد ولا حاجة ؟
رديت عليه وأنا تقريبا بعيط من الخوف
_ طيب حضرتك مين وعايز منى ايه الساعة دى ؟!
رد عليا بصوت كله سخرية وبضحكة عالية قال
_ أنا عفريت عبد الواحد، وجتلك عشان أقولك على .. وقبل ما قال كلمة عفريت قاطعت كلامه، وصرخت بأعلى صوتى وقلت
_ عفررريت، الحقووونى .
ورميت الغطا ونطيت من على السرير، ساعتها ملقتش حد خالص، ولقيت نور الاوضة مولع، ومحستش بنفسي ألا وانا بجرى على باب الأوضة، ولما جيت افتحه مرضاش يتفتح، وكل ما أشد الأوكرة عشان افتحه كنت بحس كأن حد واقف برا الباب وبيشد الأوكرة بكل قوته هو كمان وبيمنعنى من الخروج من الأوضة، وقتها مكنش قدامى غير البلكونة، جريت عليها وحاولت افتحها لكن نفس اللى حصل، كأن كان فى قوة خارقة بتمنعنى من فتحها، وقتها مكنتش عارف اعمل ايه، بقيت عامل زى الفريسة اللى وقعت فى شبكة الصياد، ومكنش غيرى انى أصرخ وبكل قوتى كنت بهبد على باب الأوضة، كنت فى حالة أنهيار، وقتها كنت بصرخ وأهبد على الباب وأقول
_ حد يفتح الباب، حد يخرجنى من ام الأوضة دى، حمووت، حد يروحنى بيتنا .
وفجأة لقيت الباب انفتح، ولقيت الراجل العجوز اللى كان من المفروض موظف الاستقبال واقف قصادى وكان بينهج وساعتها كان بياخد نفسه بالعافية/ و كان منفعل جدا وهو بيقولى
_ خير يا ابنى حصل ايه ؟!
اول ما الباب أتفتح ولقيته قصدى محستش بنفسي الا وانا بزقه بكل قوتى وبجرى وبصرخ وكنت وقتها بقول
_ ألحقونى .. عفريت .. عفريت عبواحد طلع لى .
ونزلت من على السلالم وبعدها على الشارع جرى لغاية ما وصلت مسجد السيدة زينب، ودخلت جوا بسرعة وكان جسمى كله بيتنفض، وقتها لقيت فى المسجد ناس كتير قاعدة، كان منهم اللى بيسبح ويذكر الله، وكان منهم اللى بيقرأ القرآن، أكيد كانوا مستنين أدان الفجر اللى كان قرب، اكيد عشان يصلوا الفريضة .
ساعة ما شفونى بالمنظر ده قاموا وقفوا وهما مذهولين، وقاموا وقفوا وجم عليا، وساعتها أتجمعوا حواليا وواحد منهم سألنى وقال
_ مالك يا بنى، فى ايه ؟!! خير اللهم اجعله خير !!
وتتكلم واحد تانى منهم وقالى
_ مالك يا استاذ، شكلك مرعوب كده من أيه ؟!
رديت عليهم وانا باخد نفسي بالعافية وقلت
_ أنا .. أنا و ساعتها سمعنا كلنا صوت المؤذن وهو بيأذن لصلاة الفجر، عشان كده واحد منهم قال
_ خده الميضة يا شيخ سماعين، خليه يتوضأ ويصلي الفرض معانا وبعد الصلاة نسمع منه حكايته .
وده اللى حصل فعلا، صلينا كلنا الفجر، وبعد الصلاة قعدت معاهم فى المسجد، وقتها كانوا قاعدين حواليه على شكل دايرة، وبدأت الكلام، وحكيتلهم حكايتى من أولها، واول ما جبت سيرة لوكاندة الأمرا دى، لقيت واحد اتخض ونط من مكانه وقال
_ لوكاندة الأمراء ؟!! ملقتش غير اللوكاندة الملعونة دى يعنى ؟!!
بصيت له بأستغراب وقلت
_ مش فاهم يعنى ايه ؟!!
رد على واحد تانى منهم وقال
_ دى حكاية طويلة يا بنى، من سنين السنين كده، كان فى راجل عجوز اسمه عم حسنين المناويشى كان صاحب اللوكاندة، كان راجل بخيل ومش مهتم باللوكاندة ومن معاملته اللى مش كويسة مكنش حد راضى يشتغل عنده، وكانت اللوكاندة دائما فاضية ومفيهاش لا زباين ولا حتى عمال بيشتغلوا فيها، وفى يوم كده وده كان من زمن، جه واحد ونزل فى اللوكاندة دى واخد له أوضه، والظاهر كده وقتها مكنش معاه فلوس وحب ينصب وميدفعش الحساب لعم حسنين، ساعتها ميكنش على حقه وأتسحب بليل وطلع على الدور الرابع ودخل اخر اوضة، الاوضة اللى كان رقمها ٢٢ وأتسحب براحة ولما شاف عبد الواحد ده نايم، قام دبحه من رقبته زى الفرخة، ومن يومها وبعد دخول عم حسنين السجن اللى مات فيه، ولوكاندة الأمرا دى بقت مهجورة وبيسكنها الجن والعفاريت، بعد ما قال كده سكت شوية وقال
_ شبح عبد الواحد الزبون اللى مكنش راضى يدفع الحساب .
طبعا وقتها رديت بأستغراب وقلت
_ كلام ايه ده ؟!! أنا بنفسي كنت نايم فى الأوضة ٢٢ فى الدور الرابع ودافع ٣٥٠ جنيه مقدم كمان، وساعتها كان معايا زميل ليا فى الشغل .
_ ردوا كلهم عليا تقريبا وقالوا
_ كلام عم زينهم سليم ١٠٠٪ ده من أقدم سكان حى السيدة .
وقتها رديت وانا مش مصدق اللى بسمعه وقلت
_ طيب وهدومى وحاجتى اللى سبتهم فى اللوكاندة، وكمان الفلوس اللى دفعتها الراجل العجوز اول ما روحت هناك .
بص لى واحد وابتسم وقال
_ عموما المية تكدب الغطاس، شوية كده والنهار يطلع والشمس تشد حيلها فى السما ونروح كلنا على اللوكاندة ونشوف بعينيك .
وبعد حوالى ساعتين واحنا قاعدين فى المسجد، وقتها وقف واحد من الناس اللى كانوا قاعدين معايا وقال
_ يلا بينا يا جماعة على اللوكاندة .
وقاموا وقمت معاهم وروحنا على اللوكاندة، واول ما وصلنا هناك، ساعتها شاور واحد لباب اللوكاندة المفتوح وقالى
_ هو ده الباب اللى دخلت منه ؟!
ساعتها مكنتش قادر اتكلم وهزيت راسي بمعنى أيوة هى،
رد عليا نفس الراجل ده وقال
_ طيب احمد ربنا، انك خرجت تانى سليم، مفيش حد دخلها بعد حادثة قتل عبد الواحد الا مطلعش منها تانى واختفى ومبنلوش اثر، أو طلع بس مجنون ومن غير عقل .
رديت بنرفزة وقلت بصوت اقرب العياط
_ طيب هدومى وحاجتى اللى جوا، وكمان الفلوس اللى دفعتها، خلاص راحوا عليا ؟!!
ساعتها أتكلم الراجل اللى كان أكبر منهم سنا وقال
_ متخفش احنا كلنا هنستعين بالله ونستعيذ بيه سبحانه من الشيطان الرجيم وندخل كلنا ونشوف ايه اللى هيحصل .
ومن غير ما حد فينا يتكلم كلمة أو يهمس همسة، دخلنا اللوكاندة،
اول ما دخلت اللوكاندة، وقتها أتفاجأت مكنتش كده خالص لما دخلتها اول مرة مع مصطفى، كانت أنضف من كده بكتير ومكنش فيها عنكبوت بالمنظر البشع ده، وساعة لما بصيت على مكتب الاستقبال، ساعتها شفت نفس المكتب ونفس الكرسي اللى كان قاعد عليه الراجل العجوز، لكنه كان فاضى ومليان غبار وتراب ومكنش في حد قاعد عليه، ولما قربت من المكتب، وقتها صرخت بأعلى صوتى وشاورت على المكتب وقلت
_ شنطتى .. شنطتى أهه، وجريت عليها .
وكانت المفاجأة التانية، لقيت ال ٣٥٠ جنيه محطوطين فوق الشنطة زى ما هما، ولما بصيت للأرض لقيت مكتوب على التراب اللى كان عليها كلمة واحدة، كان مكتوب عبد الواحد .
كل ده وكان كل الناس اللى معايا فى ذهول ونظرة خوف بتطل من عيونهم لدرجة أن واحد فيهم قال
_ يلا نطلع من هنا يا اخوانا بسرعة، انا حاسس انى جسمى اتلبش وبدأت كل حتة فى جسمى تقشعر وتترعش .
وطبعا سمعنا كلامه واخدت الشنطة والفلوس وخرجنا بسرعة .
وطبعا وقتها مكنتش عارف اقول للناس الطيبة دى ايه، بعد ما رجعت معاهم المسجد تانى وغيرت هدومى، وهناك شكرتهم جدا لوقفهم معايا ومساعدتهم ليا، وبعد كده اخدت نفسي وروحت على الشركة اللى هشتغل فيها عشان إحكى لمصطفى زميلى كل حاجة حصلت لى فى اللوكاندة من ساعة ما سبنى اميارح، وهناك لما وصلت دخلت على المكتب، ساعتها لقيت بنت قاعدة على المكتب، ساعة ما شفتها ابتسمت وقلت لها
_ أنا الموظف الجديد، المفروض كنت هستلم الشغل انهاردة .
رديت عليا الابتسامة وقالت
_ أستاذ سليم المحاسب الجديد، اهلا بيك .
وشاورت على المكتب اللى قصائدها وقالت لى
_ اتفضل ده مكتبك وهفهمك كل الشغل المطلوب منك دلوقت
ساعتها قبل ما اروح اقعد على المكتب اللى شاورت عليه قلت لها
_ امال فين الاستاذ مصطفى ؟
رديت عليا باستغراب وقالت
_ مصطفى مين ؟!!
رديت عليها وقلت بثقة
_ المحاسب اللى كان موجود امبارح وقاعد على مكتبك اللى انتى قاعدة عليه دلوقت، وقالى أنه هو اللى هيعلمنى الشغل برضه .
ولقيتها بتبص لى فى ذهول وهى ساكتة، عشان كده كملت أنا كلام ووصفتلها مصطفى ده بكل دقة .
لقيتها بتبص لى وعينيها هتطلع من مكانها بسبب الذهول من كلامى ده وقالت
_ مفيش موظف فى الشركة اسمه مصطفى، واللى بتتكلم عنه وبتوصفه ده، فعلا كان موظف هنا من كام سنة فاتوا .
قالت كده وسكتت وكملت كلامها بنبرة حزينة وقالت.
_ الله يرحمه مات، فى حادثة عربية، قصدى يعنى عربية خبطته قصاد الشركة، وساعتها طلعوه المكتب هنا عشان يسعفوه، لكن للاسف مات قبل ما تيجى الإسعاف .
ساعة لما سمعت منها كده حسيت أن الدنيا بتلف بيا وقلت
_ طيب مين اللى قابلته وكملته هنا وخرجت معاه وودانى لوكاندة الأمراء واتعشيت معاه بليل وأكلنا كشرى وكمان قعدنا على القهوة وشربنا شاى .
بصيت لى وقالت بسرعة
_ انت بتقول لوكاندة الامرا، دى اللوكاندة اللى كان نازل فيها قبل ما يموت بيوم، مش اللوكاندة دى فى حى السيدة زينب .
بصيت لها واخدت ومشيت وكانت لسه بتكلم كلامها وبتقول.
_ أصله كان مغترب مش من القاهرة و ..
ولما لقيتنى خرجت من المكتب فضلت تنادى عليا.
_ يا أستاذ .. يا أستاذ سليم، انت رايح فين، هو انت خفت ولا ايه ؟!!!
وخرجت من الشركة وعلى محطة رمسيس وركبت اول قطر نازل على اسكندرية، وقتها وانا فى القطر كنت بفكر ويسأل نفسي بصوت عالى ( مين حسنين، ومين عبواحد، ومين مصطفى اللى اخدنى وروحت معاه اللوكاندة، ونزلت واتمشيت معاه فى حى السيدة، واتعشينا سوا وشربنا شاى على القهوة، معقولة كل دول كانوا عفاريت، مش كفاية عفريت واحد ) .
ساعتها وانا على الحالة دى من التوهة والسرحان، فقت على صوت الكمسارى وهو بيقولى .
_ خلاص يا أستاذ احنا وصلنا اسكندرية وكل الركاب نزله .
بصيت له ومن غير ما تكلم اى كلمة سبته ونزلت من القطر وروحت على البيت، عشان ابدا ادور على شغلانة جديدة وعفريت جديد، مش قلت لكم أنا اللى بيطلع له فى كل شغلانة عفريت، لكن للاسف فى الشغلانة دى طلع لى اورطة عفاريت .

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية سم القاسي مكتملة جميع الفصول بقلم مآآهي احمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط