مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل التاسع والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل التاسع والعشرون
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل التاسع والعشرون
– نسمة : أنتي رعبتينا عليكي والله لما الكابتن عمر …
– وقبل أن تكمل جملتها ارتسم الغضب على ملامح ندى ثم قالت مقاطعة : عمر .. عمر تااااني
قامت من مكانها متجهة لخارج الغرفة والطبيب وشقيقتها يحاولا معها بمعاودة الجلوس والراحة قليلا حتى تستعيد وعيها بشكل كامل لكن هيهات لم تكن لتنتبه إليهما حتى وما إن فتحت باب الغرفة حتى وجدت عمر واقفا أمامها وعلامات القلق تظهر على وجهه جلية لم تهتم بل تحركت لتقف أمامه وهو ما إن رآها حتى تحرك نحوها يسألها بخوف حاول أن يخفيه دون أن يلحظ ثورة ملامحها البادية عليها :
– ندى أنتي كويسة ؟؟
– أجابته ندى بغضب : أولا أسمي استاذة ندى يا كابتن عمر ياريييت متنساش ومترفعش الألقاب بينا مرة تانية ثانيا بقا لما حد يعمل حاجة قبل كده وتتضايق وتقوله ميكررهاش تاني وهو يكررها المفروض تعمل أيه ؟؟
– عمر وقد رفع حاجبه مندهشا من غضبها الغير مبرر تجاهه وأيضا لا يعلم ماذا تعني من كلماتها تلك فسألها قائلا : أنا مش فاهم حاجة ممكن حضرتك توضحي يا .. أستاااذة ندى
– ندى بانفعال وعصبية : حضرتك لما كنا في الشغل وحصل إن ضغطي وطي وأغمى عليا وحضرتك تفضلت مشكورا وشيلتني فاكر بقا لما فوقت أنا قولتلك أيه ؟؟ أقولك أنا قولتلك شيلتني ليه واني محبش أن راجل غريب عني يلمسني وأنه كان ممكن تخلي حد من زمايلي يساعدوني وطلبت منك متكررهاش تاني حصل ؟؟
– عمر وقد حرك رأسه من أعلى لأسفل مجيبا : حصل
– ندى بعصبية : ولما هو حصل ليه حضرتك شيلتني النهارده لما أغمى عليا بالرغم من أن أختي معايا وكانت ممكن تساعدني
في تلك الاثناء كانت نسمة تلكز ندى في مرفقها تجذبها من ملابسها لعلها تنتبه إليها حتى تخبرها أنه لم يفعل لكن هيهات فقد كانت ندى أشبه بالقطار السريع الذي يصدم كل شيء بطريقه ولا تستطيع إيقافه
– عمر بهدوء: وهو ده بالظبط اللي حصل يا أستاذة
– ندى بعدم استيعاب : هو أيه ده اللي حصل ؟؟
– عمر مؤكدا : أنا مشلتكيش أختك واتنين من الممرضات هما اللي ساعدوكي
– ندى وهي تنظر لشقيقتها حتى تتأكد مما سمعت فأماءت لها نسمة قائلة بصوت هامس: هو ده اللي حصل وبقالي ساعة عمالة أشد فيكي عشان أفهمك ولا حياة لمن تنادي
– ندى بحرج قائلة : أحممم على العموم شكرا لحضرتك وآسفين على تعبك وتقدر تروح أنا هطلب كريم عشان نروح فيه وكفاية أوي أننا ازعجناك وجبناك وعطلناك بالشكل ده
– عمر بجدية وصرامة : مش من حقك
– ندى بدهشة : نعم ! هو ايه ده اللي مش من حقي ؟؟
– عمر بحزم : مش من حق حضرتك تقوليلي روح لأن ببساطة مش حضرتك اللي طلبتيني أنتو أمانة حمزة وصاني عليها ومش هسيبكم لحد باب العمارة
– قاطعتها ندى بغيظ قائلة : بس …
– قاطعها عمر هو الآخر بإصرار وتصميم اكبر : مبسش ولو سمحتي من غير مهاترات مش هتفيد بحاجة ولو خلصتوا يبقا اتفضلوا عشان أوصلكم
– ندى بغيظ : اتفضلي يا ست نسمة خلينا نمشي وأنا ليا كلام تاني مع حمزة لما أشوفه
تحركا كلاهما خلف عمر الذي سبقهما للأسفل بعدما شكرا الطبيب زياد الذي طمأنته ندى أنها أصبحت بخير ولا داعي للقلق أو التأخير أكثر ..
وما إن وصلا إلى سيارة عمر حتى وجداه بانتظارهما خارجها وحينما اقتربت ندى توجهت حيث مقعد السيارة الخلفي أما نسمة فقد جلست بجواره على المقعد الأمامي وأخيرا ركب هو خلف المقود وأدار محرك سيارته وانطلق عائدا بهما إلى منزل والده صديقه
ظلا عمر ونسمة يتجاذبا أطراف الحديث طيلة الطريق والأخيرة لم تتوقف عن المزاح وكان هذا يثير غضب ندى بشدة والتي حاولت كظم غيظها قدر الأمكان إلا أنها بالنهاية انفجرت بهما صارخة :
– كفاااااية بقاااا من ساعت ما اتحركنا وأنتو مبطلتوش كلاااام أنا دماااغي صدعت حتى محدش فيكم بيراعي الانسانة اللي تعبانة وقاعدة وراكم وأ
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل الاول
كيد محتاجة للهدوء مش للهزار والرغي
– نسمة مدافعة : طب ما أحنا عمالين نهزر معاكي من بدري عشان تفكي شوية وأنتي اللي ساكتة ومبترديش على أي كلمة نقولهالك أنا أوعمر
– عمر مهدئا للأجواء التي توترت داخل عربته : نسمة خلاااص حصل خير الاستاذة معاها حق و..
– قاطعته نسمة : هو أحنا عملنا أيه يا عمر و
– هنا لم تستطع ندى الصمت أكثر ف تحدثت بعصبية وهي تجز على أسنانها بغيظ قائلة : أسمه أستاذ أو كابتن عمر لو سمحتي مترفعيش الألقاب يا نسمة الكابتن لا هو قريبنا ولا أخونا ولا محرم من محارمك ولا أي حاجة مجرد صديق جوز أختك وده ميخلكيش تتعاملي بالأريحية ديه معاااه لااازم تراعي الحدود عشان هو كمان ميتخطهاش لأن طبعا لما حضرتك قولتي عمر هو كمان رفع الألقاب وقال نسمة ومتهيألي ده ميصحش ولا أيه ؟؟
– كانت نسمة قد فغرت فيها دهشة من أسلوب ندى الحاد والفج : حقيقي أنا مش عاارفة أقولك أيه بجد أناااا ..
قاطعها عمر وهو يحرك شفاهه نحوها حتى تصمت وأخبرها بنظراته ألا تتحدث أكثر واستطاعت أن تقرأ كلمة “معلش” بوضوح من بين شفتيه فتنهدت بصوت عال ثم اتجهت ببصرها إلى نافذة السيارة دون أن تتفوه بكلمة آخرى أما عمر فحاول احتواء الموقف ف تمتم معتذرا :
– أحنا آسفين يا أستاااذة ندى وأنتي فعلا عندك حق ف كل اللي قولتيه وإن شاء الله الغلط اللي مش مقصود مش هيتكرر تاني
لم تجيبه ندى ولم يتحدث هو الآخر بل لجأ ثلاثتهم للصمت حتى وصلوا أمام بناية والدة حمزة حينما توقف وقبل أن تخرج ندى من السيارة نظرت باتجاه مرآة سيارته وقالت له بنبرة حادة بعض الشيء :
– شكرا على تعبك معانا يا كابتن بس ياريت لو حمزة طلب منك بعد كده أي حاجة تخصنا ياريت ترفضها لأننا مش عايزين نتعبك أكتر من كده
أنهت جملتها الصادمة ولم تنتظر حتى رده عليها بل اندفعت خارج السيارة سريعا وخلفها نسمة التي همس لها عمر قائلا :
– متزعليش من أختك يا دكتورة ومعلش استحمليها النهارده شكلها تعبانة والجلسة مأثرة عليها هي محتاجاكي جنبها حتى لو قالت أي كلام يزعلك عديه
– نسمة : أنا اللي عايزة اعتذرلك يا كابتن على كلامها السخيف معاك
– عمر بابتسامة قد اغتصبها ليرسمها على شفتيه عنوة : أنا ملتمسلها العذر ومش زعلان
– ابتسمت نسمة بإمتنان : شكرااا يا عمر على تعبك ووقتك وآسفين أننا عطلناك
– عمر بود : عيييب متقوليش كده حمزة أخويا وانتو أخواتي يعني مينفعش تشكريني حتى
وقبل أن ترد عليه وجدت ندى تهتف باسمها بصوت عال :
– نسممممة يلااا هتقفي عندك للصبح ميصحش وقفتك ديه يلاااا
– نسمة لعمر : أنا همشي لأن الواضح أن ندى مش ف حالتها الطبيعية خاالص وممكن تتصرف أي تصرف غير متوقع سلااام يا كابتن
– عمر : سلااام يا دكتورة
وما أن تحركت من أمامه حتى انطلق بسيارته مسرعا وكان كلما شعر بالضيق من كلمات ندى الحادة التي مازال صداها في أذنيه زاد من سرعة سيارته حتى شعر أنه على وشك افتعال حادث مما جعله يتوقف على جانب الطريق قليلا
ياالله لقد آلمته بشدة .. كلماتها كانت أشبه بنصل حاد يغرز في قلبه لا من أجل الكلمات في حد ذاتها لكن بسبب ما تعنيه إياها أنها لا ترغب بوجوده في حياتها من الأساس يبدو أن ما تحمله من مشاعر تجاهه عكس ما يحمله هو لها فمن الظاهر أن مشاعرها نحوه سلبية للغاية
ومع ذلك شعر بالشفقة من أجلها ف هي الآن تحتاج لمن يدعمها ويقويها وهو لا يمكنه أن يقوم بذلك فوجد أن صديقه هو أنسب من يقوم بهذا الدور فاتصل به وتمنى أن يجده قد أنهى الاجتماع وقام بتشغيل هاتفه
وبالفعل ما أن ضغط على رقمه حتى استمع ل رنين هاتفه لحظات وأتاه صوت حمزة قائلا :
– عمر هااا طمني روحت البنات ولا لسة ؟؟ وندى أخبارها أيه ؟؟
– عمر مطمئناً أياه : روحتهم ياصاحبي متقلقش أستاذة ندى كويسة بس متهيألي أنها محتاجاك ياريت لو تقدر تروح دلوقتي يكون أفضل
– حمزة بقلق : أيه اللي حصل وخلاك تقول كده يا عمر ؟؟ مخبي عليا أيه ؟
– عمر : وأنا هخبي عليك أيه بس ..هي كانت عصبية جدا فأنا حسيت أنها محتاجة حد يقويها ..يهديها ويسمعها مش عارف فكرت أكلمك بس ديه كل الحكاية مفيش حااجة تقلقك
– حمزة بشك : مش مقتنع بس عل العموم أنا خلصت الاجتماع هرجع على البيت اطمن على ندى وبعدين أشوف هعمل أيه
– عمر متملصا من حصار صديقه : تمام يا صاحبي هقفل أنا بقا عشان معايا مكالمة ضروري سلاااام يا باشاااا
أغلق عمر الخط قبل أن ينتظر رد صديقه مما آثار تعجب حمزة وجعله يتأكد أن هناك أمر يخفيه صديقه عنه لذا هرب منه قبل أن يضغط عليه
أخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وتحرك عائدا لبيت والدته ليطمئن على ندى
وحينما وصل أمام باب شقته سمع صوت شجار عال بين المدعوة زوجته وشقيقتها
وقد كان شجارهما قد بدأ منذ وصولهما ف بمجرد دخول ندى الشقة توجهت لحجرتها ولم تستطع نسمة تمرير الأمر ف دخلت الحجرة خلفها
وتسائلت بنبرة غاضبة:
– ممكن افهم أيه اللي عملتيه ده ؟؟تحكماتك وأسلوبك السخيف قبل كده كوم والنهارده كوم تاااني
– ندى بغضب مماثل : اللي عملته أنا ؟؟ واللي أنتي عملتيه عاادي !!مش عاملة احترام لأختك الكبيرة ولا حتى ل حمزة شوية تهزري مع الدكتور وشوية مع الكابتن
– نسمة بانفعال : أنا حرة ولازم تفهمي يا ندى أنا مبقتش طفلة عشان تعامليني بالشكل وبعدين ده كان مبررك للتعامل معايا تمام طب أيه تبريرك للكلام الزفت اللي سمعتيه ل عمر؟؟
كانت حلا قد دخلت إليهما حينما استمعت صوت شجارهما الحاد وكريمة آثرت تركهما بمفردهما حتى لا تحرجهما حاولت حلا التدخل مهدئة للحوار الدائر بين كليهما
– يا جماعة استهدوا بالله أيه اللي حصل للعصبية ديه كلها
– اجابتها نسمة بغضب : الاستاذة فاكرة الناس كلها غلط وهي الوحيدة اللي صح مش بس كده ديه بتعاملنا كلنا كأننا تلاميذ في الفصل وناقص تمسكلنا العصاية مش مكفيها أختها لأ دخلت على عمر كمان طب أنا أختك وبستحمل وبقول بتعمل كده حب ليا وخوف عليا لكن الراجل اللي كان جااي يساااعد وعطل نفسه عشان يروحنا ده يكون جزااائه ليييه ؟؟
في تلك الأثناء وجدوا حمزة أمامهم صاح بهم قائلا :
– في أيه؟؟ صوتكم وااصل ل تحت أيه اللي حصل ؟؟
– ندى بانفعال : أهلا ب حضرت الرائد اللي مستحملش يستنى ساعة مشي وسابنا لصاحبه
– نسمة بدهشة : أنتي أيييييه ؟؟ حتى جوزك اللي مبيفكرش في أي حاجة إلا أزاي يساعدك وعلطول بيدافع عنك وأنتي ولا أنتي هنا مبتعمليش حاجة غير البكاء على الأطلال ومبتقدريش أي حاجة بيقدمهالك وبعد كل ده هوكمان مش هيسلم منك ولا تكونش ديه حفلة توزيع اتهامات والله ….
– قاطعها حمزة بأشارة من يده ثم قال بهدوء: نسمة سبيها تقول اللي هي عايزاه
– ندى بعصبية : أه بقا سبيها يا نسمة عشان أختك مجنونة والمفروض تعاملوها عل هذا الأساس صح يا حضرت الرائد ؟؟
– حمزة بنبرة هادئة لكن واثقة : لأ مش مجنونة يا ندى بس مضغوطة وعندك مشاعر سلبية محتاجة تخرجيها ولو مكناش احنا هنتحمل ده يبقا وجودنا في حياتك ملوش لازمة وعشان أرد على اتهامك ليا اللي أنا عارف وواثق أنك متأكده انه مش حقيقة وإني لا يمكن اسيبكم إلا للشديد الأوي وأنه ده حصل غصب عني لأمر أقوى مني ..أنا بمجرد ما نزلت جالي تليفون من اللواء شخصيا وطلبني أكون في الادارة لأمر طاريء وف شغلنا مفيش اعذار ف كان لازم اتحرك في ساعتها واروح ولما بعت حد بعت شخص أثق فيه زي ما بثق في نفسي بالظبط ..كده أنا رديت على الجزء اللي يخصني ودلوقتي بردو عايز أعرف أيه اللي حصل وليه الغضب ده كله بينكم ؟؟
– نسمة بغيظ: أختي الكبيييرة هزأتني قدام صاحبك .. صاحبك اللي المفروض جاي يساعد ويحل أزمة ومسلمش من لسانها ولا اتهاماتها صاحبك اللي عاملته زي ما يكون جاي يشحت منها أنا معرفش أزااي قدرت تتعامل معاه بقلة الذوق ديه قدامي
– ندى بانفعال : نسمة ألزمي حدودك ومتنسيش أنك بتكلمي أختك الكبيرة
– حمزة وقد اعتلت الدهشة عل وجهه فسأل نسمة : أيه اللي حصل مع عمر يا نسمة ؟؟
– نسمة :استاذة ندى لما خرجت من عند الدكتور دخلت أنا أسأله على حاجة ثواني وسمعت صوت عمر بيصرخ باسمها خرجنا جري أنا ودكتور زياد لقيناها واقعة في الأرض مغمى عليها وكابتن عمر واقف جنبها قولتله يشيلها عشان يدخلها جوه مرضيش حاول الدكتور يشيلها زعق فيه ورفض أن أي راجل يلمسها وقال ديه أمانة صاحبي ولازم أحافظ عليها وطلب إني اسندها مع حد من التمريض وفعلا ده اللي حصل تقوم أختي بقا أول ما تفوق وتسمع بس أسم عمر وقبل ما أكمل بقية كلامي تخرج جري تسمعه من المنقي يا خيار وأزاي تشيلني وعملت كده قبل كده وقولتلك متكررهاش ومعرفش أيه وعملت زي القطر وأنا اخبط فيها أشد هدومها أبداااا لا حياة لمن تنادي ومترفعش الألقاب أحنا مش اصحاب ومتتعبش نفسك هنروح لوحدنا ولما أصر واحنا في العربية بنتكلم على اساس نضحكها ونغير جو القعدة قلبت علينا وصرخت فينا وهزأتني وادته المحاضرة التانية من التوبيخ اللازم وختمتها وهي نازلة بجملتها المستفزة لو حمزة كلمك تاني علي أي حاجة تخصنا ارفض عشان أحنا مش عايزين نتعبك والله كان ناقص تديله بالقلم
تعجب حمزة بشدة من موقف ندى العدائي تجاه عمر ف خشى أن يكن صديقه قد فعل أو قال شيئا من شأنه وصول ندى لهذا القدر من الغضب لكن عقله يخبره أن صديقه حتما لن يفعل هذا لكن قرر أن يسألها حتى يقطع الشك باليقين فسألها بحذر قائلا :
– ندى هل صدر من عمر أي تصرف أو كلام ضايقك ؟؟
– نسمة مدافعة : يا حمزة هو الراجل نطق ديه من وقت ما شافته وهي ماشاء الله نازلة فيه تقطيم وتنظير
– حمزة متجاهلا حديث نسمة وعاد تساؤله لندى : يا ندى مردتيش عليا هل صدر من عمر أي فعل أو كلام غير لائق مش شرط النهارده قبل كده حتى ؟؟ حصل منه حاجة زي كده؟؟
– ندى باقتضاب : لأ
– حمزة بتعجب متسائلاً : ولما هو لأ يبقا ليه عاملتيه بالشكل ده ؟؟وايه خلاكي ترفضي أنه يوصلك ؟؟
– ندى باندفاع : لأني مش برتاحله أنا حرة في مشاعري تجاهه هو صاحبك أنتا مش لازم تفرضه علينا مش برتاحله وخلاص لله ف لله من غير أسباب
تألم حمزة لأجل صديقه بشدة ياللمفارقة العجيبة هو يحمل لها كل هذا الكم من الحب وهي عل النقيض تحمل له كل هذا الكم من البغض لكن مع ذلك تجاهل الأمر وسأل نسمة :
– طب أنا لحد دلوقتي مش فاهم أنتي وهي اتخانقتوا ليه يا نسمة ؟؟
– نسمة بضيق: أسأل مراتك؟؟
– ندى بسخرية : مش محتاج يسأل لأنه شاف بنفسه قلة أدبك مع الدكتور واللي عملتي زيها مع الكابتن و..
– قاطعتها نسمة بدهشة ممزوجة بألم من كلمتها الجارحة خاصة أمام كلا من حلا وحمزة : قلة أدبي !! أنتي بتقوليلي أنا كده يا ندى ؟؟ بتقولي لأختك كده ؟؟ لحد هنا وخلص الكلام مبقاش في كلام تاني ممكن يتقاال ثم توجهت ببصرها ناحية حمزة قائلة بعد اذنك أنا هبات هنا النهارده وبكره الصبح معلش أنا هسافر هرجع اسكندرية تاني وجودي هنا أصلا غلط ومتخافش عليا هعرف أحمي نفسي كويس
– حمزة محاولا تهدأتها وتطييب خاطرها : نسمة محصلش حاجة لكل ده أختك الكبيرة ومضغوطة شوية بعد الجلسة وقالت كلام بدون قصد أنتي دكتورة وعارفة
– نسمة بأصرار : متتعبش نفسك يا حمزة أنا مش هقعد هنا تاااني كفاية لحد كده ثم توجهت ببصرها تجاه حلا قائلة معلش أنا هنام النهارده جنب طنط ونامي أنتي جنبها
خرجت نسمة مندفعة من الغرفة فاقترب حمزة من شقيقته وقال بصوت خفيض :
– روحي وراها يا حلا وطيبي خاطرها بكلمتين وحاولي تهديها وتفهميها ندى مش ف حالتها الطبيعيةومش مدركة هي بتقول أيه الواضح أن الجلسة كانت صعبة عليها روحيلها ومتسبيهاش لحد ما أشوف ندى وربنا يقدرني
– حلا : حاااضر يا ابيه تصبح على خير
– حمزة : وأنتي من أهله
خرجت حلا من الحجرة هي الآخرى وبقى حمزة وندى بمفردهما وبينما هوينظر إليها بلوم ممزوج بشفقةحتى صاحت به قائلة باندفاع :
– مش عايزة حد يقولي عملتي كده ليه ؟؟ ولا اتصرفتي غلط ولا أي حاجة من الكلام ده
لم يعلق على كلماتها بل قطع تلك المسافة القصيرة التي تفصلهما ثم جذبها من معصمها بقوة أجفلتها وقبل أن تعي ما يحدث حتى وجدت نفسها بين ذراعيه وهو يضمها بقوة ظلت تتملص بين يديه وهو يحدثها محاولا تهدئتها قائلا :
– شششش ندى أهدي أهدي أنا مش عايز حاجة منك غير أنك تفرغي كل الوجع اللي جواكي ف حضني
– ندى بانفعال وغضب هيستيري : ابعد عني متلمسنيش أنتا لا يمكن تكون جوزي يوسف بس هو اللي جوزي هو اللي من حقه يلمسني هو اللي كان بياخدني ف حضنه ويطمني ويقولي كل حاجة هتبقى تمام يوسف ه….
– قاطعها حمزة بقوة وثبات : يوسف ماااات الله يرحمه يا ندى
– ظلت تتملص بين يديه وهو يحكم ذراعيه من حولها كان تهز رأسها بجنون قائلة : لأ لأ أنتا كداااب كلكم كدااابين هو عااايش هو قالي أنه مش هيسيبني
– حمزة بنفس الثبات : ندى فوووقي يوسف ماااات بس أنتي لسة عااايشة ولازم تكملي وتعيشي حياتك مينفعش نوقف حياتنا على اللي ماااتو مهما كانت مكانتهم ف قلوبنااا
– ندى بانهياار : أأاااه .. أاااااه شيل الوجع من قلبي لو تقدر وأنا أعيش نفسي نفسي يا حمزة أنسى طعم المرارة اللي جواايا من ساعت ما رااح وسابني
– حمزة بأحتواء وحنو: ندى أنا موجوود وهفضل دايماً موجود عايزة تصرخي صرخي عايز تعيطي عيطي بس متسبيش حضني لأنك محتاجاه بلاااش مكاابرة اعتبريه حضن أخ
لم تبتعد عنه وقد استكانت بين ذراعيه فخفف من قبضته حولها لكنها ظلت تذرف الدمع انهارا وهي تتمسك بمقدمة قميصه بقوة لم ينطق بل تركها تفرغ ما في جعبتها بينما كان هو يمرر يديه أعلى حجابها التي كانت مازالت ترتديه منذ قدومها من الخارج ويده الآخرى تضمها إليه بحنو ودفء وبين الحين والآخر كان يهمس في أذنها ببضع كلمات قليلة لعلها تهدأ وبعد عدة دقائق لا يعلم طالت أم قصرت لكن جل ما يعلمه انها كانت مؤلمة بحق فلقد كان بكائها يقطع نياط القلب وأخيرا انقطع صوت بكائها ولم يتبقى منه سوى نهنهات وشهقات ضعيفه بين الفينة والآخرى حتى شعر فجأة بارتخاء جسدها بين يديه وانتظام انفاسها ف علم أنها راحت في ثبات عميق أو لعل قواها قد خارت فسقطت مغشيا عليها لا يعلم ف حملها بهدوء ووضعها على فراشها وحينما هم بأن يعتدل ليتركها تمسكت به بقوة ورفضت أن تتركه سمع صوت همهتها وهي تهمس بصوت بعيييد تترجاه ألا يتركها ومع تمسكها به لم يجد مفر من البقاء بجوارها وبالفعل استلقى على ظهره نصف استلقاء وقد اسند ظهره على مسند السرير ولم يخرجها من بين أحضانه ولم تترك هي قبضتها المتشبثة به اقترب منها ليحل عنها حجابها حتى تستطع النوم دون أن تشعر باختناق لكنه لم يبعده عنها نهائيا بل تركه يغطي شعرها ….
بعد عدة دقائق آخرى سمع طرقات خفيفه على باب الغرفة فأذن للطارق بالدخول وقد كانت شقيقته جاءت لتطمئن على ندى وحينما رأته بجوارها على الفراش تمتمت معتذرة بحرج قائلة :
– معلش آسفة يا أبيه معرفش أنك هتنام هناا ؟؟
– ابتسم حمزة قائلا : مبتقوليش أبيه ألا لما بتزعلي مني أو تتكسفي أو تكون أعصابك مشدودة يا ترى دلوقتي بقا أيه ضحك بمزاح وأردف : متقوليييش ..ههههه مكسوفة يا نهااار ابيض النهاردة كام في الشهر عشان نسجل اليوم ده
– حلا بابتسامة : بس بقا يا موووزة بطل رخامة المهم نودي عاملة أيه دلوقتي
– حمزة بألم :مش عارف والله يا حلوتي عيطت كتييير اوووي قلبي وجعني عليها بجد فضلت تعيط لحد ما نامت وهي واقفة ولما حطتها على السرير فضلت ماسكة فيا زي ما أنتي شايفة ومعرفتش اسيبها واضطريت أنام جنبها
– حلا بحزن : صعبانة عليا أوووي بس معقول كل ده من الجلسة وكمان أول جلسة هو ده طبيعي ؟؟
– حمزة وهو يتنهد قائلا : دكتور زياد أنا كلمته وأنا جاي في الطريق وقالي أن أي انفعال منها هيبقا كويس ويفضل أنها تطلع ده بأي صورة سواء بقا تعيط تصرخ تتخانق تنفعل مش مهم وكل لما كانت انفعالاتها اكتر كل ما كان ده أفضل
– حلا بسخرية: وأنتا مصدق دكتور حتة ده ! مش عارفة جايب منين الثقة ديه كلها فيه ؟؟
– حمزة بصدمة : دكتور حتة !! جبتيها منين ديه؟؟بس تصدقي بقا والله هو عنده حق أنتي معندكيش أي تصالح مع نفسك خااالص يعني بتتريقي عليه وأنتي أصلا مش باينة من الأرض
– حلا بغيظ : حتة جاب سيرتي وانتا واقف!! وسكت ومدافعتش عني !! وكماااان دلوقتي بتتنمر عليا وبتقولي مش باينة من الأرض ده أنا كلي رقة وأنوثة بس أنتو اللي مش عارفين قيمتي ماااشي يا أبيه طب تصدق بقا من هنا ورايح لقبه بقا حتة
– حمزة بدهشة: أتنمر عليكي !! يا بنتي ده أنتي التنمر ذاته ده أنتي لو ملاقتيش حااجة ولا حد تتنمري عليه بتتنمري على نفسك.. المهم نسمة عاملة أيه دلوقتي ؟؟محاولتيش تهديها بالكلام شوية ؟؟
– حلا : حاولت والله بس ندى عكت معاها أوووي ديه مصممة تمشي الصبح متضاايقة جداا أنا قولتها أن نودي أكيد غصب عنها اتعاملت كده بس الواضح بردو أن في تراكمااات وأن دايما كانت بتعاملها بطريقة جافة شوية فيها توبيخ أكتر وده اللي قالتهولي أنها مش أول مرة تحرجها أو تكلمها بالشكل السخيف ده صحيح المرادي زيادة خاصة في وجود أبيه عمر وبعدها كلامها معاها قدامنا وده اللي خلاها انفجرت هي كمان فيها .. صحيح انتا كلمته تلاقيه زعلان هو كمان من كلام نودي ؟؟
– حمزة بحيرة : مش عارف والله يا حلا هو اللي كلمني عشان آجي واكون جنب ندى بس مقلش على حاجة من اللي حصلت هو صوته كان متغير وحسيت أنه متضايق لكن متكلمش على العموم الصبح هبقا أكلمه
– حلا : إن شاء الله طيب أنا هروح انام في أوضتك بقا عشان اسيبكم على راحتكم
– حمزة : لأ لأ تروحي فييييين أنتي عايزة تسيبني لوحدي معاها ديه لما هتصحى الصبح وتلاقيني نايم جنبها ممكن تقيم عليااا الحد كمان عايزة تسيبينا لوحدنا هتقولك بس ده استغل الفرصة لا يا حبيبتي أنتي هتفضلي هنااا عشان تشهدي أني معملتلهاش حاجة وأن هي اللي كانت ماسكة فيا ومرضتش تسيبني
– حلا بمزااح : بس أنا مشوفتش كده أكدب يعنيييي أنا هقولها أنا كنت مع نسمة وسيبتكوا لوحدكوا رجعت لقيت موووزة نايم جنبك ولقيتكوا ف وضع كسفنييي جدااا فخرجت بسرعة نمت في أوضته ومعرفش أيه اللي حصل
– حمزة بغيظ : يا بنت ال…. بتسلميني تسليم أهاااالي ماااشي ياحلووووو يا حلووو أنتي طب عشان يكمل الاتهام بقا تعالي ساعديني أقلع القميص ده مش هعرف أنام وأنا متكتف كده
– حلا بسخرية وهي تلوي شفتيها يمينا ويسارا وتحرك سبابتيها يمينا ويسارا : يالهوووي يا لهووووي وكمان هتقلع القميص يا فضيحتك يا ندى يا حبيبتي يا نووودي على اللي هيحصل فيكي
– حمزة وقد رفع حاجبيه مندهشا مما تفعل شقيقته ثم قال: أنتي بتعددي!بقيتي بيئة أوي يا بت .. طب الأولى تعددي عل أخوكي واللي هيحصل فيه لما تصحى وتشوفني كده بس ولا يهمني هو أنا بخااف يلاااا يا جزمة تعالي
اقتربت حلا من شقيقها وعاونته في خلع قميصه الذي القاه أرضا بجواره وبقى بجوار ندى والتي من المفترض أنها زوجته عاري الصدر نظرت شقيقته إليه وظلت ترمقه من أعلى لأسفل وهي تحرك يدها على ذقنها ثم قالت وهي تضحك:
– مووزة أنتا مستني بعد منظرك ده أن نودي تصدق أنك كنت نايم جنبها ببراءة
– حمزة مشيحاً بيده لشقيقته : بت أتلممممي وغوووري يلاااا ناامي
– حلا بمكر : طيب تصبح على خير لو احتاجتني ف حاجة أبقى رن عليا عشان مش هسمعك أوضتك بعيدة عن هنا
– حمزة بتملق : حلوتي قلبي أنتي روحي اتخمدي على السرير ده يلاااا مفيش نووم ف أوضتي هتنامي هنا يعني هتنامي هنااا
– حلا بمزاح : اهوووو خااايف أهووووه اعترف اعترف أنك خااايف
– حمزة : أأاه خاااايف مش المثل بيقولك من خاااف سلم وبعدين أنا محبش حد يتهمني بتهمة ظلم وحاجة معملتهاش ثم إن اللي نايمة ببراءة ديه عليها حمززززة ولا بتاعت اللوا يلا خلصيني ونامي بقا
– حلا بمكر : طب تدفع كام ؟؟
– حمزة وقد رفع حاجبه بدهشة: أدفع كاااام ؟؟ مادية حقيرة ثم تنهد باستسلام قائلا :روحي نامي دلوقتي والصبح نتفاهم ف موضوع كام ديه
– حلا :وأنا واثقة فيك ..
– حمزة بغيظ : لأ يا بت عندك ضميير أووي غوووري
ضحكت حلا ثم توجهت نحو الفراش الآخر وتمددت عليه واسند حمزة رأسه للخلف لعله يستطيع النوم بتلك الوضعية الصعبة لكن ما باليد حيلة أغمض عيناه واستسلم لسلطان النوم ….
وفي الصباح بدأت ندى تستفيق تدريجيا وما أن حركت يدها حتى اصطدمت بملمس دافيء بجوارها حينئذ شعرت بالفزع الشديد وفتحت عيناها كليا لترى ما صدمها أكثر انه حمزة يتسطح على الفراش بجانبها عاري الصدر خفق قلبها فزعا مما تراه عيناها وبدأت الأسئلة تتكالب على ذهنها ماذا يفعل حمزة بفراشها ؟؟ لما هو بهيأته تلك ؟؟ ماذا حدث بينهما بالأمس ؟؟ آخر ما تذكره أنها كانت تبكي بين أحضانه هذا الخاطر قد أخجلها بشدة لكنها عادت وتسائلت كيف جاءت إلى هنا وما حدث بعد ذلك هي لا تعلم وأخيراااا حينما فشل عقلها ف الإجابة عل كل تلك التساؤلات حتى صرخت هاتفة باسم هذا الراقد جوارها بسلااام حتى أفزعته هي بصراخهااا قائلة :
– حمزززززة .. حمززززة
– حمزة بخضة وهو يفتح عيناه فزعا ويقلبها حوله بخوف : أيه في أيييه ؟؟ البيت بيولع !!
– ندى بغضب : أنتا أيه اللي منيمك جنبي وبمنظرك ده ؟؟
بماذا سيجيبها حمزة؟؟ مقلب سيفعله حمزة بندى ف كيف تتصرف معه ؟؟وهل ستصدقه ؟؟ هل ستسامح نسمة شقيقتها أم ماذا ؟؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة ..فانتظرونييي
إلي هنا ينتهى الفصل التاسع والعشرون من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .