لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم استغفرالله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
بسم الله توكلنا على الله
قرر بدر ان هو اللي يشيل القضية لوحده ويخرج حمزة منها. سجنهم هما الاتنين هيكون ضرر لاهلهم. وقف بدر قدام وكيل النيابة واعترف بكل جرائة وقال:
– انا بعترف ان انا صاحب المخدرات اللي كانت في الشادر، حمزة ميعرفش عنها أي حاجة، انا كنت بتاجر فيها من وراه، وعشان كده لما اتقبض عليا كنت انا اللي في الشادر لوحدي وحمزة مش بيجي الشادر خالص ولا يعرف عنه أي حاجة، يعني انا بعترف ان انا المسؤول الوحيد والأول والأخير عن المخدرات اللي في الشادر وحمزة ملوش علاقة بأي حاجة
نظر له وكيل النيابة وقاله:
– انت فاهم نتيجة اللي انت بتقوله ده ايه؟ انت كده بتشيل القضية لوحدك.. لو حد اجبرك تقول كده صارحني وصدقني انا هساعدك
هز بدر راسه بالرفض القاطع وقال:
– انا بقول الحقيقة.. انا صاحب المخدرات اللي لقيتوها في الشادر واتقبض عليا متلبس وانا في الشادر لوحدي ومفيش حد تاني يعرف بموضوع المخدرات ده
نظر له وكيل النيابة بدهشة وسجل اعترافه. اتصدم المحامي من اعتراف بدر وخرج من غرفة التحقيقات وهو مصدوم. قرب منه عم مهران ووالد جميلة بلهفة عشان يطمنوا ايه اللي حصل مع بدر. وقف حمزة وايديه مكبلة بإيد احد رجال الشرطة.
اتكلم المحامي بصدمة وقالهم:
– بدر اعترف ان هو صاحب المخدرات اللي كانت موجودة في الشادر وعايز يشيل هو القضية لوحدة
اتصدم عم مهران وترنح في وقفته. وقف جنبه والد جميلة بسرعه عشان يسنده. وقف حمزة بصدمة بعد ما سمع كلام المحامي. مكنش فاهم ليه بدر عمل كده وهو متأكد ان بدر ملوش علاقة بالمخدرات.
خرج بدر من غرفة التحقيقات وقرب منه احد رجال الشرطة عشان ياخدوا معاه. قرب منه حمزة وهو بيسأله بصدمة:
– ايه اللي انت عملت ده يا بدر؟ انت ملكش دعوه بالمخدرات دي!
اتكلم بدر وهو بينظر لوالده اللي واقف بتعب ووالد جميلة بيسنده:
– انا عملت كده عشان ابويا وعيلتك يا حمزة، لازم واحد فينا يكون برا عشانهم
اتكلم حمزة بغضب:
– احنا الاتنين هنخرج يا بدر، المخدرات دي بتاع فؤاد وهو اللي حطها في الشادر من غير ما احنا نعرف واحنا هنثبت ده
اتكلم بدر بحزن:
– وفؤاد اثبت ان انت المسؤول عن الشادر وانا اتقبض عليا متلبس في الشادر يعني احنا الاتنين اللي هنشيل القضية
وقف حمزة ينظر لـ بدر بصدمة. اتكلم بدر مرة تانيه وقال:
– عشان كده كان لازم حد فينا اللي يشيل القضية والتاني يخرج، وانا واثق ان انت هتخلي بالك من ابويا يا حمزة
وقف حمزة مكانه مصدوم، اتحرك بدر مع رجل الشرطة اللي معاه وقال لحمزة قبل ما يبعد عنه:
– لما تخرج ابقى طمني عليك ومتنساش تزورني وخلي بالك من ابويا يا حمزة
وقف حمزة يتابع ابتعاد بدر عنه بحزن شديد، وقف يلتقط انفاسه بصعوبه وهو حاسس بنار في قلبه مشتعله ومش هيطفيها غير لما يثبت برائة بدر.
*****
في بيت جميلة.
قعدت جميلة تنتظر عودة والدها بقلق، كانت مصدومة بعد اللي حصل ومش مصدقه ان حمزة خدعها وكان بيتاجر في المخدرات وبيخفي تجارته في شغله الشادر.
قربت منها اختها تسنيم وقالت لها:
– شوفتي يا جميلة عشان تصدقيني، مش قولتلك ان البرنس مستحيل يتغير. اهو طلع بيشتغل في المخدرات وقدر يضحك عليكي
نظرت لها جميلة بغضب وقالت لها:
– اكيد في حاجة غلط. انا متأكده ان حمزة مستحيل يخدعني
سمعوا صوت فتح الباب، دخل والدهم وهو بيخفض وجهه بحزن، قربت منه جميلة بلهفة وسألته:
– طمني يا بابا ايه اللي حصل؟!
قعد والدها علي اقرب مقعد في الشقه وقالها:
– والله يا بنتي انا مش فاهم حاجة، يعني حمزة قال انه ميعرفش حاجة عن المخدرات اللي اتمسكت في الشادر اللي هو مسؤول عنه، وصاحب الشادر اثبت ان حمزة هو المسؤول الوحيد عن كل حاجة موجودة في الشادر، وفي نفس الوقت بدر اعترف ان هو صاحب المخدرات اللي كانت في الشادر
اتكلمت تسنيم بثقة:
– وبدر عمره ما اشتغل لوحده يا بابا، بدر طول عمره شغال مع حمزة، يعني المخدرات دي اكيد بتاع حمزة هو كمان، مهو مفيش دخان من غير نار
نظرت جميلة لأختها بصدمة وعقلها شارد في التفكير. معقول حمزة خدعها فعلا وكان بيتاجر في المخدرات واستخدم شغله في الشادر عشان يخفي تجارته خلفه!
قام والدها وقف واتنهد بتعب وقال:
– بكره الحقيقه تظهر ونعرف حمزة فعلا متورط في القضيه دي ولا لأ
اتكلمت جميلة بصوت بارد بدون أي مشاعر:
– هو حمزة فين دلوقتي يا بابا؟
اتكلم والدها بحزن:
– هيفضل محبوس لحد ما التحقيق ينتهي والقضيه تتحول للمحكمة والقاضي هو اللي هيحكم
وقفت جميلة تنظر امامها بصدمة، انسابت الدموع من عينيها وركضت على غرفتها، اتنهد والدها بحزن ودخل غرفته وقفل على نفسه. خرجت والدة جميلة من المطبخ وشافت تسنيم واقفه لوحدها، قربت منها وسألتها واقفه ليه، اتكلمت تسنيم بسخرية وقالت:
– بابا رجع دلوقتي وبيقول ان حمزة فعلا تاجر مخدرات
شهقت والدتها وضربت على صدرها بصدمة.
*****
في بيت والدة كرم.
قعد كرم في بيته وهو خايف من اللي هيحصل، خايف فؤاد او البرنس، أي حد فيهم يكتشف سرقته للشادر وان هو اللي بلغ عنهم. سمع صوت طرق على باب بيته، جسمه انتفض بخوف وهو بينظر لباب البيت، اتحركت امنيه عشان تفتح الباب. فتحت ولقت واحد من رجالة البرنس اللي بيشتغلوا معاه واقف قدامها وبيسأل عن كرم وبيظهر عليه التوتر والقلق.
وقف كرم بسرعه وقرب منه ودفع امنيه بعيد عن الباب واتكلم معاه بتوتر:
– خير يا مصطفى في ايه؟
اتكلم مصطفى بتوتر وحزن:
– وهيجي الخير منين بس، انت عرفت المصيبه اللي حصلت؟
بلع كرم ريقه واتكلم بتوتر:
– مصيبة ايه قلقتني؟
اتكلم مصطفى بحزن:
– بدر والبرنس اتقبض عليهم والحكومه لقوا الشادر مليان مخدرات
شهقت امنيه بصدمة لما سمعت ان البرنس اتقبض عليه، نظر لها كرم بطرف عينيها وارتفع صوته وهو بيأمرها انها تدخل الغرفة وتقفل عليها. اتحركت امنيه بخوف ودخلت الغرفه بسرعه لكنها وقفت جنب الباب عشان تسمع باقي حديث كرم مع صاحبه. دخل كرم ودخل معاه مصطفى وقعدوا يكملوا كلامهم. اتكلم مصطفى بحزن وقال:
– انا مش عارف ده حصل ازاي! وازاي الشادر طلع مليان مخدرات واحنا منعرفش
نظر له كرم بمكر. تابع مصطفى حديثه بحيرة وقال:
– يعني لما البرنس كان شغال في الشغل الشمال، مفيش مرة دخلنا قسم! ولما يشتغل شغل حلال وياخدنا كلنا معاه يحصل كده ويتلفق له قضية زي دي هو وبدر!
اتكلم كرم بمكر وهو بيتابع انفعالات مصطفى:
– ومين قالك ان البرنس ساب شغله الشمال وان القضية دي اتلفقت له!
نظر له مصطفى بصدمة، تابع كرم حديثه وقال:
– البرنس كان لسه شغال في الشمال، بس مش البلطجة واللعب بتاع زمان ده، البرنس اشتغل في الشمال بس علي تقيل اوي وضحك علينا كلنا بحوار التوبه والشغل الحلال والكلام الفاضي ده، عشان يداري على شغله التقيل وكمان عشان منطلبش منه فلوس كتير
اتصدم مصطفى من كلام كرم واتكلم بزهول:
– يعني ايه الكلام ده! يعني البرنس كان شغال في المخدرات فعلا وكان بيضحك علينا هو وبدر!
هز كرم راسها بتأكيد. وقفت امنيه بداخل الغرفة وهي هتموت من الخوف بعد سجن البرنس، اكيد كرم مش هيرحمها وهي مبقاش ليها حد يقف له دلوقتي ووالدها مستحيل هيحميها من كرم.
اتكلم كرم مع مصطفى بمكر:
– البرنس وبدر ضحكوا علينا عشان يكسبوا هما الملاين واحنا ناخد ملاليم واحنا راضين وفاكرين ان ده القرش الحلال اللي قالوا عليه
استغرب مصطفى من كلام كرم، حاول يصدق ان ده فعلا اللي حصل وان البرنس وبدر خدعوهم بس عقله كان رافض يصدق الكلام ده لانه شغال مع البرنس من سنين وعارف ان البرنس مش كده وعمره ما استخسر حاجة في رجالته ودايما كان بيديهم اللي يكفيهم وزياده، وعارف ان البرنس كلمته واحده ولو كان فعلا بيتاجر في المخدرات كان هيقولهم ويديهم حقهم وزيادة! كلام كرم مكنش مقنع ابدا لـ مصطفى وخصوصا ان مصطفى كان عارف ان كرم دايما ندل وبيحقد على البرنس رغم ان البرنس دايما بيقف جنبه وعمره ما اتخلى عنه.
وقف مصطفى وهو شارد في أفكاره ونظر لـ كرم وقاله:
– انا همشي دلوقتي ارجع على بيتي ونشوف ايه اللي هيحصل واكيد الحقيقه هتبان
اتكلم كرم بتأكيد:
– المهم تعرف كل الرجالة انهم يبعدوا عن البرنس وبدر خالص عشان اللي هيقرب منهم هيتاخد في الرجلين معاهم
نظر له مصطفى بغضب مكتوم وخرج من بيته، قعد كرم يبتسم بسعادة بعد ما عرف ان البرنس وبدر الاتنين لبسوا القضيه، بس مكنش يعرف ايه اللي حصل مع فؤاد وكان خايف من تسجيل الكاميرات اللي ممكن تفضحه بسهوله وفكر يتصل بـ زوزو عشان تساعده في الموضوع ده.
وقفت امنيه خلف باب الغرفة وهي بتبكي بخوف من اللي هيعمله فيها كرم بعد ما البرنس اتسجن.
مسك كرم تليفونه واتصل على زوزو. ردت عليه زوزو واتكلم كرم بصوت مسموع لـ امنيه وهي خلف باب الغرفة:
– زوزتي حبيبتي وحشتيني
فتحت امنيه عينيها بصدمة لما سمعته بيكلم واحده، قربت اكتر من الباب عشان تسمع بوضوح. اتكلم كرم مع زوزو :
– بقولك ايه؟ الدنيا امان عندك ولا ايه النظام؟
اتكلمت زوزو على الجانب الاخر:
– امان الامان بس انت بتسأل ليه اوعا تكون عايز تيجي دلوقتي!
اتكلم كرم بتوتر:
– انتي متعرفيش جوزك فين؟
استغربت زوزو وقالت:
– اشمعنا يعني؟!
اتكلم كرم بتوتر:
– اصل شحنة المخدرات اللي كانت في الشادر اتمسكت والبرنس اتقبض عليه هو وبدر وكنت عايز اعرف جوزك هيشيل القضية معاهم ولا هيخرج نفسه؟
شهقت زوزو بصدمة وقالت:
– ينهار اسود.. اتقبض عليهم ازاي؟!
اتكلم كرم بصوت منخفض:
– هبقي احكيلك بعدين.. المهم دلوقتي عايزك تحاولي تعرفي ايه اللي حصل مع جوزك
ردت زوزو بقلق:
– انت ليك يد في اللي حصل ده يا كرم؟
اتكلم كرم بنرفزة:
– قولتلك انا هحكيلك كل حاجة بعدين.. المهم دلوقتي حاولي تعرفي ايه اللي حصل مع جوزك واعرفي الكاميرات اللي في الشادر سجلت حاجة ولا لأ وبلغيني على طول
ردت زوزو بقلق:
– ماشي يا كرم ربنا يستر
قفل كرم التليفون وهو بيفكر بقلق وخوف في اللي جاي لان لو فؤاد او البرنس حد فيهم اكتشف ان هو اللي بلغ عنهم اكيد مش هيرحموه.
وقفت امنيه خلف باب الغرفة وهي بتبكي بصوت مكتوم وخايفه من كرم وندالته.
رواية الشادر للكاتبة ملك إبراهيم.
بداخل فيلا فؤاد لزوجته الأولى.
قعد فؤاد بداخل مكتبه وهو بيتكلم بصوت مرتفع وبيصرخ في المحامين اللي واقفين قدامه وبيطلب منهم يعملوا المستحيل عشان يثبتوا التهمة على حمزة وبدر.
نزلت صافي من غرفتها بقلق على صوت والدها المرتفع وقربت من غرفة المكتب وسمعت صوت والدها وهو بيقول بغضب:
– لازم حمزة وبدر هما اللي يشيلوا القضية، اعملوا المستحيل عشان تثبتوا ان هما أصحاب المخدرات اللي اتمسكت في الشادر
اتكلم احد المحامين:
– متقلقش يا باشا احنا اثبتنا فعلا ان حضرتك ملكش علاقة بالمخدرات دي وعشان كده قدرنا نخرجك
اتكلم فؤاد بصوت غاضب:
– انا خارج بكفاله واتمنعت من السفر يعني ممكن في أي وقت الاقي نفسي انا اللي شلت القضية وظهر أي دليل ضددي
اتكلم محامي اخر:
– متقلقش يا باشا احنا هنعمل كل اللي نقدر عليه عشان حمزة وبدر هما اللي يشيلوا القضية
شهقت صافي بصوت مكتوم لما سمعت ان حمزة هيتسجن، ركضت على غرفتها بسرعه وهي بتبكي. جلست على الفراش وهي بتبكي بحزن، مش مصدقة ان حمزة طلع تاجر مخدرات، كلام والدها كان بيثبت ان حمزة برئ ووالدها هو اللي عايز يشيله القضية، فكرت انها لازم تساعد حمزة وتساعده انه يثبت برأته، حمزة ساعدها كتير وانقذها اكتر من مرة وانقذ حياتها وشرفها ولازم تقف جنبه بس من غير ما والدها يعرف، قررت انها تروح لمحامي كبير وتدفع له كل الفلوس اللي يطلبها، مقابل انه يخرج حمزة من القضية وميعرفش حد ان لها يد في الموضوع نهائي.
*****
(بعد اسبوع)
في بيت جميلة.
قعدت جميلة طول الاسبوع في غرفتها مش عايزة تتكلم مع حد او تشوف حد، كل تفكيرها في حمزة وعايشه في صراع بين عقلها وقلبها؛ قلبها يقول ان حمزة برئ ومستحيل يخدعها ويكذب عليها، وعقلها يقول نفس كلمة اختها “مفيش دخان من غير نار ” يعني حمزة فعلا اكيد متورط في القضيه بسبب شغله في المخدرات وكان بيخفي ده عنها وعن الجميع، عرفت ان ميعاد القضية اتحدد وخلاص كلها ايام وحمزة وبدر هيتحكم عليهم ووقتها هتعرف هو فعلاً مظلوم ولا كان بيخدعها.
في بيت البرنس.
والدة حمزة كانت مريضه على الفراش من اليوم اللي الشرطة خدوا ابنها فيه، قلبها تعبها من كتر الحزن عشان ابنها، هو سندها وضهرها وروحها وكل حياتها.
ثريا كانت دايما قعده جنب والدتها ومش بتتكلم، عينيها دبلت من كتر البكاء، اخوها وحبيبها الاتنين في السجن واحتمال يقضوا عمرهم كله في السجن وتتحرم منهم هما الاتنين، كانت حاسه انها وحيدة وخايفه من الدنيا، وجود الاتنين في حياتها كان بيطمنها، كانت متأكدة من برءتهم وبتدعي في كل صلاة ان ربنا يثبت برئتهم ويخرجوا الاتنين مع بعض.
في بيت كرم.
كرم كان طول الوقت خايف وقلقان ومش بيتكلم، مبقاش يروح لـ زوزو لحد ما القضية تنتهي ويشوفوا ايه اللي هيحصل، كان كل خوفه ان حد يكتشف ان له يد في اللي حصل، عارف ان ساعتها حمزة مش هيتردد لحظة في الانتقام منه ويعمل منه عبره للجميع.
أمنيه كانت عايشة في هلع وكل ليلة تصحا على كوابيس، خايفه ان البرنس يتحكم عليه بالسجن، وقتها كرم مش هيتردد لحظة واحدة في الانتقام منها وهيطلقها ويرميها في الشارع هي واللي في بطنها.
في فيلا المنصوري لزوجته الاولى.
فؤاد كان طول الوقت مشغول مع المحامين بتوعه وبيحاولوا انهم يثبتوا التهمة على بدر وحمزة. لكن وجود محامي كبير يدافع عن حمزة، ده كان قالقهم جدا وكانوا مستغربين ازاي حمزة قدر يوكل المحامي الكبير ده