الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل السابع

الفصل السابع(اللقاء الأول )
-أبعد يا شاطر والا همو.تك …
قالها الرجل بخشونة وعينيه حمراء بفعل الغضب والعقاقير المخدرة!!!
لمعت عيني أمير الذهبية وقال:
-وريني يا روح أمك …
ابتعدت عبير بسرعة وهي تشعر بالتوتر عندما رفع الرجل كفه ليلكم وجه أمير الا ان أمير أمسك قبضته وبكفه الآخر لكمه بقوة في أنفه حتي انفجـ.رت الد.ماء منه…ثم عاجله بلكمه آخري وآخري دون توقف حتي تهـ شم أنفه وسقط علي الأرض فاقدا للوعي!!
امسك أمير بذراع عبير ثم أسرع خارجا بها من هذا الحي المظلم …وما ان وصل الي مكان به حياة قليلا نظر أمير إليها …عقد حاجبيه وهو يجد شاب قصير يبدو في عينيه الخوف والدموع تلمع علي وجنتيه …أعطي نظرة آخري لملابسه الراقية …هذا الشاب ثري بكل تأكيد ..فماذا أتي به لهذا الحي !!غريب الأمر …
حك أمير راسه وهو يفكر وأخيراً قال:
-يا بيه شكلك ابن ناس مرتاحة ايه اللي جابك المكان اللبش ده ..ده كله شمامين وحرامية ..كان ممكن يمو.توك هنا …
التزمت عبير الصمت ولكن دموعها لم تتوقف عن التدفق…
-باشا أنت ساكن فين طيب. ..ومحتاج أي مساعدة …
أخيرا رفعت عبير كفها ومسحت وجنتيها وهي تلمس لحيتها …يجب ألا يكتشف انها فتاة …فقد يسـ.تغل الأمر …استطاعت تغيير صوتها بمهارة وجعله خشن وقالت:
-انا …أنا كنت بتمشي ..
–بتتمشى!!!
صاح أمير بإستهجان.ثم أكمل ؛
-تتمشى فين يا باشا أنت فاكر نفسك علي الكورنيش دي منطقة لبش…أنت كان ممكن تتقطع هنا !!!
-وأنت مالك أنت؟!أنت كنت بابا !!
صرخت عبير بإنفعال ولكن بمهارة استطاعت الحفاظ علي خشونة صوتها …
-صحيح خيرا تعمل شـ.را تلقي…بعد ما أنقذتك منه يبقي ده جزاتي …ماشي يا باشا الله يسامحك ..
ثم كاد ان يغادر ..امسكته عبير من ذراعه وقالت:
-استني لو سمحت أنا أسف…آسف بجد…أنا الحقيقة تايه هنا …فضلت امشي وامشي ومش عارف أرجع …
نظر أمير إليه بحيرة وقال:
-متعرفش يعني أنت ساكن فين ..معقول متعرفش عنوان بيتكم.!!!ده فاقد الذاكرة ولا أيه ؟!
تمتم أمير جملته الأخيرة بصوت منخفض لتقول عبير بفضول:
-بتقول ايه ؟!
هز أمير رأسه وقال:
-ولا حاجة يا باشا بس بقول يعني متعرفش عنوان بيتكم فين انا ممكن أوصلك لو حابب المنطقة هنا مش آمان ..
فركت عبير كفيها بتوتر وهي تفكر في كذبة مناسبة …لا يمكنها.ان تخبره عنوانها وهي للأسف لا تتذكر اسم الفندق الذي باتت به …ما تلك الورطة التي وقعت بها …نظرت إليه وهي تفكر بمخرج من تلك الورطة التي تورطت بها وقررت ان تستخدم مهاراتها التمثيلية في الموضوع …ستطبق ما تعلمته بدروس التمثيل التي حضرتها بفرنسا …
-انا الحقيقة من عيلة محترمة وغنية ..بس للأسف بابا طردني من البيت ومش عايز يرجعني …
-وطردك ليه لا مؤاخذة يعني يا باشا …
تساءل أمير بفضول لتدبر عبير كذبة آخري بسرعة :
-عشان مش عايز أتجوز بنت شريكه قالي اما اتجوزها او اتطرد برا واختارت اني اطلع من بيتي من غير فلوس ..من غير هدوم حتي ولا أي حاجة …
بدت تلك الكذبة رغم قدمها وركاكتها رائعة للغاية فها هو اقتنع تقريبا وظهرت علي ملامحه الشفقة علي حال المسكين…تنفست عبير بإرتياح وهي تري انه اقتنع تماما …نظر أمير إليها وقال بشفقة:
-يعني يا باشا أنت معندكش أي حتة تبات فيها …لا قرايب ولا أصحاب ولا أي حاجة …
-للاسف بعد ما اتخلى بابا عني هما كمان اتخلوا عني …
بدا أمير أكثر حزنا علي حاله وقال:
-طيب هتنام فين يا باشا ..
ابتسمت عبير بإ.نكسار حقيقي وقالت:
-في أي حتة في الشارع ..أرض الله واسعة عن إذنك …
ولكن أمير وقف أمامها وقال:
-لا يا باشا مستحيل …ازاي تنام في الشارع …اعتبرني أخوك وتعالي قضي معايا اليومين دوول …
كادت حقا أن ترفض ولكنه شد علي ذراعها وقال :
-الناس لبعضيها يا باشا وانت ابن ناس مينفعش تتبهدل في الشوارع خليك عندي لحد ما احوالك تتصلح مع الوالد ..
-أنا مش عارف اشكرك ازاي والله ..
قالتها عبير بإمتنان حقيقي فابتسم أمير لها وهو يمد كفه :
-بالمناسبة يا باشا أنا أمير وانت اسمك ايه ..
مدت.عبير كفها بتردد وقالت:
-نوح. اسمي نوح …
…………..

-عايزة تبيعيني يا أما !!!
صرخت رانيا وهي تضر.ب.ساقيها بعـ.نف بينما الدموع علي أعتاب عينيها …كانت تنظر الي والدتها بعتاب بينما الأ.لم وخيبة الأمل يعصفان بها …كيف يمكن أن تفعل والدتها هذا …بل كيف تطلب منها هذا !!!!
نظرت والدتها إليها بتعب وقالت:
-ممكن تهدي …أهدي بس وأسمعيني….
أخذت تضر.ب وجهها بقوة وتقول:
-يالهووي يا لهووي أنتِ لسه.بتقولي اسمعي…عايزة تبيعيني رسمي …يارب أمو.ت…يارب أمو ت عشان أرتاح…مش هتجوزه يا أما …مش هتجوزه …ولو قولتي كلمة واحدة في الموضوع ده تاني أنا همو.ت نفسي وارتاح من العيشة دي…
نظرت والدتها أرضاً وقد تساقطت دموعها لتقول رانيا بقهـ.ر:
-ده متجوز.يا أما ..عارفة يعني ايه متجوز…ومراته مبتخلفش يعني عايزني عشان اخلفله بس يا أما وأكيد هيخليني خد.امة لمراته وهيعيشني معاها…دي عيشة دي هو أنا اتكتب عليا أبقي خدامة طول حياتي …تتحر.ق الفلوس اللي تيجي مش وشهم مش عايزاها ولو همو.ت من الجوع مش هتجوزه سمعتيني يا أما وكلمة تاني في الموضوع ده أنا هسيبلك البيت وأطفش …
عقدت رابحة ما بين حاجبيها وقالت:
-تطفشي يا بت ؟! وقدرتي تقوليها …جرا ايه يا رانيا هو الدكتور بتاعك لحس مخك ولا أيه …نساكي أنتِ مين وأيه !!دي فرصتنا عشان نرجع ورث أبوكي وانتِ انانية مش شايفة الا نفسك بس !!..
طفرت الدموع وقالت بنبرة مصدومة:
-انانية !!!أنا انانية يا أما …بعد كل اللي بعمله عشانك…وبعد الذ.ل اللي بشوفه عشان بس أجيب فلوس ومنتذ.لش للي يسوي واللي ميسواش ….بعد ده كله ابقي انا.نية وو.حشة!!!
-ما فيكي ترتاحي من الهم ده وتتجوزي ابن عمتك …فرصة وجات لحد رجليكي بطلي غبا.ء !!!عمك جاي وناوي يدينا حقنا …يدينا للي نقدر نعيش بيه مرتاحين طول عمرنا …نترحم من ذ.ل الناس وانا ابطل اخاف من بكرة …اخاف أتعب وملقاش فلوس العلاج …ملقاش فلوس الاكل ونفضل معتمدين علي الملاليم اللي بتقبضيهم من تنضيف حمامات المستشفي !!!..مش شايفة ده كله وشايفة بس انه متجوز …وفيها ايه لما يكون متجوز يا روح أمك مش شرع ربنا …
-انا مدخلش علي ضرة يا أما …شرع ربنا علي راسي بس لا أنا لا هحر.ق قلبي ولا قلب غيري !!!وبعدين ده عايز يعيشني معاها في نفس البيت عارفة ده معناه أيه ياما اني هكون.خد.امة …خدامة ليه ولمراته واخلف وهي تربي…كان كلامهم واضح يا أما هبقي بس بطن تشيل عياله هو ده السبب اللي عايزني عشانه واحدة تخلفله بالحلال وبعدين يرميني برضه وانا اللي ابقي خسرانة يا أما …دي جوازة دي ..دي حياة دي …أنا خالص مليش أي اعتبار عندك ..مليش أي حقوق ومفروض أرضي بأي حاجة تتقدملي لإما اطلع بت كلـ.ب وجا.حدة ونا.كرة للجميل!!!..أنا مش قادرة اصدق أنك تقولي كده وتطلبي كده….
ابتسمت والدتها بسخرية :
-ماشي يا رانيا متتجوزهوش وخلينا نعيش في الفقـ.ر وخليكي كده في أرابيزي لحد ما تعنسي ومحدش يرضي بيكي …بس خلي بالك يا ضنايا اللي مستنياه مش هيجيلك ولا هيبص عليكي أصلا ..
كادت رانيا أن تتحدث وتنفي كلام والدتها ولكن رابحة تكلمت بقوة وقالت:
-أنتِ عشقتيه يا رانيا بس للأسف مدير المستشفي مش هيبص للي بتغسل حمامها …مش هيبص للي معندهاش شهادة…هيتجوز هانم ووقتها أنتِ اللي هتندمي وأنتِ شايفة نفسك بتغسلي حمامات لحد ما تمو.تي!!!
تعالي صوت بكاؤها وركضت لغرفتها المتهالكة وهي تبكي بعنـ.ف وصوت مرتفع …
كانت رابحة تسمع.بكاء ابنتها …شعرت بالأ.لم من اجلها وقالت بصوت منخفض :
-سامحيني يا بنتي …سامحيني
……………
في اليوم التالي …
-أنتِ النهاردة شيك أكتر من اللازم خير يا نسرين خارجة بعد الكلية مع جو ولا أيه …
تساءلت ليان وهي تخرج مع نسرين من قاعة المحاضرات…ارتبكت نسرين وقالت بتوتر:
-لا بصراحة هخرج مع فؤاد ..
رفعت ليان حاجبيها وقالت؛
-وأنتُ خارجة مع فؤاد ده ليه ؟!
ارتبكت هي أكثر وعجزت عن التبرير…
-نسرين متعكيش …صحيح أنا مش راضية عن علاقتك بيوسف بس مش معني كده أنك تكـ.سري قلبه !!!
انفعلت نسرين وقالت:
-اكـ.سر قلب مين يا ليان …أنا بحب جو …بحبه أوووي….وفؤاد ابن خالتي وزي أخويا وهطلع أتغدي معاه ايه الغلط؟!!!
-الغلط أنك يا حبيبتي لا بتطيقي خالتك ولا أبنها وفجأة كده بقا زي أخوكي…نسرين حبيبتي مش عليا الكلام ده…أنتِ صاحبتي وأنا عارفاكي ..وبنصحك مش بحكم عليكي وهفضل أنصحك دايما…
تنهدت نسرين وأمسكت كف ليان وقالت:
-مش عارفة يا لي لي حاسة من ناحية فؤاد بشعور غريب …
شدت ليان علي كفها وقالت :
-طيب يا نسرين بتقولي أنك حاسة بشعور غريب ناحية فؤاد وبتحبي يوسف …مش شايفة أنك مشتتة شوية وبتعكي وهتبهدلي الدنيا…أولا يوسف لو شم خبر ممكن يخر.ب الدنيا وباباكي لو عرف بعلاقتك بيوسف الدنيا هتتخر.ب أكتر …يعني أنتِ بتلعبي بالنا.ر وانا بجد بقيت خايفة عليكي …
تنهدت نسرين وقالت:
-ربنا يسترها يا ليان أنا والله خايفة…معرفش ايه اللي خلاني أقبل عزومة فؤاد علي الغدا…لقيت نفسي بقوله آه وخلاص ومحبتش احرجه وألغي العزومة ..ويوسف باين عليه زعلان مني لاني أول امبارح مردتش عليه وحاولت اتصل بيه امبارح والنهاردة مردش برضه أنا حاسة اني في متاهة…
نظرت إليها ليان وقالت:
-بصراحة يا نسرين أنا حاسة أنك مبتحبيش يوسف اصلا …حاسة ان مشاعرك ناحيته مجرد احتياج …
-لا لا …أنا بحب يوسف وهفضل احبه وهنتجوز كمان …أنا متأكدة من مشاعري ناحيته وفؤاد هشوفه النهاردة وخلاص ومش هقابله تاني عشان يوسف ميتضايقش …لكن أنا بحب يوسف …بحبه…هو بيحبني ومهتم بيا حتي اكتر من بابا …بابا مبيحبش الا مراته وبس لكن مش شايفني …يوسف هو اللي حسسني بكل المشاعر الحلوة اللي كنت مفتقداها …أنا مش هتخلي عن يوسف أبدا هيفضل دايما حبيبتي!!!!!

……….

في مشفي الامل….
كانت تمسح الارضية بتعب …عينيها منتفخة بفعل البكاء طيلة الليل وتشعر بالتعب يستبد بجسدها …كانت فعلا متعبة …متعبة للغاية وجل ما تتمناه ان تمو.ت …ما سمعته من والدتها بالأمس حطـ.م قلبها…شعرت ان ما تفعله كله من أجلها غير مفيد …شعرت انها من أجل لا شئ …لم تنل ولا كلمة تقدير حتي !!!
-رانيا !
قالتها استاذة مني لتنظر إليها رانيا وهي تحارب دموعها التي بدأت تتصاعد في عينيها…
-مالك يا حبيبتي فيه ايه شكلك تعبانة ..
هزت رانيا رأسها وحاولت القول بنبرة هادئة ولكنها خرجت مختنقة رغما عنها :
-مفيش حاجة يا مدام…تعبانة شوية …
ثم بدأت تعمل وهي تنظر في الارض سريعا قبل ان تفضـ.حها تلك الدمعة التي انسابت علي عينيها …أخذت تدعو الله ان تتماسك قليلا ولا تنهار هنا ولكن شهقاتها فضـ.حتها …هي فقط تحررت من بين شفتيها رغم انها حاولت ان تسيطر علي نفسها فلم تستطع كان الامر فوق قدرتها …كانت محطمة وحزينة …تشعر ان اقرب ما لها حطمها …ولا يوجد شئ يحطم القلب عندما تشعر ان قطعة منك لا تهتم بك …ان رغم ما تفعله من أجل اسعاد والدتها لا تنال منها أي شكر …بل أنكرت ما فعلته بالأمس فقط لانها رفضت ان تتزوج من ذلك الرجل …رفضت ان تكون خادمة بإسم زوجة …رفضت ان تتنازل عن حقها بالحصول علي زوج جيد ….
-يا رانيا أنتِ متأكدة أنك كويسة ؟!
قالتها مني بقلق وهي تسمع نشيجها الضعيف ولكن رانيا لم تنظر إليها … أمسكتها مني وجعلتها تنظر إليها …كانت عينيها حمراء بقوة والدموع تنساب من عينيها دون توقف …أخذت تنشج عدة مرات بطريقة أقلقت مني …
-يا بت مالك فيه ايه ؟!!..
لم ترد رانيا …لن تستطع حتي الكلام …شعرت بشئ قوي يمنعها من الكلام …التنفس حتي ..لم يكن بمقدورها الا البكاء …البكاء فقط …ازدادت وتيرة بكاؤها وهي تشعر بقلبها ينسحق داخل صدرها …الاعياء تمكن.منها وبدأت في الارتعاش..
-بسم الله يا بت مالك !!
صرخت منى ويبدو ان صوتها جذب انتباه يحيي الذي كان يمر بطرقة المشفي …نظر اليهما واقترب وهو يقول :
-فيه أيه يا أستاذة منى ؟!
نظرت إليه مني بقلق وقالت:
-معرفش يا دكتور مالها…
نظر الي رانيا التي تبكي بتلك الطريقة الغريبة وترتعش …كان واضح عليها أيضا انها تختنق بسبب شدة بكاؤها كاد ان يتكلم معها الا انها فجأة تمايلت ليصرخ هو:
-حاسبي
ولكن لحسن الحظ مالت عليه وفقدت الوعي وهي بين ذراعيه!!
-يا حبيبتي يا بنتي !!
قالتها السيدة منى وهي تضر.ب علي صدرها بينما يحيي اتجه بها الي غرفة الطوارئ ثم بدأ بفحصها قام بتفقد حرارتها وضغط الدم وفحصها بشكل طبي ..نظر الي مني القلقة وقال:
– علي الاغلب مأكلتش من الصبح حاجة وجالها هبوط …لكن مفيهاش حاجة خطيرة متقلقيش …
وضعت منى كفها علي قلبها وقالت:
-الحمدلله …
-وصيهم يجبولها آكل واديها أجازة النهاردة متشتغلش..
-ماشي يا دكتور ..
قالتها منى بطاعة…
…..
بعد قليل عادت رانيا الي وعيها ونظرت الي منى التي كانت تمسك كفها..ابتسمت منى وقالت:
-حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي خضتيني عليكي ..بس دكتور يحيي طمنني وقالي أنك هبطتي عشان مأكلتيش حاجة وركبلك محلول ..بس يخلص تأكلي شوية وبعدين تمشي وتأخدي إجازة النهاردة وبكرة كمان لو حابة …
كانت رانيا شاخصة العينين لها …تشعر بالخواء التام…لا الحزن ولا الفرح يقبع في قلبها..هي فقط متبلدة الشعور…يبدو انها لكي تعيش في هذا العالم يجب أن تكون بلا مشاعر !!!
………………..
فتح باب سيارته وهو يعطيها ابتسامة ساحرة ويقول:
-أتفضلي يا هانم …
خرجت وضجيج قلبها يرتفع …لقد أتت معه فعلا …قبلت دعوته للغداء…ولن تنكر انها اليوم تأنقت أكثر من اللازم من أجله …أرادت ان تري نظرات الإعجاب بعينيه وكم فرحت عندما رأتها بالفعل …
-ناوي تأكلني أيه النهاردة ؟!
قالتها نسرين مبتسمة له وهي تسير بجواره …وضع كفه علي ظهرها وهو يقودها للمطعم قائلا:
-بتحبي الشاورما صح ؟!هأكلك أحلي شاورما ممكن تدوقيها في حياتك…
قادها الي طاولة صغيرة واجهتها الزجاجية تطل علي البحر …استمتعت نسرين بالمشهد الرائع وعلي الرغم من بساطة المكان الا انه بدأ دافئ بشكل كبير …شعرت بالراحة فيه ..
اعطته ابتسامة رائعة وهي تنظر إليه وتقول:
-عرفت من فين أني بحب الشاورما ..
هز كتفه وقال بصراحة:
-بصراحة أنا سألت ماما وهي اللي قالتلي ..حبيت أنال إعجاب الهانم…
ضحكت برقة ولكنها أرتبكت فجأة وهي تراه يرمقها بإعجاب …ارتفع ضجيج قلبها وهربت بعينيها من نظراته التي تخترق روحها…ما تلك الحالة التي تصيبها كلما نظر إليها بتلك الطريقة …هو ينظر إليها بإعجاب صريح …لا يكلف نفسه ويخفي الأمر حتي …عينيه تتألق من اجلها وكم هذا يشعرها بالفخر والسعادة…ولكن تلك المشاعر خطأ …هي مرتبطة بآخر …تحب آخر فماذا تفعل هنا مع فؤاد …بدأ ضميرها يؤ.نبها بشكل فظيع وشعرت بالإختناق علي نحو مفاجئ….
تنهد فؤاد وهو يتكلم :
-تعرفي أن ضحكتك تاني أجمل حاجة في العالم بعدك…أنتِ أول اجمل حاجة في العالم يا نسرين …مظنش فيه حد بجمالك ورقتك …
-مش هنطلب الآكل
قالتها بنبرة مختنقة ..ليهز رأسه بلطف ….
…….
بعد عشر دقائق ..
كان الأكل أمامهما..
-امم ريحة الأكل حلوة أوووي..
قالتها نسرين بإبتسامة رائقة وقد نست التوتر الذي شعرت به منذ قليل وحتي تأنيب الضمير تسرب من داخلها كالوهم …ابتسم فؤاد لها بينما أمسكت هي بالسندويتش الخاص بها وقطمت جزء منه وهي تغمض عينيها وتقول:
-الله دي أجمل شاورما دوقتها في حياتي ..
فتحت عينيها وهي تقول بحماس لفؤاد:
-تعرف اني مدوقتش شاورما بالجمال ده مع أني روحت مطاعم كتير لكن بجد الشاورما هنا غير …أنت عرفت المطعم ده ازاي ؟!
-صدفة …مبسوط انه عجبك …
-عجبني بصراحة …
ثم بدأت تأكل بإستمتاع وهو بدأ في الأكل وعينيه مثبتة عليها بطريقة جعلتها ترتبك…
و بسبب الاكل لطخت الصلصة البيضاء جانب فمها …امسك فؤاد محرمة ورقية ثم مسح جانب شفتيها قائلا:
-فيه توميه علي بوقك ..استني امسحالك يا نسرين
ارتجفت أنفاسها ثم اعطته ابتسامة بسيطة وهي تكمل أكلها بهدوء وقد عادت لتفكر بيوسف ما تفعله خطأ …خطأ كبير !!!
….
أخيرا انتهوا ودفع فؤاد الحساب وذهبوا …
-عجبك الأكل صح ؟!
قالها فؤاد وهو يقود سيارته ناظرا الي نسرين الشاردة لتنظر إليه وتقول:
-عجبني اووي ميرسي علي العزومة …
-لو تحبي ممكن نكررها تاني …الأسبوع اللي جاي مثلا نتغدي مع بعض …
ارتبكت وقالت بتلعثم:
-لا أنا ورايا امتحانات كتير مش هينفع مش هكون فاضية ..
ابتسم ابتسامة ساحرة وقال:
-مش مشكلة هستناكي لما تفضي…
ثم أغرق الصمت السيارة مجددا…
بعد عدة دقائق من القيادة توقف فؤاد امام أحدي محلات عصائر القصب وقال:
-يالا هدوقك أحلي عصير قصب ممكن تشربيه في حياتك ..
ارادت ان ترفض ولكن مع تلك النظرة علي وجهه الوسيم وتلك الابتسامة التي سلبت عقلها تماما عجزت عن الرفض ووجدت نفسها تترجل من السيارة وتتبعه ..
…….
بعد نصف ساعة تقريبا وصلا الي المنزل وهو يتضاحكان سويا…كانت نسرين تضحك من أعماق قلبها بينما تلج الي المنزل بإستخدام مفتاحها …
دخل فؤاد معها وقال:
-لازم نكرر خروجتنا دي دايما مفهوم …
هزت رأسها بحماس وقالت برقة :
-حاضر
ولكن فجأة تجمدت وهي تلج لصالة المنزل وتجد يوسف جالس علي الأريكة …عينيه العسلية تشتعلان بالنيران وفمه مضموم بقوة وعينيه مثبته عليها …
-فؤاد تعالي أحب اعرفك علي صديق عمري يوسف …أنت مشوفتهوش قبل كده صح ؟!
ابتلعت نسرين ريقها ونظرات يوسف المشتعلة بالغيرة تنتقلان الي فؤاد!!!
…………………….
كان في غرفته يستعد للنوم عندما أنفتح الباب بهدوء ودخلت ليان …نظر موسي بغضب شديد لها وأراد ان يصرخ بها الا انها قالت وهي تغلق الباب وتقترب منه :
-عارف أنك.متضايق مني أنا مش جاية أغلس عليك ولا حاجة أنا هنام علي الكرسي جمبك عشان الكوابيس اللي بتجيلك ومش هزعجك خالص …
نهض من الفراش وهو يمسك ذراعها بقوة …يعتصره حتي صرخت من الأ.لم …
-أنتِ مش ناوية تسبيني في حالي…مش ناوية تستسلمي ؟!!
هزت ليان رأسها بالنفي وقد بدأت الدموع بالتصاعد في عينيها وقالت:
-أنا مش هفقد الأمل فيك يا موسي …أنا هصلح الضر.ر اللي في حياتك بس اديني فرصة …
برقت عينيه بشكل مخيف وفي عقله لمعت فكرة واحدة فقط …
-تمام ..ماشي ..
قالها ثم دفعها برفق جهة الفراش وقال وهو يخلع كنزته:
-أنا هأخد اللي بتعرضيه عليا !!!!
-موسي …موسي أنت بتعمل أيه؟!
قالتها ليان بتلعثم بينما تراه يخلع كنزته …كان قلبها ينبض بخوف ..حاولت ان تركض جهة الباب وتتجاوزه الا انه أمسكها من خصرها وألقاها علي الفراش …ثم أقترب منها و حاصرها وهو يمسك يديها ويثبتها علي الفراش لكي لا تنهض …كانت عينيه الزرقاء تبرق بشكل مخيف ..وابتسامة شر.يرة تلتصق بشفتيه …
-موسي ..أنت بتعمل ايه؟!
قالتها برعب ليرد ببرود:
-بعمل اللي كان نفسك فيه من زمان يا ليان !!!أهو هحققلك طلبك !!!…
حاولت النهوض الا انه ضغط علي ذراعيها بقوة حتي صرخت من الأ.لم …قالت وقد غلبتها دموعها:
-موسي متعملش كده…
-ليه مش هو ده اللي أنتِ عايزاه يا ليان ..يعني ايه اللي يخليكي مثلا تدخلي اوضة رجل غريب عنك في نص الليل …
-أنت مجنون ولو فاكر اني كده…أنا بقرب منك عشان بحبك …جيت عشان عارفة الكوابيس اللي بتجيلك …جيت لاني خايفة عليك مش عشان اللي في بالك ده !!!!
ابتسم بطريقة غريبة وقال:
-بس بصراحة أنا مش مقتنع ومش هصدق ..كونك تصري تقربي مني وانا قولتلك مليون مرة اني مبحبكيش ده يخليني أشك في أمرك يا لي لي ..عموما صحيح أنتِ مش من نوعي المفضل بس مفيش مانع أني أنبسط شوية خصوصا أنك بتعرضي نفسك عليا ببلاش!!!
ثم اقترب منها أكثر ليتعالي صراخها!!
توقف بغتة امام شفتيها …كان يصارع نفسه كي لا يقبلها …لم يرد ان تكر.هه أكثر من هذا …ولكنه فاقد للسيطرة الآن …جل ما يريده هو هي …يريدها ان تسكن ألمه …لذلك لم يشعر بنفسه وشفتيه تهبط علي شفتيها …
اتسعت عينيها وتدفقت منها الدموع أكثر وهي تجده يقبلها بجنون …الرعب تصاعد داخلها وحاولت التحرك ولكن فشلت…حاولت الصراخ ففشلت أيضا ..كانت صراخاتها لا تتجاوز جوفه ..كان الأمر جنوني وقد لعـ.نت نفسها مليون مرة لأنها أتت إليه لأنها احبته!!…
ابعد موسي شفتيه عنها …ونظر الي دموعها بتشوش فجأة أدرك ما فعله الآن …لقد حصل علي كر.اهيتها ولكنه لن يتوقف حتي تدرك أي رجل سئ هو وتبتعد عنه للأبد …
نهض عنها وهو يبتسم بتشفي وقال:
-أنا وقفت المرة دي ومردتش أكمل اكراما بس لعدي وعشان هو ساعدني كتير لكن في المرة الجاية لو دخلتي عليا تاني اوضتي مش هوقف يا ليان هأخد كل اللي بتعرضيه عليا …ولازم تعرفي اني راجل وانك صحيح مش نوعي ومستحيل أحبك بس مش هرفضك لما تعرضي نفسك عليا …هنبسط شوية وبعدين أرميكي فاهمة!!
نهضت وهي تبكي وقالت بصوت مختنق:
-مش هاجي اوضتك تاني …مش هكلمك تاني ولا هحبك تاني …اسفة ليك اني حبيتك …وأسفة لقلبي أنه أتكـ.سر بسببي !!!
ثم خرجت من غرفته بسرعة …أغمض هو عينيه بتعب واقترب من المرآة وهو ينظر الي انعكاسه لقد أصبح يكر.ه نفسه الآن!!
………………………….
بعد أسبوع كامل …
كان يقف بجوار السيارة الفارهة ينتظرها بصبر …مر أسبوع منذ تقاربهم الأخير …منذ ان حطـ.مها بكلماته السا.مة وقضي علي أي أمل لديها للإقتراب منه…..يعلم انه بالغ جدا في توبيخها حتي انه منع نفسه قسرا من ان يذهب إليها ويعتذر منها علي ما فعله…يعتذر لانه إنسان غير سوي نفسيا لا يمكنه إدخالها الي حياته المعقدة…فهي غالية عليه ولا يريدها ان تتأ.لم … لو فقط تعرف ماضيه بالتأكيد سوف تبتعد عنه للأبد !!!
أغمض عينيه وتمتم بصوت منخفض:
-آه بس لو تعرفي يا ليان أنا كنت أيه ؟!لو تعرفي قد أيه كنت إنسان بشـ.ع معنديش ضمير …إنسان سام د.مرت حياة غيري …د.مرت حياة البنت اللي حبتني أكتر من الحياة مكنتيش هتحبيني بالشكل ده … ياريتك ما كنتي حبتيني وياريتني ما كُنت ..
أغمض عينيه وهو عاجز عن التحدث أكثر من هذا …في قلبه.ألم أكبر مما يصفه …هو مهشم من الداخل …معطوب ولا يمكن إصلاحه!!!
……..
في غرفة ليان …
وقفت امام المرآه وهي تملس علي بلوزتها الحمراء …ربطت شعرها يطوق أحمر وقررت ان تكتفي بواقي الشمس وأحمر الشفاه …وضعت نظاراتها السوداء علي عينيها التي ما زالت متورمة بسبب البكاء طوال الليل !! واستعدت للخروج…طرقة علي الباب جعلتها تتوقف من حمل حقيبتها …
-اتفضل ..
قالتها بنبرة مرتفعة قليلا …فُتح الباب ليدخل عدي …
أعطته ليان ابتسامة لطيفة وقالت:
-أزيك يا أبيه ..جيت من السفر أمتي؟!
اقترب منها وقبل رأسها وقال:
-توي جاي…الحمدلله خلصت المشا.كل اللي معايا وبكده اضمنلك مش هسافر تاني وهفضالك للأبد …
تمعنت فيه بقلق وقالت:
-عمي ..
-متقلقيش خلاص خلصت الحوار معاه مش هيقدر يعمل حاجة …
تنهد.وهو يتمني ان تنطلي عليها كذبته …
ثم اولاها اهتمامه وقال:
-أنا لاحظت ان بقالك فترة مبتطلعيش من اوضتك الا علي الأكل بس ..حتي الكلية مش بتروحيها خير يا حبيبتي …فيه حاجة
هزت رأسها مبتسمة وقالت:
-مفيش حاجة يا أبيه …بس الفترة دي عليا امتحانات كتير فكنت بستعد ليها وكنت في الاوضة بذاكر
وهي لم تكذب عليه …هذا كان صحيح نسبيا فهي بجانب بكاؤها الشديد بسبب ما فعله موسي هي أيضا اغرقت نفسها في الدراسة كي تنسي قليلا وللعجب في هذا الأسبوع أنجزت الكثير …وأصبحت الدراسة هي المهرب الوحيد من مشاعرها البائسة تجاه موسي …الطريقة الوحيدة لنسيان كيف جر.حها
تنهدت ليان وهي تتذكر اثر كلماته عليها…لقد حطمتها كلماته بالفعل …أخذت الليل بطوله تبكي وهي تشعر ان قلبها يتمز.ق…لم تكن تتوقع ان يعاملها موسي بتلك الطريقة …لقد ظنت انه يحبها ولكنها اكتشفت انها مخطئة تماما …موسي أبدا لم يحبها وهي يجب أن تنساه ولكن كيف وهي تقابله كل يوم …هذا ما كانت لن تعرفه أبدا !!!
اولت إهتمامها لشقيقها الذي قال:
-عايزك ترفعي راسي يا لي لي ..
ابتسمت بحب وقالت:
-حاضر يا أبيه …
………
حاول السيطرة علي انفعالاته وهو يجدها تخرج من القصر…بدت مختلفة الآن …بنطال من الجينز الأزرق …بلوزة حمراء …لقد تخلت عن الأسود لونه المفضل ..ترتدي نظاره تخفي عينيها وكم بدت ملامحها متجمدة…فتح الباب الأمامي للسيارة مكانها المعتاد لكي تستقلها ولكنها بنفسها فتحت باب المقعد الخلفي وجلست به وهي تنظر بهاتفها….فعلتها ضايقته كثيرا ..هي دوما تجلس بجانبه ….ولكنه تذكر ما فعله…بالطبع سوف تبقي غاضبة لفترة منه وهو لن يلومها…ولما يلومها إذا كان هذا ما يريده بالبداية ولكن ليكون صريح مع نفسه هل اراد ان تبتعد ليان عنه…هل ارادها ان تتوقف عن حبه …وإجابة السؤال لم يجرؤ علي التفكير بها!!!
………..

مر أسبوع بالكامل وهي تتجاهله كلياً ورغم ذلك لا تقصر في واجباتها أيضا !!المنزل دائما مرتب… الطعام مجهز حتي حقوقه الشرعية لا تمنعها عنه ..بل تعطيه نفسها بحرية ولكن الأمر انها تكون جامدة كالجليد بين ذراعيه…لا تتفاعل معه ولا تعطيه لمحة ولو بسيطة عن تأثيره عليها …الأمر وكأنه يلمس دمية لا روح فيها وهذا الامر جر.ح رجولته للغاية …شعر انه غير مسيطر علي زوجته …انه لا يؤثر عليها بشكل كافي….بالإضافة الي تجاهله باقي اليوم تماما كأنه لا شئ ..لا تتحدث الا مع ابنته الصغيرة …تلاعبها وتهتم بها …ياسمين فقط من تنال حبها ورعايتها …وهذا الامر جعله غاضب للغاية ..هو لم يعتاد علي التجاهل …انها المرة الاولي التي يتجاهله أحدهما بتلك الطريقة المُستفزة !!!
ولج الي المطبخ حيث تقبع هي وابنته …كان صوتها المنعش يخترق اذنه بحدة …تذكره انه حُرم من قربها !!!
-ودلوقتي يا ياسمين هنحط صوص الشوكولاتة وتبقي الكيكة بتاعتنا جاهزة..
-هييي ..
قالتها ياسمين وهي تتقافز بسعادة …ضحكت هي بحب ثم انحنت وقبلت رأسها …
كان ياسين يشاهد هذا وعلي وجهه ابتسامة رائعة …لقد نالت قلب طفلته بسرعة جدا …كيف اصبحت بهذا القرب منها …لقد عوضتها بالفعل عن والدتها …يتمني ان تكون العلاقة بينهما دوما هكذا …
استدارت ياسمين ونظرت الي والدها واتسعت عينيها واقتربت منه وقالت:
-بابي بابي بص أنا عملت كيكة أنا وورد …
-ياسمين عيب اسمها طنط ورد ..
قالها ياسين مؤدبا..لتتمتم ورد بغيظ:
-حوش الاحترام والادب اللي بينقط من لسانك..
أمسكت ياسمين كف ياسين وجذبته حتي وصلت حاجز المطبخ وقالت:
-بص يا بابي دي الكيكة اللي عملتها مع طنط ورد ..حلوة صح ..
كانت ورد تضيف صلصة الشوكولاتة علي الكيك …حتي بدا شهي للغاية
-شكلها حلو أووي يا ورد تسلم إيديكي .
قالها بوداعة …استطاعت بجهد الحفاظ علي ابتسامة باردة وهي ترد عليه ببرود:
-شكرا .
ثم ذهبت لوضع قالب الكيك بالثلاجة قليلا وهي تغلي من الغضب ..كيف يمكنه أن يكون بارد بتلك الطريقة !!كيف يمكنه إدعاء البراءة رغم انه هو من جر.ح مشاعرها!!هو حتي لم يعتذر حتي الآن ..كم هو مغرور وو.قح…ولكن لا لن تكون ورد إن لم تؤدبه جيدا علي كلماته تلك …رغم برودها الظاهر ولكنها حقا تحطـ.مت بفعل كلماته …لقد جر.حها بعمق ولكن الأسو.أ انه يتصرف وكأنه لم يفعل أي شئ…يتحدث معها ومع ابنته ويضحك وحتي أنه يأخذ حقوقه الشرعية …ولكن الجميل في الأمر ان عندما رأي برودها معه توقف عن الاقتراب منها …لن تقول أن الأمر أراحها …ولكن علي الأقل برودها معه آتي بنتيجة فبعد ان ابتعد عنه وتوقف عن أخذ حقوقه حاول عدة مرات ان يفتح مجال للحديث معها ولكنه يفشل تماما ..
-استني شوية يا ياسمين تبقي شوية في التلاجة وبعدين نقطعها وناكلها ماشي..
-ماشي يا طنط ورد …
اقتربت منها وتجاهلت ياسين تماما وقالت:
-ممكن في الوقت ده نعمل الhome work عشان بعدين نأكل الكيك ونتفرج علي كارتون ونرسم براحتنا …
هزت ياسمين رأسها بطاعة لتقبلها ورد مرة آخري وتقول:
-مسكرة اووي ..
-وانا مليش حاجة …أنا مسكر برضه…
تبدلت ملامح ورد للجليد وهي تنظر إليه فقال وهو يتراجع :
-علي الاغلب مليش ..أنا خارج .
ثم خرج من المطبخ لتظهر ابتسامة علي وجه ورد …ربما يوجد أمل في إصلاحه …ربما !!..
نظرت الي ياسمين وقالت :
-مش يالا يا مسكرة عشان نخلص اللي ورانا ولا أيه ؟!
-حاضر ..
قالتها ياسمين بينما تمسك كف ورد ويخرجان من المطبخ
………..
في المساء …
سحبت الغطاء علي جسد الصغيرة ثم قبلت رأسها بلطف …وضعت القصة علي جنب وأغلقت الانوار ثم خرجت وأقفلت الباب …
كان ياسين جالس علي الأريكة ينتظرها …لقد قرر… سيعتذر منها وينتهي الأمر …هو لا يطيق هذا التجاهل …زفر بضيق ..لا يصدق انه سوف يتنازل ويعتذر ولكن بالتفكير في الأمر وجد نفسه مخطئا للغاية …فهذا ليس كلام يقوله لزوجته!!
عندما رآها نهض مستعدا للحديث معها ولكنها لم تكلمه…ولم تنظر حتي بل اتجهت لغرفتهما …رفع حاجبيه بإستنكار وقال بضيق :
-جينا لدلع النسوان …هدخل وراها وأمري لله …..
ثم ولج خلفها للغرفة وجدها تحضر ملابس لها…وقف خلفها ولكن لم يظهر جسدها أي رد فعل …اخرجت منامة قطنية مريحة ليقول هو مشاكسا :
-انا مبحبش البيجامة دي ..البس اللانجيري الأزرق بيكون حلو فيكي …
بآلية أرجعت المنامة واخرجت الغلالة الزرقاء كما قال ثم خرجت من الغرفة نحو الحمام …وجب ان يكون سعيداً لانها نفذت له ما اراد ولكن بدا غاضب وحزين بشكل غريب …فهي لا تناقش …لا تجادل …تنفذ دون رغبة …كأنها آله…الي مني سيستمر عقا.بها له …جلس علي الفراش وهو يفكر انه يجب أن يتحدث معها …
….
ما أن اغلقت باب الحمام حتي استندت عليه وهي تغمض عينيها سامحة للدموع التي حبستها طويلاً ان تنهمر ….كانت منذ الصباح تسيطر علي نفسها كي لا تبكي …هي تبكي تعترف بهذا …تبكي كل يوم …علي الرغم من ادعاؤها القوة الا انها هشة للغاية ما زالت لكلماته اثر سئ علي ….قلبها!!ما قاله لها كان صعب …أمرأة غيرها كانت ستتركه ولكن والدتها سوف تذكرها بفـ.شلها …هي لا يمكن أن تفشل…لا يمكنها ان تتركه وتعود محطـ.مة لعائلتها …هذا هو السبب الذي اقنعت به نفسها مُكذبة بكل طاقتها السبب الآخر التي تخفيه داخل قلبها!!
…….
انتظر ياسين بنفاذ صبر حتي تنتهي …كان ينوي ان ينهي الموضوع الليلة …سوف يعتذر منها ثم ينال حقوقه الشرعية برضا كامل منها هي …
..
استمر حمامها ثُلث ساعة تقريبا كان هو فيها كمن يغـ.لي علي مراجل الجحيم …
أخيرا خرجت وهي تجفف شعرها…اتسعت عيني ياسين بإعجاب بينما ترتدي الغلالة الزرقاء التي اراد منها ان ترتديها…كم بدت جميلة وشهية بها …كانت كالملاك !!
اتجهت هي الي طاولة الزينة دون ان تنظر إليه وبدأت بتمشيط شعرها .
نهض ياسين من الفراش واقترب منها ثم أمسك ذراعيها وقال:
-لحد أمتي التجاهل ده يا ورد…أنا تعبت اووي منك …بحاول اتكلم معاكي ومصرة تبعديني عنك ؟!
-بنفذ اللي جيت عشانه يا ياسين ..برتب بيتك وبهتم ببنتك وبديك حقوقك ايه مطلوب مني تاني …اهو بديك تمن إنقاذك ليا من شبح العنوسة ولو عايز شكر كمان هشكرك كل يوم
أغلق ياسين عينيه بيأس وقال:
-انا غلطت وعارف ..
تنهدت وهي تبتعد عنه قليلا ثم تستدير وتقف امامه وهي تربع ذراعيها بهدوء وتقول :
-لا مغلطتش ولا حاجة أنت انقذتني من العنوسة فشكرا ليك يا باشمهندس وانا بدفع تمن إنقاذك ليا …وبالنسبة لحقك الشرعي مش مانعاك منه أنا هو قدامك !!!
-أنا آسف …آسف ماشي …أنا عارف أني قولت كلام غبي وبعتذر بجد يا ورد مكانش قصدي اجر.حك…سامحيني .
نظرت إليه وقالت بآسف:
-للاسف يا ياسين مش أي حاجة يعالجها الآسف …آسفك مطيبش الجر.ح اللي جوايا …
ثم كادت أن تذهب من امامه الا انه امسك ذراعها بقوة وقال:
-قولت آسف …آسف يا ورد …علي فكرة دي أول مرة اعتذر من حد.قدري ده شوية وسامحيني علي اللي عملته..
ازاحت يديه وقالت:
-أنا محتاجة اللي أكبر من الاسف يا ياسين ..محتاجة اني أثق أنك مش هتجر.حني تاني وللاسف مظنش هقدر أثق فيك بسهولة فسيب الموضوع للوقت يصلحه تصبح علي خير !
……….
في غرفة عبير …
كانت تقف وتنظر الي انعكاسها في المرآة….تحا.رب الدموع التي بدأت بالتصاعد بعينيها….لقد أصبحت هي مكان عبير وانتهي الأمر…فعبير قد أختفت تمام وهي المسكينة من أبتُليت بهذا المجنو.ن الذي يحسبها صفقة ولكنها قررت ان تجعلهم جميعا يدفعوا ثمن فعلتهم البغيـ.ضة تلك وأولهم ذلك المدعو عدي …هذا الرجل الذي يعتبر النساء صفقة يمكنه اللهو بهن…سوف تريه من هي حواء الحقيقة…سوف تكر.هه في اليوم الذي رآها فيه …رمشت بغضب وهي تبعد دموعها …لا اليوم ليس يوم البكاء …هي لن تبكي …بل ستعلم شريف وعدي درس لن ينسوه
أبدا!!يجب ألا تستلم لهما…يجب أن تخطط لكي تخرج من تلك الورطة وبأسرع وقت !!
طرقة علي الباب أخرجتها من شرودها …
ولج شريف للغرفة وقال وهو يتأملها برضا عندما رآها ارتدت الفستان الكريمي الذي طلب منها ان ترتديه ولم تعاند ..
-يالا يا بيري عدي بيه مستنيكي تحت عشان نطفي الشمع سوا …
هزت جواهر راسها بيأس وهي تفكر ان بالتأكيد هذا الرجل مجنو.ن وسوف ينتهي الأمر بها وبه في السجن بكل تأكيد !!

خرجت جواهر معه وهو تدعو الله ان تحدث معجزة والا تنال إعجاب هذا المجنو.ن…
…….
كان عدي رشيد يقف امام طاولة طويلة متراص عليها كعكات عيد الميلاد ومكتوب علي الكعكة الاكبر منهم(كل سنة وأنتِ طيبة يا بيري)قرأ الاسم وضحك قائلا:
-بيري !!ده صابون غسيل ولا أيه ذ؟!اهو هنشوف ست بيري حلوة ولا أي كلام زي أسمها…
شعر عدي بقدومهم واستدار …انحبست انفاسه حرفيا وهو يراها ….لن يقول انها الأجمل ..ولكنها الأكثر جاذبية علي الإطلاق !!!
كان وجهها جامد لا تبتسم علي الإطلاق وهي تتمسك بذراع شريف …همس شريف في أذنها وقال:
-مممن تبتسمي شوية الراجل هيفتكر أنك مغصوبة علي الجوازة دي …
-طيب ما دي الحقيقة!
قالتها جواهر ببرود ثم أكملت :
-ولا حضرتك هتجبرني كمان ابتسم ولو مبتسمتش هتحـ.بسني؟!
-خلاص اسكتي منك لله الراجل هيحس ان فيه حاجة غلط …
-ياريت يحس ويغور مش عاوزه
تمتمت بغيظ ليرفع شريف صوته وهو يقترب من عدي ويقول:
-عدي بيه احب اعرف ببنتي بيري …صاحبة العيد ميلاد…أنا كنت هحتفل أنا وبنتي حبيبتي لوحدنا بالعيد ميلاد بس قولت أعزمك بما أنك إحتمال تبقي من العيلة…
-ازيك يا أنسة بيري..
قالها عدي وهو يقترب منها ويصافحها …نظرت إليه بتوتر وهو يقترب بشفتيه منها ويقبلها علي وجنتها هامسا لها:
-أنتِ جميلة اووي …
ابتعد ثم ابتسم لشريف وقال:
-عايز الانسة بيري في كلمتين لو سمحت يا شريف بيه …
-اه أكيد يا عدي باشا أنا مستني برا في الحديقة …
ما أن غادر شريف حتي مرر عدي اصابعه علي وجه جواهر التي كانت ترتعش بشكل واضح وهي تنظر إليه بخوف هذا الرجل مخيف للغاية…
-جميلة..جميلة اووي …
ازاحت هي يده بعصبية ثم قالت بعنـ.ف:
-أنت بتعايني كأني بضاعة كده ليه…
-عشان هتجوزك .
قالها بثقة لترد هي :
-حتي لو قولت اني مش عايز أتجوزك…ولا أنت معندكش كرامة وهتقبل عادي …
ضغط علي فكها بعنف وعينيه السوداء تبرق بطريقة أخافتها ولكنها تماسكت بينما قال هو بنبرة سوداء كغضبه :
-اللي متعرفهوش أنك دلوقتي ملك عدي رشيد يا بيري…
دفعت يده بحدة وهي تصيح:
-ملك مين يالا هو أنا بطيخة !!!
امسكها من ذراعها بعنف وقال بحدة :
-مش قدامك غير كده يا بيري !!!
وضع كفه علي شعرها وجذبها إليه اقوي حتي اختلطت أنفاسهما… صرخت هي بألم ليبتسم بسادية ويقول :
-اسمعيني بقا يا روح أمك …اما تتجوزيني او ابوكِ يتحبس …وصدقيني وقتها لو عملتي ايه مش هتقدري تساعديه وهتترمي في الشارع !!!
دفعها عنه وهو يقول بإبتسامة شريرة :
– أجهزي لان حياتك معايا هتكون جحيم يا مزتي …
ثم تركها وغادر لتبرق عينيها بخبث وتقول:
-هنشوف حياة مين اللي هتبقي جحيم مع التاني يا ابن رشيد !!!
….
خرج عدي واقترب من شريف …نظر شريف إليه بتوتر ليقول عدي:
-جهز نفسك هتجوز بنتك بعد يومين وهديك الشيكات!!!
والراحة التي كانت علي وجه شريف كبيرة للغاية …
كانت جواهر تقف بالقرب منهما وقد سمعت كل شئ وقالت بصدمة:
-انا روحت في دا.هية حرفيا !!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط