الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 13

الفصل الثالث عشر(إعتراف بالعشق)
وقع كريم علي الأرض وانفـ جرت الد ماء من شفتيه…كانت اللكمة قوية لدرجة ان سن من أسنانه قد انكـ سر …صرخت نهى ثم وضعت كفها علي فمها وهي مصدومة بينما بهت كلا من منير ونسرين …. فؤاد وحده من تحرك محاولا ابعاد يوسف كي لا تتفاقم المشـ كلة …نهض كريم وصرخ وهو يمسح الد.ماء من فمه:
-أنت اتجنـ نت يا يوسف …اتجننت ..
ثم أقترب من يوسف الذي حاول لكمه مرة آخري الا ان فؤاد وقف في المنتصف وهو يحاول أن يهدئ الوضع ولكن يوسف دفعه بعنـ ف ثم أقترب من كريم ولكمه مره اخري وقبل ان يقع أمسكه من قميصه وصرخ؛
-بتضر ب بنتك …بتضر ب نسرين يا كريم !!نسرين …هي دي وصية مراتك الله يرحمها …هي دي الامانة اللي قدرت تحافظ عليها …
دفعه كريم وصرخ بعنـ ف:
-وأنت مالك …أنت مالك دي بنتي أنا …بنتي وانا بربيها وعارف أنا بعمل ايه …أنت عمرك ما هتفهم لان معندكش عيال …سيبني أنا اربي بنتي بطريقتي !!!واتفضل أطلع برا بيتي يا يوسف مش عايز اشوف وشك هنا تاني ….لولا صداقتنا كنت عرفتك ازاي تمد إيدك عليا في بيتي ووسط مراتي وبنتي …لكن من النهاردة انسى أنك تدخل البيت ده ..انسى ..
هز يوسف رأسه وقال:
-لا لا مستحيل مش هسيبك تمد ايديك عليها تاني …نسرين هتيجي معايا …مادام مش قادر تشيل مسؤولية بنتك يبقي تيكي معايا …
ثم بالفعل وفي لحظة جنان منه اتجه الى نسرين المصدومة لكي يمسك يدها ولكن كريم تدخل ودفعه بعنـ ف وصرخ:
-أنت أكيد مجـ نون …دي بنتي أنا …أنا …أنت نسيت نفسك عشان دخلتك بيتي وعاملتك كأنك اخويا ولا ايه …فوق لنفسك يا يوسف …
ولكن يوسف كان فاقد السيطرة على نفسه …لا يتقبل حقيقة أن يؤ ذيها أحد حتي لو كان والدها…
لذلك اشتبك معه مرة آخرى وتفاقمت المشكلة …كان فؤاد ومنير يحاولان فض النزاع بينما نهى كانت تبكي وتصر.خ والمرأة التي أتت مع يوسف تجلس بركن وهي خائفة …بينما نسرين تنظر الي ما يحدث من حولها ودموعها تتساقط …أتجهت الي الطاولة وأمسكت السـ كين وبأعلى صوت لديها قالت:
-أنا همو ت نفسي. ..همو ت نفسي
توقف الجميع فجأة …اتسعت عيني كريم وهو يرى ابنته تضع السكين علي رسغها بينما الدموع تغرق وجهها…كانت منهارة بالفعل …
-نسرين متعمليش كده !!
صرخ فؤاد بينما أخذ يوسف يحدق بها برعب وقد تجمدت كل أطرافه …
-اهدي يا نسرين !
قالها كريم بحذر وهو يقترب منها ولكنها تراجعت وهي تقول:
-انا هريحك مني عشان تعرف تعيش حياتك مبسوط من غير ما أنغص عليك حياتك يا بابا ..متقلقش أخيرا هترتاح من همي …مش ده اللي أنت عاوزه أنا هحقق أمنيتك …
-نسرين سيبي السكينة أبوس إيديكي …
أكمل كريم وقد تشبعت عينيه بالدموع وهو ينظر الي السـ كين وقد لامست جلدها ..شعر بالر عب للحظات لتقول هي :
-أنت عمرك ما حبتني …عمرك ما اهتميت بيا …أنا عبأ عليك صح ؟! عايز تخلص مني بأي طريقة وانا أهو هريحك …انت حتي لما ناس هاجمو نا أنا وليان محضنتنيش كأنك كنت متضايق اني ممو تش وخلصت مني
بطلي كلام فارغ وسيبي السكـ ينة أبوس إيديكي !!
قالها كريم برعب وهي يرى حالتها تلك ..كانت هيستيريا ويعرف انها قد تنفذ تهد يدها …
-أنا خلاص هخلصك مني …
ثم ضغطت السـ كين علي جلدها أكثر لتصرخ نهى بقوة ولكن فجأة أحدهما انُتزع السكين من يدها…نظرت لتجده فؤاد الذي ألقى السكين بعيدا…
-ابعد سيبني …سيبني
أخذت تدفعه وهي تصرخ بقوة …
-اهدي يا نسرين …
ولكن نسرين لم تهدا بل أخذت تصرخ بهيستريا وتضر.ب نفسها ..حاول فؤاد ويوسف السيطرة عليها ولكنهما فشلوا …كانت مُصرة على إيذ اء نفسها وكأنها ممسو سة…. اخيرا تمكن فؤاد من جذبها واحتضانها ليهدئ روعها …قاومت وقاومت وهي تصرخ من أعماق روحها ولكن فؤاد لم يفلتها … فجأة تمكن الأرهاق منها وشعرت أنها عاجزة عن الصر اخ تماما …عصف بها التعب وشعرت أنها تنسحب داخل دوامة مظـ لمة…حاولت التمسك بفؤاد ولكنها كانت تسقط رويدا رويدا …كان شعور مخـ.يف لكنه رائع للغاية …فكرت نسرين بينما تفقد الوعي بين ذراعي فؤاد !
……… . ……..
-عدي لازم اروح بقولك نسرين في المستشفي !!!
قالتها ليان والدموع تغرق وجهها…شعرت بالإختنا.ق …بقلة الحيلة وشقيقها يرفض بهذا الإصرار بسبب خوفه عليها …ولكنه لا يمكن أن يمنعها عن نسرين الا يكفي انه لا يسمح لها بالذهاب الي الجامعة حتي بتعافي موسى …صحيح انها تحب عدي كثيرا ولكنه يخنـ قها بإهتمامه !!
تنهد عدي وهو يحاول ترتيب كلماته …لا يريد ان يغضبها او يجعلها تشعر بالحزن …يجب أن تعرف ان ما يفعله عدي يفعله من أجلها هي …لانه خائف عليها ليس لانه شقيق متسلط …فليان هي أهم شخص لديه …وهو سيضحي بحياته من أجلها فهي وصية والده قبل موته …ولن يُسامح نفسه لو حدث لها شيئا …
-عدي عشان خاطري خليني أروح !!
قالتها بصوت مخـ تنق بفعل الدموع ….
كان عدي في ورطة …لا يمكنه تجاهل حزنها بتلك الطريقة …
هز رأسه وقال :
-طيب يا ليان بس بشرط أنا هوصلك واجيبك كمان اتفقنا …
هزت راسها بسرعة ثم ضمته إليها وهي تتمتم :
-شكرا اووي يا عدي …شكرا …
ابعدها وقال :
-يالا روحي اجهزي هنمشي دلوقتي عشان منتأخرش ..
هزت رأسها موافقة ثم صعدت لغرفتها
تنهد عدي واتجه.الي مكتبه لأخذ سلا حه فهو لا يعرف ما سوف يواجهه …فبعد القبض على عوض ستكون الأمور أسوأ الآن ..
…….
ولج عدي الى المكتب وتجمد وهو يرى زوجته تفتش بجارور المكتب …رفع حاجبيه وابتسامة خبـ يثة برزت علي شفتيه واقترب منها بهدوء وهي منهمكة فيما تفعله …
-بتعملي ايه في مكتبي ؟!
قالها عدي فجأة لتقفز جواهر وتنظر إليه بر عب بينما ممسكة بالجارور التي فتحته للتو بحثاً عن الشيكات …ازدردت جواهر ريقها وهي تحاول اختراع كذ بة ما …ولكن عقلها توقف الآن …شتـ مت نفسها في سرها…ابتسم عدي واقترب منها قائلاً:
-وصلي رسالة لشريف بيه اني مبحطش الحاجات المهمة في درج مكتبي دي تصرفات الناس اللي مستوي ذكاءها اتنين ونص زيك كده مش تصرفاتي أنا ..
قضمت شفتيها بغيظ وهي تنظر إليه بإ شتعال ..كان ذكي للغاية…شخص مثله سوف تعاني معه الكثير …اللعـ نة علي شريف هو من ورطها معه!!
كان عدي يبتسم بخـ بث وهو يري غضبها مد كفه وازاحها قليلا ثم اتجه لخزنته الصغيرة الموجودة بجوار المكتب اتسعت عينيها وهي تلعن غبائها …بالطبع الشيكات سوف تكون هنا …وكأنه قرأ افكارها قال بصوت متسلي :
-ولا بشيلهم في الخزنة دي كمان …
فتح الخزنة بالرقم السري الذي دونه بسرعة ليخرج سلاح ناري…
شهقت وتراجعت قليلا بخوف ليأخذ عدي السلا ح النا ري ثم ينهض ويشد جواهر بغته نحوه و يطوق خصرها ثم يقربها منه اكثر حتي تلاشت المسافة بينهما ولم يبقي للهواء حتي منفذ ليمر…ابتسم ساخرا وهو يرى الر عب الطفيف الذي سكن عينيها وقال وهو يغرس السلاح بعنقها ويقول بينما يراها ترتعش :
-ده مسد س مرخص …بستخدمه مع الخا ينين واللي بيكذ بوا واللي بيحاولوا يسر قوني ..أنا مبسامحش في حقي يا بيري فخدي بالك ..
-انا مبخافش منك …
قالتها بنبرة جاهدت لإخراجها ثابتة بينما حدقتيها تهتزان قليلا ..ابتسم وهو يتأملها …فجأة انمسحت الابتسامة من علي شفتيه وعينيه تطوف علي ملامحها الجميلة …تمتلك ملامح جذابة كثيرا ولكن أكثر ما يميزها هي تلك القوة التي تحاول ابرازها في اسو أ لحظاتها …يجب أن يعترف أنها تعجبه كثيرا …هو لا يحب المرأة الخا نعة الضعـ يفة…ذلك النوع من النساء لسن نوعه المفضل أبداً…انتقل بالسلاح من عنقها لفكها وقال؛
-لا لازم تخافي مني …عشان لو حصل اي خيانة منك هقتـ لك فعلا …
ظلت تنظر إليه …لا ترف جفنيها حتى …ابتلع ريقه وتوقفت نظراته علي شفتيها ..أغمض عينيه و اقترب بفمه منها ليقبلها …كان يجب أن تصرخ به وتدفعه ولكنها شعرت بالخدر في جميع أنحاء جسدها …شعرت أنها مغيبة لذلك أغمضت هي الآخري عينيها وقبل أن تلامس شفتيه شفتيها انفتح الباب فجأة
-عدي ….أووه …أنا اسفة ..
قالتها ليان بحرج وهي تتراجع …..وجهها أحمر بقوة وهي تري شقيقها وزوجته بهذا القرب….
ثم بسرعة قالت:
-أنا مستنياك برا
ثم أغلقت الباب بسرعة…كان وجه جواهر محمر بفعل الخجل والغضب نظرت إلى عدي لتجده مبتسم بخبث …رفعت قدمها ثم ضربت قدمه بقوة ليتأوه وهو يتراجع بينما تستغل هي تلك الفرصة لتلوذ بالفرار بينما الدموع تحتشد بعينيها …لقد كادت أن تُخطئ اليوم!!!!
…………
في المشفى…
كان كريم يذرع رواق المشفى بقلق …القلق ينـ هش في قلبه بسبب ابنته …لم يفكر بأي شئ …كل ما يريده أن يطمئن عليها …بينما يوسف كان يرتكز علي الحائط وهو ينظر إلى كريم بغيظ عينيه العسلية كانت تشتعلا ن بالنيران …ود لو يقـ تله …لكمتين لم تكفي لتهدئه غضبه من كريم الذي ضر ب حبيبته أمامه ….نظر إلى الأرض وهو يتمنى من كل قلبه ان تخرج سالمة وبعدها سوف يتصرف مع كريم …

خرج الطبيب من غرفتها ليقترب فؤاد وكريم منه ..
-بنتي عاملة أيه يا دكتور ؟ !
-إنهيا ر عصبي .
وضعت نهى كفها علي فاها بينما أطرق كريم برأسه والذنب ينـ هش قلبه ليكمل الطبيب :
-أنا بقترح تعرضوها على طبيب نفسي ..
هز كريم رأسه وقال:
-حاضر يا دكتور..
………
كانت جالسة على الفراش شعرها الذهبي متساقط علي وجهها …دموعها لا تتوقف عن التدفق …والأ لم في قلبها لا يُوصف ..تمنت وقتها أن تمو ت وترتاح …أن تلحق بوالدتها …لقد فهمت الأمر …لم تكن محبوبة يوماً من قبله …والدها لا يحبها…يفعل المستحيل كي يؤ لمها…وربما يريد تزويجها بسرعة كي يتخلص منها …ولكنها قريبا سوف تريحه من مسئولياتها ….ثم تغادر وهو لن يعرف مكانها أبداً…
-نسرين !
صوت والدها اخترق أذنيها بقوة …رفعت عينيها إليها وسرعان ما نشجت بقوة وهي تقول :
-أمشي…أمشي….
نظرت نهى بقلق الى حالتها …كانت نسرين علي وشك الإنهيا ر مجددا….
-اهدي.يا بنتي مش ها ذيكي والله …
-لا لا امشي …مش عايزاك أنت…أنا عايزة ليان …فين ليان ..ليان !!
كانت تتكلم دون توقف لتقترب نهى من كريم وتقول:
-كريم اطلع دلوقتي معلش… اطلع من هنا !
كاد أن يعارضها ولكن حالة أبنته اخافته …لم يكن يريد أن يراها تعاني بهذا الشكل ..لـ عن نفسه لأنها وصلت لتلك الحالة بسبب قسو ته الشديدة عليها …
-هطلع حاضر ..
قالها كريم بحزن ثم خرج …
بعد أن خرج اقتربت نهي بحذر من الفتاة ثم أخذت تربت على كتفها وقالت:
-ليان زمانها جاية يا نسرين أنا اتصلت بيها ..
بس أهدي يا حبيبتي ..اهدي ممكن .
حدقت بها ثم بدأت بالبكاء مجددا …
جذبتها نهى ثم عانقتها وهي تقول:
-يا حبيبتي …يا حبيبتي …
-أنا عايزة امو ت…نفسي أمو ت …
-بعيد الشـ ر عنك يا حبيتي متقوليش كده…ربنا يسعدك ويديلك العمر الطويل …
-بابا مبيحبنيش …محدش بيحبني …
هزت نهى رأسها وهي تربت على شعرها وتقول:
-لا يا بنتي لا…أنتِ غلطانة أووي …باباكي بيحبك وبيحبك أووي كمان…أيوة صحيح هو غلطان مش هدافع عنه ولا ابرر لكن والله بيحبك …وأنا كمان بحبك يا نسرين وليان كمان ..ليان صاحبتك لما عرفت أنك في المستشفي قالت أنها هتيجي علطول …كلنا هنا بنحبك يا بنتي …
-نسرين ..
قالتها ليان بقلق وهي تلج لغرفتها…ابتعدت نسرين عن نهى…كانت الدموع تغرق وجهها بالفعل …الأ لم يشع من عينيها ..
اقتربت ليان ثم عانقت نسرين بقوة لتنفـ جر نسرين بالبكاء مجددا وقد شعرت أخيرا بالآمان….
-بس …بس اهدي يا حبيبتي ..اهدي …
ولكن نسرين لم تتوقف عن البكاء …كانت تتأ لم وكأن كل ما اخفته في قلبها من أ لم ظهر الآن …لم تخفي شئ ولما تخجل من بكائها بتلك الطريقة …كل ما تبغيه هو الراحة…لقد تأ لمت كثيرا …خذلها الجميع وأولهم والدها
شددت من إحتضان ليان وقالت بإختناق:
-ليان ..خديني من هنا…خديني من هنا يا ليان لو سمحتي ..
تنهدت ليان وهي تنظر إلي نهى فقالت نهى:
-هكلم باباها وأقنعه تروح معاكي يا ليان ..كده كده هي هتخرج دلوقتي ..
…………………
في اليوم التالي …
في حديقة قصر عائلة رشيد …
كانت تجلس جواهر علي احدي المقاعد الخشبية البيضاء بينما تضع سماعات الأذن المتصلة بهاتفها النقال تستمع لإحدي أغاني أمير عيد وبجوارها صينية بها شطائر الكفتة مع عصير مانجو طازج …مزاجها رائق اليوم وقد قررت ان تبدأ بالبحث في محاولة ايجاد الشيكات مجددا كي تتحرر من هذا الزواج المز يف التعـ يس!!!أطفأت الأغنية فجأة واغمضت عينيها وهي تستمتع بهذا الهدوء المحبب للقلب …فجأة ازدردت ريقها وهي تتذكر تلك القبلة التي كادت أن تتشاركها مع عدي…لا تصدق انها ضعفت أمامه …زفرت بضيق وقد تعكر مزاجها ..
….
خرجت ليان من القصر لتسقي الورود الخاصة بها وسوف توصي الخادمة لتحضير طعام الإفطار لها ولنسرين …توقفت قليلاً وهي تجدها تجلس علي المقعد الخشبي …وضعت أناء الري جانبا ثم اقتربت منها مبتسمة ..
-صباح الخير .
قالتها ليان بإبتسامة لطيفة لزوجة أخيها …تلك المرأة الجميلة والتي دوما وجهها متجمد لا تبتسم عندما تراها …حاولت أن تتكلم بلطف كي لا تشعر جواهر بالإحراج بعد ما حدث بالأمس …من الأساس قررت ألا تتكلم.عنه أبدا…قررت تجاهله..
نظرت جواهر بنفس البرود الي ليان وهي تتفصحها جيدا ثم ردت ببرود وهي تتناول شطائرها المفضلة :
-صباح النور…
اقتربت ليان وجلست بجوارها بعفوية تامة ثم أمسكت احدي الشطائر وهي تلتهما وتقول :
-صحيح الايام اللي فاتت كان فيه شوية توتر في حياتنا ومقدرتش اتعرف عليكي كويس …
نظرت إليها جواهر بضيق …كانت لا تريد أي صحبة الآن …تريد أن تبقي لوحدها وتفكر ..وآخر ما تريده هو التحدث مع أحدهم وخاصة شقيقة عدي بعدما حدث بالأمس …
-اسمك بيري صح ..عدي قالي ..هو حقيقة اتصدمت لما عدي اتجوز كده فجأة بس لما شوفتك عرفت ان ليه حق ..أنتِ جميلة وفي وشك قبول غريب ..أنا بجد حبيتك ..
ارتبكت جواهر ولم تعرف بماذا ترد على هذا الكلام اللطيف والذي بدا صادقا للغاية …أرادت ان ترد بوقا.حة ولكنها عجزت تماما كيف تقابل هذا اللطف بالقسا وة ..كيف ..
ابتسمت جواهر ابتسامة حقيقية وقالت:
-وأنتِ كمان جميلة يا ليان وأنا حبيتك …
-بجد أنتِ حبتيني …شكرا ليكي أووي ..
ثم حاوطت جواهر بذراعيها وهي سعيدة توجست جواهر من رد فعل الفتاة المفاجئ فابتعدت ليان قليلا وقالت بإحراج:
-أسفة رد فعلي كان ويرد شوية بس أنا كان نفسي اصاحبك من أول ما جيتي …أنا كان دايما عندي حلم وخيالات ان أنا ومرات عدي نبقي أصحاب ونخرج مع بعض …
ضحكت قليلا وأكملت :
-ده غير أني قولت دايما اني هقف في صف مرات اخويا ضد عدي …
ابتسمت جواهر لها وقالت :
-متقلقيش هحققلك حلمك بإذن الله …
ابتسمت ليان ثم ضمتها مرة آخري لتبتسم جواهر بغرابة ..كيف يمتلك عدي شقيقة لطيفة مثلها
-شكلكم انسجمتوا سوا !
قالها عدي مبتسما وهو يقترب منهما لتبتعد ليان عن جواهر بينما تجهم وجه جواهر المبتسم …ابتسمت ليان وهي تنهض وتعانقه وقالت:
-بيري عسولة اووي يا عدي …أنا حبيتها ..
ابتسم عدي بسخرية وقال:
-شايفة أنك انسجمتي مع أختي خالص يا بيري عقبال ما تنسجمي معايا كده …
ثم غمز لها
-علي جثـ تي الكلام ده. ..
تمتمت بغيظ لنفسها ليقول عدي :
-بتقولي حاجة يا عروسة ..
-لا مبقولش ..
قالتها بفظا ظة لتضحك ليان وتقول:
-شكلكم كيوت مع بعض زي Tom and jerry دايما بتضايقوا بعض بس بتحبوا بعض …
ثم تركتهم وذهبت ليجلس عدي بجوار جواهر ويقول:
-ايه رأيك يا بيري تفتكري هنحب بعض في يوم من الايام؟ !
-لا مظنش …أختك بتحلم زيادة عن اللزوم أنا مش بطيقك اصلا .
-غريبة ده مكانش رأيك امبارح يعني !!
احمر وجهها ليقترب أكثر وأصابعه تتلمس وجهها ويقول:
-أمبارح لولا دخول ليان كُنت ه….
نهضت بسرعة وقالت بتوتر :
-أنا.رايحة الحمام …
ثم ركضت نحو القصر يتبعها ضحكات عدي الساخرة …تنهد وهو ينظر إلي طبق الشطائر امسك شطيرة منها ثم بدأ يتناولها وهو يصفر ويقول:
-الصبر …الصبر يا بيري بس …اصبري عليا اخلص اللي ورايا وهفضالك ووقتها هأخد كل حقوقي منك ..ونشوف كلمة مش بتطقيني دي هتطلع من بوقك ازاي تاني !!
ضحك بإستمتاع وهو يكمل تناول الشطيرة ….ففر.يسته على وشك الوقوع في المصيدة …وكم سيكون رائع عندما ينالها !
………
في منزل أمير …
قضمت شفتيها بضيق وهي ترى تلك المائعة قد أعاقت طريق أمير…تلك الفتاة التي أنقذ أمير شقيقتها من ذلك المتحر ش وهي من وقتها تتحجج لكي تتكلم وهذا أزعج عبير كثيرا …تمنت في تلك اللحظة أن تنزل إليها وتجذبها من شعرها وتجمع عليها أمة لا أله الا الله ..
أرادت لها فضـ يحة واسعة عديمة التربية تلك …
ولكنها شعرت بقليل من الرضا وهي ترى أمير ينظر إلي الأرض وهو يتحدث معه …لا يرفع وجهه حتي لكي ينظر إليها بينما هي تبتسم له بهيام وتضحك دون توقف …
-ايه قلة الذوق دي …سيبيه يا باردة مش عايز يتكلم معاكي …فين كرامتك!!
همست عبير بغضب وهي تضرب علي حاجز التراس بغضب …..
……
-أنا حاسة أن مهما عملت مش هقدر أشكرك علي وقفة جمب أختي الصغيرة …
كان أمير مطرق برأسه يشعر بالحرج بسبب تحدثها معه بتلك الأريحية ..أراد أن يذهب الي منزله بسرعة ولكنه شعر أنه سيكون قليل الذوق …
لم ينظر حتي الي تلك الفتاة التي تبادله بهيام واضح …ليكون صريحا هو لا يعرف التعامل مع الفتيات ولا يهتم …آخر أمرأة عرفها هي والدته ونورهان ابنة خالتة …لكنه حقا لم يحتك بأي فتاة آخري ولا حتي اقرباؤه من الفتيات …
-هو أنت مبتبصليش ليه هو انا و حشة ؟!
قالتها الفتاة بعتاب مائع ليخرج صوته باردا ويقول:
-وأنا هبصلك ليه يعني؟!وبما انك خلصت شكر ليا للمرة العاشرة تقريبا أنا دلوقتي هروح بيتي عن إذنك !
ثم تركها وذهب وهو تضع كفها علي وجنتها وتنطق هائمة:
-وتقيل كمان …نوعي المفضل …عموما ماشي يا أبن الحتة هنشوف لحد أمتي هتفضل تقاوم بس اللي ميقعش في الاخر !!
ثم غادرت نحو منزلها وهي تصفر بسعادة ولم تلاحظ عبير التي كانت تستـ شيط من الغضب …
-قليلة ذوق فعلا !!
……..
ولج أمير الى المنزل ورأي نوح أمامه ابتسم وقال :
-أزيك يا نوح…
ثم أغمض عينيه وهو يتشمم الرائحة الشهية المنبعثة من المطبخ وقال وعينيه تتسع بذهول :
-مش معقول عملتلي الكبدة بالطريقة اللي أنا بحبها …ايه الدلع ده بس .
ولكن عبير لم تبادله ابتسامته ونظرت إليه بحدة لم ينتبه هو لها بسبب إرهاقه الواضح
-البنت دي كانت بتقولك ايه ؟!
قالتها عبير بنبرة هجو مية لم تقصدها ولكن شعورها بالضيق جعلها تكاد تفقد أعصابها …رفع أمير حاجبيه وقال:
-كانت بتشكرني يا نوح مالك متضايق ليه ؟!
ثم ولج الي غرفته بإرهاق ليجهز له ملابس كي يتحمم بينما عبير كانت تشتـ عل غضبا …الي متي ستظل تشكره!! تلك الو قحة …
اتجه أمير بخطوات متعبة الي الحمام بينما جلست عبير وهي تقضم أصابعها بغيظ…ودت لو تخـ نقه علي بروده هذا ..
انتظرت بصبر حتي خرج من الحمام …شعره مبتل … ما زالت غاضبة …ما زالت مشـ.تعلة …ترغب بخنقه وهو يرد عليها بهذا البرود ….
-مالك يا نوح شكلك متضايق ؟!
رفعت عينيها ونظرت له ليتراجع للخلف وقال بتوجس :
-انا عملت ايه بس عشان تضايق؟!
-أنا عايز أفهم البنت دي هتفضل تشكر فيك لحد أمتى ؟!
ضحك أمير وقال:
-أيه يا نوح مالك بتتصرف كأنك مراتي كده ليه،؟! ايه الغيرة دي ؟!
شحبت.فجأة وهي تنظر إليه بإرتباك …هل فعلا تغار …هل تصرفاتها توحي بهذا …هو محق … …ما سبب هذا الغضب الذي يعصف بها …هي لم تشعر بهذا الغضب من قبل أبدا .. …لماذا هي تشعر بكل ذلك الضيق من اقتراب تلك الفتاة منه ….هل تغار؟ ! فكرت بصدمة وهي تغطي فمها بقوة …رباه لا بماذا تفكر هي …هي ابدا لم تؤمن بالحب فكيف تغار عليه …لابد أنها جنت …هي بالتأكيد جنت ..
كان أمير يراقب انفعالاته بقلق …لا يعرف ماذا حل به فجأة فهو يرى نوح يشحب ثم يهز رأسه ويضع كفه علي فمه…ماذا يحدث معه …رفع حاجبيه وقال بتوجس :
-أوعي بتكون يا نوح بتغير عليا فعلا؟!
نظرت إليه بصدمة ثم سرعان ما أنفـ جر أمير بالضحك وقال :
-يا باشا متقلقش فهمتك صح مش غلط …أنت غيران وغيران جداً كمان …
خافت عبير أكثر وفكرت ..تُري هل اكتشف أنها فتاة !!!يا الله ما تلك الكار ثة التي حلت على رأسها …
أكمل أمير قائلا وهو يغمز :
-أنت أكيد حبيت البنت اللي بتشكرني دي دايما وبقيت بتغير عليها…اي يا باشا قلبك وقع خلاص …
انتشرت الراحة بداخل عبير وهزت رأسها …فهي قد وجدت مخرج لتلك الكا رثة …كان أمير محق جدا …فهي قد وقعت بالحب ..ولكن حبه هو ..ما تلك الكا رثة !!!
…………..
.إن أكثر شئ يمـ قته هو أن يتم تجاهله …وورد بارعة جداً في هذا الأمر …لديها قدرة جبارة على تجاهله بل وتعامله كأنه شبح او غير موجود ..لكن رُغم هذا تصنع طعامه …ترتب منزله وتهتم بياسمين كأنها أبنتها …الواجب الوحيد الذي لا تفعله هو اعطاؤه حقوقه الشرعية فهي تنام بغرفة ياسمين ما ان يأتي حتي تختفي بالغرفة ولا يراها الا نادرا …
ولكن اليوم بشكل مفاجئ رأها تجلس بالصالة ترسم مع ياسمين وضحكاتها الناعمة تنطلق في المنزل …ابتسامة لطيفة ونادرة تكونت علي شفتيه وهو يراها تضحك بتلك الطريقة …..هو يحب النظر إليها وهي تضحك …يشعر حينها ان وجهها يشرق …وكأنها زهرة تتفتح…لقد أشتاق إليها …..يعترف بهذا …فجأة تجهم وجهه وهو يتذكر حديث والدتها وبدأ الشيطا ن يتلاعب به مجددا …يغضب كلما يتذكر الأمر …لا يتقبل فكرة أنها أحبت أحد من قبل أن تتزوجه …وتؤ لمه فكرة انها ربما ما زالت تحبه…هل يوما ما تخيلته حبيبها وهي بين ذراعيه ..هنا هز رأسه بقوة …لا هو لن يسمح لأفكاره ان تتمادى بشأنها ..
يثق تمام الثقة ان هي ليست من هذا النوع …أغمض عينيه بقوة وهو يفكر بقـ هر إلى متى سوف يظل في تلك الدوامة…الى متى سيظل الشك ينهـ ش قلبه …يعـ كر حياته ويجـ لد روحه …الشك مر ض قا.تل ينتشر بقوة في جسده وهو يجب أن يضع له حد ..ولكن كيف ؟!
هل يسألها ؟!يواجهها !!ولكن هل ستخبره الحقيقة ام ستكذ ب …هو لا يعلم ولا….
اخرجه من شروده صوت ابنته وهي تقول :
-بابي انت جيت …
تجهمت ورد واختفت ضحكاتها كعادتها عندما تراه أن تشعر بوجوده …
ضم ياسين ياسمين التي اندفعت لأحضانه وابتسم وهو يقبلها قائلا:
-وحشتيني يا حبيبتي …
-وأنت كمان يا بابي
نهضت ورد وأتجهت مسرعة الى المطبخ لتعد طعام الغداء …
……
بعد نصف ساعة تقريبا كانت قد جهزت طاولة الطعام …وبالتأكيد لم تجلس معهما كالعادة … نظرت ياسمين الى مكانها الفارغ بحزن وقالت:
-أنا رايحة اناديها تأكل معانا…
ثم اتجهت للغرفة دون أن تنتظر رده….
…..
ولجت ياسمين لغرفتها لتجد ورد تجلس على الفراش ووجهها متجهم اقتربت منها أكثر …فجأة رفعت وجهها ونظرت الى ياسمين مُبتسمة وقالت:
-عايزة حاجة يا حبيبتي ؟!
-تعالي كلي معانا يا طنط ورد .
قالتها ياسمين برجاء ولكن ورد ابتسمت لها وقبلت رأسها قائلة:
-انا مش جعانة دلوقتي يا ياسمين ..روحي أنتِ كلي لما أجوع هأكل إن شاء الله …
نظرت إليها الفتاة بحزن …قد تكون صغيرة ولكنها تفهم ما يحدث …ورد ووالدها لا يتحدثان سويا بالطبع هناك شئ بينهما …فهي لن تنسي ان ورد كانت تريد أن تذهب ولولاها كانت ذهبت فعلا …
-طنط ورد لو أنتِ مأكلتيش أنا مش هأكل .
قالتها ياسمين بعناد فقبلتها ورد علي رأسها وقالت؛
-ياسمين حبيبتي أنتِ عايزاني أزعل منك ولا ايه ؟!لا لو سمحتي روحي كلي وقولتلك لما أجوع هأكل .
كادت ياسمين أن تعترض ولكن صوت ياسين أوقفها :
-ياسمين حبيبتي روحي كلي أنا هجيب طنط ورد وأجي …
هزت ياسمين رأسها بطاعة ثم خرجت من الغرفة …اقترب ياسين من ورد التي كانت تنظر إليه بجمود
-يالا قومي عشان تأكلي ..
قالها ياسين وهو يجذب ذراعها ولكنها حاولت دفع ذراعه وهي تقول بنبرة باردة :
-مش عايزة أكل …
ولكنه لم يهتم برأيها بل جذبها بالفعل ليخرجها من الغرفة ولكنهها حاولت دفعه وهي تقول :
-خلاص أبعد …ابعد عني…
نجحت بالفعل بدفعه وابتعدت بعدة خطوات وهي تنظر إليه وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع …كانت علي وشك الإنهيا ر بالفعل ….حاولت التماسك بينما ينظر إليها هو بغضب ولكن ما حدث فجأة كان سـ ئ لكليهما فقد فقدت سيطرتها وأنفجرت بالبكاء كالأطفال …ارتبك ياسين وحاول الإقتراب منها لتهدئتها ولكنها صرخت به :
-متقربش مني …ابعد عني !!يالا روح لمراتك التانية وسيبني في حالي أنا مبقتش طايقاك …مش عايزة أبقى معاك ثانية واحدة… عايزة اتطلق؛!!
كانت كلمة الطلاق التي خرجت منها للمرة الثانية كالفتيل الذي جعله يشـ تعل من الداخل …اقترب منها ثم جذبها إليه …عينيه الخضراء كانت تشتعلان بطريقة أخافتها وابتسامة و حشية برزت علي شفتيه وقال:
-عايزة تطلقي!!! تطلقي…وده ليه عشان مقدرتش تحبيني …عشان لسه بتحبي علي !!
نظرت إليه بصدمة ليبعدها عنه ويقول:
-سمعت والدتك وهي بتقول كده … للاسف شكلك مقدرتيش تنسيه …مقدرتيش تحبيني يا ورد ..يبقى مين اللي يزعل من مين!! …
وكعادته خرج من الغرفة دون أن يعطيها حق الدفاع عن نفسها !!!!
………..
بعد أسبوع …
-يعني انا معرفش أعتمد عليكي خالص كده !!أي حاجة أطلبها منك بتفشـ لي تعمليها !!
ز عق شريف بها بعنـ ف وهو يشعر بالغضب …كل خططه فشلت …عدي أذكى منه بكثير وبالطبع أذكى من تلك الغـ بية!!!
-فعلا غبـ ية …ملكيش أي فايدة…غبـ ية ومبعرفيش تتصرفي ابدا !!!
-ايوة أنا فعلا غبـ ية لاني سايرتك وسمعت كلامك !!
صاحت جواهر بإنفعا ل والدموع ملء عينيها …كان الأ لم داخله يتفاقم …تشعر بالإ ختناق بسبب كل شئ …هذة ليست هي …تلك ليست أساليبها …الكذ.ب والخد اع ليسا من أساليبها ….تدفقت دموعها بقوة وأكملت:
-حرام عليك اللي أنت عملته فيا ده …خلتني اتجوز بإسم مز يف وعشت حياة مز يفة مع انسان الله وأعلم لو عرف الحقيقة هيعمل فيا ايه …بعدتني عن أمي ود مرت حياتي …ليه ده كله …
اعتـ صر ذراعها وصرخ:
-أنتِ السبب في ده كله يا هانم …أنتِ اللي هر بتي بيري بنتي …أنتِ اللي كنتي هتضيعيني …متلومنيش أنا يا حبيبتي …لومي نفسك لأنك بتتدخلي في اللي ملكيش فيه !!
-لان اللي كنت هتعمله حر ام …حرا م تبيع بنتك عشان تنقذ نفسك ولو رجع بيا الزمن هعمل كده برضه …وأنت هتندم ..هتندم لما في النهاية تخـ سر كل حاجة !!!
دفعت يده بغلظة ومسحت دموعها وهي ترفع رأسها وتقول بقوة :
-أنا هقول لعدي على كل حاجة …هحكيله على كذ.بك وخدا عك واخليه يوديك السـ جن …
ثم استدارت لتذهب ولكنه قال :
-فاكرة عدي هيساعدك …بتحلمي يا جواهر …عدي أسو أ مني بكتير ..عمره ما يسامح حد كذ ب عليه او خد عه…أنا هروح السجـ ن صحيح بس أنتِ كمان هتروحي معايا بتهمة النـ صب والتز وير وطبعا الشيكات وبما أنك خريجة حقوق احسبي هتفضلي كام سنة …
شحب وجهها بقوة لتتكون على شفتيه ابتسامة خبيـ.ثة وأقترب وهو يضع كفيه بجيبه مكملاً حديثه السا م ؛
-ووقتها أنا هبطل اعالج أمك وهتطلع من المستشفي الخاص اللي حطيتها فيها ..تخيلي حالتها وقتها ..بنتها في السجن ومفيش حد يصرف عليها …وقتها أمك هتروح تشحت وفي الأخر هتمو.ت أما بسبب الجوع أو المر ض !!
-أنت معندكش قلب …مش بتحس!!
صرخت به وهي ترتجف من رأسها الي أخمص قدميها….للأسف هي متورطة بشدة …وشريف لديه حق …سوف تُسـ جن معه …وحينها سوف تتد مر حياتها وحياة والدتها …رباه ماذا تفعل ؟!!
هز شريف رأسه بقوة وقال :
-لو كان عندي قلب وسيبتك في حالك كنت هتحـ.بس يا جواهر …عشان كده كان لازم أشيل قلبي …وأسكت ضميري ..كان ممكن حياتك تبقى أحسن لو مكنتيش هربتي بيري اللي والله بدور عليها وبس اقدر الاقيها هحاسبها كويس …
نظرت إليه جواهر بإشمئز از …ظنت أن والدها هو الأسو أ …ولكن شريف حقاً يتفوق عليه بمراحل …فهذا الرجل ليس لديه قلب …فعليا ليس لديه قلب …وهي وقعت في شباكه وانتهي الأمر ..هي لا تهتم بنفسها …لا تخاف على نفسها أبدا …جل ما تفكر به هو والدتها العزيزة …لن تتحمل أن يحدث لوالدتها شئ بسببها …لا هي لن تتحمل لذلك ستسايره !!
-عايزني أعمل ايه ؟!
قالتها بنبرة جامدة وقد استسلمت للواقع …لن تقاوم …من أجل والدتها علي الأقل لن تـُخا طر …
ابتسم شريف بإنتصار وقال:
-اهو هو ده الكلام المضبوط يا جواهر …أصل مفيش فايدة…لو دخلت أنا السـ جن هتدخلي ورايا وتسيبي أمك المسكـ ينة لمين …..
لم ترد عليه ولكن عينيها كانت تنطق بالكر ه الواضح له …ولكنه لم يبالي بل اتسعت ابتسامته اكثر وقال:
-عايزاني أحررك من الجوازة دي جيبي باقي الشيكات ..اتصرفي وجيبيها …
-طيب أجيبها ازاي …دلني كده …أنا دورت في مكتبه حتي اوضة النوم بتاعته …عاملة زي الحر امية بفتش في كل حتة وهو قفشني مرة وعارف أنا عايزة ايه !
-خلاص غيري الخطة …أكسبي ثقته …خليه هو يسلمك الشيكات بنفسه …
ضحكت بسخرية وقالت:
-أفندم وهو هيسلمني الشيكات بمناسبة أيه !!
ابتسم شريف وقال:
-لو حبك هيسلمك روحه مش الشيكات بس …وقعي عدي رشيد في حبك يا جواهر …خلي عدي رشيد يحبك ووقتها أحنا الاتنين هنكسب !!
………
وقفت أمام غرفته بتردد …لقد أشتاقت إليه بقوة …كيف لم تنساه بعد كل ما فعله بها …وبعد أن حطـ م قلبها مرارا وتكرارا بسبب كلماته السا مة التي لا يتواني عن طعـ نها بها…ولكن رغم قسو ته ..بروده ما زالت تعشقه …كم تمنت لو تقتلع قلبها من صدرها وتدوس عليه بقوة ….تمز قه بشرا سة لأنه أحب بتلك الطريقة رجلاً لا يراها من الأساس…لا يدري أحدهما العذ اب الذي تعيش به. …أن تعشق المستحيل…
لا يعرف أحد ما تعيشه غير نسرين …نسرين التى أصبحت تعيش معها مؤقتا …الأثنان يواسيان بعضهما وربما هذا الشئ جعلها تشعر بالراحة قليلا فقد قاومت الذهاب لموسى عدة مرات بفضلها ولكن الآن هي تمو ت لتراه ….تصاعدت الدموع لعينيها وبلحظة تهور فتحت الباب ….كانت تريد أن تراه بأي طريقة …لقد مر أسبوع منذ آخر مرة رأته بها …منذ إصابته وهو يُلازم غرفته لا يخرج منها إلا نادرا …عدي أخبرها أنه علي وشك التماثل للشفاء وهذا أراحها نسبيا …ولجت للغرفة وهي ترتعش بقوة …لم يكن بغرفته وقبل أن تفكر بمكانه الآن سمعت صوت المياه بالحمام …لابد أنه يستحم … فكرت ثم اتجهت الى فراشه وجلست عليه تنتظره …كانت أحدي قمصانه ملقية بإهمال علي الأرض ..
انحنت والتقطه ثم ضمته إليها وهي تغمض عينيها بينما الدموع تنسكب دون توقف من عينيها…كم بدت مثيرة للشفقة وقتها …ولكن هذا هو العشق…
عشقها لموسى كان لعـ نـة حياتها بأكملها !!!…
تركت القميص علي الفراش ثم اتجهت لتنام على وسادته …فجأة وجد شئ تحت الوسادة امسكته لتجده صورة لإمراة جميلة للغاية …تأ لم قلبها ونهضت وهي تتأمل صورة تلك المرأة ..لابد أنها هي من سر قت قلب موسى ..كم هي محظوظة !!
خرج موسى من الحمام فجأة وتجمد وهو يراها …قلبه غار في صدره وكل ما أراده هو الذهاب إليها وضمها بقوة ..ولكنه هز رأسه مزيحاً تلك الأفكار وهو يراها تمسك صورة روان
-أنتِ بتعملي ايه هنا ؟!!
زعق بها موسى لتنتفض بقوة وتنظر إليه وهي ما زالت تمسك الصورة …كان يلف منشفة حول خصره بينما جذعه عاري احمر وجهها بخجل و
تنفست ليان بتثاقل ووضعت عينيها في الأرض …
أرادت أن تهرب قبل أن يقتـ لها بكلماته كالعادة …اقترب هو منها وعينيه الزرقاء تشـ تعلان بقوة …أنها مصرة على إختراق حصونه …والمشكلة أنها تنجح …فجل ما يريده الآن أن يجذبها إليه ويعانقها بقوة …يقبلها ربما …يطلب منها ألا تُغادر حياته …يتصرف بأ نانية مرة آخري كما تصرف مع روان ولكنه يعرف نتيجة هذا التصرف جيدا …
وقف أمامها وانتزع الصورة منها لتشهق بخوف وتقول والدموع علي أعتاب عينيها:
-أنا ..أنا آسفة…
-أعمل أيه بأسفك …اعمل أيه بيه …ليه كل شوية تدخلي أوضتي من غير أذن …ليه مش عايزة تسيبيني في حالي يا ليان الحب مش …
كان يصرخ بوجهها لتنفـ جر هي :
-خلاص …خلاص عرفت مش لازم كل شوية تسمعني الكلمتين دوول يا موسى …أنا مش جاية أطلب حبك …كنت جاية اطمن عليك ويظهر أنك كويس أوووي وأنا أسفة لو أزعجتك …وعد مني هخلي اللي بيننا شغل وبس …
ثم كادت أن تذهب إلا أنها توقفت وهي تنظر إليه بينما تمسح دموعها بإنفعال:
-صحيح حابة أشكرك عشان أنقذت حياتي …صحيح بتقول ده شغلك بس واجبي برضه أشكرك …شكرا أووي ليك …
ثم تركته وغادرت ليجلس على الفراش بإنهيار وهو يفكر أنه ربما أبعدها عنه للأبد!!
……
أتجهت ليان بسرعة الى مكتب شقيقها ثم طرقت الباب ودخلت وقالت دون إنتظار:
-عدي أنا موافقة اتجوز دكتور يحيى!!!
………..

في اليوم التالي …..
-سمعتي دكتور يحيى خلاص هيخطب …النهاردة الخبر انتشر في المستشفي…البت ميار قالتلي انها سمعته بيقول هيروح يقابل النهاردة العروسة اللي جابتهاله أمه .
قالتها احدي الممرضات وهي تضحك بينما ابتسمت الممرضة المسنة الآخري بحنان وقالت:
-الحمدلله عقدته هتتفك …الدكتور يستاهل كل خير ربنا يسعده دايما…
تلك الكلمات وقعت عليها كالصاعقة …تجمدت الممسحة في يديها وتصاعدت الدموع بعينيها…شفتيها ارتعشت أرادت ان تهرب ولكن الي اين …شعرت بالإختنا ق …رباه تشعر انها سوف تمو.ت…العالم يضيق بها …أغمضت عينيها وهي تتنفس بقوة …تحاول السيطرة علي نفسها ولكنها تشعر ان ستنها ر في أي وقت …أمسكت الممسحة وهي تعمل بيد مرتعشة …تنفلت شهقات من شفتيها تحاول كتمها بقدر الإمكان …تنجح تارة …وتفـ شل تارة …ماذا توقعت….حقا ماذا توقعت …ان يحيى سوف ينظر إليها هي …كيف ينظر إليها ولماذا… هل نست نفسها …هذا هو المتوقع …هو بالطبع لن ينظر الي من في مستواها …اذن لماذا الصدمة …هل ظنت انها سندريلا التي سوف ينتشلها الأمير من العامة ويجعلها أميرته …هذا يحدث في القصص الخيالية فقط…الأمير لا يحب الفقيرة الا في قصص الأطفال اما الواقع فهو شئ آخر تماما …الواقع لن يتغير … الطبيب ليس من حقها عقلها كان مقتنعاً تماما بتلك الفكرة ولكن قلبها الغـ بي لا … لم يكن يجب أن تنظر الي ما ليس لها ..هي من عا نت بالنهاية …دموعها تسابقت علي وجهها وهي تثبت وجهها علي الأرض لم ترغب ان تكون عِرضة للتسلية …كان يجب أن تغادر منذ زمن ..منذ ان تاقت لما ليس لها …منذ فشلت في الحفاظ علي نظراتها …منذ ان غرقت في عينيه ولم تستطيع النجاة …ومنذ ان خسـ رت قلبها أمامه ..كان يجدر بها الذهاب …الهرب ولكن بكل غبا ء قررت البقاء …خافت الا تراه مجددا لذلك تراجعت عن القرار الذي اتخذته منذ ايام …قررت ان تبقى …قررت ان تستأنس برؤيته يوميا ولكنها دفعت ثمن هذا القرار غالياً…فقلبها الآن تحطـ م …
-رانيا ..
قالتها منى بتوجس وهي تقترب منها …رفعت رانيا وجهها
-مالك يا بت فيه ايه بقالك فترة مش عجباني…معقول فسخ خطوبتك يعمل فيكي كده!!!
قالتها منى لرانيا بقلق بعد ان رأت وجهها الشاحب والدموع التي تلطخ وجنتها …ضمت رانيا شفتيها وحاولت ان تسيطر علي نفسها كي لا تنفـ جر بالبكاء …كانت مظهرها مثير للشفقة …يرسم البؤس خطوطه علي وجهها …الأمر ليس قصة خطبة يحيى فحسب ..بل لانها اكتشفت ان ممنوع ان تحلم فأمثالها لا يحق لهم الحُلم …ربما نصيبها سيكون بالنهاية مع رجل كأبن عمتها وخطيبها السابق ..
-أنا كويسة يا مدام منى ..كويسة ..
قالتها بنبرة مرتجفة.لترد منى …:
-لا مش كويسة وباين عليكي يا رانيا …قوليلي يا بنتي مالك وايه الحالة اللي أنتِ فيها دي !!!
-يا مدام قولتلك كويسة ..عن إذنك رايحة الحمام ..
قالتها.بإنفعال وهي تتركها متجهة الي الحمام…..
وفي رواق المشفى وقبل الوصول للحمام وجدت يحيى أمامها ..كان مبتسما وقد اختفت ابتسامته ونظر إليها بتوجس وقال :
_أنسة رانيا أنتِ كويسة …
انسكبت دموعها من وجهها مرة آخرى وهي تتكلم بصعوبة بسبب شهقاتها :
-لا انا مش كويسة …مش كويسة خالص ….أنا عايزة أمشي من هنا …مش عايزة اقعد هنا …غلطت لما جيت …غلطت لما قررت افضل ..كان مفروض اهرب …
نظر إليها بتوجس وقال ؛
-اهدي بس يا آنسة وقوليلي ايه المشكلة …مين زعلك هنا !!
انفجرت بوجهه وقالت :
-المشكلة اني حبيتك …عشقتك زي الغـ بية فهمت !!!!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط