الفصل السادس عشر(استغلال)
“كل عيب أحبه فيك… إلا غيابك”
محمود درويش
-يا دي المصـ يبة …يا دي المصـ يبة …
قالتها عبير والدموع تحتشد بعينيها …لا تصدق …جواهر من تورطت بدلا منها ….لقد استغل والدها جواهر …هي نجت ولكن جواهر من عانت ….
جلست على الأرض ودموعها تنفـ جر من عينيها …شعرت بالفعل أنها كانت أنانية …هي لم تحاول التواصل بجواهر لتعرف ماذا حل بها …هي حقا أنا نية …ارتفع نشيجها وهي تحاوط نفسها بذراعيها …ماذا تفعل …ماذا تفعل !!!
شعرت أن عقلها توقف تماما عن التفكير …الآن كيف ستتصرف …عرفت بسرعة أن والدها تو رط في تزو.ير اوراق هوية جواهر ليجعلها عبير …والمشكلة أن جواهر أصبحت شريكته …والدها لم.يكتفي بكل ما فعله ..ور ط المسكينة أيضا معه …ولكن لماذا وافقت جواهر على هذا …لماذا !!!
فتحت الهاتف وقررت أن تتصل بأمير .. لا تملك حل غير هذا …ليس لديها سواه ليساعدها الآن!!
….
عندما رن هاتفه مسح كفه المتسـ خ بالزيوت ونظر الى هاتفه ليجدها عبير …أغمض عينيه وهو يسيطر على قلبه الذي بدأ يتحرك …لقد أحضر لها هاتف بالأمس حتى يتواصل معها ويخبرها أنه قادم فتلزم غرفتها … وجودها معه لا يصح أبداً !!هو رجل أيضا وأحيانا الشيطان يتلاعب بعقله …ولكنه أيضا لا يمكنه طر دها …اين ستذهب هو ليس نذ ل أبداً ولن يترك امرأة بدون مأوى سيحاول أن يساعدها كي تسافر وطنها ويرتاح …ولكن هل لو تركته سيرتاح !!لن ينكر هو يشتاق لصحبته …يشتاق لنوح!!!ولكن هل هذا معقول انه يشتاق لشخص غير موجود من الاساس…شخص اتضح انه فتاة وقد خد عه …ولولا اخلاقه لم يكن ليجعلها تمكث معه ثانية واحدة …حسنا هو يعلم ان وجودها معه أكبر خطأ…صحيح انه شاب متدين ويعرف الله ولكنه رجل وهي امرأة وامرأة جميلة جدا لن ينكر الأمر ولن يكذ ب على نفسه ويقول انه لم يختلس نظرات لها او لم يتحرك شئ داخله من ناحيته ولأجل هذا يجب ان تبتعد عنه …زفر بضيق وقرر ان يرد على الهاتف ..
-ألو …
عقد حاجبيه بقوة وهو يسمع صوت بكاؤها الناعم وقال:
-أنا جاي …
أغلق الهاتف وهو يقول :
-حسن استلم انت الشغل عقبال ما أجي مش هطول ..
-أمرك يسطا ..
قالها الشاب الصغير ليخرج أمير من مكان عمله ويتجه الى المنزل …
-أمير ازيك ..
قالتها تلك الفتاة التي تلاحقه ثم كادت أن تسترسل في كلامها ولكنه قال وهو يتجاوزها:
-مش وقتك خالص …
عضت شفتيها بغضب وقالت بإنفعال:
-فعلا قليل الذوق …أنا غلطانة اني عبرتك يا قليل الذوق أنت …فاكر نفسه ايه يعني ولا مين !!هو عشان حلو شوية هيتكبر علينا …بس ماشي برضه مش هعتقك !
ثم ذهبت الى منزلها…
….
امام.منزل أمير …
طرق الباب ولم يستخدم مفتاحه ….في نفس اللحظة فُتح الباب لتظهر امامه عبير …وجهها الدائري الجميل أحمر من البكاء وعينيها الواسعة ذبلت …
توتر ونظر الى الأرض وهو يستغفر …انها فتنة عليه بالفعل!!!
-ادخلي لو سمحتي ..
قالها بهدوء لتهز هي راسها وتلج للداخل وهي ما زالت تبكي …
أعطته الهاتف ما ان جلس ثم بدأت تقص عليه ما حدث …
…
بعد ان انتهت انفجـ رت في البكاء بعنف وهي تقول:
-البنت أتورطت بسببي …بسببي أنا أتور طت …أنا السبب …أنا السبب. …ده غير أني دلوقتي مبقاش ليا وجود ولو ظهرت جواهر هتتحبس …أنا ضـ يعت البنت …مني لله…مني لله …
ثم غطت وجهها وهي تبكي بعنـ ف …توتر أمير وهو لا يعرف ماذا يفعل وهي تبكي بتلك الطريقة …اراد ان يواسيها ولكن لم يستطع ان يقترب منها لذلك قال:
-إن شاء الله كل حاجة هتكون تمام بس أنتِ متزعليش نفسك ولا تبكي …
ولكنها لم تستمع إليه بل أخذت تبكي بعـ نف …
اخرج من جيبه عبوة محارم وقرب العبوة منها وقال :
-اتفضلي يا أنسة عبير امسحي دموعك العياط مش هيحل حاجة أحنا لازم نقعد ونفكر نعمل ايه …أنا هساعدك !!
نظرت إليه وأمسكت عبوة المحارم الورقية ليبتسم بإيجاز ويقول :
-انا هتصل بحسن يمسك الشغل النهاردة وهدخل الحمام اخد دش سريع كده وبعدين نفكر هنعمل أيه وهنلاقي حل إن شاء الله متقلقيش .
هزت راسها وقالت :
-ماشي
…….
-آه …
قالها بأ لم وهو يضع يده على راسه…شعر ان رأسه سينـ شطر لنصفين …الأ لم كان رهيب …لم يكن عليه الشرب…لقد وعد روان انه لن يشرب مجددا …اقسم على هذا وبالفعل لم يشرب مجددا ..ولكن الأمس ..الأمس كان يمو ت وليس يتأ لم فقط …فما كان يعيش من اجله انسل من بين يديه …عصفورته غادرت قفصه وهو من دفعها لهذا …فعل هذا لكي يحميها ….
-اخيرا صحيت..
خرج صوت عدي المتعب ليحرك موسى راسه ويجد عدي جالساً على المقعد بجواره ويبدو انه مكث هنا طوال الليل وهذا واضح من وجهه الشاحب قليلا وعينيه الحمراء …
-سهرت طول الليل جمبي ..
قالها موسى وهو يضحك بتعب ..نهض عدى وهو يفرك رقبته بتعب :
-حالتك كانت صعبة امبارح طول الليل كُنت بتبكي وبتتكلم …
اتسعت عيني موسى وتوتر …يتمني انه لم يقل شيئا عن ليان …
-كنت بقول ايه ؟!
قالها بتوتر ليضحك عدي ويقول:
-متقلقش مفهمتش حاجة من كلامك كان ملخبط وانا اصلا كنت تعبان ومش مركز …
تنهد عدي ثم أكمل وهو يجلس على الفراش بجانبه :
-ليه كده يا موسى ؟!
-ليه أيه ؟!
قالها موسى وقد بدأت عينيه تلمع بالدموع مجدداً
-ليه مش قادر تنسى …ليه مش قادر تسامح نفسك وتعيش …أنا دلوقتي افتكرت ان امبارح فكرك بمو.تها لانها ما تت زي اليوم ده .. وطبيعي تزعل بس مش لازم تتحرك في حياتك شوية …هتفضل طول عمرك وحيد وحزين !!
ابتسم موسى بحزن وقال:
-انسى ايه يا عدي …انها ما تت بسببي أنا ..ما تت عشان اخطائي أنا …وبعدين لو دخلت واحدة تانية حياتي هتمو ت …صاموئيل لسه عايش ومستني يخلص عليا …
انسابت دموعه وقال بحـ قد :
-وأنا كمان مستني الفرصة اللي هخلص عليه فيها !!
-مش ناوي تنسى ..
قالها عدي بتعب فهز موسى رأسه بإصرار وهو يمسح دموعه ويردد:
-مستحيل يا عدي …مستحيل !!!د.م روان مش هيروح هدر …أنا هنـ تقم منه …هحر ق قلبه زي ما حر.ق قلبي على مراتي وابني …مستحيل أسامحه …مستحيل !!!
تنهد عدي وربت على ذراعه وقال؛
-طيب اهدى وارتاح النهاردة لي لي مراحتش الكلية النهاردة كمان …ومش هتخرج النهاردة تقريبا عشان خطيبها وأهله جايين …
ازدرد موسى ريقه بأ لم وأشاح بوجهه وهو يشعر بقلبه يصرخ داخل صدره وقال:
-عدي لحد أمتي هتفضل مانع ليان ما تروح كليتها ..أنتَ كده هتضيع سنة من حياتها …
-مش مهم ..طالما هتكون بخير مش مهم ..
قالها عدي ثم نهض وقال:
-هسيبك دلوقتي وأنتَ ارتاح وأنا رايح ارتاح ..كده كده مش رايح الشركة النهاردة .
ثم تركه وغادر …
ليتنهد موسى بتعب ويغمض عينيه ولكنه قرر النهوض لن يبقى في الفراش طيلة اليوم !
نهض ثم وقف امام المرآة وهو ينظر الى انعكاسه …استطاع رؤية رجل تعيس…رجل لديه ماضي مظـ لم …رجل ميـ ت وهو على قيد الحياة …نظر الى كله وتذكر الظلام الذي كان يعيش به …تذكر كيف من أجل الإنتقام تحول لوحش …أغمض موسى عينيه وصور من ماضيه تها.جم عقله …
………
في مستودع قديم ملك لأحد الشركات ….
كان جالس على مقعد …شعره الطويل يغطي رقبته التي عليه وشم أفعي في وضع الاستعداد تشبه وضعه دائما …يحمل سلاح نا ري وفي فمه سيجار يدخنها بإستمتاع بينما هذا الرجل يتمسك بساقه ويبكي …
-أبوس إيديك ارحمني أنا عندي عيال …ابوس إيديك متقتـ لنيش …ارحمني …ارحمني يا قيصر أبوس إيديك متقتلنيش !!!
كان يبكي بعـ نف …صراخه ومعاناته تذيب الحجر ولكن ليس قلبه …قلبه كان مظـ لم …قا سي …لا يعرف الشفقة …
ضحك قيصر وهو يخرج السيجار من فمه وقال:
-خلاص اهرب …هديك فرصة …
-ايه اللي بتقوله ده يا قيصر …
تدخل أحدهما ليرد قيصر :
-شششش محدش يتدخل لو سمحتوا ….
حاوط وجنة الرجل وصرخ به وهو يضحك بجنون :
-أهرب يا عماد …اهرب !!!
نهض الرجل برزعب وهو يتأ لم لان قدمه مصابة يطلق ناري بصعوبة اخذ يمشي وهو يبكي من الألم…جل ما يريده هو الوصول للباب والخروج من هذا المكان المقيت قبل ان يقـ تله هذا المجنون….
ابتسم قيصر وهو يضع سيجارته في المنفضة ويرفع سلاحه ثم يطلقه لتصيب الرصاصة رأس الرجل من الخلف ويسقط ميـ تا…
ابتسم ابتسامة خالية من المشاعر وقال:
-الغبـ ي مكانش سريع كفاية !!
…
خرج موسى من شروده واعتصر جفنيه ودموعه تلطخ وجهه … ويقول:
-مفيش فرصة بينا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت جالسة بأحد المقاهي …عقلها لا يتوقف عن التفكير بما قاله يوسف أمس …لقد عرف والدها بإرتباطها …ما تلك الكا رثة !!!كيف عرف …كيف ؟!!هي لا تفهم …ولكن الأكيد انه لا يعرف ان حبيبها هو يوسف فلو عرف سيكون الوضع أسو أ الآن ستُفتح عليهما أبواب الجـ حيم …والدها لن يسامحها أو يسامح يوسف …سيعتبر انهم خد عوه …ولكنها تركت يوسف الآن …انفصلت عنه للأبد عرفت ان علاقتها به لن.تنجح ولم يكن هذا هو السبب الوحيد ولكنها فقدت الآمان قليلا من ناحية يوسف …ظنت انه مختلف عن والدها ولن يؤ ذيها ولكنه هو أيضا اذاها وهي لن تتحمل ان يتم ايذ ائها مرارا وتكرارا بهذا الشكل …ستتخلى عن أي شخص سام بحياتها
-قاعدة لوحدك ليه ؟!
قالها صوت مميز منتزعا اياها.من شرودهاو …
رفعت نسرين عينيها له وابتلعت ريقها وقالت وهي ترى فؤاد:
-عادي خرجت من الكلية قولت أقعد في الكافيه شوية وبعدين هروح البيت …
جلس فؤاد وقال:
-معندكيش مانع أقعد صح …
ابتسمت له وهزت رأسها بالنفي وهي تتلاعب بكوب القهوة الخاص بها بينما الأ لم يشع من عينيها …كان فؤاد حقاً يشفق على تلك الفتاة لانها وقعت بين يدي رجل لا يفهم كيف يتعامل مع ابنته …رجل جعل ابنته التي كانت كالزهرة تذ بل …
تأمل فؤاد نسرين جيدا ليجدها ليست كالسابق …شئ داخلها انطفأ …
كانت نسرين تنظر إليه بحيرة وهي تجده ينظر إليها بتلك الطريقة …ابتلعت ريقها واحمرت قليلا وقالت :
-هو أنت بتبصلي كده ليه؟! أنا خوفت …
ضحك عليها …حقا ضحك حتي بانت غمازاته الرائعة وقال وهو يقترب قليلا بوجهه:
-بحللك نفسيا …
عبست بوجهه وقالت:
-بس أنت مش دكتور نفسي …
-بس درست علم النفس على فكرة يعني قريت عنه كتير سواء كتب او مقالات وكمان شوفت فيديوهات لمعالجين نفسيين كتير ..يعني خبير …أنا بعشق علم النفس أووي على فكرة ..ممتع أووي …
ابتسمت وقالت:
-طيب بما أنك خبير تقدر بقا تقولي تحليل شخصيتي ايه ؟!
-هحتفظ بيه لنفسي
قالها بمشاكسة فردت ضاحكة :
-يبقى انت معرفتش تحلل شخصيتي أنا غامضة للدرجادي ؟!
-بالعكس أنتِ شفافة أوووي ورقيقة …
أجفلت وأحمرت بقوة ليكمل هو :
-أنتِ اجمل وأرق بنت شوفتها في حياتي ..مشوفتش في جمالك …
نهضت وقالت بإرتباك ؛
-أنا ماشية عن إذنك ..
ولكنه وقف أمامها وقال:
-نسرين…أنا معجب بيكي …وأنتِ عارفة كده كويس وم…
شهقت وعينيها ترطبت بفعل الدموع وقالت:
-معلش بعدين نتكلم…بعدين …
ثم هر بت من امامه بسرعة بينما ظل هو ينظر إليها بحزن
………….
كانت تسير في الشارع وهي تشعر وكأن العالم الرحب يضيق بها …لا تريد أن تفكر بإعتراف فؤاد…لا تريد أن تفكر به…
رن هاتفها فجأة اخرجته لتجده يوسف ..فتحت الهاتف وردت عليه لتقول بعد لحظات :
-أيه أنت تعبا ن …طيب أنا جاية في الطريق …
…………
بعد نصف ساعة
كانت قد وصلت لمنزل يوسف
-أنت كويس أهو يا يوسف اومال خضتني ليه ؟!أنت بتهزر!!!
قالتها بضيق ليبتسم هو بمشاكسة ويقول:
-حبيت اشوف غلاوتي عندك ايه وعرفت أنك لسه بتحبيني ..
تنهدت بتعب وقالت:
-أنا مش هنكر حبي ليك …بس الحب مش كفاية يا يوسف …علاقتنا خلاص انتهت …اتقبل الموضوع …
احمر وجهه وهو يقترب منها فخافت هي منه وتراجعت قليلا
-أنتِ ملكي …ملكي أنا وبس فاهمة …مش هسمحلك تبعدي عني !!!
قالها بعنـ ف عاطفي وهو يجذبها إليه…اتسعت عينيها وهي تنظر إليه برعب وللوهلة الاولى شعرت بالرعب منه ..ولكنه يوسف أمانها كيف تخاف منه ؟!!
-يوسف ..انت بتخوفني منك !!.
قالتها والدموع تطفر من عينيها
اخذ يهزها بعـ نف وهو يقول :
-عشان عايزة تسيبيني …مش هسمحلك تبعدي عني أنتِ فاهمة …أنتِ ملكي ومحدش هياخدك مني
ثم أمسك وجهها وهو يقبلها رغماً منها بينما هي تصرخ وتحاول أبعاده عنها …
تحرر شفتيها منه وتصرخ متوسلة بينما الدموع تُغرق وجهها ؛
-يوسف فوق ابوس إيديك …
ولكنه لم يسمع …لم يشفق …فكرة خسارتها تد.مره …هو لن يخسر مجددا !!
دفعها فجأة لتسقط على الأريكة ثم أتجهت يديه لقميصه وهو يحله ثم قال وعينيه تشتعل :
-أنتِ ملكي …وهتفضلي ملكي يا نسرين!!!!
اتسعت عينيها بر عب وهي تدرك ما سوف يقدم على فعله !!!
خلع قميصه ثم هجم عليها وهو يقبلها على وجهها …لتستمر هي في الصراخ…كانت تصرخ دون توقف وتبكي ….
كتم يوسف صرخاتها بيده ونظر الى عينيها وهاله ما رآه …كان الر عب يسكن بهما ….لقد شعر انه لم يعد أمانها بعد!!!
نهض عنها وهو يمسك قميصه ويقول:
-انا اسف…اسف…
نهضت نسرين بهدوء ودموعها لا تتوقف عن الإنسياب وركضت نحو الحمام…
جلس يوسف بإ نهيار على الأريكة …لم يصدق انه كان على وشك إغتصا بها !!!!!
…..
بعد دقائق خرجت نسرين من الحمام وقد عدلت من وضع ثيابها واتجهت الى الباب اقترب يوسف منها وكاد ان يمسكها الا انها دفعته وقالت بتهد.يد:
-اقسم بالله لو فكرت تلمسني او تيجي ورايا هقتـ ل نفسي وأرتاح منك ومن بابا والحياة دي !!!
ثم تركته وذهبت غارق فى ند مه !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لمعت عينيه بشدة وهو يجدها تنزل الدرج …ترتدي فستان أبيض أنيق يلائمها جدا وكأن الأبيض خُلق من أجلها …ابتسامة تكونت على شفتيه …لم يهتم ان يمحوها عندما نظرت إليه …لقد أصبحت لغيره وأنتهي الأمر …كل ما يملكها الآن هو النظر إليها والابتسام فقط..
.عرف ان ما يفعله لا يصح…لا يصح ان ينظر الى ما ليس له ولكنه ببساطة لم يهتم ….
اهتزت حدقتي ليان وهي تراه ينظر إليها بتلك الطريقة ..أمكنها سماع ضجيج قلبها. ..نظرت للأسفل الى طوق خطبتها …الى القيد الذي يحميها منه ووضعت في بالها ان قصتها مع موسى قد أنتهت تماما …
نزلت للأسفل وكادت ان تتجاوزه ليقول هو :
-اسف مباركتش ليكي أمبارح …
تجمدت وابتلعت ريقها وهي تستمع لنبرته المميزة …لطالما عشقت صوته …أغمضت عينيها بتعب وهي تفكر ان هذا خطأ …خطأ ما تفعله…خطأ ما تشعر به …استطاعت الحفاظ على البرود بوجهها ونظرت إليه وقالت بإيجاز :
-مفيش مشكلة .
-بس رغم كده لازم اباركلك …
ثم مد كفه وقال:
-مبروك يا ليان …مبسوط أووي عشانك بتمني تكوني سعيدة ومبسوطة دايما…
ازدردت ريقها وهي تنظر الي كفه …كانت خائفة لو لمسته ولو حتى عارضيا ستعصف بها المشاعر مجددا ..وأيضا إن لم تصافحه ستكون تلك قلة ذوق منها …لذلك قررت ان تمد كفها وتصافحه ثم تسحبها بسرعة … مدت يدها فاحتوى هو كفها بعمق وضغط عليها فلم تستطع ان تبعدها ابتسم لها وقال:
-خليكي سعيدة دايما…
سحبت كفها بحد ة نوعا ما وقالت وهي تخفي غضبها بشق الأنفس :
-هبقى سعيدة مع يحيى متقلقش …هو انسان كويس وسوي نفسيا وهيسعدني ..
-اتمنى كده ..
قالها وهو ما زال محتفظا بإبتسامته وإن كان من داخله منكـ سر!!
-عن إذنك عشان هو زمانه جاي …تقدر تستريح النهاردة كمان أنا هخرج مع يحيى …
أختفت ابتسامته وقال بإستياء:
-مينفعش …
-ايه هو اللي مينفعش !!
قالتها بإنفعال ليحاول ان يتكلم بلطف:
-ليان لازم أكون معاكي حد يحميكي…الوضع لسه…
رفعت رأسها وقالت بجفاف:
-ما أنت كنت آخر مرة معايا ومقدرتش تعمل حاجة وكنت بالفعل همو ت!!
أجفل وهو يسمع لتلك الكلمات …وكم تأ لم …هو كان مستعد أن يمو ت من أجلها!!…
عرفت انها جر حته …وكم ندمت على هذا لان بالفعل موسى فعل المستحيل لينقذها…لطالما فعل وهو لم يقصر أبداً ولكنها حقا متأ لمة …هي تشعر انها تمو ت وهي تبتعد عنه بتلك الطريقة …غاضبة لانه دمر أي فرصة بينهما …غاضبة لانه لم يحبها ولانها تحبه بينما مرتبطة بآخر …حياتها في فوضى بسببه هو …
رفعت رأسها وهي تمحي عنها الشعور بالذ نب وقالت:
-عن إذنك دلوقتي عشان خطيبي جاي !!!
هز هو رأسه وهو يبتعد عن طريقها وتتجاوزه …
…………..
ولج لغرفته بسرعة وهو يشعر بالغليا ن ….كان كلامها كسـ كين بقلبه ..لقد اتهمته بانه فشـ ل في حمايتها …ولكن أليس هذا صحيح !!نعم هو فـ شل في ان يحميها …لقد كادت بالفعل ان تمو ت لولا قدوم عدي ….أغمض عينيه وهو يشعر انه عديم القيمة للمرة الثانية …ألم يفـ شل من قبل في حماية زو جته …زو جته التي ما تت بأبشـ ع طريقة وهي تحمل أبنه …لن ينسى هذا أبداً ..جلس على الفراش وهو يشعر بالإنهيا ر…ان الأرض تحته تهتز …قد لا تعلم ولكن كلمتها تلك فعلت به الأفاعيل …. ذكرته بما فشل في حمايته من قبل …ذكرته انه شخص فا.شل … نهض اقترب من المرآة وهو ينظر الى انعكاسه وهو يضرزب على طاولة الزينة بغضب …نعم هو فا شل…فشـ ل في حماية زوجته وابنه …فشـ ل في الحصول على حبه …فشـ ل في كل شئ!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-معلش يا رانيا قبل ما تمشي حاجة أخيرة هتعمليها …ودي العصير والجاتوه ده للضيوف اللي برا…خطيب أنسة ليان ومامته وأبوه جم …
ابتسمت رانيا وقالت:
-عيوني يا أبلة حاضر …
ثم أمسكت الصينية ووضعتها على الطاولة المتحركة وهي تدفعها برفق مبتسمة …لقد أحبت العمل هنا .. الجميع هنا ظريف ….
كانت مطرقة برأسها ما ان دخلت …أمسكت أول صينية والتي عليها العصير الطازج وقالب الكيك وذهبت لتعطيه للسيدة التي تجلس ولم ترفع رأسها لترى يحيى الذي ينظر إليها بصدمة بالغة…
-اتفضلي يا هانم..
قالتها رانيا مبتسمة ورفعت رأسها الا انها شحبت وهي ترى يحيى أمامها …توقفت الكلمات في حلقها واتسعت عينيها بشدة …ولم تسيطر على نفسها وامالت الصينية قليلا حتي انسكب بعض العصير على السيدة ليلى …
شهقت ليلى ونهضت وهي تمسح فستانها الثمين…نظرت إليها رانيا بخوف وابتعدت قليلا وهي تقول :
-أنا اسفة …اسفة أووي يا هانم…
-خلاص يا رانيا حصل …
قالتها ليان ولكن ليلى تدخلت وصرخت :
-هو ايه اللي خلاص يا ليان …الغبـ ية دي بو ظت فستان غالي… يشتري عيلتها كلها وأنتِ تقوليلي حصل خير. ..
اطرقت رانيا برأسها ودموعها تتساقط لينهض يحيى ويقول بإستياء :
-خلاص يا ماما كفاية لو سمحتي !!
-لا مش كفاية أنا مش عارفة مادام مش عارفة تتنيل تشتغل بتخدم في قصر محترم زي كده ازاي …دي واحدة غبـ ية وحما رة ..مش عارفة تشوف شغلها كويس !!
نظر يحيى متسع العينين الى رانيا التي ثبتت عينيها على الأرض بينما يرى الدموع تتساقط منهما.
-ردي عليا يا غبـ ية هتعرفي تجيبي حق الفستان اللي بو ظتيه !!
-مدام ليلى مش من حقك تهيني حد وأنتِ في بيتي !!
قالتها جواهر وهي تظهر بجوار عدي الذي كان ينظر بضيق الى ليلى وقد حضر الموقف من أوله ..
نظرت ليلى الى زوجة عدي وقالت:
-الغبـ ية دي …
ولكن جواهر قاطعتها بقوة وهي تقول :
-رانيا اسمها رانيا …ملكيش حق تهـ يني حد في بيتي سواء ضيف او حد بيشتغل هنا يا هانم …متنسيش أنك ضيفة هنا كمان ومش من حق الضيفة تهـ ين حد من اللي شغالين هنا …
-وأنتِ مين عشان تقولي أعمل ايه ومعملش ايه !!!
زعقت بها ليلى لترفع جواهر رأسها وتقول :
-انا مرات عدي رشيد ..عبير صديق وصاحبة البيت ده ..وأنا اللي كلمتي تمشي هنا …وأنا اللي بقولك ان التصرفات دي غير مقبولة ابدا هنا …لو زعلانة على الفستان أنا اديكي حقه واعوضك لكن متهنيش أي حد شغال في بيتي …أي حد.!!
قضمت ليلى شفتيها بغيظ وقالت:
-لا ميرسي أنا مش هقبل تعويض عن فستاني ..
رفعت جواهر حاجبها الأيمن وقالت:
-ومادام مبتقبليش أي عوض ليه شغالة تهـ يني المسكينة دي من الصبح؟!
صمتت ليلى وتجهمت ملامحها ثم نظرت عدي ليتدخل ولكن عدي اخرج هاتفه وقال :
-انا افتكرت أني لازم أعمل مكالمة مهمة دلوقتي عن اذنكم …
ثم ذهب على الفور وهو يبتسم بإعجاب …فهو كر ه تصرفات ليلى المتغطرسة ولكن عبير استطاعت ان ترد عليها جيدا !!….
نظرت ليلى بغضب الى زوجها الذي كان مبتسما ولكن ابتسامته اختفت عندما راها تنظر إليه …نظر الى الجهة الآخرى وابتسم مرة ثانية …
فجلست ليلى عندما رأت ان لا أحد سوف يساعدها ولا يتكلم امام تلك المتسلطة !!
-تقدري تروحي دلوقتي يا رانيا وانا هتصرف.
هزت رانيا راسها وهي تمسح دموعها وتختفي على الفور …كانت عيني يحيى مثبتة عليها..كان يجب أن يتحدث معها لذلك اخترع حجة انه سوف يتكلم مع احد على الهاتف وخرج من القصر…
وبالفعل راها وهي تتجه الى بوابة القصر الكبيرة لتذهب …ذهب خلفها وقال:
-رانيا …
انتفضت ونظرت إليه بسرعة لحظات وأطرقت برأسها وهي تثبت نظراتها على الأرض فقال هو:
-اسف بالنيابة عن أمي متزعليش …
هزت رأسها وقالت:
-حصل خير يا بيه عن اذن حضرتك …
لم تدعه يكمل كلماته حتى وذهبت من أمامه ..بينما ظلت عينيه معلقة بها .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نظرت الى طاولة الطعام برضا تام…لقد صنعت كل الأصناف التي يريدها …وجعلت ياسمين تذهب الى جدتها كي تحظى ببعض الوقت مع زوجها وما أعطاها الوقت انه بعد عمله ذهب ليجلس مع اصدقاؤه قليلا وهذا اعطاها الحرية في الأبداع اكثر لإبهاره …أرادت ان تكسب قلبه ..مثلما كسب هو قلبها …تنفست بعمق وهي تضع كفها على قلبها الذي ينبض بقوة ونظرت الى الساعة وقدرت انه في أي لحظة قد يصل … فجأة استمعت صوته يفتح الباب …دوى قلبها بشدة وابتسمت بحماس وهي تقف أمام الطاولة ترتدي غلالتها الزرقاء القصيرة المفضلة لديه بينما تركت شعرها الأسود المسترسل حراً …أحمر شفاه يزين شفتيها وعطر ناعم ينبعث من جسدها …
توقف ياسين وأمتص أنفاسه بصدمة وهو ينظر إليها …بدت كأميرة خرجت من عالم الخيال …عجز عن النطق للحظات وعينيه ترمقها بإعجاب بدءا من وجهها الجميل حتي ساقيها الناعمتين ….
صفر بإعجاب وقال :
-هي فين ورد مراتي ؟!
ضحكت بذهول وقالت وهي تقترب منه :
-يا سلام يا أستاذ ياسين …على أساس اني مش بدلعك مثلا ؟!
جذبها إليه وبدأ بتقبيل وجهها وقال:
-يارب ما حد يدلعني غيرك …
ثم حملها ..فهمت نيته وابعدته بقوة وهي تنزل على قدمها وقالت:
-لا كل الأول …
-مش مهم الأكل ..
قالها وهو يجذبها إليه مرة آخري لتبعده مجددا :
-ياسين لو سمحت متبو ظش الليلة اللي أنا راسماها في خيالي ..روح خد شاور وتعالى كل !
هز راسه واتجه الى الحمام ليستحم ..
……….
انتهى من الاستحمام و انتهى من الطعام …لا يعرف كيف صبر وأكل أولا وهي امامه بكل هذا الإغراء ولكنه فعلها بالفعل مستخدما جميع قدراته في ضبط النفس …
وفي غرفتهما بينما الشمس تحتضن السماء وتودعها كان هو يحتضن ورد بقوة …يقبلها يحقق كل خيالاته عنها منذ ان رأها امامه بكل هذا الإغراء وهي لم تماما بل اعطته كل ما تملك ..ألم تعطيه قلبها بالفعل ؟!
…………..
فتح عينيه مبتسما برضا …لقد عاش لحظات لا تُنسى حقا معها …مع زوجته الرائعة…نظر بجواره فلم يجدها …عقد حاجبيه بحيرة ونظر الى الساعة ليجدها لم تتجاوز العاشرة مساءا بعد. …نهض من فراشه…مبعثر الشعر ..لا يرتدي سوي بنطاله ..
-ورد فينك ؟!
قالها بصوت خافت وهو يسير حافي القدمين خارج الغرفة …اتجه الى المطبخ عندما سمع به صوت …ابتسم وتوقف وهو يراها تأكل بشراهة وتعطيه ظهره ..ترتدي قميصه القطني الأبيض وقد ابتل بسبب شعرها الذي يتساقط منه المياة دليل على انها أخذت دوش. …أمال رأسه وهو ينظر لساقيها بحرية …لن يخفي نظراته الآن …
اقترب منه بخفوت ثم حاصر خصرها مباغتا وهو يقول:
-بخ …
شهقت ورد وسعلت وهي تترك شطيرة الجبن بالطماطم من يديها وقالت بغضب:
-خضتني يا عم ..
قبل وجنتها وقال :
-صحيت ملقتكيش جمبي …
أمسكت شطيرة الجبن وبدأت تتناولها وقالت ؛:
-عشان جوعت …
ابتسم وهو يسند راسه على كتفها …
أخيرا انتهت ونظرت إليه ووجهها محمر …لمس وجهها وقال:
-أنتِ جميلة اووي …
ضحكت بخجل ليقربها منه وهو يقبل وجهها لتتنهد وهي تقول :
-أنا بحبك. .
-وأنا كمان …
دوى قلبها داخل صدرها وتصاعدت السعادة داخلها ليوأد هو سعادتها ويقول وهو يحاصر عينيها:
-وأنا كمان بحب نفسي اووي …يعني مهندس وذكي ودمي خفيف ووسيم وعيوني خضرة…لازم تحبيني طبعا.
احمر وجهها بغضب وضر بته على كتفه ثم كادت أن تذهب من أمامه الا انه امسكها من خصرها جاذبا إليها حيث اصبح ظهرها يواجه بطنه وقال؛
-اهدي يا و حش أنت عصبي كده ليه ؟!
-انت بارد ..
قالتها بتذمر ولكنها لم تخبره كم أ لمها لانه لم يخبرها انه يحبها أيضا …هل فشـ لت في إمتلاك قلبه ؟!
بينما كانت هي شاردة انفصل ياسين عنها وقال:
-تعالي يا ورد …
ثم جذبها من يديها ودخل بها الى الغرفة …احمر وجهها ليجلسها هو على الفراش يذهب الى طاولة الزينة ويحضر فرشاة الشعر ويقترب منها ..
-انت بتعمل ايه ؟!
قالتها بحيرة ليبتسم ويقول:
-بصراحة نفسي أسرح شعرك …شعرك جميل أووي وحابب اسرحه …أنا على فكرة كنت بسرح شعر ياسمين يعني خبير ..
قال جملته الأخيرة وهو يغمز لتضحك هي وتهز راسها .اقترب وجلس بجوارها ثم طبع قبلة على عنقها الناعم وبدأ بتمشيط شعرها برفق ..
……..
في غرفة ليان …
كانت متسطحة على فراشها …دموعها تتساقط من عينيها وقلبها يؤ لمها …لقد ظنت انها ستستطيع ان تنساه…ولكنه ينغرس في عقلها اكثر …يأخذ مساحة أكبر في قلبها …وهي ..هي من تعاني بشدة …رباه كم تتمنى ان تنساه…تمحيه من قلبها وعقلها …تلفظه خارج حياتها بالكامل ولكنها عاجزة …عاجزة تماما كلما حاولت الهروب منه وجدت نفسه تغرق اكتر بحبه…أي لعـ نة تلك وكيف سمحت لنفسها ان تحبه بتلك الطريقة المجنو نة …ليتها تنساه .تنساه للأبد !!
غرزت وجهها في وسادتها وهي تكتم بها شهقاتها ..عينيه تلاحقها…تشعر انها خا ئنة …مرتبطة بشخص وقلبها ملك آخر …روحها تهفو لآخر …أليس تلك خيا نة!!!هي تشعر انها ر خيصة …تشعر انها مُقر.فة ….
-أنا بكر هك …بكر هك يا موسى …ياريتني ما حبيتك …ياريت مكانش عندي قلب عشان معرفش احبك …ياريت افقد الذاكرة عشان أنسى اني حبيتك في يوم من الايام …ياريت أمو ت عشان أبعد عنك للأبد !!…
رنين هاتفها جعلها ترفع وجهها الأحمر …عقدت حاجبيها بحيرة وهي تتناول هاتفها وتنظر للمتصل لتجده نسرين …ابتسمت بلهفة …فها هي صديقتها تتصل في الوقت الذي هي بحاجة لصحبة …لأحد تتحدث معه…..فتحت الهاتف وقالت بسرعة :
-نسرين …
ولكن قلبها وقع بقدمها وهي تسمع صوت نسرين المنها ر يقول ؛
-ليان ..ليان الحقيني ابوس ايديكي!!
-ايه اللي حصل يا نسرين ؟!!
قالتها ليان بقلق وهي تقفز من فراشها …قلبها يدوي بعنف في صدرها ومئات الافكار البشعة تملأ رأسها …
-ليان تعالي بس ..عشان خاطري تعاليلي بس أنا حاسة اني بمو ت…
انسابت دموع ليان وقالت:
-أنتِ فين ؟!!
ما ان اخبرتها نسرين بمكانها حتى التقطت ليان ملابسها وبدأت ترتديها مُسرعة …
…………..
فُتح باب المكتب لتدخل ليان ووجهها يغطيه علامات الهلـ ع…نهض عدي بقلق وقال :
-خير يا لي لي فيه ايه ؟!!
اندفعت ليان إليه وأمسكت كفه وقالت:
-عدي …عدي لازم اطلع دلوقتي …نسرين اتصلت بيا ..وواضح انها واقعة في مشكلة كبيرة أووي ..
هز عدي رأسه وقال:
-طيب أهدي …اهدي وخدي نفس. ..
هزت ليان رأسها وهي تمسح الدموع من عينيها وتنظر لعدي برجاء …
-طيب موسى هيروح معاكي ويجيبها تمام ..
هزت رأسها…لم تعترض ابدا !!
……..
بعد قليل …
كان موسى يقود السيارة خارجا من القصر …كان على وشك النوم من شدة التعب ولكن خوف ليان على صديقتها جعله ينهض …هو لم يكن ابدا ليتركها تذهب من دونه …هذا مستحيل …
-اسفة عشان خرجتك في الوقت ده .
قالتها ليان بنبرة باردة نوعا ما ليقول موسى بسخرية:
-لا ولا يهمك بما اني فـ شلت اكون البودي جارد بتاعك اللي يحميكي على الأقل أنا ناجح في ان أكون سواقك …
ابتلعت ريقها وقد شعرت بالدموع تحرق عينيها وقالت:
-مكانش قصدي اقلل منك وانت عارف …
-بس أنتِ عندك حق ..أنا معرفتش أحميكي …لولا أخوكي كان ممكن يحصلك حاجة …أنا واحد ملوش لازم …وعموما أنا كلمت عدي يشوفلك واحد غيري يقدر يحميكي قبل كده بس هو كالعادة رفض ممكن تحاولي معاه أنتِ …
أرادت ان تنهره …تعترض بشدة وتخبره انها لا تريد غيره ولكنها صمتت …يجب أن تنتهي تلك المشاعر التي في قلبها نحوه….ولكن رغم ذلك كانت متأ لمة لانها أ لمته ….
…….
وصلا أخيرا الى احدى الحدائق العامة وخرجت ليان وسارت بجوار موسى داخل الحديقة حتى وجدا نسرين التي ما أن رأت ليان حتي اندفعت بين ذراعيها وأخذت تبكي بعنـ ف …
-حصل ايه حصل ايه ؟!!
قالتها ليان بر عب ولهفة ولكن نسرين ثبتت عينيها على الأرض ورفضت أن تتكلم ….فهم موسى الأمر وقال؛
-انا هستناكم هناك ..
ثم أشار لبقعة ليست بقريبة ولكنه سيستطيع رؤيتهما جيدا …
هزت ليان رأسها ليتحرك موسى ويذهب …
-قوليلي ايه اللي حصل ؟!أنا همو ت من الرعب عليكي …
انفـ جرت نسرين بالبكاء بينما تقص على ليان ما حدث …
….
بعد ان انتهت نسرين قالت ليان بغضب
-ده مر يض نفسي …مر يض فعلا
-أنا اتصدمت فيه يا لي لي …قلبي وا جعني بجد …مفتكرتش ان يوسف يعمل فيا كده …أنا كنت بثق فيه وهو خذ لني !!!
جذبتها ليان وضمتها وقالت:
-قولتلك قبل كده انه مش كويس وعلاقتكم دي مش هتنجح يا نسرين …اقطعي علاقتك بيه …
هزت نسرين رأسها وقالت:
-انا فعلا عملت كده يا لي لي ..قطعت علاقتي بيه !!
ابتعدت ليان ومسحت دموع صديقتها وقالت:
-الوقت اتأخر وأكيد عمو كريم قلقان عليكي …
ابتسمت هي بسخرية وقالت:
-مظنش انه مهتم اصلا كلمت خالتو نهى وقولتلها هبات عندك وهو مفكرش يتصل
-طيب كويس يالا عشان نروح
هزت نسرين رأسها بتعب
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان يجلس بمكتبه وهو يدخن سيجارته بهدوء يفكر في القادم …ليان تشغل عقله كثيرا …يخاف عليها بقوة بالكاد تذهب الى جامعتها بسبب خو فه عليها …حسنا هي تجاريه ولا تخالف أمره …ولكن سيأتي يوما وتكر ه تلك الحماية التي يفرضها عليه …الذي يطمئنه قليلا هو وجود موسى معها …عدي يعرف ان موسى لن يدع أي مكر وه يحدث لليان وسيفديها بحياته دون اي تردد وهو فعل هذا بالفعل ولكن ماذا إن حدث مثلما المرة السابقة وهو لم يصل في الوقت المناسب وخـ سر كلا من موسى وشقيقته …الأثنان لهما أهمية كبيرة لديه …صحيح يحب شقيقته اكثر ولكن موسى أيضا صديقه المقرب…لا يمكنه أن يفقده …
دعك عدي عينيه وهو يشعر بالتعب من التفكير …ربما المواجهة افضل ..فهي سوف توفر عنه الكثير …
نهض من مكتبه وهو يفرك رقبته بتعب ثم أخرج هاتفه وخرج من المكتب ليتصل بموسى
ترك هاتفه وهو يرى انهم هنا …موسى الذي حياه وذهب الى غرفته مباشرة …وليان التي تمسك نسرين التي تنظر الى الأرض ويظهر عليها الإنهيار ..
ابتسم عدي بلطف وقال:
-اطلعوا فوق يا لي لي بس المهم اتصلي بأستاذ كريم عشان ميقلقش عليها ..
-اتصلت وبلغتهم يا عدي ..
قالتها ليان ليقول هو :
-طيب كويس أووي …يالا أطلعي أنتِ ونسرين لفوق وارتاحوا …
هزت ليان رأسها وسحبت نسرين وصعدوا …
تنهد عدي وهو يخرج من القصر متجها الى المسبح…خلع خفه وجلس وهو يُدخل قدميه في المياه ..لا يعلم لماذا في تلك اللحظة هاجمت هي تفكيره ….فجأة اصبح بالفعل يفكر بها …بجمالها وقوتها وعنادها وجدالها معه …كل ما بها مميز …كل ما بها يسلب القلب …ولكن بالتأكيد ليس قلبه هو …هو لن يقع في فخ جمالها …
اخرج عبوة سجائره من جيبه ثم بدأ يدخن سيجارته بهدوء وتذكر ما فعلته مع ليلى ..افلتت من بين شفتيه ضحكة وهو يتذكر قوتها وكيف انها اوقفت ليلى عند حدها …تصرفت كزوجته حقا ..كمالكة للمنزل…هل اخطأ يا تُري عندما ادخلها لعبته مع شريف ..الحقيقة انه بدأ يقتنع ان عبير تختلف تماما عن والدها…هي النقيض منه ..فوالدها شيـ طان كبير …صمم على تد مير حياته وبالفعل تمكن منه في وقت ما وكـ سره..ولكن عدي عاد ليأخذ جميع حقوقه منه …ولكن الآن هو أصبح متردد
-بس بس ..
صوت لطيف اخترق اذنه ليرفع رأسه ويقول لعبير التي تقترب منه وهي تحمل صينية ما بينما تبتسم بلطف ..اطفأ سيجارته …
-ربنا يستر مش بطمن للإبتسامة دي ..
قالها وهو ينظر إليها …يتفحصها بنظراته …كانت ترتدي بنطال من القماش واسع اسود وقميص قطني وردي
جلست بجواره وهي تضع الصينية بجواره وتقول :
-لا اطمن انا جاية اعرض عليك نبدأ من جديد ..
رفع حاجبيه بحيرة وقال:
-ليه ؟!
هزت كتفها وقالت:
-حاسة أنك مختلف ..مش بالسو ء اللي بتحاول تظهره ده …يعني من أول ما اتجوزنا مأجبرتنيش أعمل حاجة أنا مش عايزاها …صحيح حاولت بس وقفت لما شوفت رفضي وده يدل أنك إنسان كويس غيره خالص …
عقد حاجبيه وقال:
-أنتِ بتتكلمي عن مين بالطريقة دي يا بيري ..أنا لسه فاكر كلامك اللي قولتيه….ان كلنا زي بعض واني شبهه …مش فاهم شبه مين بالضبط …
احضرت الدموع لعينيها بمهارة وقالت:
-شبه بابي …شريف صديق …عدي متتخيلش هو و.حش قد ايه …انسان انا ني مبيفكرش الا في نفسه وبس ده غير انه ..انه …
ثم اسقطت رأسها ودموعها تتساقط ليقول بتوجس فهو يعرف حقا رة شريف …ويبدو ان ابنته ضمن ضحا ياه…
نظرت إليه وقالت؛
-تعرف ليه ماما انفصلت عنه لانه كان انسان مش طبيعي …كانت بياخد حقوقه منها بالعافية حتى لو كانت تعبانة وبتمو ت …كان بيعذ بها اووي حبيبتي لحد ما قررت تسيبه وتاخدني على فرنسا بس للأسف هي سابتني وانا بقيت لوحدي معاه …..
نظر إليه بتشوش …لا يصدق انه فعل هذا …كم هو مر يض …
مسحت جواهر دموعها وتكونت ابتسامة خفية على شفتيها فهو قد بدأ يقتنع بكذ بتها الرائعة وقالت:
-عشان كده طالبة تكون فرصة لينا مع بعض يا عالم ممكن نتفق وتقدر تبعدني عنه ..
مد كفه ومسح بقايا دموعه وقال مازحا:
-وانتِ جيبالي طبق الكيك ده عشان أقرب طريق لقلب الراجل معدته ….فاكرة ان ممكن تقدري تسر.قي قلبي ..
ضحكت بدلال وقالت:
-انا متأكدة اني هقدر اسر ق قلبك يا عدي رشيد …
ثم دفعته ليسقط في المسبح بينما هي تضحك بقوة …جذبها هو لتسقط معه ثم أنفجرا بالضحك …كان عدي ينظر إليها وهي تضحك …بدت وكأنها أجمل شئ يراه في حياته !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ….
-شيكاتك قريب هتكون عندك …أعتقد أنه بدأ يثق فيا !
قالتها جواهر بنبرة متصلبة وهي تمسك سيجارتها وتنفخها بهدوء ..
ابتسم شريف وقال وهو يفتح ذراعيه :
-هايل اووي يا جواهر …اثبتي فعلا أنك ذكية ويُعتمد عليكي …ايوة خليكي كده دايما…اعرفي.ازاي تستـ.غليه لمصلحتك ..
نهض وقال:
-اقولك.حاجة…عدي بالونة على الفاضي صدقيني هتعرفي توقعيه بسهولة أووي بس أنتِ شدي حيلك واستمري في اللي بتعمليه !!
ابتلعت ريقها وشعرت بالذنب ينهـ شها من الداخل …هي لا تريد أن تكون مخاد عة بتلك الطريقة …لا تريد ان تؤ ذي أحد ..ولا حتي عدي ..هو وثق بها !!!
ولكن فجأة هزت رأسها وهي تخرج تلك الفكرة السخيفة من رأسها ..عدي شخص سـ ئ مثل شريف تماما …هي لن تثق به أبدا …يجب أن تحذر…شريف محق هي يجب أن تستمر في استغلا له حتي تستطيع الإيقاع به بسهولة تامة
-هشد حيلي بس متنساش وعدك يا شريف بيه أنا عايزة اشوف امي …
-بكرة هتروحي تشوفيها وتطمني عليها كمان ..
قالها شريف بهدوء …
………
خرجت جواهر من فيلا شريف وهي تتنفس بعمق ثم أخذت تتمشي قليلا لتصفي ذهنها …
-جواهر !
صوت مألوف اخترق اذنها لتنظر الى مصدر الصوت وتري رجل…لا ليس رجلا..يا كانت عبير متنكرة في هيئة رجل !!!
يتبع
رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع