الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 20

الفصل العشرون (لعنة فقدانك)
ظننت أن عشقك هو العذاب …كُنت مخطئاً تماماً …لأن فقدانك هو العذاب …بل الموت !!
#سولييه_نصار
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

-أنا عايزاه يا ماما عايزاه والا همو ت والله همو.ت …
قالتها جوري وهي تجثو على الأرض تتمسك بساق والدتها بينما أصبحت عينيها حمراء كالد ماء .شعرها مشعث …والدموع تغرق وجهها …شفتيها ترتجف بقوة ….قلبها يعتـ صر من الألم ….لا تتقبل فكرة أنه لفظها من حياته …مهما فعلت لا يضعف …لقد كر هها بالفعل ….أصبحت هي فريسة لبروده وقسو ته!!
نظرت إليها والدتها بشفقة…ابنتها من د مرت حياتها بيدها …لقد أحبت هي ياسين …رغم بروده إلا أنه كان مثال للزوج المثالي ….فعل الكثير من أجل ابنتها رغم غياب الحب إلا أنه كان يعاملها بما يُرضي الله …كما انه كان لطيف معها هي …يعاملها كوالدته …من بين كل ازواج أبنتها كان هو الأفضل ….الأكثر رقيا ولطفاً كان يتقي الله في معاملته …ولكن ابنتها الغبـ ية هي من اضا عته من يدها …هي من د مرت حياتها بيدها والآن تطلب المساعدة لعودته …بعد أن تزوج من غيرها …لابد أنها فقدت عقلها تماما …ماذا من الأساس تفعل وكيف تساعدها؟!!هي كوالدتها عاجزة تماما عن المساعدة …ولا تريد من الأساس أن تساعدها….ابنتها بغبا ءها هي من د مرت حياتها …ود مرت حياة ابنتها البريئة …هي تشعر بالخجل لأنها أنجبتها …ولكن في نفس الوقت تشفق عليها ….تتأ.لم وهي تراها تبكي بتلك الطريقة ….تعلم أن ابنتها عانت مع والدها المر يض نفسيا …وهي تلوم نفسها على هذا …لأن بطريقة ما هي لها يد في هذا ..هي لم تُساعد ابنتها كي تتخطى الماضي …لم تختار لها الاب المناسب لها …ابنتها تدفع ثمن اخطائها هي …زمت شفتيها وهي تقرر ان تكون حازمة معها
-أساعدك ازاي يا جوري …قوليلي اساعدك ازاي بعد اللي عملتيه ؟!!
قالتها ميادة بلوم لتغص جوري ببكاء وتقول :
-ندمت يا ماما …صدقيني ندمت ومحتاجة ياسين في حياتي والا همو ت …أنا كنت فاكرة اني مبحبهوش …بس انا بحبه …بحبه اووي يا ماما …بحبه وهمو ت من غيره !!!
نهضت ميادة وقالت :
-مش هتمو تي…متخافيش عشان أنتِ عمرك ما حبيتي ياسين …أنتِ بس صعبان عليكي أن واحدة تاني تاخده منك …اكيد لما شوفتي حبه لمراته النا ر اكلت قلبك وعايزة تخر بي بيت الراجل … اساعدك في ايه يا جوري…اساعدك تد مري حياة عيلة كاملة…حرام عليكي كفاية …سيبي ياسين في حاله …سيبي بنتك في حالها والمسكينة اللي متجوزها ياسين دي ذ نبها ايه !!
-لا يا ماما أنا بحب ياسين …والله بحبه وهمو ت من غيره …ابوس ايديكي ساعديني اتجوزه …والله همو.ت بقولك…أنا هتجنن ..هو مش عايز يستسلم ليا…بيبعد عني …أنا عايزاه يرجعلي هو وبنتي وصدقيني أنا المرة دي هتصلح ..المرة دي هحافظ على بيتي …ازاي يا ماما واحدة تاني تربي بنتي وانا موجودة …
-بس أنتِ عمرك ما حبيبتي ياسمين يا جوري …نسيتي كنتِ بتعملي فيها ايه ؟!!نسيتي جنا.نك …بس غلطتي أنا …كان مفروض اعرضك على دكتور نفسي يعالجك من العقد اللي في حياتك …بسببي أنتِ اذ يتي بنتك…متعرفيش قد ايه مشاعري ملخبطة ..متضايقة منك وشفقانة عليكي في نفس الوقت …
أمسكت جوري كف والدتها وقالت بلهفة:
-والله يا ماما أنا كويسة …مبقتش زي الأول …أنا اتعلمت الدرس كويس ..ومستعدة اروح معاكي لدكتور كمان ..بس رجعيلي ياسين …
هزت ميادة رأسها وقالت:
-للاسف يا بنتي انا مقدرش أساعدك …حتى لو عايزة مش هقدر…بصي على حياتك يا بنتي …خلاص طليقك عاش حياته فعيشي أنتِ كمان حياتك وانسيه ..انسيه يا بنتي ومتتعبيش قلبي …
تنهدت ميادة واقتربت من ابنتها وقبلت رأسها وقالت:
-اسيبك دلوقتي وانتِ فكري في اللي قولته وبطلي جنان …
ثم ذهبت وتركتها لتقضم شفتيها بقوة وهي تتمتم :
-مستحيل يا ماما …ياسين ملكي …ملكي أنا وبس ومش هخلي واحدة زيها تأخده مني …بعينيها ..مش هتأخده ..هو هيرجعلي برضاه او غصب عنه !!
أخرجت هاتفها واتصلت برقم ما وهي تتفق مع هذا الشخص انها سوف تقابله في الغد ..ابتسمت وقالت:
-استعد يا ياسين لأنك هتكون ملكي وبس !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-بابا …
قالتها ياسمين وهي تندفع بين ذراعي والدها ليضمها والدها ويقبلها ثم يضعها على الأرض ويخرج الشوكولاتة من جيبه ويعطيها لابنته ثم يقبلها على رأسها بلطف …كانت ورد تقف وهي مبتسمة …تنتظره لكي ينظر إليها …بالفعل نظر إليها وقال :
-أزيك يا ورد …
ثم اتجه لغرفته …اختفت الإبتسامة من وجهها …شعرت بخيبة الأمل …لقد ظنت انه عندما يعترف بحبها له سوف يتغير…سوف يكون أكثر شاعرية ….هي امرأة تعشق الاهتمام …متيمة بالتفاصيل …وتطرب لسماع الغزل…ارادته ان يُغازلها …يضمها إليه …يعاملها كما يعامل أبطال الروايات زوجاتهم …ولكنه جاف …لن يتعلم بسهولة أبداً…
مطت شفتيها بضيق وهي تفكر فيما تفعله …هل تلفت انتباهه لكي يهتم بها ؟!ولكن منذ متى الإهتمام يُطلب …الاهتمام لا يُطلب أبداً!!
خرج ياسين من الحمام والماء يقطر من شعره …
نظر الى ورد الواجمة وقال مبتسما :
-عملتي غدا يا ورد ؟!
-هو ده اللي مهتم بيه ؟!الغدا!!!
قالتها والدموع تحتشد بعينيها فقال بصدمة :
-ليه زعلانة أنا عملت ايه ؟!
-أنت عمرك ما بينت أنك.بتحبني يا ياسين …أنا تحصيل حاصل في حياتك …مش مهتم أبدا بمشاعري …
قالتها والدموع ملء عينيها ليقترب بلهفة ويقول:
-ايه اللي يخليكي تقولي كده…أعمل ايه عشان اثبتلك طيب …
نظرت إليه بعتاب وقالت بدلال وهي تمسح دموعها :
-يعني مثلا عمرك ما غازلتني ولا قولتلي شعر ..
-شعر ..
قالها وهو يرفع حاجبيه ثم أكمل :
-اقولك شعر ازاي يعني؟! …
نفخت بضيق وقالت :
-هعلمك وأمري لله…
اقتربت بدلال ثم أمسكت كفه وهي تأثر عينيه وتقول :
– يعني زي ما قال محمود درويش “حبيبان إلى ان ينام القمر ..ونعلم أن العناق…وأن القبل طعام ليالي الغزل .”
-صحيح بمناسبة الطعام عملتي غدا أنا هموت من الجوع …
-ياسين !!
صرخت بعصبية وهي تضر ب قدمها على الأرض بغضب ليقول بخوف :
-حاضر خلينا في الشعر نأجل الغدا…أنتِ عايزاني اقولك شعر يعني ..
هزت رأسها بلهفة ليبتسم ويقول:
-عيوني …
ثم أخرج.هاتفه وفتح الانترنت وهو يتصفحه
-أنت بتعمل ايه !!
قالتها بصدمة ليرد :
-بدرولك على قصيدة لمحمود درويش اقولهالك …
صدمتها كانت أكبر الآن ليقول هو مبتسما :
-بس أهي …اسمعي يا ستي…”ربما لم يكن شيئاً مهماً بالنسبة لكِ يا ريتا ولكنه كان قلبي “…مين ريتا دي يا ورد ؟!تبقى خالته ؟!
كانت ورد تنظر إليه بخيبة أمل وقالت:
-بالذمة مش مكسوف من نفسك …
-ايه معجبكيش الشعر ؟!
هزت رأسها بيأس وذهبت من أمامه ليقول هو :
-طب الغدا فين معملتيش غدا ولا ايه ؟!
مط شفتيه وقال:
-فعلا الستات زي القطط تأكل وتنكر قولتلها شعر وسابتني من غير غدا!!
………..
كانت في المطبخ تضع له الغداء وهي واجمة …تشعر بالغضب الشديد …وستار رقيق من الدموع يحتل عينيها.
.كانت تعض شفتيها كي لا تنفـ جر بالبكاء …لا تعرف ما بها …هي تعرف كم ان ياسين جاف وغير رومانسي تماماً …يجب أن تعتاد وتخرج هراء الروايات من عقلها تماما!!!
ولج ياسين الى المطبخ ليجدها تعد الغداء بغضب …اقترب منها ولمس كتفها لتنظر إليه …
ابتلعت ريقها وقالت :
-الغدا قرب يخلص متقلقش …
امسك كفها وابعدها عما تفعله وصب نظراته في نظراتها …لم تتحمل وانفجـ رت بالبكاء …جذبها إليه وضمها وقال :
-معقول كل ده عشان معرفتش أقول شعر …يا ستي هتعلم اقول شعر واقولك بس متعيطيش ..أنا بزعل لما تعيطي …
ابتعدت عنه قليلا وقالت :
-هتقولي شعر بجد…
ابتسم ومسح دموعها وقال:
-حاضر يا ستي هتعلم واقولك هتعب شوية بس متعيطيش ممكن …مشاعري كمهندس مبتستحملش دموع الستات ..
ضحكت وقالت:
-بس أنت بكيت طليقتك قبل كده وكنت فرحان.بكده ..
قبل رأسها وقال ؛
-بقول الستات ايه جاب سيرة الحر باية ام سحلول دلوقتي ..متجييش سيرتها تاني عشان بتسد نفسي عن الاكل لو سمحتي ..ويالا بطلي دلع واعملي الغدا…
-عيوني ..
قالتها مبتسمة لتبدأ بهمة في إعداد الطعام وقد تغير مزاجها كثيراً
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء …
فتحت نسرين الباب لتجد.أمامها فؤاد …ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه بتوتر ..ابتسم بلطف وقال:
-هي ماما فين ؟!
-راحت تشتري.شوية حاجات ..أتفضل يا فؤاد .
ثم افسحت له الطريق وهي ترجع شعرها الذهبي للخلف بينما قلبها يدوي داخل صدرها …لما تشعر بكل تلك المشاعر القوية من ناحيته …ما الذي يمتلكه ليجعل قلبها ينبض بتلك الطريقة …
ولج فؤاد للمنزل وهو يبتسم بنعومة لها ….
فركت نسرين عنقها بتوتر وقالت:
-وأنا كمان كنت خارجة دلوقتي وحتى حضرت الشنطة بتاعتي …
ثم اشارت الى حقيبتها وأكملت :
-هقابل ليان …
هز رأسه وقال:
-جميل …لازم تخرجي شوية …انبسطي يا نسرين …
اطرقت وهي تبتسم ثم نظرت إليه ليمتص انفاسه بقوة …عينيها ساحرة للغاية يشعر انه يغرق بهما…انها اجمل شئ رأته عيناه … ضغط على كفه بقوة لان كل ما اراد فعله الآن ان يلامس وجنتها والغرق بعينيها …..
تخضبت وجنتي نسرين وهي تجد نظراته مركزة عليها …هذا لا يصح أبداً …
ابتلعت ريقها وقالت لدرء التوتر:
-وأنت …أنت هتعمل ايه النهاردة؟!
ابتسم وقال :
-هقابل صديقة ليا ..هنتعشى مع بعض …
أجفلت قليلا وشعرت بالإختناق فجأة …كان هو ينظر إليها بخبـ ث وقد اعجبه التعبير الذي سيطر على وجهها …
نظرت إليه وقالت بنبرة طفولية :
-مين دي اللي هتتعشى معاها ؟!أنت ليك اصحاب بنات ؟!
-ايه بتغيري ؟!
قالها بتسلية ولكن نظراته لم تكن كذلك …كان ينظر إليها بحب …العشق يفيض من عينيه فعليا …حب أخا فها حقا …لم تكن تريد أن تحطـ م قلبه …ارتعبت حقاً…
ابتلعت ريقها واحمرت بقوة وهي تقول بنبرة متلعثمة:
-أنا…أنا مبغيرش …مجرد فضول بس …أنا…
-أنتِ كد ابة!!
القى الكلمة بوجهها…دون تردد. دون مراعاه …هو تعب من محاولاتها لإخفاء مشاعرها…تعب كثيراً ويجب أن يواجهها بمشاعرها … يجب أن يجعلها تعترف …ان تتخلص من خوفها وتحبه بحرية …دون خوف ….دون خجل …
-فؤاد ..
همست بصدمة ليكمل هو :
-أنتِ بتغيري عليا ..واحنا مبنغيرش الا على اللي بيحبنا
حاولت الابتعاد عنه …ولكنه اقترب أكثر ..كان يحاصرها …يتحداها ان تنكر ما تفضـ حه عينيها …عينيها الزرقاء التي كانت متشوشة من قبل ظهر بها أمل ..أمل ليكون محبوباً من قبلها ولم يكن فؤاد ليضيع تلك الفرصة من يده أبداً …فهو يحبها …يريدها…وسيستغل أي فرصة الظهر فيها حبه ….
-أنا مش غيرانة ..مش غيرانة…
قالتها بصوت مرتفع محاولة ان تغطي على دقات قلبها التي بدأت بالأرتفاع حتى صمت أذنيها ليرد هو بثقة:
-لا غيرانة عارفة ليه ؟!عشان بتحبيني …اعترفي بده
-أنا مش …مش بحبك !
قالتها بتلعثم وهي تثبت عينيها علي الأرض …تحارب دموعها كي لا تنفـ.جر من عينيها …
أمسكها من ذراعها وقربها منه ثم رفع وجهها كي تنظر إليه:
-تمام هصدقك لو قولتي أنك مش بتحبيني وأنتِ باصة في عيوني …يالا قوليها…قولي انك مبتحبنيش وأنت بصالي وأنا هصدق…
خا نتها دموعها وقالت بنبرة مختنقة:
-شيل إيدك عني …ابعد ..ابعد …
ولكنه لم يفلتها …لن يسمح لها أن تبتعد …هي ملكه وأنتهي الأمر …شدها أكثر إليه ووضع جبينه علي جبينها وهو يقول بنبرة مهتزة:
-أنتِ بتحبيني ودي الحقيقة …مهما حاولتي تنكري عيونك فضحا.كي ..غيرتك فضحا كي …قلبك ليا !!! ..
تعالى نشيجها…ما تفعله خطأ …هي يجب أن تبتعد عنه ….يجب أن تنساه والا لن تسامح نفسها أبدا …
دفعته بغتة وهي تحمل حقيبتها من الطاولة وتركض خارج منزله كاتمة شهقاتها بكفها ..
نظر إلي أثرها ورغم شعوره بالحزن من رفضها الا أنه تولد لديه أمل ..هي تحبه ..تحبه وهو لن يتخلي عنها أبداً!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
ارتجف جسدها وهي تمسك كف صديقتها وتنظر إليها والر عب يسيطر عليها وهي تنظر الى هذا المكان الغريب …تجمعت الدموع بعينيها وهي تنظر الى ذلك الرجل المخيف أمامها …كان رجل مسن بلحية مشعثة …وجلباب اسود تفوح منه رائحة كر يهة وقبعه زرقاء متسـ خة قليلا ..كان يجلس أمام مبخرة ويضع بها بعض الأشياء التي تُزيد من اشتعالها بينما يتمتم.بكلام غريب…
أمالت على صديقتها وقالت بصوت مرتعب :
-نوال ..نوال أنا خايفة خلينا نمشى من هنا …أنا …
ولكن نوال وكزتها بقوة وهي تهمس:
-بس أسكتي …أنتِ مش عايزة ياسين يرجعلك ..هي دي الحاجة الوحيدة اللي هتساعدك …ما أنا قولتلك وفهمتك لما اتصلتي بيا…فجمدي قلبك يا جوري عشان تقدري ترجعي جوزك من خطا فة الرجالة دي !!
-ايه خايفة ؟!
قالها الشيخ بمكر شديد لتهز رأسها بالنفي وتقول وهي ترتعش …
-لا لا مش خايفة بس هو جوزي هيرجعلي …
ابتسم وقال:
-والله يا ست اعملي كل اللي هقولك عليه وهيرجعلك ويبقى خاتم في صباعك كمان بس مستعدة تعملي اللي هقولك عليه والمهم …
صمت وهو يضم اصباعيه في علامة مميزة وأكمل :
-وجاهزة تدفعي فلوس …
هزت جوري رأسها بقوة وهي تمسح الدموع التي أغرقت وجنتيها فضحك الرجل وقال:
-أنا هعملك عمل لمرات جوزك وأجننها لك ..بس ساعديني …
-اساعدك.ازاي ..
قالتها وصوتها يرتعش فقال بفحيح كالافاعي وهو يقترب منها :
-هاتيلي حاجة من قطرها..هاتي حاجة ليها وسيبي الباقي عليا !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء ….
في منزل يوسف مالك ….
جالس على مقعده ..يدخن السيجار … بعينيه ستار رقيق من الدموع …يشعر بالإختنا ق تماما …وعقله يعود رغماً عنه لذلك الوقت الذي أقسم ان ينساه للأبد…ولكن الذكريات تأبى ان تتركه وخاصة بعد انفصال نسرين عنه …هو يُترك للمرة الثانية …يتحطـ.م قلبه للمرة الثانية …نسرين من كانت أمانه…. كانت نجاته ..ودواءه…الآن هي تركته يعاني!!!
انسابت الدموع من عينيه وهو يشعر بقلبه ينسحق داخل صدره ..الأ لم يتصاعد داخله …يقتـ له …انه يعاني …سيمو ت تلك المرة لو خسرها للأبد …يكفيه خسارته الأولى. . يكفيه أنه عاش سنوات ليبرأ من جر حه من رقية ..ثم تأتي نسرين الآن وتفتح تلك الجرو ح ليعاني مجدداً…ماذا يفعل ؟!هل يتوسل لها لتعود ..هل يجبرها ام يتركها …يتركها …لا لن يتركها …لن يفعل …لن يعاني مرة آخرى…لن ينكـ سر مرة آخرى …
مسح دموعه بقوة وهو يتنفس بعنف …كان يشعر بأ.لم شديد والذكريان العنيـ فة تندفع لعقله …ذكريات تمنى لو يفقد ذاكرته كي لا تهاجمه !!
عض شفتيه وهو يتذكر ليلة ان توسل فيها لحب حياته …توسل لرقية كي تبقى معه !!
….
-متسبنيش …متسبنيش يا رُقية !!!
قالها متوسلا وهو يمسك كفها…الدموع تحتشد بعينيه …كان يتوسل فعليا لها …فكرة ان تتركه …فكرة أن تنتمي لآخر كانت مرعبة …
شدت رقية كفها وهي تقول من بين أسنانها :
-ايه اللي أنت بتعمله يا بني آدم أنت !!!ايه الهـ بل ده ازاي تيجي لحد هنا وفي شارعنا وتقولي الكلام الفارغ ده…لو حد شافنا انا ايه هيكون وضعي!!!…أنا ماشية وأنت روح وأنسى كل اللي بيننا …
وبالفعل كادت أن تذهب الا انه امسك كفها وقربها منه حتى التصقت به …من حُسن حظهما الحي كان فارغ نوعا ما …
-يوسف بتعمل ايه ؟!
قالتها بحد ة وغضب …انسابت دموعه وقال:
-رُقية عشان خاطري متسبينش …صدقيني همو ت لو عملتيها …أنا مستعد اشتغل ومش هخليكي تحتاجي لحاجة أبداً …ده وعد مني …بس خليكي معايا ! …
حركت حدقتيها بملل وهي تزفر بضيق وقالت:
-هو أنت ليه مبتفهمش …قولتلك خلاص يا بابا ..اللي بيننا أنتهى …خلص خلاص !!مش عايزاك ..مبقتش أحبك ايه اغنيها …أنت ايه معندكش كرامة…مش بتحس ..مش عايزاك …هو عافية !…أنا خلاص هتخطب وهتجوز وأنت ملكش أي مكان في حياتي …اتقبل الحقيقة بقا ومتقرفنيش ممكن !!!
ثم تركته وذهبت ..تركته منها ر!!!
……….
عاد من شروده ودموعه تنفـ جر اكثر من عينيه…شعر للحظات انه عاجز تماما عن التنفس …اطفأ سيجارته ونهض وهو يدعك عينيه بعنـ ف …هل سيتركها تبتعد عنه ..
هل سيتركها تنسل من بين يديه مثل رقية !!لا ..لا هي حياته ..لا يمكنها أن تتركه بتلك السهولة …رباه هو سوف يموت لو فعلت هذا…يجب أن يتصرف…يجب أن يعيدها بأي ثمن !!!
ولج للحمام واخذ دوشاً سريعا ثم ارتدى ثيابه …كانت ثيابه السوداء تُلائم مزاجه السوداوي للغاية …خرج من منزله وهو يتصل به …لقد حزم أمره…ربما نسرين لن تسامحه ..ولكنه سيتبع اكثر الطرق خبـ ثاً لكي يعيدها مجدداً لحياته!
………..
كان يقف أمام النهر يمسك الحاجز الحديدي ويمكنه سماع ضجيج قلبه …اراد التراجع ولكن لا هو يريد نسرين وسينالها بأي طريقة …..
لفت انتباهه اقتراب كريم منه ..ابتسم يوسف بتوتر
-ازيك يا كريم …
-عايش اهو ..مراتي سابتني وبنتي كمان وبحاول ارجعهم .
قالها كريم بحزن ليرد يوسف ويقول:
-ولو قدرت ارجع نسرين يا كريم …هرجعلك نسرين بس بشرط…
نظر كريم الى يوسف بحيرة ليكمل يوسف :
-أنا عايز أتجوز نسرين يا كريم …عايزها في الحلال …
وقعت الكلمة كالصا عقة على كريم وقال:
-انت بتقول ايه ؟!دي نسرين …نسرين اللي لو اتجوزت هتيجيب قدها…
ابتلع ريقه وقال:
-عارف يا كريم بس أنا بحبها …وهي كمان بتحبنيححج من كل …
-ايه؟!
قالها كريم بصدمة ليكمل يوسف ويقول :
-اللي كانت مرتبطة بيه نسرين هو أنا يا كريم ..أنا حبيب نسرين !!
فستانها الرمادي كمزاجها كان ينسدل برقة على جسدها …تركت شعرها الأسود منسدلا …لم تضع أي مساحيق تجميل الا ماسكرا ابرزت كثافة رموشها …أخذت حقيبتها وخرجت من غرفتها متجهة الى مكتب شقيقها …كانت لا تريد الذهاب مع موسى الآن …يكفيها انها سوف تفسخ خطبتها بسببه !!
…..
كان عدي جالس بمكتبه يتحدث مع موسى قليلاً عندما طُرق الباب …
-أدخل ..
قالها عدي بصوته الرخيم لتلج ليان …
تعلقت عيني موسى بليان وهو يشعر بإزدياد وتيرة دقات قلبه….ازدرد ريقه بصعوبة …انها تزداد جمالاً كل يوم …كل يوم يمر تتملكه أكثر حتى أصبح شعوره نحوها أشبه بالهوس …من الجانب الآخر لم تُعيره ليان أي اهتمام …ولم تنظر إليه حتى بل استطاعت الحفاظ على ثبات عينيه نحو شقيقها تُجهز كلماتها لتخبره ما يريد وكم تمنت ان يُساعدها وينفذ طلبها ولا يعارض ويجبرها أن تذهب مع موسى …فهي لن تمنحه تلك اللذة…لذة أن يراها تنفصل عن يحيى بسببه هو ….لن تمنحه تلك الفرصة …لن تفضـ ح مشاعرها مجددا
-فيه حاجة يا ليان؟!
انتزعها عدي مش شرودها ..
-يحيى عازمني على العشا…
قالتها ليان وهي تنظر مباشرة الى عدي …لم تهتم بموسى الذي رمقها بغيرة واضحة ..أطرق موسى برأسه كي لا يرى عدي نظراته ويفهم شيئا…اخذ يضغط على فكيه بشدة…كل ما اراده الآن ان يمنعها من الخروج معه …لقد تجاوزت غيرته الحد حتى اصبحت كالنير ان التي تنهش روحه …
-طيب تمام موسى هيروح معاكم .
أخرجه من عمق أفكاره صوت عدي ورفع وجهه نحو ليان التي لم تنظر إليه حتى وبقت تنظر إلى عدي بوجوم ثم قالت فجأة :
-معلش يا عدي بس حابة نروح أنا ويحيى لوحدنا!!!
رفع موسى حاجبيه وشعر بالضيق منها …هي تحلم هو لن يتركها تذهب بمفردها معه …بينما كان عدي حائر وقال:
-لي لي ده مش طلب…ده أمر …لازم موسى يروح معاكي …هو بيحميكي …
-معايا يحيى يا عدي بعدين انا حابة احس بشوية حرية …خليني المرة دي أروح معايا لوحدي وهو معايا ومش هيحصلي حاجة …
-لي لي ..
هتف عدي بإعتراض لتقاطعه ليان بتوسل:
-عشان خاطري يا ابيه أنا ويحيى هنروح مطعم ونتعشى ونرجع علطول …عايزة شوية خصوصية مع خطيبي !!!
نيرا ن شديدة كانت تندلع داخل روحه …الشعور بالغيرة كان يقـ تله …عشقها لعـ نة..ولكن الغيرة عليها هي المو ت …المو ت حرفيا …اراد ان يعترض ..ان يسحبها من ذراعها ويسجنها بالمنزل …يصرخ بها انه عاشق لها وان لا أحد سوف يعشقها مثله ولكن كالعادة لم.يمتلك الشجاعة …كان جبان!!
-ليان مينفعش …لازم موسى يروح معاكي …أنا مش هطمن الا بالشكل ده …
قضمت شفتيها بغيظ ثم قالت بإندفاع :
-طيب ما هو كان معايا المرة اللي فاتت وكنت همو.ت !!
اشتعلت النيرا ن بعيني موسى بينما نظر إليها عدي بخيبة أمل وقال :
-لا غلط …موسى هو اللي انقذك …هو اللي أتصل بيا في الوقت المناسب وعشان كده.قدرنا ننقذك …موسى هو اللي اخد الرصاصة بدالك فمينفعش تقللي منه بالشكل ده ..عيب يا ليان …
صمتت وهي عاجزة عن الرد…لثاني مرة تُقلل مما يفعله …لثاني مرة لا تعترف انه نجح في إنقاذها هي أرادت ان تؤ لمه ..نعم أرادت هذا وتعترف لن تنكر …
ظلت عيني موسى متعلقتين بها كان حقا خائب الأمل بينما هي غيرت الموضوع وقالت:
-يا ابيه لو سمحت خليني اطلع مع يحيى النهاردة لوحدي ومش هنتأخر …عشان خاطري خلينا احس اني حرة لمرة واحدة في حياتي …لو سمحت !!!
زفر عدي بضيق وقال:
-دي آخر مرة يا ليان …
-آخر مرة وعد !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نظر الى الساعة ليجدها قاربت التاسعة مساءا …ما زال جالس بورشته لا يريد العودة …سيعود اليوم متأخراً مرة آخرى وقد نبه عليها اليوم الا تنتظره وتلج الى غرفتها وتنام…فالأنجذاب إليها يصبح أقوى كل يوم وهو ليس بقديساً ليقاومها هو بشر ويضعف امام جمالها ورقتها….هو يقود معركة خا سرة أمام عينيها…جمالها وبراءتها …وهو الخا سر بالنهاية فليس كل مرة سيستطيع المقاومة …قلبه يصبح اضعف يوما بعد يوم وسيأتي يوما وينفجر ولن يرتاح الا عندما يعانقها وضميره لن يتحمل أثم كهذا
تنهد وهو يغمض عينيه بتعب بينما يستحضر ملامحها الرائعة أمامه …هي جميلة ..بل اجمل شئ رآه طوال حياته …ولكن المعضلة ليست جمالها فحسب ..بل تلك البراءة التي تشع منها … الطيبة التي تغلف قلبها …والحزن الذي يكسو وجهها ..وملامح الضعف التي تظهر عليها من حين لآخر ..كل تلك الأشياء تجذبه نحوها بقوة ….
رن هاتفه فجأة فرفعه ليدوى قلبه بعنـ ف وهو يرى أسمها يشع على شاشته …ابتلع ريقه وقرر ان يرد لينساب إليه صوتها المرتعب ..لم يفكر لثانيتين وهو ينهض من المقعد الخاص به ويغلق الورشة بسرعة ثم يتجه الى المنزل مهرولاً …دون الاهتمام بنظرات المارة المتعجبة …….
……..
-فيه أيه …فيه أيه ؟!
قالها متلفها وهو يلج الى المنزل لتجمده ضحكة ناعمة منها …وقف وهو ينظر بصدمة إليها تقف امام الطاولة الصغيرة بالصالة والتي عليها قالب كيك بالشوكولاتة مزين …..نظر الى وجهها مرة آخرى ليراها تعطيه ابتسامة رائعة للغاية وهي تقترب وتقول:
-كل سنة وأنت طيب يا أمير .
لم تتبدد صدمته فقالت وهي تفرك رقبتها بتوتر بينما لم تتخلى عن اللطف بنظراتها وقالت:
-أنا بصراحة شوفت شهادة ميلادك عشان كده عرفت …يعني تميت.دلوقتي تلاتين سنة مبروك …
كان ما زال ينظر إليها ببلاهة شديدة وهي تهذي بالكلام…بينما شعرت عبير بالتوتر الشديد وهي تنظر الى صدمته وبلاهته ….
ابتلعت ريقها وقالت:
-امير ممكن تقول حاجة …انت بتوترني بالشكل ده ..أنا عملت حاجة غلط ؟!…اصطبغ وجهه بحمرة الغضب وقال:
-أنتِ جايباني عشان كده ؟!!!
-أنتِ جايباني على ملا وشي عشان عيد ميلادي !!!
كرر بصدمة لترد بتوتر :
-أنا …
-أنتِ ايه …أنتِ أيه !!
زعق بها ثم أكمل بعصبية شديدة:
-أنتِ واحدة مش مسؤولة يا عبير …قلقتيني عليكي …خلتيني اجري زي المجنو ن في الشارع لما قولتيلي الحقيني …هو ده تصرف ناس عاقلين!!!
أختنق صوتها وقالت وقد احتشدت الدموع بعينيها :
-أنا بس حبيت أعملك مفاجأة …حبيت أفرحك …
-تفرحيني ازاي؟!!أنتِ رعبتيني …عارفة كام فكرة و.حشة جات في بالي …ايه التصرف الغبـ ي ده..
ايه الغبا ء ده !!!ممكن تفكري قبل ما تعمل اي حاجة لو سمحتي …ممكن …يعني ده مش تصرف ناس عاقلين يا آنسة عبير …متعمليهاش تاني عشان أنا اتضايقت وبصراحة شوفتك طفلة أوووي!
انفـ جرت فجأة بالبكاء بسبب توبيخه الشديد لها ليبتلع هو باقي توبيخه ويرتبك …لم يكن يريدها أبدا ان تبكي …هو من الأساس ينزعج.بشدة عندما تحزن … اقترب منها وقال :
-أنا آسف حقك على راسي متزعليش…أنا آسف يا عبير …
ولكن دموعها لم تتوقف عن التدفق فخبت وجهها عنه …تشجع وتقرب أكثر وهو يُزيح كفها عن وجهها ويقول :
-أسف ..حقك على رأسي…حقك على رأسي …
ثم رفع كفه وبدأ يمسح دموعها بحنان ويكرر بلطف:
-حقك على رأسي أنا متزعليش …حقك عليا …
ابتسمت له من بين دموعها ليتلمس بكفه غمازاتها الساحرة …يمرر ظهر كفه على بشرة وجنتها الناعمة فتتثاقل أنفاسه …أغمضت هي عينيها ولم تبتعد …شهق هو عندما عاد لوعيه وابتعد كالملسوع وكاد أن يخرج …وقفت هي امامه وقالت:
-ليه بتهرب مني…ليه كل ما تقرب.تبعد …ليه؟!
-ابعدي لو سمحتي .
قالها وهو ينظر أيضا …قلبه يدوي بعنـ ف …الغبـ ية لا تعرف انه لو ظل هنا اكثر من هذا سيفقد السيطرة على نفسه وهي من ستندم !!!
-لا مش هبعد ولو سمحت بصلي يا أمير ..بصلي …
لم ينظر إليها بل حاول ان يتجاوزها ولكن هي لم تسمح له وأمسكت بكفه ولكن بغتة دفعها هو الى الجدار لتتسع عينيها بصدمة وتتعلق بعينيه الذهبية التي كانت تشتعل بالنير ان…كان يلهث بعنـ ف وقد فقط السيطرة تماما على نفسه اقترب بشفتيه من خاصتها و ….
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
يقف أمام النافذة ينظر إليها تقف بجوار خطيبها يمسك كفها وهو يساعدها لتستقل السيارة وشعر هنا أن قلبه يعتصـ ر من الأ لم ….الغيرة كانت تقتـ.له …الحزن تملك من جميع خلايا جسده …تنهد وهو يشعر بالدموع تلسع عينيه وابتعد عن النافذة وهو يجلس على الفراش في الظلام …الظلام الذي يشبه روحه الي حد كبير !!!
.♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فرك رقبته بتعب وهو ينهض …كم هي عنيدة ليان !!لم تسمح لموسى ان يذهب معها …الفتاة اها نته حرفيا رغم انه فعل المستحيل لينقذها ..حتى أنه كاد أن يمو ت …أهكذا تجازيه وترد له المعروف ….دعك عينيه بقوة يفرد عضلاته المتيبسة من العمل المستمر ..
صعد لغرفته مبتسما ومحضراً نفسه لجدال ممتع مع زوجته الشر سة التي تشبه القطط البرية
…….

في الغرفة …
كانت جواهر تدخن سيجارتها بهدوء كي تحصل على بعض الراحة ….صفت عقلها تماما من أي فكرة قد تزعجها …فقط وقفت تستمتع بسكون الليل …قلبها يتو جع قليلا وهي تتذكر والدتها ..تتمنى ان تُنهي مهمتها سريعاً كي تعود الى والدتها….اشتاقت لأحضانها ..لكلماتها التي تخفف عنها …كم هي بحاجة إليها الآن …يؤ لمها انها ليست بجانبها.ويؤ لمها أيضا انها خيبت أملها بها …فلو عرفت والدتها ان ابنتها مخا دعة..
كا ذبة بالتأكيد سوف تغضب عليها ….انتفضت فجأة وخرجت من أفكارها بقوة على صوت عدي يقول :
-سجاير بتشربي سجاير يا عبير !!!
ازدردت ريقها وهي تنظر إليه …رباه متى جاء ؟؛لم تشعر بقدومه ..فقد كانت غارقة بأفكارها ولم تشعر بقدومه!!..
حاولت السيطرة على دقات قلبها المتسارعة ورفعت وجهها وهي تقول بقوة مز يفة :
-وفيها أيه عادي !!!
اتجه اليها بغضب وأمسك السيجار من يدها ثم وضعه بالمنفضة التي على الطاولة وهدر بغضب :
-لا مش عادي ..مينفعش بنت من عيلة راقية زيك تشرب سجاير ..عيب يا هانم…عيب !!!
نظرت إليه بحنق وقالت :
-لا مش عيب ….وبعدين أنا حرة…
ثم أخرجت سيجار مرة آخرى من جيب بيجامتها ووضعتها بين شفتيها
-أنا مراتي متشربش سجاير !!
قالها عدي بتسلط وهو ينتزع السيجار من بين شفتيها …
رفعت حاجبيها وهي تنظر إليه بغيظ ولكن الجليد في عينيه كان لا يذوب أبداً…
لقد كان جاداً للغاية …ليس في وجهه أي أثر للمزاح…
-ملكش دعوة ..
قالتها بإندفاع وهو تحاول أخذ السيجار من يده الا انه ابعد يده وقال:
-قولتلك مرات عدي رشيد ممنوع تتصرف بالطريقة دي …ممنوع تشرب سجاير او تتصرف بطريقة تسببلي إحراج …
قضمت شفتيها بغيظ ليبتسم بإستفزاز وهو يضع السيجار في فمه ويخرج قداحته ليشعلها الا أنها سحبت السيجار وقالت:
-جوز عبير صديق ميشربش سجاير !!!
اخذها منها مرة آخرى وقال:
-متقارنيش نفسك بيا يا حلوة …
وضعت كفيها على خصرها وقالت:
-اشمعنا انت تشرب سجاير وأنا لا …اشمعنا…
أشعل السيجار ودخنها بإستمتاع وقال:
-أنا راجل وانتِ ست …أنا أشرب وأنتِ لا …
-ده اللي أسمه التسلط الذكوري ؟!
-بالضبط ..
قالها مبتسماً دون خجل وأكمل :
-أنا متسلط ذكو ري ومش هسمح لمراتي تدخن …ولو شوفتك بتدخني تاني يا بيري هكـ سرلك أسنانك .مفهوم!!
ضربت بقدميها على الأرض وقالت:
-بطل غرور وتجبر وهات السيجارة ..مينفعش انت تدخن وتمنعني…اشمعنا …
نفخ الدخان بوجهها وقال:
-أنا جوزك ولازم تسمعي كلامي يا بيري…
هزت رأسها بعناد وقالت:
-لا مادام أنا مش هدخن….أنت كمان مش هتدخن …
ثم حاولت اخذ السيجار منه الا انه ابتعد وهو يحاول تدخينها ولكنها نجحت أخيرا بأخذها ثم اطفأتها وقالت؛
-كده يبقى أحنا متساويين ..
-بقا كده يا مهلبية …
-ايوة…
ردت بإستفزاز ليقول هو :
-ماشي ..أنا هوريكي !!
ثم حاول الامساك بها الا انها صرخت وهربت منه ولكنه امسكها ودفعها الى الفراش ثم أقترب منها بدأ يدغدغها …
-لا لا خلاص يا عدي أنا اسفة …
قالتها جواهر وهي تضحك …تحاول الهروب من بين يديه ولكنه كان يثبتها جيداً …يُعا قبها بطريقته….
-عدي خلاص !!
قالتها مرة آخري لاهثة من بين ضحكاتها بينما هو مستمر في دغدغتها …كان يضحك وهي تضحك بتلك القوة …فجأة توقف وهو ينظر إليها ..الى عينيها تحديداً….كانت عينيها بريئة بشكل لا يُصدق …لا يصدق ان شريف لديه ابنة بكل تلك البراءة …بكل ذلك اللطف …صحيح انها عنيدة…متهورة ولكن براءتها وجمالها يغطيان على عيو بها الضئيلة بالنسبة له …
لاحظت جواهر توقفه عن دغدغتها ووجدت انه ينظر إليها من علو ..شعره يتساقط على جبينه برقة شديدة …
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشعر بنظراته تشمل أنحاء وجهها …كانت نظراته خطيرـ ة وقا تمة وقد شعرت ان قلبها يرتجف …
-عدي
قالتها بتوتر ثم حاولت ان تنهض ولكنه ثبتها على الفراش ولم يسمح لها بأن تنهض….استوطن الر عب بعينيها فقال يُطمئنها :
-أنتِ واثقة فيا يا بيري ؟!
هزت رأسها دون تردد فابتسم وأكمل :
-طيب خايفة ليه ؟!
لم ترد فأقترب من وجهها ولكنها ازاحت وجهها وقلبها يدوي بعنـ ف …ازدردت ريقها وأخذت تتنفس بعنـ ف …كانت مر تعبة..حقاً مر تعبة. .وتوقف عقلها تماماً عن التفكير…لا تعرف كيفية الخروج من هذا المأزق …
شعرت بقبلة خفيفة على شعرها وقال:
-ليه خايفة مني. .ليه ؟؟؟!!
لم تجيب فقال :
-بيري ردي عليا لو سمحتي ..ليه خايفة بالشكل ده …مش أنتِ اللي طلبتي نبدأ من جديد ؟!
اغمضت عينيها وقالت بنبرة مرتجفة :
-أنا بس عايزة وقت …وقت اتعود عليك فيه يا عدي لو سمحت ….
-هتتعودي ازاي وانتِ مش قريبة مني …هتتعودي ازاي وانتِ بتبعديني عنك ؟!
لم ترد فتنهد وقال:
-ممكن تقوليلي ايه اللي حصل في حياتك خلاكي تخافي كده…اتعرضتي لحاجة مش كويسة …
هزت رأسها بالإيجاب لينهض هو ويساعدها على النهوض
وقفت أمامه وهي ترتجف وقالت ؛
-بابا ..
أجفل وقال:
-شريف كان بيعتـ دي عليكي !!!
هزت رأسها بسرعة وقالت:
-لا لا مش أنا خالص …كان بيعتـ دي على ماما وانا كنت بشوفه كل يوم بيضر بها …
ثم احضرت الدموع لعينيها بمهارة وقالت :
-كنت كل يوم بستخبى في اوضتي وانا سامعاه بيضر بها ويعذ بها ومكنتش عارفة أساعدها يا عدي …كنت بسكت وببكي وخلاص …هو كان عامل زي الو حش في حياتنا يا عدي ..د مر حياتي وحياة ماما …خلاني فقدت الثقة في أي راجل ..
بقيت أهرب من الحب والجواز …كنت مبسوطة ان ماما انفصلت عنه ورجعت فرنسا بس للأسف ماما لما ما تت هو جه وأخدني…والباقي أنت تعرفه هو جوزني ليك غصب …كان بيضر بني عشان أوافق …
أغمضت عينيها ونشيجها يرتفع بقوة وبدت وكأنها تفاعلت من القصة التي اخترعتها بسرعة من خيالها…ودت لو تصفق لنفسه
كان عدي ينظر الى انهيارها وقلبه يؤ لمه …لم يصدق كم ان هذا الرجل حقـ ير …لقد حطـ م زوجته وابنته وحطـ م قلبه هو أيضا …شريف بالفعل شيطا.ن …حطـ م حياة كل شخص يعرفه بسبب غروره وتجـ بره !..هو أبداً لن يسامحه !!!
-مش هيقدر يأ ذيكي طول ما أنتِ معايا … متخافيش..وعد هحميكي منه …
ثم أقترب منها وقبل جبينها وقال :
-أنتِ في آمان معايا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لا تصدق…هي فعليا لا تصدق انها اقنعت شقيقها أن يتركها تذهب بمفردها مع يحيى ولكنها بالفعل أحتاجت لهذا …أحتاجت ان تكون بمفردها عندما تنفصل عن يحيى. ..لم تكن تريد أحد بجوارها وخاصة موسى ..موسى الذي جعلها تنفر من أي رجل غيره !!
من الناحية الأخرى كان يحيى شاردا يفكر في طريقة كي يخبر ليان بخبر انفصاله عنها بطريقة لا تجر.حها …هي اخبرته من قبل أن الحب ليس له دور في علاقتهما ولكن ماذا إن وقعت بحبه ؟!ماذا إن تعلقت به ؟!تلك ستكون كار ثة آخرى لانه سوف يتحمل تأنيب الضمير بسبب قراراته المتهو.رة …ولكنه لم يرى أبداً في عينيها أنها احبته وهو يتمنى حقا ألا تكون تعلقت به!
……….
كان المطعم بسيط ولكنه أنيق ونظيف…كانت أجزاء المطعم مريحة مما ساعد على التخفيف من توترها واستمتعت بالطعام…نظرت الى يحيى ونظرت إليه بأبتسامة وهي تحاول قتح مجال للحديث معه:
-الأكل هنا حلو اووي .
ابتسم يحيى وهو يحاول التخفيف من حد ة توتره ورد:
-مبسوط انه عجبك اووي…أنا كنت هعزمك هنا أمبارح بس أنتِ قولتي مش فاضية ..
هزت رأسها وهي تتناول قطعة لحم وتقول:
-كنت ناسية ان كان عندي ميعاد مع نسرين ..عشان كده أجلت ميعادنا لبكرة ..بس شكرا أنك.جيبتني هنا …المكان هنا مريح وهقدر أتكلم براحتي خالص …
هز يحيى رأسه وهو يستعد للكلام ولكن هي سبقته..
-أنا مش عايزة أكمل يا يحيى ..
قالتها ليان فجأة وكتمت أنفاسها وهي تنظر إليه لترى ردة فعله ولكن ما صدمها هو الأرتياح الذي كسا وجهه ….شعر يحيى وكأن شئ ثقيل أنزاح من قلبه عندما قالت هذا ….
-بصراحة يا ليان وأنا كمان مش عايزة أكمل …يعني مش حاسس أننا هنبقي مبسوطين من بعض بس مرضتش أقولك كده عشان متزعليش …
ابتسمت ليان وردت :
-بصراحة وأنا كنت خايفة أنك تزعل مني عشان كده كنت مترددة …بس متعرفش أنا مرتاحة دلوقتي قد أيه عشان احنا متفقين ….أنا خوفت لتكون اتعلقت بيا ولا حاجة …
ضحك.دون تصديق وقال:
-تصدقي ده نفس اللي كُنت خايف منه ..
ثم انفـ جرا بالضحك سويا …
……………..
في سيارة يحيى …
كان يقود سيارته بينما هي تجلس بجانبه وهي تشعر بالسعادة والراحة …
نظر إليها يحيى مبتمسا وقال:
-هنقول لعدي أيه؟!
أعمضت عينيها وقالت:
-متقلقش خالص أنا هتكلم معاه المهم أن مفيش حد زعلان مننا …
وافقها قائلا:
-فعلا الحمدلله ..وصدقيني علاقتنا كده منتهتش …أحنا هنفضل أصحاب …
-اكيد .
قالتها وهي تنظر إليه ليبادلها هو ابتسامتها الواسعة ويعيد تركيزه للقيادة…
بعد دقائق …
عقد حاجبيه وهو ينظر من مرآة السيارة ويرى سيارة تسير خلفهما وتذكر ان تلك السيارة كانت تسير خلفهما من بداية تركهما لقصر عدي ولكن لم يُعيرها أي اهتمام ..ولكن الآن شعر بالقلق …زود من سرعة السيارة لتنظر إليه ليان بحيرة ولكن فجأة سيارة آخرى اتت من جانب الطريق وسدت الطريق ….
-متنزليش …
قالها يحيى وهو يترجل من السيارة …
نظرت ليان بخوف لما يحدث وصرخت فجأة عندما وجدت ان بضعة رجال اجتمعوا على يحيى استعدادا لضر به…بحثت على هاتفها ثم اخرجته ولكنها شتـ.مت نفسها وهي تجد ان البطارية قد فرغت !!!

عند.يحيى
كان ينظر الرجال بعينين مشـ تعلتين ورفع كفه ليضر بهم ولكن احدهما امسكه بينما الآخر اقترب منه …ثم لكـ مة الرجل عدة مرات حتى فقد الوعي !!!

بعد دقائق عدة تأوه يحيى وهو يستعيد وعيه ونظر امامه وشعر بالصدمة وهو يرى ليان واقعة على الأرض وغارقة في د ماءها !!!
-ليان!!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط