الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 32 و 33

الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون(سأعود من أجلك حبيبتي )
ألم أخبرك أني ملعون بحبك …لا مفرار من حبك أينما ذهبت…سولييه نصار
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نظر أمير إليه بحيرة وقال:
-اتفضل قول محتاجني في ايه وانا لو أقدر عيوني ليك يا باشمهندس … ….
ابتسم ياسين وقال:
-ده العشم برضه يا أسطى أمير…أنا كنت متأكد انك هتقف جنبي…معلش الموضوع مطول ممكن نتكلم في مكان بعيد عن هنا …
هز أمير رأسه وقال:
-اكيد…
ثم قال للفتى الذي يعمل معه:
-عبده خلي بالك من الورشة عقبال ما اجي …
-حاضر يا أسطى ..
ثم سار أمير بجوار ياسين وقال:
-تعالى نتكلم في البيت يا باشمهندس ..
هز ياسين رأسه واتجها الى المنزل ….
…………
فتح أمير باب منزله ودخل ثم دعا ياسين للدخول …
-اتفضل اقعد هنا يا باشمهندس هتشطف واغير هدومي وأجيبلك حاجة تشربها …
هز ياسين رأسه بهدوء تام وجلس على الأريكة وهو غارق بتفكيره …لا يعرف هل الذي يفعله صواب ام لا…هو ابدا لا يصدق أن جوري تتبع هذا الطريق الملتوي…صحيح هي مجنو نة …مخـ تلة وخبيـ ثة ولكنها لن تصل لهذا المستوى ابدا …ولكن من ناحية أخرى تغير ورد معه غريب …وبدأ جزء منه يقتنع ان شئ خارق زرع الكرا.هية في قلبها من ناحيته ..ولكن جزء اكبر غير مقتنع بالأمر بتاتا ولولا توسل والدته له لكي يتحرك لم يكن ليأتي هنا …فهو لم يجد غير أمير ليثق به…ذلك الشاب الطيب الذي ساعده منذ عامين عندما أُصيب في حادث وهو من نقله للمشفى وتبرع بالدم أيضاً …ومنذ ذلك اليوم وهم اصدقاء لا يلتقون كثيراً ولكن ياسين يعرف أنه إذا أراد شئ وطلبه من أمير لن يتأخر وهو كذلك لن يتأخر عنه …
-اتفضل يا باشمهندس …
قالها أمير منتزعا ياسين من شروده وهو يقدم له كوب العصير …
نظر ياسين الى امير الذي بدل ثيابه ويحمل عصير الموز باللبن المفضل لديه …ابتسم ياسين وقال:
-لسه فاكر مشروبي المفضل …
ابتسم أمير وهو يجلس مقابله على الأريكة وقال :
-أكيد.يا باشمهندس …
-تقدر تقولي يا ياسين ياأمير بلاش الرسميات ما بيننا مفروض أننا أصحاب يا راجل …
ابتسم أمير وقال :
-انا عارف قد ايه بتحب لقبك وبتعتز بيه عشان كده بحب أناديك بيه …
ضحك ياسين وهو يهز رأسه موافقاً وقال:
-عندك حق أنا بحب لقبي جداً….
ولكنه تجهم مرة آخرى وهو يفكر بعمق …ليعبس أمير فجأة وهو يرى شروده فقال:
-فيه حاجة يا باشمهندس. ..قولي …
تنهد ياسين وقرر أن يحكي له كل شئ…لن يخفي عنه شيئا …بدأ يسرد ما حدث معه وكيف تغيرت حالة زوجته معه للنقيض تماماً….فبعد أن كانت تعشقه أصبحت تمقته الان وهذا حقاً يجر حه لانه بالفعل يحبها …لا يريدها أن تبعده عنها بتلك الطريقة ….
….
بعد أن انتهى ياسين من السرد نظر أرضا لكي لا يرى أمير الإنكسا ر الذي يسيطر على ملامح وجهه وقال وهو يفرك كفيه :
-أنا يا أمير مش عارف أعمل ايه ؟!ولا عارف السبب اللي مخليها كده ؟!!أمي قالت ممكن يكون معمول ليها سحر ….أنا بصراحة مش بصدق في الكلام ده …عشان كده عايز اخد رايك في الموضوع ده ..تفتكر ممكن يكون معمول ليها سحر فعلا ؟!أنا بصراحة مش مصدق …بس أمي مقتنعة أن فيه حد عمل لمراتي.سحر …وانا دلوقتي مشتت …مش عارف اصدق ايه …وحاسس اني تعبان …أنا بس عايز مراتي تبقى كويسة …عايزها ترجع بيتها …مش عايزها تبعد عني أنا بحبها !!!
تنهد أمير وهو ينظر إليه بشفقة كان يهذي بقوة ….يشعر أنه على حافة الإنهيار فقال:
-اهدا يا باشمهندس بإذن الله هنلاقي حل …متقلقش وهنعرف ايه السبب …ولازم تعرف أن السحر مذكور في القرآن وان فيه ناس معندهاش دين بتلجأ للطريق ده والحل بيكون بالدعاء لربنا وتحصين نفسك بالقرآن ..عموما أنا أعرف حد ممكن يساعدك…ولو حابب نروح دلوقتي أنا وأنت سوا معنديش اي مانع …
لم يكن ياسين يريد الدخول في تلك المتاهات ولكنه بدا الحل الوحيد !!!
هز ياسين رأسه.بالإيجاب لينهض أمير وهو يمسك هاتفه المحمول ويقول :
-هتصل بيه دلوقتي ونشوف يا باشمهندس …
ثم أتصل بالرجل المطلوب …وما هي لا بضعة دقائق الا وكان ياسين وأمير يسيران سوياً خارج المنزل متجهان إلى منزل هذا الرجل
………….
وصلا إلى المنزل البسيط نسبيا والذي كان قريب نوعا ما من بيت أمير …
رن أمير جرس المنزل ليخرج لهما شاب يافع في الخامس عشر من عمره …ابتسم الشاب وقال:
-ازيك يا أسطي أمير وحشتني…
-وأنت كمان يا عمرو ازيك …
-الحمدلله يا أسطى …
وما كاد أمير يسأله عن شقيقه حتى خرج شاب في أواخر العشرينات تقريبا ….وسيم الشكل …عينيه عسلية ووجهه مزين بلحية سوداء خفيفة بشوش الوجه …مبتسم دائما …
-شيخ أمجد ..
قالها أمير وهو يصافحه ..ابتسم امجد وقال:
-عاش من شافك يا أمير ..اخبارك يا راجل وحشتني …
ثم صافح.ياسين أيضا وقال:
-اتفضلوا على أوضة الجلوس وانا دقيقتين وهلحقكم بإذن الله …
ثم وجه كلامه لشقيقه :
-عمرو دخلهم اوضة الجلوس وقول للجماعة يعملوا ليهم حاجة يشربوها بسرعة يالا …
هز عمرو رأسه وقال:
-حاضر …
ثم وجههم لغرفة الضيوف ….
تطلع ياسين الى الغرفة ذات التصميم البسيط بإعجاب …كان المنزل بسيط صحيح ولكنه دافئ …تشعر فيه بالسكون…جلس ياسين على الاريكة وانتظر هو وأمير بصبر خروج الشيخ أمجد …نظر ياسين الى امير وقال:
-متأكد أنه هيقدر يساعدني يا أمير …
هز أمير رأسه وقال:
-اكيد يا باشمهندس … الشيخ أمجد بإذن الله هيحل مشكلتك …
-اتمنى كده ..
قالها ياسين ولكن داخلها لم يكن مقتنعاً أيضا …أنه يجد ان الأمر يصعب تصديقه …جوري لا تفعل هذا …هي ليست من هذا النوع ….
قاطع أفكاره دخول الشيخ أمجد مرتدياً قميصاً أزرق وبنطال جينز وبيده مسبحة إلكترونية …
نظر إليه ياسين بغرابة ثم أمال على أمير وقال:.
-متأكد أن ده شيخ يا عم الحاج ..ولا أنت جايبني عند دكتور نفسي …ده مش شكل شيخ …اومال فين الجلابية والسبحة الطويلة …
-أسكت يا باشمهندس الله يكرمك ….
صمت ياسين كما أخبره ليجلس امجد على الأريكة مقابلهم ويقول بوجه بشوش لياسين :
-اتفضل يا أستاذ ياسين كنت حابب تسأل عن ايه ؟!
-معلش يا شيخ بس عشان نعمر مع بعض يفضل تقولي يا باشمهندس ..معلش اللقب بتاعي مهم جداً بالنسبالي …
ضحك امجد وقال:
-سامحني يا باشمهندس ..طبعا عارف أننا كمهندسين متمسكين باللقب اووي …
توسعت عيني ياسين ليتمتم أمير له :
-الشيخ أمجد يبقى مهندس برضه يا باشمهندس
كان ياسين حقاً مندهش ولكنه لم يعقب وصمت قليلا بينما أردف امجد :
-ها يا باشمهندس ممكن تقولي ايه المشكلة اللي عندك؟!
تنهد ياسين وبدأ بقص له ما حدث بينه وبين زوجته ….
بعد أن انتهى ياسين من الكلام نظر إلي الشيخ أمجد ليرى رد فعله …كان الشيخ ملامحه منغلقة لا توضح أي شئ بينما كان ياسين يفرك كفه وهو ينتظر اي رد فعل منه …فالقلق أصبح يملأ قلبه …
-ها يا شيخ أمجد ايه رايك في الكلام ده تفتكر أن ده سحر ؟!
تدخل أمير ليقول أمجد :
-بصراحة الموضوع واضح جداً أنه سحر بس حابب اسألك شوية اسئلة كده هل انت بتعاني من نفس النفور اللي بتعاني منه زوجة حضرتك ؟!
هز رأسه وقال:
-لا أبداً ..
-طيب بتحس ان أحياناً بتحصل مشاكل من مفيش …
هز ياسين رأسه وقال:
-ايوة يا شيخ ..يعني صحيت من النوم فجأة مش طايقاني ومهما احاول اعرف ايه اللي مزعلها مني مترضاش تتكلم وكانت بتتعصب عليا …حصلت منها حاجات كتير اووي …مكنتش مصدق ان دي مراتي …
-طيب أنا هقرأ عليك وأشوف عندك حاجة ولا لا …
قرب يا باشمهندس …
اقترب ياسين من أمجد وجلس بجواره …وضع أمجد كفه على رأس ياسين وأغمض عينيه ثم بدأ يقرأ القرآن ….
بعد دقائق عديدة أنتهى من قراءة القرآن ثم قام بتحصينه ثم فتح عينيه وقال:
-الحمدلله أنت سليم مفيش حاجة فيك …بس محتاج كمان اشوف المدام بتاعة حضرتك ….
-هي سايبة البيت حاليا يا شيخ مينفعش تعرف من غير ما تشوفها …
ابتسم أمجد وقال :
-أنا بعالج بس بالقرآن يا باشمهندس ومقدرش اعرف ان كان فيها حاجة الا لما اشوف …حاول ترجعها بيتك …المهم تكون في بيتك عشان اعرف اذا كان البيت فيه مشكلة ولا لا واللي فيه الخير يقدمه ربنا …
نهض ياسين وقال:
-شكرا أووي يا شيخ ..
-العفو يا باشهمندس …
تردد ياسين قليلاً ثم قال :
-طيب يا شيخ انت اتعابك كام ..يعني عايز كام ….
-اتعابي انك تدعيلي دايما بصلاح الحال يا باشمهندس….أمير هيديكي نمرتي وابقى كلمني لما تجيب زوجة حضرتك للبيت ونحدد موعد نتقابل فيه …
-حاضر يا شيخ …
قالها ياسين ..ثم نهض أمير وهو يقول :
-السلام عليكم يا شيخ أمجد ..
-وعليكم السلام يا حبيبي ربنا يحفظكم …
ثم أوصلهما لباب المنزل …..
…..
-ها دلوقتي صدقت ولا لسه ؟!
قالها أمير وهو ينظر إليه فتنهد ياسين وقال:
-مش هصدق الا لما مراتي ترجع زي الأول واحسن يا أمير …الموضوع ده خانقني .
وضع أمير كفه على كتفه وقال :
-متخافش يا باشمهندس كل حاجة هتكون بخير بإذن الله …الشيخ أمجد انسان تقي وهيعرف يحل مشكلتك بأمر الله …متقلقش ده مضمون …
هز ياسين رأسه ثم قال فجأة:
-صحيح يا أمير هو ليه مبياخدش فلوس على الحاجة دي ..ده ممكن يحسن مستواه شوية ..
-هو بيعمل الحاجة دي لله وعمره ما بيطلب حاجة …حتى والده الشيخ منصور…كان شيخ كبير في الحارة دي وكان بيعالج بالقرآن ومكانش بياخد ولا مليم وبعدين الشيخ مش محتاج هو شغال مهندس في شركة مصر للطيران يعني اللهم بارك حالته مرتاحة …
عبس ياسين وقال:
-يعني مستواه ماديا كويس …طيب مفكرش ينقل لمكان أحسن من ده شوية…
عض ياسين لسانه بغيظ بسبب اندافاعه الغريب في الكلام إلا أن يبدو أن أمير لم يغضب منه بل ابتسم بلطف وقال:
-هو متعلق بالبيت ده ..ومتعلق بالحارة دي أووي فتلاقي أنه صعب يسيب بيته وحارته ويروح.بعيد …هو مرتاح هنا …
ابتسم ياسين وقال:
-فهمتك …
-مبسوط انك فهمت …المهم دلوقتي اعمل اللي قالك عليه وربنا يقدملكم الخير يارب ..
-يارب
…………
ودع ياسين أمير ثم استقل سيارته وانطلق بها وشعور بالإرتياح يتسلل إليه …يشعر أنه أخيراً سوف تنحل جميع مشاكله …صحيح لا يصدق الأمر بعد ولكنه شعر بالإرتياح عندما رأى هذا الشاب …فوجهه يوحي أنه رجل صالح …وجه بشوش …لا يعرف تقريباً العبوس …مبتسم بلطف ..كلامه يريح.القلب …يتمنى من كل قلبه ان يستطيع حل المشكلة …بتردد أخرج هاتفه من جيبه …لقد عرف أن ورد خرجت من المشفى …لقد خرجت وهو لم يفكر من الأساس أن يذهب إليها ..أو يطمئن عليها …فبعد ما قالته بالمشفى جعله يشعر بالنفور منها …لقد جرحت مشاعره حقاً ….تنهد وهو يفكر أن يتنازل تلك المرة من أجل إنجاح حياتهما سوياً …هو غير مستعد أبدا على التخلى عنها …لا يستطيع!!!
اتصل بهاتفها وهو يضع الهاتف على أذنه بينما قلبه يرتعش بقوة ….
……
في منزل ورد …
نظرت ورد إلى هاتفها ثم تأففت …هي لا تريد أن تتكلم معه الآن … لماذا يتمسك بها وهي لا تطيقه لتلك الدرجة ؟!
دعكت عينيها بتعب عندما أتت والدتها وقالت:
-تليفونك بيرن يا ورد …
-ايوة سامعاه …اعمله ايه يعني ؟!
نظرت إليها بصدمة ثم رأت هاتفها لتجد أن المتصل هو ياسين :
-ده ياسين يا بنتي ردي عليه !!
زفرت هي بضيق وقالت:
-معلش يا ماما مش عايزة ارد عليه …ممكن تردي عليه أنتِ وتقوليله اني نايمة …عشان خاطري مليش مزاج أكلمه …
نظرت إليها والدتها بعجز ولم تستطع أن تجادلها فالطبيب حذرها من ان يجهدها أحد …
امسكت الهاتف وردت عليه …
…..
ما أن انفتح الخط حتى قال دون أي مقدمات:
-ورد اجهزي يالا هعدي عليكي عشان نروح بيتنا …
حل صمت مرتبك من الجانب الآخر فعبس وقال بصوت جاد :
-ورد أنتِ سامعاني ؟!!
-أنا مش ورد يا بني …
كان هذا صوت حماته المرتبك …وأكملت بنبرة أكثر ارتباكاً :
-ورد نايمة يا بني …
ابتسم بسخرية وقال:
-انا عارف انها صاحية ومش عايزة تكلمني يا حماتي …بس عموما قوليلها تجهز عشان هترجع معايا النهاردة على البيت …ياريت يا حماتي تبلغيها بكده ..
-أمرك يا بني …
قالتها المرأة بلطف ثم أغلقت الهاتف …
أسرع ياسين من قيادته وقال:
-بس اشوف مشكلتك ايه يا ورد وأحلها وانا والله هرنك علقة كل يوم على اللي بتعمليه ده …ماشي اصبري ….
……
-رجوع ايه انا مش راجعة!!!
صرخت ورد بوجه والدتها بإهتياج وهي لا تصدق غروره …كيف ظن أنها ستعود معه؟!!!!ها وصل غروره لهذة الدرجة ؟!
-يا بنتي بس اسمعيني !
قالتها والدتها بتعب لترد ورد بعناد :
-لا قولت مش هرجع ويوريني هيجبرني أروح معاه ازاي !!
ثم جلست على فراشها وقالت:
-وانا اهو مستنياه اللي عامل نفسه فاندام …
هزت والدتها رأسها بيأس وقالت:
-ربنا يهديكي يا بنتي عشان شكلك هتجننيني معاكي !!!
…………
بعد قليل دق جرس المنزل …
-ياسين جه ..
قالتها والدتها بقلق لتهز ورد رأسها وتقول :
-اهلا بيه …اعمل ايه يعني ؟!
ثم أكملت العبث بهاتفها …
-ربنا يستر يارب ..
قالتها والدتها بنبرة مرتعشة ثم ذهبت نحو الباب وفتحته لتجد أمامها ياسين مبتسم بلطف وقال:
-ازيك يا حماتي ..
-ازيك يا بني اتفضل ..
قالتها بإرتباك فنظر إليها بإشفاق …فهي مجرد أم تريد أن تطمئن على ابنتها مع زوج جيد وأسرة دافئة ولكن ورد تتصرف وكأنها فقدت صوابها !!!
ابتعدت هي قليلا لكي تسمح.له بالمرور وقالت بصوت خافت :
-ورد جوا في اوضتها يا بني …
هز رأسه ثم اتجه لغرفة ورد وهو مستعد للغاية…سوف تعود معه اليوم … برضاها أو رغماً عنها!!!
….
شهقت ورد بقوة عندما اندفع ياسين إلى غرفتها وقال بصوت قوي:
-انا مش قولتلك تجهزي؟!
نهضت من فراشها بقوة وصرخت:
-أنت ازاي تدخل اوضتي بالطريقة دي ؟!هي زريبة يا بيه ..
-باشمهندس لو سمحتي …
قالها ببرود ولكن عينيه كانت ابعد عن البرود تماماً فنظراته الحارة مرت عليها في تقييم سريع…كانت ترتدي قميص قطني قصير بلا أكمام وسروال قصير لا يكاد يصل إلى ركبتيها …توقفت نظراته على ساقيها كالعادة ووقف لعده لحظات يتأملها …
-أنت بتبص على ايه يا بني آدم أنت !!!
صرخت بها وهي تجذب إسدال والدتها الكحلي الذي كان ملقي على المقعد بجانبها وارتدته…ثم أكملت :
-أنت فعلا إنسان مش متربي ..وبصاص …
ثم خرجت من الغرفة بأكملها غاضبة …
فقال بحيرة:
-وفيها أيه لما أبص على مراتي ؟!مش فاهم يعني !!!
ثم خرج من الغرفة وقال لورد الغاضبة :
-يالا عشان نمشي !!!هترجعي معايا يا ورد وده قرار نهائي ….يالا !!!
هزت رأسها وقالت:
-قولتلك قبل كده خلاص علاقتنا انتهت. .. طلقني يا ياسين …
شهقت والدتها وهي تضرب على صدرها وقالت:
-الشر برا وبعيد يا بت متقوليش كده …
ثم نظرت إلى ياسين وقالت:
-اعذرها يا بني ..بنتي عبيطة مش عارفة مصلحتها …سامحها على هبلها يا ياسين …هي هتروح معاك
-أمي أنا مش مجنونة !!!
صرخت ورد بإهتياج لترد والدتها وتقول:
-لا أنتِ مجنونة وعبيطة كمان روحي مع جوزك يالا …
-يالا يا ورد البسي عشان نروح !!ياسمين مستنيانا في بيت ماما !!
-مش راجعة …مش راجعة معاك يا ياسين أنا حرة ..خلاص مبقتش عاوزاك …
صرخت ورد في وجهه لينفخ هو ويقول بضيق:
-يا مصبر الوحش على الجحش يارب …يارب صبرني بدل ما أجيب طقم سنانها الأرض …
نظرت والدة ورد إليهما بتوتر وقالت:
-يا بنتي روحي مع جوزك بلاش غلبة …
-لا يا أمي مش هروح وخليه يمشي وجوده بيجيبلي ضيق تنفس …
ضغط على كفه وهو يحارب الرغبة في لكمها…لن يكون جيد أن يحـ طم فك زوجته ….
-يالا يا ورد ربنا يهديكي هنروح البيت …
-لا مش هروح ومش هتجبرني على حاجة يا أستاذ ياسين …
-باشمهندس ياسين لو سمحتي …
ثم اقترب منها وحملها بين ذراعيه …
-ياسين …
صرخت وهي تضربه على صدره إلا أنه قال وهو يتجه بها لباب المنزل قائلاً:
– لو كنتِ عنيدة فأنا أعند منك ….
ثم وجه كلامه لحماته:
هاجي اخد حاجاتها بعدين ….
-حاضر يا بني …
قالتها حماته ثم أسرعت إلى الباب وفتحته وسط جدال ورد مع ياسين …
خرج ياسين من المنزل ليجد جارة حماته الفضولية تخرج …تلك المرأة التي يبغضها كثيرا رغم أنه رأها مرتين فقط ولكن في تلك المرتين سألته حتى عن نوع سرواله !!
-ايه ده يا ياسين يا بني ؟!خلاص رجعت مراتك؟!
قالتها السيدة بفضول ..
-خلى مناخيرك في وشك يا حاجة !
قالها بإقتضاب ثم استمر في سيره غير عابئ بها أو بورد التي تضربه على صدره
….
بينما يقود السيارة كان يصفر وهو يشعر بالإنتصار بينما وجهها كان أحمر من شدة الغضب…الغبي اخذها من المنزل وهي ترتدي اسداا والدتها !! …نظرت إليه وجل ما أرادت فعله الآن ان تضربه…كيف يمكنه أن يكون مزاجه رائق بينما هي غاضبة ….
نفخت بضيق وقالت:
-ممكن تبطل تصفير صوتك وحش أووي …
هز كتفه وقال:
-حاصر هغني بدل.ما أصفر
وبالفعل بدأ الغناء بصوته النشاز …
انت لو كنت بتهتم
انت لو كان عندك دم
انت لو بتحس ياعم
هتعرف ايه اللى مزعلنى
م انت لو كنت بتهتم
وماليه عنيك كنت هتتلم
ده انت لو كنت بتفهم
متزعلنييش وتدلعنى
مخصماك
وابعد عنى انا مش طيقاك
سيبنى مش عايزه ابقا معاك
متورينيش وشك تانى
كان يغني وهو ينحني إليها فدفعته وقالت:
-ازاي حد بتفاهتك.يدخل كلية هندسة …ازاي …
رفع كفه له وقال:
-خمسة ..الله أكبر …
ثم ضحك تاركاـ اياها تشتعل من الغيظ!؟
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡.
عبس عدي للحظات وشعر أنه سمع بشكل خاطئ .. بالتأكيد هو سمع بشكل خاطئ. ..هذا لا يمكن أن يحدث ولكن بالنظر لملامح وجه موسى المتوترة عرف عدي أنه سمع بشكل صحيح فقال بصدمة:
-بتقول ايه يا موسى ؟!
ثم نهض وملامح وجهه تعصف بالغضب …ولكن موسى لم يتراجع بل قال بنبرة هادئة رغم الضجيج داخله’:
-قولتلك أنا بحب ليان …بحبها وعايز اتجوزها يا عدي !!!
-أنت اكيد مجنون … مجنون…انت ازاي تفكر في كده ازاي ؟؟!!دي اختي …اختي انت سامع !!!..
ابتلع موسى ريقه وانحفر التوتر على وجهه وقال:
-بحبها يا عدي …بحبها !!
-انا مش مصدق انك خنت ثقتي وحبيت اختي. مش مصدقك انك بصيت لها في يوم من الايام ..كان مفروض تعتبرها اختك وتحميها مش تحبها؟! وبعدين ليان مستحيل تقبل ولا أنا كمان …
-ليان بتحبني …
قالها موسى بقوة ليصرخ عدي وهو يضرب الطاولة بقوة :
-أخري …اخرس …بطل كدب ..ليان مبتحبكش !!!
-تقدر تسألها يا عدي …ليان بتحبني وانا بحبها …وكمان موافقة على الجواز
-أنت …إنت بتقول ايه ؟!
ردد عدي بذهول ليقول موسى بقوة :
-ليان بتحبني يا عدي …هي قالتلي انها بتحبني زي ما أنا بحبها !!!
-أنتوا ارتبطوا؟!
قالها بصوت مخيف…بينما النيران تندلع من عينيه…أراد موسى أن يكذب ولكن نظرات عدي كانت تلاحقه …هو لن يستطيع أن يكذب عليها بعد الآن…
-انطق يا موسى انتوا ارتبطوا…اتكلم ومتجننيش …قول أن ده محصلش …قول أني مكنتش غلطان لما حطيت ثقتي فيك !!!
أطرق موسى برأسه وقال:
-حاولت اقتل الحب اللي جوايا ليها …حاولت ابعد أو أنكر الموضوع …صدقني يا عدي حاولت كتير أبعد…حاولت مخونكش بس مقدرتش …مقدرتش يا عدي …أنا حبيتها …حبيتها اكتر من حياتي…حبيتها اكتر من اي حاجة في الدنيا دي كلها …أنا عايزها يا عدي …عايز اتجوزها!!
ضم عدي كفيه بقوة ليكمل موسى برجاء :
-شوف أنا عارف ان الماضي بتاعي مش مشرف …عارف ومتأكد من كده يا عدي …وطبعا ليك حق تخاف على اختك وانا مش بلومك…بس أنت صاحبي …صاحبي وعارف أنا بحب ازاي …وعارف اني مستحيل ازيف مشاعري….مشاعري ناحية أختك حقيقية وقوية …أنا مش ههرب من الحقيقة …كفاية هروب …أنا بطلبها منك في الحلال …
اقترب عدي من موسى….عينيه تندلع منها النيران …وفكه يهتز بإنفعال …كان في حالة غريبة ..ولثواني خاف موسى أن يقتله …فهو بدا مختلف تماماً عن ذلك الصديق الذي ساعده دوما !!!
-مردتش على سؤالي يا موسى انتوا ارتبطوا!!!
كرر مجدداً …نبرته باردة ولكن عينيه كانت رهيبة …الغضب الذي يسكن في عينيه اخاف موسى حقاً …
-ايوة يا عدي ..ارتبطنا بس والله …آه…
صرخ بقوة وهو يتلقى لكمة قوية من عدي
-أختي يا موسى …اختي !!!
صرخ عدي وهو يلكـ م موسى بقوة…أرجع موسى كفيه خلف ظهره وشبكهما ببعض كي لا يتهور ويدافع عن نفسه ضد عدي …
-ماشي مع أختي من ورايا وأنا اللي دخلتك بيتي !!!
صرخ عدي مرة آخرى وهو يلكـ مه بقوة أكبر …تراجع موسى للخلف من قوة الضر بة ولكنه ما زال محافظ على تشابك كفيه …
-أنا عايز أتجوزها يا عدي …أنا بحبها !!!
قالها موسى وهو ينظر إليه الد ماء تسيل من أنفه فلا يهتم بها …
أقترب عدي وامسكه من قميصه وصرخ:
-أخرس ..اخرس …انت ازاي تفكر اني هجوزك أختي ازاي !!! اختي لو اتجوزتك هتمو ت يا قيصر …ايه نسيت نفسك؟! ….
أغمض موسى عينيه بتعب ثم فتحهما مرة آخرى وقال:
-أنا هحميها…أوعدك هحميها بس متبعدهاش عني أنا مليش غيرها …
دفعه عدي وقال ببرود:
-كنت عرفت تحمى الأولى يا موسى …أنت فشلت ومحميتش مراتك أم ابنك وما تت هي وابنك بسببك …وأختي مش هخليها تواجه نفس المصير .. اطلع برا بيتي من النهاردة مش هخليك حتى تشوف ليان…وأنا قريب هجوزها للي يستحقها …برا يا موسى !!! …
-عدي متعملش كده …مدمرش احلامنا …أنا هحمي اختك …أنا عارف انك خايف عليها …عارف ان حياتي اللي فاتت مكانتش مشرفة بس انت اكتر واحد عارف قد ايه انا اتعذبت …وعارف اني حاولت احمي مراتي منهم ومقدرتش وعشت سنين شايل الذنب ده …فمش عدل انك كل شوية تفكرني بيه يا عدي …
لم يتراجع عدي ….صحيح موسى كان صديقه ولكن ليان اهم من اي شخص آخر …هي عائلته …من دمه …اخر ما تبقى له …هو ليس لديه احد سواها ولا يمكن أن يجازف بحياتها …
-أنت لو مكنتش بتثق فيا يا عدي مكنتش خلتني ابقى البودي جارد بتاعها …عدي متبعدش ليان عني وانا أوعدك اني هعمل المستحيل عشان أسعدها …وهعمل اللي هي عايزاه …عشان خاطري يا عدي …لو في يوم صداقتنا كان ليها معنى عندك وافق …
دفعه عدي وقال بقوة :
-صداقتنا انتهت من النهاردة يا موسى …أنت خاين ..خنتني في بيتي …ارتبطت بأختي من ورايا ومحترمتنيش وكدبت عليا …كل الحاجات دي يا موسى بتخليني اقولك. صداقتك دي واطلع من هنا أنا مش عايز اشوف وشك تاني هنا أبداً…قدامك عشر دقايق عشان تحضر شنطتك وهخلي الآم يوصلوك لحد بوابة القصر وطبعا هديك مكافأة آخر الخدمة …أنت برضه أنقذت اختي كتير وانا مش واطي عشان أنسى اللي عملته !
نظر موسى إلى صديقه بصدمة …لا يصدق أن عدي يفعل هذا …عدي يطرده.من منزله!!!لابد أن هذا حلم سئ …كابوس ربما … شعر موسى العالم يضيق به …أكثر ما كان يخشاه أن يبعده أحد عن ليان …فهو لن يستطيع أن يبتعد عنها أبداً…ولكن ماذا ظن ؟!هل ظن أن عدي سوف يوافق عليه …هذا مستحيل …هذا حلم بعيد المنال!!!
-يالا يا موسى امشي من هنا …ايه مسمعتنيش ؟!
قالها عدي بصوت بارد بينما يصوب نظراته النارية إليه …ابتلع موسى ريقه وهو عاجز تماماً عن اتخاذ أي رد فعل… لذلك انسحب بسرعة من الغرفة …وما أن ذهب موسى حتى جلس عدي على المقعد بينما يشعر الدموع توخز عينيها كان قلبه يعتصر من الألم ؛
-حتى انت يا موسى …حتى انت…الكل خدعني وأنت معاهم …يا خسارة فعلا !!
…..
وقفت ليان امام الغرفة بتردد. ..لا تعرف ماذا فعل موسى وماذا قال…ترى هل وافق ام غضب واعتبر أنهم خدعوه …تتمنى الا يكون شقيقها قد فعل شئ من شأنه يدمر سعادتها …
طرقت الباب بلطف لتسمع بعد برهة صوت موسى وهو يقول :
-أدخل..
دخلت بإشتياق لتراه ولكنها تجمدت فجأة وهي تجده يضع اشياؤه في الحقيبة …رمشت عدة مرات وهي لا تفهم ماذا حدث ولكن موسى كان مشغول ولا يبدو أنه سيجيب على اي سؤال الآن أغلقت الباب وولجت للغرفة وهي تقول :
-ايه اللي بيحصل يا موسى …بتلم هدومك ليه ؟!ايه اللي حصل ؟….
كانت تتكلم بسرعة …الخوف يعصف بها…..لا يمكن أن يفعل شقيقها هذا …لا يمكن أن يدمر سعادتها….اقتربت هي أكثر من موسى وأمسكت وجهه بين كفيها وهي تقول بينما الدموع تطرف من عينيها:
-موسى ابوس ايديك قولي ايه اللي حصل …ليه بتلم هدومك ؟!انت قولت رايح تطلبني من اخويا فأيه اللي حصل !!
أمسك كفيها وابعدهما عن وجهه ثم قبلهما بالتتابع …كان يغمض عينيه وهو يقبل كفيها بعاطفة شديدة …سوف يبتعد عنها وهذا الشعور قاسي …انه يشعر وكأن قلبه سوف يخرج من صدره…يشعر بالإختناق …الموت !!!مشاعر سلبية للغاية تعصف به …تمنى ان يتفهمه عدي …ان يثق به ..ويعرف كم هو يحب ليان حتى اكثر من حياته ولكن رد فعل عدي كان قاسي وهو لن يلومه فهو أخطأ أيضا بحقه …
كان يودعها ..انها تشعر بهذا وبينما يقبلها بتلك الرقة كانت الدموع تطرف من عينيها بقوة فاندفعت بين ذراعيه وعانقته بقوة وهي تبكي بصوت مرتفع …تبكي وهي تتمسك به وتقول :
-متسبنيش يا موسى …ابوس إيديك متسبنيش أنا ممكن أموت فيها …
احتشدت الدموع بعينيها وهو يشدد من احتضانها …انها حياته فكيف يتركها …سوف يموت في اليوم مائة مرة بدونها …حبيبته الصغيرة من ادخلت الحياة لقلبه المظلم…
ابتعد عنها وهو يحاصر وجهه ..دموعه تكسر حاجز تماسكه وتنساب على وجنته القاسية ويقول :
-بتثقي فيا يا ليان ؟!
هزت ليان رأسها بقوة وقالت بصوت مختنق :
-اكتر مما تتخيل …بثق فيك جدا …
ابتسم بحب وقال :
-يبقى خليكي واثقة اني هرجع قريب وهتجوزك ومفيش حد هيقدر يفرق بيننا …ده وعدي ليكي …
-متمشيش يا موسى …خليك هنا ونفذ وعدك …قلبي واجعني اووي وانا شايفاك سايب وماشى …أنا هكلم اخويا متقلقش…اخويا مش هيستحمل يشوفني زعلانة …اكيد هيرجعك لما يشوف قد ايه انا بحبك وانت بتحبني …بس متمشيش يا موسى …عشان خاطري متمشيش !!
تنهد موسى وهو ينظر إليها ثم قبل رأسها وقال بأسف :
:ياريت اقدر يا ليان ..بس مقدرش…مقدرش ابقى وعدي مش عاوزني …ليان أنا هرجع وهقنع اخوكي متصعبيش الموضوع عليا ….
كادت أن تقاطعه ولكن طرقة خافتة على الباب اوقفتها …اقترب موسى من الباب وفتحه قليلا وهو ينظر إلى أحد أفراد الأمن المنتشرين على بوابة القصر وقال:
-أستاذ موسى يالا عدي بيه قالي اوصلك لحد بوابة القصر وادالك دوول …ثم مده بظرف د به مال …
-ثواني وهحصلك حاضر ..
قالها موسى مبتسما فهز الرجل رأسه وغادر بينما اقترب موسى من ليان وجذبها ليقبلها بقوة على رأسها ودموعه تنساب من عينيه بالتوازي مع دموعها وقال بصوت أجش:
-هتوحشيني يا ليان…هتوحشيني اووي ….
نشيج حار هرب من بين شفتيها …أرادت التمسك به وإن تتوسل إليه ألا يتركها ولكنها عجزت عن هذا …..
ابتعد موسى عنها ومسح دموعها ثم أسند الظرف الملئ بالمال على منضدة الزينة الخاصة به وغادر الغرفة …جلست ليان على الأرض وهي تبكي
بعنف …تشعر وكأن أحدهما اقتلع قلبها من صدرها والشعور كان قاسي …قاسي للغاية !!!
…..
بعد قليل …كانت تنزل الدرج بغضب …بسببه خسرت من تحب …ولجت الى مكتب شقيقها من دون إذن …نظر إليه عدي بدون اهتمام وقال :
-عايزة ايه يا ليان ؟!
-انا اللي عايزة اعرف انت عايز ايه مني ؟!ليه الإنسان اللي بحبه طردته من البيت …انت مين عشان تقرر أنا اتجوز مين أو متجوزش مين …انت انسان متسلط وانا بكرهك وهتفضل كده دايما يا عدي لوحدك مش معاك حد ….انبسط بعزلتك وأبعد كل الناس عند وبعدين عيش حياتك وحيد من غير ما يكون جمبك أي حد ..وانت اللي هتندم في الآخر

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-لا !!!
صرخت بقوة وهى تلقي القداحة بعيداً …وقعت على الأرض وهي تمسك الشيكات بقوة …لا تستطيع أن تفعل هذا …تلك ستكون خيانة كبيرة له ستشمئز من نفسها إن فعلت هذا ….
-يارب اعمل ايه يارب …اعمل ايه ؟؟!أنا عايزة ارجع لحياتي …عايزة ابطل كدب …ساعدني يارب …ساعدني ..أنا مقدرش اعمل في عدي كده ..هو اداني ثقته مقدرش اخونها بالشكل ده …اعمل ايه عشان اريح ضميري من ناحيته …اعمل ايه …..
نهضت وهي تمسح دموعها بقوة ….هي لن تخونه مرة آخرى …لن تكسره أكثر من هذا ..ستخبره الحقيقة ..حتى لو طردها …حتى لو سجنها …لن تتراجع الآن …ستحذره من شريف …وستطلب منه الغفران …..
اغلقت هاتفها نهائيا ثم مسحت دموعها وخرجت من الغرفة متجهة الى مكتب عدي وفي خلال اقترابها من المكتب سمعت صراخ ليان به …أغمضت عينيها بتعب يبدو أن الوقت غير مناسب أبداً لإخباره بالحقيقة …كادت أن تتراجع كالجبانة مثل كل مرة ولكنها صممت الآن أن تنتظر للآخر …ستخبره الحقيقة اليوم ولن تتراجع ابدا ….هو يستحق أن يعرف حقيقتها …يستحق أن يعيش حياة بدون كذب !!!
بعد دقيقتين …
خرجت ليان وهي تمسح دموعها بينما الغضب يعصف بها…شعرت جواهر بالخوف …واحست بقدميها ترتجفان بقوة لدرجة أن كل واحدة منهما تصطدم بالآخرى ….
-يخربيت الهيبة اللي عنده مخلياني خايفة زي الصرصار….
حسمت أمرها وهي تدخل للمكتب ….كان هو جالس على مكتبه…يدعك عينيه بتعب …كان يظهر عليه البؤس…شعرت بالحزن وهي تراه بتلك الطريقة …هو أبداً لا يستحق تلك المعاملة …لا يستحق أن يخدع!!!
-عدي؟!
قالتها جواهر بلطف …رفع عدي رأسه ونظر إليها بنظرات فارغة بينما الألم يعصف به…ها قد أتت الكاذبة الكبرى …تلك التي حطمت قلبه وأحرقت روحه …لن يسامحها أبداً …
-أنت كويس يا عدي …
ابتسم بسخرية مريرة وقال:
-مالي يعني شايفاني مجنون!! أنا كويس الحمدلله…
-صوت ليان كان عالي ليه ؟!حصل حاجة ؟!
-اكتشفت أنها مرتبطة بموسى ….
توسعت عيني جواهر بقوة وارتبكت ….كان عدي ينظر إليها جيداً …ينتبه لكل حركة من حركاتها …نظرت جواهر إلى عدي بثبات تُحسد عليه وقالت :
-وعملت ايه ؟!
مط شفتيه وقال:
-عملت ايه يعني؟!طردته من هنا ولما ليان عرفت زعلت …
-أنت طبعا مش هتتقبل أن اختك ترتبط بالبودي جارد بتاعها …
نهض من مكتبه واقترب منها وقال:
-لا الموضوع مش كده …لو جه من البداية وكلمني كنت هوافق … موسى صديق ليا مش مجرد عامل عندي…بس انا بكره الكذب والخيانة يا عبير بقرف منهم …والإنسان اللي يخوني بطرده من حياتي من غير رجعة ..زي موسى كده …وزي كارمن قبله …أنا للاسف مبعرفش اسامح …
-ليه بس ده المسامح كريم …
قالتها والخوف داخلها يتصاعد إلا أنه ضحك وهو يلعب بشعرها وقال :
-للاسف أنا معنديش الصفة الكريمة دي …أنا مبعرفش اسامح أبداً…أنا طيب يا عبير …وممكن اكون ساذج شوية وبثق في الناس بسرعة بس غضبي وحش ومبعرفش اسامح أبداً…وللاسف كل اللي حواليا دلوقتي بعدوا عني …موسى خانني وطردته واختي قالتلي في وشي أنها بتكرهني واني انسان متسلط ووحيد وعايز الكل يبقى زيي ..وتتمنى انها تمشي من هنا عشان متشوفش وشي تاني …يعني قالتلي شوية كلام صعب بصراحة …يظهر اني رقم اتنين في حياتها أو ممكن مكونش في حياتها أصلا !!!..يظهر اني مش مهم في حياة اي حد !!!
-أنت مهم في حياتي !
قالتها بسرعة …بلهفة ..وبنبرة صادقة تماماً!!
نظر عدي الى عينيها ..تلك العينين السوداء التي تحمل براءة لا تصدق ….بينما شفتيها ترتجفان بإبتسامة رائعة
مد كفه ومرره على وجنتها وقال:
-بجد يا بيري …أنا مهم في حياتك للدرجادي ولا بتقولي كده عشان اديتلك الشيكات …
هزت رأسها بقوة وقالت:
-لا والله مهم…
ابتسم عدي ثم قبل رأسها وقال :
-وانتِ مهمة عندي اووي يا بيري …أنا بحبك …
اهتزت دقات قلبها وهي تنظر إليه بحب …فقط ليظل هكذا عندما يكتشف أمرها …عندما تخبره بكل شئ!! هل سيظل يحبها حتى ذلك الوقت !!….
انسابت الدموع من عينيها وهي ترى الحب الصافي في عينيه…هي لا تستحق هذا الحب لا تستحقه أبداً …يجب أن تخبره الحقيقة …صوف تكون ملعونة لو تراجعت اليوم !!
ابتعدت قليلا ثم أخرجت من جيبها شئ ما وأعطته لعدي ….نظر عدي الى الشبكات وهو يصطنع الحيرة وقال:
-ايه ده يا بيري ؟!
-دي الشيكات اللي كنت ماسكها على شريف ..خدها يا عدي أنا مش محتاجاها ….
نظر إليه بجمود وقال:
-ليه؟!دي شيكات والدك…ده اللي كنتِ مستنياه يا بيري .. ازاي عايزة تتخلي عنه …فيه حاجة حصلت …؟!
-انا فيه حاجة عايزة اعترفلك بيها !!
قالتها جواهر وهي تفرك كفيها بتوتر ليرد هو :
-ها قولي اعترفي يالا …
انسابت دموعها وشهقت وهي تكتم شهقاتها من بين شفتيها ..
-انا مستني !!!
قالها هو ببرود لتنظر إلى عينيه وتقررر أن
طرفت الدموع من عينيها وهي تنظر إليه …لو استمرت هكذا سوف تبكي وان تستطيع الكلام أو أخباره الحقيقة. .حاولت تهدئة نفسها وهي تنظر إليه وتجده متحفز لشئ …..
-عايز اعرف ايه المشكلة يا بيري …ليه مش عايزة تقبلي الشبكات …دي حرية أبوكي …هيزعل اووي لو عرف اني عرضتهم عليكي وأنتِ رفضتي تاخديه …ابوكي عمل المستحيل عشان ياخد الشيكات دي ودلوقتي حايلاك على طبق من دهب ومش عايزة تاخديهم …ممكن افهم ايه السبب لاني بدأت تجيلي افكار غريبة …
ابتلعت ريقها ليقول بصوت مرتفع نسبياً:
انطقي يا بيري ليه مش عايزة تاخدي الشيكات. .. انطقي!!!
أجفلت وهي تتراجع للخلف ..قلبها يدوي داخل صدرها …هو لا يعرف الآن كم يخيفها!!!…هي ترتعب منه الآن …انطقي يا عبير فيه ايه ؟!!
-انا مش عبير !!!
صرخت بها فجأة …ثم.كتمت انفاسها وهي تراقب رد فعل لتنصدم بالفراغ …لا شئ …لا يبدو. عليه الصدمة ولا أي. شئ…ولكن هذا لم يمنعها من ان تكمل اعترافها فقالت:
-انا مبقاش عبير شريف …أنا ابقى جواهر…جواهر رشوان …أنا اتجوزتك مكان عبير ….
ثم بدأت تقص عليه كل ما حدث !!!
….
بعد قليل ..
-ألف ولا الفين ولا عشرة ..
قالها بصوت متجمد لتقترب منه وتمسك كفه وهي تبكي بعنـ ف :
-عدي ارجوك اسمعني .
ولكنه شد كفه ومرره على وجنتها وقال:
-قوليلي يا جواهر شريف بيه اداكي كام عشان تخد عيني ؟!أكيد المبلغ كبير شامل طبعا أجرة انك تبقي عشيقته !!!
بهتت جواهر بقوة وقالت:
-حرام عليك بتقول ايه ؟! …
ابتسم ببرود …عينيه كانت فارغة ..لم يكن هناك أي مشاعر بها وهي اختنقت …اختنقت بقوة وهي تبحث عن حبه المزعوم لها ولا تجده
-قوليلي دفعلك كام عشان تبقي عشيقته مستعد ادفعلك الضعف وتبسطيني شوية …
تراجعت للخلف وهى تتلقى الطعنة بقلبها إلا أنه نظر إليه بإشمئزاز وقال:
-بس بصراحة انتِ أرخص من أن ادفعلك حتى ربع جنيه….أر خص من اني اضيع معاكي وقتي اصلا فيالا يا حلوة اطلعي برا وقولي لعشيقك ان أبواب جهنـ م اتفتحت في وشه ..يالا …
-عدي ابوس ايديك اسمعني بس هو هد د….
-بقولك يالا …
صرخ بقوة في وجهها ثم اقترب منها وهو يمسكها من ذراعها ويجذبها خلفه ….خرج من باب القصر وأخذ يجرها حتى انفتحت بوابة القصر آليا ثم دفعها للخارج وقال:
-روحي لعشيقك يا ر خيصة !!
ثم انغلقت البوابة ومن حسن حظه لم ترى تلك الدمعة التي تساقطت من عينيه …لقد قتلته بالفعل !!

كانت جواهر جالسة على الأرض عينيها متوسعة بقوة والدموع تنزل تباعاً ..لقد تدمر كل شئ…لقد طردها من حياته…طردها للأبد …شعرت ان قلبها ينسحق داخل صدرها …أرادت البكاء …الصراخ …أرادت ان تصرخ بإسمه لكي يدخلها هي لن تستطيع أن تعيش بدونه ..ستموت ..انها تحبه كما لم تحب أي احد من قبل …
-عدي …عدي سامحني يا عدي …
أخذت تكررها وهي تبكي بعنف …ليتها لم تفعل هذا …ليتها اخبرته الحقيقة من البداية …ان ما يؤلمها اكثر من خسارته انه قد تحطم قلبه على يدها ورغم ادعاؤه البرود كان يمكنها رؤية التحطم بداخله !!!..
نهضت وهي تبكي بعنف وتستدير ذاهبة الى منزلها…لقد خسرت المعركة والآن هي في انتظار حكم الإعدام على يد من احبته بقوة …ولكن لن تلومه أبداً…فما يفعله هو رد فعل لما فعلته هي ….
أخذت جواهر تسير في الطرقات بينما تشعر ان الأرض تميد بها وسوف تقع في أي وقت …وبالفعل اثناء سيرها تعثرت في حجر كبير ووقعت ….أمسكت ساقها المصابة وانفجرت مرة آخرى في البكاء …اقترب منها شاب يافع وهو يقول بخوف :
-يا آنسة ..أنتِ كويسة تحبي اوديكي المستشفي ؟!
هزت جواهر رأسها دون ان تنظر إليه وقالت:
-مش عايزة شكرا أنا كويسة …
لم يعقب الشاب بعد ذلك واستدار ذاهباً…بينما بقت هي تكمل بكاؤها !!…أخرجت هاتفها لكي تتصل بها …تريد ام تتكلم مع أحد والا سوف تموت …نهضت من وسط الشارع وجلست على احدى المصاطب …اتصلت بها ثم وضعت الهاتف على اذنها وهي تمسح الدموع التي تلطخ.وجهها …تتمنى أن ترد عبير عليها ولا تخذلها …حقاً قلبها لن يتحمل خذلان أكثر من هذا …
ردت اخيراً عبير على الهاتف لتبتسم جواهر ابتسامة خفيفة وصوتها يتسرب لأذنيها ..
-جواهر ازيك ؟!
قالتها عبير بلطف ليختنق صوت جواهر وهي تقول:
-انا مش كويسة خالص …مش كويسة خالص يا عبير !!
-جواهر …جواهر مالك يا حبيبتي ..
قالتها عبير بصدمة وهي تسمع نبرة صديقتها بذلك اليأس ….
-عدي ..عدي عرف كل حاجة يا بيري…أنا اتدمرت !!عدي رماني في الشارع يا بيري ..مبقاش يحبني …شايفني .دلوقتي واحدة رخيصة خدعته …مش هيسامحني أبداً على اللي عملته يا عبير …ده.كمان ممكن يحبسني …عدي رشيد مستحيل يسامح اللي خدعه …وانا من ضمن اللي خدعوه …
كانت دموع عبير تنساب من عينيها وهي تسمع صديقتها تهذى…قلبها يؤلمها عليها …المسكينة أحبت عدي …أحبت المستحيل …
-جواهر …
قالتها عبير بنبرة مختنقة ثم أكملت :
-أنا اسفة يا جواهر اسفة اني لخبطلك.حياتك بالشكل ده …أنا اسفة سامحيني جواهر ….
لم ترد جواهر بل زلت تبكي …قلبها يؤلمها …ليس بسبب الخوف على نفسها بل هي تخاف ان ينفيها عدي للأبد خارج حياته ويرفض ان تقابله…يفعل معها كنا فعل مع كارمن …هذا التفكير يرعبها بقوة….
-عبير أعمل ايه …أنا مش عايزة اخسره …وهو أكيد هيبلغ عني البوليس. لو هو معملهاش أبوكي هيعملها …أنا خايفة اووي يا عبير ..قوليلي أعمل ايه ؟!أنا تايهة…لأول مرة مش عارفة أعمل ايه !!!لأول مرة احس اني فاشلة مش عارفة أتخذ ولا ابسط قرار …قوليلي أعمل ايه يا عبير أنا ضعت خلاص!!…
-انا هتصرف يا جواهر …هتصرف
وكان هذا وعد من صديقتها
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان يجلس على مكتبه بتوتر …منذ أن اتصلت به السيدة ماجدة بالأمس وأخبرته أنها تريده في أمر هام يخص رانيا وهو يشعر أنه مبعثر للغاية …ترى ماذا تريد منه وما بها رانيا ؟!!
طرقة خفيفة على مكتبه أخرجته بقوة من شروده فهو أخبر العاملين بالمشفى أن يدخلوا السيدة ماجدة بسرعة ما أن تأتي …
-اتفضل .
قالها بتوتر وهو يقف …ولجت ماجدة للمكتب وهي تبتسم ابتسامة ودودة ليحيى …لا تعرف كيف تجرأت وأتت ولكنها لن تقف مكتوفة اليدين وهي تراقب انهيار رانيا وسوف تصمت …هي يجب أن تساعدها حتى لو كانت رانيا سوف تغضب منها لاحقاً!!
-ازيك يا دكتور يحيى …
قالتها ماجدة بلطف …
-اهلا يا استاذة ماجدة …اتفضلي ارتاحي.
جلست ماجدة على المقعد المريح وهي تفرك كفيها بإرتباك شديد …لا تعرف من اين تبدأ كلامها …هل لو طلبت مساعدته سيفهم الموضوع بشكل خاطئ تماماً …أم هل سيظن أن رانيا فتاة سيئة تريد استغلال حالتها …كانت ماجدة مرتبكة وحائرة ولكنها لا تستطيع أن ترى رانيا محطمة دون أن تفعل أي شئ لتساعدها!!
-اتكلمي يا استاذة ماجدة .
قالها يحيى بلطف وهو يبتسم …لا يعرف لماذا ولكنه شعر أن الموضوع خاص برانيا تلك المرة …
خفق قلبه بقوة من تلك الفكرة …عبس وهو يفكر أن مرور اسمها فقط على عقله يتسبب في خفقان قلبه بشكل لا يصدق ….
-اسناذة ماجدة اتكلمي كنتِ عايزة تقولي أيه ؟!…
ابتلع ريقها وقالت:
-الموضوع بخصوص رانيا يا بني ..
كتم أنفاسه بصعوبة وازداد معدل خفقان قلبه وهو يسمع إلى الاسم الذي تاق إليه …الاسم الذي أصبح يفكر فيه بطريقة غريبة….
سيطر على نفسه وعلى انفعالاته وقال :
-خير مالها انسة رانيا …فيها حاجة …
تنهدت السيدة ماجدة وقالت:
-من يومين امها دخلت المستشفي يا دكتور وللاسف الدكتور قال لازم يتعملها عملية فوري ..وطبعا هي مش عندها الأمكانيات المادية اللي تخليها تعمل العملية دي … وطبعا عشان كده عمها جالها المستشفي وعرض عليها انها لو عايزة تعالج أمها وتأخد فلوس منه تتجوز راجل عنده خمسة وخمسين سنة !!!
اتسعت عيني يحيى بصدمة بينما شعر بالغضب يتصاعد داخله …كان لا يصدق حقارة عمها …كل ما أراد فعله أن أن يحطم وجهه ..لكنه تمالك نفسه وهو يوجه اهتمامه للسيدة ماجدة فهي التي تعرف اخبار رانيا بعد ما منعته بنفسها من أن يتتبعها لأن هذا يضايقها وهو احترم قرارها لم يرغب أبداً بالضغط عليها ،
-خمسة وخمسين سنة ؟!ده مجنون ده ولا ايه ؟!وازاي يعمل في بنت اخوه كده ؟!فين الشهامة والمرؤة بتاعته؟!وبعدين دي من دمه …ايه هو مش راجل خالص كده …
هزت السيدة ماجدة رأسها بأسف وقالت:
-للاسف يا بيه هو مش راجل أبداً …انسان معندوش احساس ولا دم …عايز يدمر حياة البنت المسكينة وخلاص …بس رانيا جدعة وقفته عند حده …لحد دلوقتي فاكره هي عملت فيه ايه كويس …
……..
-عايز تجوزني راجل عنده خمسة وخمسين سنة يا راجل يا عرة…انت فاكر نفسك مين يا عرة الرجالة انت ؛!!
صرخت بها رانيا بوجهه ليزعق هو بها :
-ما تحترمي نفسك يا بت انتِ…فاكرة نفسك مين …فعلا متربتيش…اخويا مات قبل ما يربيكي وامك …
-بس أخرس اخرس …أنا برضه اللي متربيتش يا راجل يا عرة …باللي كل شوية تذلني بورث ابويا ومش عايز تدهوني الا لما اتنازل واتجوز العرسان العرة اللي شبهك اللي انت بتجيبهم ….
رفع عمها رأسه عاليا وقال:
-أنتِ فعلا متربتيش …اخص على تربيتك …خليكي كده يا أختي …شوفيها. هي بتموت وحطي جذمة في بوقك …ومتجيش تترجيني عشان ادفع.فلوس العملية لاني وقتها هضربك بالجزمة!!
ثم تركها وذهب لتجلس رانيا على المقعد بإنهيار ودموعها تنسكب على وجهها …شدت السيدة ماجدة على كتفها وقالت :
-بإذن الله تتيسر يا بنتي ربنا مبيسيبش حق حد ابداً….ربنا هيقف معاكي وبإذن الله أنك تقوم بالسلامة بس انتِ متعيطيش …متستسلميش يا بنتي …أوعي تستسلمي !!
نظرت رانيا الى السيدة ماجدة بتعب وقالت:
-مش قادرة يا خالتي ..حاسة نفسي تعبانة …حاسة ان خلاص كل الابواب اتقفلت في وشي …أنا تعبت !!
– باب ربنا دايما مفتوح ليكي …بس أنتِ قولي دايما يارب …
هزت هي رأسها وقالت
يارب…يارب يا خالتي …
……
انتهت السيدة ماجدة من قص ما حدث لتجد.يحيى ينظر إليها بتركيز…تنحنحت وقالت بإحراج؛
-انا محرجة منك وانا بطلب الطلب.ده …بس ممكن تساعد رانيا تعمل عملية امها ان شالله حتى على نفقة الدولة البنت منهارة خالص يا دكتور …بقت صعبانة عليا …
هز يحيى رأسه وقال :
-اكيد هساعدها ..متقلقيش يا أستاذة ماجدة أنا هتصرف في الموضوع ده …وانتِ ارتاحي …
………..
-ايه اللي حصل يا تحية ؟!
قالها أمير وقلبه يخفق بقوة بينما يلج إلى المنزل فقالت تحية بتوتر :
-والله ما اعرف يا اخويا جالها اتصال ومن وقته وهي في الحالة الغربية دي شغالة تعبك وانا حاولت أهديها ومش قادرة خالص واخر حاجة دخلت الاوضة وقفلت عليها الباب!! ..اتصرف يا أمير البنت قطعت قلبي …شوف مالها!!
هز أمير رأسه وهو يطرق بابا الغرفة الموجودة بها عبير ….
انتظر بصبر حتى تفتح له وعندما لم تفتح طرق الباب مرة آخرى وانتظرها تفتحه …لم يفقد أعصابه عليها ولم يأمرها أن تفتح الباب بالفور بل ظل منتظرا بلطف أن تفتح له الباب وبالفعل بعد لحظات فتحت له عبير الباب …تجمد أمير مكانه وهو ينظر إليها بصدمة…كان وجهها احمر والدموع تلطخ وجهها ..شهقاتها تمزق قلبها …في ذلك الوقت أراد حقاً ام يضمها كي يخفف عنها ولكنه أطرق برأسه واستغفر ربه وهو يقول بينما نظره مثبت على الأرض :
-ايه اللي حصل يا عبير ؟!مالك؟؛ايه اللي قلب حالك بالشكل ده ممكن أعرف ؟!
انفجرت الدموع من عينيها مرة أخرى ليرتبك هو ويتوقف عقله عن العمل …ماذا يفعل لكي يخفف عنها قليلاُ …هو حقا لا يعرف !!!…يؤلمه أن تكون في تلك الحالة ويكون هو عاجز عن مساعدتها …فقط لو تخبره بالذي حدث لعله يساعدها!!
-عبير طيب قوليلي ايه اللي حصل عشان نعرف نساعد بعض ونحل المشكلة ممكن؟! نظرت عبير إليه وهي تشعر ان قلبها يتمزق من الألم وقالت :
-جواهر ..
-مالها جواهر …
قالها أمير بتوجس لترد عبير:
-عدي كشف الحقيقة والمسكينة اتطردت واحتمال كمان تتحبس …أعمل ايه يا أمير ..اساعدها ازاي …أنا عقلي واقف وهي صعبانة عليا …دب اتصلت بيا وفضلت تعيط…جواهر دي هي اللي ساعدتني عشان اهرب من جحيم بابا …مفكرتش في نفسها وساعدتني كتير وانا لازم اساعدها يا أمير …لازم بس مش عارفة اساعدها ازاي …اساعدها ازاي!؛
-طيب يا عبير ممكن تهدي ؟!
قالها أمير برفق …

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط