الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 41 و 42

الفصل الواحد والأربعون(بداية النهاية)
للألم نهاية بالتأكيد …في يوماً ما ستزين السعادة وجوهنا …يوماً ما سنضحك من قلوبنا وستضمد روحنا المنكسرة .)
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في سيارة الأجرة …
كانت الدموع تنساب من عيني عبير وهي تقول بإختناق :
-يا حبيبتي يا حبيبتي اتصلت بيا كتير وانا كنت قافلة الموبايل …المسكينة كانت لوحدها …واحتاجتني وانا مكنتش موجودة …
كان أمير ينظر إلى عبير وهو يشعر بالذنب …فهو من طلب منها أن تغلق الهاتف كي لا يزعجهم أحد …ليته لم يفعل هذا …الذنب كان يقتله حرفيا بسبب ما حدث مع جواهر …المسكينة اضطرت أن تواجه موت والدتها بمفردها….اضطرت أن تعيش تلك اللحظات المروعة بمفردها…..اضطرت أن تعيش حزنها بمفردها …لن تسامح عبير نفسها على هذا ….
اخيرا وصلا إلى الحي التي تسكن به ترجلت عبير من السيارة مسرعة وهي تضع كفها على قلبها بينما ترى صوان العزاء….انفجرت الدموع أكثر من عينيها …صحيح هي لم ترى سوسن منذ زمن طويل ولكنها تتذكر كم كانت سيدة طيبة وجميلة…
أسرعت للمنزل ورأت العديد من الناس التي لا تعرفهم ومن بينهم كان عدي …اقتربت منه لاهثة وهي تقول :
-جواهر …
نظر عدي إليها بحزن وقال:
-قاعدة في الاوضة ..مش عايزة تخرج ولو حد دخل بتمشيه …أنا مش قادر اشوفها في الحالة دي …عايز اساعدها بأي طريقة ومش قادر يا عبير …ومش عارف اعمل ايه …
مسحت عبير دموعها وقالت بإختناق؛
-انا هشوفها متقلقش …
ثم ولجت للغرفة …
صوبت نظراتها إلى جواهر الجالسة على الفراش وهي ترتعش بقوة …لا أثر للدموع بعينيها فقط شاخصة عينيها في الفراغ …
عضت عبير على شفتيها بإنفعال وهي تحاول ألا تبكي ولكنها فشلت إذ خرجت شهقتها بقوة من شفتيها بينما الدموع تنفجر من عينيها أكثر وهي ترى صديقتها القوية في تلك الحالة …
اقتربت عبير من صديقتها وضمتها بقوة وهي تقول من بين شهقاتها :
-انا اسفة …اسفة يا جواهر …اسفة…
لم.تصدر جواهر اي رد فعل بل ظلت شاخصة بعينيها …
-جواهر …جواهر ردي عليا ارجوكي …
كانت تتكلم عبير وهي تبكي ولكن جواهر ترفض الكلام …
-جواهر أنا اسفة …اسفة اني اتأخرت سامحيني …بس ردي عليا أنتِ بتقلقيني كده ….
-ماما ماتت …
خرجت تلك الكلمات من فمها بنبرة تائهة …
نظرت جواهر بشرود إلى عبير وقالت:
-ماما ماتت …أنا كنت فاكرة أن ده كابوس ..بس طلع حقيقة…أنا نومت على أمل اصحى والاقيها موجودة بس لا مكانتش موجودة …عدي حاول يفهمني….حاول يرجعني لعقلي بس انا رفضت …قولت مستحيل تسيبني …ازاي تسيبني وانا مليش غيرها ؟! مش ممكن يكون ده كله كابوس …
شهقت عبير وهي تبكي وتضمها أكثر لتكمل جواهر :
-انا مودعتهاش حتى …محضنتهاش آخر مرة …افتكرت أن ده كابوس ونومت…الناس حاولت تصحيني عشان أودعها وانا رفضت …أنا اخترت اهرب …أنا مش كويسة …مكنتش جمب امي لا في تعبها ولا حتى لما ماتت …أنا بختار الهروب دايما أنا مش انسانة كويسة يا عبير …أنا اذيت ماما …
-ششش ..اهدي …اهدي …
هزت رأسها وقالت:
-انا نفسي اشوفها يا عبير …عايزة اشوف ماما …عايزة احضنها لثواني بس …عايزة …عايزة …
نهضت فجأة وقالت وهي تضع كفيها على اذنيها ثم اصبحت تصرخ بعنف ….
-جواهر …
قالتها عبير برعب وهي تراها منهار بتلك الطريقة ….
ولكن جواهر سقطت على الأرض وهي تصرخ وتبكي وكأنها أدركت أخيرا حجم خسارتها …اقتربت عبير بهلع وهي تحاول ضمها ولكن فشلت …فشلت في السيطرة على. انفعالاتها ….
-جواهر …اهدي…اهدي….
صرخت عبير وهي تبكي وعندها دخل عدي وأمير الغرفة …بهت عدي وهو يرى انهيار جواهر …اقترب منها وعانقها بقوة وهي يحاول تهدئتها …سكنت بين ذراعيه قليلا ونظرت إليه والدموع تغرق وجهها :
-ماما راحت من غير ما اودعها يا عدي …هاتها بس ابوسها واحضنها ..عشان خاطري يا عدي احضنها بس رجعها ابوسها وادفنها تاني …
كانت عبير تضع كفها على فمها والدموع تجري على وجنتيها بدون توقف …ألم شديد في قلبها …حالة جواهر الآن فكرتها بحالتها عندما توفت والدتها …هي تعرف شعور فقد اهم شخص في حياتك ….
أغمض عدي عينيه محاولا السيطرة على نفسه إذ شعر بالدموع تلسع عينيه…..ضمها بقوة أكبر وقال بنبرة مرتعشة :
-اسف…آسف يا جواهر ..
-عشان خاطري رجعهالي يا عدي هبوسها بس والله هبوسها واحضنها بس مش هعمل حاجة تاني …عايزة اودعها يا عدي …عشان خاطري جيبها ابوس إيديك …
ثم أخذت تضربه على صدره وتصرخ:
-بقولك جيبهالي …جيبها عايزة اشوفها….عايزة اشوفها يا عدي !!!!ماما جيبلي امي يا عدي …جيبها
-جواهر !!!
قالها عدي مصدوما وهو يحاول تهدئتها ولكن عبثاً …كانت تتصرف بجنون تام …تصرخ بقوة وتضربه ثم تتجه يديها الى وجهها وتضرب نفسها …كان الامر جنوني للغاية …هي منهارة ولا تهدأ …تهذي بكلمات غير معقولة والدموع تطفر من عينيها بشدة ….كان عدي يلهث من فرط الجهد الذي يبذله لكي يسيطر عليها …ولكنها لم تهدأ …لم تهدأ واستمرت بالصراخ …ولكن فجأة بدأ صراخها يخفت …أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-انا عايزة انام. ..عايزة ارتاح يا عدي .
قبلها عدي على رأسها وقال بإختناق :
-ارتاحي يا حبيبتي ارتاحي …
بعد عدة دقائق وهو ما زال يضمها غرقت بالنوم …
حملها عدي بين ذراعيه وهو يتنهد بتعب ثم وضعها على الفراش وجلس بجوارها …كان قلبه يتمزق وهي بتلك الحالة المريعة …لقد لاقى ألمها صدى كبير في قلبه…كم تمنى ان يخفف عنها …يعتذر منها ويخبرها انه آسف …آسف لانه لم يكن بجانبها …آسف لانها تتألم وهو عاجز عن فعل اي شئ لها …
كانت عبير تبكي بين ذراعي أمير ….قلبها يعتصر من الألم وهي ترى رفيقتها في تلك الحالة …لا تشعر لماذا ولكن ضميرها أيضا يؤنبها …تشعر انها ابتعدت عن جواهر لم تكون الصديقة الجيدة لها …مهما حاولت اقناع نفسها بالعكس تفشل تماما في هذا …كل المبررات التي يقدمها عقلها لا يقبله ضميرها الذي ما زال يجلدها …
نهض عدي وهو يشعر بالإنهاك وقال ؛
-أنا بقول نسيبها ترتاح شوية …
ابتعدت عبير عن أمير وهي تمسح دموعها وتقول بصوت خافت :
-مش مفروض نعرضها على دكتور …حالتها صعبة اووي يا عدي أنا خايفة تأذي نفسها ….
احتل الرعب قلبه وهو يفكر بالأمر …صحيح ماذا إن حاولت إيذاء نفسها ؟!فحالة جواهر تقلقه …هو يريد ان يضعها تحت عينيه…يراقبها ويهتم بها وهذا لن يحدث الا بزواجها منه …يجب أن يتزوجها بسرعة ويذهب بها من هنا. …يحاول أن يساعدها…لن يتركها تعاني بمفردها….
-احنا هنفضل معاها مش هنسيبها …هي محتاجة حد جمبها يا عبير …أنا هفضل معاها وانتِ كمان افضلي معاها…
هزت عبير رأسها وقالت بقوة :
-اكيد هفضل معاها مش هسيبها ابدا ….مش هعمل كده ..
ثم اتجهت إلى الفراش وجلست بجوارها وهي تمسك كفها بقوة والدموع تطفر من عينيها…تذكرت كل تلك الأشياء التي فعلتها جواهر من اجلها….كل تلك المشاكل التي واجهتها فقط من أجلها …جواهر فعلت الكثير من اجلها وهي يجب أن ترد لها المعروف …يجب أن تقف بجوارها الآن …
قبلت رأسها وهي تربت على كتفها بينما الألم داخلها يتفاقم
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-ليان ..ليان كفاية !!!
قالتها نسرين والدموع تطفر من عينيها بينما ليان تبكي بهذا العنف …كانت ليان تضم نسرين بقوة وهي تبكي …قلبها يحترق كلما تذكرت ما فعله وما قاله …كيف يكون بتلك القسوة معها كيف …كيف يكسر قلبها بتلك الطريقة ..لا تصدق أن من أحبته يفعل هذا بها ….
-هموت يا نسرين هموت …روحتله ولقيت عنده واحدة …قالي مرة تانية أنه مبيحبنيش وطردني من بيته …شوفته معاها يا نسرين …حضنها قدامي …كنت بموت يا نسرين وانا بشوفه ليه بيعمل فيا كده ليه…أنا عملتله ايه يا نسرين ؟!
تنهدت نسرين وهي تربت على ظهرها …قلبها يتمزق بسبب ما تعانيه صديقتها حقا قد كرهت موسى …كرهته كثيرا كيف يفعل هذا بها ؟!لقد أحبته فعلت من أجله الكثير …ليان ابدا لا تستحق تلك المعاملة …هي تستحق أن تعامل جيدا …فيكفي أنها أعطته قلبها …قبلت نسرين رأس ليان وقالت :
-والله ميستحقش ولا دمعة من عينيكي يا لي لي…هو واحد حقير …خلاص انسيه …
-مقدرش أنساه يا نسرين مقدرش …ده اول حب في حياتي …مش سهل الموضوع زي ما أنتِ فاكرة …أنا بحبه اووي يا نسرين …بحبه حتى اكتر من حياتي ورغم اللي عمله بحبه برضه …مش قادرة ابطل احبه يا نسرين …حاسة اني هموت …حاجة جوايا اتكسرت وعمرها ما هتتصلح …أنا هتجنن كنا كويسين وكان فرحان اووي ليه يحصل ده فجاة ليه ؟!!..
-متفكريش كتير يا ليان فكري ازاي تنسيه …شيليه من حياتك زي ما شالك من حياته …خلاص بطلي تفكري فيه …
-ياريت اقدر يا نسرين ياريت …
قالتها والدموع تنفجر من عينيها لتبتعد نسرين قليلا وتعانق وجهها وتقول :
-لا هتقدري يا ليان ..هتقدري تنسيه …لو حطيتي في بالك انك هتنسيه …هتنسيه …أنتِ بس حاولي …طلعيه من دماغك ولا أنتِ اللي هتعاني بعد كده …
-هعاني اكتر من كده ؟!!
قالتها بقهر لتهز هي رأسها وتقول بتأكيد :
-ايوة هتعاني اكتر من كده يا ليان ..هتضيعي عمرك على واحد ميستاهلش ….موسى ميستاهلش دموعك دي ابدا ولا تروحيله تاني …ده ترميه من حياتك علطول …سمعتيني …متفكريش فيه تاني ….
ازداد انسياب دموعها وقالت بصوت مختنق :
-ياريت الموضوع بالسهولة دي …
شدت نسرين على كف ليان وقالت بقوة :
-عارفة أنه صعب عليكي …صعب جدا كمان …بس مش مستحيل يا لي لي …لازم تنسي وتتخطي عشان تعيشي ….
-أنا…نفسي ..اعرف عمل فيا كده ليه ؟!أنا عملتله ايه ؟!
-متفكريش كتير …فكري أنه انسان ميتساهلش …أنه خدعك …أن دموعك اغلى ما تنزل على حد غيره ..ليان حبيبتي والله ما يستاهل …
ضمت ليان صديقتها وهي تبكي …وقالت:
-شكرا …شكرا يا نسرين …شكرا انك جمبي ..شكرا …
-أنتِ اختي متقوليش كده …وانا معاكي دايما يا ليان …معاكي دايما ….
…….
بعد ساعة تقريباً ….
ابتعدت نسرين عن ليان التي نامت بهدوء كي لا تزعجها ….دثرتها بغطاء خفيف ثم قبلت رأسها ومسحت تلك الدموع التي تلطخ وجنتيها …
ثم خرجت بهدوء من الغرفة واتصلت بفؤاد ؛
-أيوة يا حبيبي ..
قالتها نسرين بنبرة خافتة ليرد فؤاد:
-ايوة يا حبيبتي…ايه اجي اخدك دلوقتي ولا أيه ؟!
عضت نسرين شفتيها بإحراج منه فهي قد وعدته أنهما سيحتفلان بمناسبة زفافهما الذي بعد يومين ولكن تراجع حالة ليان جعلها تلغي الفكرة …
-حبيبي معلش أنا النهاردة هبات مع ليان المسكينة حالتها صعبة …
كتمت أنفاسها وهي بإنتظار رده …توقعت الغضب أو التأفف ولكن فؤاد دوما ما يفاجأها إذ قال بكل بساطة:
-ماشي يا حبيبتي خليكي النهاردة معاها ولو احتاجتي اي حاجة اتصلي بيا هكون عندك فورا …
تألقت عينيها بسعادة وقالت :
-فؤاد أنا بحبك اووي فعلا بحبك …
ابتسم وقال:
-وانا كمان بحبك اووي يا نسرين خلي بالك من نفسك ..
-ماشي يا حبيبي سلام
أغلقت نسرين الهاتف براحة وقررت أن تدخل الغرفة لليان وتنام عندها …أرسلت رسالة لنهى تخبرها أنها سوف تنام عند ليان وقد أخبرت فؤاد بذلك ….
……..
-معرفش يعني ايه نسرين هتبات عند ليان وانا اكون اخر من يعلم …
هدر بها فؤاد بغضب لتنظر إليه نهى بدهشة وتقول :
-استأذنت من جوزها يا كريم ولا انت نسيت …
-طيب وانا ..أنا فين من حياتها يا هانم ؟!
نظرت إليه نهى ببرود وقالت :
-والله يا كريم انت اللي عملت كده …انت اللي بعدت البنت عنك فمتجيش تتضايق دلوقتي !!انت اللي بإيدك رميت كل المسؤولية على فؤاد وقررت انك ملكش دعوة بيها …ازاي دلوقتي جاي تطالب بحقوقك كأب ليها ازاي !!!!
امتقع وجه كريم وهو عاجز تماما عن التحدث …انها محقة …هو من أبعد ابنته عنه …هو من دمرها …هو يستحق …ولكن هل سيستطيع أن يصلح الوضع أم أن الأوان قد فات ؟!ذلك السؤال كان يؤرقه كثيرا ….
…..
في منزل موسى كان جالس على الأريكة بإنهاك…يشعر انه كمن فقد روحه …دموعها لا تتركه وشأنه …اخرج هاتفه وهو ينظر الى صورهما سويا …يتأمل ابتسامتها وابتسامة حزينة ترتسم على شفتيه …قلبه يتمزق بسببها ليته يستطيع قتل صاموئيل والذهاب إليه والاعتذار منها …كل ما يريده هو ان يبقى معها للأبد …هو لا يخاف الموت ولكنه يخاف الحياة دونها فالحياة دونها مرعبة …لا تحتمل ببساطة …
قرب الهاتف من وجهه ثم قبل صورتها وقال:
-حقك عليا يا حبيبتي ..حقك عليا اخلص من صاموئيل واعوضك عن كل حاجة …هعتذر منك على أي حاجة غلط قولتها ..هفضل وراكي لحد ما تسامحيني …ده وعد
-بتحبها اووي كده ؟!
قالتها مايا وهي تقترب منه …انها تعرف ألم العشق جيدا …ألم تحب صاموئيل ولكن هذا الحب كان من طرف واحد …فهو دوما اعتبرها عشيقته …لم يهتم بها ابدا …كسرها مرارا حتى أنه حاول قتلها مرة ولم يساعدها الا قيصر ….
-هي روحي !
قالها موسى بنبرة مختنقة لتتنهد مايا وهي تذهب وتجلس بجواره كم هذا مؤلم …مؤلم عندما تدفع حبك الحقيقي بيدك …كانت تشفق كثيرا على موسى هو لا يستحق هذا …كم تتمنى ان تساعده ولكن كيف؟!موسى لن يتحرر من مخاوفه الا بموت صاموئيل …
-أنت لازم تقتل صاموئيل يا قيصر …لازم تقتله…
نظر إليها موسى بصدمة لتهز له رأسها وتقول:
-هو واحد لا عنده قلب ولا ضمير …مش هيسيبك في حالك ولا هيسبني أنا كمان …صحيح أنا بحبه بس بحب نفسي اكتر …وخايفة ليقتلني …عشان كده يا قيصر لازم نتخلص منه …لازم !!!
-الموضوع مش سهل خالص يا مايا …وانتِ عارفة …صاموئيل مش سهل وانتِ عارفة كده …ممكن ببساطة يقتلنا احنا الاتنين …
هزت مايا رأسها مؤكده على كلامه وقالت:
-عندك حق …بس لحد امتى هنفضل خايفين ومستخبين منه ….قيصر انت الوحيد اللي وقفت في وشه….انت الوحيد اللي قدرت تكسره وتقدر تقتله كمان …أنا هساعدك بس خلينا نتخلص منه …أنا مش عايزة أعيش في الرعب ده اكتر من كده لو سمحت حط ايدك في ايدي عشان أنا أعيش حياتي …وأنت تعيش حياتك مع حبيبتك من غير خوف …
كلماتها القوية بدأت تنفذ لعقله …كل مشاكله سوف تحل لو قتله. ..وسوف يأخذ بثأر روان…
.♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي….
خرج من الحمام وهو يرتدي المئزر بينما يجفف شعره الذهبي جيدا …ذهب ووقف أمام المرآة وهو ينظر إلى انعكاسه ويتنهد بقوة ما زال يتذكر كلامها له …لقد وافقت عليه ولكنها لن تكون معه الآن…طلبت منه أن ينتظرها فهل هو قادر على هذا ؟!!دعك عينيه بتعب وهو يتذكر كلامها له …
….
-انا عايزة اغير حياتي …عايزة افتخر بنفسي وأليق بيك عشان اقدر إرتبط بيك …مش هسمح لأي حد أنه يشاور عليا ويقول اني الخدامة اغرت الدكتور …لازم يكون ليا مكانة في المجتمع…
قالتها رانيا بقوة وعينيها تلمع بتصميم …
ليهز يحيى رأسه بإستنكار ويقول :
-ما طز في المجتمع يا رانيا أنتِ ليه شاغلة بالك بيه؟!أنا ميهمنيش كلام المجتمع ..كدا كدا هيتكلموا ..لو متكلموش عليكي هيتكلموا عليا …هيلاقوا أي حاجة يتكلموا عنها لان دي شغلتهم الكلام والتنظير بس …المشكلة انهم بيسيبوا مشاكلهم وعيوبهم ويركزوا في عيوب الناس التانيين …جيبيلي حاجة واحدة تمنع أننا نتجوز غير كلام الناس …جيبلي حاجة واحدة في الدين تمنع جوازنا …قولي .
-مفيش تكافؤ بيننا يا دكتور …الجواز من النوع ده بيفشل …
هز رأسه بإستنكار وقال:
-ازاي بتحكمي على علاقتنا بالفشل قبل ما تبدأ …ليه متفكريش في الخير بس …
أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-عشان للأسف ده اللي هيحصل…والدتك مش هتقبل بيا …وهتحصل مشاكل كتير …مشاكل كتير اووي …لازم على الأقل اليق بيك عشان المشاكل دي تقل شوية يا دكتور ..
-انا هتصرف مع امي …هي ..
هزت رأسها وعينيها تلمع بفعل الدموع وقالت :
-مظنش يا دكتور …الفرق اللي بيننا صعب اووي …والدتك عندها حق تشوفك مع واحدة تليق بيك ….واحدة تقدر تمسك ايديها وسط الناس وتقول انها مراتك …
اقترب أكثر منها وقال وعينيه الزرقاء تلمع بقوة :
-انا همسك ايديكي انتِ وهقول بفخر أنك مراتي …أنا ميهمنيش الناس !!!
-بس أنا يهمني …
قالتها بإنفعال والدموع تنسكب من عينيها ثم أكملت :
-ليه مش قادر تفهم أنا اللي هواجه لوحدي كل الاهانة يا يحيي …أنا اللي هيشاور عليا ويقولوا الجاهلة اخدت دكتور. ….أنت مش هتقعد اربعة وعشرين ساعة معايا عشان تحميني …أنا اللي هبقى في وش المدفع…أنا اللي هتحمل كل الاهانة يا يحيى وصدقني مش هتحمل …أنا مش عايزة اتهان…أنا عايزة أليق بيك ….مستعد تستناني …
هز رأسه بيأس وقال:
-أنتِ عنيدة اوووي تعرفي كده ؟!!ايه العناد ده يا بنتي بقولك بحبك وعايز اتجوزك …همسك ايديك قدام الناس كلها وميهمنيش وهبعدك عن ماما …ليه الخوف ده كله …أنتِ مبتثقيش فيا ؟!
مسحت دموعها وقالت:
-بثق فيك بس انا عايزة كده ..عايزة اتعلم و ..
-ومحدش قالك متتعلميش يا رانيا …نتجوز وانا بنفسي هساعدك ده وعدي ليكِ ….
هزت رأسها بالنفي …كان الاصرار يلمع بعينيها إصرار لم يراه من قبل …كانت مصرة لتكون إنسانة افضل …كانت تريد التفاخر بنفسها …
-مش هتتراجعي عن قرارك ؟!
قالها بيأس فهزت رأسها وقالت:
-مستحيل …أنا عايزة اشوف نفسي في مكانة عالية مش عايزة حد يقول عني جاهلة …أيوة أنا بهتم بكلام الناس صحيح هما مش هيسكتوا ويتكلموا علطول بس على الاقل وقتها اكون عملت اللي عليا وضميري مرتاح …حتى لما اكون ماشية جمبك محسش اني قليلة واقدر اطلع معاك من غير ما اتكسف …أنا جاتلي فرصة اتعلم ومش هسيبها …انت حابب تستني ماشي مش حابب ده حقك …
أغمض عينيه بتعب وقال :
-هستنى قد ايه بالضبط معهد تمريض خمس سنين وكلية تلات سنين تمن سنين أنا هكون عجزت فيهم …
نظرت إليه بيأس وشعرت أن الامر صعب ليتنهد هو ويقول :
-ايه رايك في حاجة …تدخلي المعهد براحتك وبعدها نتجوز وانا هدعمك يا رانيا …مش هخلي حد يأذيكي ده حل مناسب …نتجوز بعد ما تبدأي دراسة في المعهد وانا يا ستي هدربك في المستشفى بتاعتي….
-طيب ممكن بس اعدي اول سنة فيه وبعدها نتجوز مش هخليك تستنى ده كله بس على الاقل اتجوزك وانا حاسة اني لايقة عليك …
-يعني هستنى سنة ؟!
أطرقت برأسها فقال :
-طيب بس تسمحيلي اشوفك ولو حتى من بعيد ….
رفعت عينيها البنية ونظرت إليه …أنه محاصر من قبلها …هالك لا محالة … ابتسامة حزينة ارتسمت على وجهه وهو يدرك أنها لن تتنازل عن شروطها وسوف هو يكتوي بنار الانتظار لمدة سنة !!!
عاد من شروده وهو يتنهد ..كيف يمكنها أن تكون عنيدة لتلك الدرجة لقد قدم لها قلبه وروحه …ولكن داخله كان يعرف انها محقة للغاية فوالدته لن تتركها وشأنها وربما في تلك السنة يستطيع إقناع والدته بها…يستطيع أن يخبرها أن حبه نحو رانيا حقيقي …ليس شفقة والأمر بالفعل صادم له ولها …فهو حتى لا يدرك متى أحبها ….لقد احتلته رويدا حتى رأي ان الحياة دونها لا تطاق …أغمض عينيه وهو يضع كفه على قلبه …لو فقط ترفق بقلبه !!!
……..
وقفت أمام المرأة وهي تلف خمارها بالطريقة التي تعلمتها من الخالة ماجدة …خطوة جديدة اتخذتها في حياتها …أرادت ان تكون قريبة من الله …لقد عرفت ان السعادة في قربه فقط …هي لن تكون سعيدة الا عندما تطرق بابه وتطلب عفوه ورحمته…فهي لم تحصل ابدا على السلام الا عندما بدأت بالإلتزام بتعاليم دينها ووقتها عرفت انها اضاعت حياتها عبثاً…عرفت انها بحاجة للهّ بحاجة للاقتراب منه …حتى موضوعها مع يحيى تركته لله …فقط دعت ان يصلحه لها ويصلحها له او يعطيها من ترضى به ويملأ قلبها وروحها إن لم يكن يحيى من نصيبها
تنهدت بسعادة وهي تتراجع قليلا وتري انعكاسها في المرآة الكبيرة التي اشترتها بالأمس وابتسامة سعيدة تزين ثغرها …صفرت وهي ترى نفسها أكثر جمالا …فعينيها البنية كانتا تتألقان بسعادة كبيرة …نظرت الى ساعتها آن الاوان لتذهب للعمل الآن تحركت خارجة من غرفتها ووجدت والدتها قد أنهت إفطارها ؛
-بالهنا والشفا يا أما…
قالتها رانيا مبتسمة وهي تقبل رأسها ثم احضرت ادويتها وقالت:
-ودلوقتي هتأخدي ادويتك وتقعدي عند خالتي ماجدة شوية لحد ما أنا أجي…
ضحكت رابحة وقالت:
-يا بنتي يعني خايفة عليا ما أقعد لوحدي …أنا كتير قعدت لوحدي ومخوفتش …
ابتسمت رانيا وقالت:
-معلش يا ست الكل عشان اكون متطمنة على الأقل …
تنهدت رابحة وقالت:
-ماشي يا بنتي على راحتك…أنا عارفة اني مش هقدر اغير رأيك …
-صحيح ويالا دلوقتي عشان تأخدي الدوا…
وبالفعل اعطتها الدواء ليرن جرس المنزل وتقول :
-واهي خالتي ماجدة جات …
ثم اندفعت لتفتح الباب لتتجمد وهي تجد امامها اخر شخص توقعت ان يأتي الآن وهو عمها !!
-أنت !!!هو احنا مش هنخلص ولا ايه ؟!جاي ليه ؟!
-ممكن تدخليني يا بنتي ؟
قالها بإنكسار لتنظر إليه بدهشة وقد بدت عليها الحيرة….

بعد قليل كانت قد ادخلته وجلست تستمع إليه …
-انا هرجعلك حقك في الورث يا رانيا .
قالها بتعب وهو يطرق رأسه بالأرض …
رفعت حاجبيها وقالت:
-واكيد ده هيكون بشروط…
هو رأسه ودموعه تتساقط على وجنتيه وقال:
-لا يا بنتي…من غير أي حاجة أنا هرجعلك حقك…أنا عرفت ان كل اللي حصلي ده بسبب اللي عملته فيكي انتِ وامك …خلتكم تحتاجوا وتعيشوا في الفقر وانا أخدت ورث أبوكي منك …سامحيني يا رانيا …سامحيني …أنا والله اتعلمت الدرس…..ابني عمل حادثة وفي المستشفى بين الحيا والموت وبنتي اتطلقت واتخرب بيتها…..
-لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يصلح الحال…
قالتها بتأثر …رغم انه اذاها كثيرا ولكنها لم تتمنى ان يعاني أي من اولاده …
-يعني انتِ مسامحاني يا رانيا …مسامحاني يا بنتي !!
قالها بلهفة لتزدرد ريقها وتقول:
-مقدرش اقول كده ..مقدرش اسامح.بكل بساطة لاني انسانة مش ملاك …واللي عملته صعب بس عمري ما هدعي عليك ولا على واولادك هدعيلك دايما ربنا يصلح حالهم …
هز عمها رأسه بتعب وقال:
-بكرة بإذن الله حقك في ورث أبوكي هيوصلك كاش…مبلغ كويس اووي يا رانيا هتقدري تعيشي بيه مرتاحة من غير ما تشتغلي تاني… خلاص أخيرا هترتاحي

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-انا حاولت كتير اعوضك عن اللي عمله أبوكي فيكي…حاولت كتير اكفر عن غلطي في حقك لما سمحت ليه يأذيكي …حاولت كتير اخليكي إنسانة كويسة …واحدة محترمة وبنت ناس …حاولت كتير عشان متبقيش رخيصة زي ابوكي وللاسف الرخص بيجري في دمكم انتوا الاتنين …جوزتك لواحد البنات كلها بتتمني نظرة من عينيه …مهندس ومحترم وكان بيحترمك وربنا رزقك ببنت زي السكر ولكن رغم ده مشكرتيش ربك على نعمه وصممتي على جنانك وهوسك
كانت والدة جوري تتكلم وهي جالسة بجوار باب الغرفة التي حبست به جوري …كان قلبها يحترق …شعرت أن كل ما فعلته قد انهدم …ابنتها دمرت كل شئ …لقد ظنت أنها سوف تحاول ملاحقة ياسين كي يعود إليها …لم يخطر حتي في أحلامها أنها سوف تستخدم السحر لتجعل ياسين يعود إليها …كيف اصبحت ابنتها بهذا الاختلال كيف؟!
كانت العديد من الأفكار تدوي في رأسها…العديد من الاسئلة التي ليست لها أي إجابة ..
من الناحية الآخرى كانت جوري تجلس على الأرض والدموع تنفجر من عينيها وتقول :
-انا اسفة يا ماما …اسفة على كل اللي عملته …سامحيني ارجوكِ …أنا بس حبيت ياسين وكان نفسي يرجعلي لكن هو دايما كان بيصدني …بيعاملني كأني رخيصة ومليش لأزمة…قولتله كتير اني هتغير بس يرجع بس هو رفض وانا بحبه يا ماما …بحبه اووي …أنتِ فاكرة اني عايزة ارجعله عشان شايفاه سعيد مع مراته …بس لا أنا والله بحبه …بحبه اووي وعايزة اعيش معاه هو وبنتي …أنا عايزة اتغير يا ماما …مش عايزة أبقى وحشة ولا عايزة اكون زي بابا…أنا عايزة اكون إنسانة كويسة …زوجة كويسة لياسين وأم كويسة لبنتي…أنا اذيت ياسمين اووي يا ماما …اذيتها زي ما بابا آذاني وندمانة على اللي عملته وعايزة ابدأ من جديد يا ماما …عايزة اكون إنسانة كويسة …ساعديني ابقا.انسانة كويسة يا ماما
هزت والدتها رأسها وقالت بنبرة مخنوقة :
-لا يا جوري أنتِ عمرك ما هتتغيري …هتفضلي كده دايما زي ابوكي بالضبط …عمرك ما هتتغيري …هو زيك وعدني كتير أنه يتغير بس متغيرش …وأنتِ هتبقي زيه كده …هتوعديني مليون مرة انك هتتغيري بس أنتِ عمرك ما هتتغيري يا جوري هتفضلي كده دايما …دايما إنسانة حقودة عايزة تدمري حياة الناس اللي حواليكي ..ياسين كان جوزك …كان ملكك وبين ايديكي أنتِ اللي ضيعتيه من ايديكِ ….الراجل عانى معاكي وعمل المستحيل عشان يساعدك …بس أنتِ كنتِ مصرة تبقي وحشة مصرة تهدي كل حاجة …لحد ما كل حاجة تتهد على دماغك …سحر …بتلجأي للسحر وتكفري…وبتبيعي جسمك …تخلي واحد رخيص يلمسك ويوصلك …يا خسارة تربيتي فيكي …يا خسارة …مكنتش اتوقع انك تطلعي بالرخص ده …بس انا اللي غلطانة …أنا يا جوري كان مفروض أجيبك من شعرك واوديكي دكتور نفسي يعالج جنانك ده …بس انا دلوقتي اللي هعالجك بنفسي يا جوري …انتِ هتتحبسي هنا …مش هتشوفي الشارع ابدا ….أنا مش هطلعك من هنا ابدا ….مفيش حرية ليكي تاني وبعدها بعد ما تتأدبي تروحي معايا للدكتور النفسي يصلح الكلاكيع اللي جواكي اللي بسبب ابوكي دي
احمر عيني جوري من فرط الانفعال وصرخت :
-الكلاكيع دي أنتِ اللي عملتيها فيا مش بابا أبداً ….صحيح آذاني كتير بس أنتِ اذيتيني اكتر منه …أنتِ اللي كل ما اعمل حاجة غلط مهما كانت صغيرة تفكريني بيه وتقولي اني هطلع زيه ….زرعتي الفكرة دي في راسي …فهمتيني أن عمري ما هبقى سوية بسببه …أنتِ السبب يا ماما أنتِ السبب …أنتِ اللي دايما بتفكريني بيه …دايما بتقوليلي اني شبهه …محاولتيش حتى تخليني أنساه …دايما حاطاه بيننا …
-انا …أنا حاولت كتير اني اعالجك من جنانك زي ابوكي ..
صرخت والدتها وهي تضرب الباب بقوة لتصرخ جوري بقوتها وقد شعرت بأن جوفها يحترق .. :
-انا مكنتش عايزة دكتور …أنا كنت عايزاكي تحبيني …
-انا مكنتش بحبك يا جوري …بعد اللي عملته ده كله طلعت مبحبكيش ؟!
بكت جوري وقالت:
-لا محبتنيش…دايما بتفكريني بيه …حاطاه بيننا وبتقارنيه بيا انا ..أنا ذنبي ايه اتحمل ده كله ولا عشان أنا بنته ….ليه تحمليني نتيجة غلطتك انتِ انتِ اللي اختارتيه مش أنا …مش أنا خالص …
-بس …بس اخرسي….متبرريش فشلك وجنانك …أنا مش مسئولة على حاجة …انتِ السبب يا جوري …انتِ السبب …و…
فجأة توقفت عن الكلام وهي تسمع صرخة جوري والزجاج.ينكسر …
-جوري !!!
قالتها هي برعب ثم نهضت وفتحت الباب بسرعة لتصرخ وجوري تضربها بالمقعد الخشبي على وجهها…
وقعت والدتها أرضا وهي غارقة في دماءها لتهرب هي متجهة الى المكان الذي برأسها!!!
……..
كان جالس على الأريكة وهو يضمها إليه ويقبل رأسها …
-ايه رأيك نجيب ياسمين بكرة من عند حماتي …اصلها وحشتني أووي …
قالتها ورد وهي تنام على صدره وتنظر للتلفاز…
-ماشي نجيبها يا حبيبي …
-بحبك وانت رايق كده …
ضحك ياسين وقال:
-محسساني اني أربعة وعشرين ساعة مجنون …
ضحكت هي وقالت:
-لا العفو يا أخويا …انت سيد العاقلين …
نظر إليها ورفع وجهها وقال :
-أنا مجنون بيكي وبس …
ثم اقترب ليقبلها ولكن رنين جرس المنزل اوقفه …
ابتعد عنها بضيق وقال:
-مين الغلس ده بس ؟!
نهض وفتح الباب ليتراجع قليلا وهو يرى جوري هي ترتعش وكفها مخضب بالدماء :
-انا قتلت ماما …قتلت ماما يا ياسين !!
قالتها وهي تضحك بجنون!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء …
في عيادة الطبيب النفسي….
كان جالس وهو يشعر بالضياع…..عينيه.لامعة بالدموع بينما يقول :
-حضنتها يا دكتور …قولتلها اني آسف بس هي مشيت وسابتني …قلبي اتكسر وانا شايف بنتي بتبعد عني بالشكل ده …بس قلبي واجعني اكتر وانا عارف ومتأكد اني أنا السبب في كل ده …أنا اللي بعدتها عني بالشكل ده …أنا السبب في كل ده يا دكتور …أنا السبب …
-طيب حابب تتكلم عن السبب الاساسي اللي خلاك تعامل بنتك بالشكل ده ؟!مستعد تتكلم عن الموضوع ؟!
نظر كريم الى الطبيب وهو يزدرد ريقه بصعوبة ولكنه قال :
-ايوة يا دكتور مستعد أنا عايز اتكلم عن الموضوع …
ابتسم الطبيب وقال:
-جميل اتكلم يا كريم .
نظر كريم إلى الطبيب وداخله يرتعش بشدة …
-مراتي خانتني ….خانتني …
قالها بصعوبة شديدة كأنه يلفظ أنفاسه الآخيرة ثم نظر إلى الطبيب ليرى رد فعله ولكن ملامح الطبيب كانت غير مقرؤه فقط ينظر إليه ويحثه على أن يكمل كلامه …
فرك كريم كفيه ببعض والتوتر ارتفع داخله …شعر أن دقات قلبه تتسارع ….والألم يعصف به من الداخل …أنه من المؤلم أن يتذكر ما حدث مجددا …مؤلم جدا أن يعيش نفس الشعور!!
تنهد بقوة وهو يكمل :
-كانت بتجيبهم البيت عندي وانا كنت زي العبيط مش عارف اي حاجة …كانت بتستغفلني …كنت بثق فيها اكتر من نفسي …وبحبها اكتر من نفسي …عشان كده كانت صدمتي كبيرة لما اكتشفت خيانتها …
صمت قليلا وقد مسح الدموع التي انسابت من عينيه وأكمل بإختناق :
-في يوم رجعت البيت وعرفت أن بنتي عند الجيران ومراتي قالت إنها رايحة مشوار كنت مش فاهم حاجة وحاولت اتصل بيها بس تليفونها كان مقفول وبعدين قريت رسالة منها بتقول انها مبقتش تحبني وانها عايزة تتطلق ..مكنتش فاهم اي حاجة ..وليه هي عملت كده ..اتصلت بأهلها اللي برضه مكانوش فاهمين اي حاجة
قعدت يومين وانا مصدوم ومنهار …بدور عليها زي المجنون وانا نفسي اسألها هي ليه عملت كده ليه ؟!كنت مصدوم ومش فاهم اي حاجة …أنا وهي كنا مبسوطين اووي مع بعض …محرمتهاش من حاجة ولا خنقتها بزيادة ومعانا بنت زي القمر. ..حياتنا كانت حلوة اووي وفكرت أنا عملت ايه عشان تقول كده او تهرب مني …لحد ما في يوم جالي اتصال من الشرطة أنهم لقيوا مراتي …وأنها ماتت في حادثة . .لسه فاكر اليوم ده …اليوم ده كان أسوأ يوم في حياتي يا دكتور…حسيت الأرض بتتهز تحتي …اتصدمت وقلبي وقع في رجلي من الخوف. ..بس الصدمة الأكبر لما اكتشفت انها لما ماتت في حادثة كانت في عربية عشيقها وكانوا هربانين مع بعض …عرفت ده من موبايلها والرسايل اللي قريتها ما بينهم …أنا يا دكتور لسه محتفظ بالموبايل ده عشان كل أما افتكر اني كنت بحبها اشوف الرسايل وافتكر أنها خانتني مع كلب ميسواش …كنت بقسي قلبي عشان متوحشنيش …كنت بعلم نفسي اكرهها زي ما حبيتها …لدرجة …لدرجة اني كرهت بنتي بسببها …
دموعه انفجرت من عينيه وهو يكمل بإختناق :
-الكل بيقول أن نسرين شبهي …بس انا طول عمري بشوفها شبهها هي …نفس النظرات …نفس الحركات ونفس الجمال والرقة …عشان كده بعدت عن نسرين …أنا عاقبت بنتي عشان مقدرتش اعاقب الخاينة على خيانتها …أنا بشع يا دكتور ….أنا مش اب كويس….
ثم أنفجر بالبكاء …كان يبكي بمرارة وهو يتذكر كيف أنه أذى ابنته …كيف ابعدها عنه …
-انا عايز بنتي ترجع تحبني يا دكتور …عايزها تشوفني أمانها من جديد …مش عايز اشوف الكره في عينيها تاني عشان ده بيعذبني …ممكن ده يحصل ولا افقد الأمل خلاص !
تنهد الطبيب وهو ينظر إليه وقال:
-مفيش حاجة مستحيل …بس أنت مستعد تعمل ايه عشان تخليها تثق فيك تاني ده اللي هيحدد …بس المهم متبقاش شايفها زي مراتك …تكون شايفها كبنتك…بنتك اللي ملهاش أي ذنب …مشكلتك يا كريم هي الغضب …أنت غضبان عشان مقدرتش تعاتب مراتك او تعاقبها فشوفت أنك تعمل كده مع النسخة الأصغر منها وهي بنتك ورغم أنك اتجوزت اخت مراتك الا أنك فضيت غضبك على بنتك …
قاطعه كريم وقال:
-نهى مختلفة عنها خالص …مكانتش شبهها …كأنهم مش أخوات …
هز الطبيب رأسه وقال:
-فهمت ….أنت لسه عايش في الماضي يا كريم …مش سامح لنفسك أنك تنسى وتتعافى واعتقد دي مشكلتك وده اللي هنحاول نحله سوا …كل حاجة هتكون بخير متقلقش .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ….
فتحت جواهر عينيها لتجد عبير نائمة بجوارها …عبير منذ أتت وهي لا تتركها ابدا مهما حاولت جواهر معها لكي تذهب … ولكنها عنيدة …حتى عدي لا يتركها الا فقط عندما يذهب لعمله….
نهضت جواهر وخرجت من الغرفة وهي تتجه الى الأريكة التي اعتادت ان تجلس عليها والدتها …وقالت:
-ليه ميكونش ده حلم …ليه ميكونش كابوس …أنا محتاجلك يا ماما….
-وأنا دايما معاكي يا جوهرتي .
نظرت جواهر بجانبها لتجد والدتها تجلس بجانبها ….
-ماما ..
قالتها والدموع تطفر من عينيها ثم أكملت :
-ماما أنا مش قادرة اعيش من غيرك …تعالي خديني …
ابتسمت سوسن وقالت:
-هتقدري وهيخف الألم اللي في قلبك يا جواهر وهتفرحي …
هزت جواهر رأسها وقالت:
-الحياة مبقتش ليها قيمة من بعدك…اكتشفت اني مش قادرة اعيش …مفيش حاجة مفرحاني ولا حد قادر يملى مكانك يا امي …عبير مش سايباني ورغم كده حاسة اني وحيدة بقول ياريت اموت وارتاح عشان اشوفك …نفسي اروحلك يا ماما …نفسي حتى احضنك او ابوسك ….
اقتربت سوسن من ابنتها لتغمض جواهر عينيها وهي تشعر بقبلة والدتها الحنونة على جبينها …ثم فتحت عينيها لتجد والدتها اختفت …نظرت حولها بجنون…هل كانت تتخيلها معقول ؟!!
رنين الجرس جعلها تنتفض من مكانها نهضت وذهبت لتفتح الباب ….نظرت من العين السحرية لتجده والدها …فتحت الباب بسرعة بلهفة واندفعت بين احضانه تبكي بعنف ….
ربت عامر على ضهرها برفق وقال:
-شدي حيلك يا بنتي …شدي حيلك …
-انا بقيت لوحدي …ماما سابتني ومشيت ….
ابتعد عامر عنها وأمسك كفها وقال:
-اهدي يا بنتي …خليني بس ادخل عشان هقولك كلمتين وأمشي…
نظرت إليه بدهشة ومسحت دموعها بينما يدخل المنزل ويجلس على الأريكة …ذهبت هي وجلست بجواره وقالت:
-تمشي…تمشي ليه..خليك معايا شوية …أنا ..أنا …
-جواهر اسمعيني وبس ومن غير ما تقاطعيني …ربنا يعلم ان اللي هقوله ده صعب عليا قد ما هيبقى صعب عليكي ….
-انت بتقول ايه يا بابا ؟
قالتها ببلاهة وهي لا تفهم شئ …تنهد عامر وهو يتذكر وعده لسوسن ثم نظر الى جواهر وقال:
-أنا مش أبوكي الحقيقي يا جواهر!!
يتبع

الفصل الثاني والأربعون (روابط الدماء)
بيننا رابط قوي هل تشعرين به؟!أنا شعرت به عندما أمسكت كفك!!
♡♡♡♡♡♡
-أنا مش بنتك…مش بنتك ازاي ؟!
قالتها جواهر بصدمة وهي تنظر إليه …شعرت أن أحد لكمها في وجهها …او ربما والدها قد فقد عقله…او هي سمعت خطأ….
-بابا انت بتقول اني مش بنتك ازاي ؟!ازاي أنت مش أبويا …هو ده هزار صح !!انت بتهزر معايا او بتحاول تهرب من مسؤوليتك ناحيتي ..اطمن أنا مطلبتش منك حاجة …ولا عايزة منك حاجة …لا عايزة فلوس ولا أي حاجة …حتى وقفتك جمبي مش عايزاها بس بلاش تكدب …
نظر إليها عامر بشفقة ….الأمر صعب عليه…لا يستطيع أن يفعل هذا ..ولكنه وعد سوسن ان يفعلها…ما ذنبها تلك المسكينة ان تكتشف انها عاشت كذبة كبيرة …رد فعل جواهر اقلقه…فهي تنظر إليه الآن كأنه مجنون ….كأنه يقول كلام غير معقول …ازدرد ريقه ولمس كتفها وقال:
-ممكن تهدي.بس وتسمعيني …
ولكنها أبعدت كفه وقالت بعصبية :
-أسمع ايه ؟!قولي اسمع ايه ؟!انت عايز تتخلى عن مسئوليتك وبتقول من بنتك…ليه بتعمل كده ؟!
-عشان أنتِ فعلا مش بنتي …أمك …
-بس ..بس اسكت مش هسمحلك تغلط فيها …اياك تجيب سيرتها على لسانك!!!
صرخت جواهر بقوة وهي تمسك من ثيابه وتهزه …كانت النيران تندلع من عينيها …كانت مستعدة لقتله لو تكلم بكلمة سيئة عن والدتها…
-ممكن تسمعيني.بس….متهربيش من الحقيقة !!!!
-بس بس…خلاص اسكت…اطلع برا …اطلع برا !!!!
صرخت بقوة وهي تضع كفها على اذنها…استمرت بالصراخ حتى انتفضت عبير من نومها ونهضت مسرعة من الفراش وارتدت اسدالها سريعا وهي تخرج من الغرفة ….
..
أمسك.عامر كفي جواهر وصرخ:
-هروبك من الحقيقة مش هيفيدك يا جواهر…أنا مش أبوكي….مش أبوكي….أبوكي هو شريف صديق؛!!!!!
شحبت جواهر كالاموات وهي تنظر إليه …شعرت ان الكلمات وقفت في حلقها …وأن العالم يميد بها …تراجعت وكادت أن تسقط من فرط الصدمة الا ان عامر أمسك ذراعها وهو يقول بشفقة :
-اهدي يا بنتي …اهدي …
هزت جواهر رأسها ودموعها تنفجر من عينيها وقالت :
-لا لا …ده مستحيل …أنت كداب …حرام عليك ليه بتكدب …أنا مش عايزة منك حاجة ولا …
-جواهر!!!
كان هذا صوت عبير المصدوم نظرت جواهر خلفها لتجد عبير تنظر إليها بصدمة كبيرة بينما الدموع تنهمر من عينيها ….
هزت جواهر رأسها وقالت:
-لا لا يا عبير متصدقيش…امي متعملش كده …ده كذاب…عايز يهرب من المسؤولية …
نظرت إليه مرة أخرى وقالت:
-حرام عليك …امي ماتت…ازاي عايز تشوه سمعتها بالشكل ده ….منك لله …منك لله…
-يا بنتي اسمعيني …
-أخرس …اخرس مش هسمعك…امي اشرف منك ومن عيلتك كلها …أطلع برا مش عايزة اشوف وشك ..يالا اطلع …
اقتربت عبير من جواهر التي بدت منهارة …كانت الدموع تطرف من عينيها دون توقف. ..اعتصر قلبها من الألم وهي ترى صديقتها في تلك الحالة المريعة…والتي ربما تكون شقيقتها!!!
-جواهر اهدي لو سمحتي …
هزت جواهر رأسها بجنون وقالت:
-لا يا عبير مش ههدى…ده بيتبلى على أمي …بيقول انها …انها …يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك …حسبي الله ونعم الوكيل فيك …آه ..
صرخت وهي تضع كفها على رأسها وشعرت انها سوف تفقد الوعي بسبب الإنفعال …
أمسكتها عبير وأجلستها على الأريكة وهي تقول لعامر بغضب :
-خلاص لو سمحت روح …أنت مش شايف حالتها عاملة ازاي….روح !!!!
ابتلع عامر ريقه …ولكن لا …هو يجب أن يخبرها كل الحقيقة …هي يجب أن تعرف تلك كانت وصية سوسن قبل وفاتها لذلك قال بقوة :
-أنا روحت لوالدتك المركز الطبي اللي كانت بتتعالج فيه من الكانسر ..وقابلتها وهي اللي وصتني أقولك الكلام ده …انهيارك وانكارك الحقيقة مش هيفيد يا جواهر ….
جلس عامر بكل هدوء وهو ينظر إليها بقوة وتذكر ما طلبته منه سوسن ثم بدأ يتكلم …
….
-أنت بتقول ايه؟! شريف زور اوراق جواهر ؟!يا دي المصيبة …
قالتها سوسن بصدمة ليتنهد عامر ويقول:
-على الأغلب هو مهددها …
فركت سوسن كفيها بتوتر وقالت:
-بس تعرف يمكن ده احسن يا عامر …يمكن قلبه يحن على بنته ويديها حقها في الورث …
-شريف وقلبه يحن؟!مظنش يا سوسن ..
قالها عامر بسخرية ..لترد سوسن بلهفة ..:
-لا يا عامر أنا حاسة ان شريف أخيرا هيحن على جواهر …دي بنته من دمه و …
-سوسن فوقي أنا وأنتِ عارفين حقيقة شريف …ده استغلك ورماكي ومرضيش يعترف ببنته …..خان مراته وبعد بنته ازاي فاكرة انه ممكن يحن على بنته ويديلها حقها …
-بس الصراحة الفترة اللي فاتت هو ساعدنا يا عامر في الوقت اللي انت مشيت .
قالتها بعتاب ليزفر بضيق ويقول :
-مكنتش هقدر اصرف على بنت مش من صلبي يا سوسن. ..الاتفاق اللي كان بيني وبين شريف اني أتجوزك وانسب جواهر ليا لكن مش مجبر اشيل.مسؤوليتها دايما دي مش بنتي يا سوسن!!
اطرقت سوسن برأسها ودمعة ساخنة تنساب من عينيها ..ليتنهد عامر ويقول:
-سامحيني يا سوسن..أنا عملت اللي عليا ..بس كان لازم اشوف حياتي كمان وأنا عشانك استحملت غلط جواهر فيا ورغم كل ده كنت ببعتلكم فلوس يعني عملت معاكم الصح …
تنهدت سوسن وقالت:
-عندك حق يا عامر ..حقك عليا أنا …
أغمضت عينيها وهي ترتاح على الوسادة كانت الدموع تحتشد حتى انسابت من بين عينيها المغلقة…
-عامر ممكن اطلب منك آخر طلب…آخر طلب بس نفذه ومش هطلب منك حاجة تاني …
-قولي يا سوسن ..
قالها عامر بحيرة فقالت:
-بعد ما أموت ممكن تقول لجواهر على كل الحقيقة. ..قولها عن أبوها الحقيقي …
-ربنا يديكي….
ولكن سوسن قاطعته بإبتسامة حزينة:
-أنا حاسة اني خلاص هموت …دي وصيتي ليك يا عامر لما اموت قولها الحقيقة ممكن …
….
أنتهى عامر من سرد من حدث لتضع جواهر كفها على فاها وتبكي بعنف …كانت لا تصدق ما حدث وقد اهتزت صورة والدتها أمامها …لهذا تركت والدة عبير شريف وذهبت!!!لانه خائن ؟! ….
-ازاي ده حصل؟!بين طنط وبابا ؟!
قالتها عبير بصوت محطم لعامر الذي نظر إليها بحزن….
تنهد وقال:
-للأسف أبوكي استغل ام جواهر ..
صوبت جواهر نظراتها الى عامر وقالت بنبرة مرتجفة :
-اغتصبها ؟!!
هز عامر رأسه وقال :
-لا مش اغتصا ب …شريف استغلها …كان سن والدتك وقتها سبعتاشر سنة وكانت شغالة في بيت شريف الحقيقة انا وهي كنا شغالين مع بعض ونعرف بعض كويس بحكم الجيرة ……شريف في الوقت ده كانت متجوز مدام لانا ومكانوش لسه خلفوا …شريف بدأ يتحرش بيها وبسبب خوف والدتك سابته لحد ما اقنعها انه هيتجوزها ورسم عليها الحب لحد ما سلمتله نفسها واكتشفت بعدها انها حامل.منه…شريف بيه رفض يعترف بالطفل وعشان الموضوع ميكبرش اداني أنا فلوس عشان اتجوزها واكتبك على اسمي وبعدنا عن فيلته سنة ونص لحد ما اتجوزنا وخلفتي وبعدين سوسن رجعت بيكي للفيلا كان نفسها تتربي معاه وتبقي قريبة من أبوكي يمكن قلبه يحن عليكي…ووعدت شريف انها مش هتتكلم وفعلا مقالتش حاجة وانتِ كبرتي مع عبير في بيت شريف ..
كانت الدموع تنفجر من عيني جواهر …لا تصدق ما تسمعه…هل عاشت حياتها كلها في كذبة د..هل تم خداعها من تلك التي اعتبرتها حياتها …لا هي لا تصدق هذا أبداً..
-أنتوا لعبتوا بحياتي….عملتوني لعبة ؟!!
قالتها جواهر مصدومة والدموع تطفر من عينيها …أطرق عامر برأسه لتتدخل عبير وتقول بذهول وهي تبكي هي الآخرى:
-يعني…يعني ..ماما سابت بابا عشان خاين…هو خانها!!!
هز عامر رأسه لتنهض جواهر وتصرخ به :
-انا عمري ما هسامحكم …عمري ..أنا بكرهكم كلكم …كلكم …
-جواهر اهدي !!
صرخت عبير بخوف وهي تراها في تلك الحالة المرعبة ولكن جواهر أخذت تصرخ وهي تحطم كل شئ أمامها وتصرخ حتى انها حطمت بيدها الكأس الزجاجي الذي بالصالة ….
-جواهر خلاص كفاية أنتِ جرحتي نفسك …
قالتها عبير وهي تحاول ضمها الا ان جواهر دفعتها بقوة ثم ركضت الى الغرفة وأغلقت الباب ثم جلست على الأرض ودموعها تنفجر كإنفجار الدماء من يدها…
-يا خبر…
قالتها عبير بإنهيار وهي تركض نحو الباب وتطرقه بقوة…
-جواهر ….جواهر افتحي الباب !!!
قالتها عبير وهي تبكي بعـ نف ….
ولكن لا رد من جواهر …نظرت الى عامر وقالت ؛
-ساعدني اكسر الباب …
وبالفعل حاول عامر مساعدتها في كسر الباب ولكنه فشل …فقال وهو يلهث:
-هروح أجيب حد يساعدني اكسر الباب متقلقيش
وبالفعل ذهب مسرعا خارج المنزل لتطرق عبير الباب وتقول وهي تبكي ؛
-جواهر افتحي الباب عشان خاطري….جواهر متسبنيش زي الباقي …
-أمشي يا عبير …امشي لو سمحتِ
قالتها جواهر بنبرة مختنقة وهي تضرب على الباب بقوة لتهز عبير رأسها وتقول:
-لا لا مش همشي…مش هسيبك …اللي سمعته ده مش غير أي حاجة من مشاعري ناحيتك ..بالعكس حبيتك اكتر …
جلست عبير على الأرض وقالت بإبتسامة حزينة :
-من زمان وانا بحس فيه رابط بيننا من صغرنا …أنتِ دايما كنتِ بتحميني زي ما اكون اختك الصغيرة …دايما كنت بحس اني مسؤوليتك …حتى أنك مفكرتيش مرتين لما هربتيني من عند بابا …انقذتيني من جواز انا مش عايزاه…بفضل ربنا وبعدها أنت لقيت حب حياتي …وقفتي دايما جمبي …أنت فاكرة ان اللي سمعته ده خلاني اكرهك او ألوم طنط سوسن ….أنا لو هلوم هلوم بابا بس هو اللي انسان مش.كويس …دمر حياتي ودمر حياتك وحياة ماما وطنط سوسن ولكن والله اني اسمع اني اختك دي حاجة فرحتني مزعلتنيش ….أنا مليش بعد ربنا الا أنتِ وأمير وتحية …وأنت اقربلي كمان …أنتِ أختي من دمي …مستحيل اكرهك …مستحيل ..افتحي يا جواهر عايزة احضنك …افتحي ابوس ايديكي…
انتفضت عبير وهي تشعر بالباب يُفتح ….
نهضت عبير وهي تنظر الى جواهر التي كفها ينزف والدموع تغرق وجنتيها ….
اندفعت عبير وعانقتها بقوة وهي تبكي …كانت تعانقها بلهفة وكأنها وجدت شئ كانت تبحث عنه لسنوات…
ابتعدت عبير عن جواهر وهي تمسك كفها وتسحبها نحو الأريكة وتقول :
-الحمدلله الجرح مش عميق …
وبعدها دخل عامر هو ورجل لكسر الباب فقالت عبير :
-عم عامر روح جيب قطن وشاش عشان الجرح بتاعها
هز عامر رأسه وذهب….
….
بعد قليل …
ساعدت عبير جواهر على الاستلقاء بعد ان ضمدت جرحها وذهب عامر وقررت ان تتسطح بجوارها …
ابتسمت عبير وهي تنظر إليها وتقول:
-حاسة ان بقالي عيلة…لو أمير زعلني هجيلك انتِ واخليكِ تدافعي عني زي ما دايما بتدافعي …
ابتسمت جواهر وهي تنظر إليها …رغم الاختناق التي كانت تشعر به ولكن سعادة طفيفة طغت داخلها …
أمسكت عبير كفها وقالت وهي تضحك بخفوت:
-وأنتِ كمان لما تتجوزي عدي ويزعلك تعاليلي وأنا هقف معاكي …هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليه …
تجهم وجه جواهر وقالت بصوت ضعيف:
-معتقدش أنا وعدي لينا فرصة مع بعض ..
عبست عبير وقالت:
-ازاي ملكومش فرصة مع بعض …انتِ بتهزري …الواد بيموت فيكي …ده مسابكيش ثانية الا للشغل بتاعه وعشان يشوف اخته…مكانش بينام كويس ولا ياكل كويس …مكانش بيعمل حاجة الا يبص عليكي وانتِ نايمة وبس …عمل اللي ميتعملش عشانك …رغم اني أنا كنت موجودة بس رفض يمشي …حتى أنه قال لكل اللي هنا انه خطيبك وهتتجوزوا قريب …
-هو عايز يتجوزني شفقة و…
ضربتها عبير على كتفها وقالت:
-شفقة ايه يا بنت أنتِ متبقيش عبيطة كده …الراجل بيحبك اتلمي …اياكي يا جواهر لما يطلب منك الجواز تتقلي …توافقي علطول ..لا تفكري ولا بتاع أول ما يقولك تتجوزين…قبل ما يكمل الكلمة قوليله موافقة علطول ..
عبست جواهر وقالت:
-مش هيقول عليا كده اني واقعة…
-طيب ما أنتِ واقعة فيه ليه الكدب ؟!هنخدع الراجل يعني ونتقل …اسمعي كلامي بس واعملي اللي بقولك عليه …
هزت جواهر رأسها وقالت:
-حاضر …
ابتسمت عبير وعانقتها وهي تربت على ظهرها….
….
بعد ساعة تقريبا…
كانت جواهر أخيرا خلدت للنوم …نهضت عبير وهي تتنفس براحة …ما عرفته اليوم صدمها حرفيا …لم تتخيل ان يكون والدها بتلك الحقارة !!!!
بدأت بترتيب الصالة التى دمرتها جواهر في ثورة غضبها فجأة جرس الباب رن ..اتجهت للباب وهي تنظر الى العين السحرية لتجده عدي وأمير …
لفت حجابها جيدا وفتحت الباب وهي تنظر اليهما واليأس يحفر اثاره العميقة بوجهها ….
…..
بعد قليل …
-بتقولي ايه ؟!
قالها عدي بصدمة بعد ان قصت عليه كل شئ …
مسحت عبير دموعها وقالت:
-انا دلوقتي ميهمنيش الا جواهر وبس …المسكينة مكسورة رغم اني بحاول اخرجها من اللي هي فيه بس هي مكسورة …اللي عرفناه النهاردة كارثة كبيرة …بابا دمر الكل …دمرني أنا وجواهر وأمي وأمها …
-لا حول ولا قوة الا بالله…خلاص يا عبير اللي حصل حصل المهم دلوقتي أنك تبقي معاها…
قالها أمير ثم أكمل :
-أنتِ الوحيدة اللي ممكن تخرجيها من الحالة دي .صدمتين في وقت واحد صعب عليها…
هزت عبير رأسها وقالت :
-انا مش هسيبها ابدا ..
ظل عدي صامتاً ….كان في باله.حل واحد الآن ان يتزوج من جواهر …لن يتركها تواجه كل هذا لوحدها أبدا….
….
بعد ان ذهبا عدي وأمير …ذهبت عبير لتطمئن على جواهر لتجدها نائمة بهدوء …تنهدت وهي تتجه الى المطبخ لتصنع لها الطعام …أمسكت البصل وبدأت بتقطيعه ولكن فجأة صرخت عندما جُرحت يدها …ألقت السكين على الأرض بإنفعال وهي تبكي بعنف وتضرب على الرخام الخاص بالمطبخ بإنفعال وهي تقول :
-أنا بكرهك…بكرهك…بكرهك!!!
ثم جلست على الأرض وهي تضع كفها على وجهها وبكاءها يزداد …كان قلبها يتمزق بفعل الألم …تشعر انها تختنق …تموت وكل شئ حولها يقتلها….الحقيقة كانت صعبة عليها…هي لم تنهار رأفة بجواهر ولكنها الآن اعطت لنفسها الحرية ان تنهار وتبكي …
انتفضت عبير وهي تشعر بكفي جواهر تحاوط جسدها …نظرت إليها عبير وهي تشهق بقوة …ضمتها جواهر إليها من غير كلام …وكأن هذا ما كانت تحتاجه العناق دون كلام …ظلت عبير تبكي بين ذراعي جواهر وقد أتى دورها الآن لتنهار …قبلت جواهر رأسها مرارا وهي تربت على كتفها …في ذلك الوقت كلاهما فهم الرابط الكبير الذي يربطهم سويا …انه رابط الاخوة
♡♡♡♡♡

في المساء …
في المشفى ….
كان ياسين جالس على المقعد …يتذكر بذهول ما حدث ….
……
-أنا قتلت ماما ….قتلت ماما يا ياسين …
قالتها جوري بعيني متسعة وهي تضحك …كان ياسين ينظر إليها وكأنها جُنت أخيرا وقال:
-بتقولي ايه ؟!
ضحكت جوري وهي تظهر له كفها المخضب بالدماء وقالت:
-بقولك قتلت ماما …أنا قتلت ماما يا ياسين!
نهضت ورد من مكانها وهي تقترب منهما والرعب يطل من عينيها …أمسكت ورد بذراع ياسين وهي تنظر إليه بصدمة …صدمها حالة جوري التى تضحك بكل جنون …
اقترب ياسين من جوري التي تضحك بقوة واخذ يهزها وقال :
-قتلتيها ازاي يعني ؟!!انطقي …
-قتلتها …ضربتها على وشها بالكرسي …خلاص هي ماتت…محدش هيعايرني تاني بأبويا ..محدش…
ثم أخذت تضحك بقوة ….
أمسك ياسين بذراعها وهو يعتصرها ثم ارتدي حذاؤه وهو يوجه كلامه لورد :
-خليكي هنا عشان اشوف الهانم عملت ايه !!!
ثم خرج وهو يجر جوري خلفه !!!!

خرج من شروده وهو يضع كفيه على وجهه …تذكر انه ما ان ذهب هناك حتى صُدم بفقدان والدة جوري للوعي وهي في حالة سيئة جدا …حيث ان وجهها مخضب بالدماء …
وعلى الفور أبلغ الشرطة والاسعاف وجلس بجواره السيدة عفاف وقلبه ينبض بخوف وفي تلك الاثناء كانت جوري اختفت من جانبه !!!..
وهكذا ظل طوال الليل في مركز الشرطة يدلي بإفادته التى اثبتتها الكاميرات المثبتة في المتجر المقابل للبناية السكنية المقيمة بها السيدة عفاف ….وحتى ان الشرطة حتى الآن يبحثون عن جورى التي اختفت تماماً…كان سيقول انها ذهبت للدجال الذي تعرفه ولكن حتى هو تم حبسه بعد أن اتهمته احداهما بإغتصاب ابنتها بالإضافة الى ممارسة الشعر الشعوذة …الآن هو يتعفن بالسجن ..ولكن المشكلة الآن اين جوري !!
…….
في مكان ما مظلم
وقفت جوري وهي تقول بإبتسامة غريبة :
-أنا أهو جيتلك يا بابا !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي مساءا ….
-ايه اللي بتقوليه ده لا مش همشي واسيبك …أمير ممكن يستنى…
قالتها عبير بعناد لجواهر لتبتسم جواهر وتقول :
-أنتِ هتعصي.كلام اختك الكبيرة معقول ؟!لا متوقعتش منك كده أبدا يا عبير …أنا زعلانة منك …
-يا جواهر اسمعيني بس و …
أمسكت جواهر كف عبير وقالت :
-لا يا بيري …روحي لجوزك يالا انا كويسة والله ..روحي بس…. أنا هكون كويسة وأبقي تعالى بكرة ماشي ..
كانت عبير تهز رأسها برفض …كانت ترفض الأمر برمته ولكن جواهر اصرت عليها أن تذهب وبالفعل رضخت عبير على مضض لطلبها …دقائق وارتدت ثيابها ثم ودعتها وغادرت ولكن قبل أن تخرج حتى من البناية اخبرت عدي بما حدث والذي أخبرها انه سوف يأتي إليها بعد ما ينتهي عمله ….
…….
بعد أن غادرت عبير شعرت جواهر بفراغ موحش في قلبها …جلست على الأريكة بتعب بينما الدموع تنفـ جر من عينيها …كانت تتأ لم حقا …قلبها يتمزق ….روحها تحتر ق …ما عرفته دمـ رها نهائيا …الأحداث المؤسفة التى توالت عليها مؤخرا اسقطتها ..جعلت من تلك الفتاة التي تشدقت دوما بقوتها فتاة هشة للغاية !!!
ضمت جواهر جسدها بذراعيها وهي تهتز وتبكي حتى شعرت أن عينيها تحر قها بسبب بكاؤها العنيف…
رنين جرس الباب جعلها تنتفض من مكانها …خفق قلبها …ربما يكون هذا عدي او عبير عادت مرة آخرى …لقد اكتشفت انها لا تريد البقاء بمفردها…هي تخاف من تفكيرها …تخاف ان تنشز بتفكيرها …..لا تريد أن تكون هي وعقلها بمفردهما الآن !!
اسرعت لتفتح الباب وابتسامة متلهفة على فمها بينما الدموع تتساقط بالتتابع من عينيها …
تيبست الابتسامة على شفتيها وهي تجده أمامها….آخر من تريد رؤيته الآن …الذي تسبب في كل الجحيم الذي تعيشه الآن …
-أنت!!!انت بتعمل ايه هنا ؟!
قالتها جواهر بقسوة وهي تمسح دموعها بعنف حتى كادت أن تؤ ذي عينيها …
لم يظهر شريف أي انفعال بل قال وهو يرفع رأسه كالعادة:
-ممكن أدخل؟!
طحنت جواهر أسنانها وقالت:
-لا مش هتدخل واتفضل أمشي من هنا !!!
ثم كادت أن تغلق الباب الا انه امسك الباب وقال بهدوء:
-لا أنا هدخل!!!
وبالفعل أمام عينيها المصدومة ولج للمنزل …
أغلقت هي الباب بكل عنف واقتربت منه صارخة والكر اهية تندلع من عينيها كنيران لاهبة …..
-عامر قالك على كل حاجة صح.؟!
قالها شريف لترد بعـ نف :
-ايوة قالي….وده مش هيغير حاجة أنا عمري ما هعتبرك.ابويا …انت رفضت تعترف بيا زمان وانا دلوقتي مش هعترف بيك…
-عيب تتكلمي بالطريقة دي معايا يا جواهر أنا جاي أقف معاكي في محنتك و …
-انت آخر واحد عايزاه يقف جمبي….انت آخر واحد عايزة اشوفه دلوقتي …أنا مش عايزاك في حياتي …اطلع برا بيتي …اطلع برا .. !!!!
-يا بنتي بس …
وضعت كفها على اذنها وقالت:
-أسكت …أسكت متجيبش سيرة اني بنتك على لسانك ….
نظرت إليه وقالت بقوة:
-متعرفش أنا قد ايه قر فانة من نفسي لاني بنتك …متعرفش أنا كار هة نفسي قد ايه ….حاسة بالعا ر ان دمك بيمشي في دمي و….آه ..
صرخت بصدمة وكفه تنطبع.بعنف على وجهها …
نظرت إليه بغضب ليقول :
-لما تيجي تتكلمي مع أبوكي اتكلمي بأدب يا جواهر …في المرة اللي هتقلي أدبك عليا تاني هتأخدي قلم زيه!!!
-أطلع برا بيتي حالا …عدي جاي دلوقتي ..
ابتسمت بسخرية وهي ترى شحوب وجهه فأكملت بإستفزاز:
-وطبعا مش عايزة افكرك عدي عمل فيك أيه آخر مرة …أنت خسرت كل حاجة …هو مش هيتردد يحبسك المرة دي لو سمع أنك مديت ايديك عليا …
-مش هيعمل حاجة …
قالها بنبرة حاول إخراجها ثابتة ولكنها ابتسمت وقالت:
-لا هيعمل وهيعمل كتير اووي …عدي بيعمل أي حاجة عشان اللي بيحبهم وهو بيحبني …إذا كان لما كان زعلان مني لما خدعته اخد منك الشيكات عشان يحميني…دلوقتي هو مش زعلان مني وكمان قال للكل انه خطيبي …عدي مش هيخليك تقرب مني ولا تأذيني ولو عرف أنك دلوقتي ضر.بتني بالقلم هيأخد روحك …
-أنتِ بتهد ديني بعدي.بتاعك ده ؟!
قالها شريف بغضب لتهز جواهر رأسها وتقول:
-بالضبط كده أنا بهد دك بيه وبقولك احسنلك تمشي دلوقتي اللي قاله عامر مش هيغير حاجة …أنا عمري …عمري ما هعتبرك ابويا …وحتى لو مو ت من همشي في جنازتك يا شريف صديق …
الكر.ه الذي يندلع من عينيها أحر ق روحه …رغم البرود الذي يدعيه الا انه محطـ م من الداخل …ابنته تكره وعبير أيضا …لقد خسر كل شئ …اتجهت جواهر الى الباب وفتحته وقالت:
-اطلع برا بيت أنا أهلي ما توا لما ماتت امي …. بالنسبالي انت وعامر نفس الحقا رة…
طحن اسنانه وسيطر على نفسه كي لا يضر بها مجددا واقترب منها وقال :
-كان عندي بعد نظر لما رفضت اعترف بيكي …أنتِ فعلا واحدة متربتيش …
ابتسمت بسخرية مريرة وقالت:
-معلش بقا يا شريف بيه محدش كان فاضي يربيني ابويا الحقيقي رماني انا وأمي بعد ما أخد اللي عايزه وأبويا اللي مكتوبة على اسمه سابنا واتجوز وأمي.كانت تعبانة فتلاقيني في الأدب مش قد كده عشان كده بنصحك تمشي من هنا والا ورحمة أمي اللي في قبرها هسمعك شتا يم يتكسف خريجين السجون يقولوها …يالا برا !!
بخطوات غاضبة خرج من المنزل لتغلق الباب بعنف ثم تسقط على الأرض وتنفجر بالبكاء ..
.خلعت ثوب القوى لتظهر كم هي ضعيفة !!!
-ماما أنا محتاجالك…محتاجالك أووي ..
قالتها جواهر ودموعها تطفر بقوة من عينيها …
….
بعد عشر دقائق …
كان البكاء قد انهكها بالفعل …نهضت واتجهت المطبخ وأخرجت منه شئ ثم ذهبت الى غرفة والدتها فتحت الخزانة لتخرج فستان والدتها المفضل …كانت ترتديه في شبابها …كان فستان أحمر بلا أكمام …كانت ترتديه والدتها دوما في عيد ميلادها …كانت تحب ان تكون جميلة في هذا اليوم فتتزين كأحدى سيدات المجتمع الراقي وترتدي هذا الفستان الثمين الوحيد الذي لديها والتى يبدو انها دفعت فيه الكثير ….
خلعت جواهر ملابسها وارتدت هذا الفستان …ثم اتجهت الى طاولة الزينة واخرجت عطر والدتها المفضل …عطر الياسمين…رغم مرضها لم تتخلى والدتها عن عطرها المفضل …حتى انها اخذته للمركز الذي كانت تتعالج به …رشت منه القليل على رقبتها ثم وضعته وقامت بإسدال شعرها الأسود الطويل ومشطته …بعدها أمسكت احمر الشفاه القاني ووضعته على شفتيها ….
وأخيرا انتهت وابتعدت قليلا وهي تنظر لنفسها …انها تشبه والدتها كثيرا…والدتها الحبيبة …هي تحتاجها وستذهب إليها…

خرجت من الغرفة وجلست بالصالة أرضا وهي تمسك السكين التى احضرتها من المطبخ سابقا وأمسكت صورة والدتها ووضعتها جانبا وهي تخط شئ على ورقة وكتبت :
-أسفة ..بجد اسفة …
ثم وضعت الورقة جانباً …ووضعت السكين على رسغها …توقفت قليلا وهي تشعر بوجود أحدهما رفعت رأسها ليخفق قلبها وتدمع عينيها وهي ترى والدتها تنظر إليها بدون رضا…
تساقطت دموعها وقالت:
-ملقيتش طريقة أسهل أموت بيها …بس الأكيد أن الموت احسن بالنسبالي من أني اعيش من غيرك يا ماما !!
ثم عقدت عزمها …هي لن تتوقف !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في أحدى قاعات الزفاف الكبيرة …
كانت نسرين تتأبط ذراعي فؤاد وتسير معه في الرواق الطويل المزين بالورود بالقاعة …وعندما وصلا الى نصف القاعة جذبها اليه وهو يرقص معها بنعومة …كانت عيني نسرين متعلقة به …السعادة تتألق في عينيها وقلبها يخفق بسعادة كبيرة ….تشعر انها تطير من السعادة …انها غارقة في السعادة حتى اذنيها وكأنها نست كل ما تعرضت له …وكان الحياة لم تكن يوما سيئة معها ….
-انا مبسوطة أووي يا فؤاد …مبسوطة أووي يا حبيبي.
قالتها نسرين وعينيها تتألقان بقوة …تجمعت دموع السعادة بعينيها وقالت:
-أنا عمري ما توقعت اني هفرح كده يا فؤاد وده بسببك أنت …شكرا يا حبيبي …شكرا…
ضمها إليه أقرب وقال بصدق:
-وأوعدك اللي جاي هيبقى سعادة وبس …أنتِ مش هتبكي تاني ابدا يا روحي …
ابتعد عنها وذهب لمنسق الموسيقى وطلب منه شئ …
لحظات قليلة وتم تغيير الموسيقى وأمسك فؤاد مكبر الصوت (ميكرفون.) وبدأ يغني…
-وإنت معايا ميشغلنيش الناس
فرق الإحساس أجمل بكثير
وإنت معايا بشوفك أحلى الناس
دي حقيقة خلاص ما فيهاش تغيير
باين حبيت أيوه أنا حبيت
اقترب منها وهو يكمل بينما يرقص معها:
-حبيت الدنيا اللي بتضحك لي معاك على طول
باين حبيت أيوه أنا حبيت
وبشوف في عينيك الفرحة اللي تخليني بقول
إتأكدت إن أنا ما اقدرش أعيش
غير وأنا وياك وهقول لك إيه
ده مفيش ثانية تعدي ماتوحشنيش
وإرتحت معاك طب أسمي ده إيه
باين حبيت أيوه أنا حبيت
حبيت الدنيا اللي بتضحك لي معاك على طول
باين حبيت أيوه أنا حبيت
انتهت الأغنية ليصفق الجميع بينما يضم فؤاد نسرين ويحملها وهو يدور بها بقوة …كانت هي تضحك بسعادة وهي تشعر صدرها لا يسع قلبها من فرط السعادة!!
…..
بعد أن انتهى حفل الزفاف ..
كان فؤاد يمسك كف نسرين وهو يقف أمام السيارة التي سوف تقلهم للفندق حيث سيقضون ليلة الزفاف بأحد أكبر الفنادق بالبلدة ثم غدا يسافران الى إيطاليا الدولة التي تتيم بها نسرين لكي يقضوا شهر العسل بها وبعد ان ودعوا نهى اقترب كريم منهما …
-خلي بالك منها يا فؤاد …رغم اني عارف أنك هتاخد.بالك منها اكتر مني بس برضه خلى بالك منها …
قالها كريم بصوت متهدج وهو ينظر الى نسرين ابنته التي تتجنب النظر إليه حيث انها تطرق برأسها للأسفل تنظر الى تعانق كفها مع كف فؤاد …
ابتسم فؤاد بسماحة حتى بانت نواجزه وقال:
-في عيوني يا عمي متقلقش …
هز كريم رأسه وقد انهمرت دموعه وهو يجذبه معانقاً إياه..ربت فؤاد على كتفه مبتسما ..ابتعد كريم واقترب من ابنته مترددا ثم عانقها …تجمدت نسرين بين ذراعيه.ولم تشاركه عناقه…بدأ وكأن شوقها ناحيته قد خمد أخيراً….لقد فات.الاوان على عاطفته تلك فلم تعد تريدها!!!
ابتعد كريم والحزن يسيطر على قلبه بينما يرى ابنته بهذا الجمود…كان يتمزق حقاً ولكنه لم يدع.حزنه يمنعه من رسم ابتسامة سعيدة على وجهه مع نظرات.دامعة شكلت بمهارة وجه والد سعيد حتى البكاء من أجل ابنته ولكن لم يخفى الانكسار من عينيه وهو يقول:
-ربنا يجعل حياتك سعيدة دايما يا بنتي …ربنا يكرمك يارب …
هزت نسرين رأسها وهي تبتعد قليلا لكى تودع صديقتها المقربة ليان والتى لم تترك نسرين رغم الحالة النفسية السيئة التى تمر بها …
ابتسمت ليان في وجه صديقتها وهي تخفي دموعها بمهارة وقالت:
-هتوحشيني يا نسرين ..
أمسكت نسرين كف ليان وقالت :
-ما تيجي.معايا يا لي لي هننبسط اووي …
ضحكت ليان وقالت:
-أنتِ مجنونة ؟!عايزاني اجي شهر العسل ..ده فؤاد يأكلني ..لا انبسطي انتِ ونبقى نتكلم ماسنجر…
عانقت نسرين صديقتها بقوة وقالت بنبرة مختنقة:
-هتكوني كويسة؟!
سيطرت ليان على نفسها بقوة وقالت:
-اكيد.هكون كويسة …يالا روحي لعريسك …يالا
ابتعد نسرين عن ليان صديقتها وهي تقترب من فؤاد ليستقلا السيارة وينطلقان بها …. ..
تنهدت ليان وهي تقرر الانسحاب والذهاب لمنزلها …
استقلت سيارتها ليوصلها السائق الى المنزل …
رن هاتفها لتجده.عدي
-أيوة يا حبيبي ..
قالتها ليان بتعب. .
-ايوة يا لي لي ..خلاص الفرح خلص ..
-آه خلص…أنت جاي البيت النهاردة ولا ….
-ايوة بس اطمن على جواهر وأكد على عبير تبقى معاها وبعدين جاي ..
تنهدت ليان وهي تضع كفها على قلبها وتقول:
-مسكينة جواهر أنا عايزة اعزيها يا عدي ..عايزة اشوفها ..
هز عدي رأسه موافقا وقال:
-ماشي يا حبيبتي ..بإذن الله بكرة نروح أنا وأنتِ لعندها اتفقنا ..
-ماشي يا حبيبي اتفقنا ..يلا سلام،
ثم ودعت شقيقها وأغلقت الهاتف وهي تتنهد بقوة …
أسندت رأسها على نافذة السيارة ودموعها تتدفق من عينيها …تخبر الجميع انها بخير ولكنها ليست هكذا أبداً…هي تعاني …هي محطمة…تشعر بنيران تلتهمها …تتخبط ولا تدري لماذا تركها !!!!
وضعت كفها على قلبها وهي تربت عليه …لعلها تمنحه الراحة من تلك الالالم التى تنخر به …فجأة توقف السيارة بدوى مرتفع …شهقت ليان وهي ترتد للأمام ….تراجعت للخلف وهي تتأوه وتضع كفها على جبينها …فجأة نظرت بصدمة الى السيارة السوداء الكبيرة التي خرج منها أربعة رجال أقوياء يرتدون الأسود وعلى ملابسهم صورة للأفعى ….
خرج السائق ليتكلم ولكن دون اي تردد صوب أحدهما السلاح على رأسه وأرداه قتيلاً …
صرخت ليان برعب وهي تخرج من السيارة بقوة لا تعرف كيف امتلكتها وركضت من الناحية المقابلة وهي تطلب المساعدة ولكن هذا الطريق كان مهجور…لقد اخبرت السائق الا يسلك هذا الطريق ولكنه لم يأخذ برأيها ….. صرخت بقوة والرصاصة تصيب قدمها ….وقعت على الأرض وهي تبكي بينما تزحف على بطنها وهي تحاول ان تنهض فتفشل …توقفت فجأة وهي ترى أحدهما يقف أمامها …رفعت رأسها بتعب لتجده رجل غزا الشيب رأسه ..ينظر إليها بسخرية وعينيه السوداء تبرق بشكل مخيف …
-أنتِ بقا حبيبة القيصر الجديدة …طول عمره ذوقه هايل في النسوان…هزعل جدا لما اقتلك زي ما قتلت روان !!!
بهت وجهها وهي تنظر إليه …شعرت بالإختناق …هل هذا هو الذي دمر حياة موسى…كانت ترتجف بقوة والدموع تنفجر من عينيها …شعرت أنها سوف تموت بالفعل …هذا الرجل لا يعرف الرحمة…أخبرها موسى عنه بكل تفصيل…حاولت ليان تنهض وهي تبكي بينما صاموئيل ينظر إليها ويضحك بقوة …أخيرا وقفت على قدميها وهي تصرخ من الألم وبشجاعة لا تناسب الوضع الذي هي به بالمرة رفعت كفها وكادت أن تصفعه الا أن صاموئيل أمسك كفها وقال لرجاله وهو يضحك :
-الله ده القيصر طلع جامد مبيقعش الا مع الجامدين …حتى روان قبل ما اقطع رأسها عملت الحركة الغـ بية دي …
ثني ذراعها بقوة خلف ظهرها حتى انكسر …صرخت بقوة وكادت أن تسقط الا ان كفه اتجه الى شعرها وهو يمز قه في كفه …صرخت وهي تبكي …كان الأ لم يفوق احتمالها …تمنت ان تمو ت وينتهى الأمر فهذا الرجل يبدو انه لن يقتـ لها بطريقة سهلة ….
جذبها صاموئيل من شعرها وهو يجرها خلفه …يجبرها ان تسير على قدمها المصا بة ثم أتجه بها الى السيارة وصدم وجهها بباب السيارة حتى سقطت فاقدة للوعي ووجهها غارق بدما ؤه!!!!
ابتسم صاموئيل بشراسة وهو يراها وقال :
-خدوها عشان نلفها ونبعتها هدية للقيصر!!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط