-سُليمان؟
كانت نظراته وملامحه تعبانة كأنه كان بيجري من مشوار بعيد
ضمها ليه كان قافل ايديه عليها كأنها عصفور هيطير منه كان بيبكي وكلامه طالع بالعافية منه
-هلكت……هلكتُ بدونك،لا أتذكر كيف كانت الايام بدونك ولكني…..مُتعب ومهزوم أيضاً
-أحيتني ضمتك لي الأن ،الأن فقط أشعر بي، أشعر أنني بالوجود
كانت مزهولة من منظرهم ومقهورة كمان،
لآخر لحظة كانت متمسكة و بمشاعرها ليه
كانت منتظرة حاجة تتصلح وتصارحه بأحساسه ناحيتة
غصب عنها دموعها نزلت ،
لفت عشان تمشي لأي مكان واي حتة ممكن تبعدها عنهم نهائي
وقفتها منة الله
-ستذهبين مرة أخرى دون أي تفسير لما يحدث،دون توضيح
بصت لهم ضحى بخيبة أمل وبكى
-أنا أسفة…بس انا لا أعرف حتى ما يحدث لي
سابتهم وجريت للقصر ،في كل خطوة كانت بتجريها كنت بتفكتر الكام ذكري الي عاشتهم معاه من اول ما فاقت لغاية ما أستقبلته وهو بيعبر لها عن أشتياقه
عيونها موقفتش دموع لغاية ما وقعت علي الارض فقدت وعيها
-أنا فين؟
-بغرفتكِ يا ضُحى أرجوكِ لا تُرهقي نفسك
كان صوته هو وكلامه هو وقلقه وخوفهُ هو بس مكنتش هي نفس نظراته ولا أحساسه الي كان بيطمنها ويحتويها
-ستصبحين بخير لا تقلقي
بصت علي الي بتتكلم وكانت منة الله الي واقفة جنبه مبتسمة ليها كان شكل هدومهم متغير عن أخر مرة شافتهم فيها
كانت العلاقة بين سُليمان ومنة الله واضح أنها أتحسنت أكتر من الاول
-كم مر من الوقت وأنا نائمة؟
كانت بتسألهم وهي بتتحاشى النظر ليهم
-مر يومان منذ فقدتي وعيك
مكملش سُليمان جملته ولقيت جويرية داخلة بتجري عليها بحماس لغاية ما حضنتها جامد
-أنتِ بخير الان يا أميرة لا تقلقي
أبتسمت ضُحى علي برأتها
-اااه لدي خبر سيجعلكِ بخير الان
-ماهو يا جويرية؟
-ألم أخبركِ يوماً بأني أتمنى أن يكون أبي حنونا مثل الملك….
الملك هو والدي
جويرية كانت بتتكلم بمرح طفولي وحماس كبير
لكن ردة فعل ضُحى كانت غير كده
فضلت تبكي فجأة غصب عنها بحرقة بكيت كتير كتير
-أسفة هل أزعجتكِ بهذا الخبر
حاولت ضحى تهدي نفسها وتجاوب جويرية بأبتسامة مزيفة
-لا لا أبكي من سعادتي بأنكِ وجدتي والدكِ أخيرا هنيئا لكِ بأب كهذا
-أرتاحي الأن ونتحدث لاحقا
كانت أخر كلمات قالها سليمان قبل ما ياخد عائلته ويخرج من أوصتها
فصلت مكانها باصة لفراغهم ضمت ركبها لصدرها وبدأت في نحيبها كان قلبها مقهور
مفيش أصعب من أحلام بتعيش حياتك عليها ومشاعرك لشخص حتى لو مكنش عارفها بس ده كفيل يخليك قوي
وفجأة ومن اللا شئ تيجي واحدة تانية تاخد أحلامك وتعيش مكانك وقتها هتموت بمشاعرك وبس…..
فتحت دفترها وهي لسه بتبكي
(أنا مخزولة اوي…….أحساس مؤلم و وحش جدا
قلبي معصور حزن وتعب ،تعب من محاولاتي الي بتفشل كل مرة وروحي الي هلكت
صعبان عليا نفسي أكتر من اي وقت عدى
مش عارفه هل ده غلطي من البداية لأني أخدت مكان مش مكاني وسبت لقلبي القرار
ولا لأني متحبتش منه وعشت مشاعر في الهوا في خيالي….
أتمنى أمشي من هنا ،اتمني أرجع لوحدتي تاني علي الاقل مجربتش فيها وجع القلب وكسرة الروح)
كانت بتمر عليها الايام وحالتها النفسية بتذداد سوء
مكنتش بتخرج من أوضتها ولا بتتعامل مع اي حد في القصر رغم محاولات سُليمان ومنة الله في مساعدتها ألا أنها كانت بترفض بشدة
-أتسمحين لي بالدخول؟
-أتفضلي يا منة الله
-الحزن لا يليقُ بكِ أنتِ لم تُحبيه يا ضحى
-ماذا؟
-أنتِ لم تحبي سُليمان يوما
لم تنظري أليه يوما كحبيب
رأيتيه دائما أخاكِ وخليلكِ
كنت أغار أحيانا من شدة حبهُ لكِ
كان يُفضلكِ كثيرا على منذ أن كنا صغار كان يُناديكِ بصغيرتي لأنكِ أصغرنا ،يوم أختفيتي قال فقدت أختي وابنتي ويوم وجدكِ قال لقد كبرت أبنتي
كان دائما يقول أنه لن يزوجكِ إلا لرجل يُشبهُ ليعاملكِ مثله
كنتِ تضحكين كثيرا وتقولي بأنكِ لا تُريدين مثله بل أجمل
ونضحك ثلاثتنا
لا أعلم ماذا حدث وكيف أنقلبت الأمور
فجأة لم يتعرف علي وكأنه لا يراني حتى أنتِ كانت الدهشة مسيطرة عليكي
قرر وقتها الزواج بكِ فجأة ودون سبب قررت حينها الذهاب لابعد مكان لم أستطيع أكثر
كان القصر مليئ بأستعدادات زفافكم
عزمتُ على الهروب بعيدا
حتى اوقفتيني وقتها أخبرتني بأنكِ لا تودين الزواج منه ولا تعلمين ما يحدث معه
وعدتيني حينها بمساعدتي
ما جعل ذهابي أكثر صعوبة عندما علمتُ بحملي
قررت أن أنتظر حتى تتصلح الأمور
حاولتِ جاهدة وقف الزواج ولكنه كان يرفض مرة خمس سنوات كنت حينها بملحق الخدم لم أيأس يوم كان يُكفيني أنني جانبه حتى وإن لم يعرفني
ذادت السنين وكبرت أبنتي وما كان يُشغله حينها حروبه الكثيرة مع الناغول
حتى أتى يوم الأحتفال بنصره عليهم قرر موعد عقد قرانكم
واختفيتي بعدها لفترة قصيرة
أستطاع وقتها التعرف علي لأول مرة بعد خمس سنوات
خمس سنوات وانا أتألم وأُقهر بدونه
ظننتُ بأن كل شئ عاد كما كان وانكِ لن تعودي ولكنكِ عودتي
وعاد هو كالسابق مرة أخري …..