روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 20

بعد تبرير شادي لهمس عن وقفته مع خلود الا أنها لم تقتنع بكلامه فعزمت امرها علي الذهاب الي ساميه لمواجهته ولكن تناست امر انه في المصنع…دلفت الي عمتها وبعد السلام والترحيب بها…تطلعت ساميه الي همس بقلق وكادت ان تسألها لولا انفجار همس امامها

=هو ابنك ده مش هيبطل…زمان كانت قمر وحلفلي انه مخطط…وانه مبيحبش حد غيرى…ودلوقتي لما جت الشيطانه خلود بدأ يعطف ويلطف.

انفرجت شفتي ساميه بذهول وقالت

=وهي خلود هتبصله برضه يا همس…احنا كلنا عارفين كويس خلود جايه علشان مين…تعرفي ان كان نفسي ان يبقي هدفها شادي مش غيث.

قبضت همس علي يدها بغيظ وقالت

=نععم…كان نفسك يبقا هدفها شادي…ليه بقا ان شاء الله…للدرجه دي مستقلين بيا…وبمشاعرى…وديني لو اعرف انها بتبصله لاولعها حريقه.

قهقهت ساميه من الضحك وقالت

=اهو علشان كده كان نفسي يبقا هدفها شادي…علشان شادي في نمرة متوحشه وراه متربصه لاي واحده تبصله…انما غيث يا عيني عليه.

همس بغيرة

=للدرجه دي بتحبي غيث اكتر من شادي…وبتحبي قمر اكتر مني…انتي ليه كده يا عمتي…بتستقلي بيا دايما…مع اني بحبك جدا…وشادي كمان.

حدقت ساميه بها وقالت

=ايه الهبل اللي انتي بتقوليه ده يا همس…من امتي وانا بفرق في الحب بينكم…انتو كلكم عندي زى بعض…بالذات انتي واختك ولذلك انا كان نفسي فيكي بالذات تبقي مرات شادي.

همس باستهزاء وعنف

=اااه …كان نفسك فيا انا بالذات اكون مرات شادي…اكون مرات الصايع…اللي مش عارفه تلميه…بس هقول ايه هو هيجيبه من برا…طالع لابوه.

اشمئزت ساميه من حديث همس حيث انها ذكرتها بغصون فهبت قائله بسرعه

=انتي اللي طلعتي لامك يا همس…مش شادي اللي طلع لابوه..شادي لو كان طلع لضياء…كان عمل فيكم حاجات تخليكم تندموا طول عمركم عليها.

خفضت همس رأسها ارضا لانها علمت بوقاحتها مع ساميه فتحدثت أسفه

=انا اسفه يا عمتي…سورى…اسفه يا ماما…مش حضرتك ماما برضه…انا والله قلت كده من غيرتي عليه…وديما شايفه فيه صورة عمو ضياء.

جلست ساميه وتحدثت بهدوء قائله

=لو هتفضلي شايفه صورة عمك ضياء في شادي طول عمرك…حطي في دماغك ان كمان شادي هيفضل شايف صورة غصون فيكي…

وضعت همس وجهها بين كفيها تبكي قائله

=عارفه …ولذلك بحس كتير انه مش بيحبني…علشاني بنتها…وخصوصا بعمايلها معاكي ومع وديعه…وعلاقتها بوالده…بس اعمل ايه محدش بيختار اهله.

اخذتها ساميه بين احضانها تربت علي كتفها قائله بحنان

=اهله…وهو مين اهلك يا همس…مش انا برضه مامتك…يا هبله…شادي هو اللي جرى علي جدك وطلبك منه…احنا مش فرضناكي عليه.

ابتسمت همس بألأم قائله

=عارفه ان محدش فرضني عليه…بس كان نفسي ميستناش للاخر …بعد كل الخطط والالعاب دي …وبعدين يطلبني…ساعتها حسيت اني اخر مرحله في قطر حياته.

ساميه باندهاش

=قطر حياته…نهار اسوح…بت يا همس…انتي اتهبلتي…الظاهر قعدتك مع البت وديعه جابتلك لطف…قال قطر حياته قال…الواد لسه في ريعان شبابه.

ابتسمت همس وقالت

=سورى مش قصدي…بس برضه…مش هنسي…انه اول ما شاف الشيطانه خلود…انبهر بيها…فيها ايه زياده عني…ده انا قمر…بس هو اللي عينيه زايغه.

ساميه بخبث

=واللي عينيه زايغه نعمله ايه…اوعي تفقعيها له …اموتك…ده ابني حبيبي برضه…همس يا حبيبتي …الراجل مش بيحب الست الغيورة اوى.

انتبهت حواس همس لحديث ساميه وقالت

=والله الراجل مش بيعجبه كل الاحوال…لا الغيرة الزايده…ولا قله الاهتمام…عارفه لو كان بيغيرني بيها زى ما غيث بيعمل…كنت قلت ماشي.

قطبت ساميه جبينها وقالت

=هو غيث بيغاير قمر بخلود…مش معقول…غيث مش بتاع الحاجات دي…ذاتا مش باين حاجات من دي…حتي انا حاسه انه مش متقبل وجودها.

لوت همس شفتيها وقالت

=هي وديعه ما قالتمش قالت ليكي اللي حصل امبارح في اوضه المكتب…او اللي كان هيحصل…والله البت وديعه دي جدعه …دي لولاها كانت قمر انهارت.

انتبهت ساميه لما تقوله همس واستفسرت قائله

=هي وصلت الانهيار…ووديعه كمان عارفه…انتو ايامكم سودا…كله الا قمر…وضحي كانت فين من الهبل ده…حسابكم عليا نفر نفر…وانتي سيبتيها كالعاده ولولا وديعه انقذتها؟

خافت همس من ادفاع ساميه وتوترت وارتبكت وقالت

=انا كنت همنعها تنزل المكتب…بس لقيت وديعه دخلتله…فقلت اكيد مش هيحصل حاجه بينه وبين خلود في وجود وديعه…وبعدين طنط ضحي سمعتها حاولت معاه كتير وهو مفيش فايده فيه.

جزت ساميه علي اسنانها من الغيظ وقالت

=بقا كده يا غيث …ماااشي…مش فاهمه انت عايز توصل لايه مع البنت…مش مكفيك الحاله اللي وصلتلها قبل كده…ومانع بابا يدخل…لاا انا بقا اللي مش هسكت له المرة دي.

همس بتبرير لما حدث

=لا خلاص …ما هو وديعه قالتله حاجه …بس مش عارفه هي ايه…خليته لما قمر دخلت …كان عمال يدلعها اخر دلع.حتي خلود كانت خارجه من المكتب وهتولع في نفسها.

تحدثت ساميه بانفعال قائله

=اه ماشي بنظام يطلع سابع سما…ويوم ما هتضايقه هينزلها سابع ارض…والله عال يا ست وديعه…بقيتي بتخبي عليا حاجات…اما وريتك مبقاش انا ساميه.

همس بابتسامه نصر قائله

=شفتي يا سمسمه…انا بحبك ازاي…وبقيت فتانه علشانك…علشانك هتبقي حماتي هقولك علي كل صغيرة وكبيرة بتحصل في القصر…

ابتسمت ساميه بسخريه وقالت

=وطبعا يا انسه همس…حضرتك عايزة المقابل…اني اشدلك ودان ابني شادي…واخليه ميجيش القصر الفترة دي…لغايه ما الشيطانه تنصرف.

ضحكت همس ضحكتها الرنانه وقالت

=ايوه بقا يا سمسمه…هو ده اللي انا عايزاه…والحمد لله اني مجتش ولقيته…والا كنا شبطنا في بعض…ومكنتش هعرف اخد حقي منه…

ابتسمت ساميه وقالت

=ماشي يا همس…اوعدك اني هربطه في رجل السرير…بس لو طلع من المصنع وفجأه جالكم بحجه يشوفك…ولا افرضي الشيطانه راحت المصنع.

برقت همس بعينيها وقالت

=..ساعتها هكون ريا اللي هتقتل خلود بالسكينه…وهو كمان هيتحاسب حساب الملكين…هعبيه في اكياس…وهتقروا عليه الفاتحه…ان شاء الله.

قهقهت ساميه من الضحك بسبب همس حتي ادمعت عينها …حامده ربها انها وجدت هذه المجنونه التي تعشق ابنها بجنون.

بعد كلمات وديعه لغيث عن قمر وعن مبادراتها بالعلاج النفسي حتي تصبح له زوجه قولا وفعلا…انفجرت اساريره ..عازما امره ان يريها اياما وليالي معسوله بدون الاقتراب منها حتي تطلب هي وحدها القرب…ذات ليله من الليالي طلب منها ان تتجهز للسهرة معه…ارتدت كنزة ناصعه البياض بنصف كم…تصل الي بدايه خصرها وارتدت تحتها تنورة بيضاء واسعه مزركشه بالوان ربيعيه جميله …فردت شعرها اللبرتقالي النارى ووضعت مكياجا خفيفا لها…وهبطت الي الاسفل لتجده ينتظرها في بهو القصر…حيث تقدم منها مقبلا يدها بعشق…متبطأ ذراعيه خارجين من باب القصر يفتح لها باب السيارة لتدلف وتجلس بجانبه…لينطلقا غافلين عن الاعين الغاضبه التي تنظر لهم من خلف ستار نافذتها …متوعده لهم بفشل هذه العلاقه وتحطيم قلوبهم…توقف غيث في بسيارته في مكان خالي من الناس…يلف نفسه اليها…اخذها يديها في يده قائله بعشق

=اعمل فيكي انا ايه دلوقتي…بصراحه مش عايز اروح بيكي اي مكان عام…وفي نفس الوقت بتخنق لما بنكون في الاوضه سوا…بحس اننا محبوسين.

وضعت يدها علي وجهه قائله بحب

=طب ويا ترى الحبسه معايا حلوة ولا وحشه…انا عن نفسي عندي استعداد افضل طول العمر محبوسه معاك…واكون سجينه حبك…بس يا ترى انت زى كمان.

تنهد غيث بحرارة وقال

=زيك واكتر كمان…انتي مش سجينه حبي…انا اللي سجين حبك…وانتي احلي سجان شفته في حياتي…لدرجه اني مش عايز حد يشوفه غيرى.

فكت قمر حزام السيارة ونزلت الي الاسفل لتستشق الهواء قائله بسرور وسعاده

=انا كمان مش عايزة اشوف حد غيرك…نفسي اعيش في دنيا…يبقي انت وانا فيها بس…من غير ناس…ومن غير هموم ولا احزان…من غير ماضي.

جذبها الي احضانه بكل قوته وقال

=قلتلك انسي الماضي…او لما تيجي تفتكرى…افتكرى الحلو اللي فيه وبس…اللي هو انا…انا اللي هبقي الحاضر والمستقبل ليكي…اللي عمرك ما هتندمي عليه.

دمعت قمر وهي بين احضانه قائله

=انا عمرى ما هندم اني ارتبطت بيك في يوم من الايام…انا كنت هندم بجد لو ارتبطت بحد غيرك…انت جيت في الوقت المناسب يا غيث.

تنهد غيث بسعاده قائلا

=عارفه يا قمر لو كان جدك مكنش أمر اننا ننزل مصر…كنت هنزل من غير اذن…وكنت هخطفك ليله كتب كتابك…واللي يحصل يحصل.

حلقت قمر من سعادتها وخرجت من احضانه قائله

=يااااه …للدرجه دي يا غيث…طب ياريت كان ده حصل…كان هيبقا احلي خطف حصلي في حياتي…هو صحيح في اوله كنت هبقي خايفه…بس بعدها كنت هفرح جدا.

ابتسم غيث وقال

=ربنا يفرحك ديما يا حبيبتي…بصي في مطعم انا اعرفه بتعامل معاه…هو مفيش عليه اقبال…باين كده اكله من لحم الحمير…بس مش مهم…اهم حاجه انه يكون فاضي…ايه رأيك؟

قمر بضحكتها الرنانه تقول

=لحم حمير…يا الهول…للدرجه دي …علشان محدش يشوفني…هتأكلني لحم حمير…هو انا هينه عندك للدرجه دي…مكنتش عارفه انك بخيل يا غيثوو.

نظر لها غيث ببلاهه اصر مااسمه الذي نطق من بين شفتيها وبلع ريقه لاستدراك الموقف قائلا

=انتي قلتي ايه؟

ابتسمت قمر بخبث وقالت

=مكنتش اعرف انك بخيل.

جز غيث علي اسنانه قائلا

=كملي

ابتسمت قمر بمكر وقالت ببلاهه مصطنعه

=اكمل ايه…بس خلاص…انت هتنهب؟

جذبها غيث من خصرها وقال

=قمر والله لتقولي اسمي تاني

وضعت قمر راسها علي صدره وقالت

=غيث

قام بقرصها في كتفها حتي انها تأوهت وقال لها

لو مقولتيش كنتي بتقولي ايه هسيبك وهمشي.

ارتفعت بوجهها تقف علي اطراف اصابعه تقبله في وجهه بنعومه هامسه في اذنها قائله

=غيييثو.

تأوه غيث من هذه الكلمه وقال

=بس كفايه…انا غلطان…الحمد لله اننا في الشارع…مش عارف انتي عايزة تعملي فيا ايه…الظاهر الجوع خلاكي تخطرفي في اسمي…ارحميني ارجوكي انا ابويا ميت ويتيم

قهقهت قمر من الضحك وقالت

=تعرف …انا كده شبعت…علشان انا حاولت اقول حاجه من جوه قلبي…شفت انا اطورت ازاي…ولسه…في خطوة في حياتي اخطيها بس…وهكون ملكك وللابد.

علم غيث انها تتحدث عن الطبيبه النفسيه ولا يعلم انها ستذهب الي طبيبه نسائيه…يا ترى لو علم بهذا الامر ماذا سيفعل بها…وهل سوف يعلم ام سيمر الموقف في كتمان وسريه
عوده للموقف الحالي

تنهد غيث بسعاده وقال

=يعني كده اقدر اقول…فاضل علي الحلو دقه…ماشي يا قمرى …وانا مستني…اقولك…احنا ملحقناش نبقي مخطوبين…ايه رأيك انتي خطيبتي وانا خطيبك.؟

قفزت قمر علي اقدامها من السعاده وقالت

=هييييه…ايوةبقا…اخيرا حلمي اتحقق…وهبقي مخطوبه…بس هو في مخطوبين بيناموا في اوضه واحده…وعلي سرير واحد…بس هقولك مش مهم مش مهم اهم حاجه واحنا بره القصر نعيش اللحطه.

اقترب منها هامسا بعذوبه في اذنها قائله

=انا هعيشك مش بس لحطات…انا هعيشك عمر بحاله…في سعاده…لغايه ما تحني عليا…وتدوبيني في عشقك…اكتر ما انا دايب…انا بحبك اوى يا قمر.

همساته دغدغدت مشاعرها فتنحنحت قائله

=وانا كمان بحبك اوى يا غيثو…وعلي فكرة انا رجعت جوعت تاني…امرى لله وديني مطعم الحمير اللي قلت عليه…انا كمان مش عايزة اشوف حد

اخذها غيث مرة اخرى الي الاسيارة ليذهبا الي المطعم ليتناواوا العشاء في عشق ورومانسيه

بعد العشاء

ضحكت قمر وقالت

=بذمتك ده اكل حمير…ده اكل ملوكي…انا في حياتي ما أكلت اكل بالطريقه الجميله دي…احنا هنيجي هنا دايما…واوعي تقول لحد عليه.

ابتسم غيث وقال

=اطمني من الناحيه دي…انا في حاجات خاصه في حياتي…مبحبش حد يعرف عنها حاجه…حتي والداتي…اما انتي مقدرش اخبي عنك حاجه…قومي اغسلي ايدك يالا علشان نروح.

نهضت قمر وغسلت يدها وخرجت لتجد المطعم مظلما فيما عدا ضوء خفيف لامع يطل منه غيث متقدما اليها راكعا علي احدي ركبتيه يفتح بيده علبه قطيفه ليخرج منها خاتما جميلا وهو يقول

=انا زعلان من نفسي اوى …اني ملبستش ليكي الخاتم بايدي…علشان كنت بمثل عليكي اني عبيط واهبل…بس خلاص جه وقته…الخاتم ده معايا من قبل ما اجي مصر…واصريت ما اعطيه لماما…علشان انا اللي اعطيهولك…واقولك اني بحبك اوى يا قمر.

قمر بصوت مبحوح من اثر السعاده كتمت انفاسها وقالت

=انا كمان بحبك اوى…بخاتم او من غير خاتم…ان حاسه اني سعادتي اكتملت بيك…ونفسي اكملك سعادتك…واوعدك انه هيحصل وفي اقرب وقت

ارتفع غيث ليضع الخاتم في اصبعها وهو يقبل يدها بحنان قائلا

=…انا قصدت احطه في الايد اليمين…لغايه ما يجي اليوم اللي تخليني فيه انقله للايد الشمال…وانتي اللي هتطلبي ده بنفسك…وعلي فكرة أنا مش مستعجل.

احتضنته قمر بسعاده وحب وعشق متملكه اياه بذراعيها عازمه امرها ان تحل امر الطبيبه النسائيه.

بعد ليله انقضت من العشق والحب بين غيث وقمر…نعمت بالنوم في احضانه مطمئنه هادئه…متأمله في غد مشرق حاملا لها الكثير من السعاده والهناء.. حيث كانت تنام وهي علي وعد بالذهاب الي الطبيبه النسائيه لمعرفه حالتها جيده.. متأمله في حديث عمتها وحديث وديعه…اما عن غيث كان قد دخل السرور الي قلبه منذ علمه بأنها سوف تتعالج نفسيا لاجله…حتي انه تناسي أمر خلود ومهمتها وخطتها معه…منتظرا اشارة واضحه من قمر ليبعث خلود الي المكان الذي جاءت منه …ولكن قمر بالفترة الاخيرة لم تتطرق معه بالحديث عن خلود…يبدو انها تستنكر وجودها…وهذا ما يعجبه أكثر…لانه يحب قمر في قوتها وليس في ضعفها…لان ضعفها ينيهها…في صباح اليوم التالي استيقظا سويا…ليرتدي ملابسه ذاهبا الي المصنع…وهي استدعت وديعه واخبرته انها سوف تخرج معها للتسوق سويا..فاستنبط انه ما دام الامر متعلق بوديعه…اذن انهم سيتناقشون في الامور النفسيه…تمني ان يذهبا لحمزة …ولكنه يعلم بذكاء قمر…التي لاحظت صداقهتهم منذ البدايه…وتأكدها ان حمزة مخزن اسرار لغيث…هاتفت قمر وديعه لتأتيها علي الفورلتأخذها قمر الي الطبيبه فاعتذرت منها وديعه نظرا لذهابها الي المصنع مع همس بعد علمهم بوجود خلود في المصنع…أيضا عندما ذهبت وديعه الي العياده انتبهت بعدم وجود حمزة بها فتيقنت أنه بالمصنع حيث توجد الشيطانه خلود…فاقتنعت بحديث همس بضرورة الذهاب الي المصنع معا …وبالفعل تم الأمر

في المصنع

كان غيث يباشر علي الالات بالأسفل في حين جاء حمزة وصعد الي مكتبه ليتفاجئ بوجود خلود فدخل بمرح قائلا

=خلود عندنا…يا مرحبا ي مرحبا…نورتي المكتب يا خوخه…والله ليكي وحشه ي حجه…أنا عرفت غيث بعتلي ليه النهارده…أكيد علشان أحميه منك.

نظرت له خلود بخبث وعضت علي شفتيها السفليه ونهضت بتغنج وتقدمت منه تمسك بياقه قميصه قائله

=اخص عليك يا حمزيكا…للدرجه دي أنا بخوف…وغيث جايبك علشان تحميه مني…طب مخافش عليك مني يا حمزيكا…ده حتي انت مش مستقر عاطفيا.

وفي هذه اللحظه دلف شادي لكي يستلم توقيع غيث علي بعض أوذنات الصرف لتتسع حدقه عينيه وهو يشاهد هذا المنظر ليرمي بالملف علي سط المكتب وهو يتفحصهم قائلا

=مش مستقر عاطفيا يا حمزيكا؟…ليه ي أخويا؟…انت مش طلبت مني ايد البت وديعه وقعدت تقولي بحبها…وهموت لو متجوزتهاش…وديني لأفضحك.

ليدلف غيث وتتعالي ضحكاته قائلا

=وماله انت تفضحه…وأنا أفضحك وأقول علي المغازله اللي غازلتها لخلود أول أمبارح وهي خارجه من القصر…لما قلت ليها طيرى انتي قبل ما همس تيجي تطيرك.

لتدلف همس في هذه اللحظه ويبتلع شادي ريقه وهي تصفق بيدها وتستدير حول شادي قائلا وهي تميل علي أذنه

=انا احساسي ميخيبش أبدا…أنا قلتلك يا وديعه ان الاتنين دول هيقعوا في شباك الهانم…شفتي بعينك محدش قالك…واحده ما راح شغله علشان الهانم…والتاني مش بيقول الحق وبيكدب عليا .

نظرت وديعه الي حمزة الذي لطم علي خديه وكأنها مسكته بالجرم المشهود وقالت وصدرها يتعالي من ضيق التنفس

=انت مش بتحبني؟وعملت عمايلك علشان بس أوافق…وفي الأخر بتطلع تخوني…ليه؟ …أنا عملتلك ايه…وبعدين ملقتش الا دي…ليه ان شاء الله.

تقدم حمزة منها قائلا

=لا مش ممكن تكوني انتي وديعه اللي حبتها..انتي بقيتي قمر النكديه…لا يا وديعه انتي عارفاني…ما هي خلود كانت قدامي في فرنسا…ومع ذلك عمرى ما فكرت أبص ليها.

تدخلت خلود بخبث قائله

=بقي كده يا حمزيكا…مكنش العشم…بس مالك يا ديعا…انتي صحيح قلبتي علي قمر كده ليه…سبحان الله من ساعه ما دخلتي عليا المكتب أنا وغيث وأنا بتخيلك قمر الزمان…وأصلا أنا بعزها أوى.

حاول شادي استعطاف همس قائلا

=همس …أقسم بالله أنا ما عملت حاجه…ده غيث كان بيهزر معايا…علشان قلت لحمزة هفضحك…بس أنا والله ما عملت معاها حاجه…أنا بحبك والله يا همس.

رفع غيث حاجبيه ليغيظهم ويتنهد براحه قائلا

=متصدقيش يا همس…متتصوروش قد ايه فرحان فيكم كلكم…وانتو واقعيين في بعض…اشربوا شويه من اللي كنت بشوفوه مع قمرى…

اغتاظت همس من غيث وأرادت أن تضايقه قائله

=وهي فين قمرك يا سي غيث…دلوقتي بقت قمرك…الله يؤحم كنت من كام يوم هتعمل فيها ايه…لولا البت وديعه…بت يا وديعه انتي مش كنتي خارجه مع قمر النهارده هي خرجت لوحدها ولا ايه؟

ابتلعت وديعه ريقها وارتبكت قائله

=اااه…هي سبقتني …وأنا قلتلها اني هخرج معاكي ونروح نقابلها…بس انتي شايفه…جينا اتلقينا ايه…حاجه كده تنسي الواحد اسمه…يالا.

هنا تمسك بها حمزة من يدها قائلا

=يالا فين…مفيش مرواح من هنا الا لما تثبت برائتي…المتهم برئ حتي تثبت ادانته…وأنا والنيعمه ما عملت حاجه ده هي اللي غرغرت بيا.

تعالت ضحكات خلود قائله

=حمزيكا صادق يا ديعا…أنا كنت بهزر معاه…علشان يبطل غلاثه معايا…وميدخلش في اللي ملوش فيه…وانتي كمان احذريني يا ديعا…

تضايق شادي من الأسلوب التي تحدثت به خلود مع وديعه وتهديدها الصريح لها فقال

=أختي مبتخافش من حد يا خلود هانم…ولو شايفه الغلط قدامها هتصلحه…حتي لو هتخسر حاجات كتيرة قصاده…وهمس خطيبتي كذلك.

شرد غيث في قمر وقال

=يعني وديعه مبتخافش…ولا همس كمان…أومال مين اللي ممكن يخاف من خلود…قمر مثلا…بس لو خافت منها …هتستسلم ولا هتنتصر في الاخر.

ابتسمت همس بخبث ونظرت الي خلود بقسوة قائله

=هتنتصر طبعا يا غيث…كفايه انها ملكه متوجه علي عرش قلبك…وده من زمان…من أيام ما كنتو صغيرين…وبعدين احنا بنات الشريف برضه.

تذكرت وديعه أمر قمر وضرورة الذهاب الي القصر للاطمئنان عليها فتحدثت بلهفه قائله

=همس كده مش هينفع…احنا اتأخرنا علي قمر…بصوا احنا مش زعلانين منكم…بس هنحاسبكم ها..ومش هنعدي الليله دي مرور الكرام.

وأخذت همس ورحلت أما عن حمزة وشادي ظلا ينظرا في أثرهم ببلاهه جعلت خلود تتعالي ضحكاتها…أما عن غيث فقد كان شاردا بقمره وخروجها بمفردها…فهو يعلم جيدا انها لا تطيق الذهاب الي أي مكان بمفردها…فعزم أمره بالاتصال للاطمئنان عليها.

ذهبت وديعه وهمس الي القصر مع اندهاش همس من تصرفات وديعه واصرارها علي الرجوع الي القصر …صعدت وديعه درجات السلم بسرعه ووصلت الي غرفه قمر تسألها بتوجس قائله

=هااا ياقمر…روحتي لدكتورة امراض نسا …ولا نسيتي…الوقتي بيجرى…وبصراحه انتي مبقاش عندك وقت…وخايفه لخلود تكسبك.

تحدثت اليها قمر بدهاء حتي أنه أثاروانبهار وديعه بقوة قمر قائله

=بقا أنا تكسبي خلود…بصراحه بعد اللي حصل النهارده …ومرواحي لدكتورة النسا….واني طلعت الحمد لله عذراء..وبعد موقف المكتب…انا اكتسحتها مش كسبتها وبس…دي كانت هتفرقع من الغيظ…لدرجه انها كان نفسها الارض تنشق وتبلعها.

كالعاده همس تتصنت علي الابواب لأنها تغير من علاقه قمر بوديعه…تعتبر أختها ملكيه خاصه ولا بد ان يكون اسرار قمر معها…ايضا تود ان تكون وديعه معها مثل ما قمر فبالنهايه هي اخت خطيبها.. من تسرع همس تدخلها في اي وقت لتخبر الذي أمامها انها كاانت تتصنت عليهم …دلفت همس لتستفسر منهم قائله

=بقا كل ده يطلع منك يا قمر…يعني انتي كنتي عارفه انه هيعمل عليكي خطه علشان تنهارى…وبعتي البت وديعه علشان تدخلي في الوقت المناسب؟

ابتسمت قمر بخبث وقالت

=اومال كنتي عايزاني أدخل عليهم وهما في الوضع ده وأخسره…لا طبعا…ده انا مكنتش هنزل ابدا…لولا ان عرفت ان وديعه دخلت المكتب عليهم.

هنا دخل عليهم شخص خاطئ في وقت خاطئ الا وهي غصون وهي تسمعت لمحادثتهم من لحظه ما تحدثت قمر عن ذهابها الي الطبيبه النسائيه وتأكدها أنها عذراءولكن عندما {ات همس تصعد الدرج اختفت لتسمع الي بنتها وهي كيف تغلبت علي خلود…دلفت خصون تربع ذراعيها فوق صدرها تتمايل في حركتها تسأل قمر بمكر قائله

=مكنتش اعرف ان وديعه دورها فعال كده…ويا ترى بقا يا وديعه…انتي اللي قولتي لصحبتك عن دكتورة نسا كويسه…علشان تطمن ان كانت عذراء ولا لا.

حدقت قمر في غصون وصمتت وابتلعت ريقها هاتفه بتوتر

=ايه اللي انتي بتقوليه ده ياماما…دكتورة ايه وكلام فارغ ايه…وبعدين مش يمكن اكون حامل…وعايزة اروحلها علشان أتأكد …ولا هو حضرتك لازم تتهميني وخلاص.

ضحكت غصون بسخريه وقالت

=اتهمك…اتهمك انك مخلتيش غيث يقربلك لغايه دلوقتي…علشان شاكه ان شادي اغتصبك…ولا اتهمك انك بتكذبي علي جوزك وخليتي وديعه تفهمه انك راحه لدكتورة نفسيه؟

كان الباب مواربا وجاءت ساميه لتطمئن علي قمر لتدلف تهتف بحيرة قائله

=ايه اللي انتي بتقوليه ده يا غصون …ووديعه مالها ومال الكلام ده…وبعدين انا ميت مرة قلت الموضوع ده يتقفل…وشادي ابني معملش حاجه في قمر.

ابتسمت غصون بسخريه وقالت

=والله يا ساميه يا حبيبتي انا متأكده ان ابنك لا يجرأو يعمل حاجه في بناتي…بس هنقول ايه للهبله اللي كانت متأكده من كده…ولا بنتك المصون راحت تدورلها علي دكتوة امراض نسا.

جلست ساميه تتمالك اعصابها ثم نظرت لقمر ووديعه بلوم قائله

=بنتي انا هعرف احاسبها كويس…اما انتي يا قمر…احمدي ربنا ان غيث معرفش ..لان غيث لو عرف بالكلام ده …صدقيني مش هيسامحك لانك كده بتفضحيه.

نظرت قمر الي ساميه بأسف ثم تحدثت بحزن قائله

=انا كل الليعملته ده…علشان احافظ علي غيث…كان لازم اتأكد يا عمتي…علشان ابقي عايشه مرتاحه…مش مقصرة في حقه…مش احسن ما تأخده خلود مني.

ردت عليها ساميه بحنق قائله

=انتي لو خايفه انها تأخده منك…يبقي من الافضل تتنازلي انتي عنه…ليها او لغيرها…لان غيث مش بيحب الضعف…غيث عايز واحده قويه مبتخافش زى خلود.

هزت غصون رأسها باستمتاع قائله

=يبقي حلال عليها خلود…بصراحه ياريتها كانت واحده من بناتي…بدل ما انا مخلفه بنات عرر…كسرين نفسهم ونفسي…يالا هنقول ايه وقال ايه راحت لدكتورة امراض نسا اطمنت وعرفت انها عذراء …ايكش يولع…هو يطول اصلا يلمسك…الحمد لله انه لسه ملمسكيش…انا لو منك اطلق منه واتجوز سيد سيده وانا لسه بورقتي السوليفان.

اتسعت حدقه عين قمر بصدمه كيف لامها ان تتفوه بهذه الجمل والعبارات …جمل تحمل الكرة والبغض والسخط عليها وعلي عشقها لتشيح بوجهها الي الجانب الاخر لتجد غيث واقفا امام باب غرفتهم متسمعا لكل حديثهم متربص لها كالذئب…لتشهق لينتبه الجميع علي وجوده امامهم…ليأمرهم جميعا بالخروج …ليخرجوا مخفضين رؤوسهم متوترين خوفا علي قمر…فيما عادا غصون التي خرجت وعي رافعه رأسها تنظر اليه بتشفي واستمتاع وانتظار لما هو ات…اغلق غيث الباب بكل هدوء وتوجه اليها وهي ترجع الي الخلف لتصدم بالفراش تصعد عليه بخوف منتظرة عقابها.

خارج غرفتهم كانت ساميه تموت من القلق علي قمر …خاصه بعد سماع غيث لحديثهم…ولكلمات غصون اللاذعه…اما عن غصون …جلست جلسه لا مباليه…وكأنها كانت تنتظر قدوم غيث ليعلم ما تنوى فعله قمر…ليزيد الجفاء بينهم…وينفصلا…بدون الحاجه الي تدخل حازم بالنصف…همس كانت بعالم أخر كله اضطراب…يدور بذهنها تصميم قمر علي الذهاب الي الطبيبه النسائيه…وتتساءل لما قمر كانت مصرة علي هذا الامر.. …الهذا الحد شادي شخص يريد الايقاع بها…لكي يستميلها ويأخذ ثروتها…اما عن وديعه فكانت تنظر الي ساميه بتوجس متوقعه انه بين الحين والاخر سوف تنقض عليها لمحاسبتها علي اخفاء أمر قمر عليها…وبالفعل انتفضت ساميه ولكن ليس لمهاجمه وديعه انما لمهاجمه غصون قائله

=ارتاحتي يا ست غصون…عجبك الحال…مبسوطه دلوقتي…انا نفسي أعرف انتي أم انتي…استحاله…في أم تخرب حياة بنتها…وهي اساسا السبب في الشكوك اللي في قلب بنتها.

نظرت اليها غصون باستهزاء وقالت

=انا السبب…انتي بتتهميني يا ساميه…كل ده علشان تدارى علي حبيب القلب ضياء وابنك شادي…بس معلش انا اللي غلطانه…انا اللي سلمتهم رقبه بنتي.

نهضت همس تهتف بذعر قائله

=بتقولي ايه ياماما…انتي اللي سلمتيهم رقبه قمر…ليه يا ماما…ليه …انتي كده دمرتيها…وكل ده علشان ايه علشان الثروة…ملعون ابو الثروة التي تخلي ام تبيع بنتها بالشكل ده.

ربتت وديعه علي ظهر همس قائله

=اهدي يا همس…مش كده ارجوك…كفايه قمر واللي هي فيه…مش هتبقي انتي كمان…وان كان علي شادي…احنا كنا متأكدين انه معملش حاجه..

جزت ساميه علي اسنانها عند سماعها صوت وديعه وردت بغيظ قائله

=انتي بالذات تخرصي خالص…حسابي معاكي لما نرجع البيت…عاملالي فيها مرشده نفسيه…وانتي هبله زى اللي خلفك…جيتي تكحليها عمتيها.

عوده الي غرفه قمر وغيث ظلت قرابه الساعه تنتظر بدئه بالحديث ولكن كان الصمت محور المكان …فنهضت من علي الفراش وتوجهت اليها وهو جالس علي الاريكه لتجلس هي علي عقبيها تمسك يده برقه التي سرعان ما ازاح يده عنها لتفهم غضبه وتقول بصوت مبحوح

=غيث…انا عارفه اني غلطت…بس اللي بيغلط بيبقي له اسباب…وانا اسبابي واضحه وانت عارفها كويس…فعلشان خاطرى متزعلش مني.

غيث بجمود وبرود

=علشان خاطرك ليه…هو حضرتك عيله صغيرة وبتعملي اخطاء…ومنتظرة ان ابوكي يسامحك…اسفه يا قمر هانم انا مش ابوكي…ابوكي مات.

اغمضت قمر عينها بمرارة وتحدثت بصوت ضعيف قائله

=عندك حق…انا والدي مات…وماتت معاه كل حاجه…ماتت معاه الام…والحب…والاخوة…والصداقه…فأعتقد مفيش حاجه تانيه ابقي عليها.

غيث بصوت وبحديث حاد كالسكين قال

=انا كمان معنتش هبقي عليكي…هتصرف معاكي من هنا ورايح علي انك زوجه بالاسم وبس…بس ياريت يا زوجه يا محترمه…تبقي تحافظى علي اسرارك الزوجيه.

نظرت له قمر نظرة لوم وعتاب وقالت

=حاضر يا غيث بيه…هحافظ علي اسرارى الزوجيه…بس عايزة اقولك علي حاجه…انت السبب في الحل اللي وصلتله ده…عارف ليه؟

غيث بصوت غاضب مرتفع

=عارف…طبعا هتقولي وهتتهميني نفس الاتهام…اني جايب خلود هنا علشان اغايرك بيها…طب اسمعيني بقا يا قمر…انتي صح وشكك في محله…واعتبرى خلود أمر واقع بينا.

اتسعت حدقه عينيها من الغضب وتحدثت بعصبيه قائله

=يعني ايه خلود امر واقع ما بينا…يعني هتتجوزها…ومين اللي هيسمحلك بكده…انت لو عايز بجد تتجوزها.. يبقا ورقه طلاقي توصلني.

غيث باصرار

=طلاق مش هطلق…واعلي ما في خيلك اركبيه…ولو علي الجواز من خلود…انا كان ممكن ببساطه اتمم جوازى بيها قبل ما انزل مصر.

هتفت قمر بقوة وقالت

=ومتجوزتهاش ليه…علي الاقل كنت انا ارتاحت من العذاب اللي انا فيه دلوقتي…لكن انت قلت تضحك عليا وتتجوزني اول…ولما تزهق تجيبها تكمل بيها حياتك.

هز غيث رأسه بغضب قائلا

=ازهق منك…تعرفي يا قمر في راجل بتزهق من الست بتاعته لما يطولها.. لكن بصراحه انتي نجحتي تزهقيني فيكي من قبل ما ألمسك…

تنهدت قمر وقالت

=كل ده علشان روحت لدكتورة نسا اطمن علي نفسي…انتي ليه مضايق من موضوع مرواحي ده علي الأقل اتأكدت بنفسي بدل العذاب اللي انا كنت عايشه فيه ده.

وضع يده علي رأسه بعصبيه ليقول

=عذاب عذاب عذاب…انتي اللي مصرة تعذبي نفسك وتعذبيني معاكي…قلتلك ميت مرة مش هتفرق معايا…انا اتجوزتك وانا عارف باللي حصلك.

تنهدت قمر وقالت

=ياريتك ما عرضت عليا الجواز…وياريتني ما وافقت…انا لغايه دلوقتي بسأل نفسي ليه وافقت…بس انا معذورة كنت مفكراك اهبل…ومش هتدرك الموقف.

ابتلع غيث غصه في حلقه اصر نعتها اليه بالاهبل ونظر لها باستهزاء قائلا

=يعني انتي اتجوزتيني علشاني اهبل…مش علشان بتحبيني والكلام المعسول اللي كنتي بتقوليه من يومين…يعني مش كفايه انك بتخبي امور طلعتي كذابه كمان؟

اغمضت قمر عينيها بألم قائله

=انا مكذبتش عليك…انا فعلا بحبك من زمان…بس قدر موقفي…انا اضحك عليا واطعنت في ضهرى…ومن اقرب الناس ليا…تفتكر نفسيتي ممكن تكون عامله ازاي؟

هز رأسه لها بسخريه وقال

=نفسيتك…مفكرتيش بقا انا نفسيتي تبقا عامله ازاي لما العيله كلها تعرف انك روحتي تكشفي امراض نسا علشان تعرفي اذا كنتي عذراء ولا لا؟

قطبت جبينها وتسائلت قائله

=ايه يعني في الموضوع ده…محدش له حاجه عندي…ما اللي يفكر يفكر…طالما دي حاجه تخصني لوحدي…مش فاهمه انت نفسيتك تتعب ليه.

غيث بملل

=الفضيحه يا قمر…الفضيحه…لما تكوني متجوزاني بقالك شهور وسيادتك جايه تدورى اذا كنتي عذراء ولا لا…ده معناه اني مش طبيعي..

اتسعت حدقه عيونها بصدمه قائله

=لا…مستحيل حد يفكر في كده…لا عمتي ولا ماما ولا اختي…ولا حتي وديعه…وبعدين وديعه قالتلي علي دكتورة امراض نسا امينه ….

ربع غيث ذراعيه امام صدره قائلا بخبث

=الدكتورة ناديه حماد…استشاريه امراض النساء والتوليد والعقم…اللي أنا اتصلت بيها النهارده علي اساس اني بتصل بيكي علشانك وحشتيني …واللي قالتلي ان حرمي المصون نسيت موبايلها علي سرير الكشف……

هزت قمر رأسها بذهول قائله باندهاش

=مش ممكن …مستحيل…ازاي ده حصل…علشان كده انت جيت بدرى عن ميعادك النهارده…معني كده انك حتي لومسمعتش واحنا بنتكلم كنت عارف؟

تحدث بمرارة قائلا

=بالعكس من حسن حظى اني سمعتكم…انا جيت بدرى يا هانم من خوفي وقلقي عليكي…وخصوصا اني عارف انك قد ايه بتعاني كل شهر بنفس الميعاد ده.

اخفضت قمر وجهها خجلا منه تهتف بصوت ضعيف قائله

=ياريتها ما اتصلت بيا …وياريتك ما جيت…ولا خوفت عليا…هو انا حظى كده يدوب مبلحقش افرح…لازم ما استغربش من حالي…لان انا سعادتي مبتكتملش.

لعن وسب ندبها المستمر في نفسه ثم ابتسم بسماجه قائلا

=بصي يا قمر…علشان نبقي واضحين مع بعض……خروج من القصر بدون اذن ممنوع…فاهماني…وان كان علي الموضوع اللي بتفكر فيه…انا يا ستي متنازل عن حقوقي الشرعيه منك…بس انفصال مفيش…

ابتسمت قمر ابتسامه باهته وقالت

=حاضر…انا كمان مش عايزة اروح في حته…ومش عايزة اشوف حد من برا القصر ولا من جوه…ولو انت حابب اني ارجع اوضتي معنديش مانع

حاول غيث تمالك نفسه من الغضب تاركا لها الغرفه بأكملها لتدلف عمتها للاطمئنان عليها لتتطلب من عمتها تركها بمفردها لانها لا …تريد التحدث في اي شئ…محتارة في أمرها .

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية الشادر الفصل 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط