في منزل العمه ساميه …خرجت ساميه هي ووديعه لشراء بعض المستلزمات لهم بمفردهم…رجع شادي الي المنزل ليبحث عنهم فلم يجدهم …هاتفهم وعلم انهم بالخارج…فانتهزها فرصه لكي ينال قسطا من الراحه…لكن سرعان ما بدي عليه ملامح الضيق عندما رأي والده يخرج من حجرة النوم…لانه علم الان ان والده سيظل يستجوبه بالاسأله الكثيرة عنه وعن همس…وعن جده وعن العقد المشترك الذي يتم توقيعه بينه وبين همس في الايام المقبله…بالاضافه انه علم ان غصون عرفت كل شئ عن غيث وحقيقه حالته المرضيه ونقلت كل الاخبار الي ضياء…ولان شادي عليه ان يجاريهم لمعرفه ما يدور برأسهم …عليه استحمال ما يقوله ضياء…وطاعته طاعه عمياء…حتي لا ينكشف أمره ويتم الاطاحه بالعائله …التي حارب غيره لكي تظل متماسكه…وعليه هو أيضا كحفيد لهذه العائله الحفاظ عليها …حتي لو كان التمن والده…لطالما والده ظهر له بهذه الصورة الحقيرة …بالاضافه لما فعله والده بوالداته بالماضي…
تحدث شادي قائلا
=والدي العزيز موجود في البيت …يا مرحبا يا مرحبا…لا وايه انا وانت لوحدنا كمان…لان ماما والبت وديعه خرجوا…اخيرا بقالنا زمان ما اتكلمناش.
ابتسم ضياء بسخريه وتحدث بهدوء قائلا
=شوف ازاي…قال يعني الواد نفسه يقعد معايا لوحدنا ومن زمان كمان…انتي لو عايز تقعد معايا لوحدنا كنت رتبتلها من بدرى…مش كل اما ارتبها انت تقوم تتهرب مني بأي حجه.
شادي بخبث
=عريس يقا يا أبو الأنوار وانت عارف…والبت المدلعه همس دي نفخاني كل يوم مشاوير…عايزة ده وده وده…دي طلعت مش سهله ابدا.
اشمئز ضياء وقال بسخريه
=مش انت اللي كنت عايزها…ولما جيت اجيبلها ابن اخويا مرضتش…حتي لما غصون قالت هتجيب ابن اختها انت قلت لااااا …يالا اشرب يقا.
زفر شادي بحنق وقال
=اشرب ايه …هي يعني كانت مقلب…ما زيها زى اي بنت…وبعدين لا ابن اخوك ولا ابن الست غصون كانوا هيقدروا عليها…وبعدين انت مخفتش للاتنين يضحكوا عليك ويلعبوا لصالحهم.
نظر له ضياء بغضب وتحدث كالافعي قائلا
=وانت بقا مبتلعبش لصالحك يا شادي…ولا يمكن بتلعب لصالح غالب…زى ما الزفت غيث طلع بيمثل علينا المرض…لغايه لما جدك نفذ اللي في دماغه.
ارتبك شادي وابتلع ريقه يقول بتوتر
=ايه اللي بتقوله ده يابابا…هي وصلت للدرجه دي بتشك في انا كمان…ده انا من ايدك دي لايدك دي…وبعدين ايه اللي خلاك تشك في كده؟
تنهد ضياء بندم قائلا
=اعذرني يا شادي…كله من الافعي غصون…عمال تبخ السم في وداني من ناحيتك…وتقولي اشمعني يعني شادي اللي مش هيصدقك …ما وديعه قلبت عليك.
شادي بمكر قائلا
=طب عارف انا عملت ايه علشان اعكنن عليهم…انا صحيح مش هروح الحفله…بس الحفله معزوم فيها اكبر مستورد خشب في السوق…عزيز الصانع ما انت عارفه اكيد.
توجس ضياء من فعله شادي وسأله مستفسرا
=ماله عزيز الصانع ده…ااااه افتكرت…مش ده اللي كان عايز يخطب قمر…ومرضيناش نقول لغصون ولا لجدك لاحسن يوافقوا عليه؟
هز شادي رأسه بتصميم قائلا
=بالظبط…عرف ان قمر اتجوزت غيث…وطبعا اتصل عاتبني…لان احنا كنا قلناله انها خطيبتي…قلتله انها اضطرت تتجوزه علشان الثروة.
انحني ضياء قائلا بانتصار
=وطبعا هو هيجي الحفله…وهيحاول يغازل قمر قدامه…والدنيا هتولع…ومش بعيد يسيبوا بعض…معني الكلام ان ابن اخت غصون ملوش لزمه.
قطب شادي جبيبنه وتساءل مستفهما
=ابن اختها…ليه هو احنلا مش كنا خلصنا من الموضوع ده…لما قلت ان انا اللي هتجوز همس…ولا هتجيبوه علشان قمر…يالهوى علي دي أفكار.
اعتدل ضياء في جلسته وتحدث بخبث قائلا
=اومال انت مفكر ايه…بقا يهدموا جوازى…ويخلوا بنتي تبعد عني…واسكتلهم…لا طبعا لازم ادوقهم المر اللي بيحاولوا يشربوه لي…وهنشوف مين هيضحك في الاخر.
تنهد شادي بحزن من داخله قائلا بابتسامه مصطنعه
=طب بعد ما هنكسب ده كله…هتعمل ايه مع ماما…ولا مع وديعه…اعتقد ماما مش هترضي تكمل معاك…اما وديعه بصراحه مش عارف موقفها هيبقي ايه.
ابتسم ضياء بسخريه قائلا
=هي مش وديعه بتحب غيث…اظن مفيش احلاها فرصه لما غيث يكتشف خيانه قمر له…ويحاول يكمل انتقامه مني…هيقوم يتجوز وديعه وساعتها هقدر اسيطر علي الاتنين يا غبي.
انتفض شادي رغما عنهم من مقعده بغضب قائلا
=انت ايه يا شيخ شيطان…هو احنا مش ولادك…بتعاملنا كأننا عرايس…شويه اضحك علي قمر وشويه ااتجوز همس…حتي البت الغلبانه مش هتسلم منك.
نظر له ضياء نظرة شر وقال
=صدقت غصون لما قالت انك معاهم…دلوقتي ظهرت علي حقيقتك يا ابن ساميه…وانا اللي كنت بكذب نفسي…واقول استحاله شادي يبعني.
شادي بحده
=بص يا بابا …انا معنديش مانع ارمي نفسي في النار علشان حضرتك…انما امي واختي خط أحمر…ومش كل شويه هتجبلي سيرة الست غصون.
ضياء بحقد
=طيب انا مش هجيبلك سيرة الست غصون…ومتخافش انا مش هغصب أختك علي حاجه…انا بس ابدتيت اقلق عليها من ساعه ما اشتغلت مع الزفت حمزة.
شادي بغضب
=وديعه حرة…اينعم قلبها انكسر لما غيث خطب قمر…بس خلاص رجعت تقبلت الامر عادي…متجيش انت بقا تشوش لها افكارها…ولو حمزة هي عايزاها انا موافق.
ضياء بغضب
=ايه اللي انت بتقوله ده…مستحيل…اجوز بنتي لابن غريمي…انا بكره يحيي…يحيي زمان كان خاطب امك …ولو خطب اختك لابنه فده علي سبيل الانتقام.
شادي في محاوله منه لتدارك الموقف لكي لا يتم كشف امره تحدث قائلا
=ماشي ابقي ساعتها تحاول تقنعها ترفضه…مش يبقي البت شايفاك بصورة بشعه…وانت بتحاول تأكد لها الصورة دي…كفايه ماما عليها.
تنهد ضياء قائلا
=ماشي لما يبقي يحصل …ربنا يحلها…المهم دلوقتي…مش فيه عقد مشترك هتمضيه انت وهمس…زى بتاع قمر وغيث…اقدر افهم جدك لغايه دلوقتي معملوش ليه.
فهم شادي كل ما يرنو اليه ضياء منذ بدايه الحديث فتحدث قائلا بالكذب
=اااه افتكرت…اول امبارح جدي قالي…ان المتصرف في العقود دي وتجهيزها غيث…باعتبار انه معاه شهاده الحقوق…وبدأ يمارس مهنته.
ضياء بحنق
=لا والله…هو كمان كمل تعليمه…طب والله كويس…المهم استعجله خلينا نخلص وتبقا كل حاجات همس تحت ايدك…اهو نضمن حاجه …اما اقوم انام…قبل ما امك النكد واختك يرجعوا
دلف ضياء غرفته لينام…بينما شادي ظل يلعن حظه علي هذ الاب الجشع وعزم أمره ان يبلغ غيث بكل شئ.
في اليوم التالي تجهزت قمر للحضور الي الحفل ارتدت كنزة حمراء ناريه بربع كم من خامه الجوبير المبطن بفتحه صدر مرصعه بالرغم من خوفها من تعليقات غيث حتي و ضيقه لتنتهي عند منطقه الخصر …ترتدي تحتها تنورة سوداء من خامه الستان تنهدل عليها باتساع كبير تعطي لجسدها شكلا مخروطيا مع الكنزة …قامت بتصفيف شعرها وكانت تود ان ترفعه لكي لا يضايقها ولكنها عزمت امرها ان تتركه متمردا خلفها…انتظرته لكي يأخذها ولكنه انتظرها بالاسفل…خشيه ان يشاهدها بملابس فاتنه ويغضب منها ويعدل عن امر الذهاب للحفله معاها…بعث لها الخادمه تستدعيهل…لتزفر بحنق لانه لم يأتي يأخذها بنفسه…نهضت قمر من مكانها وعدلت هيئتها ونظرت لنفسها في المراءة…فقام بتزويد احمر الشفاه النارى الذي ينير من جمال بشرتها البيضاء …هبطت قمر درجات السلم

ليرفع غيث عينه ببطء متخوفا من ملابسها ليتفاجئ بها مرتديه هذه الكنزة فذهل من جمالها الفتاك

ذهب اليها يلتقط يدها بكل حبه ويقبلها ويذهب بها الي الحفله في صمت…مع اختلاس بعض النظرات لها من الحين للاخر في السيارة…دخلوا من بوابه المصنع…لان الحفل يعقد في داخل قاعه مخصصه للحفل في المصنع…لتتفاجئ بظهور عزيز الصانع والتي تبغضه كثيرا…………تقدم اليها عزيز مصافحا لها مقربا يدها الي فمه التي سرعان ما نزعتها منه ليقول يمكر هادئى

=ايه ده قمر الشريف ظهرت تاني…انا قلت انك خلاص نسيتينا…ايه فكرك بينا تاني يا قمر…بس كويس انك رجعتي تحضرى حفلات المصنع تاني من جديد.
كاد غيث ان يستشيط غضبا من فعلته وقمر بدا عليها التوتر كثيرا ليظهر حمزة في الوقت المناسب فهو علي علاقه جيده بعزيز الصناع من خلال تعامل يحيي معه فتدخل بلهجته المرحه قائلا
=شفت المفاجات يا عزو…اهو لولا غيث جوزها مكنتش فكرت ترجع لجو الحفلات تاني…احب اعرفك ابن خالتي غيث الشريف ويبقي ابن عم قمر وجوزها كمان.
تحدث غيث بغضب قائلا
=اهلا يا عزيز…علي فكرة انا اللي كنت بكلمك كتير بدل عمي يحيي لما كان بيبقي مشغول…بس مكنتش متوقع الصراحها ن تيجي الحفله النهارده.
ارتبك عزيز ونظر اليهم قائلا
=اه ما هو انا مكنتش جاي الحفله…بس جاتلي دعوة علي مكتبي من ضياء الغريب…ولما اتصلت بيه اتأكد من الدعوة…قالي اني هتعرف علي المدير الجديد للمصنع.
اراد حمزة تخفيف حده الموقف فهتف قائلا
=اهو ده بقا المدير الجديد…بزمتك مش احسن من ضياء…حاجه كده لوز…ولا بيشخط ولا بينطر…بس خلي بالك اللي يبص ناحيه حاجه من ممتلكاته بينهيه.
ليخفض عزيز رأسه مهزا لرأسه بخوف من هذا الغيث ويستأذن منهم ليعاود الجلوس مع شخصيات اخرى في الحفل.
نظرت قمر الي غيث مطولا منتظرة اندفاعه في اي لحظه لتجده يهمس لها بحب قائلا
=ايه رايك في الحفله يا قمرى…ايه مالك شكلك حزين ليه…اوعي تكون الحفله مش عاجباك يا قمر…انا عملتها زى الحفلات اللي كنتي بتحضريها قبل كده.
علم حمزة ان هدوء غيث هو الهدوء الذي يسبق العاصفه فتنحنح قائلا
=غيث مش عايزك تفهم عزيز غلط…عزيز كان هيقع النهارده في فخ ضياء…هي الحكايه صعبه …الواد شادي بعت دعوة لعزيز علي انه ضياء علشان يوقع ضياء في عزيز.
نظرت اليهم قمر بغيظ وهتفت بغضب قائله
=مفيش فايده…شادي عايز يوقع ابوه مع عزيز…يستخدمني انا…امي عايزة توقع العيله في بعضها تستخدمني انا…غيث عايز يخلص تاره يستخدمني انا.
نظر لها غيث بحزن وقال
=انا يا قمر استخدمتك…انا زى زيك …معرفش بموضوع عزيز ده…ولو اعرف مكنتش هرضي ليكي كده….وبعدين احمدي ربنا اني مطربقتهاش فوق دماغك.
التفت اليه تنظر بحده قائله
=لا والله…ما كنت تطربقها…اصل انا اخدته بالحضن…ده حتي ايدي بعدتها عن ايديه…ولا انت عايز تستغل ظروف اي غلط ليا …علشان تزود العيار.
كانت وديعه موجوده في الحفل فقد جاءت بصحبه حمزة بعد موافقه والداتها فوجدتهم وذهبت اليه وهم في قمه غضبهم لتتسع عينها وتقول
=ايه النكد ده بقا…انا قلت هجي الحفله النهارده افرفش واخرج من المود اللي انا فيه…وخصوصا ان بابا مش موجود…الاقيكم ما شاء الله جايين حفله نكد.
ردت قمر بمنتهي غضبها قائله
=انا غلطانه اني سمعت كلامه وجيت الحفله…ما انا كنت قاعدة في اوضتي مرتاحه…ولا ليا دعوة بحد…لازم اي حاجه تيجي تنكد عليا.
امسكها غيث بقبضه يده يحتوى يديها الرقيقه الناعمه ويقول
=بعد الشر عليكي من النكد يا قمرى…متزعليش مني …حقك عليا…انا والله كان قصدي نيجي الحفله تفرفشي وتخرجي من الجو الكئيب بتاعك.
نظرت بداخل عينيه لتجد فيهم الصدق ولكن الظروف تحاربهم فقالت
=انا قلتلك بلاش الحفله…بلاش اي حاجه عملتها في الماضي وتتكرر تاني قدامي…وانتي اصريت…بس يا ترى بقا علشان تتأكد من حاجه معينه ولا ايه؟
غيث بنفي
=ابدا والله…انا واثق فيكي تماما…وعارف ان كل اللي حصل زمان كان غصبن عنك…عارف كمان ان انا اللي غلطان…اللي سمعت كلام جدي ومشيت.
اتسعت حدقه عين قمر لان تلك الجمله قالتها من قبل ذلك انه كان عليه ان يبقي هنا ولا يستمع لأوامر جده ويرحل فتحدثت بهدوء قائله
=وسمعت كلامه ليه…لما خفيت محاولتش تتصل بيا…عارف يمكن كان اتغيرت حاجات كتير…بس انت حتي ما حاولتش…ومتقولش علشان عرفت اني كنت مرتبطه بشادي.
مسكها من كلتا يديها ورفعهم الي فمه ليلثمهم قائلا بحنان وحب
=انتي عندك حق…غلطه وندمان عليها يا قمر الزمان…تسمح قمر الزمان تلتمسلي الاعذار وتسامحني…تعب قلبي كثيرا وهو يلتمس العذر منها.
ابتسمت قمر ابتسامه خفيفه ونظرت حولها لتجد حمزة ووديعه يبتسمان ويتراقصان كانهم يمسكون جيتارا يعزفون علي كلام غيث فخجلت كثيرا.
نظرت له قمر بخجل لتلفت انتباه بوجود حمزة ووديعه حولهم تنتظر منه ماذا ستكون رده فعله امامهم…الذي سرعان ما بصق بوجههم بمرح واخذها ورحل وهو يتراقص من الفرحه معها.
اخذها وذهب الي مكان هادئ بعيدا عن الصخب ليحاول تقريب المسافه بينهم فهتف بنعومه قائلا
=ايه رأيك في المكان ده يا قمر…ويا ترى لسه فاكراها…ولا نسيتيه…علي أساس انك مش بتنسي حاجه من الماضي…مش هو ده جزء من الماضي؟
نظرت قمر حولها متعجبه وتذكرت انه أول مكان قادها غيث له وهي بالعاشرة من عمرها عندما طلب منه والداها أن يأتي بها من الدرس وطلبت عدم العوده سريعا الي المنزل حتي لا يتسني لها رؤيه والداتها حيث في كل مرة تقوم بتوبيخها علي عدم اهتمام بمظهرها حيث كانت تفكر بدراستها فقط ولا تهتم بمظهرها…شهقت قمر بفرحه ووضعت يدها علي شفتيه وقالت
=المكان ده جميل جدا…أنا بعشقه…وفاكره ان ده أول مكان خرجنا فيه سوا…وفاكرة تفاصيل اليوم كله وعصير البرتقان اللي صممت تشربه ليا.
تعالت ضحكات غيث وهو يهز برأسه يمينا ويسارا قائلا
=مش ممكن يا قمر…انت عمرك ما حبيتي البرتقان رغم انك أحلي برتقانه شفتها في حياتي…متستغربيش…انتي لما اتولدتي وشفتك…قلت عمو نديم خلف برتقانه.
زمت قمر شفتيها بزعل مصظنع وقالت
=كده يا غيث…أنا برتقانه…مش فاهمه اشمعني البرتقان اللي بتشبهني بيه…للدرجه دي بتحب البرتقان…مبتحسش ساعات انه طعمه لاذع؟
مده يده ليتلمس احدي خصلات شعرها ويلفها علي اصبعه وهو ينظر لها بتخدير قائلا
=بالنسبه للطعم…مسيره أحربه…أما بقا درجه حبي للبرتقان…واصله معايا للعشق…وكفايه لون شعرك اللي بيسحرني وريحته اللي بتسكرني.
ارتبكت قمر من تلميحاته وابتلعت ريقها قائله
=متزعلش مني يا غيث…أنا كتير ببقا قاسيه عليكي…وردودي بتبقا بارده…بس صدقني مش ذنبي…أنا مش بحب أزعلك مني…وأوعدك في أقرب فرصه هعوضك عن كل اللي حصل بينا.
ابتسم غيث وهو يربت علي خديها بحنان قائلا
=أعتبر ده وعد منك؟
هزت قمر رأسها بسعاده قائله
=وعد.
شارده في كيفيه تنفيذ هذا الوعد بينهم
أما عن همس وشادي الذي رفض حضور الحفله في المصنع واعدا همس أن يأخذها في مكان أخر ليستمعا سويا بعيدا عن التوتر ليحظوا بجو رومانسي…نظر اليها منبهرا وهو يقول
=مش بزمتك كده أحسن من الحفله بتاعت المصنع اللي أنا حاسس انها هتقلب بغم…وأهو أديني بعوضك عن رفضي لخروجك معايا زمان …ولا لسه زعلانه؟
ابتسمت همس بمرح وقالت
=عفونا عنك…طول ما انت بتعوضني كده…أنا لا يمكن أزعل منك أبدا…وبعدين أنا مش بحب الحفلات الرسميه… لو ديسكو يبقا ماشي.
جحظت عيني شادي وهتف بغضب قائلا
=لا يا ما ما ده كان زمان…اللي حصل يوم خطوبتنا ده لو اتكرر تاني…انسي ان يبقي اسمك همس…أنا يومها مرضتش أتكلم…مع انك بهدلتينا بعمايلك وكفايه أم الفستان الفاضح اللي كنتي لابسها ومانعه اني أشوفه قبلها
أشاحت همس بوجهها الي الجانب الأخر قائله
=منعتك انك تشوفه…علي أساس ايه ان شاء الله…طلبت وأنا رفضت…لا طبعا…انت محسستنيش باهتمامك الا لما عرفت ان حازم راجع ولا ايه …مش صح كلامي؟
أمسك وجهها لتنظر له وهو يقول بحب
=غلط…طول عمرك بتفكر غلط…وعلشان توصلي ليا عملتي حاجات غلط…وأنا فضلت ماسك نفسي عنك…وأقول مسيرها تعقل…وانتي عنيده واللي في دماغك في دماغك.
هتفت همس بحزن قائله
=مكنتش هقدر أستحمل أشوفك مع غيرى…أنا بحبك من وأنا صغيرة..لا وكمان كنت رايحه تخطب أختي…وانا ولا في دماغك مشاعرى ولا أحساسي.
ابتسم شادي قائلا
=طب ولو قلتلك اني من زمان وأنا بحبك أضعاف ما بتحبيني…هتصدقيني؟
ردت بنبره عاشقه
=هصدقك…لأني بحبك أوى…ومستعده أدافع عن أي كلمه بتقولها…
ابتسم لها شادي بعشق واعدا اياه بعينيه أن يعطيها كل ما يملكه قلبه من حب وحنان

أما عن حمزة ووديعه فقد هربوا أيضا من حفله المصنع وقرر أن يذهب بها اليديسكو ليرقص سويا اول ما دلفت وديعه اتسعت حدقه عينيها وظلت تنظر اليه بذهول

…كيف له أن يأتي بها لهذا المكان وجدته يغمز لها قائلا
=ايه رأيك في مفاجأتي يا ديعا…بزمتك مش حلوة ومجنونه يا قوطه…طب تعرفي أنا كنت حابب أخدك الملاهي…بس يا خسارة زمانها قفلت.
وديعه باضطراب تتلفت حولها قائله
=أخر حاجه أتوقعها في حياتي اني أدخل ديسكو…ده لو شادي وبابا عرفوا هيقطعوني…كانت الملاهي أرحم…علي الأقل هصوت هناك…مش لما أروح البيت ويضربوني.
نظر لها حمزة بضيق قائلا
=مش مسموح لحد بلمسك…الدنيا مش سايبه يا وديعه…وانتي مش صغيرة…علشان تسمحي ليهم يمدوا ايدهم عليكي…لو انتي مش عارفه تقفي ليهم قوليلي وأنا هحل ليكي المشكله دي.
ابتسمت وديعه بلؤم وهتفت بخبث ومكر وقالت
=ويا تري هيبقي بصفتك ايه يا دكتور حمزة…أووووه نسيت…اني اعتبرتك أخويا…بس أخويا هيقف قدام أخويا وهو بيعاقبني…تيجي ازاي دي يا دكتور؟… ممكن تكون صديقي

علم حمزة أنها تتلاعب بيه فسحبها الي ساحه الرقص يتمايلون علي أنغام موسيقي هادئه يسحبها من خصرها ويضمها اليه بكل رشاقه ليميل بجانب أذنها هامسا بنعومه ليخترق مشاعرها قائلا
=بصفتي دكتورك اللي بيعالجك من وهم مصممه عليه…وهو اني أخوكي…أنا للاسف يا ديعا…أنا ممكن أكون أي حاجه في الدنيا دي…فيما عدا اني أكون أخوكي…ولا أبوكي…ولا ابنك…ي وديعتي…فعايزك بقا تركزى مين ممكن في حياتك يقدر يقولك يا وديعتي.
بالرغم انها كلماته ألهبت حواسها حيث كانت اعترافا منه انها خاصته الا انها أرادت المرح معه فهي تعشق المرواغه به فهتفت وهي تمط كتفيها قائله
=مش عارفه والله يا دكتور…محدش عمره قالي يا وديعتي …لا استني …يوووه نسيت…مش عارفه ليه وأنا معاك بنسي حاجات كتير…جدو غالب حبيبي هو اللي بيقولي يا وديعتي.
عض حمزة علي شفتيه من الغيظ قائلا لها
=بقي كده يا وديعه…جدك اللي بيقول كده…طب ممكن سيادتك تسمحيلي اني أقولها ليكي أنا كمان…ما أنا من العيله برضه…ولا هتكسرى بخاطرى؟
تعالت ضحكات وديعه تهتف بموافقه قائله
=طبعا يا دكتور…حضرتك تؤمر…ده أقل واجب أعمله معاك وانتي بتعالجني.
وضع حمزة يده علي شعره مشددا عليه من الغيظ وأخذها ليرجعها الي أهلها حتي لا تزيد من مرواغتها له.
في صباح اليوم التالي استيقظ غيث من نومه وابدل ملابسه ذاهبا الي المصنع لمفاجأة ضياء بالعقد بين همس وشادي…وهذا طبقا للاتفاق بين شادي وغيث…جلس غيث خلف مكتبه الوثير واستمع الي دقات الباب ليسمح بالطارق بالدخول …دخل شادي برفقه ضياء…ارتسم علي شادي ملامح الدهشه المصطنعه قائلا بمكر
=اومال فين هموسه حبيبه قلبي…مش المفروض تحضر الاتفاق ده…علشان تمضي علي العقد…انا خليتها تنام امبارح بعد ما بلغتنا…لتكون الكسلانه لسه نايمه.
نظر له غيث نظرات خبيثه من اسفل نظارته الطبيه ولم يرد عليه ليغتاظ ضياء من عدم رده فيقول
=قال يعني هي كسلانه لوحدها…ما جمع الا وفق…ما انت كمان زيها…لولايا انا مكنتش افتكرت الميعاد…وبعدين عادي ما ممكن تمضي في البيت وخلاص.
ارتفعت انظار غيث اليه باستهزاء …وهاتف عمه يحيي ليحضر…دلف يحيي لينظر اليه ضياء في غضب ونظرات تحمل الكره لتدخله في مثل هذا الشأن…فاراد شادي ان يهدأ الوضع قائلا
=انا دلوقتي عرفت همس مجتش ليه…طبعا حضرتك يا عمي يحيي بتنوب عنها صح….يالا انا كده ارتحت…بدل ما كانت تخليني اخرجها وافسحها بعد الاجتماع.
ابتسم يحيي لمجارة شادي لهم في الامر وقال
=الظاهر ان همس ما صدقت انك تخطبها…وبتطلب تخرج وتتفسح كتير…معذور يا شادي …انت كنت مطنشها قوى زمان…وهي بتحاول تعوض.
ابتسم شادي وقال
=خليها تعوض…بس تعويضها كبير قوى…لذلك عايز اتجوز بسرعه…علشان امشيها علي مزاجي……ده كل شويه تهددني يا اما نخرج يا اما مفيش جواز.
كل هذا وضياء يقف في وسط ساحه بركان يريد الانفجار في اي لحظه يغتاظ من غيث وعدم رده وشادي الذي يجارى يحيي غريمه في الحديث وهمس التي تعلن تهديدها بعدم الزواج في اي لحظه فكانت رده فعله عاليه حين قال
=وما تهددش ليه…ماهي عندها اللي يقويها ويشد علي ايدها…بس معلش نمضي العقد ده ونخلص…وبعدين استرجل كده وانت تخليها تسمع الكلام.
نهض غيث من مقعده قائلا بحده
=هي الرجوله عندك يا ضياء ان الراجل يضحك علي مراته ويأخد فلوسه ويذلها…لو دي الرجوله عندك يبقا كويس الاجراء اللي انا اتخذته.
زفر ضياء بحنق وقال
=اجراء…اجراء ايه اللي انت اتخذته ده…وبعدين انا قولت ايه يعني يخليك تتهمني الاتهامات دي…ما هي اللي مدلعه وشايفه نفسها علي ابني.
جلس غيث مرة اخرى علي مقعده يمرجحه يمينا ويسارا مشبكا اصابعه يهتف بمكر قائلا
=مدلعه وشايفه نفسها…براحتها …في النهايه دي همس الشريف…تعمل اللي هي عايزاه…وبعدين ابنك راضي…وعمتي تشهد عليهم انها مكنتش عايزاه.
شادي بمكر وخبث قال
=لا ما دام جبت سيرة والدتي…يبقا انا راضي بكل اللي تعمله همس فيا …رضا الام من رضا الرب…وبعدين الستات دول سرهم باتع…بس قولي يا غيث ايه الاجراء اللي انت اتخذته…اوعي يكون انها تقتلني بعد ما تأخد غرضها مني.
ابتسم غيث رغما عنه وقال وهو ينظر الي ضياء بشر ينتظر رده فعله
=انا هخلي نصيبك ونصيب همس باسمها هي…وعارف هتقول ايه…هتقول اشمعني انت يا غيث…هقولك اصل انا ابن الشريف …وانت ابن الغريب.
نظر له ضياء بغضب وقال
=ابن الغريب …قولتلي بقا…نفس العقده القديمه يا ولاد الشريف….انتو مبتحبوش حد يدخل في وسط عيلتكم…ولولا الحب مكنش ده حصل.
حاول شادي تهدئه الوضع غامزا لوالده لتسير الامور في صالحهم بالاخير فقال
=وانا موافق…بس بصراحه يا غيث انا مش مقتنع بموال ابن الشريف وابن الغريب ده…اكيد في حاجه تانيه…بس انت حبيت تقول كده علشان انت مضايق من بابا.
نهض غيث من مقعده واستدار حول مكتبه عاقد ذراعيه امام صدره ناظرا الي ضياء نظرة تحدي هاتفا بقوة
=برافو عليكي يا شادي…السبب الرئيسي ان انا املك اكتر من قمر…وعندك وعند همس …همس تملك الاكتر…انا كان ممكن امشيها زى ما مشت معايا انا وقمر…بس زى ما انت قلت في حاجه مضايقاني من ابوك…وواحده بواحده والبادي اظلم.
اصطنع شادي الخوف قائلا
=واحده بواحده والبادي اظلم…للدرجه دي…هو عمل ايه بابا لده كله يا غيث…احنا اخر مرة كنا كويسين مع بعض ومفيش حاجه…هو جد جديد.
ابتسم غيث بسخريه وقال
=لما يبعت دعوة لعزيز الصانع يحضر الحفله…واللي كان طالب ايد مراتي زمان…ده معناه ايه يا شادي…ولا اقولك انت متعرفش الاحساس ده بس لما يجي ابن خاله همس من السفر هتعرفه كويس.
اشار ضياء علي شادي بمنتهي السهوله قائلا
=لا يا غيث مش انا…ده شادي والله…حب ينتقم منك…علشانك مرضتش تخليه يحضر حفله المصنع…فبعت دعوة لعزيز…وعزيز اتصل بيا يتأكد وانا اكدتله الحفله بس
نظر شادي الي والده باندهاش كيف قام ببيعه بهذه السهوله…هنا تأكد شادي انه اختار الطريق الصحيح…عندما صف بجانب جده وغيث فهتف قائلا
=عزيز الصانع قال ان الدعوة مكتوبه باسمك يا والدي…وبعدين سيبنا من الموضوع ده…ايه حكايه ابن اخت الست غصون ده كمان…هو أنا مش قلت الواد ده مينزلش مصر تاني.
غيث ببرود
=البيه والدك كان مفكر ان نصيب همس هيبقي في ايدك…فعرف من غصون هانم ان ابن اختها نازل مصر…فقال يلعب لعبته …والشهاده لله الواد عينه علي همس من صغره .
ابتسم ضياء بسخريه علي غباء غيث حينما ظن ان ابن اخت غصون جاء لهمس…ولا يعلم انه جاء لتمغيص الحياه بينه وبين قمر ليتم طلاقهم وفقا لرغبه غصون فقال بخبث ومكر
=انا مليش في الموضوع ده…واحده بعتت تجيب ابن اختها من برا …انا مالي…هي اساسا مكنتش عايزاك تتجوز همس …وكانت طلبت من الحج غالب انه هو اللي يتجوزها.
غيث بنفس بروده
=هو احنا هنفضل واقفين كتير…مش يالا بقا نمضي العقود …ولا رجعت في كلامك يا شادي…وهتسيب همس تروح لابن خالتها..انت حر .
هز شادي راسه بالنفي وجلس سريعا ومضي علي العقود وهو ينظر الي غيث بخبث ومكر يبادله غيث هو الاخر نفس النظرات…ليتركهم ضياء وهو في حاله غيظ شديد لينفجروا الثلاثه من الضحك علي ما قام به مع ضياء.
عاد غيث الي المنزل يغمره السعاده للقاء محبوبته وجدها تجلس جلسه هادئه في غرفتهم شارده …الي ان انتبهت الي دخوله وتنحنحه ليلفت انتباهها قائلا وهو يتكأ بمرفقيه مقتربا منها
=هو انا علي طول كده الاقيكي سرحانه…مفيش مرة الاقيكي مستنياني ومركزة لوصولي…ااااه لو اعرف بتسرحي في ايه يا قمرى…كنت سرحت معاكي.
ابتسمت قمر قائله
=…مش سرحانه ولا حاجه …انت بس بيتهيألك…وبعدين اصلها ايه جيت بدرى النهارده…مش قلت هتتأخر…ولا الشغل قل في المصنع؟
تنهد بحرارة وهو يقترب منها اكثر ليلامس بأصابع بشرة عنقه البض هاتفا بنعومه
=يقل ميقلش… انا اشتاقت اني اشوفك واشم ريحتك ي برتقانتي.

كانت اصابعه علي بشرة عنقها تعزف الحانا نتج عنها انسيابيه في مشاعرها فاستجابت له وظلت تتململ في حركاتها وهتفت بصوت مبحوح
=غيييث… بلاش جنان.
مال أكثر عليها ليقبل عرقها النابض قبلات رقيقه ويقول من بين قبلاته
=مش قادر… انا مجنون فيك يا قلبي… سيبيني اخد راحتي
وبالفعل لم تقدر قمر علي دفعه او إيقافه او مقاومه حرارة أنفاسه وقبلاته الحارة الملتهبه فهبطت بجسدها علي الاريكه ليبتسم لها وهي تسحبه نحوها بلهفه وشوق دلاله منها علي الاستسلام التام لتيار مشاعره المتوهجه متناسيه اي شئ حدث من ذي قبل لها راغبه فيه وفي حاله فقدان ذاكرة لكل ما درت بيه المقادير متأمله في قدر جديد يسحق طيات الماضي وراءه… ظل غيث يداعب قمر بانفاسه متبطأ في كل حركاته حتي لاتنتفض منه سريعا وتتركه مثل ما حدث من ذي قبل… اخذ يداعبها بالكلمات ليليها عن التفكير في اي شئ فهتف برقه قائلا
=انا بحبك اوي اوي اوي يا قلبي… بعشقك يا روحي انتي… مجنون قمر الزمان انا وانتي مش ناويه تبردي قلبي بكلمه.
اغمضت قمر عينيها كالمغيبه وهي تهمس قائله
=وانا كمان والله يا قلبي.
ليستمعوا الي صوت صرخات ساميه في نزاعها مع ضياء الغليظ فيما يبدو انه جاء ليصب غضبه فيها…غير معيرا لوجود الحاج غالب…انتفض كلا من قمر وغيث… لتنتبه قمر الي الحاله التي وصلوا إليها… ونظرت إليها لتجده يضع يده علي شعره يرتبه سريعا ويعدل من هندامه ويهرع الي مكان نزاعهم …فحمدت قمر ربها ان ام يحصل شئ بينهم وهرعت الي غرفه جدها فلم تجده موجودا فتنهدت حتي لا يمرض ويحزن لهذه الرؤيه هبطت قمر الي الاسفل سريعا بعد أن عدلت من حالتها لتجد ساميه في حاله بائسه
صرخت ساميه قائله
=انت مالك دخلك ايه…ده مالنا مش مال الغريب…مش كفايه سنين عمرى اللي قضيتها معاك وانت عمال تنهش فيا وفي المصنع وانا ساكته؟
حاولت ضحي تهدئتها قائله
=اهدي يا ساميه…هو حصل ايه لده كله…انتو مش كنتو كويسين …ايه اللي جد…انطق قول…عملت فيها ايه يا ضياء خلاها بالشكل ده…
ظلت ساميه تتمسك بضحي وتتصاعد انفاسها صعودا وهبوطا ليرد عليها ضياء بشراسه
=اهو كله منك يا ضحي …انتي وابنك…راجعين تدمروني وتدمروا علاقتي باولادي…ومراتي اللي مبقتش طايقاني من ساعه ما شرف البيه يحيي الحبيب الاولي.
كانت بثينه تتابع الحديث الي ان نطق باسم يحيي فهتفت بحزم قائله
=اخرس قطع لسانك ولسان اللي يجيب سيرة يحيي…هو انت مفكر كل الناس حقيرة زيك…يحيي ضفره برقبتك…وعمره ما يبص لواحده متجوزة.
غيث ببرود
=استني انتي يا خالتي…نفترض ان يحيي عمي بص لعمتي…وصلت بيك الحقارة تتهم مراتك بالسوء ده…بس هقول ايه …الظاهر ان اللي عملته فيك في المصنع النهارده خلاك تخرج اسوا ما عندك.
جلست ساميه علي المقعد ووضعت يدها علي وجهها تنتحب وتقول من بين شهقاتها
=ياريتك عملت فيه كده من زمان يا غيث…انا بقالي سنين مستحملاه ومستحمله غله وحقده علينا…وكان عايز يوصل حقده للاولاد…بس ربنا ستر.
هنا انتبهت حواس قمر لما تقوله ساميه…كيف ان الله سترها مع ابنائه…ومعروف ان شادي يمشي طوعا لاوامر والده. هل ممكن يكون شادي لم يفعل بها شيئا مثل ما أكدت لها عمتها..ايضا ركز معها جيدا غيث وعلم انه هناك الكثير من الاسأله ستبدا بطرحها …فتحدث اليها بثبات قائلا
=اطلعي انتي يا قمر فوق…وسيبني انا هحل الموضوع ده…وبلاش همس ولا وديعه ينزلوا الوقتي…ومتخليش همس تتصل بشادي …فهماني
هزت قمر رأسها بطاعه…وصعدت اليهم وهي شارده فيما قالته العمه…تابعها غيث بعينه الي ان اختفت من محيط كل الاعين …ليلتفت الي عمته يجدها علي نفس الحاله تضع وجهها بين راحه يديها تقول
=عارفه يا ضحي…اللي انا فيه ده ايه…ده ذنبك وذنب غيث…لما بابا مشاكم من هنا…بحجه انه خايف علي بيت وعلي جوزى…بس هقول ايه مفيش فايده فيه العرق دساس.
نظرت ضحي الي ضياء بغل وحقد وقالت
=لا يا ساميه …أنتي ملكيش ذنب…انا عارفه ان مش انتي اللي اشتكتيني لعمي…ضياء لما لقاني مش موافقه علي الورقه العرفي…راح قالي لعمي ان انا عايزة اتجوزه علشان اضمن حقوق غيث.
ضياء بحنق
=حقوق مين يا حيلتها…حقوق القاتل اللي قتل ابوه وعمه…ويحيي اتستر عليه …اه علشان ينوبه من الحب جانب…ولما انا قدمت بلاغ انه هو اللي كان سايق العربيه …جبتوا شهاده انه مريض نفسي.
لتنتفض بثينه قائله
=تاني مرة بتجيب سيرة جوزى علي لسانك الزفت ده…تعرف انت محظوظ …لو عمي وجوزى وابني هنا …كانوا مرمطوا بيك الارض .
غيث بسخريه
=وانا روحت فين…انتي كده بتستقليي بيا…انا بقا هعمل اللي لا جدي ولا عمي يحيي قدروا يعملوه السنين اللي فاتت…بس عمتي تطلبه وانا هتفذ.
توتر ضياء من ان يكون طلب ساميه هو الطلاق وحينها سوف يزج به في الشارع فذهب الي ساميه يحاول مصالحتها قائلا
=حقك عليا يا ساميه…انتي عارفاني ساعه غلطي ببقا عامل ازاي…طول عمرى حاسس اني غريب في وسطكم…والنهارده غيث زود احساسي ده
ظل راكعا علي قدميه امامها معطيا ظهره لغيث لتنظر ساميه الي غيث الذي غمز لها بان تسايره اكثر حتي يظل في جحره ولا يخرج منه ابدا…تماسكت ساميه نفسها وقالت
=ماشي يا ضياء…وعلي رأي بثينه كويس ان بابا مش موجود…المفروض مشكله زى دي تبقي في بيتنا مش هنا…يالا قوم نروح بيتنا نتفاهم هناك.
نهض ضياء يمسك بيد ساميه ينظر بتشفي الي غيث الذي قابله بنظرات غل مصطنعه دلاله علي ان غيث غير راضيا عن رجوع عمته الي ضياء …بعد ذهابهم نظر غيث الي الاعلي ليجد قمره تنظر اليه او بالاصح تنتظره لكي يجيب علي كل تساؤلاتها الكثيرة … والملحه.
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل التاسع