روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا ئ خرافي الحلقه 21

الواحد والعشرين

بالاعلى

بين صديقاتها” منار” تقلب صفحات مذكرتها دون علم بما يدور من مكيده مدبره للخمس فتيات من هذه الافعى السامه التى جلبتهم لجحر الآثام

لم ترى ولم تسمع الى صوت “سامى ” الذى يحاكى “مروة” من الطرقه متجسسا عليهم بأعين فاجرة :
_ حلو دول قدميلهم العصير وزودى الجرعه عشان دول كتير ونضمن ان ما حدش يصحى قبل ما نخلص
واحده واحده

هتفت الاخرى :
_ماشي بس تدينى الفيديو بتاعى بعد ما تاخد اللى انت عايزه

ابتسم ابتسامه لعوب وهدر :

_ لاااا الاول تساعدينى

بهتت من مباغته فكلما وصلت معه لمرحله صعدها لاخرى دون مقدمات لم تعرف كيف تتخلص منه حتى بعدما اقنعت زميلاتها بالحضور معها الى هنا واعتقدت أن هنا
نهاية المطاف لكنها لم تحسب حسابا ان لاعهد لخائن
عقدت حاجبيها بتساؤل :
_ايه يعنى انا مش هروح بعد ما اديهم العصير

امسك اسفل ذقنها بنعومه زائفه ثم اشتدت يده شيئا فشئ حتى احكم قبضته على فكها وهو يقول :
_اومال انتى فاكره انا هقدر على كل دول لوحدى

تأوهت بصوت مكتوم فدفعها أمرا :
_يلا روحى إديهم العصير

ذهبت مجبوره لإعطائهم ما أمر به وقعت فى شراكه وما عاد ينفع الندم

توجهت صوبهم وقدمت لهم بالترتيب كاسات العصير المشبعه بأقراص المنوم شعورهم بالحراره فى هذا اليوم
المشمس جعلهم يرتشفون بنهم دون تردد او رفض

تناقلت “مروة “بينهم وتعجلت لتنهى الامر وليغفو جميعا

فى وقت واحد فى نهاية الصف كانت “منار” والتى وصلت إليها لتو قدمت لها آخر كأس والتقطته هى دون ان ترفع نظرها إليها امسكت به وهى تقلب صفحات الكتاب

لكنها لم ترتشف قدر كبير وضعته امامها وانشغلت بالقراءة بتركيز نظرت “مروة” الى باقى زميلتها ولاحظت ذهبهم فى النعاس وإذدات توترا من بقاء “منار”مستيقظه

فهتفت بارتباك:
_كملى العصير يا منار

ردت عليها دون أن تحيد نظرها عن ما بيدها :
_ دلوقتي

رأت “مروة”من خلفها “سامى” يحثها بنظريه من الطرقه الموازيه على اقناعها فتشدقت باصرار وهى تقدم الكأس من جديد:

_لازم تشربى دلوقت

نبرتها التى يظهر بها الارتباك واصرارها على هذا جعلها تنتبه وترفع وجها إليها فورا عندما تطلعت اليها ولاحظت
الارتباك الشديد الذى يظهر جليا على وجهها وضيقت عينها لمحاولة سبت أغوارها وشئ ما دفعها للنظر حولها لكن سرعان ما اتسعت عيناها لما رأته من نوم الفتيات الجماعى بحالة غير مرتبه نهضت على الفور وتأهب
“سامى”من خلفها لاى حركة مفاجاه ممكن ان تدمر خطته
بالكامل لذا لو وصل به الحال لقتلها لن يتردد ،،،

بالاسفل
وصل “شريف ” اسفل البناية بسيارته يحدق بالاعلى وهو يسأل المراقب المسؤول:
‏_طلعو يا ابنى

‏اجابه المراقب:
‏_ايوا يا افندم بقالهم ربع ساعه نقتحم دلوقت

هتف دون ان يحيد نظره عن البنايه:
_ شويه كدا عشان يخدوا راحتهم ويبقوا متلبسين

كان ينتظر وما يعرف ان الانتظار اكثر من ذلك سيقضى عليه الوقت الآن حاد كالسيف سيقطع اربا محبوبته
وسيكون شاهدا على ذلك

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

فى مكتب ريان

امسك هاتف بضجر فقد بلغ منه الشوق ونازعته نفسه فى “تمار ” التى بات بعيده عن عينه

وعن يده المكالمات متقطعه وغير منتظمه فاق احتماله وتصرفات والدها تثير ريبته قرر دون
تردد الاتصال بها عبر الانترنت فارسال اليها رسالة عبر احد التطبيقات بجمله قصيره تبدى غضبه :
_ تمار انت فين ؟

فى ثوان ردت عليه بصوره فى احد المطاعم وتجلس بسعاده الى جوار والدها والابتسامه تزين وجهها
كان بحاجه لرؤيتها حتى ولو عبر شاشه زجاجيه متجسده بشكل وهمى لايشفى صدره
ولا يروى ظمأ روحه منها لكن ماحيلة المضر الا الرضاء بالقليل نبث فمه بإبتسامه
دفعها قلبه الى موقعها دون شعوره النظر اليها سر بهجة روحه صدفه سيئه جعل
عينه تلاحظ نظرة الدها الشامته وابتسامته المنتصره الصفراء اختفت ابتسامته
وجز على اسنانه وذاد انفعاله وضغط زر الاتصال ليسمع صوتها ويطمئن فى الحال

_ ايواا

لم يسمع سوى هذه الكلمه وانفجر هو بكل ما يخنقه ويضيق روحه :
_ انتى شبه مش بتكلمينى وكل ما اتصل انا تبعتيلى صوره مكان
لدرجادى مبسوطه من غيرى

وقع فى الفخ الذى نصبه اليه “رأفت ” نجح فى إلهائها وتركه يصب غضبه عليها
وابتعد التفت “تمار ” حولها ووجها مصفر حتى لا يلاحظ والدها ما يحدث اذدرات ريقها وردت عليه :
_ لا طبعا بس انا فعلا ما بفضاش وزى ما انت عارف انا مش بتفسح انا بجيب اللى
ناقصنى

لم تهدأ غضبه بل زاد وظهر فى نبرته المحتده وهو يقول :
_ ومين قالك انى مش قار اجبلك كل اللى ناقصك واكفيكى ،قولت قبل كدا
انا مش عايز حاجه انا عايزك انتى

تفهمت غضبه وعصبيته وما سببه فهتفت بلطف :
_ انا عارفه يا حبيبى بس احنا لازم نستحمل الفترة دى احنا ما صدقنا ان بابا وافق

نفخ بضيق واستاء اكثر وهو يقول :
_ بابا والنبى انتى داخله عليكى التمثليه دى دا بيعذبنا

رفعت وجهها نحو صوت والدها الذى اشار اليها من بعيد الى احد المواصلات ليركبا ويغادروا
المكان توترت من الشد والجذب الذى تعيشه لكن يجب عليها تهدئة الغاضب الذى يبدا انه
سيحرق المدينه بأكملها إن لم يطمئن فهتفت :

_ اطمن انت هتفضل فى قلبى

أردفت بتسرع من كثرة الحاح والدها من بعيد لتعجل كى لا يفوتهم المواصله
_ انا لازم اقفل دلوقت و اوعدك هكلمك تانى

انتفض فى مجلسه وهو يقول :
_ تقفلى احنا لحقنا نتكلم

هدرت اسفه وهى تتقدم نحو والدها :
_ اسفه حبيبى اوعدك انى هكلمك باليل

تشنج من سرعتها وضاق صدره اكثر عندما سمع صوت والدها يهدر :
_ يلا يا تمار العربيه هتفوتنا

اغلقت الخط على هذا ولكم “ريان “مكتبه ينجح والدها دوما فى إغضابه دون أن يتحتك
به بشكل مباشر

___________-جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

“مكه ”

خرجت من عملها واستقلت احد المواصلات العامه ذات الكراسي الكثيره جلس بجوار
الشباك تطالع الطريق دون نظر يسيطر عليها الشرود

الى جوارها كانت تمشي سياره لم تلاحظها بلااساس لكن من بداخلها كان يقصدها لم يستطع
“الياس ” الانتظار خرج من مكتب اللواء اليها ليتابعها اشتاقت عينه اليها طالعها بشغف
واشتياق لم تلاحظ عينه الراصده لها لكنه كان مفتون بها وكأنها اخر النساء على وجه الارض
التهم ملامحها وكل تفصيلها بعينه حتى نسي نفسه وحالته فو أسفا عليه حتى فى شرودها تفتنه

وكيف يخبرها بطريقة مُنمّقه أنها بداخله رغم المسافات والبعد وقلة الكلام وإذدحام الامور السيئة،كيف يخبرها
أنها ثابته بقلبه مهما حدث
قطع تأملته تحرك الشاحنه فتبعها الليله لابد أن يلتقى بها لابد ان يسمع صوتها ويروى ظمأه منها الذى
طال شهور فالصبر انتهى وبدأ النعيم ….

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفجة بقلم سنيوريتا _________

فى مكتب “عدى ”

خرج فورا من مكتبه بعد خروج عزيز خرج كالريح العاصفه توجه الى مكتب
“مرام وليندا ” وصاح باليندا :
_ اغيلى كل المواعيد
التف الى “مرام ” وامرها
_وانت تعالى معايا

انتفضت من مكانها وزاغ بصرها بقلق من غضبه المفاجئ لم يكن امامها خيار سوى
الركض ورائه بصعوبه لحقت به عند باب الاسانسير سألته بقلق بالغ :

_ فى ايه هو انا عملت حاجه ؟

لم يجيبها فتح لها الباب وحسها بنظراته على الدخول دخلت معه وهى ترتجف
وبدأت بالضغط على اطراف اصابعها لم ينظر اليها ولم يفكر ماذا سيفعل بها

يود الآن ابعادها عن نظر العالم أو دسها فى قلبه خرج من المبنى ومازالت هى خلفه
وقف “الحارس ” الذى يتهلل برؤيته وقال :

_ اهلا ياسعادة الباشا ما شوفتكش الصبح

سرعان ما أختفى حنق “عدى ” ورسم على وجه ابتسامه بشوشه :
_ ازيك ياراجل يا طيب

اجاب “اسماعيل ” :
_ بخير طالما شوفتك

رمى بصره بإتجاه “مرام ” وأردف :
_ وشوفت السنيوره الله يباركلك يا باشا الصراحه تحط على الجرح يطيب
ربنا يسعدكم انتوا الاتنين

وكأن اليوم هو يوم الاشارة ل”عدى ” ألا يتركها اتسعت ابتسامته وهتف برضاء :

_ اهو عشان الدعوة الحلوة دى جهز نفسك عشان تطلع الحج السنة دى

فرغ فم “اسماعيل ” ورجع خطواتان للخلف ليتاكد مما سمع وكرر بذهول :
_ بتكلم جد

أومئ “عدى ” وهتف بثقه :
_ طبعا جد الجد

ابتهج قلب “مرام ” من تصرفه النبيل خارق بكل معنى الكلمه فى نثر السعاده بين الناس
ومد يد العون لم تقابل شخص مثله فى هذا الزمان
أسرع الرجل ليميل الى يده ليقبلها قائلا :
_ ايدك ابوسها يا باشا

سرعان ما سحب “عدى “يده ويمنعه :
_ ايه اللى بتعملوا دا يا حج اسماعيل عيب

ما كان من الرجل إلا ان رفع يده الى السماء ودى بكل صدق واخلاص :
_ ربنا يرضى عليك ويسعدك ويصلح حالك ويفرح قلبك

ربت “عدى ” على كتفه بحنو ورحل عنه باتجاه سيارته بلغ “مرام ” دون أن يلتف :
_ خلصى مشوار عم اسماعيل طبعا من غير ما بابا ياخد خبر

فتح لها الباب لتدلف الى جواره دون ان تفهم سبب ضيقه أو حتى الى اين تذهب

دار حول سيارته ودخل الى جوارها يدير المحرك وانطلق

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

لدى منار

الصدمه كانت كلمه قليله امام ما إتضح امامها من فخ زاغ بصرها وارتجفت فجأه
و بذعرشديد سألت “منار”:
_فى ايه ،ايه اللى حصلهم ؟

رفعت “مروة”كفيها امام كتفيها قايلة بذعر مماثل:

_انا ما أعرفش حاجه انا ما عملتش حاجه

لم يتوانى “سامى”عن الدخول المفاجى والقبض على راسغيها وجذبهم خلف ظهرها عنوة صرخت من مباغته
وعندما اصبحت مقيدة من قبل شخص لا تعرفه اذدات رعبا وانفلت اعصابها

تلوت يمينا ويسارا لمحاولة التخلص من يده وفجأة توقفت عن كل هذا عندما سمعت همساته فى
أذنها بكلمات مقتضبه جعلت جسدها يتصلب بالكامل

لم تستطع حتى الرمش الا عندما دوى صوت اقتحام
وطرق عالى من جهة الباب لم يعطى فرصة لأحد بإدراكه
لانه جاء فجاه وكما جاء فجاه انتهى بسرعه

اقتحم كلا من” شريف” “وماجد” الشقة يلوحوا بأسلحتهم
فى تحذير شديدالخطورة :
_اثبت مكانك وإلا هضرب بالنار

“شريف “لم يحدد فى الوهله الاولى ماهيتها ظن انه يتخيل نظر اليه “ماجد” وتسائل بدهشه:
_ المدام بتعمل ايه هنا يا شريف ؟!

لم يكن لديه اجابه بل انه لم يسمعه من الاساس نظر اليها

وبادلته النظر كانت تود أن تهرول وتبكى فى احضانه
وتتوسله للرحيل لكن قدمها عجزت تماما عن الاستجابة لهذا الشعور آلمه وجودها فى هذه الشقة المشبوه وآلمه

رؤيتها بين يد هذا القذر الذى كاد ان ينساه فى غمار صدمته كل شئ حدث سريعا لكن خطوته الغاضبه
كانت اسرع فى نزعها من بين يده واقرب شئ ليده كان تلابيبها

فجذبها اليه بعنف شديد رؤية عينه فى هذا التوقيت كانت أشبه

بالنظر للجحيم زمجر وهو يسحق الكلمات بين اسنانه بصوت منخفض :
_ايه اللى جابك هنا ؟!

ألجم غضبه المفاجئ فاها ومن جهه اخرى تعاملت باقى الفرقة فى تمشيط الشقة والقبض على

المتهمين قاطعه “ماجد”الذي شعر بهذا التوتر وقدر جيدا
الصدمه التى هاجمتهم معا :
_شريف خد منار والمتهمين للاسم واحنا هنجيب الاسعاف
وناخد البنات

كان بحاجه ماسه للتوجيه امسك راسغها ولملم اغراضها
من المكان والتى يحفظها كباطن يده لم يسمح بتركها

وهى لم تحاول الافلات فاعصابها بعد تلاحق الأحداث باتت مفككه

نزل عبر الدرج وانتظر بجلد حتى يصل الى سيارته وينفجر ببركان أسئلته التى يخشي إجابتها

اغلق عليها السيارة ودار ليلحق بها فى الجهه الاخرى وهو يتابع خروج كلا من “سامى ومرورة “من المبنى تحت الحراسة المشدده لتوجه نحو القسم معه

والتى بالطبع ستوازى سيارته اخيرا دخل سيارته

واشعل المحرك واشتعلت نيرانه من هذه الطعنه
التى آتته من قريب وأصابت موطن قلبه :

_إيه وداكى هناك ؟!

لم يسعها الحكى بما حدث مسحت على جبهتها وهى ترد عليه لاهثه من فقد السيطرة على اعصابها:

_مش وقته المهم انك جيت ولحقتنى

التفت نحوها وصاح باصرار وغضب وتلاحقت أسالته :

_ اومال وقته امته ؟! ولحقتك ازاى ؟انتى مفكره إنى جتلك مخصوص ؟

هدرت بتأثر وهى تنظر باتجاهه:

_ يعنى انت ما جتليش مخصوص

لم تخفى تعبيره الساخطه والهازئه فى آن واحد وهو يتشدق :
_ انتى كدا هبلة رسمى

اردف بتعصب:
_انا لازم اتصرف فى المصيبه دى

لطالما إطمئنت لتصرفه لكن هذه المرة كل شئ يبعث للقلق لذا سألته :

_ هتصرف فى إيه ؟
لم تحيد نظهرها عنه وهو يقود بجنون حتى تحصل على اجابتها حتى
زمجرا بشراسه:

_ انتى ممسوكه فى شقة مشبوهه يا حلوه ….انتى جبتيلى العار

مسح وجهه بغضب وتركها فمها مفرغ وعقلها الذى حتى اللحظه لم يستوعب ما يحدث وجدت نفسها تعترف رغما عنها:

_انا كنت رايحه اذاكر معاهم

لم يهدأ بعد هذا الاعتراف بل اذداد شراسه وهو يزأر:

_ ما قولتليش ليه؟! بتمشي من غير إذنى ليه؟

ردت عليه بضيق من الحاح اسئلته المرهقه ودون حتى ان تستوعب سبب غضبه صاحت:

_انا مش لازم اقولك على كل حاجه

اذداد انفعاله وصرخ بها :
‏_ وانا بالنسبالك ايه ان شاء الله لما تمرمطى سمعتى وكرامتى فى الارض

هتفت دون وعى:
_وانا عملت ايه غلط روحت ذكرت مع اصحابى

امسكت رأسها وقد بدات تشعر بصداع ينقر رأسها دون هودا لاحظ هو ذلك فألجم غضبه ريثما يصل وسيكشف
لها ما تسببته به دون حرج او مراعاة لمشاعرها

لكن كلما جال فى رأسه ان فكرة التريس فى الصعود للشقة كانت فكرته وان بسببها كانت ستحدث كارثه يزداد اشتعلا ونفورا وجسده بالكامل ينتفض يعرفها ولا يشك بها بل يخشي عليها من سذاجتها التى أدرجتها فى هذا الفخ اللعين

_______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

لدى مرام

وجدته يقف امام الشارع الموازى لشقتهم بالسياره وزعت بصرها بينه وبين الشارع
لم تفهم حتى الآن سبب خروجها من المكتب ولا سبب انفعاله هو لم يفتح فمه طوال الطريق

سألته عندما شعرت انه لن يخبرها وطال صمته دون ان يسمح لها بالنزول :
_ احنا جينا هنا ليه ؟

التف لها وتطالع اليها بجمود وهتف :
_ هديكى اجازه

تعجبت من هذا الاقتراح الذى جاء فجأه دون اسباب تابع النظر اليها وفيروزيه
عيناه كالبحر الهائج تبتلعها خجلت منه واشاحت بوجها عنه وهى تقول :
_ا ذا كان دا قرار حضرتك فانا ماليش حق اناقشك

همت لتغادر السياره لكن اوقفتها نبرته العميقه :
_ أنا هـتـجــوزك

اتسعت عينها فور سماعه هذا أجفلت غير مصدقه ما سمعته لتو التفت اليه
من جديد لتتاكد مما قال فوجدته ينظر اليها بإصرار شل كل حواسها
واكد كل حرف على حداه :
_ هـ تـ ـجـ ـوزك

اذدرئت ريقها وأسرعت فى الخروج من السياره لم تحسن فى التصرف امام العند
البادى فى عيناه سوى بالهروب خطت دون نظر تصدم كل الماره دون ان تعتذر

تحاول الاختفاء عن عينه التى تشعر بها تلاحقها حتى دون أتراها مؤكدا حقا كان يفعل
هذا بل تبعتها كل حواسه هذه التى تجرأت على خطف قلبه برغم كل هدؤئها وبرائتها

والتى أشعلت بداخله بركان على فجأه لا يشتعل إلا لــحــب خــرافى

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

“مرام “دخلت لشقتها تلهث لتجد “مكه ” عائده لتو من عملها حتى لم تبدل ثيابها

لاحظت لون وجهها المسلوب فأسرعت بسؤالها :
_ فى ايه يامرام وشك مخطوف كدا ليه ؟

استندت عليها “مرام” لتصل الى فراشها وساعدتها “مكه” وسألت من جديد بقلق:
_ انتى تعبانه يا مرام

نفضت رأسها وهى تلقف انفاسها لترد فور جلوسها بتوتر حاد :
_ الاستاذ عدى قال انه هيتجوزنى

كان لها ما كان من نفس الصدمه ساد صمت مريب حتى قطعته “مكه ” بسؤال :
_ ايه ,,, يعنى هيتجوزك بجد ولا فى السر

رفعت عيناها إليها بفزع وهدرت :
_ معقول يقصد فى السر

اجابتها “مكه” وهى تجلس الى جوارها لتقول :
_ اومال ايه الاستاذ عدى قريب من بابا و لو عايز يتجوزك بجد كان بلغه هو
مش انتى اصلا دى الاصول لازم يدخل البيت من بابه

وعلى ذكر الباب تدخل صوت الجرس فنهضت “مكه ” وهى تؤكد :
_ اكيد دى ماما ، خدى نفس كدا ما تخليهاش تحس بحاجه لحد ما نشوف
دا كمان نيته ايه

تؤمى “مرام ” برأسها لاختها تؤيدها الرأى وقفز الى ذهنها والدها فسألت عنه :
_ بابا فين ؟

هتفت “مكه” وهى تربتت على كتفها لتهدئها :
_ بابا فى اوضة الصالون بيقرى قران انا جيت قبلك وقعدت معاها شويه
وطلب ان ماحدش يقاطعه

اتجهت صوب الباب الذى لم يتوانى عن الطرق وكأنه يهدم المنزل بأكمله

_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

منار

اجفل عندما تذكر يد الحقير تقبض عليها واندفع
لسؤالها بحنق:

_ عملك حاجه ؟!

انقلبت معدتها فجاه وعبرت عن ذلك بأن وضعت يدها على فمها قلب نظرة بها وهو يخطف نظرات سريعه ع الطريق وسألها بقلق:

_مالك يا منار الواد دا عملك ايه ؟!

ومع تكرار سؤاله ونبرة القلق الباديه فى صوته اضطرت لاجابته لكن لم تستطع منع نفسها من النحيب:

_قالى كلام وحش انا ما فهمتوش

جز على أسنانه وضغط على مكبح زيادة السرعة مصارعا
الهواء ومسابقا الريح لم يحاول معرفة ما قاله سيحاسبه اولا على تجرأه ومن ثم سيرى “منار” ما لابد
أن تخشاه فى المستقبل دون مراعاة مشاعرها

وصل الى القسم وادخلها معه توجه على الفور الى مكتبه

والذى قد سبقة على بابه “سامى ومرو ه ر أته “منار” اليوم بوجه مختلف عن ما اعتادته لكن لاول مره تراه فى عمله وترى كم الاحترام الذى يحظى به من قبل أفرادالقسم اذا ما إن مر من جانب عسكرى الا وأد التحيه بود لا بطريقه آليه

هتف وهو يمر من جانب احدهم امرا:
_ هات لها واحد لمون

اقتربت منه واخبرته:
_بس انا مش بحب اللمون

لم يلتفت اليها وظل يتقدم ممسكا براسغها ومنطلقا نحو المكتب وكأنه تحول عن ما عرفته من قبل هتفت مرة اخرى:
_انا مش عايزه حاجه انا عايزه اروح

اجاب دون ان ينظر تجاها:
_ هتشربى يامنار

دخل الى مكتبه بعدما اشار الى الشاويش المسؤل بدخول

المتهمين كلا من”مروة وسامى”

جلس على مكتبه ونظم انفاسه للاستعداد لمقابلة الوغد الحقيقه انه كان يود اهانته سابقا ما إن رأه
لكن عندما اصبحت “منار” فى يده تبدلت رغبته لنية واضحة للقتل

فى الكرسي المقابل جلست وقد تداخلت مشاعرها تشعر ببرد شديد فى هذا اليوم الحار وتتصبب عرقا
فى نفس الوقت بللت طرف شفاها ويدها تعتصر

الاخرى بتوتر حاد نقر الباب فالقى” شريف” نظرة اخيرة على وضع منار قبل ان يجيب ولاحظ ارتباكها وشعر
بكل انفعالاتها صاح بصوت جهور أمرا :
_استنى

وجه حديثه اليها قائلابحزم :
_ منار بصيلى اسمعى اللى هقوله بالحرف

رفعت وجهها اليه والذى لا يمتلك أى لون الآن زفرت
وهى تنظر اليه فاسترسل :

_ تمالكى اعصابك ومهما حصل ما ترديش وكل اللى هقوله حالا تأمنى عليه مش عايز المجرمين دول
يشفوكى ضعيفه او مهزوزه عشان الموضوع دا يخلص من غير شوشره

اسرعت بالهتاف بشكل متوسل :
_طب ما تروحنى

نفض رأسه بانزعاج من سذاجتها وهدر بضيق:
_هى عزبة ابويا ؟! انتى ممسكوه فى شقة مشبوهه

انتى فاهمه ولا مش فاهمه

رفعت يدها لترد عليه بنفي :
_لاا والله انا كنت بذاكر انا ما عملتش حاجه

اجفل وتمزقت روحه من الكارثةالتى حلت على رأسه يعرفها كباطن يده جاهلة بكل ما ينافى الاداب لعلها
ايضا لا تفهم معنى مشبوهه ولا تدرك الشبة التى وقعت عليها بدخوله اليها ومع استمرار بكائها الطفولى جعله ينهض من مكانه ويتجه نحوها نهضت بأمل ان يتركها تذهب من هنا لكنه جذبها اليه وضمها الى صدره

لم تملك القدرة على ابعاده بل شعرت وكأنها فى احتياج الى هذا الحضن من مدة طويلة وقد منحها اياه دون ان تطلبه هتفت وهى تشهق ببكاء:

_شكرا يا شريف على كل اللى بتعمله معايا

اسند طرف ذقنه الى رأسها بالم يردد سؤال اتعبه طرحه متى ستفهم كل ما يجب أن تفهم ؟
دفعها برفق ونظر الى عيناها وهدربحزم:

_ اقعدى مكانك وخليكى ثابته ما تخفيش انتى معايا وما حدش يقدر يقربلك

تنفس الصعداء وعاد الى مكتبه يحك يداه ببعض للاستعداد للقادم ضغط زر الجرس المقابل له فسرعان
ما دخل المتهمين للمثول امامه

وصاحت مرورة التى افحمها البكاء بصوت راجى يفهم بصعوبه:

_ والله يا باشاانا مظلومه ..هو السبب ابوس ايدك
خرجنى اهلى هيقتلونى ابوس ايدك

هرعت اليه لكنه دفعها عنه بقسوة وهو يزمجر قائلا:
_ ابعدى ايدك عنى

زمجرته جعلت منار تنتفض وضعت يدها على فاها مع اول صدمه من معاملته الخشنه فى عمله

ابتعدت “مروة “بعد ان سقطت ارضا من قوة دفعته وزحفت للخلف حتى تستجمع قواها العصبيه وتقف
من جديد التف الى “سامى” وساله بشراسه :

_انت يلا هتعترف ولا اخليك تعترف بطريقتى

برغم رجفته من نبرته العدائيةالواضحه الا انه تماسك
وهو يجيب :

_اعترف على ايه يا باشا احنا كنا قاعدين بنذاكر

لم يتحمله “شريف” اكثر من ذلك فرغبته الدفينه تحتاج لاخذ فرصتها للنيل منه وظهر ذلك على
حركة قدمه العصبيه لكن تمالك نفسه ليساله بسخريه:
_ ليه وانت زميلهم فى الجامعه انت حتت واد هلفوت بتبيع وتشترى اعراض وع العموم انت ممسوك متلبس

وشوية ودليل ادانتك يكون على مكتبى

مسح على سطح مكتبه ليدخل الساعى بالليمون قدمه الى “منار ” فنظرت اليه دون ان تتفوه

هتف أمرا :
_ اشربى

لم تجادل بعدما رأت جانبه الشرير بسرعه التقطت الكوب وبدأت تعتصر عيناها كى تبتلع أول رشفه

لاحظ “شريف ” نظرة “مروة”تجاه منار والتى بها الكثير من الحقد والتساؤلات يفهم انها لا تفهم

سبب وجودها فى التحقيقات وجلوسها المعزز دون توجيه
اى اتهامات لذا قرر الإفصاح عن نيته ب:

_ مدام منار

جذب انتباها بنطق اسمها بهذه الرسمية فالتفت له بعدها اردف متجاهلا التفاتها:

_كانت عين وسطيكم مخبر زى ما بتقوله وليها الفضل فى الوصول لقذرتك ومسكك متلبس يا سامى

انتفضت بعصبيه فرمى لها نظرةمحذره من الاعتراض او حتى النطق بكلمه

تدخل سامى ناطقا بحده:
_دا ظلم ما حدش ضربها على ايدها تيجى هى او غيرها

ثم ان حضرتكما دخلتش لاقيت حاجه مخله عشان تتهمنى

بشي ودى تحديدا كانت فايقه ولا حضرتك بتلفق للناس قضايا وخلاص

هنا وثب من مكانه غير متحمل اعتراضه اندفع نحوه وقد سبق السيف العزل لكمه بقوة فى انفه وامسك

تلابيبه ليتمكن من مناولته هجمات اكثر وهو يصرخ به

بغضب مستعر:
_يا ****يا**** انت ليك عين تتكلم

وعلى اثر الجلبه التى اندلعت فى المكتب فجاه دخل “ماجد” صديقه وقد انتهى من لملمة الاحراز
وتشميع الشقه سحبه من بين يده ودفعه للشاويش هادرا :

_ خلاص يا شريف ما توسخش ايدك خد يا ابنى الزفت دا الحجز

أرد إخلاء المكتب بسرعه حتى يحصل على تفسيرا لما رأه اليوم حتى لا يسئ الفهم رغما عنه
نفد “سامى”باعجوبه من بين براثن شريف المسننه

وبقيت “مروة” تصيح باكيه:
_انا ماليش دعوه بحاجه انا بريئه والله بريئه

لم يتحمل نواحها” شريف” فصاح للشاويش الذى اوشك
تجاوز الباب :
_خد يا ابنى دى معاك

ظلت كماهى تتمنى ان يصدقها احد وتصيح باكيه حتى قبض الشاويش على يدها بقوة فسقطت على قدمها

امام منار تستغيث ببكاءحار:

_منار ابوس ايدك انتى صحبتى وعارفانى خرجينى من المصيبه دى

لم تعرف بما تجيبها نظرت باتجاه شريف وكأنها ترجوه

لاخبارها ماذا تفعل ولكنه لوح بيده الشاويش بعصبيه :
_خدها يا ابنى

تبقى فى الغرفه ثلاثيتهم وتبقى الحيرة والوجوم ليقطع “ماجد” الصمت المخيم على المكان
بسؤال :
_ مدام منار كانت بتعمل ايه هناك يا شريف

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

فى شقه ابراهيم السباعى

مكه

ازاحت الباب لتجده يقف نصب عيناها بكامل هيئته وهيبته التى ترجف القلوب ازدرئت ريقها ما كانت تتوقع رؤيته بعد هذه المده وايضا هنا فى منزلها ثوان حتى جمعت ما تبعثر من قواها وهتفت بتقطع:
_ أ ن ,,, إنت…

لم يجيبها “الياس “ظل يثبت نظراته الجامده والتى تمتلئ بالغموض والاصرار مما بعث فى نفسها الريبه فسألته بقلق :
_ جاى ليه ؟!

افلت سؤلا بإقتضاب لكنه شديد اللهجه:
_ابوكى فين ؟!

دق قلبها بعنف لذكرى اسمه وخشيت أن يكون السبب وراء زيارته المفاجأة الاعتقال أو حتى التحقيق الذى اعتادتت عليه من زمن لكن تحديدا وبعد كل ما مر عليهم فى الاشهر الأخيرة بات والدها غير متحمل كل هذا الضغط
انفرج فاه وهى تقول :
_ عايزه ليه ؟

رفع احد حاجبيه وسأل بغطرسه:
_إنتى هتحققى معايا ولا ايه؟

اذدا القلق بداخلها فترجته بنبرة متعجله :

_ ارجوك بلاش بالله عليك لو فى حاجه خدنى انا مكانه بابا تعبان ومش حمل بهدله

وتحت طالة الهلع من صمته والغموض المسيطر عن سبب هذه الزيارة وجدت نفسها تستأنف كى تقنعه :

_انا والله من يوم اللى حصل وانا ماشيه جنب الحيط والله المدير بتاعى بيضيق عليا وبيضغطنى فى الشغل عشان يعرف السبب لرجوعى الشغل ويعرف الموضوع من اوله والله ما بفتح بقى انا خلاص حرمت

‏استمع لها دون أن يبدى أى تفاعل معها حتى قاطعها عن ما تقول وهدر بضيق:
‏_ هتدخلينى ولا هفضل واقف كتير على الباب

‏لم تجد مفر و فقدت الامل فى انصاته ليها يبدوا أنه لن يتراجع مهما اقسمت وبررت ،خطت للخلف لتسمح له بالمرور وهى تلوح بيدها دون حديث تعرف ان أبها يقراء القران فى احد الغرف لذا انطلقت نحوها لتنقر عدة نقرات قبل ان

تنظم أنفاسها وتعيد اليها الاتزان سمح والدها بأن قال:
‏_تعالى

‏وقفت امامه وعلى وجهها اثر تفاعلات الصدمه لتقول بحزن:
‏_فى واحد برا عايزك

‏ضم هو الاخر حاجبيه بإستنكار وتسائل:
‏_مين دا؟!

‏أثارت الصمت لم تستطيع أن تخبره بحقيقته لن تتحمل رؤيته يسقط من جديد لكن والدها حسم الامر وهو يطوى كتاب الله بين يديه قائلا بهدوء :
‏_ خليه يتفضل

‏استدارت لتخرخ عن الغرفه بخطوات بطيئة لتجده قد لحق بها خلف الباب لم يكن بيدها شئ تقدمه سوى رجاء
‏هدرت به بنبرة توسل:
‏_ بابا تعبان ومركب دعامة قلب والانفعال وحش عليه ارجوك يعنى ترأف بيه

‏مط شفاه بابتسامه لم تصل لقلبه يتضح عليه مجارتها فقط دون شعور أو حتى نيه للتنفيذ تجاوزها ليدخل اليه

‏وبرغم ان “ابراهيم”لم يتعرف عليه او سبق له معرفته إلا انه استقبله ببشاشه وهو يقول:
‏_ اهلا وسهلا اتفضل يا إبنى

‏صافحه “إلياس”:قائلا ببرود :
‏_ يزيد فضلك يا حاج

‏ وجلس حيث إشارته ليفتح “ابراهيم” حديثه ب:
‏ _ والله يا ابنى شكلك إبن حلال مع إنى أول مرة أشوفك

خير ؟!

اجابه دون مقدمات وبجمود قاس وكأنه مخدر لايشعر بما يقول:
_ انا جاى أطلب ايد بنتك مكه

تراجع “ابراهيم”برأسه للخلف ليسمح بإستيعاب ماقاله مندهشا من طريقه عرضه وكذلك جرأته الغير طبيعيه فى طرح أمر كهذا دون أهل أو حتى مقدمات

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

فى غرفة مكه

حاولت تنظيم انفاسها وهى تضغط بباطن على صدرها

هذا ازعج اختها التى انتظرت بقلق هذه المده لمعرفة سبب انسحاب الدم من وجهها وحالتها السيئه لتصيح بفزع خشية من
ان تسقط فى إغماء كالسابق :

_مالك يا مكه فى ايه ؟!

وبصعوبه جديده وجدت مخرج لكلمه واحده قالتها بمجهود صعب:
_ موجود هنا

ثم عادت تنظم أنفاسها لم تفهم “مرام” فهرولت لتقدم لها الماء يبدوا انها ستمكث مده حتى تخرج منها بتفسير واضح

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<

بين ابراهيم وإلياس

ضبط “ابراهيم”اعصابه وهو يرد عليه بهدوء:

_ والله يا ابنى مكه متقدملها واحد وخلاص قراية فتحتها قريب

بتر “الياس ” جملته بنبره صارمه تبعث الريبه :

_كامل عبد الحميد الجزاوى أو الشيخ كامل عزو مش هو دا احب أبشرك إنه هيتحبس

ضم حاجبيه “ابراهيم ” وهتف مستنكرا:
_إنت مين ؟!

أجابه “الياس”دون تردد وبتفاخر شديد:

_الياس النشامى مقدم فى قوات مكافحة الإرهاب

وما إن كشف هويته حتى تبخر الود الذى كنه “ابراهيم” إليه وعلى فجأه وجد نفسه لايطيق مشاركته نفس الهواء

أصبحت جلسته غير محببه فهو بينه وبين الشرطه عداوه تراكمت حتى نفرت قلبه مما يتعلق بها لذا هدر بتعجل :

_ ما عنديش بنات للجواز

هذا لم يكن ينتظره” الياس ” لكنه لديه أساليب كثيره للاقناع وإن لم تفلح فهوا ماهر فى الاجبار
أجاب متعصبا:
_بقولك هيتحبس

ازداد تعند “ابراهيم ” معه بعدما اكتشف تهديده المبطن وهتف:
_هتستناه يخرج دا نصيبها

عقل”الياس”يرفض نوعية ابراهيم بطبيعة عمله وما يعانيه بسبب كل من امسك كتاب الله وفسره لصالحه

‏واخرج منه شرعا يحلل ويحرم به على هواه لذا يرى أن الشده هى التى يستحقها كل هؤلاء دون تميز ، و اعتبر فى ربط مصير إبنته بمعتقل قد لا يخرج ابدا من السجن ودفن شبابها فى انتظار مجهول عنف ضدها

‏فصاح بإعتراض على عقليته:

‏_ هو ايه اللى نصيبها انت عايز تدفنها بالحيا طيب ما انا قدامك اهو وبطلب إيدها وانت لسه قايل إنك إرتاحتلى

تهجم وجه “ابراهيم”من إنفعاله قد أثرى فكرته عن كل الضباط الذى أصبح بينهم عدواه بسب كثرة الظلم والتعسف الذى تعرض له دون داعى سوى لانه مدير جمعيه خيريه وإمام جامع ذوا لحيه طويله وفقدان ابنه الاكبرعلى يدهم
وخاصتا ما فعله الضابط الاخير شوه ماتبقى لديه من إجلال لهذا الكيان المهيب
نهض من مكانه واجابه بحده :

_ ما عنديش بنات للجواز

لم ينهض “الياس”من مكانه وسأله بحنق:

_مش الدين بتاعكم بيأمركم تسالوهم موافقين ولا لاء

رمقه “ابراهيم”شرزا وهدر بغضب :

_ الدين مش بتاعنا الدين كله لله

مازال يعامله” إلياس ” على انه إرهابى متنكر فى عباءة الاسلام و”ابراهيم”يعامله على انه عسكر ظالم مستبد

لايعرف عن دينه شئ كلا منهم يرى الآخر بوجهة نظر قصيره وخاطئه خلفتها نماذج سيئه من الجتهتين

وإسترسل لينهى جلسته:

_طلبك مرفوض

اصر “الياس”على وجهة نظره ومال بجسده نحوا الطاولة ليرفع كفيه ويلطم عليها بباطن يده هادرا بعنف:
_ انا ميت على الطلب دا

بدأ يغضب “ابراهيم” حقا من معاملته وتهوره فى الحديث ومحاولة اجباره الوضحه فى القبول وإن بقيت إبنته عازباء طول عمرها لن يزوجها لهذه النوعية من البشر التى قاس ويلات العذاب على أيديهم

افلت زمام غضبه هو الاخر واجاب بغضب:
_ اتفضل من غير مطرود

لم يتزحز “الياس”من مكانه تراجع للخلف ليسند ظهره الى الاريكه ليوحى له ان لديه سلطة ونفوذ أقوى من قبوله أو رفضه فى منزله هذه القوة لم يأتى بها معه بل هى هنا تحت سقف منزله هتف بهدوء وتحدى:
_طيب نسألها

اوشك “ابراهيم”ان يفقد عقله من تصرفاته الوقحه فصاح متعصبا :

_ نسال مين البت واتخطبت اتفضل حضرتك مالكش نصيب

ركز عينه الحاده فى عين “ابراهيم” وصاح بصوت جهور ينادى :

_مــــكــــه ،،

اتسعت عين “ابراهيم”من جرأة فعلته هذا تعدى واضح على حرمة منزله واندفع يسأله بحده :

_ايه اللى بتعمله دا اامشي من هنا كفايا فضايح

كرر الياس ندائه دون إكتراث بصوت أعلى :
_مــــــــــــكـــــــــــــه

انتفضت المدعوه من مكانها وساقتها قدمها دون تردد للندائه ومن لم يرد زئير الغول الممتلئ بالضيق

دخلت دون إذن فأشار إليها والدها وهتف بتوتر:

_اخرجى يا مكه يا بنتى

عينها كانت عينه تخشي تنفيذ امر والدها فتغضبه فهمت من الوهله الاولى تحذيره الذى أرسله اليها بنظرته الحاده

تسمرت مكانها لتستقبل الكارثه التى أحدثت كل هذه الفوضى التى استمعت إليها دون توضيح لم يطيل “الياس”عليها
وهتف بشئ من الين :

_ انا طلبت ايدك من ابوكى بس هو مش موافق فاقترحت عليه نسألك

ابتسم لها بإستمتاع وأردف:

_ موافقه تجوزينى

وكأنما نقلت الى القضب الجنوبى و كل ما يحيط بها أصبح ثلج يجمد قلبها ويضيق أنفاسها لو فى وقت آخر لرحبت به لكن الآن بات كل شئ مستحيل “الياس” بالنسبه لها كان حلم صعب المنال وعندما أصبح امامها حالت بينهم الظروف
والمعادلات المعقده كانت تنتظره ليختطفها من أحلامها لواقع أشبه بالاساطير والحكايات كريشه خفيفه تطاير خلف هذا الفارس المغوار و آتى الفارس بعدما أصبح وزنها أثقل من وزن الحصان

كرر سؤاله بتعجل حيث انه يعرفها جيدا هى مندفعه أكثر من هذا الصمت الذى تعتنقه ربما تكون خجله لكن لاوقت للخجل

الآن فأبيها متربص مثله تماما لمعرفة الاجابه حثها بعينيه وجز على أسنانه وهو يهدر:

_قولى موافقه ولا لاء

أرخت نظراتها عنه ورغما عنها إجابت بحزن واستسلام :

_لاء

أثلجت صدر والدها الذى كاد يغلى من هذا الكائن المتطفل وصاح به بكبرياء:

_اتفضل حضرتك اظن كفاية كدا

لم يترك له مجالا للاستيعاب ما قالته هذه المجنونه التى ظهرت له من العدم وارغمته على العيش
فى احلامها لدرجة انه بات هو الآخر يحلم بها تعشم كثيرا بأنها لن تخذله لكن ما أصعب العشم إن خاب

نهض من مكانه مزمجرا بحده :

_بقى كدا ، طيب استعدى للى جاى واوعدك إنك مش هتشوفيه حتى فى أحلامك لانك مش هتعرفى تغمضى عينك من اساسه

انطلق من جوارها بعدما رجتها نبرته التوعديه وعصفت بكل قواها تشعر بالسؤ قادم كغيمة متلبدة تحمل فى طياتها شرزا

من العذاب بما لايحمد عقباه بلاشك أغضبته وغضب الغول مخيف غول يــجذبه نحوها شــئ خـــرافى ’’’’’’’’’’

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط