روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 13

الثالثه عشر

لكل شئ نهايه وها قد اتت نهاية رحلتهم معا أفلت سماعه الهاتف من يده وعينه تأبى التزحزح عنها
ستختفى “مكه ” بجنونها ومشكلاتها من حياته انتهت مهمته وسيسلمها الى العداله أى كان مصيرها فهولن يراها
مجدا لكن اصبح حتما عليه الاستسلام، أرخى يده عن سماعة الهاتف وتحرك صوبها مازالت تقف فى الشرفه
يبدو أنها خائفه من الاستداره والمواجهه من تقلص جسدها وقف خلفها مباشرا وهو يهدر :
_ هنرجع يا مكه

على إثر كلماته التفت لا تصدق نظرت اليه مطولا قبل أن تهتف :
_ قولت اننا هنرجع

اكتفى بالايماء فقد كان يودع وجهها الملائكى وكل تعبير ترسمه على وجها ،غصه قويه انتابتها
على فجأه لا تعرف لها سبب وكأن الالحان الحزينه انتشر صوتها من حولهم لحظات الفراق
فى بدايتها موجعه وفى حالتهم هما فالفراق هو الحل الوحيد المتفق عليه من الطرافين
بالنسبه لها خيار مناسب لانه متزوج و بالنسبه له تؤثر على اتزانه وتفقده التركيز
اطلق زفيرا مصاحبا لسؤال أراد بشده معرفة إجابته منها هى خصيصا :
_ هيحصل ايه بعد كدا ؟

ترقب الاجابه من بين شفتيها بتوق ربما بات يثق فى إجابتها والتى لم تبخل عليه
بها وهتفت دون تردد :
_ هرجع لأهلى وانت هترجع شغلك وخلاص خلصت الحكايه

شعر بثوره عارمه اجتاحت قلبه دون رأفه احتدت نظراته المصوبه تجاها يطل منها غضب
وغيظ لا آخر لهما جز على اسنانه وهو يسأل بحقد :
_يعنى مش هتنادى عليا تانى

لأول مره يوجعها الحديث وتؤلمها الحروف رغم ما نطقت به حرفين بإختصار شديد :
_ لأ ..
أولته ظهرها من جديد لتطفى نار اندلعت دون إنذار فى قلبها المحتج على الاجابه والقرار الصارم
الذى أصدره العقل ..

كاد يهشم الغرفه بالكامل وهو يركل كل ما يقابله بتعصب زائد

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“مرام ”

الفراش كان المقبره الآمنه لكل أوجعها دثرت نفسها بالغطاء الذى لا يكفى لستر نفسيتها المُهَلَهَلهْ
ولا للقهر القابع بين ضلوعها تنساب دموعها بغزاره زاد الضغط عليها بشكل مفرط وشعرت
بالعجز التام عن مواصله البحث عن أختها الضائعه والدفاع عن والدها الذى أهلك نفسه بنفسه

دخلت والدتها تنادى :
_ مرام يا مرام

توقفت عن منادتها ما إن رأتها وهى تتجه صوبها تلتحف الغطاء وتمسح عن وجهها آثار البكاء
_ انتى لسه بتعيطى يا مرام

لم تسمع لها اجابه اقتربت منها وجلست الى جوراها تمسح على وجنتها وهى ترد على نفسها :
_ ما تزعليش انتى عملتى اللى عليكى إن شاء الله هيرجعوا

طالعتها “مرام “دون نظر فما فى قلبها من جرح وأد كل شعور وأى تفاعل ممكن أن يوحى أنها
على قيد هذه الحياه تشعر بخزى شديد من والدتها يمنعها من النظر اليها استمرت والدتها فى مواستها
ومواساة نفسها معها :
_ هيرجعوا بإذن الله ..يارب يكشف الغمه دى ويلم شملنا
_قومى يا “مرام ” من السرير من وقت ما جيتى ما خرجتيش منه
حركتها لتحسها على اجابتها وهى تقول :
_ قومى عشان تأكلى لقمه طيب

نفضت “مرام ” رأسها بتعب وهى لا تقوى على لفظ صوتها الذى يصرخ بداخلها بنواح عالى
استسلمت والدتها الى رغبتها وتركتها لترتاح تعرف درجه القرابه بين مكه ومرام
وتعلم ايضا انها فعلت ما بوسعها لتجدهم

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

بين منار وشريف

جلست الى جواره على الاريكه للتتابع فيلم اجنبى اختاره “شريف ” خصيصا مفعما بالاحاسيس
والمشاعر حتى يحرك مكنونها لكنها بعد منتصف المده صاحت باعتراض :
_ ايه اللى انت جايبه دا ياشريف ؟

سألها متصنعا عدم الفهم :
_ فى ايه يا منار؟
_زى ما انتى شايفه اومال هنقعد فى البيت نعمل ايه ؟

هتفت بحنق وهى توزع نظراتها بين الشاشه وبين شريف :
_ ما انا عارفه انه فيلم ايه المحن الفاضى دا ما تجيب فيلم اكشن ولا مغامرات حاجه كدا فيها الغاز

حك خلف أذنه والامتعاض ينتشر على وجهه من رأسها الذى يثبت له استحاله استمالت قلبها لذا كان عليه
أن يستغنى عن إستخدم التلميح ويعبر شفهيا ويحدث ما يحدث :
_ تصدقى انا زهقت … من الاخر كدا يا منار انا ما اتجوزتكيش عشان اخدمك انا اتجوزتك عشان بـ…

قطع كلمته رنين باب شقتهم لينهض وهو يدق الارض من اسفله الى ان تفهم حقيقة مشاعره ستصيبه بجلطه حتما

فتح باب الشقه لتعلو زراغيد اطلقتها “زينب ” مع ورد وماجده ” وعلى ما يبدوا انهم اتفقوا معا ليعلنوا هذا فى وقت واحدا
اثناء فتح الباب

دخل الجميع

لترحب “منار ” بورد ووالدتها ثم إلتف الى زينب التى تقدمت نحوها لتفتح ذراعيها بتلهف :
_ وحشتينى
رفعت “منار” يدها فى الهواء وهى تلومها بعبث طفولى :
_ اترتاحتى منى خلاص
اقبلت عليها لتسحبها عنوه الى احضانها وأعينها تذرف الدموع رغما عنها لتقول بحزن :
_ إطمنت عليكى

وقفت “ورد” بجوار “شريف ” تغمز له وتحرك رأسها باستفسار ظل يرمقها دون فهم لثوانى
حتى هتفت من بين اسنانها بصوت هامس :
_ قولتلها ولا لاء

دفع وجهها بضيق بعدما انتشرت على وجهه علامات السخط وهو يجيب :
_ كنت لسه هقول

بدى الاستياء على وجهه ” ورد ” وهى ترد عليه :
_ اومال كنت بتعمل ايه من امبارح

اجاب بحنق :
_ كنت بأكلها

همت “ورد ” لتهامس معه لكن “ماجده ” تدخلت وهى تدفعها بعيدا عنه :
_ ياينتى سبيهولى شويه
وقفت “ماجده “الى جانبه الاخر وسألته بابتسامه واسعه :
_ هاا يا حبيبى عامل ايه ؟

رمقها بنظرة ثاقبه من بعدها فهم مغزى السؤال فهتف مجيبا :
_ اه……. الحمد لله يا ماما

فى الجانب الآخر كانت “زينب ” تحاصر “منار بالاسئله المبطنه لكن منار العنيده والمتشدده لا تفهم
ولا تحاول التفسير رأسها السميك لايريد معرفه اشياء لاتخصها عن نفسها او عن الجنس الاخر لذا شعرت
“زينب ” بالارهاق فى الحديث معها ورفعت يدها تدعوا بصوت عالى على مسمع الحضور :
_ ربنا يكون فى عونك ياشريف يا ابن اختى يارب

والتفت “ماجده “الى “منار” لتباغتها بمشاوره سريعه :
_ ماتيجوا تقعدوا معانا يا منار

تحمست “منار ” للفكره وفى مخيلتها انها ستقطن مع “ورد ” فى الغرفه وتنطلق بعيدا عن تحكمات والدتها
فصاحت بفرح :
_ اه ياريت خالتوا

تههلت اسارير “ماجده” بموافقه “منار” والتفت الى “شريف” تسأله :
_ ايه رأيك ياشريف ؟
لوى فمه بيأس وهو ينظر تجاه “منار ” التى تستجدى عطفه بنظراتها المتوسله واجاب وهو يزفر :
_ نيجى ياماما واحنا يعنى قاعدين هنا بنعمل ايه

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

سريعا جهز “ريان ” فرقه من الجيش لجلب “الياس ومكه “على وجه السرعه
وتوجه هو الى اتمام المهمه بعدما بلغ اللواء وقرر انهاء الامر تماما بشكل مختلف

تواصل معهم “الياس” ووقف ينتظر الفرقه خارج الفندق والى جانبه وقفت المسكينه لاترى
شئ برأسها تشويش كبير مما حدث وما سيحدث كلما جاهد أن لا ينظر اليها خانته عيناه
يشعر بأن خريفه حل بعد ربيع مُزهر رأى ما لم ترى فهتف ليستفز ثرثرتها الذى افتقدها :
_ خليكى فاكره انك مش هتنادينى تانى
بالفعل اغضبها بتكرار حديثه عن هذا الامر وكأنه يٍمن عليها بحضوره فأجابته بحده :
_أبـــدا

سرعان ما التفت حولهم سيارت سوداء وصادح صوتها فى الارجاء بشكل متقطع وكأنه احتفال
ابتسم وجه ” الياس” متهلل بوصول فرقته التى تحتفل به بشكل خاص عكس “مكه” التى
بدأت تدور حول نفسها حتى تحصى عدد السيارات التى اقتحمت المكان وبدأت تفزع من تصرفاتهم
العشوائيه لكنها شاهدته يصافح من بها وهم يدرون حولهم توقف العرض وترجل الجميع ليهجموا
على “الياس ” بسعاده وحراره جعلتها تتراجع لتفسح للعدد الكبير بأخذ مساحتها وشاهدته يتعامل
بود وانسجام كما لم تراه من قبل بعكس تماما معاملته الحاده والقاسيه معها كان الجميع فى تلهف
لمصافحته والاطمئنان عليه فى وسط متابعتها له شعرت بيده خشنه تمسك بكتفها المصاب وتدفعها
نحو احد السيارات لتصرخ عاليا متأوهه :
_آآآه

ولا تعرف كيف قفز ليقف بجوارها من ثوان كانت تشاهده حوله مايزيد عن عشره والآن
الى جوارها يهتف الى من يمسك بها ب:
_ براحه عشان عندها اصابه
التف دون أن ينظر اليها واستقل سياره اخرى وتركها لتصعد سياره السجن تاركا لها واقع مجهول
واحلام اصبحت سراب
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

فى شقة “شريف ومنار ”
همت الاسره بالمغادره لتركهم ليعيشوا حياتهم التى يظنوها حقيقيه
نادت “منار ” برجاء :
_ اقعدوا كمان شويه انتوا مستعجلين كدا ليه
اجابت عليها “ماجده ” وهى تستعد للمغادره :
_ خدوا رحتكم والاسبوع الجاى تيجوا الفيلا بقى
نفضت “منار ” رأسها وأكدت بحماس :
_ اسبوع ايه …انا الصبح هكون عندكم الصراحه القعده هنا ممله أووى

ساد الصمت وتناقلت نظرات الجميع بينهم وبين بعض على عكس “شريف ” الذى اتسعت عيناه
وإعتلى وجهه الصدمه وكأن سقط على رأسه دلو ماء بارد فهى لن تكف عن حماقتها حتى تصيبه
بجلطه قاطعت هذا “زينب ” وربتت على كتف شريف وهى تتشدق بسخريه :
_ ابقى سليها ياشريف
نظر اليها بحرج فهو يفهم الاهانه الموجهه اليه غادروا المكان جميعا دون انتظار مما دعى “منار” للتعجب
والتفت تسأله بتعجب :
_ هما مشيوا بسرعه كدا ليه ؟
رفع وجهه اليها وصمت لبرهه وهو يحاول تقيد ضيقه تجاهها حركت رأسها مستفسره عن سبب جموده
غباؤئها الفطرى فى احراجه باستمرار دون مراعاه رجولته التى بات ينظر لها الجميع نظرة شك
ورفع حاجبيه وهتف ببرود على عكس تماما ما بداخله :
_ ممكن يا منار ما تتكلميش تانى للابد
تسألت دون فهم وهى تضيق عيناها :
_ ليه ؟
ظهرت تفاعلات غضبه على صفحة وجهه فتحول الى الاحمر القانى وسألها بغلظه :
_ انتى تعرفى ايه عن الجواز ؟
اقتربت منه دون شعوربالحرج ووضعت يدها على كتفه بود واجابته بهدوء عكس ما تخيل :
_ شريف هو انت نسيت احنا مش متجوزين انت اخويا اكيد انت فاهم
أغضبته بكلمه أخيها مجددا حتى كاد يصرخ فى وجهها بانفعال حاد لكنه آثر الغضب وهدر بضيق
ساحقا كلماته بين فكيه :
_ انا فاهم ,الناس ما بتفهمش دا احنا الاتنين اتجوزنا بعقد وباشهار وأمة لا اله الالله كلها عرفت
التقط انفاسه ليهدء من غضبه وأردف متصنعا الهدوء :
_تبقى قدام الناس زى الشاطره كدا تعملينى كزوجك مش اخوكى خالص
ارخت كتفيها وهتفت بإحباط :
_ هحاول
تركته ودلفت الى الداخل بينما وقف هو يمسك برأسه تكاد تفقده عقله يعرف تماما انها بحياتها
لم تفكر كالفتيات ولم يكن فى أحلامها الزواج بالتاكيد تجهل الحياه الخاصه بأكملها ولا تدعى
هو من أشرف على تربيتها وابد لم يراها فضوليه تستكشف أو حتى تسأل عن أى امور خاصه
نفخ بضيق من صعوبة ما بقى له معها من تربيه

_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

“فى مبنى امن الدوله ”

سلك “الياس ” طريقه نحو مكتب اللواء “مندور ” الذى شدد على حضوره اليه فورا

لكن الآخر قطع عليه الطريق واستقبله بنفسه ليصيح به بغلظه :
_ اهلا بالباشا

عرف “الياس ” ما ينتظره من حمم غضب من قبل اللواء وقرر أن يكون
هادئا حتى لايزيد الامر سؤء خاصتا أن ما سمعه طوال الطريق لا يبشر بالخير
فتركه يسترسل فى لومه بغضب جم :
_ ايه اللى انت هببته دا ازاى تتحرك من غير قوه وازاى اصلا تاخد قرار زى دا من غير
ما ترجع لنا

تحمحم ليرد عليه دون تعقيد :
_ يا افندم انا أديت وجبى وحضرتك عارف جابر كويس طالما طالبنى انا شخصيا
يبقى كان ممكن يتهور وينفذ عمليه انتحاريه وانا اتصرفت بسرعه لان مهمتى الاساسيه
هى حماية المواطنين

نظر اليه مطولا ثم تشدق بإستخفاف :

_هى مكه بقت كل المواطنين !

رمش بعينه تزامنا مع إذدراء ريقه باغته بأستخفافه لكنه لن يهتز فهتف بثبات :
_ كان مبلغنى يا افندم انه هيلبسها حزام ناسف ويحطها فى المترو وقتها كان هيبقى صعب
نسيطر على الكارثه خصوصا إنى عارف إن أنا المقصود

التف عنه وهو يأمره مشددا :
_ قدامى على قاعة الاجتماعات نشوف هنتصرف فى الكارثه الحقيقيه اللى بقينا فيها دلوقت

تحرك “الياس ” خلفه ومن ثم سأله على استحياء :
_ طيب بالنسبه لـ مكه يا افندم

اجابه بلا اكتراث وكأنه مطمئن على وجودها بين يد أمينه :
_ رائف هيحقق معاها

اتسعت عينه عند سماع اسمه فهو يعرف جيدا من هو رائف وأنه رجل المهام الصعبه
والمحقق الشرس سأله بتردد :

_ يا افندم انت عارف رائف صعب شويه على بنت

لم يلتف اليه وهتف وهو يستمر بالتقدم نحو جهته :
_ مافيش قدمنا غيره لان دا اللى هيقنعها باللى عايزينه

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

“فى منزل رأفت الالفى”

فتح رأفت باب غرفة “عدى ” بقوة غير مكترث بأى شي الغضب كان يعميه من ابنه الذى اختفى من المنزل والعمل
كان ينام بشكل عشوائئ على فراشه يدفن نصف وجهه فى الوساده لكن هذا لم يوقف والده عندما وجده غائط فى سبات عميق واصر على ايقاظه من النوم فزعق عاليا :
_ عــــدى انت يا استاذ ياسياده المحامى المحترم

انتفض “عدى ” من مكانه مستندا على كف يديه وهو يسحب نفسا عميق تلقفته رئتيه بغيظ لف جسده ليجلس وهو يزفر
لم يسكت غصبه كان اقوى من أن يلتفت للوقت أو حالة ابنه :
_ كل دا كنت فين ؟ لا بلاقيك فى المكتب ولا فى البيت ومن المظاهره دى للمظاهره دى و’’’’

_ صباح الخير يا بابا
هكذا قاطعه “عدى” حتى يخفف غضبه أو ياخذ هدنه من هذا الشجار الذى لن ينتهى
ضم “رافت ” حاجبيه وسأله بحده :
_ أى خير وراء تصرفاتك الطايشه دى

مسح و “عدى “جهه لم يأخذ كفايته من النوم ولم ياخذه هدنه من مما حدث معه يشعر أن عقله متوقف
لكنه كان مرغما على اجابته حتى يرحم نفسه من توبيخه المُحتم :
_ حاضر يا بابا هروح المكتب واشيله على كتافى ومن النجمه هتلاقينى هناك
نوعا ما هدى “رأفت ” لكنه رفع ذقنه ونظر اليه من اسفل حاجبه المرفوع وسأل :
_وبالنسبه للمظاهرات

اجفل “عدى ” وكأنه اسقط حجرا على قلبه فمن بعد ما حدث لمرام تاكد انه لن ينزل الشارع ابدا
حتى لا يخلق جو مناسب للكلا ب ضاله لانتشال الفرائس ووضع يده اسفل على عنقه كى يزيل غبطته وهدر :
_ حاضرمش هنزل تانى

حرك “رافت ” رأسه معلنا رضاءه لكنه لم يهتف بها كل ما قاله وهو يدور على عقبيه :
_ انا مستنيك فى المكتب بعد نص ساعه

خرج تماما من الغرفه ليدفع “عدى ” الغطاء وهو يقول متذمرا :
_ نص ساعه ليه هما نقلوا المكتب فى الجنينه يلا أطير وامرى لله

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

فى مكتب التحقيقات

جلست “مكه” امامه ترتعش ضخامته وطوله الظاهر من خلف المكتب لم تسقط عينه عنها وهو يطالعها
بنظرات محتده لا تعرف للرحمه سبيلا لم يحيد نظره عنها وهو يضغط زر التسجيل المقابل له وسألها فجأه :
_ اسمك ايه ؟

اخذت وقتا حتى تستوعب مباغته ثم اذرئت ريقها لتجيبه بصوت منخفض :
_ مكه ابراهيم السباعى

لم يحتاج “رائف ” مجهودا حتى يخيفها كانت ترتعب من حركاته حتى وان كان
التقاطه للقلم ,كان لديه الكثيرمن الاسئله لكنه قرر التعليق على اسمها بجديه :
_ ابوكى ارهابى مش كدا

نفضت رأسها سريعا وهى تهدربسرعه مع وجود خوف من ازعاج هذا الوحش الكاسر الذى امامها :
_ لاء .. صاحب الجمعيه الخيريه اللى والدى مديرها مشكوك فيه لكن انا والدى شيخ جامع وفى حاله

التف بكرسيه بملل وكأن اجابتها لم تقنعه ثم هدر من جديد وهو ينظر فى عينها بقسوة :
_ ايه اللى وداكى مكان الحادث

اجابته بتوتر ذلك الخطا إن عاد الزمن ستجنبه دون رجعه :
_ داا ..مكان شغلى وانا ماكنتش اعرف حــ…..

_ ولما الظابط قالك ان فيه اخلاء طلعتى ليه ؟

قاطعها بسرعه لتزداد توتر وارتباك وتعالت خفقات قلبها حتى ما عادت تسيطر على انفاسها المتلاحقه
لكنها كانت مضره للهدوء امام نظراته القانصه والتى تدون كل رمشه وتلقى عليها كل الاتهامات

تشجعت لتجيبه بتأنى حتى تخفى رعبها من طريقته فى القاء الاسئله :
_ اصل انا كنت بشبه على واحد كنت فكرته خطيبى

سألها بسخريه وكأنه يعرف الاجابه :
_ وانتى مخطوبه ؟

صدمت من سؤاله لكنها كانت مجبره على الاجابه رغما عنها ببلت شفاها الجافه وقالت بحزن :
_ لاء

عاد يسالها بمكر :
_ اومال فكرتيه خطيبك ازاى؟

هتفت متردده بـ :
_ أأ ,,,, أأأ
كشر عن انيابه وظهر الامتعاض بوضوح على كل تعبير وجهه وهو يهدر بملل من الحديث الذى لم يطول :
_ بقولك ايه انتى شكلك هتعبينى وانا بصراحه ما بحبش اضيع وقت

ثم زعق عاليا بصوت جهور جعلها تنتفض فجأه :
_ مـــــــــــــتــــــــــــــــولـــــــــــــــــي

على الفور فُتح الباب ليدخل رجلا قوي البنيه طوله يسد الباب بيده عصا ثقيله ضخمه
الحجم اتسعت عينها وهى توزع عيناها بينه وبين ما يحمل وإرتجفت من تخيل ما قد يحدث
وأقسمت فى نفسها إن هوت هذه على جسدها ستكسر عظمها واحدا تلو الاخر وجدت نفسها لا اراديا
تنهض من مكانها وتهرول فى زويه الغرفه وتقفز على الاريكه الجلديه وتصرخ عاليا بإسم واحد :
_ اإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإ لـــــــــــــيــــــــــاس

***********صفحة بقلم سنيوريتا ****للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد *******

كان يجلس على طاولة الاجتماعات مع اللواء مندور وغيره من الرتب العاليه
يتناقشون بجديه امر “مكه ” وكيف سيسكتوا الاعلام الذى ضج بإسمها فى الفتره الاخيره
حتى إستمع الى صوتها الصارخ باسمه يحرك المبنى كله, نظرحوله نعم انتابه حرجا كبيرا لكن
القلق كان اكبر من الوقوع تحت تأثير حرجه لذا نهض معتذرا :
_بعتذر يا افندم ثوانى وراجع

انطلق نحو مكتب “رأئف ” متجاهلا كم الظباط الذين يقفون خارج مكاتبهم يهمهمون عن تلك
المهوسه الجديده بإالياس اصبح له حكايه يتحاكى بها كل الظباط أمن الدوله لكن لا وقت لديه
لإخراس الألسنه المهم الآن أن ينقذها من بين يد “رائف ”

اقتحم مكتبه دون مقدمات مناديا اياه وهو يجز على اسنانه بغضب :
_ رائـــــــــــف … بتعمل ايه يا رائف ؟

التف اليه “رائف ” الذى كان يقف بوجه “مكه ” التى تعتلى الاريكه ليجبه بغضب مماثل :
_ هو انا لحقت اعمل حاجه … بقولك إيه ما تنفزنيش

سارعت “مكه ” فورا نحوه لتختبئ خلف ظهره ليهدر “الياس ” بصوت هامس من بين اسنانه :
_ مش قولتى مش هتنادى عليا تانى وكان ناقص تطلعيلى لسانك

هتفت وهى تتشبث بظهره بنبره تمتلى بالخوف :
_ ما اعرفش حد غيرك خلصنى

صاح “رائف ” مما يراه منفعلا :
_ الياس …اطلع برا سيبنى اشوف شغلى

هدر “الياس ” بحنق :
_ شغل ايه ؟ انت اخد الموضوع جد كدا ليه انت مش عارف تميز خالص

احتد “رائف ” وهو يرد عليه بضيق :
_ هو انا لحقت اعمل حاجه دى اول ما شافت متوالى نطت على الكنبه وقعدت تصرخ

بس ماشى

اشار لمتولى أمرا :
_ هتهالى ,,ليلتك سوده انهارده

رفع “الياس ” يده ليوقفه قائلا برفض :
_ لاء لاء استنى …. على مهلك …ممكن تسيبنا مع بعض ثوانى

اتسعت عيناه وبرزت عروقه من طلبه الذى اغضبه بشده :
_ انت بتستهبل انا ما بسبش مكتبى لحد

احتد “الياس هو الاخر وهو يهدر :
_ مكتب ايه هو انا أى حد

صاح ” رائف ” مشددا فى كلماته :
_ دى مش طريقه شغل اتفضل روح على مكتبك خلينى اعرف اشوف شغلى

هتفت “مكه ” من خلف ظهره بصوت مرتجف :
_ لاء انا مش عايزاك انت انا عايزها هو

هنا اذداد انفعال “رائف ” وزمجر بحده :
_ هو انتى هتنقى “متوالى ” هاتها

وقبل ان يتقدم ” متوالى ” صاح الياس :
_ استنى بس يا رائف ممكن تسيبنا عشر دقايق بس

اشدد الحوار ورفض “رائف ” التفاهم ليهدر بغضب :
_ عشر دقايه ايه هو دا فندق جاين تجوزوا فيه انت حكايتك ايه الياس ؟
_ بيحصل ايه هنا ؟

هذا الصوت الحاد جعل الاصوات تهدء اعتدل كلا من “الياس ورائف ” فى وقفتهم احتراما الى
شخص ” اللواء مندور ” الذى احتدت نظراته فورا وهو ينظر نحو الياس والمدعوه مكه
مختبئه خلف ظهره وزعق غاضبا :
_ فى ايه بيحصل هنا ؟

استعد الياس للاجابه لكن سبقه “رائف ” شاكيا :
_ يا افندم الياس مش مخلينى عارف اشوف شغلى ودخل عليا المكتب وقطع التحقيق

نظر “مندور ” باتجاه “مكه ” لكنها انكمشت لا اراديا خلف “الياس ” فسالها بصوت خشن :
_ انتى مكه

زاغ بصر “الياس ” عندما شعر انها اختفت من ورائه فتحرك لتظهر امامه وتحدث عن نفسها
وزعت نظراتها الخائفه بين الياس واللواء ثم حركت رأسها بالايجاب وهى تجيب بصوت مرتعش :
_ ايوا

زمجر بصوت جاهور حاد كاد يخرق اذنيها :
_ بصى يا بت انتى انتى اسمك عملنا صداع بما يكفى وما بقتش طايق اسمع اسمك

فواحده واحده كدا عشان تخرجى من هنا وما اسمعش اسمك دا تانى ولو سمعته هقتلك

أردف سألا :
_عايزه تخرجى ولا لاء؟

حركت رأسها على عجل وكأنها رأت طوق نجاه وسارعت بالقول :
_ ايوا عايزه اخرج

هدر اللواء بجديه وسط صمت الموجودين :
_ هتطلعى فى برنامج تقولى انك هربتى مع واحد بتحبيه لأن اهلك رفضوا وان امن الدوله
مالهوش دعوه بيكى خالص بالعكس احنا اللى رجعناكى

شهقت بصدمه وكأن سقط على رأسها دلو من الماء المثلج فى ليله شتاء بارده
وهتفت بعد استيعاب ما قاله :
_ انا …. ازاى دا بابا يموت فيها

لم يقدر اللواء صدمتها كان يريد انهاء هذه القضيه التى احرجتهم امام الرأئ العام وزادت عن حدتها
فزعق مشددا فى كلامه :
_ ما اهو يا كدا يا نخلى رائف يقنعك بطريقته ..

نظرت “مكه ” باتجاه “الياس ” تستجدى عطفه وتستجير به فى هذه الكارثه التى ستحل بأسرتها بالكامل
انتظرت منه التدخل لكن نظراته له تخبرها بأن الامر كان اكبر من سلطته لكن لا مانع من المحاوله
لاقناعها بشكل لائق وأدمى فإستأذن باسلوب مهذب :
_ بعد اذنك يا فندم اسمحلى انا اقنعها

اشار له “اللواء” وهو يقول بضيق :
_ اتفضل اقنعها ..واضح ان انت الوحيد اللى بتعرف تقنعها

هدر بحرج :
_ طيب يا افندم دقيقه لوحدنا

كان الطلب غريب على كل الطاقم نظر له اللواء مطولا وكأنه يقرأ نواياه ويتأكد من شكوكه بأن هذه الفتاه
مختلفه بالنسبه له دار على عقبيه لكنه قبل أن يتجاوز الباب التف ليذكره بصرامه :
_ ماشي ..ما تنساش انك راجل متجوز

__________ جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________________

فى منزل (ابراهيم السباعى )

كان الهدوء الذى يسبق العاصفه طرقات الباب المتواصله والقويه جعلت قلب “خديجه ” ينتفض نادت على
“مرام ” بهلع :
_ مرام تعالى اقفى معايا نشوف مين
نهضت “مرام ” رغما عنها بعدما سمعت هذه الصواعق التى سقطت على باب منزلهم وقفت على اعتاب غرفتها
لكن سبقتها والدتها لتفتح الباب لتُصدم برجال بالزى الميرى انطلقوا للداخل فتراجعت “خديجه ” على الفور وهى تسأل
بفزع :
_ فى ايه ؟

تقدم “ريان” الذى توالى هذه المهمه خصيصا نظر باتجاه “خديجه ” التى احتضنت على الفور “مرام ”
بقلق من أى حدث جديد غير متوقع لكن “ريان ” اشار باصبعه الى احد العساكر الذى يسد الباب
فتنحى ليأتى ب”ابراهيم ” كان فى حالة مزريه للغايه لولا هيئته المميزه ما كان “خديجه ومرام” تعرفوا عليه
بسبب هذه الكدمات التى انتشرت على وجهه ويداها المعلقتان فى عنقه توحى بحجم الضرر الذى سقط عليه
صرخت “مرام ” فورا عندما تعرفت عليه وانطلقت نحوه :
_ بابا

رؤيته بهذه الحالة كانت صعبه على كلا من ابراهيم وخديجه استطاعت على الفورإلتقاط نظرة الانكسار فى عينه
وضعت يدها على قلبها وانفجرت فى البكاء واصبح لسانها يردد دون وعى :
_لا حول ولا قوة الابالله لاحول ولاقوة الا بالله

حالتهم معا جعلت “ريان ” يشعر بالحرج من نفسه ومقسما فى نفسه انه سيحاسب هذا الظابط المستهتر الذى رفع
يده على هذا الكهل وأشعره بالمذله امام أسرته
من جانب “ابراهيم” الالم الجسدى كان لا يذكر امام الالم النفسي الذى لحق به انهمر هو الاخر فى البكاء
وهو يتحامل على نفسه كى لا يسند ليسانده العسكرى مع” مرام” وصل الى اقرب اريكه وجلس فسقطت
“مرام ” اسفل قدمه وسألته متوجعه لألمه :
_ مين عمل فيك كدا
لم يجيبها اشاح بوجه عنها حتى لاترى دموع قهره الفائض و خجلت من أن تطارده بالاسئله نهضت من أسفل قدمه
وتوجهت الى “ريان ” الذى وضع يده فى جيبه واحنى رأسه عن المشهد برمته وصرخت فيه بجنون :
_ عملتوا فيه ؟ ردو عليا ؟انتوا ايه مافيش فى قلبكم رحمه

رفع رأسه ونظر اليها بحده جعلت لسانها ينعقد تعرفه ويعرفها رأته من قبل فى شقته لكنها جهلت أنه رتبه
عاليه لقد عاملها بإحسان فى منزلها هتف بكلمات مبطنه :
_ انتى أدرى ….
سكت برهه عندما لاحظ ارتباكها ثم استرسل بجمود :
_ الظابط اللى عمل فيه كدا هيتحاسب المهم دلوقتى ممنوع يخرج من هنا ومكه هتكون عندكم

اسمها جذب اهتمام الجميع وترقب كلا من خديجه وابراهيم أى جديد يثلج صدورهم فرفعت “مرام ”
عينها اليه وسألته بتلهف :
_ مكه هترجع ؟
حرك رأسه بايماء قصير وأجابها :
_ متوقف على تعاونكم معانا ,ومن هنا لما ترجع ما فيش خروج

ثم قال مشدد حتى ينبأهم بخطورة مخالفة الاومر والتعليمات :
_فى حراسه هتفضل تحت البيت ما تجبروناش لا استخدام العنف

**********صفحة بقلم سنيوريتا ****سنيوريتا يا سمينا احمد*********

(انت راجل متجوز )

كلماته المقتضبه كان لها مغزا فهمه “الياس ” على الفور وأوقد النيران فى قلب “مكه ”
اشار اللواء للباقين وخرجوا لتفرغ الغرفه
إلامن “مكه والياس” أشار لها بالجلوس فإنصاعت على الفور ،زفر انفاسه قبل أن يهتف :
_ مش كنتى بتقولى مش هتنادى عليا تانى اديكى من اول قلم جبتينى على ملاء وشى

حملت نبرتها الغصه التى ملائتها من وقت دخولها هذا المبنى وحدها :
_ انا ما اعرفش حد الا انت وبعدين انا خايفه أوى ماعملتش حاجه وانت عارف

حاول الاسراع فى اقناعها رغم أنه يشعر تماما بما تعنيه لكن الوقت ضيق لا يتسع مواستها لذا هدر :
_بصى يامكه للاسف انتى حالتك مختلفه انتى بقيتى نجمه اعلاميه كله بيسأل مكه فين ؟
فإحنا لازم احنا نطلع قدام الناس نقول مكه أهى اللى انتوا اتهمتونا فيها ..فهمتى

انتظرت انتهائه واجابته بتفهم :
_ تمام
فأردف موضحا بسلاسه :

_ ولما تطلعلى لازم تقولى سبب مقنع .. وانتى هتقولى انك كنتى هربانه مع واحد

اتسعت عيناها ونفضت رأسها لتحثه على البحث على فكره آخرى غير هذه :
_ ما ينفعش بابا يروح فيها

زفر بهدوء ومال بجسده ليضع راسغيه على ركبتيه وعينه تغيم بأسف على وضعها وقال برويه :
_ على فكره يا مكه اللى عارفك عمروا ما هيصدق عليكى فمعلش لازم خدمه صغيره كدا للوطن
هتخسرى اه بس هترجعلى لاهلك

بدل ما تفضلى فى الحبس لحد ما الموضوع ينام وساعتها الله اعلم هتشوفى اهلك امته
صدقينى دا احسنلك و هترجعى تعيشى حياتك كأن مافيش حاجه حصلت واحنا ضمنلك شغلك

صاحت بتعصب لتوضح حجم المشكله التى تشعر انه يستهين بها :
_شغل ايه انا مش هيبقى ليا عين أرفعها فى حد بعد ما سمعتى بقت فى الارض

حافظ على هدؤئه امام تعصبها وهدر :
_ ما انتى كان لازم برضوا يا مكه تفكرى فى سمعتك وانتى بتطلعى ورايا

هنا امتلئت عينها بالدموع فقد أدركت خطأئها بعد وقوع تلك الكارثه فهمست تؤيده بحزن عميق :
_ عندك حق انا غلطانه
مال عنقه ليخرج الاجابه من فمهها :
_ يبقى اللى يغلط يقول ايه ؟
هتفت وهى تضع رأسها بين كفيها وتسمح لسيل دموعها بالخروج :
_ اسف اسفه
كان صعب عليه رؤيتها هكذا لكنه كان مجبرا على التخلى عن مشاعره مؤقتا واردف بأسف :

_ والاسف بتاعتنا ما بتبقاش كدا ,, اطلعى قولى للواء انك موافقه على كل اللى هيقوله

كففت دموعها ورفعت وجهها تنظر فى عينه لتوسله بـ :
_ بس

اشاح وجهه عنها حتى لا يسمح للشفقه بالتغلب عليه :
_ مافيش بس يا إما كدا ياما هيسيبك للظابط رائف واقسم بالله لو اللواء مندور بذات نفسه حب يدخل
ما هيسمحله دا رائف وانا عارفه

نهض من مكانه حتى يوحى لها أنه لا رجعه فيما قرروه نيابة عنهما فاوقفته بنداء يأس :
_استنى انا عايزاك توعدنى بحاجه

التف لها وسألها مستنكرا :
_ اوعدك

اجابته وقد رسمت دموع عيناها خطوطا على وجهها جعلتها تبدوا كالرسمه البديعه يصعب ازاحة عينه عنها :
_ اه ..اوعدنى ان ما حدش يضربنى
ابتلع ريقه وهتف مغيرا نبره صوته التى تاثرت كثيرا بها :
_ اذا كان على دى اوعدك هعلقك اى ظابط يفكر يمد ايدوا عليكى مبسوطه يا ستى

حركت رأسها برضاء فلينتهى الامر وتعود الى عائلتها بعيدا عن كل المشكلات :
_اه

سحب نفسا مطولا وزفره دفعة واحده وقال مبتسما :
_ اه لو ما كنتش متجوز يا مكه كان زمنا بقينا تيم زى الفل

رفعت وجهها له وقد أدهشتها كلماته انتهت الرحله ولم تنتهى الاحاسيس التى اشتعلت فى جانبيها تجاه
هذه الشخصيه والتى ذابت عشقا بها دون نجاه وإن استطاعت النجاه من كل هذا كيف تنجو من الشعور
الذى سيفقدها عقلها حتما .
رأته يرمقها بنظرات غريبه فسألته متحسبه :
_ انت بتبصلى كدا ليه ؟
حرك كتفيه بخفه وهو يهدر مخفيا اهتمامه بها :
_ مش عارف حاسس انى عايز اودعك بعد الرحله السعيده اللى كنا فيها
عموما اتمنى اننا ما نتقابلش تانى
صرت على اسنانها وهتفت باندفاع :
_ يكون احسن
جعد جبهته وتسأل وقد استاء من اجابتها :
_ والله .. ياريت ما تجبيش اسمى تانى على لسانك وبلاش شغل العيال دا
حركت رأسها كألاطفال وهى تنفى وتؤكد بالقول :
_ مش هنادى
سألها غير مصدقا :
_ وعد
سكت لبرهه لكن كان لابد من ذلك هو ليس لها ولن يكون فلا داعلى للتعلق باحبال دائبه همست رغما عنها :
_ وعد
لا يعلم لما يضيق صدره كلما وعدته انها لن تناديه لكن هو الآخر لديه حياه لابد أن يعيشها اشار بعنقه نحو الباب
وهو يهدر بجديه :
_خلاص اطلعى بقى على ما اجبلك طقم على مزاجى عشان تعرفى ان مافيش زينا
على ما تحفظى السناريوا اللى هيتقال

حاولت ان تكون رسميه لعلها تخادع قلبها المجنون :
_حاضر .. حاجه تانيه ياسياد الظابط
القى نظره اخيره لها وهو يودعها تماما وينتهى اسمها من حياته واجابها نافيا :
_ لاء شكرا يا مكه
انتهت قصتهم أو إبتدأت لا احد يعلم الغيب هما اللذان إشتعل معا وانطفأ معا دون ترتيب أو سابق انذار
لا تعرف إن كان الامر صدفه أو قدر أو خيال رؤائى مختل أو شئ خرافى …………..
……………………………………………………………يتبع 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط