روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 17

السابعه عشر
إذدات الحيره عندما اخبرهم الطبيب بضروره نقل “مكه” فورا المشفى لخضوع لعملية وزياده
الخطر والدقيقه التى ستمر قد تودى بحياتها اصبح لامفر من هذا حاولت “مرام ووالدتها ” حملها معا
لكن ثقل جسدها كان اكبر من قوتهم البدنيه من تحمل تراخى جسدها مما دفع “كامل ” لتقفها من ايديهم مهرولا بها
عبردرجات السلم للاسفل وسط ذهول ودهشه تملكت الجميع انه مجرد جار قريب اليهم لاشئ يدفعه للتصرف
بهذا الشكل خاصتا انهم أسرة محافظه كذالك “هو ” معروف عنه الالتزام
لكن امام شبهة فقدان “مكه ” استسلموا الى الالتحاق به دون منعه استقل سيارته بعدما وضعها برفق
فى الكنبه الخلفيه وسريعا جاورها اختها ووالدتها والى جواره جلس “ابراهيم ” ليقطع بهم المسافه
بسرعة البرق لم يكن طوال الطريق على لسان والدها سوى كلمة واحده يهدأ بها قلبه المرتجف :
_ إستر يا رب
بين الحين والآخر كان يلقى “كامل ” نظره سريعه فى المرآه عليها النظر الى بالنسبه له كان شئ مستحيل
لكن بالنسبة لمكه كان الآمر مختلف بعدما عزم على الارتباط بها لكن الظروف دائما كانت لا تساعده
والوقت دوما كان يعانده
وصل الى باب المشفى وكرر ما فعله من جديد حملها بين يديه ليهرول بها نحو بوابة الاستقبال
دون إنتظار ابوبيها أو حتى الممرضين خطواته المتعجله ومظهرها الذى يوحى بانتهاء انفاسها
اثار ارتباك الجميع الذين اتجهوا نحوه إلا عينان صقريتان تتابع عن بعد كانت تشتعل لهذا المنظر
كان اختبار قاس للغايه لمعرفة حقيقة مشاعره تجاهها غار وتربعت النيران فى صدره وتداخلت
مشاعره فى مبارزه قويه يخشي عليها ولكن فى نفس الوقت يريد نهرها لسماحها ليد تمتد عليها
حتى وإن كانت غير واعيه هذا بالنسبة له خيانه بعدما زرعت فكرة إنها ملكه وتخصه وحده .
ضغط على رأسه بقوة حتى يتحمل كل هذا الضغط النفسي الذى وضعته فيه تلك النائمه بين الحياه والموت
وفى هذه اللحظه كان عليه أن يصدقها أن ما بينهم ليس عادى بينهم شئ يجذب أرواحهم مهما أنكر هو ذلك
_______صفحة بقلم سنيوريتا____________
فى سياره شريف
عاد كل من ماجده وزينب من هذه الزياره المؤلمه ظلت “زينب ” شارده طوال الطريق تفكر فى ابنتها الوحيده
لا تريد لها أن تكتشف حقيقة مرضها لا تريد أن تهتز صورتها امامها ولا تحزن لها قلبا إنها أحد حروب الامومه
التى تخوضها الامهات لديها القدره لتحمل ألف سهم يرشق فى ظهرها ولا تتحمل خدش واحد فى جسد صغيرها
افاقت من شرودها عندما لاحظت أن “شريف” اتخذ مسار منزلهم وانتفضت قائله :
_ لاء يا شريف ودينى بيتى
نظر اليها بدهشه وتسأل باستنكار :
_ عايزه تروحى البيت ليه يا خالتى؟!
هدرت بصوت متعب :
_ انا لسه محضرتش نفسي انى اقول لمنار ومش عايزاها تشوفنى وانا تعبانه
عندها تسألت “ماجده” :
_ إنتى هتفضلى مخبيه عليها لحد امته ؟
أجابتها بحزن :
_ مش عارفه ياريت لو تقولولها انى سافرت لحد ما أخلص الجلسات بتاعتى
هتف “شريف” وهو يوزع نظراته بين الطريق وبينها :
_ منار كبيره واكيد هتفهم ثم انك انتى كمان محتاجاها جنبك
أكدت “ماجده ” على كلام ابنها بـ :
_ ايوا فعلا كلنا لازم نبقى جنبك
لوحت بيدها بالاكتفاء لشعورها بالارهاق الشديد :
_ عندها امتحانات الفتره الجايه ومش عايزه أضيع عليها فرصتها فى تحقيق حلمها
ارجوكم سبونى ارجع شقتى انهارده وبعدين نفكر هنبلغها ازاى
اعترضت “ماجده ” قائله :
_ يا زينب كدا مش هينفع ….
قاطعها “شريف” وهو يحول وجهته الى طريق آخر :
_خلاص يا ماما سبيها على راحتها روحى انتى باتى معاها وانا هرجع لمنار وورد
تحت اصرارها الشديد خضعت “ماجده ” الى فكرة “شريف ” فى المبيت معها
__جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا
****
عاد من جديد الى منزله واتجه الى غرفته اولا لكنه وجدها خاليه تماما دار على عقبيه
نحو غرفة “ورد” ونقر بهدوء وهو ينادى :
_ ورد
استمع الى صوتها من خلف الباب وهى تدعوه :
_ ادخل
ولج الى الداخل وهو يسأل بارهاق :
_ هى منار …..
بتر سؤاله رؤيتها متمده الى الفراش بعشوائيه تغط فى نوم عميق نهضت “ورد ” من على
مكتبها واتجهت نحوه وهى تهتف :
_ نايمه زى ما انت شايف
اذدرء ريقه وحرك رأسه بتفهم لكن فى عمقه كانت الخيبه لقد ظل طوال اليوم يتخيل وجودها
معه فى نفس الغرفه ويحلم بالليله التى ستنضم معه الى فراشه وقد خيبت هى كل آماله فجأه
عزم على الخروج لكن أوقفته “ورد ” متسائله :
_ خالتى عامله ايه ؟
زفر وهو يجيبها :
_ دماغها أنشف من دماغ بنتها
همت لتسأله من جديد لكنه لوح مقاطعا :
_ بعدين نتكلم يا “ورد ” انا تعبان ورجلى مش شيلانى وعندى شغل الصبح
خرج من الغرفه يجر أذيل الهزيمه خدعته من جديد ببرائتها وصل الى غرفته و اغلق الباب بقوة وانتزع قميصه بضيق وقذفه اسفل قدمه دون اهتمام واتجه الى فراشه
الخالى الذى طالما حلم أن تشاركه اياه ولكن حتى بعدما اصبحت زوجته و فى منزله بعيده جدا كبعد النجوم
ظل صامتا وبداخله ضجيج لا يهدأ وعلى فجأه انتفض من مكانه ووثب عن الفراش ليلتقط قميصه
ويرتديه على عجل دون أن يغلق ازراره فتح الباب وطوى الارض بخطوات متعجله نحو غرفة أخته
طريقه طرقه هذه المره كانت عنيفه بعض الشئ جعل “ورد ” تنتفض من مكانها لتفتح بنفسها وعلامات
الدهشه تملاء وجهها لم يترك لها مساحه اقتحم الغرفه نحو الفراش الذى يضم “منار” ومال بجذعه
ليضع يده بهدؤء أسفلها ومن ثم انتشالها بين احضانه وفرد قامته بانتصار لقد فاز اخيرا بضمه اليه
لم تتفوه “ورد” بكلمه بعدما رمقها محذرا وهو خارج من الغرفه وضم فمه بعلامه السكوت
وصل الى غرفتهم ووضعها برفق فوق الفراش تأملها قليلا وهى مستسلمه فى النوم وانضم اليها بعد برهه
وهو يزفر بارتياح بعدما أصبحت بجواره
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“تمار ”
سألت نفسها مرارا وتكرار كيف تخلى عنها “ريان ” بهذه البساطه بعدما خاض حربا داميه مع والدها للحصول
عليها وكيف غلبت عليه قسوته لارغامها على العوده لمنزل أبيها من جديد دون حتى سؤالها
الصمت الذى اعتراها كان يمزق قلبها بنصل حاد هدؤئها الخارجى من وقت عودتها الى والدها يوحى بكارثه
قادمه على رأسها لا محاله انكمشت على نفسها فى زويه الغرفه وامتنعت عن الطعام والشراب لم تطالع هاتفها
ولم تحيد بصرها عن نقطه واحده كل شئ حولها باهت وحزين الصمت الموحش كان يقتلها ببطء والبحث
عن اجابات أسئلتها جعلت رأسها يدور بينما العالم بعينها واقف
دخل اليها والدها “رأفت ” بوجه واجم برغم فرحته بعودتها الى كنفه إلا أن حالتها السيئه وامتناعها عن الطعام يؤرقه
دنى منها وهتف بتأثر :
_ لسه برضوا مش عايزه تكلمينى
يعلم جيدا انها لن تجيبه فاسترسل :
_ يا بنتى ما ينفعكيش دا واحد اكبر منك وكان متجوز كمان يعنى عاش شبابه و شبع من الدنيا
وانتى لسه فى بداية شبابك مطلباتك غير متطلباته اللى فى دماغك مش فى دماغه افهمى انه مش مناسب
مهما قلبك مال هتلاقى نفسك على طول بتدى وما بتاخديش صدقينى العلاقه دى لو كانت هتستمر كان هيبقى هو الوحيد المستفاد وانتى الوحيده الخسرانه
ربت على كتفها حتى يتاكد من ايصال فكرته اليها لكن كيف تقنع ميت بالعوده للحياه
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
“فى المستشفى ”
دخلت “مكه” الى غرفه العمليات لاجراء جراحه لاستئصال المراره ووقف الجميع بالخارج
فى انتظار الاطمئنان عليها بعد ساعات من القلق ومع استمرار رنين هاتف “مرام” استجابت اخيرا
لضغط زر القبول وابتعدت خطوات عن والدتها ووالدها وهتفت :
_ السلام عليكم
اتاه صوت “عدى ” بزفير وكأنه انتظر كثيرا هذه الاجابه :
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتوا اخيرا رديتى انا كنت قربت افقد الامل انك هتكلمينى تانى
هتفت بتوتر وهى تنظر خلفها باتجاه والديها :
_بعتذر اصل ما سمعتش التليفون
هدر بمرح ظهر جليا فى نبرته :
_ خلاص عشان اقبل الاعتذار توافقى على طلبى
ضمت حاجبيها كى تفهم قصده ثم ارتخت تعبيرها عندما تذكرت ما طلبه منها :
_ الحقيقه انا كنت هكلم حضرتك وابلغك انى قلقانه لانى ما اعرفش اشتغل الشغل دا
اسرع بالقول ليمنعها من الرفض :
_ ما تقليش خالص الموضوع اسهل مما يكون مهمتك هتكون ترتيب مواعيدى بس
لم تجد مفرا من هى فى حاجه ماسه للعمل وكذلك الاندماج فى المجتمع حتى تخفف من مأساتها
بعد مده قصيره من الصمت قالت باقتضاب :
_ تمام
وكأنه التقط جائره تهلل وهو يرد عليها بسعاده :
_ طيب اشوفك بكرا
نفت بسرعه :
_لاء بلاش بكرا …
تردت قليلا قبل أن تخبره لكنه شعرت بحتميه إعطاء مبرر مناسب لرفضها فقالت :
_ اختى فى العمليات ولازم اطمن عليها
هدر باهتمام :
_ الف سلامه عليها طيب هى فى مستشفى ايه ؟
اخبرته :
_مستشفى الشفا
سمعت صوت جلبه من خلفها باسم اختها فالتفت لتجد انها خرجت اخيرا من العمليات
فهتفت بتعجل :
_ طيب عن اذنك دلوقت
ركضت باتجاها لكن كانت مازالت تحت تاثير البنج نقلت الى عنبر الجراحه وتبعها والديها ومرام
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
بالنسبه لـ إالياس
لم يكن يحتاج مجهود للوصول لغايته بعدما وضع بطاقة هويته الخاصه على سطح مكتب مدير المستشفى
والذى هب واقفا يهدر بترحيب :
_ أهلا وسهلا يا فندم اتفضل
دعاه الى الجلوس بحفاوه واستجاب “ألياس ” لحاجته لذلك من ساعات وهو يقف على قدمه فى انتظار خروجها
من غرفة العمليات مسح على جبهته ليرتب افكاره لكن اخرجه صوت المدير متسائلا وهو يرفع سماعه الهاتف :
_ تحب تشرب إيه ؟
رفع “الياس ” وجه إليه وقال نافيا :
_ لا شكرا …أنا جاى فى مهمه
وضع “المدير ” الهاتف وظهر القلق على وجهه وبدى مهتما بما سيقول لم يطيل “الياس ” الصمت
نطق إسمها الذى لا ينسي بجديه :
_ مكه إبراهيم السباعى
مريضه جات الاستقبال من ساعات قليله عملت عمليه الزايده ودخلت عنبر الجراحه
حاول “المدير ” الاستيعاب أو التظاهر بالفهم بالتاكيد هو ليس على علم بالوارد والخارج
وهذا الذى يجلس قباله يعرف معلومات دقيقه عن مقر عمله هو نفسه لم يعلم بها
انتشل صوته وهو يأمر بثبات :
_ مطلوب تخرج من العنبر المختلط و تروح أوضه خاصه وما حدش يبات معاها عشان
هيبقى عليها حراسه وانا اللى هتولى حراستها
حرك الآخر رأسه وهو يهدر باستجابه :
_ حاضر يا فندم بس ممكن نفهم الاسباب
حاول رسم ابتسامه على وجه لكنها ظهرت بلا معنى ورد عليه بـ:
_ تقدر تقول انها مستهدفه من قبل جماعات ارهابيه وحمايتها واجب علينا
اكتفى “المدير ” بما قاله وضغط زر الاستدعاء لينفذ مأربه لم يهتم “الياس ” بما يحدث
كل ما يشغله هو سرعة الاجرائات لرؤيتها من جديد والاطمئنان عليها هب واقفا ليلقى باخر
طلب فى تحذير :
_ ممنوع حد يعرف من اهلها أو اى شخص عموما غيرك
_ طبعا يا افندم
هكذا جائه الرد الذى جعله يلتف من امام مكتبه براحه بقى القليل من الوقت للحصول على غايته
خرج دون نيه للمغادره هو يجول فى الارجاء ويراقب من بعيد لبعيد كالصقر الجارح الذى ينتظر غنيمته
________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _____________
فى وقت قصير وبين ضجيج المكان بالزائرين وأنين المرضى تجمعت أسرة “مكه ” حولها
بالكاد كانت تفتح عينها وتغفو يحاول والديها التواصل معها ب:
_ مكه انتى سمعانى يا بنتى
حركت رأسها ببطء لكن دون أن تفتح عيناها تبدو كأنها فى نعاس عميق من أثر البنج ومع شعورها
بالالم هتفت “مرام ” وهى تمسك براحة يدها :
_ قلتينى عليكى أوى يامكه
هذا الثقل الكبير الذى فى رأسها يمنعها من التواصل بشكل جيد مع من حولها أوحتى التأثر بما يقولون
ازاح الستار قليلا “كامل ” ليقول :
_ السلام عليكم
لم يستطع منع عينه من التطلع إليها يعلم انه لامعنى لتواجده معهم لكنه لن يرحل حتى يطمئن تماما
عليها حتى انه لم يستمع الى رد السلام من الموجودين هتف بتوتر وهو يناوله ما بيده :
_ انا جبت العلاج اللى طالبوه اهو يا شيخ “ابراهيم ”
كانت حجه مناسبه للحضور لكن بعد ذلك لم يكن هناك أى حجه لبقائه
_ ربنا يجازيك خير يا إبنى تعبناك معانا
نفى “كامل “بهدوء :
_ ولا تعب ولا حاجه انا ماعملتش غير الواجب
كرر “ابراهيم ” شكره ممتنا لمسانده له ولعائلته فى هذه المحنه المفاجأه :
_ واجب ايه يا ابنى الله يرضى عنك دا لولا فضلك بعد فضل ربنا كانت ….
قاطعه الاخر بتلهف :
_ لا بعد الشر إن شاء هتقوم بالسلامه ربنا يحميها لشبابها
_يارب
انقطع الحديث عند هذا الحد ووقف “كامل ” مشدودا بحرج لا يعرف ماذا يفعل لا يريد الرحيل
ولا يجد دافع لاستمرار وقوفه بينهم حتى قفزت الى رأسه حيله لجعل بقائه منطقى فطرحها سريعا :
_ انا هستنى برا عشان لو حد حب يروح يجيب حاجه من البيت أو المستشفى طلبت أى طلبات
صاح “ابراهيم ” بخجل :
_ والله يا ابنى الواحد مش عارف يودى جمايلك دى فين
“كامل “القى نظره جانبيه الى “مكه ” ورد عليه برضاء :
_ ولا جمايل ولا حاجه المهم سلامتكم
دخل اليهم طاقم من الاطباء والمرضين دفعه واحده وبدئوا فى نقل “مكه” من الفراش الجلدى الى آخر متنقل
وطوى المحاليل مما اثار دهشة والحضور فسأل والدها :
_ فى إيه ؟
اجابه احد الممرضين وهو مستمر فى عمله :
_ هنقل المريضه غرفه خاصه
نهض “ابراهيم ” والدهشه تسيطر عليه ليسأل من جديد :
_ ليه يا إبنى ؟
اجاب الاخر بعدما شرع فى دفعها بالفراش من مكانها :
_ عشان الجرح العمليه بتاعتها صعبه وحالتها مش مناسبه للعنبر هنا
لم يكن امامهم سوى الهروله خلفهم ورضاهم بالاهتمام بحالتها أنساهم تماما الشك فى أى شئ غير طبيعى
ومن يرفض غرفه خاصه فى مستشفى حكومى بعد رؤية العنبر المختطلت والذى يعج بالزائرين
انتقلت “مكه ” الى غرفه بمفردها و فى نفس الرواق أعين الصقر تتابع من بعيد فى انتظار بتلهف اللحظه
الحاسمه للدخول اليها والتى بات قريبه جدا
_ ما ينفعش حد يبات معاها
هكذا هتفت الممرضه لتجيبها “مرام ” باستنكار :
_ ازاى يعنى هنسيبها لوحدها
رفعت كتفيها لتهدر دون اكتراث :
_ والله دى الاومر ثم ان التمريض هيمر عليها وتقدروا تيجوا فى معاد الزياره الصبح
هتفت “خديجه ” متوسله :
_ يا بنتى الله يرضى عليكى ما ينفعش نسيبها تبات لوحدها
أجابتها “الممرضه ” دون أى شفقه :
_ وانا أعملك ايه يا حاجه دى الاومر
ومع نظرات التوسل المتواصله التى رمتها “خديجه ” للممرضه ربت على كتفها لتطمئنها بحنو زائف :
_ هى مش هتحتاج حاجه لانها واخده مسكنات هتنايمها طول اليل
حستها على التنازل عن رغبتها وأردفت :
_ انا بنفسي هبقى أمر عليها باليل فى النبطشيه
ارتخت نظرات “خديجه ” بأسف بعدما فشلت فى اقناعها بالبقاء إلى جانب ابنتها رحلت العائله
بعد انتهاء مدة الزياره المحدده ودعوا “مكه ” وتركوها فى الغرفه وحدها
“الياس”
أصبحت الآن وجبته جاهزه انطلق نحو الممرضه التى خرجت من غرفتها لتو ليسألها :
_ إديتيها المسكن ؟
اجابته وهى تحرك رأسها بالايجاب :
_ ايوا هى نايمه دلوقت
تجاوزها ليمسك بالمقبض وما أن أداره وكشف ما بداخل الغرفه وظهرت له من جديد مغمضتة العينين حتى هتف هامسا :
_الاميره النائمه
وقف مشدودا لقد عاد لها بكامل إرادته أو بدونها لايعلم مسح بعينه وجهها الذى اشتاق اليه بتلهف طيلة شهركامل
نازع نفسه فى رؤيتها قاوم بشده قدمه التى كادت تخونه وتذهب اليها أما الان هو فقد السلطه لقد أثنبت له بالدليل القطعى أنها “مشعوذه” وإلا كيف استطاعت الوصول الى قلبه والاستيلاء على كل حواسه ؟
اغلق الباب من خلفه وتقدم نحوها آتى طائعا دون أن تناديه هذه المره أتى من جديد لكن بإختلاف الاسباب
والاماكن المره الآولى جاء لاستجوابها وهذه المره جاء لتستجوبه هى يعلم جيدا إن كانت مستيقظه لسألته مئات الاسئله لاثبات وجهة نظرها وصدق حدسها لكن سباتها العميق أنقذه من ذلك كان عليه شكره وإلا بماذا كان سيبرر وجوده هنا هذه المره جلس فى مقابلها وعينه لا تحاد عنها ظهرت له من العدم وخلقت له حاله لم يستطيع تجاوزها حتى بعد تركها
تمتم بإسمها :
_ مكه
لها من إسمها نصيب النفس تهفو اليها رغم أنها ليست موطنك تشتاق لها ولم تطأ قدمك أرضها
ساحره تشبه جنة الخٌلد بكل ما سمعت عنها تتمنى الوصول لها أمل فى الراحه المؤكده “مكه” النعيم المُعجل فى هذه الدنيا لكنها لمن إستطاع إاليها سبيلا
___________سنيوريتا ياسمينا أحمد (الكاتبه ) ___________
فى فيلا “شريف ”
انتفض من مكانه مذعورا على صياح مجنونته “منار ” قائلا بفزع :
_ فى ايه ؟
ابتعدت عن الفراش ووقفت على بعد خطوات وهى تسأله بضيق :
_ انت اللى فى ايه ؟
هدر وهو ينهض من مكانه هو الآخر :
_ هو مين اللى بيصرخ انا والا انتى ؟
اجابته وهى تضع يدها فى جنانبها بحنق :
_ انا ايه اللى جابنى هنا انا كنت نايمه عند “ورد” ازاى اصحى الاقى نفسى نايمه جانبك
زفر انفاسه بعد معرفه السبب وهدر من بين اسنانه :
_ عشان دا الطبيعى
وقبل ان تجادله اكثر لوح بإصبعه محذرا :
_ اسمعى بقى انا مش فاضى لدلع بتاعك دا انا عندى شغل
وجد أن افضل طريقه لصد الهجوم هى الهجوم المماثل لذا هدر باستطناع الجديه :
_بطلى جنان و اعقلى كدا والا قسما عظما يا منار هعملك معامله تانيه خالص مش كفايه انك متسغلانى
وانا ساكت
نجح بالفعل فى إسكاتها بل لوم نفسها بسهوله اخفى شبح ابتسامته واستدار عنها متجها نحو المرحاض
فنادته بوجوم :
_ شريف
اجفل بتعب من نبرتها خشية من مجادلتها فيما حدث فأجابها بحنق :
_ ايه تانى ؟
هتفت برويه وهى تحذر ردة فعله :
_ ممكن تاخدنى فى طريقك للكليه
التف اليها وابتسم برحابه :
_ طيب إجهزى
اكمل طريقه نحو المرحاض واغتسل سريعا بداخله سعاده لا توصف بهذه الليله التى قضاها
معها وايضا فراره من مجادلتها اشتعل حماسه ونوى بجديه اخبارها بانهاء هذه اللعبه والاعتراف بكل مكنون صدره
وشرحه لها دون خجل أو خشية من ردة فعلها خرج ليترك لها المرحاض
وعينه تطاردها وهى تلملم اوراقها وتجهز ملابسها اضافت بوجودها معه نورا اضافيا فى هذه الغرفه
المظلمه وملئتها سعاده وراحه حتى وإن لم يلمسها حضور”منار ” بالنسبه له فرح دون سبب .
مرت من جواره وقد لاحظت متابعته لها وسألته بتحدى :
_ فى حاجه ؟
رفع احد حاجبيه وهو يجيبها بتعجرف :
_ حكومه فى عندك مانع
ربت على كتفه وهى تهدر بسخريه :
_ على نفسك مش عليا
تجاوزته سريعا قبل ان يرد عليها لكنه ابتسم من مشاكستها التى هى اشبه بالحقيقه مهما علت سلطته
فلا سلطه تعلو على سلطة قلبها على قلبه ………….
………………………………………………………..بعد مدة قصيره
انتظرها بالسياره متعمدا كى يجرى اتصالا مهم جدا متسائلا من خلال هاتفه :
_ اجى اخدك يا ماما ونروح المستشفى
اجابته الاخرى :
_ لاء يا حبيبى انا عارفه انك عندك شغل هطلب عربيه ونروح
لم يكن يمتثل لرغبتها إلا لتواجد “منار “معه فسأل بتأثر :
_ وهى عامله ايه دلوقت ؟
قالت بصوت حزين :
_ ما نمتش طول الليل كل همها ان منار ما تعرفش وعايزه تقولها اننا سافرنا لحد ما تخلص
زمجر بضيق :
_ تخلص ازاى يعنى هو مشوار الموضوع مطول …
قاطع كلامه عندما لمح طيفها قادمه نحوه من البوابه الداخليه للفيلا شملها بنظره فاحصه
لم يهتم ولو لمره واحده بماذا ترتدى يعرف جيدا انها تغطى اكثر مما تكشف وترتدى ماهو اقرب
لملابس الرجال اكثر مما يرتديه رجال هذا الزمان لكن هذه المرة كانت مختلفه لقد ذادت من رسميتها بهذا
الجاكت البنى والبلوزه البيضاء التى اسفله ذات الياقه المتوسطه مع عقصة شعرها الدائمه اعطتها
مظهر من بعيد كالرجل كانت هى الاخرى تتابع حركة يده العصبيه وهو يتحدث فى الهاتف
اقتربت من الباب وفتحت السياره لينهى مكالمه سريعا :
_ خلاص نتكلم بعدين يا حبيتى
نظرت اليه بدهشه ولم تمنع نفسها من السؤال بفضول :
_ بتكلم مين ؟
ابتسم فى نفسه وهو يجيبها بمرواغه :
_ مش سمعتينى وانا بقولها حبيبتى
حركت رأسها ببرود وردت عليه بنبره اكثر تبلدا :
_ اهااا … ما انا بسأل هى مين حبيبتك ؟
غمز بطرف عينه وتسأل بمشاكسه :
_ بتغيرى ؟
نفضت كتفيها وكأن الامر لا يعنيها والتفت بجسدها الى الامام وقالت بلا اكتراث :
_ طبعا لاء
اغضبته بلا شك فأدار محرك السياره ليستعد للانطلاق
من جانبها فلم تنكر شعور الضيق الطارئ بأن هناك يد خفيه
تعبث بشئ يخصها مهما كان بينهم من اتفاقات عقد الزواج كفيل بشن حرب على الخائن
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
فى المستشفى
مضى الليل وهو يجلس إلى جوارها لايفعل شئ سوى التفكير فيها وهى نصب عيناه وكأنه كان جائعا
للتفكير بها بحريه بعد منع نفسه لمده طويله من هذا ماذا سيفعل بعد ؟ هل بقى له مقاومه لهذا الشعور الذى يقوده اليها ؟
هل بقى له شك أنها هى المنشوده التى ستروى ظمأ السنوات الخاليه وتهدم أفكاره تماما ؟
كثرة أسئلته وطوال صمته وشروده قصر الليل فى لقائهم فَهم ناهضا عن كرسيه ليتركها قبل أن تسيقظ
أو ينضم عائلتها لها رحل عنها وقلبه ليس بموضعه قلبه يسكن الى جوارها لقد صدقت تماما أن بينهم بالفعل شئ خرافى،،،،،،
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط