التاسعه عشر
كان يوم طويل وشاق فى العمل بالنسبه لشريف أصبح يتمنى الراحه البدنيه فى العمل والراحه النفسيه
فى المنزل لكن هيهات الكل اتفق عليه وخاصتا فى بداية عودته للعمل فالكثير من الاعمال فى انتظاره
وجميع القضايا تحتاج صبرا وتروى لكشف التفاصيل فإداره كإداره الاداب لاتخرج بالساهل تصفح
كم البلاغات المقدمه فى اكثر من جهه لكن كانت جهه واحده كان عليها اكثر من بلاغ مما آثار انتباه
لقراءة الملف بالكامل والشكوى الدائمه كانت من شاب جامعى على علاقه بشبكه خارجيه لاسطياد
الفتيات وتصوير فيديوهات مخله برضاهم أو تحت تاثير مخدر وبيعها للمواقع بالدولار كان مستاء للغايه
وعينه تنتقل بين السطور قضب جبينه وبدى تعبيره غير مرتاحه لما يشاهده وينتقل بين الاوراق
سأل زميله الذى يجلس امام مكتبه بغضب من كل هذا :
_ ايه القرف دا معقول دا ازاى واحد زى دا يبيع بنات بلده بالرخص دا
اجابه زميله “ماجد ” بضيق موازى :
_ انا عارف بيجيبوا الدماغ **** دى منين ؟
لقد مر على “شريف ” الكثير من القضايا المخله لكن صغر سن الجانى يجعله محيرومستاء
من هذا التدنى فى الخلق الذى وصل اليه المجتمع هتف ولا زال الضيق يعتريه :
_ الناس دى عايزة الحرق لازم ياخدو حكم رادع مش بس سجن عشان يبقوا عبره
أيده الاخر بحرره :
_ ايوا والله ,,,,المشكلة الواد مش عاتق وبيقتحم خصوصيه الناس حتى اللى ماشين فى الشارع
طوى الملف الذى امامه الذى يحوى الشكاوى والبلاغات قائلا بجديه وصرامه :
_ يتراقب بقى ويتمسك متلبس وعنها انا هوضبه هنا قبل ما يتعرض على النيابه
ابتسم “ماجد ” على عنف “صديقه ” الذى لايستخدمه إلا فى حالات نادره :
_ وانت هتقولى دا انت بتحول
لم يبدل مزاح “ماجد” رغبته فى الانتقام من هذا الوغد ورفع سبابته ملوحا فى غضب وضرواة :
_ مع المجرمين والسفله بس
حرك “ماجد ” رأسه رافضا الجديه التى طغت على صديقه وهتف بمرح :
_ انت هتاخدنى انا فى الرجلين ليه انا عايز اتعزم بمناسبة جوازك
سريعا تبدد غضبه وظهرت ابتسامته وهو يرد عليه بمزاح :
_ هو انا هفتح ملجأ للمتشردين كل يوم والتانى حد عايز يتعزم
اعتدل الآخر وهو يهتف بمرح جاد :
_ لااااا احنا لازم ندوق اكل العروسه ونطمن على صاحبنا
جعد “شريف ” جبهته وقال :
_ ما بتعرفش تطبخ ارتحت وبعدين بلاش حجج انت اصلا مش عايز تطمن على صحبك
انت عايز تدلع كرشك
وقبل أن يناطحه صديقه الذى يعرفه لن يكف عن الالحاح لزيارته أردف :
_ عموما نتجمع كلنا اخر الاسبوع الجاى نبقى نبللكم شوية عيش واجرنا على الله
قهقه الاخر وهدر باستنكار :
_ ليه انت هتعزم كتاكيت جهز يا استاذ شريف المحمر والمشمر احنا عوزاب غلابه
يؤمى “شريف” باستلام :
_ حاضر ياسيدى اطلع برا بقى خلينى اشوف شغلى
استجاب “ماجد” بأن نهض لكنه لم ينسي ليؤكد عليه :
_ ماشي يا سيدى بس انا هخرج من هنا ابلغ القسم كله بالعزومه واتحسبت عليك
أشار “شريف “لعنقه وهتف :
_ برقبتى
ودعه صديقه وخرج ليتركه ينهمك فى عمله من جديد
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
فى المستشفى
ركض “ريان ” فى الرواق وما فى عقله أصبح فى قدمه كأنه يركض فى جنازته ليلحق بروحه المغادره
قلبه يدق بعنف ويرتجف اسمها وحده زلزل كيانه وأعاده لرشده دومات عنيفه انسحب فيها حتى ظهر
جانب وجه ابيها يقف مع طبيب سبقه “عدى ” بخطوات أسرع فقد كان متماسك عنه اقتحم حديثهم بسؤال
مباشر :
_ تمار مالها ؟
التف والده ليقول بحزن :
_ الدكتور بيقول عندها انهيار عصبى
وما أن لاحظ قدوم “ريان ” حتى تحولت تعابيره الى الشر صاح بشراسه وهو يخطوا تجاهه:
_ انت تانى ايه اللى جابك
منعه من مواصلة التقدم “عدى ” واحتضنه بساعديه قائلا :
_ إهدى يا بابا عشان خاطر تمار ممكن حالتها تتحسن لما تشوفه
إعتقد أنه بذلك يهدئه لكنه أشعل فتيل غضيه وجعله يزمجر بقساوة :
_ انا مش عايزها تفتكرو، بنتى أنا هسفرها وأعالجها برا همحيلها ذكراتها هو السبب فى كل دا
ضم “عدى ” جاجبيه مستنكرا من نوبه إهتياج والده تجاه “ريان ” المنقذ الوحيد لها لولا درايته
الكامله بإرتباطه القوى ب “تمار ” بعد وفاة والدتهم لشك أنه يبغضها لكن هذا الارتباط القوى
النقمه الكبرى على رأسها هذا التصلب لا يأتى إلا فى حالتين تعلق شديد وخيانه أته من شخص وثق به
وقد إجتمع الاثنان فى حادثه واحده نادره الحدوث
من جانب “ريان ” كان يطالعه ببرود وكأنه لم يسمع ما قاله ولا يشعر بإهانته استمر “رأفت ” فى زجره
بحده :
_ إمشي
وكأنه يقف على ارضه صعب أن يتركها ومن المستحيل التخلى عنها تجاهل كل نوبه غضبه
وتجاوزه بخطوات ثابته مصره نحو غرفتها التى يقف هو يسد بابها ،مما زاد إنفعاله وجعله يهدر من جديد
وبحده اكبر :
_ انت لسه هتعاند شوفت اخر عنادك واصلنا لفين ؟ انت دمرت عيلتى ودمرت بنتى عايز ايه تانى ؟
عينه أصبحت جامده لن يسمح له بتكرار ما حدث ولن يترك له مساحه للتأثير على عقله أجابه اخيرا وهو يدير
المقبض باصرار للدخول قائلا بصوت حاد كنصل :
_ عـــايز مــراتــى
تركه يغلى و”عدى ” يحاول تهدئته قبل أن تحل كارثه أخرى
________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“ألياس”
كل ما يحيط به ظلام و الظلام الذى بداخله أكبر ليس بعاجز لقد فتحت له ابواب الحياه من اوسعها
وركض فيها بكل ما اتاه من جهد ومن قوة ،لكن امام رغبته مقيد بسلاسل خطواته محدوده تدهسه الخيبه
كشاحنه ،لم يشعر بهذا الاحباط من قبل ولم يزوره اليأس ولا مرة واحده دوما كان يفتح ذراعيه
مرحبا بالمساؤء قبل المسرات يقول لنفسه أنه رجل المستحيلات خلق للموت لا للحياه وللسماء وليس
للارض وهى جائت لتثبت أن أجمل الاشياء ليس ما نعثر عليه بل ما نتعثر به
ساقته قدماه الى المستشفى للاطمئنان عليها مرة اخيره لا يعلم سوى الله إن كان عائدا
ام لاء طلب من المدير الاطمئنان على حالتها دون أن يجرء على مقابلتها وجها لوجه
فأنه يعلم جيدا أنه من الممكن أن يعود من هذه المهمه ناسيا تلك الحادث وإسمها وكل
شئ يتعلق بها هكذا هى دوما عادته ما يراه من صعاب يغيره حتى أصبح شخصا لا يعرفه
خرج من المستشفى تماما بعدما تأكد من أن حالتها الصحيه استقرت ومن المحتمل خروجها
فى الايام المقبله ،رحل ليجهز لمهمته الجديده ويعد طقوسه المعتاده
______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
“منار ”
انتهى يومها الدراسي وعادت برفقه السائق الذى أرسله “شريف” اليها تنحت عن السياره
امام منزلهم فضربت الارض ركضا نحو “ورد ” التى انتظرتها هى الاخرى بتلهف
وفور رؤيتها هدرت :
_ الحمد لله انك جيتى قربت انفجر من الملل
احتضنتها منار بشوق وردت عليها بتعجب :
_ الله اومال ماما وطنط فين مش باينين من امبارح ؟
تدرجت وجه “ورد ” بالاحمر وقد صدمها السؤال الذى لم ترتب له إجابه لاحظت “منار ”
هذا التعبير البائن على وجهها واستنكرت صمتها قائله :
_ فى ايه ؟
طرء الى ذهنها “والدتها ” هى التى ستحل الامر فرفعت كتفيها تسطنع عدم الاهتمام بـ :
_ وانا اعرف منين مامتك باتت فى شقتكم وخدت مامتى يبقى انا اللى المفروض اسئلك عن
مامتى مش العكس
_ خلاص هتصل بيهم اشوفهم بيعملوا ايه من ورايا
خطت “منار ” للداخل وقد انطلت عليها الخدعه
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
فى المستشفى
ولج “ريان ” الى زوجته وهوى قلبه فور رؤيتها ممده بهذا الضعف والانهزام البادى على ملامحها
وحدائق الظلام أسفل عينها المغمضه وشحوب وجها الذى اعتادته نضر يشع جمالا دون اى اضافات
وهذه الابر الموصوله بظهر يدها وألوان الطيف فى منتصف ساعدها لعن نفسه ملاين المرات عندما
رأئها فى هذه الحاله هرع اليها لينحنى على ركبتيه فى موازات فراشها يهدر بحسره :
_ انا السبب فى دا
امتلائت عيناه برقائق الدموع الشفافه وهو يردف متألما :
_ انا ما قصدتش اتخلى عنك ربنا العالم إنى من كتر حبى ليكى كنت عايزك تعيشى مبسوطه
حتى لو على حساب سعادتى
امسك يدها برفق وكأنه يلتقط شئ حساس ثم وضعها على وجنته وهو يتلمسها بنعومه عندها انفجرت
دموعه من معقلها مابال كل شئ يحبه يهجره وكأنه لعنه التصقت به للابد من قبل تعلق بزوجته السابقه
مثلها عشقها لكن إختطفها الموت برصاصه غادره وبعد سنوات من المعاناه والظلام جائت اليه كهديه
كافئه بها الزمن على كل سنوات حزنه عطاء يليق بأحزانه وكل مافاته
ظل يبكى على كفيها كالطفل المسكين ولكن بكائه لا يهدئه بكائه لم يكفى لعودتها لتمسح بضحكتها
همه وحزنه عاد بذاكرته للوراء عندما تركها عند والدها
>>>>فلاش باك <<<<<
وهو يهدر بحزن جم مجبرا :
_ بنتك أهى يا رأفت يا ألفى انا ما جبتهاش عشان شاكك فيها انا جبتها عشان تعيش حياتها
براحتها وتختار من جديد لو كانت اتسرعت
كان اختبار قاس على كليهما لكنه كان حتمى كى يقطع الشك لديه ولدى والدها ليثبت أن بينهم حالة
عشق خرافيه لا تعترف بالسن ولا بحسابات الزمن كُــــتـــبـــتــه لـه وكُـــتِب لـهـا ولــن تـحـيـا بـدونـه
ولــن يــحــيــا بـــدونــهــا .
دخل “عدى ” وتصنم فى مكانه وهو يرى هذا المشهد الذى لن يرى مثله ابدا طيلة حياته “ريان مسعود ”
يجلس على ركبتيه يبكى اسفل إمراه حتى وإن كانت اخته فهو يعرف جيدا من يكون “ريان مسعود ”
بكل سلطته التى يخضع لها الجميع واسمه الذى يكفى لردع الكثير تراجع بخفه ليغلق الباب بهدوء
ويطرقه حتى لا يحرجه لكن فى رأسه أن هذا العشق الخالص لن يخضع لشروط وقيود والده
وسيعود المحارب للقتال على أرضه
وجده يفتح اليه الباب وقد ظهر عليه التماسك والصمود مسح دموعه و لكن لم تخفى كاسات الدماء
فى عينه سأله بجمود سؤال لا يهمه إجابته :
_ راح فين ؟
طالعه “عدى ” دون أن يبدى له ملاحظته حالته واجابه :
_بصعوبه خليته يروح يقيس الضغط ويريح اعصابه
كلاهم يمثل هو يعرف أنه رأى حزنه والآخر يعلم انه يخفيه
“عدى ” مال بعنقه تجاه “تمار ” وسأله متاثرا :
_ هتفضل كدا كتير
التف “ريان ” نحو جسدها المجسي وطالعها بحزن ويهتف محزونا :
_اول ما هتفوق هعمل اللى كان لازم يتعمل
نبرة الاصرار على شئ مجهول لم يخمنه “عدى ” جعله يلتف ليقف بوجه ويرد عليه جادا :
_ هتعمل ايه ؟
اجابه بقوة تثبت انه لن يتراجع ابدا ولن يثنيه احد عن قراره :
_ هتجوزها تانى غصب عنه وهعمل الفرح اللى بنحلم بيه ومافيش قوة هتقف فى وشي
لم يتحمل “عدى ” أن يرى اخته دميه بين يد والده وزوجها كلا منهم يجذبها من اتجاه لذا
ظهرالعداء واضح فى صوته وهو يحذره :
_ لاء كدا غلط انت لازم انت وبابا تقعدوا مع بعض عشان تشوفوا حل للمشكله دى قبل ما تفوق
تمار عندها انهيار عصبى من كتر الضغط عليها ما تفوقش تلاقى نفس الحرب دايره بينكم
قدمكم فرصه تحلوا مشاكلكم قبل ما تفوق وإلا هاخد اختى وما حدش فيكم هيعرفلها طريق
لم يفزع من وعيده ورد عليه بهدوء :
_ لو تعرف تعمل حاجه إعملها
يؤمى “عدى ” برأسه مؤكدا على ضرورة تدخله وإنهاء الخلاف قبل أن تستعيد ” تمار” وعيها
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
فى مستشفى آخر
كانت “مكه ” تعافت بشكل يسمح لها بالاعتدال فى جلستها وتبديل ملابسها تزايد الاصابات
فى جسدها لم يزدها إلا قوة وخبرة ،تنظر لعائلتها وتحاول أن لا تكون عبئا تتمنى أن تنتهى كل
معاناتها وتعيش حياه عاديه تسعى أن لا تجلب الجديد من المتاعب التى بات تشعر انها تلاحقها كظلها
الجميع يتألم من مده وتزداد تأنيبا كلما رأت ضعف والدها وحزن امها والفاجعه الكبرى ما حدث ل “مرام ”
كل هذا جعلها تقرر الاتزان والابتعاد قدر الامكان عن المشاكل وتحمل الحياة الروتنيه التى لم تطيقها يوما
وتتجاهل كل مشاعرها وكل أحلامها
نادها والدها ليخرجها من شرودها :
_ مكه الشيخ كامل برا جاى يسأل عليكى اعدلى حجابك
شدت جسدها وعدلت من حجابها وساعدتها مرام ووالدتها اللذان اتخذا جانبيها دقائق ودخل المدعوا
مع والدها يتحمحم قائلا :
_ السلام عليكم
ردت السلام دون أن تطالعه لكن من جانبه هو كان جائعه لرؤيها الرابط بينه وبينها لم يكن وجدانى بقدر
ما هو يراها مناسبه جدا للزواج مرة اخرى وجمالها الملفت وكذلك تدينا والاهم أنها صاحبة فضيحه كبرى
مؤكد فى منطقه كا التى تعيش فيها ستعيق زوجها من أى شخص
سأل بود :
_ ازيك يا آنسه مكه يارب تكونى بخير
حاولت أن تنكر شعور الغبطه الذى ينتابها بوجوده لم تجد تفسيرا لوجوده سوى ما يضايقها
لذا هتفت مختصره :
_ الحمد لله على كل حال
ابتسم وهو يلتفت نحو والدها ليقول :
_ انا روحت الشغل بتاع الانسه مكه وبلغتهم عشان يعملولها اجازه
توترت سريعا عند ذكره اتخاذ هذه الخطوة وحده قفز الى ذهنها غضب مديرها “اسلام ”
فتدخلت بسرعه :
_ بلغت مين ؟ استاذ اسلام
وكأنه كان يود مشاركتها فى الحديث حافظ على ابتسامته وهو يلتف من جديد :
_ بالظبط وهو قال هيعملك اجازه
سكت عن الكلام ليهتم به والدها ويشكره على هذا الجميل الذى يضاف الى الدين الكبير
الذى داينه به بوقوفه الى جابهم فى هذه المحنه
ومع كل هذا شردت الفتاتان كلا فيما يخصها “مكه” تفكر فى كيفية تجنب المشاكل خاصتا
من جانب رب عملها “اسلام ” والذى يحاول بشتى الطرق معرفة سبب عودتها للعمل وما اليد
الخفية التى تعاونها من داخل امن الدولة والاستفاده من ورائها
ومرام تفكر فى كيفية العمل مع شخص “عدى ” ومشكلتها الاكبر انه يعرف الحادثه هذا يؤثر
بشده على ثقتها بنفسها وتعيقها عن مواصلة الحياه بشكل سلس
لكن جاء الصوت كالرصاص عندما لاحظت “مكه ” من شرودها ارتباك “كامل ” وتحفزت لتسمع
سبب هذا الارتباك لتحل عليها اللعنه بسماعه يهتف:
_ انا عارف ان الوقت مش مناسب لكن انا عايز ابقى من العيله ونرفع التكليف
عشان كدا انا بطلب ايد بنتك مكه
مما لاشك فيه ان طلبه أذهل ” ابراهيم ” بل وجعله مشتت وتعلثم قائلا :
_ والله يا ابنى انت فجأتنى
_ هو مش انت متجوز ؟
كان سؤال صريح وغاضب اتى من جانب “مكه ” الصمت الذى تبعه جعله تؤنب نفسها
على الاندفاع الذى قد يسبب لوالدها إحراج ،لكن كان رد “كامل ” يميل للبرود :
_ الشرع محلل ليا أربعه
تفاقم بداخلها الغضب واوشكت على الانفجار بوجه أن الشرع برئ منه ومن أمثاله
مما يأخذوا الدين على هواهم وهذا الركن تحديدا له ضوابط بالتاكيد لم تنطبق عليه
سكتت رغم أن بداخلها الكثير لينوب والدها بالقول :
_ طيب يا أبنى انت لسه قايل انه مش وقته لما يجى وقته هنفكر
اذداد الحنق بداخل “مكه” من عدم رفض والدها القاطع وأدار رأسها من شدة الضيق
وهتفت :
_ انا عايزه ارتاح
أردفت وهى تنظر نحو “مرام ” المبهوته من جرأة هذا الشخص :
_ لو سمحتى اندهى الممرضه تغيرلى على الجرح عشان انام
تحيرت “مرام “وظلت واقفه تنظر الى عين “مكه” التى تحسها بطريقه خفيه لتخلص من هذا
الرجل وسط هذا فهم “كامل ” وعرف ما وجب عليه فعله نيابة عن “مرام ” فهتف من بين
اسنانه :
_ بإلاذن انا هستنى ردك يا شيخ ابراهيم انت عارف الاصول وكمان عارف الشرع
خرج اخيرا ليتركهم جميعا فى حالة غضب واستياء اول من انفجر كان “خديجه ”
والتى عقبت فور غلق الباب :
__ ايه الرجل دا ؟ معقول عايز يتجوز على مراته ؟
وضع “ابراهيم ” راحة يده على لحيته وكأنه يهذبها لكنه كان فى شرود عميق
تابعت “مرام ” حديث والدتها بسخط بالغ :
_ هو مفكر يؤمر يطاع ولا ايه ؟ دا بيحلم
فى وسط كل هذا كان كلا من “مكه” وابراهيم فى صمت عجيب حاول “مكه” أن تحافظ على توازنها
لن يكون لها حق فى مطالبه بالرفض ولا إحادته عن قراره إن وافق ظلت تنظر اليه
وكأن قرار اعدامها معلق بين شفتيه لكن لن تتوسل فليفعل ما يشاء بها وهى مرغمه على الرضى
_ ساكت ليه يا حاج ؟
سألته “خديجه ” بقلق هى الاخرى تخشي أن يميل رأسه ويوافق ، فحرك رأسه بهدوء
وهتف :
_ يحلها ربنا ولما نخرج من المستشفى نبقى نشوف
كلماته غير مريحه ماذا يرى فى زيجه كهذه لما لم يقطع الحديث عنه تماما لما ترك احتمال آخر
يقلق النفوس ويدمر العقول لتهدأ الغرفه إل من نواحها المكتوم
لقد حكم القدر على مكه بأن تدفع ثمن خطيئتها هذا الثمن الباهظ
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“منار ”
كانت تنظر “شريف” بفارغ الصبر منقذها ورأسها المفكر تحاول طوال اليوم التواصل مع
والدتها ولا تصل هى جملة واحده ارهقتها واغضبتها اكثر مما ينبغى ” الهاتف المطلوب مغلق
أو غير متاح ” كم فكرت بقذف الهاتف للحائط لكن ما يمنعها انها مازالت تحتاجه
اخيرا اتى “شريف ” وفور ما رأته يهرول للدخل هرولت باتجاه لتقابله عند باب المنزل تهتف
بهلع :
_ إلحقنى يا شريف ماما مش بترد ومش عارفه اوصلها
كان بعلم بذلك فهى هاتفته من قبل ربت على كتفها بحنو كى يهدئها وابتسم محاولا تبسطة الامور
بمرح:
_ إهدى يا منار ……. يا بنتى هو انا سوبر مان كل شويه إلحقنى يا شريف
تهدلت كفها بحزن وهى تحذره بنبره حزينه :
_ شريف ما تهزرش
تطالع الى وجهها العابس وهدر بابتسامه عذبه :
_ ما هزرش ليه ؟ اذا كان مامتك اللى هى خالتى خدت امى وسافرت تغير جوا
انا هنا ما اهزرش !
اتسعت عينها وسألته بغير تصديق :
_ معقول الكلام دا
التف عنها قبل ان تلتهمها عيناها المفضوحه بعشقه وهتف متصنعا الا مبلاه :
_ وانا هكذب ليه ؟ ماما هى اللى قالتلى قبل ما تسافر
اسرعت لتقف بوجه وهى تهدر بضيق :
_ ايه لعب العيال دا هى ما صدقت خلصت منى وخرجتنى من حياتها
اكتسي وجها بالحزن وقد نما بداخلها شعور اعمق من هذا وانتشرت الوساوس بسلاسه
عن أن الجميع يتخلى عنها من قبل والدها والآن والداتها
صمتها أحوى لشريف بما تفكر وسرعان ما أخرجها منه بتذمر مفتعل :
_ جرى ايه يا منار انتى مقبلانى بمشكله ومش واخده بالك إنى راجع من الشغل واكيد
ما كنوش فتحين بوفيه هناك
اخرجها فعلا من حالتها لتصفع جبهتها باطراف اصابعها وترد آسفه :
_ حقك عليا اسفه إنى صدعتك بمشاكلى
ابتسم بلطافه قائلا :
_ والله انتى ومشاكلك على قلبى زى العسل ،بس معدتى برضوا لازم تتراضى
اخير عادت البسمه لوجهها الذى عبس لمده طويله وكأنها انارت ايامه ولياليه بابتسامتها تلك
فقلب المحب طفل صغير ترضيه ابتسامه اردفت بتحير دون أن تلاحظ تأمله الولاهان
فى تفصيلها :
_ طيب انا هعمل ايه “ورد” نايمه وانا مش بعرف ادخل المضبخ
لمعت عينه بمكر وهو يهدر بسعاده مبطنه :
_ يعنى مافيش غيرى انا وانتى فى البيت ,دا احنا هنعمل عمايل
قضبت حاجبيها وهتفت بحذر :
_ هنعمل ايه يعنى ؟
امسك يدها ليضعها أسفل ابطه بعشوائيه ويجيب بمرح :
_ هنعمل عشاء اومال انتى فكره ايه ؟
جذبها معه نحو المطبخ فلم يتوقف قلبها عن الخفقان إنه مبدل حالها نقطة السعاده الوحيده
فى حياتها البائسه حللال كل مشاكلها الاول ومنقذها من هجوم الذكريات السيئه سوبر مان
الخاص بها
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _____
فى أرض محايده وإجتمعوا لامر طارئ وكان صعب للغايه لم شم الاصدقاء الاعداء
“ريان ورأفت ” فى استرحة المستشفى وسط الاشجار زحام خفيف وهمهمات جانبيه
لم تجذب انتباهم أعينهم فى مبارزة وحرب بارده دائره فى الخفاء عقد “عدى ” ساعديه
بينهم على الطاوله وهو يهدر بعزم لإنهاء خلافتهم مؤقتا قبل إفاقة “تمار”
_ اعتقد ما فيش داعى للى بتعملوا مش هقعدوا تخانقوا قدام تمار حتى بعد ما تفوق
دا مش فى مصلحتها
كان أول المجبين ” رأفت ” والذى هتف بعداء واضح :
_المفروض انه يمشي ما تفوقش تلاقيه دى اكتر حاجه لمصلحتها
لم يستنكر “ريان ” هوجائية قراره وتصرفه الجنونى لقد بلغ العند منه مبلغه
حتى أصبح لا يرى ولا يفهم ولا يسمع
لكن نصيب اجابته ناله من “عدى ” الذى هدر بدهشه :
_ إزاى يعنى انت شايف الحالة اللى وصلت ليها بسبب بعده عنها المفروض انه
يبقى موجود عشان تحسن مش يمشي ونسيبها تعانى أكتر
اشار “رأفت ” بإصبعه باستجداء لكن بنبره مشبعه غضب وضيق :
_ مرة واحده كن قد الثقه مرة واحده إثبت انك راجل وما بترجعش فى كلامك
اقترب “ريان ” بجسده نحوه لكن حال بينه وبينه الطاوله وبغضب جم صاح فيه رافعا التكليف :
_ قد كلمتى يا رأفت يا ألفى إوعى تنسي إن بنتك مكتوب كتابها ورسمى مراتى ومازلت
مستنى رضا سيادتك عشان نعلن ونتمم الجواز
بدى على وجه اعتراض وهم ليلقى به فمنعه مشيرا بيده ليتوقف ويكمل :
_ وإذا كان على اليوم اللى أثرت فيه عليا ورجعتلك بنتك فيه فدا عشان تعرف
انا وانت وهى إن جوزنا صب عنك صح وصح الصح كمان
ارخى ظهره للخلف وهو يزفر بضيق :
_وأديك شوفت بنفسك
ضيق عينه واجاب محتدا :
_ احنا لسه هنعيده البنت شويه وهتنسي انك مريت فى حياتها من اصله
تيجى انت وتحيى الجرح من تانى ليه ؟
بعصبيه شديده رد على هجومه بهجوم :
_ انا ما حيتش جراح هى مش هتعرف تعيش من غيرى وانا مش هعرف اعيش من غيرها
ليه تقف فى وشنا ليه معارض اوى كدا عشان السن ولا عشان أرمل طيب انا بقولك
انى اتولدت من جديد
اشار “رأفت ” إلى نفسه وهتف بكبرياء وعزه :
_ بنتى انا تستاهل احسن منك واحد م فيهوش غلطه
أزعجه تفكيره الضيق ووضع طرف ثالث لا وجود له ومقارنته
دون دراسه حقيقيه لجوهره لذا هدر مشمئزا :
_ مش عشان بنتك ،عشان تمار تستاهل كل حاجه حلوة
غرورك هو اللى هيضيعنا كلنا
تركهم “عدى ” ويتابع حديثهم الممل حتى يأن وقت التدخل ولن يتوان عن هذا
وقد حان الوقت فعاد من جديد يصيح بحراره :
_ انا مش عارف احنا فى ايه وانتوا فى ايه !
تمار اللى بتخانقوا عليها مرميه على سرير المستشفى فوق لاحول لها ولاقوة
تخيلوا كدا انتوا الاتنين وفتحت عنيها حالا وما لاقتش حد جانبها ممكن يحصلها ايه ؟
هم “ريان ” من مكانه وهو يقول :
_ عندك حق انا هروح ابقى جنبها
اوقفه “عدى ” بحده مشددا على كل حرف :
_ لا انت ولا هو انا اللى هتولى “تمار” مادام انتوا الاتنين مش عايزين توصلوا لحل
وتتنازلوا عن لعب العيال دا
سأله “ريان ” متعصبا :
_ هو انا اللى قصرت مش هو السبب ؟
هب “رأفت ” من مكانه ليوبخه بضيق :
_ ومش انت اللى اتخليت عنها بمزاجك
كلامهم وحدتهم التى لم تتوقف وعدم تحملهم المسؤليه جعل “عدى ” ينتفض من بينهم
صارخا بحده :
_ خلاص انا هطلع لتمار ومش عايز حد فيكم يطلع ورايا الا لما تحلوا مشكلاكم حتى لو هتمثلوا
دا مش مهم عندى المهم أختى تبقى كويسه
تركهم وغادر ليبقوا وحيدين وأعين الناس تحاصرهم مما سبباه من جلبه غير عاديه فى المكان
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
_ انت مش ناوى تجيبها لبر معايا
هكذا هتف “رأفت ” مغلولا من غريمه رد عليه “ريان ” مستاء من لهجته المتعجرفه :
_ انت للى مش عايز تبطل غرور تمار بنى ادمه مش قضيه من قضياك اللى لازم تكسبها
حتى لو بكسر القانون
قاطعه “رأفت ” بتملك عجيب :
_ ثروة أغلى من كل ثروتى
اشار “ريان ” إلى نفسه وهتف :
_ أنا هشيلها فى عينى محتاج ايه يثبتلك أكتر من اللى عملته إنى بحبها
نفض رأسه بيأس وهو يرد عليه :
_ الحب مش مهم أبدا يا باشا الأهم السعاده بنتى لما ترجع لعقلها هتندم عليك
وقت مش هينفع ندم لأن العمر ما بيرجعش
تلك الفكره توجعه بل تدمى قلبه لا يعرف كيف يصل الى نقطه ضعفه ويفقده
الثقه بنفسه لا يحتاج لتذكرة دوما أنها اكثر مما يستحق وانها ليس بها عيب
واحد لتقبل به وهو الملئ بالعيوب كاد يهزمه وينتصر عليه لكنه تمالك نفسه
هذه المرة لن يتركه يحبطه ويشوش افكاره فتماسك وهو يهتف :
_ خلينا فى الوقت الحاضر هى محتاجانى وانا مش هسيبها هى اللى تقرر فى النهايه
وجه كان يفضح مدى حنقه منه لكن “ريان ” لم يكترث غايته هى “تمار ” ولأجلها سيتحمل
كل شئ وأى شئ من بين اسنانه هدر ليجارى عناده :
_ تمثليه …
ضيق عينه الآخر ليفهم غرضه من هذه الكلمه وسأل :
_ يعنى إيه ؟
اجابه وهو يشيح بوجه الغاضب عنه :
_ نمثل إننا اتصالحنا لكن انا وانت عمرنا ما هنتصالح
يفهم “ريان ” سبب ضيقه لطالما كان ملجأه إذا ضاقت به الحياه يعرف كل تفاصيله
وكل ما يزعجه تابعه بصمت لثوانى وهو يدرك تماما ما يؤلمه خُسرانه أمامه أكثر ما يؤلمه
والخساره بالنسبه له موت حتمى هو من اعتاد على الظفر والنجاح حليف خطواته أينما ذهب
فكيف بخسران إبنته الوحيده
سحب أنفاسه قبل ان يهدر بهدوء ورصانه :
_ رافت الامر ماحدش ليه يد فيه القلوب مالت غصب عن الكل
عاد ينظر اليه “رأفت” بأعين محمره وكأنها تحبس أطنانا من الدموع المشبعه بالدماء
وصاح غاضبا :
_ لو ما كنتش غاواتها دى عيله صغيره إنت كنت المفروض تبعد
اشار الى نفسه بقوة وأردف :
_لكن العيب عليا انا إنى دخلتك بيتى وأمنتك على ولادى
رفع “ريان ” ذقنه وقد تفاقم غضبه من إلقاء اللوم الدائم على عاتقه وحده متجاهلا
تسويات القدر :
_ انت مش قادر تفهم إن اللى حصل بينى وبين تمار ما حدش فينا كان قصده
اشدت فكه وهو يرد عليه بغضب :
_ ما تقوليش من غير قصد انت عارف أنا ضحيت بإيه عشان خاطرهم
لوح له “ريان ” مشيرا نحوه فهذه القصه القديمه عن المرأه التى عشقها وقرر
تركها من أجل قلقه البالغ على نفسية أطفاله :
_ انت قدرت تسيب انا ما قدرتش وبعدين بطل تدفعهم تمن قرارك هما مالهومش ذنب وما يعرفوش
التف عنه “رأفت ” يبدو أن هذه القصه أوجعته واخرسته فما استطاع سوى بالنطق :
_ يلا نمثل يا سيادة الرائد
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
“منار ”
دخلت معه إلى المطبخ وقد أنساها بعفويته ومرحه كل همومها كان لها شريف اكثر من
أب يعرف يحتويها ويداوى جراحها ويحل جميع مشكلاتها ثقتها به لا تقدر بثمن وعلاقتها
معه لن يكررها الزمن تابعته وهو ينظم اطباق العشاء بنظام ودقه متناهيه
سألها وهو يولى ظهره لها :
_شوفتى بقى يا ستى العشاء بيتجهز ازاى ؟
عايزك كل يوم تعملى زيه
شهقت بسرعه وهى ترد عليه بصدمه :
_ انا يستحيل دى مهمه انتحاريه
التف لها مبتسما ليداعبها مازحا :
_ استفادى من خبرتى عشان تعرفى تفتحى بيت
اجابته مستنكره تفكيره :
_ بيت حته واحده قول افتح مشروع اسافر اكمل دراستى برا
تغيظه اجابتها لكنه آثر الهدوء والانشغال بما يفعل سأل من جديد بشي من الخبث لعله
يحفز مشاعرها ويوقظ الانوثه التى نامت نومة أهل الكهف ويبدوا انها فى بدايتها :
_ والاطفال يا منار ! ما بتفكريش فى يوم فى إنك يبقالك طفل
هذه الكلمه سقطت على وجيعتها تماما كالنيزك ترقرقت الدموع فى عينيها ووقف “شريف” يتفحص
ردة فعلها بتوق للاجابه لكنها دخلت فى نوبه عنيفه من الذكريات تَرك والدها لها فى سن صغير محاولتها
المستميته للوصول له والتى بائت كلها بالفشل والرفض كما تمنت وجوده عند باب مدرستها ليضمها
كغيرها من الاطفال كم ودت وجوده فى أحلك الاوقات صعوبه ومن يعوض وجود الاب ومن يكمل هذا
الفراغ الذى ثقب روحها رفضها بكل قسوة أفقدها الثقة فى كل بنى جنسه وكرهتهم عن بكرة ابيهم
وتزعزعت ثقتها فى نفسها إنها م الممكن أن يتمسك بها احد الكل سيتركها ويخذلها كما فعل هو
نفضت رأسها الذى شعرت بثقله على فجأه وهدرت بتشتت :
_ دا مين دا اللى يستاهل يبقى أب لاولادى
_انا
فتح الباب على مصرعيه لهبوب الرياح بنطقه هذه الاحرف ،تلك النظره المميته التى رمقته
بها جعلته يتراجع بثبات :
_ قصدى أنا ما ينفعش اكون أب
كان وضح جدا فى نبرتها الهادئه الحزن العميق وهى تخبره بـ:
_ إنت مختلف
وقف بمكانه وضم حاجبيه وعاد يسأل بحيره ومزاح :
_ دى مجامله ولا غزل
_ لا دا ولا دا
اجابته بحده واستدارة عنها
رسم على فمه ابتسامه باهته واكمل ما بيده متظاهرا الانشغال بينه وبينها رحلة طويله
يبدوا انها أصعب من تسلق قمم الجبال ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,