روايات شيقهرواية عروس رغما عنها

رواية عروس رغما عنها الفصل 13

الفصل الثالث عشر(صدمة )
-اطر*د مين أنتِ اتج*ننتي …أنتِ فاكرة نفسك ايه امتلكتيني …فوقي يا ليل والزمي حدودك واعرفي انك مشترتنيش …احنا عملنا اتفاق ممضتش عقد عبو*دية …..
نهض أنس وجعلها تتراجع وكلمها بأسلوب حاد وقال:
-اياكي في يوم تيجي شركتي وتعرفيني اعمل شغلي ازاي …أنتِ فاهمة ولا لا…..
رمشت وتراجعت بتوتر وقالت:
-يا بيبي أنا بس …
-متقوليش كده …اياكي تتجاوزي معايا في الكلام …أنتِ فاكرة نفسك مين … خلاص سكتلك هتستهبلي ولا ايه …هو أنتِ فاكراني خايف من الاتفاق الس*خيف اللي عملناه…في اي وقت اف*سخه واعمل اللي أنا عايزة وملك اخدها بالقانون بس انا مش عايز ادخل بنتي محاكم …مش عايزها تعيش الصر*اع ده …بس اقسم بالله يا ليل لو حطيتك في دماغي لأفسخ الاتفاق اللي بيننا واخد بنتي بالمح*اكم وساعتها اقسم بالله لا أنتِ ولا والدتك هتشوفوها …متنسيش نفسك …ودلوقتي اطلعي برا مش عايز اشوف وشك واياكي تيجي الشركة عندي تاني والا بجد هزعلك …حتي لما تيجي تشوفي بنتي تتصلي الاول قبل ما تيجي بيتي …تستأذني الأول والا والله وقتها هطر*دك وامسح بكرامتك الأرض …انتِ فاهمة ولا لا …
لمعت عينيها بدموع الاه*انة…وعضت شفتيها كي لا تنف*جر بالبكاء …لقد ك*سر قلبها الآن …اها*نها بسهولة بسبب تلك الفتاة …ليل ليست غب*ية وهي تدرك ان مشاعر انس عني*فة تجاه تلك الفتاة وهي تخاف ان يضعف ويرتبط بها ….دوما كانت تظن ان قلب انس محصن ضد الحب ..فهي نفسها حاولت كثيرا ان تخترق الجليد الذي يحيط به نفسه ولم تستطيع …فشلت تماما في جعله يسقط في حبها رغم محاولاتها المستمرة …واهتمامها المبالغ به …لكنه كان يقابل كل هذا ببرود …كان يبدو كلوح جليد لا يذوب …ولكن الآن تراه يشتعل بنير*ان العشق …تري في عينيه حب لم تراه من قبل …عينيه تلمع بقوة لتلك الفتاة …هي لا تصدق ان ما سعت إليه لسنوات اتت تلك المرأة وسل*بته بسهولة …امرأة ذات جمال متواضع وملابس غير عصرية سلبت عقله بتلك الطريقة …كيف وقع رجل كأنس في غرام انثس مثلها هذا ما كان يدهشها …
-ودلوقتي ..اتفضلي ورايا شغل …
قالها انس وقد عاد لبروده وسيطر علي انفعالاته …
هزت ليل رأسها وقالت:
-حاضر يا انس …
ثم خرجت قبل ان تنف*جر امامه بالبكاء….
بعد ما ذهبت …انها*ر انس علي مقعده ووضع يديه علي رأسه…رباه هل هو مف*ضوح لتلك الدرجة …فمعتز ادرك ما به وليل أيضا …لقد شكوا في امره بسبب نظراته لمرام …مرام تسيطر عليه فعليا …هو لا يعرف متي وقع في حبها بذلك الجنون …وكيف لم يسيطر علي عينيه التي كانت تتبعانها في كل مكان …ومتي بالاساس غرق بها …ذلك السؤال لم يكن له أي اجابة لديه …ولكنه يعرف جيدا ان قربه من مرام سيفسد حياته …هذا الأمر ليس محل للمزاح …هو قد يفقد ابنته ان اتبع قلبه…وملك عنده اهم من الجميع …اهم منه هو شخصيا…ولا يمكن أن يفقدها بسبب أي شئ …سوف يضحي بسعادته من أجل ملك …سيفعل المستحيل كي يتخلص من تلك المشاعر…هو استطاع ان يوقف ليل لحدها ولكن والدتها لن تصمت ام قرر هو أن يتزوج …لذلك كان قراره الآن واضح …سوف يبعد مرام عنه نهائيا وسوف يتخطي حبها بكل تأكيد …سيتذكر دوما ان ملك اهم من أي شئ …يجب أن يتذكر هذا …
وضع انس كفه علي قلبه وتنهد وهو يفكر انها لن تكون أول مرة ينك*سر بها قلبه!!!
………
في احد المقاهي ….
كانت تجلس حياة وهي تمسح دموعها …لقد بكت اليوم بطريقة لم تبكيها من قبل …لقد شعرت أن قلبها ينشط*ر من الا*لم …لولا قدوم احمد كانت لتنهي حياتها اليوم وترتاح كليا من تلك الحياة التي انه*كتها…منذ ما حدث بينها وبين احمد وهي تحبس نفسها في منزلها…مئات الأفكار كانت تدور في عقلها …حتي اهتدي عقلها الي الفكرة المناسبة تماما..ولا يوجد انسب من المو*ت لها…حياتها بلا قيمة …لا احد يحبها اطلاقا …ما فعله احمد د*مر الامل بقلبها …
كان احمد يتأمل حياة المنك*سرة …كان أول مرة يراها بذلك الانك*سار والحزن …لم يري حياة منطفئة بتلك الطريقة ابدا …لقد صُدم وهو يراها علي وشك إنهاء حياتها …وقد شعر بالر*عب بسبب هذا…لقد وصل بها الأمر إلي أذية نفسها وقد تفعل هذا مجددا …صراحة هذا الأمر اشعره بتأنيب الضمير …هو يعرف أنه هو السبب …هو من اوصلها لتلك المرحلة….مثل عليها الحب ثم حاول أن يع*تدي عليها …ولكن تلك الليلة هو كان محطم زواج مهرا د*مره نهائيا واتي بغاية انه يمكنه أن يستغل حياة ولكن ما فعله ورد فعلها جعله يحتقر نفسه …تنهد احمد وهو يخرج محرمة ورقية من جيبه ويقول:
-امسحي دموعك …
امسكت منه المحرمة وبدأت بمسح دموعها …عينيها اصبحت حمراء جدا …لقد بكت كثيرا واخرجت كل الحزن الذي في قلبها …
-شكرا…
قالتها حياة بهدوء ثم نهضت وهي تمسك حقيبتها وهمت بالذهاب :
-انتِ بتعملي ايه …رايحة فين ؟!
قالها احمد بدهشة لتقول ببساطة بصوت مبحوح من كثرة البكاء :
-رايحة البيت هكون رايحة فين يعني …عن اذنك …
ثم كادت ان تمشي مجددا…نهض هو وامسك ذارعها وهو يقول:
-طيب استني يا حياة …ممكن بس نتكلم شوية لو سمحتي …معلش أنا عارف ان بعد اللي عمله مينفعش يكون ليا عين اجيلك بس والله أنا ندمت وزعلت جدا من نفسي …أنا معرفش والله عملت كده ازاي وكنت بفكر في ايه …
هزت حياة رأسها وقالت بإنكسار:
-انت قولت انت شايفني ايه يا احمد …قولت اني رخ*يصة …وانا مقدرش انكر كلامك…أنا غلطت كتير وعكيت كتير جدا وندمت وقررت اغير نفسي عشان …عملت المستحيل عشان ارضيك بس انت مشوفتش الا الماضي بتاعي بس … مشوفتش اللي بعمله عشانك …انت في اليوم ده مش جر*حتني بس …انت قت*لتني وانت بتقولها في وشي اني رخ*يصة وآني مفروض اسلملك نفسي من غير ما اقاوم …وقتها كر*هت نفسي يا احمد …كر*هت نفسي وحسيت ان مليش حق اني احب …مليش حق في حياة نضيفة …ابعد يا احمد واتجوز بنت نضيفة ملهاش ماضي زيي ده حقك ..أنا مقدرش الومك لكن متجيش ته*ينني وتقلل مني وبعدين تعتذر وتقرب مني …أنا مش لعبة في ايديك …
قالت جملتها الأخيرة بنبرة مك*سورة وقد انسابت دموعها…
اقترب احمد منها وقام بمسح دموعها برفق وقال:
-انا آسف آسف …لو فضلت اعتذر من هنا لبكرة مش هصلح اللي عملته ولا اللي قولته …صدقيني أنا بقالي فترة ضميري بيعذ*بني بسبب اللي عملته ده …غير خوفي اني اخس*رك …أنا فضلت مستنيكي تحت بيتك تلات ايام وكنت مقرر لو مظهرتيش اروح اك*سر الباب واشوفك …انتِ متعرفيش انتِ بقيتي غالية عليا قد ايه …
انسابت دموعها مجددا وقالت:
-بالله عليك كفاية …كفاية تخليني احلم وبعدين تك*سرني …كفاية يا احمد أنا …
وضع اصابعه علي شفتيها وقال:
-انا بحبك يا حياة …أنا اتأكدت من مشاعري الفترة اللي فاتت….وكمان عايز اتجوزك …ها موافقة!!
………..
بعد اسبوع…
-لا الموضوع فيها ان يا ليلي مش معقول .
قالتها ميار لليلي التي تمسك الورود وهي مذهولة….انها الباقة السابعة التي تأتيها من نفس الشخص وبكلمات تذيب القلب …..دق قلبها بعنف وهي محتارة …مرتبكة …لا تفهم من الذي يبعث إليها تلك الورود ويكتب لها هذا الكلام الذي يذيب القلب …
فتحت البطاقة لتقراها مجددا وتجد اقتباس لمحمود درويش مرة اخري
“هذا هو الحب .. أني أحبك حين أموت وحين أحبك أشعر أني أموت”
امضاء:الولهان بيكي
امسكت ميار البطاقة منها وقالت وهي ترفع احدي حاجبيها:
-ده مين اللي ولهان بيكي يا لولا ….ايه الكلام اللي يدوخ ده بس …
كان التوتر قد اصاب ليلي ونظرت الي ميار وقالت:
-انا ابتديت اخاف …مين اللي بيلاحقني بالشكل ده …ادم لو عرف هيخ*رب الدنيا وانا مش عايزة ادخله في مشاكل …وعارفة اني مش بتاعة الحب والكلام الفاضي ده …
ربتت ميار علي كتفها وقالت:
-طيب اهدي يا لولا….انتِ ليه خايفة…ارمي الورود وانسي الموضوع …هو يعني هيفضل يبعتلك كام مرة أكيد هيزهق …
-يزهق ازاي يا ميار …ده بقاله اسبوع بيبعتلي وانا هموت من الرعب ..تفتكري أعمل ايه …
نظرت إليها ميار وقالت بجدية :
-ما دام كده ايه رايك تقولي لادم وهو يتصرف …يعني هو …
هزت ليلي راسها برعب وقالت:
-لا لا …ادم ايه بس …ادم ممكن يتورط في مشا*كل كتير …هو عصبي وممكن لو عرف اللي بيبعتلي يعدمه العافية …
ربتت ميار علي كتفها وقالت:
-طيب ما ده الطبيعي يا ليلي …واحد بيبعت رسايل حب لاخته …طبيعي ادم هيعدمه العافية …بس انتِ لازم تقوليله ..مفيش غير اخوكي اللي هيحل الموضوع ده نهائي بدل ما انتِ عايشة في التوتر ده والاخ ده كل شوية يبعتلك ورود وكلام حب وحاجات احنا في غني عنها …أنا بقول تقولي لادم افضل …اصل لو الموضوع كبر وانتِ مش قولتيله هيتضايق اووي انتِ عارفة اخوكي لما بيتعصب بيتحول ازاي …
هزت ليلي راسها بخوف وقالت:
-انتِ هتقوليلي ده بيبقي صعب اووي …لا يا عم مش عايزة أعمل حاجة تعصبه مني أنا هقوله وامري لله …
ثم اتجهت ليلي الي سلة القما*مة والقت بها الورود مثل ما تفعل كل مرة …
….
كز مروان علي اسنانه وهو يراها من بعيد …تلك الفتاة حقا عنيدة …عنيدة للغاية …ابتسم فجأة وقال:
-بس كده احلي …الحاجة الصعب لما بتيجي بتبقي أطعم ومسيرك يا ليلي تقعي تحت ايدي….مسيرك يا حلوة !!!

…………….

-اقدر افهم ليه حضرتك ناوي تنقلني قسم تاني …أنا مش فاهمة أنا قصرت في حاجة كسكرتيرة لحضرتك عشان تنقلني قسم الحسابات وتشوف سكرتيرة غيري …أنا اتصدمت لما سمعت من الموظفين …ومن حقي افهم أنا قصرت في ايه عشان تاخد قرار زي كده وتهي*نني … …
قالتها مرام وهي تحاول أن تخفي انفعالاتها …
نظر إليها أنس وادعي البرود وقال:
-انسة مرام اظن ان دي شركتي ومن حقي اغير نظام الموظفين زي ما انا حابب …
-اكيد يا استاذ أنس هي شركتك …بس انا من حقي اعرف ايه غلطي عشان فجأة تنقلني قسم الحسابات …انت بنفسك قولت اني من أكفأ الموظفين هنا..فأما حضرتك تقولي السبب أو تقبل استقالتي ….
توتر وهي ينظر إليها بدت مصممة للغاية …ماذا يخبرها…ايخبرها أنه عشقها ..ايخبرها انها اصبحت تحتل مكانة لم يسبق لأحد احتلالها في قلبه…هل يخبرها كم يعاني كي لا يصرح بحبه لها…هو يراها كل يوم وليس لديه القدرة ان يعترف …وحتي لو اعترف …مستحيل ان تكون له…وجودها بجواره يجعله يحت*رق …هو يمو*ت بأبش*ع الطرق …لقد حاول الايام السابقة ان يطر*دها من الشركة بأكملها ولكن الفكرة ذاتها كانت تؤل*م قلبه… كانت تك*سره!!!
احمر وجه مرام من الغضب والانفعال وهي تراه صامت يحدق بها بيأس…اغمضت عينيها وهي تعد من واحد الي عشرة لكي تهدا ….طيلة حياتها تحتفظ بأعصابها باردة ولكن هذا الرجل يخرجها دوما عن طورها …فتحت عينيها وهي تقول بنبرة حادة قليلا :
-استاذ انس ما دام شغلي مبقاش عاجبك يبقي خلاص أنا هقدم استقالتي …مبقاش ليه لازمة تنقلني…
-انا لازم ابعدك عني …
قالها وهو متعب …يائس وحزين …
هزت رأسها وهي تقول بدون فهم ؛
-طيب ليه أنا لازم افهم …أنا عملت ايه لده كله …
تنهد أنس وهو يقترب منها …هي جميلة ولكنها حلم …حلم بعيد عن المنال…لن يحصل عليه ابدا …مرام قدرها ان تكون مجرد حلم في حياته …
-هبعدك عني لاني بحبك يا مرام …
قالها فجأة لتتراجع هي وتبهت…ابتسم انس بحزن وقد لمعت عينيه وأكمل :
-انا بحبك للاسف الشديد وممنوع حتي ارتبط بيكي …بحبك وانا عارف ان ملناش مستقبل مع بعض …بحبك وانا عارف ومتأكد انك مش بتحبيني واني مجرد مديرك في الشغل …ولو حاولت حتي اقرب منك هخسر كل حاجة في حياتي ..اول مرة احس ان الحب ابتلاء ..وانا مبتلي …ومكانش قدامي الا حلين أما اخليكي جمبي واشوفك كل يوم بتتقدمي في حياتك وانا مش قادر اقرب…اتك*وي كل يوم بنا*ر الحب أو الغيرة لو حصل وارتبطتي بغيري …أو ابعدك عني عشان انساكي ..عشان اقدر أخرج حبك من قلبي لأن زي ما قولتلك أنتِ مش مكتوبة ليا …
اقترب منها اكثر وملامحه يسيطر عليها الحزن وقال:
-عرفتي ليه عايز ابعدك عني …فهمتي دلوقتي يا مرام ؟!…حسيتي بالن*ار اللي جوايا …مش هتعرفي أنا حاسس بايه غير ما تكوني حبيتي بجد …ان حاسس ان قلبي بيتك*سر وانا بشوفك قريبة وبعيدة في نفس الوقت …عشان كده ابعدي يا مرام …ابعدي عني قد ما تقدري …
كلماته اصابتها بالخرس …لم تعرف ماذا تقول ..يحبها كيف ومتي؟!..شعرت ان العالم يدور بها وانها ستسقط ولكنها سيطرت علي نفسها واستدارت وهي تخرج من المكتب بسرعة …
جلس انس علي مقعده وهو يشعر بشئ قوي يجثم علي صدره …نظر فجأة الي صورة ملك الموجودة علي مكتبه وامسكها قائلا:
-كل ده عشانك يا ملك …انتِ تستاهلي أعمل أي حاجة عشان احافظ عليكي !!!
…………………
في المساء….
في بيت ادم عزام….
كان الجميع ملتف علي طاولة الطعام …كانت مهرا غير معتادة علي الأمر وارادت ان تطلب من ادم ان تأكل في غرفتها ولكنه رفض …كانت تنظر للجميع وهو يأكل بينما يتحدثون وقد احاط بالمكان جو عائلي دافئ…جو افتقدته هي في منزلنا الكبير وهذا ليس بسبب عائلتها بل بسببها هي …هي من اصرت ان تبعد الجميع عنها …اصرت ان تبقي باردة متباعدة …تأكل بمفردها وتخرج لاوقات طويلة …هي لم تشعر ابدا بهذا الجو الدافئ رغم حب جدها الشديد لها …ولكنها ما زالت تفتقد حياتها المرفهة …هنا ليس كل شئ متاح لها…لا تعرف ولكن رغم كل شئ جيد يحاول ادم توفيره لها الا انها لا تستطيع ان تتأقلم مع تلك العائلة …هي حتي لا تتكلم من اخوته …الفتاة الكبيرة مرام لا تكلمها اصلا ودوما تنظر إليها ببرود…اما الصغري فهي غير متفرغة من الاساس بسبب دراستها وحتي تعاملها معها متحفظ زيادة عن اللازم ..لا يوجد الا والدة ادم هي من تتعامل بلطف بالغ …تستشعر فيها حنان الأم …غير ذلك هي تشعر بالوحدة …حياتها انقبلت فجأة رغم ان وجودها مع ادم يسعدها بطريقة غريبة الا انها تفتقد الحرية التي كانت تتمتع بها في منزل اهلها …تفتقد قيادتها لسيارتها …تفتقد ملابسها العصرية التي كانت ترتديها والتي لا يسمح لها ادم ان ترتديها عندما يخرجها معه …تفتقد كل شئ في حياتها …لقد حاولت ان تتكلم معه قبل ام يذهب الي العمل لكي تقنعه ان يقبل مساعدة جده ولكنه خافت وتراجعت …تخاف جدا من ردة فعله…تخاف من عصبيته ولن تتحمل لو صرخ بها …لذلك قررت اليوم بعد العشاء ان تتحدث معه لعله يقتنع ….
-انا ناوية اسيب الشغل في الشركة …
قالتها مرام فجأة بنبرة ثابتة وهي تأكل لينظر إليها الجميع …كانت ملامحها باردة وكأنها لا تخبرهم بقرار مهم كهذا …فالجميع كان يعلم ان مرام سعيدة جدا في عملها فما الذي تغير فجأة…ولما كل هذا البرود …كان الجميع لديهم نفس الفكرة …
ابتسم ادم بلطف وقال:
-ممكن اعرف هتسيبي الشغل ليه يا مرام فجأة وبالشكل ده ؟!
هزت مرام كتفيها وقالت :
-عادي مليت شوية قولت اغير …
كان ادم ينظر إليها بدهشة …هذا ليس تفكير شقيقته …لا بد أن هناك امر ولكنه لم برغب ان يضغط عليها وقرر ان يكلمها فيما بعد …
…..
بعد انتهاء العشاء بفترة…
ذهب الجميع لغرفهم …
كان ادم قد ارتدي.منامته ويستعد للنوم عندما اقتربت منه مهرا وقالت بإرتباك:
-ادم ممكن نتكلم شوية ؟!
-قولي يا بسبوسة …
احمرت قليلا وكادت ان تتحدث الا ان الطرقات علي الباب قاطعتهم …فتح ادم باب غرفته ورأي ليلي امامه:
-ايه ده شعرك مش منكوش دي معجزة …
قالها مازحا لتشده ليلي خلفها وتقول:
-لازم اقولك حاجة ضروري …
-يا بت ما تستني فيه ايه …
-يا ابيه بقولك ضروري …
نظر ادم الي مهرا بإعتذار لتقول بصوت منخفض :
-مفيش مشكلة …
لذلك ذهب ادم مع ليلي !!
………
-هنسافر مصر ونفاتح اهلك في موضوع الطلاق …أنا خلاص مبقتش عاوزك ….
قالها علي وهو يتطلع إليها بقر*ف لم ترد هي بل بقت تنظر إلي الفراغ وقلبها يدوي بعن*ف…ستعود وتراه …هل سيقبلها بعد أن تتطلق …هل سيتمسك بها ام انه قد كر*هها بعد ما تزوجت من غيره …ولكنها انتظرته …انتظرت لكي يتخذ خطوة ولكن عائلته كانت دوما اهم منها ..لكنها لم تنكر انه حاول واتي وتقدم لها ولكن قوبل بالرفض التام …تنهدت ميار وهي تشعر بالتعب …تعلم ان ما ان تعود حتي ستواجه الجحيم….علي لن يصمت علي ما فعلته بل سوف يخبر والدها بما فعلته …وسوف تبقي سيرتها علي كل لسان …اغمضت عينيها وهي تتنهد وتفكر تري ماذا ستفعل عندما تعود الي مصر …هي بالطبع لن تتوسل علي مرة اخري هذا لن تفعل بل ستواجه مصيرها مهما كان وربما الانفصال عنه ليست فكرة سيئة فهي بالاساس لا تحبه ولا تطيقه …هي مضطرة ان تدعي كل يوم انها تحبه كي لا يطلقها ولكن انتهي الأمر …يجب أن تتطلق…هي تظلم نفسها معاه …ابتلعت ريقها وهي تعترف انها تظلمه أيضا وهي لن تسمح بهذا …اخطأت عندما تزوجت من لا تحبه…ولكن اصابها الفزع وهي تري العمر يجري بها وادم لا يتحرك …لقد احبته فعلا ولكنها كرهت انه يظل*م نفسه بتلك الطريقة …يفضل اخوته دوما عنه وعنها …علي الرغم من انها ارتبطت به الا انه لم يتقدم في حياته …صحيح حاول ولكن الاعباء كانت ثقيلة عليه …فهو اصر ان يعلم اخوته …طلبت منه كثيرا ان يتركهم ليعتمدوا علي انفسهم رفض …تقلد دور الاب في حياتهم وفعل المستحيل من اجلهم…ولكنه في خضم كل هذا نسي نفسه …نفسي انه انسان ومن حقه ان يحب ويتزوج ويكون عائلة وهي رأت ان عمرها يضيع لذلك تصرفت وتزوجت بأول شخص يطرق بابها …ولكن رغم هذا ادم لم يح*قد عليها …لم يهي*نها او يته*مها بأبشع الت*هم….بل عندما عرف بارك لها بهدوء ..ولكنها رأت.الانك*سار بعينيه …
ما زالت تتذكر تلك اللقاء …اللقاء الأخير بينهما قبل ان تتم خطبتها …
……
-انا اسفة …اسفة …
قالتها ميار وهي منهارة بينما كانت هي وهو في ورشته …ابتسم ادم بحزن وقال:
-اسفة علي ايه ده حقك يا ميار…مش عدل أنك تستنيني طول حياتك …من حقك تدوري علي سعادتك ..ألف مبروك …
كان ميار تنظر إليه وهي تري الدموع تلمع في عينيه الزرقاء …اقتربت كي تعانق وجهه …كي تبكي معه لكنه ابتعد وقال:
-لا يا ميار متغلطيش وتقربي …ده مش عدل للي هيكون خطيبك …روحي يا ميار أنا مش زعلان منك بالعكس هفضل ادعيلك دايما ان ربنا يسعدك وانا ربنا يتولاني …وسامحيني لاني حبيتك وانا مش قادر اتجوزك ولا قادر اسعدك …
بكت وهي تذهب من ورشته لتنساب الدموع من عينيه وهو يشعر وكأن.احدهم انتزع قلبه …اغمض عينيه وقال:
-هفضل دايما احبك ..
…….

في اليوم التالي ….
لم يكد يرن المنبه حتي اطفأته مهرا بسرعة ثم نهضت لتتأكد من شكلها جيدا …فز*عت قليلا وهي تجد شعرها مشعث للغاية وكأنها كانت في حرب وليست نائمة…
-كويس ان ادم مقامش وشافني بالشكل ده والا كان المسكين ممكن يكون ما*ت فيها …ياربي ايه المنظر ده بس …
قالتها مهرا وهي تقف أمام المرأة وتلتقط فرشاة الشعر ثم تحاول أن تضبط وضع شعرها ..

علي الفراش كان آدم مستلقي …فتح عينيه بخ*بث ونظر إليها وهي تحاول أن تصلح من وضع شكلها قبل أن تعود للنوم كعادة الايام السابقة …ابتسم واغمض عينيه مجددا …
تنهدت مهرا وهي تبتعد عن المرآة وتري أن شعرها قد تم اصلاح وضعه …
نظرت إلي الساعة المعلقة علي الحائط وجدتها الساعة الثامنة والنصف …جيد بعد نصف ساعة سوف يستيقظ ادم …
تسحبت ونامت بجواره وعلي ثغرها ابتسامة …الأسبوع السابق مر بهدوء الحمدلله …الأمر بسيط سوف تتجنب أن تغضبه لن تفعل شيئا دون أن ترجع إليه ….لقد عرفت ان ادم لا يغضب بسرعة الا اذا أحدهم تجاوز الحدود …وهي ستتجنب ازعاجه وتحاول ان تقنعه بضرورة ان ينتقل معها لمنزل أكبر من هذا …ستحاول ان تجعله يفهم انها لا تحب الحياة في هذا المنزل فهي تشعر بالاختناق …وبعد كل شئ جده لن يتفضل عليه بل هذا حقه في ورث.جده …هذا الورث الذي حُرم منه لفترة طويلة !!سقطت هي في النوم دون ان تدرك…وبعد دقائق رن المنبه علي هاتف ادم واطفأه وهو ينهض ..فتح الخزانة واخذ ملابسه ثم خرج من الغرفة بهدوء كي لا يجعل مهرا تستيقظ…وكاد ان يتجه الي الحمام عندما رأي مرام تجلس علي الاريكة وتحمل كوبا من الشاي الساخن وتبدو مستغرقة في التفكير …اقترب منها وجلس بجوارها وهو ينظر إليها محاولا الولوج الي عقلها …من العجائب التي تمتلكها مرام ان لا أحد قادر علي قراءتها جيدا …ادم يفهم الجميع جيدا الا مرام …هي غامضة بشكل يثير حنقه …قوية بشكل يثير اعجابه وبرود شخصيتها يخيفه …هو متأكد ان برودها هذا لتحمي نفسها…فما عاشته مرام ليس سهلا بالمرة …هي تعذ*بت وذاقت الكثير وما زالت تعاني….
-البسبوسة بتاعتي سرحانة في ايه ؟!
قالها ادم بمشاغبة لتنتبه له مرام أخيرا وتقول :
-انا مبحبش الاسم ده يا ادم…
-بس أنا بحبه وهناديكي بيه…براحتي ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت:
-انت بارد علي فكرة …
-عارف علي فكرة يا بسبوستي …قوليلي بقا سرحانة لي ايه …زعلانة لأنك هتسيبي الشركة …
احمر وجهها للحظة ولكن كانت لحظة فقط لانها بسرعة سيطرت علي نفسها وقالت:
-ليه ازعل يعني..ده قراري وبعدين أنا مش هسيبها دلوقتي أكيد يا ادم …أنا هدور علي شغل في شركة تانية وبعدين هسيب الشركة دي …هو ده اللي هيحصل …
هز ادم رأسه وقال:
-تفكير سليم اووي يا مرام وانا بقول كده برضه…بس برضه لحد دلوقتي مش فاهم ايه الفكرة اللي.طرأت عليكي فجأة دي …ليه عايزة تسيبي الشركة …علي حد علمي كنتي مبسوطة اوووي بيها …وفرحانة ايه اللي جد …
صمتت مرام ولم تعرف ماذا تقول …اتقول ان مديرها فجأة اعترف لها انه يحبها …هي بقت طوال الليل مستيقظة وكلامه يرفض ان يترك عقلها …انها المرة الأولي التي تفكر في احد لمدة طويلة…لم تستطع ابدا النوم …صدمتها بما قاله جعلتها في حالة غريبة بالأمس ..
تنهدت مرام وقالت:
-مبقتش مرتاحة يا ادم الموظفين في الشركة مش متعاونين معايا …هو ده السبب وبس …
هز ادم رأسه وهو متيقن ان شقيقته تخفي شيئا ولكنه لم يضغط عليها
….

في اليوم التالي ….
وضعت الأطباق علي الطاولة بهدوء …كان وجهها خالي من أي تعابير رغم ان من داخلها كانت تمو*ت …ولكنها قررت الصمود …قررت ان تفكر في نفسها قليلا …قررت الا تستجدي الحب …
اقترب سامر من طاولة الافطار وجلس دون اي كلام ثم بدأ بالأكل …جلست كارما أيضا وهي تأكل دون اي رغبة حقيقية …كانت لا تنظر إليه حتي ولا حاولت ان تفتح حديث …كانت تشعر بنظراته المتعجبة تلاحقها ولكنها بإصرار تجاهلتها علي الرغم من ان قلبها بدأ ينبض بعن*ف …ولكن رغم ذلك سيطرت علي انفعالاتها ووجهها المتجمد…كان سامر عابس للغاية وهو ينظر إليها….ماذا تقصد بهذا البرود …اتظن انها سوف يطلب منها الغفران …هي لا تهمه ولن تهمه ابدا هكذا اقناع نفسه …
لاحظ انها مرتدية ملابسها وتعجب …فهي بعد زواجه منه تركت عملها لتتفرغ له …لما اذن ستخرج الأن …
اراد ان يسألها ولكن خافت ان تظن انه يفتح مجال للحديث وتغتر وهو لا يريد ان يري الرضا بعينيها ولكن فضوله كان يقت*له..نظر إليها بهدوء وقال:
-ممكن اعرف حضرتك رايحة فين …
-عند ماما …
ردت بإقتضاب وبإختصار …
تنهد وقال:
-ايه ناوية تقوليلها علي اللي عملته معاكي ؟!
امسكت كارما كوب عصير وارتشفته ببرود مستفز وقالت:
-ليه وهو انت عملت ايه يعني …مش فاكرة بالضبط …
كان سامر ينظر إليها بصدمة …لا يصدق البرود التي تتدعيه …لابد انها تمثل عليه كي تشعره بالإها*نة وانه لا شئ …قرر هو استفزازها وقال:
-يعني مش هتقوليلها ان جوزي كان شايل صورة مراته القديمة في محفظته …
هزت كارما راسها وقالت:
-لا مش هقول…صدقني الموضوع مش مهم بالنسبالي …عادي يعني دي محفظتك مش محفظتي …ان شالله تشيل فيها صورة الاميرة ديانا أنا مالي …
ضحك بدهشة وقال:
-اللي يشوف برودك دلوقتي ميشوفش من اسبوع كنتي هتمو*تي ازاي لما شوفت صورتها…
نظرت إليه وقالت بهدوء:
-عشان وقتها كنت بحبك …وقتها كنت باقية عليك…أنا خو*نت صاحبتي وبقيت معاك عشان كنت بجد بحبك اكتر من روحي …لكن خلاص يا سامر …انت خرجت من حياتي …وانا من النهاردة مش ههتم الا بنفسي وبس
-متقدريش …صدقيني يا كارما انتِ بوق وبس …هترجعي وتحاولي تاني تخليني احبك….مش هتقدري تتحملي أنك تبعدي عني…
هزت كتفيها ونهضت وهي تقول:
-ايه رايك تجربني…
ثم امسكت حقيبتها وقالت:
-انا رايحة عند ماما …لو حابب تتصرف كأي زوج محب وتيجي تاخدني من عندها هيكون افضل …مش عايز ازعلها علي الوضع الحزين اللي انا فيه ياريت …
ثم ذهبت وتركته ينظر الي اثرها بصدمة….لا يصدق ان تلك كارما …كارما التي كانت تتمني فقط نظرة حب من عينيه….كيف تغيرت بتلك الطريقة …وكيف تكلمه بذلك الاسلوب البارد …كاد سامر ان يفقد عقله فعليا…هل حتي كارما ستبتعد عنه وتعامله ببرود ..كبرياؤه تض*رر اليوم من برودها وعدم مبالاتها به كأنه شخصا غريب … ولكن شئ ما يخبره انه السبب …نعم هو من جر*حها بشكل كبير واوصلها الي تلك النقطة …ولكنه أيضا من*هار…عقله لا يتقبل انه خسر مرام …وهو هو يخسر كارما …كارما تستعد لتستقل عنه …ولا يعرف لماذا تلك الفكرة اذ*ته …هو لا يحب كارما ابدا …اذن لماذا هذا التمسك الغريب بها … لماذا يخاف من فقدانها بهذا الشكل ….كان حقا لا يفهم كيف يفكر …ولا يفهم ماذا يريد …
وضع يديه علي رأسه وقال:
-وبعدين يا سامر لحد امتي هتكون مشتت كده …لحد امتي حياتك هتبقي واقفه !!!
…………
امام جامعة ليلي ….
خرجت ليلي وهي تمسك كف ميار بتوتر …كانت خائفة…لقد اخبرت ادم بالذي يحدث معها ومن وقتها وهو صامت بشكل مريب …وهذا من اخا*فها اكثر …فهي تعلم ان صمت اخاها خلفه شئ ما …ليس ادم من يتهاون في شئ كهذا …لا ابدا…هذا مستحيل …
-اه يا ليلي براحة بهد*لتي ايدي حرام عليكي …
قالتها ميار وهي تتأ*لم وتسحب كفها التي ضغطت عليه ليلي بقوة …
نظرت ليلي الي ميار بتوتر وقالت:
-اسفة يا حبيبتي بس بجد متوترة اووي …
-يا بيبي متوترة من أيه بس …مش قولتي لاخوكي يبقي خلاص سيبيه يتصرف …
-افرض ابيه اتورط في مشاكل …
هزت ميار رأسها وقالت :
-يا بنتي ادم انسان عاقل متقلقيش …هيحل الموضوع بهدوء …ثقي فيه شوية …ده اخوكي …يعني أنا هعرفه اكتر منك يا لولا مش معقول …
تنهدت ليلي وما زال قلبها ينبض بع*نف …تحاول ان تصدق ما تقوله ميار …تحاول ان تتفاءل ولكن هذا صعب عليها…..
نظرت الي ميار وقالت:
-ربنا يستر…
-بإذن الله ربنا هيسترها متقلقيش ..
ارتعش جسدها بعنف وهي تري طفل صغير يقترب منها …يحمل نفس باقة الازهار الحمراء …اعطاها الطفل الباقة بهدوء ثم غادر بسرعة …نظرت ليلي الي الباقة برعب وعلي جبهتها لمعت حبات العرق …امسكت البطاقة الكبيرة الملحقة بالازهار ووجدت احدي اغاني عمرو دياب :
وماله لو ليلة توهنا بعيد وسيبنا كل الناس
أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد، ماليني ده الإحساس
وأنا هنا جنبي أغلى الناس، أنا جنبي أحلى الناس
وماله لو ليلة توهنا بعيد وسيبنا كل الناس
أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد، ماليني ده الإحساس
وأنا هنا جنبي أغلى الناس، جنبي أحلى الناس
حبيبى ليلة، تعالى ننسى فيها اللي راح
تعالى جوا حضني وارتاح، دي ليلة تسوى كل الحياة
وما لي غيرك ولولا حبك هعيش لمين؟
حبيبي جاية أجمل سنين وكل مادى تحلى الحياة
حبيبي المس إيديا عشان أصدق اللي أنا فيه
ياما كان نفسي أقابلك بقالي زمان، خلاص وهحلم ليه؟
ما أنا هنا جنبي أغلى الناس، ده أنا جنبي أحلى الناس
امسكت ميار البطاقة الكبيرة بفضول وهي تقرأ كلمات الأغنية ثم ضحكت وقالت:
-ده مين الفاضي اللي كتب ده كله ليكي يا اختي …ده حد واقع خالص يا لولا …
كانت ليلي في حالة صعبة …لقد بدأت ترتعب حقا …هل تخبر ادم بما حدث اليوم أن تنتظر كيف سيتصرف…كان رأسها يؤلمها وعقلها متوقف تماما عن العمل ….
…..
كان مروان من بعيد مبتسم وينظر إليها …انها تغرق …عرف هذا من عينيها …لقد ضعفت اليوم …وهو لن يكتفي بهذا الحد بل سوف يغرقها بالهدايا حتي تعلن استسلامها …ولكن الآن قرر ان يظهر هويته لها …كي يبدا في الخطوة التالية …هو لن يعيش كل حياته وهو يقدم لها الهدايا كمجهول للهوية ….
هندم نفسه جيدا وتقدم منها وهو يقول خاطرة لمحمود درويش :
أدرب قلبي على الحب كي يسع الورد والشوك.
تراجعت ليلي وهي تنظر إليه بصدمة فابتسم وقال:
-محبتش افضل طول عمري مجهول يا ليلي …كشفتلك هويتي أهو وبقولك اني بحبك …وهحبك للأبد..و …
قطع كلامه واحدهم يربت علي كتفه …نظر خلفه ليجد ادم ينظر إليه وعلي وجهه ابتسامة ويقول:
-مارو وحشتني يا راجل …
شحب وجه مروان فقال ادم لليلي:
-خلاص يا لولا كله هيبقي تمام اديني الورد أنا هتفاهم مع مارو راجل لراجل .
ثم نظر الي مروان وقال:
-ولا انت مبتتكشفش علي رجالة يا مارو بتتشطر علي الستات بس …
-انا …أنا …
-ششش أنا هشوفلك حل لمشكلتك يمكن تسترجل شوية …تعالي معايا يا ننوس عين ابوك …
ثم سحبه خلفه ..
-ابيه ..
قالتها ليلي برعب ..
-روحي البيت يا ليلي …
-ادم اسمع بس …
قالتها ليلي مرة اخري فكرر كلماته وقال:
-قولتلك روحي البيت يا ليلي …
ثم سحب مروان معه …

وفي مكان خالي تقريبا من الناس خلف الجامعة دفع ادم مروان وقال:
-شوف أنا مش هضر*بك …أنا هأكلك الورد الحلو ده عشان تفكر مليون مرة قبل ما تقرب لحاجة تخصني …كل يا مارو الورد …
هز مروان رأسه بالنفي وهو يشعر بالرعب فصرخ به ادم وقال:
-ما تاكل يا روح امك بدل ما اشو*ه وشك الجميل ده خالص …
هز مروان رأسه وبدأ فعليا بأكل الورد …ضحك ادم وقال:
-تعرف ان اكل الورد مفيد للي زيك …أهو يدي بشرتك نضارة تفيدك بما أنك مش من صنف الرجالة ولا الستات حتي …ده حتي الستات اجدع منك يا راجل …كل يا حبيبي كل ..
………..
في شركة انس…
بعد ما رأي معتز سكرتيرة جديدة سأل انس الذي صدمه واخبره انه نقل مرام لقسم آخر ..
-ممكن اعرف ليه نقلتها قسم الحسابات …ليه بتبعدها عنك يا أنس؟؛
قالها معتز بحيرة ليرد أنس وهو محافظ علي رسميته المغيظة :
-ابعد مين يا معتز …انسة مرام مجرد سكرتيرة ليا …مفيش أي حاجة من اللي في دماغك …أنا بس شوفت افضل تكون في قسم الحسابات في الشركة هي شاطرة في المجال ده كويس فمش عارف ايه المشكلة يعني …انت ليه زعلان …
اقترب معتز من انس وهو ينظر إليه وقال ؛
-مشكلتك يا انس أنك شفاف ومفض*وح ..أنا من أول ما شوفتها عندك وانا شوفت مشاعرك ليها…عينيك بتلمع بطريقة غريبة لما تشوفها …حتي غيرتك لما كلمتها وسألت عليها ..وصدمتك لما عرفت انها متجوزة…عايز تقنعني ان كل ده من وحي خيالي …انسي يا انس…أنا راجل زيك وعارف امتي الراجل يحب فعلا …انت بتحبها وبتبعدها عنك وبتخ*سرها بالشكل ده وصدقني هتندم…مرام مينفعش تضيع من ايديك ..صدقني رغم ان احيانا ممكن تشوف ان تعاملها جاف لكن والله قلبها طيب غير انها انسانة تقية ومؤمنة وقريبة من ربنا …أنا مش مصدق أنك بتعمل كده يا انس …بتنهي سعادتك بإيديك …معقول ده تفكيرك …مش قادر بجد افهمك …انت خايف يعني تتعلق بيها اكتر ولا ايه ؟!
ابتلع انس ريقه وقال بحدة:
-قولتلك يا معتز مفيش حاجة بيني وبين انسة مرام …هي مجرد…
-انت كدا*ب….طيب عايزني اصدقك احلف أنك مش بتحبها …أنا عارفك مبتحلفش كذب …احلف وانا هصدق أنك فعلا مبتحبهاش …
ابتلع انس ريقه وصمت كليا ليبتسم معتز ويقول:
-يا بني ليه بتعذ*ب نفسك بس …فيه حد يرفض الحب يا أنس…الحب ده نعمة من ربنا. وفي ايديك تحصل علي مرام وتتجوزها وتعيش سعيد …ما دام في ايديك تعيش سعيد ليه تاعب نفسك بس قولي …قولي وفهمني …ايه اللي يمنعك من السعادة …يا ابني ده أنا قولتلك قبل كده متضيعش مرام من ايديك …البنت مفيش منها …معملتش ليه بالنصيحة …
صمت انس ببؤس وهو لا يعرف ماذا يقول …ايخبر صديقه انه تم إنفاق بينه وبين ليل ووالدتها انه لن يتزوج ابدا وان تزوج سيأخذان ملك ..وملك روحه هو لن يستطيع التخلي عنها !!!
-حتي لو بحبها يا معتز صعب ارتبط بيها …ده كمان مستحيل …هي مش مكتوبالي يا صاحبي …ربنا يرزقها بالانسان اللي يقدرها…انسان غيري أنا …
ضربه معتز علي كتفه وقال:
-انسان غيرك يعني ايه يا بني ادم انت …هو فيه احسن منك يا انس …انت بجد غريب يا اخي …انت مناسب لمرام جدا …انت طيب زيها وانسان حنين وهتتفهمها وتراعيها عايز اعرف انت ناقصك ايه يعني …
هز انس رأسه وقال بإنفعال:
-انا بحبها يا معتز …ايوة بحبها بس مينفعش اتجوزها ..مينفعش ..انت فاكر انه سهل عليا ابعدها…بالعكس ده صعب جدا …ده أنا بمو*ت.والله …النهاردة هتج*نن عشان مشوفتهاش بس والله حاجة كبيرة مانعاني من اني اتجوزها …صدقني لو اتجوزتها هخسر كتير …
كان معتز ينظر لصديقي وهو يشعر انه فقد عقله …كان معتز لا يفهم …لماذا اني مصر علي قراره …وما قصده انه لو تزوجها سيخسر كثير …تري ما يخفي عنه …
-انا مش فاهم حاجة..
قالها معتز وهو يشعر بالحيرة …
تنهد انس وقال:
-فاكر ملك بنتي اللي عرفتك عليها ..
هز معتز راسه ليكمل انس:
-عشان اخلي ملك تعيش معايا عملت إتفاق مع خالتها وجدتها اني مش هتجوز وآني لو اتجوزت هيأخدوها مني …
-انت مج*نون يا انس …
صرخ معتز ثم اكمل:
-يا بني ميقدروش دي بنتك انت قانونيا أولي بيها …
انسابت دموع انس وقال:
-بس ملك مش بنتي يا معتز …مش بنتي أنا !!!
يتبع

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية الشادر الفصل الثامن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط