رواية لأجل حقي الفصل الثاني
الجزء الثاني
توقفت فرح مكانها بصدمة ثم التفتت له.
فرح بعدم تصديق: أنت بتقول ايه يا على؟
على بصرامة : اللي سمعتيه لو فكرتِ تعمليها هطلقك وبردو هاخد الدهب.
عقدت حاجبيها بخيبة أمل: بالعافية يا على؟
على بوجه قاتم: بالعافية لو اضطريت لكدة يا فرح.
ثم غادر تاركا إياها جالسة بجمود وحيدة، فكرت هل كان هكذا منذ البداية أم هى فقط لم تره كما ينبغي أن تراه؟
جلست طوال الليل دون نوم حتى حل الصباح، لم يعد علي للمنزل فنهضت بهدوء و غيرت ملابسها ثم ارتدت حجابها وهبطت إلى شقة حماتها.
دلفت لتجد حماتها تجلس مع سلفتها فنظروا لها بدهشة من مظهرها المتعب .
حماتها بتعجب: مالك يا فرح أنتِ تعبانة؟
أومأت برأسها: لا يا ماما مش تعبانة أمال علي فين؟
رفعت حماتها حاجبها: ده سؤال ؟ هيكون فين يعني فى شغله، هو فيه واحدة متعرفش جوزها فين؟
ارتبكت فرح : لا أصل صحيت ملقيتهوش ففكرته نزل هنا الأول.
زمت حماتها شفتيها ولم ترد بينما سلفتها ناظرتها بخبث: صحيح يا فرح أنتِ هتبيعي دهبك ده أمتي ؟
فرح بإستغراب: أنا مش هبيع دهبي يا سحر أنتِ بتقولي كدة ليه ؟
شهقت سحر: إزاي ؟ ده أنا جوزي قالي أنك هتبيعي الدهب علشان تساعدي بيها أحمد يعمل مشروع.
التفتت لها حماتها بلهفة : ايه ده بجد؟
حدقت بها فرح بتر وحيرة فكيف تخبرها أنها ترفض ذلك وهى لا تريدها أن تحزن منها.
قالت فرح بهدوء: علي قالي يا ماما بس أنا مش موافقة.
استنكرت حماتها ردها: مش موافقة ليه؟
قالت فرح محالة إقناعها: يا ماما أولا أنتِ عارفة أنه ظروفنا أنا وعلي مش تمام وحتى مبعناش الدهب علشان يساعدنا وكمان أحمد متخرج يقدر يشتغل ويعتمد على نفسه بدل ما يطلب من علي وهو عارف ظروفه ومش طبيعي يعني يبني حياته ومستقبله على حساب أخوه لازم يعتمد على نفسه و ده دهبي أنا مش معايا حاجة غيره.
قالت حماتها بغضب: وفيها إيه لما يطلب من أخوه هو ليه غيره؟ قولي بقا قولي يا فرح أنك عايزة توقعي الله الاخوات فى بعض وتخليهم يكر’هوا بعض عليان ترتاحي!
فرصة بذهول: أنا!
أكدت حماتها بغضب: اه أنتِ لما تعملي كدة وبعدين هو ايه موافقة ولا مش موافقة دي ؟ هى دى محتاج رأيك أصلا ده أول ما جوزك يطلب منك من غير ما تتكلمي تسمعي كلامه وتدي له دهبك علشان تساعدي جوزك وتبقي بنت أصول.
فرح بحنق: هو أنا علشان بدافع عن حقي مبقاش بنت أصول ؟ وبعدين مش الدهب ده بتاعي وحقي يبقي أي حاجة تحصل فيه قراري ؟
زمت حماتها شفتيها مجددا بإستفزاز وضيق: لا يا حبيبتى إحنا بس علشان بنات أصول اتعملنا أي حاجة عايزها جوزك حتى لو على رقبتك لازم تعمليها علشان كدة من قبل ما يطلب كنا بنفذ وبعدين هو أنتِ بتعملي إيه يعني بتساعدي أخو جوزك مش حد غريب.
تطلعت إليها فرح بيأس لتفهمها وجهة نظرها: وأنا معنديش مانع أحمد ده أخويا لكن ميبقاش بالاجبار والغصب وأنا من حقي أرفض ولا أوافق.
قالت حماتها بعيون متسعة من عدم التصديق: شوف بردو لسة بتقولي ارفض ولا أوافق هى دي فيها كلام؟ مش ده جوزك ومحتاجك تقفي جنبه و واجبك تطيعي جوزك يا أستاذة فرح .
ثم أكملت بنزق: بعدين الدهب ده أبني هو اللي جايبه أصلا يعني بتاعه.
فرح بذهول: بس هو جابه ليا يعني بتاعي وحقي ده ضرع ربنا.
حماتها بتهكم: اه قولتيلي لا يا حبيبتى اللي أنتِ بتعمليه ده ميرضيش ربنا ومينفعش توقعي بين اخ وأخوه.
حدقت بها بيأس حين لمحت نظرات سحر الشامتة فقالت باندفاع: طب وسحر متساعدش ليه هى كمان اشمعنا أنا بس.
نظرت حماتها لسحر برضا : سحر بنت أصول من غير كلام باعت دهبها قبل كدة علشان تساعد بيه جوزها ولو كان معاها مكنتش هتستني لحظة .
ثم عادت بنظراتها إليها وقالت باحتقار: مش زيك يا فرح.
حدقت بها فرح بقلة حيلة: يا ماما…
أشارت لها بيدها. هى تشيح بوجهها بعيدا بمعني أن تصمت وتذهب فصعدت وتركتهم، جلست فى شقتها تبكى بسبب كلام حماتها الذى كان واضحا عنها وكان مسيئا لها بدرجة كبيرة حين هدأت أيقنت أنها لن تستطيع الاستمرار ولا أحد يقف بجانبها ويتفهم وجهة نظرها كذلك يتهمونها اتهامات باطلة ف نهضت وجمعت حاجياتها مع ذهبها ثم حاولت أن تجد طريقة حتى تغادر دون انتباه أحد.
لحسن حظها حين تطلعت من فوق لشقة حماتها لم تجدهم فى الصالة فهبطت بسرعة ثم خرجت متوجهة إلى بيت أهلها، حين رأتها والدتها فهمت ما حدث ف احتضنتها وطلبت منها أن ترتاح لحين عودة والدها.
دلفت إلى غرفتها القديمة وجلست على سريرها بحزن تفكر كيف وصل بهما الأمر وكيف يمكن أن ينتهي.
رن هاتفها لتجده علي، توترت ربما أكتشف مغادرتها ولكن جمعت شجاعتها و أجابت.
فرح: نعم ؟
على بغضب: أنتِ مشيتي من البيت؟
فرح بجدية: ايوا يا على أنا مقدرتش افضل فى البيت وخصوصا أنك مش عايز تتفاهم معايا وكمان……
قاطع حديثها: أنتِ طالق.