11
لو كنت اعرف
الفصل الحادي عشر
تانى يوم الصبح صحيوا كلهم بدرى ، ايمان الكبيرة خرجت من اوضتها لقت امنية قاعدة فى البلكونة وبتشرب شاى فقالت لها : صباح الخير ياحبيبتى ، احنا بدرى اوى ، دى الساعة لسه سبعة انتى صاحية من بدرى واللا لسه صاحية
امنية بابتسامة : صباح الخير يا ماما ، ابدا .. انا لسه صاحية من شوية ، بس حسيت انى مصدعة فقلت اشرب شوية شاى يمكن الصداع يروح
ايمان وهى بتجس حرارتها : مع انك نايمة كفاية ، مصدعة ليه
امنية بمرح : يمكن عشان نمت كفاية
ايمان : طب مش انا قايلة كذا مرة شرب الشاى السادة على الريق كده غلط على معدتك ، بعدين ايمان دخلت من البلكونة وقالت وهى رايحة ناحية المطبخ : طب صحى اختك ياللا عشان تفطروا
امنية وهى داخلة من البلكونة وراها : الله يا ماما ، اختك ، تصدقى طول عمرى كان نفسى يبقى لى اخت
ايمان بابتسامة : واهو ربنا حققلك امنيتك ياستى على كبر ، ياللا روحى صحيها وتعالو عشان نفطر
امنية دخلت تصحى ايمان الصغيرة لقتها صاحية وبتروق سريرها فقالت لها وهى بتضحك : وحشتينى .. من امبارح مارغيناش سوا
ايمان الصغيرة اتعدلت وحضنت امنية بحب وقالت : تصدقى ، انتى كمان برضة وحشتينى من امبارح للنهاردة
امنية : طب ياللا .. ماما بتحضر الفطار
ايمان الصغيرة : ياللا وعلى فكرة تليفونك عمال ينور ويطفى من الصبح ، هو انتى عاملاه سايلنت واللا ايه
امنية بعدم اهتمام : ماتشغليش بالك .. ياللا نفطر احسن جعانة اوى ، وشربت شاى وماما زعقتلى انى شربته على الريق
وخرجوا راحوا المطبخ وقعدوا مع ايمان الكبيرة اللى حضرتلهم الفطار وفطروا وقعدوا يتكلموا شوية وبعد كده ايمان الكبيرة قامت عشان تحضر الغدا ، والبنات ابتدوا يساعدوها ، بس ايمان الكبيرة كانت حاسة ان بنتها مش على طبيعتها ، متغيرة ، بتسرح طول الوقت ومش مركزة ، واكتر من مرة تحس ان عيونها فيها حزن بتحاول تداريه ، حاولت تسألها كذا مرة عن ايه اللى مغيرها كانت تهزر وتهرب منها ، ولما سألتها عملت ايه مع ابوها امبارح ، امنية ردت عليها باختصار شديد جدا وقالتلها : قعدنا شوية و روحنا ، واتحججت انها رايحة الحمام وقطعت الكلام
بعد ما خلصوا تجهيز الغدا بشوية محمود وصل ، واتغدوا سوا فى جو لطيف ، واول ما ايمان الكبيرة دخلت المطبخ وهى بتشيل الاطباق وايمان الصغيرة دخلت وراها تساعدها ، امنية قالت لجدها بسرعة بصوت واطى : من فضلك ياجدو عاوزاك تبلغ بابا ، انى مش عاوزة اخرج معاه تانى
محمود بفضول شديد : ليه ياحبيبتى ، ايه اللى حصل
امنية بحزن : من غير تفاصيل لانى ماحكيتش لماما ، سابنى فى النادى امبارح لوحدى ومشى من غير حتى مايهتم ولا يكلف نفسه انه يبص وراه ولا يقوللى انه ماشى
محمود بغضب : سابك لوحدك ازاى يعنى
امنية بخضة : شششششش ، كده برضة ياجدو ، انا لسه بقول لك انى ماقلتش لماما
ايمان الكبيرة من وراها بعتاب : وليه تخبى على ماما حاجة زى دى يا امنية
امنية قامت بسرعة وقفت فى مكانها والتفتت لمامتها بخجل وقالت : ماحبيتش اضايق حضرتك
ايمان الكبيرة قربت من امنية وقعدتها تانى قصاد جدها وقعدت جنبها وقالت بهدوء : احكيلنا ايه اللى حصل بالظبط
امنية ابتدت تحكيلهم اللى حصل واتفاجئت انها عيطت كتير وهى بتحكى لهم رغم انها ماعيطتش امبارح ، طول الوقت كانت بتفكر وبس وبتقرر وبس ، لكن ما اديتش روحها فرصة انها تعبر عن احساسها باللى حصل ، فضلت تتكلم لحد ماقالت فى الاخر : لمجرد ان ماما رفضت تتغدى معاه نسى انى موجودة من الاساس ، مابصش وراه ياجدو ، ما التفتليش حتى ، نسينى تماما زى ما اكون علبة لبان واللا كيس مناديل ومش فارق ان كان ياخدهم فى جيبه واللا يرميهم فى باسكيت الزبالة
محمود بجمود : ماكلمكيش بعدها ولا حاول يبعتلك حتى رسالة يقوللك فيها اى حاجة
امنية بسخرية : لا حرام ياجدو ، ماتظلمهوش ، هو اتصل بيا النهاردة الفجر ، الظاهر رجع النادى عشان ياخدنى لقانى مشيت
ايمان : ورجعتى ازاى امبارح
امنية بحزن : اخدتها مشى لحد هنا
محمود : ومشيتى كل المسافة دى لوحدك
ايمان : ليه ماكلمتينيش اجى اخدك يا امنية ، ليه اتصرفتى لوحدك من غير ماترجعيلى
امنية : ماكنتش عاوزة اضايق حضرتك ، وكمان كنت حاسة انى عاوزة ابقى لوحدى من غير ماحد يبقى معايا او يتكلم معايا
ايمان : وجيتى على البيت نمتى من غير غدى ، فطبعا جالك الصداع اللى اشتكيتيلى منه الصبح
امنية : لا … انا لما جيت عملت سندوتش اكلته … ماتقلقيش
محمود : الصداع اللى جالها من القهرة يا ايمان ، وبعدين محمود قال لامنية : وهو لما كلمك الفجر قال لك ايه
امنية : انا مارديتش عليه ومش ناوية ارد عليه
ايمان بهدوء : عيب يا امنية ، ده مهما ان كان باباكى
امنية بحزن ساخر : بابايا ، طب بالذمة فى اب فى الدنيا ينسى بنته ويمشى ويسيبها ، افرضى انى ما اعرفش ارجع البيت لوحدى ، افرضى ما معاييش فلوس وما اقدرش امشى ، افرضى حبيت استغيث بحد وماعييش تليفون ، افرضى حصللى اى حاجة فى الطريق وانا راجعة لوحدى وانتو الاتنين ماتعرفوش مكانى ولا تعرفوا عنى حاجة ، انهى اب ده اللى يعمل كده يا ماما
وبعدين بصت لمحمود وقالت من تانى : من فضلك ياجدو ، وصل له رسالتى ، انا مش عاوزة اكلمه تانى ولا اخرج معاه تانى
محمود شد امنية فى حضنة وقاللها وهو بيطبطب عليها : مش هقدر الومك يابنتى ، حقك عليا انا
ايمان الكبيرة عشان تغير الموضوع : طب ياللا ياحبيبتى قومى ياللا اغسلى ايدك وساعدى ايمان فى لم الحاجة على ما اصب الشاى لجدو
بعد ما ايمان عملت الشاى قعدت مع محمود فى البلكونة والبنات قعدوا سوا يتفرجوا على التليفزيون ، محمود كان قاعد زعلان ومهموم وطبعا ايمان فاهمة السبب فحاولت تخرجه من اللى هو فيه فقالت له : ها ياعمو ، صفا اخبارها ايه
محمود بابتسامة حزينة : الحمدلله ، بتسلم عليكى كتير ، وشكلها حبيتك اوى
ايمان بابتسامة : بصراحة ياعمو ، انا كمان حبيتها جدا ، تحسها كده من الناس اللى تدخل رشق على القلب ، لا وسبحان الله ليها نصيب كبير من اسمها
محمود : ازاى بقى : اسمها صفا وتحسها كده مليانة صفا
محمود : ايوة ، نفسها صافية وقلبها صافى زى اسمها
ايمان بمرح : يازيدى يازيدى على الاشعار ، كان فين ده كله مستخبى بس من زمان
محمود بمرح مماثل : لكل مقام مقال .. واللا ايه
ايمان : عندك حق ، وياترى كلمت استاذ جمال زى ما اتفقنا
محمود : ايوة ، والحقيقة لقيته مرحب جدا بالفكرة
ايمان : طب كويس جدا
محمود من فوق نضارته : ومتخوف جدا من رد فعل سامية
ايمان : حضرتك كلمته امتى
محمود : امبارح بالليل لما كانوا عندى
ايمان : عموما بلاش نسبق الاحداث ، وخلينا نستبشر خير
محمود هز رأسه بقلة حيلة وقام وقف وقال : انا همشى بقى
ايمان : الله ، مش احنا متفقين هتقضى معانا اليوم كله
محمود : عندى مشوار مهم لازم اعمله ، وهبقى اكلمك فى التليفون
ايمان بفضول : هتروح لسليم
محمود نفخ وقال : هو انا يابت انتى ماينفعش اخبى حاجة عنك ، وسعى ياللا من قدامى خلينى امشى
ايمان ابتسمت وطبطبت على كتفه وقالت : ماتخليش الموضوع ينرفزك .. ممكن
محمود بغضب مكبوت : بقى بزمتك ده موضوع ماينرفزش
ايمان بتنهيدة : صدقنى لو نرفزتك هتجيب نتيجة كنت سيبتك ، لكن للاسف انت بس اللى هتاكل فى اعصابك من غير فايدة
محمود بحزن : هو انا للدرجة دى ماعرفتش اربى
ايمان بصت للارض بحزن ومارديتش
محمود بتنهيدة وهو فى طريقه للريسبشن : سيبيها على الله يا بنتى ، وبعد كده قال لامنية وايمان الصغيرة وهم بيتفرجوا على التليفزيون وعمالين يهزروا ويضحكوا : ياللا ياحلوين ، حد فيكم عاوز حاجة منى .. انا ماشى
امنية بلهفة : ماشى بدرى ليه كده ياجدو
محمود بتمثيل : الاكل اللى امك عملته كبس على نفسى وعاوز اروح انام
امنية : طب ماتدخل تنام هنا شوية وبعدين تقوم نسهر سوا
محمود : لا ياستى ، انا ما انامش الا فى سريرى ، ياللا هاتى بوسة عشان امشى
محمود سلم عليهم ومشى ، وايمان الكبيرة رغم انها اتعمدت انها ماتتكلمش مع امنية تانى فى موضوع سليم الا لو هى احتاجت تتكلم فيه بس قعدت جنبها وقالتلها : مهما كانت الاسباب الوجيهة من وجهة نظرك الا انك ماينفعش تخبى على ماما اى حاجة يا امنية ، مهما كنتى شايفة انها هتضايقنى ، لكن لازم ابقى عارفة .. على الاقل لو غلطانة انصحك ولو ليكى حق ما اسمحلكيش انك تضيعيه
امنية هزت راسها بالموافقة وقالت لها : حاضر يا ماما .. اوعدك انى بعد كده عمرى ماهخبى عنك حاجة تانى ابدا
…………………
محمود خرج من عند ايمان نزل وركب عربيته وطلع تليفونه اتصل على سليم اللى اول ما رد عليه محمود سأله بدون اى مقدمات وقال له : انت فين
سليم : انا فى البيت
محمود باختصار : ماتتحركش من عندك ، انا جايلك فى السكة
كانت المسافة مابين شقة سليم وشقة ايمان بسيطة جدا لان شقته اللى اخدها فى نفس المربع
سليم كان فى اوضته ، و لما قفل التليفون خرج لعزيزة اللى كانت قاعدة فى الريسبشن بتتفرج على التليفزيون وهى ولا على بالها وقاللها : بابا جاى دلوقتى
عزيزة بدهشة : جايلك هنا
سليم : ايوة ، لسه مكلمنى فى التليفون وقايلى
عزيزة بفضول : وياترى جايلك ليه ، ده من ساعة ماجه معاك مرة من تحت وحتى ماطلعش ، ماجاش ولا مرة ، وبعدين مش المفروض انه النهاردة عند المحروسة بنتك وامها ، معنى كده انك دقيقتين وتلاقيه على الباب
سليم كان مخمن سبب الزيارة لكن طبعا ماقالش ، فعزيزة قالت له : تفتكر جاى عاوز يردنى يا واد يا سليم
سليم بصلها وماردش برضة وهى كملت وقالت : الا لو صحيح ..بس لا ، هو مفكر انه هيقول لى ارجعى فهرجع ، ابدا ده انا لازم اجننه الاول شوية عشان يعرف قيمتى كويس وجريت وقفت قدام المراية وحطت روچ وكحل
وقبل ما يعدى خمس دقايق سمعوا جرس الباب ، عزيزة مدت ايدها بسرعة عدلت شعرها وجريت قعدت على كرسى الانترية وحطت رجل على رجل وبصت على التليفزيون اكن مش فارق معاها
سليم فتح الباب ورحب بابوه ودخله ، محمود اول ما دخل لقى عزيزة قاعدة ، فالتفت وقال لسليم بجمود من غير حتى مايرمى عليها السلام : شوفلنا حتة نتكلم فيها كلمتين
سليم شاور له على اوضته وقال له : تعالى يا ابويا اتفضل ادخل هنا
دخلوا ومحمود خلاه يقفل الباب وراهم ، وقعدوا فسليم قال بتوتر : خير يا ابويا فى حاجة واللا ايه
محمود وهو بيبصله بتوعد : متهيألى انت عارف كويس سبب زيارتى ليك يا سليم ، واللا ايه
سليم بلجلجة : وهعرف منين بس يا ابويا ، قولى ايه الحكاية
محمود بغضب : هو انت يا اخى جنس ملتك ايه ، معمول من ايه ، للدرجة دى ماعندكش اى احساس بالمسئولية ، خلاص .. مش حاسس باللى نيلته امبارح مع بنتك
سليم بمقاوحة : انا كنت متضايق وتعبان وماركزتش ، جل من لا يسهو ، ايه المشكلة يعنى ، واللا هى الست ايمان ما صدقت ومسكتلى غلطة وطبعا قومت امنية عليا
محمود : يا بجاحتك يا اخى ، يا بجاحتك ، بقى تسيب بنتك فى قلب النادى وتمشى من غير ماتكلف نفسك حتى انك تفوللها انك ماشى ، وبعدين تقوللى جل من لا يسهو ، مافكرتش لحظة واحدة ان كان ممكن يحصللها حاجة وهى لوحدها ، مافكرتش ان ممكن حد يعاكسها واللا يضايقها واللا حتى يخطفها ، مافكرتش حتى هتعرف ترجع البيت لوحدها ازاى واللا حتى هتعرف ترجع لوحدها واللا لا
طب بلاش كل ده ، مافكرتش فى احساس بنتك ايه ، اما تلاقيك سيبتها مرة واحدة ومشيت بالشكل اللى انت عملته ده ، مافكرتش هيجيلها نفس تبص فى وشك تانى واللا لا
وبعدين مالك انت ومال ايمان ، وايمان من امتى كانت بتسخن حد على حد ، هو انت مش هتبطل افترى وظلم بقى ، يكون فى معلومك ايمان ماعرفتش غير وامنية بتحكيلى النهاردة وهى منهارة من العياط وما حاولتش ابدا انها تتكلم عنك باى كلمة وحشة ولا اصطادت فى الماية العكرة زى ما انت بتقول
سليم بفضول : طب هى امنية قالتلك ايه
محمود بشماته : قالتلى ابلغك انها مش عاوزة تخرج معاك تانى ، ولا عاوزاك تكلمها تانى ، ها ….. ازى الحال يا اب يا عظيم ياصاحب الملايين ، ابقى خلى ملايينك اللى شغلاك تقوللك يا بابا
سليم بغضب : و مين قاللك ان ملايينى هى اللى شغلانى ، مين قاللك انى نسيتها ومشيت بسبب شغلى وفلوسى
محمود بسخرية : اومال ياترى ايه الحاجة المهمة اللى خلتك تسيب بنتك وتمشى ياسعادة الاب العظيم
سليم بغضب : الست العظيمة اللى دايما بتفضلها عن ابنك ماحكيتلكش عن البيه قريبها اللى لازقلها فى كل حتة ومقعده بنته عندها
محمود : وانت ايه اللى يخصك فى الكلام ده
سليم بصوت عالى : يعنى ايه .. ايه اللى يخصنى مش فاهم ، ولما يصبحوا يتجوزوا يبقى ازى الحال
محمود بكيد : ومايتجوزوا .. وانت ايه دخلك
سليم بغضب : يعنى ايه تتجوز غيرى ، يعنى ايه تبقى مع راجل غيرى
محمود : والله دى حاجة تخصها لوحدها ومافيش اى حد من حقه انه يقوللها اه او لا
سليم : لا طبعا ، عاوزة تتجوز يبقى ترجعلى ورجلها فوق رقبتها
محمود بزعيق : انت الظاهر الغرور ركبك و استعبدك على الاخر ، لازم تفهم انك لو اخر راجل فى الدنيا ايمان عمرها ماهتفكر انها ترجعلك
سليم لغضب : انت معايا واللا معاها ، انا اللى ابنك مش هى
محمود : ماهو اصل شهادة الحق مش بصلة الدم يا بنى ، ايمان ماشافتش منك شوية ولا اتحملت منك شوية ، ايمان وشها مانورش وفتح غير بعد ماطلقتها ، لما شمت نفسها وعاشت من غير ضغطك ومشاكلك ، سيبها فى حالها بقى ، على الاقل تبقى عملتلها حاجة عدلة فى حياتك
سليم بعند : ايمان مافتحتش ووشها نور غير عشان عاوزة تتجوز اللى اسمه يوسف ده ، وعاوزة تبان قدامه انها لسه صغيرة وفى عزها ، انا اللى ماشفتهاش بالشكل ده من سنين ، ايمان مش هتبقى لراجل غيرى يا ابويا ولازم تفهما الكلام ده كويس
محمود بسخرية : مافيش فايده فى كبرك وغروك وعندك ، ولما انت هتموت عليها بالشكل ده ، طلقتها ليه ، وقليت باصلك معاها ليه
لازم تفهم ان خلاص كده ، انت خسرت ايمان من زمان بسبب عمايلك دى واديك اهو بتخسر بنتك كمان عشان غباك وعدم احساسك غير بنفسك وبس ، طول عمرك انانى
محمود قام راح ناحية باب الاوضة وبعدين رجع التفت لسليم وقال له : ااه ، وعلى فكرة انا هتجوز
سليم بصدمة : تتجوز مين
محمود : واحدة محترمة وبنت اصول ، ماحدش فيكم يعرفها
سليم بتردد وهو بيبص على باب الاوضة اكنه بيبص على امه : ايوة يا ابويا بس يعنى
محمود بحزم : بس ايه .. انا محتاج واحدة ست يبقى نفسها معايا وتراعينى فى اخر ايامى
سليم : ربنا يديك الصحة وطولة العمر ، بس ليه ست غريبة ، ما انت وماما ترجعوا لبعص ، وانسوا بقى اى حاجة حصلت وخلاص
محموت سكت شوية وسليم اعتقد انه بيفكر فى كلامه بس لقى محمود بيقول له : اسمع يا سليم ، انا كنت لسه بقول لك انك لو اخر راجل فى الدنيا ايمان لايمكن تفكر ترجعلك
وانا بقى بقوللك .. لو امك اخر مخلوق على وش الارض اتونس بيه ، لا يمكن اعيش انا وهى تحت سقف واحد من تانى ابدا
ومد ايده فتح باب الاوضة عشان يمشى لقى عزيزة كانت واقفة بتتصنت عليهم واتخضت لما لقت محمود قدامها وشافها وهى ملامح وشها كلها غيظ وغل فابتسم بسخرية ومشى وهو بيقول لسليم : فكر هتصالح بنتك ازاى بدل الهبل اللى انت بتفكر فيه
بعد ما محمود مشى عزيزة قالت بغضب : انت هتسيبه يتجوز عليا بعد العمر ده كله
سليم قعد وحط راسه بين ايديه وماردش عليها
عزيزة بغل قعدت جنبه وهى بتصرخ وتقول : قلت لك ابوك لازم يتحجر عليه ، جواز ايه اللى عاوز يتجوزه وهو فى العمر ده ، انت بكرة الصبح تشوف محامى وترفع عليه قضية حجر .. انت سامعنى
سليم سابها وقام فتح باب الشقة ونزل ، كان عاوز يفكر هيعمل ايه مع امنية وايمان ولقى ان امه مش هتديله اى فرصة انه يفكر فى اى حاجة غير جواز ابوه وبس وقرر انه يروح لسامية وجمال
…………….
عند سامية
سامية : اخيرا يا سليم شفناك ، ايه يابنى الغيبة دى
سليم بتنهيدة : يعنى ياسامية ، مابرضاش اسيب ماما لوحدها عشان ماتتضايقش ، وانتى كمان ماجيتيش شوفتيها ولا مرة من ساعة ماجت عاشت معايا ، ومقضياها معاها سؤال بالتليفون كل حين ومين وخلاص ، رغم انى كنت فاكر انك هتبقى معسكرة على طول معاها ، واللا جمال مانعك عنها
جمال بهزار : ايه ياعمنا ، انت جاى تضرب بينا اسفين وتهدى النفوس واللا ايه
سليم بفضول وهو بيبص لسامية : هو بابا كلمك
سامية اتنهدت وقالت بحزن : لو قصدك على موضوع جوازه ، كلم جمال وجمال قاللى
سليم : وانتى ايه رأيك
سامية : رأيى فى ايه ياسليم ، انا صحيح الموضوع اثر فيا وضايقنى جامد ، بس برضة بصراحة ، بابا صعبان عليا قعدته لوحده ، هو فعلا محتاج نفس معاه وست تخدمه وتشوف طلباته فى العمر ده
سليم : عرضت عليه يرد ماما ورفض
سامية سكتت وماعلقتش ، سليم كان مستغربها جدا ، كان فاكرها هتهد الدنيا وتقومها من تانى فقال لها باستغراب : انا شايفك عادى يعنى ، ااه زعلانة بس مافيش اى رد فعل ، انا ماكنتش متصور انى هلاقيكى كده
جمال : انت عاوزها تعمل ايه يا سليم ، عمى محتاج يتجوز و ده حقه ، ايه اللى يخليها بقى تعمل مشاكل مش فاهم
سليم : على الاقل تحاول تقنعه معايا انه يرد ماما
جمال : انت عارف كويس اوى ان عمى عمره ماهيوافق على الحكاية دى ، يبقى ليه تخلقوا معاه عداوة مالهاش اى لازمة
سليم بغضب : ما كل اللى بيتطلقوا بيرجعوا لبعضهم عادى يعنى ، ايه المشكلة ، ابويا لا يمكن يرجع لامى وايمان لا يمكن ترجعلى ، ايه … اشمعنى دول يعنى اللى حطينهم مع المستحيلات انا مش فاهم
جمال بص لسليم بتركيز وقال له : فى ايه يا سليم مالك ، الحكاية مش حكاية جواز عمى لأ .. فى حاجة تانية .. مالك
سليم وهو بينفخ : حاسس ان ايمان هتتجوز
جمال بهدوء : حقها
سليم بغضب : حقها حقها … انت هتعمل زى ابويا كل ما يتكلم يقوللى حقها
سامية : اهدى بس ياسليم وقوللى ، هو انت عاوز ترد ايمان
سليم بعند : ولا عاوز اردها ولا حاجة
سامية باستغراب : اومال بقى زعلان ليه ، طالما انك مش عاوزها .. لو هى عاوزة تتجوز ماتتجوز بقى احنا مالنا
سليم : انتى مش فاهمة حاجة
سامية : فهمنى
سليم نفخ وقام وقف وقال : مش هتفهمى يا سامية … مش هتفهمى .. انا ماشى
جمال قام وقف ومسك سليم وحاول يقعده تانى وهو بيقول : طب سامية يمكن ماتفهمش عشان ست لكن ادينى اهوه راجل زيك ، فهمنى بالراحة وقوللى ايه اللى مزعلك
سليم بتنهيدة : ازاى تبقى على ذمة راجل تانى يا جمال .. ازاى
جمال بمكر : خلاص ، اعرض عليها انك تردها
سليم اكنه بيكلم نفسه : ابويا قاللى انها لا يمكن توافق
جمال قال له : اسمع يا سليم ، اوعى تنكر انى حاولت انصحك كتير بس انت صممت انك تقفل ودانك عن اى كلمة غير كلام حماتى ليك ، وادى النتبجة .. ابتديت تندم بعد فوات الاوان ، كنت بتعاتبنى انى بعدت بمراتى عن والدتك وكنت شايفنى قليل الاصل انى بعدتها عن امها فى التوقيت ده
يارب تكون استوعبت انى انقذت بيتى وبيت اختك
اوعى تفكر انى ببكتك ، انا بس عاوزك تتعظ من اللى حصل وارمى بقى كل ده ورا صهرك وانساه
لو عاوز ايمان روحلها واطلب منها تسامحك على كل اللى حصل ولو وافقت ابتدوا مع بعض صفحة جديدة ولو ما وافقتش يمكن ربنا يبعتلك واحدة بنت حلال تتجوزها وتقدر تبتدى معاها من جديد ، بس نصيحة من اخوك واتمنى انك تعمل بيها المرة دى ، شيل ده من ده يرتاح ده عن ده يا صاحبي
بس اوعى تفكر ان ايمان لو رجعتلك هترجع بسهولة ، وحط الف خط تحت كلمة لو دى يا سليم
………………….
يوم السبت الصبح الساعة عشرة عند ايمان فى البيت جالها تليفون من رقم غريب ، ايمان ردت وقالت : السلام عليكم .. الو
يوسف من الطرف التانى : وعليكم السلام ورحمة الله … وحشتينى
ايمان اتلخبطت لما لقت ان يوسف اللى بيتكلم فقالت : يوسف … انت بتتكلم منين ، و رقم مين ده
يوسف بتنهيدة : ده رقم اشتريته اول مانزلت المطار عشان اقدر اكلمك
ايمان : طب ورقمك التانى فين
يوسف : هقوللك لما اشوفك
ايمان : انت …. انت وصلت امتى
يوسف : انا لسه خارج من المطار ، ويادوب اخدت عربيتى من الباركن وهبتدى اطلع من المطار دلوقتى
ايمان : حمدلله على السلامة
يوسف بضحك : انا فكرت انى عمرى ماهسمعها منك النهاردة
ايمان : ليه يعنى
يوسف ببحة لذيذة : وحشتينى يا ايمان ، وبحبك ، واسف ان دى تانى مرة اقولهالك برضة من غير ما اشوفك ، بس وحشتينى اوى وبحبك اوى
ايمان بخجل : يوسف ، مايصحش كده
يوسف بتلاعب : اومال ايه اللى يصح بس يا حب عمرى
ايمان بتلاعب هى الاخرى : احنا بيننا وبين بعض حساب كبير اوى يا ابن عمتى ، ولازم يتصفى الاول
رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل 14