12
لو كنت اعرف
الفصل الثانى عشر
يوسف اول ما سمع ايمان بتقول له كده حس بالخوف جواه ، من زمان وهم متعودين مع بعض انه لما يزعل منها او تزعل منه ماكانوش يندهوا لبعض باسمائهم لكن بصلة القرابة فكان يقوللها يابنت خالى وهى تقول له يا ابن عمتى
يوسف بتردد : مالك يا ايمان ، ياترى الفيديو اللى سيبتهولك هو سبب زعلك منى
ايمان : مانا قلتلك يا ابن عمتى ، لينا قاعدة طويلة مع بعض عشان مابيننا حساب لازم نصفيه
يوسف وهو بيبلع ريقه بصعوبه ودماغه فيها حاجات كتير متلخبطة : تحبى اجيلك دلوقتى
ايمان بسرعة : لا طبعا .. تيجى فين ، انت عارف انه ماينفعش
يوسف : طب نقعد امتى وفين
ايمان : هشوف ظروفى وهبقى اخلى ايمان تبلغك
يوسف بغضب : انا مش هقدر اصبر لحد اما تشوفى ظروفك يا ايمان ، احنا لازم نقعد و نتكلم النهاردة فى كل حاجة ، انا ماعنديش استعداد ابدا تانى انى اضيع لحظة واحدة زيادة من عمرى
ايمان بحزم : سبق وضيعت اكتر من١٩ سنة ، مافيهاش حاجة لو بقوا ٢٠ سنة يا ابن عمتى … واللا ايه
يوسف سكت ثوانى وهو بيفكر فى كلامها وبعدين قال : ال ١٩ سنة دول كنت فيهم يائس وماعنديش امل ، وعشان كده ماكنتش محتاج اصبر عشان اعديهم ، لكن دلوقتى …. دلوقتى محتاج الصبر وكمان مش قادر عليه ، ارجوكى يا ايمان ، بلاش تعذبينى اكتر من كده
ايمان سكتت ومارديتش ، فيوسف قاللها بحزم : تنزليلى النادى انتى والبنات الساعة ٢ يا ايمان وخالى ومراة خالى هيبقوا موجودين …. متتأخروش
وقبل ما ايمان ترد او تعترض ، يوسف قفل الخط ، ايمان اتنرفزت واتغاظت جدا من تحكمه ده ، بس كانت سعيدة جدا من جواها ، سعادة ماحسيتش بيها من عشرين سنة فاتت ، من ساعة مايوسف سافر وسابهم
ايمان سرحت شوية وبعد شوية التفتت لقت البنات وراها وعلى وشهم ابتسامة واسعة وحضنوها وباسوها ، فقالت لهم باستغراب : ياترى الاحضان والبوس دول وراهم ايه ، قروا واعترفوا عاوزين ايه بالظبط ، وياريت تختصروا وتجيبوا من الاخر
ايمان الصغيرة بمحايلة : بابا كلمنى وقاللى انه وصل بالسلامة ولما سألته ان كان هييجى يشوفنى واللا ايه عشان وحشنى اوى ، قاللى استأذن حضرتك اننا نروح كلنا النهاردة نتغدى سوا فى النادى ، وقاللى كمان انه هيخلى جدو مصطفى وتيتا فاطمة ييجوا يتغدوا معانا … ثم نظرت اليها بوداعة وقالت برجاء .. ممكن ياطنط ، اصل بابا وحشنى اوى ، اول مرة يغيب عنى كل ده
ايمان الكبيرة اتنهدت وقالت : حاضر ياحبيبتى ، هوصلك عند بابا ، بس همشى انا واسيبكم تتغدوا وبابا يبقى يجيبك تانى وقت ماتحبى
ايمان الصغيرة بصت فى الارض وقالت : شكرا ياطنط ، وشكرا على كل الايام الحلوة اللى قضيتها مع حضرتك ومع امنية ، انا هدخل اجهز حاجتى
امنية بزعل : حاجة ايه اللى هتجهزيها يا ايمو ، هو انتى هتمشى ، احنا مش اتفقنا انك هتفضلى معايا لغاية مأعمو يوسف يجهز الفيلا
ايمان الصغيرة وهى لسه بصة فى الارض : معلش بقى يا امنية ، خلينى اروح مع بابا ، مش عاوزة اضايقكم اكتر من كده
ايمان الكبيرة بدهشة : ايه الهبل اللى بتقوليه ده ، ومين قال لك اصلا انك مضايقانا عشان تقولى الكلام ده
ايمان الصغيرة جريت على اوضة امنية من غير ماترفع وشها ، ايمان الكبيرة بصت لامنية باستغراب وقالت : هو فى ايه ، هو حصل بينكم حاجة
امنية : ابدا يا ماما ، احنا لغاية ماجينا اتكلمنا معاكى عشان نروح نشوف عمو يوسف كنا متفقين على حاجات كتير اوى هنعملها سوا فى النادى وكمان لما نرجع هنا بالليل
ايمان الكبيرة : اومال ايه اللى حصل
امنية : يمكن زعلت من حضرتك لما قولتيلها انك هتوصليها النادى وتمشئ
ايمان الكبيرة اتنهدت وراحت ناحية اوضة امنية اتفاچئت ان ايمان الصغيرة غيرت هدومها واستعدت للخروج ولقتها فاتحة شنطتها وبتلم فيها هدومها والحزن مرسوم على ملامحها ، ايمان الكبيرة مسكت ايمان الصغيرة من ايدها وسحبتها معاها لبرة وقعدت وقالتلها : ممكن تقعدى لو سمحتى
قعدوا الاتنين وبعدين ايمان الكبيرة قالت : ممكن تفهمينى انتى ايه اللى زعلك فجأة كده واحنا بنتكلم مع بعض
ايمان الصغيرة فضلت موطية وشها فى الارض ومارديتش
ايمان الكبيرة : ينفع ان بنت حلوة زيك كده لما مامتها تتكلم معاها ماتردش عليها
ايمان الصغيرة رفعت عينيها وقالت لها بفضول : مامتها
ايمان الكبيرة : ااه مامتها ، هو مش انتى وامنية اخوات
ايمان الصغيرة : ايوة واكتر كمان
ايمان الكبيرة : يبقى انا مامتكم انتم الاتنين ، واللا انا ما انفعش ابقى مامتك
ايمان الصغيرة : اومال ليه يا مامتى عاوزة ترجعينى لبابا تانى لوحدى ، بعد ما اتعودت اعيش معاكى انتى واختى
ايمان الكبيرة بدهشة : لا اله الا الله … ومين جاب سيرة انى عاوزة ارجعك لباباكى دلوقتى .. انا مش فاهمة
ايمان الصغيرة : ماهو لما بابا يكون كان مسافر اسبوع بحاله ، ولما يرجع وعاوزنا نتلم كلنا ونتغدى سوى ، وحضرتك توصلينى عنده وتسيبينى ، معناها كده ، انك بتقولى له خد بنتك بقى ، كفاية كده
ايمان الكبيرة بشهقة عالية : يا نهار ابيض عليكى ، لا طبعا الكلام ده مش صحيح ، كل الحكاية انى مش هينفع اروح النادى النهاردة فقلت هوصلك لباباكى وهو هيرجعك بعد ماتقضوا اليوم مع بعض براحتكم
ايمان الصغيرة : ومين قال لحضرتك انى هبقى مبسوطة من غير ماتبقى معايا انتى وامنية
امنية قعدت جنب مامتها وقالتلها : خلاص بقى يا ماما ، معلش ، تعالى اتغدى معانا عشان ايمو ماتزعلش ، هى بتبقى مبسوطة اوى لما بنبقى كلنا متجمعين مع بعض
ايمان الصغيرة بحزن : طول عمرنا انا وبابا لوحدنا ، وعشان كده كان دايما ياخدنى معاه وهو مسافر فى كل حتة ، عشان ماكانش فى حد يثق فيه انه يسيبنى معاه ، اول مرة بابا يثق انه يسيبنى مع حد ، كان حضرتك ، وانا اول مرة اتبسط بوجودى مع حد برضة كان مع حضرتك
ايمان الكبيرة كانت بتسمع كلام ايمان الصغيرة بتأثر وخصوصا انها عرفت انها اتربت بعيد عن مامتها تماما ، فاتنهدت وقالت : خلاص يا ايمان ، ماتزعليش ، وحاضر يا ستى هوديكى وهفضل معاكى لحد ما أرجعك معايا تانى ، ها .. مبسوطة كده
ايمان الصغيرة ابتسمت بفرحة ورمت نفسها فى حضن ايمان الكبيرة وهى بتغمز لامنية بمكر وبتعمللها علامة النصر بابهامها
…………………..
فى النادى ، كان يوسف قاعد واضح عليه الارهاق بشدة ، وواضح كمان انه مانامش من فترة مش قليلة ، بس كان قاعد بتوتر وعينه على بوابة النادى وهو بيراقب كل اللى داخل ، شوية ولمح خاله ومراة خاله داخلين فقام وقف وشاور لهم ، فراحوا عليه وسلموا على بعض وقعدوا ومصطفى قال بهزار : واضح ان وجودك فى مصر هيوقف حالى ياسى يوسف
يوسف بدفاع : ليه بس ياخالى ، هو انا صدر منى حاجة لا سمح الله
مصطفى بتريقة : هو انا يا ابنى فاضيلكم كل شوية عشان قاعدة النادى دى ، انا ورايا شغل ومصالح
يوسف بتملق : ما الاكل مابيحلاش غير بيك وبمراة خالى ياخالى
مصطفى بضحك : ايوة … كل بعقلى حلاوة يا واد كل
يوسف قعد فى الكرسى اللى جنب فاطمة ومسك ايدها باسها وقاللها : انتى عارفة انى طول عمرى بحبك يا مراة خالى … مش كده
فاطمة بابتسامة مرح وهى بتهز راسها : ويا ترى بقى بوسة الايد دى وراها ايه يا ابن سميرة
يوسف بتأثر : الله يرحمها
فاطمة طبطبت على ايده وقالت : الله يرحمها يا ابنى ، حقك عليا ، انا كنت بهزر معاك ، ما كانش قصدى ابدا افكرك
يوسف : ولا عمرى نسيتها ولا غابت عن بالى يوم واحد
فاطمة بمرح : طب قول بقى عاوز ايه بسرعة كده ومن غير مقدمات
يوسف : عاوزك تقفى جنبى وتسندينى انتى وخالى
مصطفى : وعاوزنا نسندك فى ايه بقى
يوسف : النهاردة هطلب منكم طلب ، موافقتكم عليه فيها روحى ، ولو رفضتم ، هيبقى اكنكم بتحكموا عليا بالموت وهاخد بنتى وارجع مكان ماجيت والمرة دى فعلا مش هرجع مصر تانى ابدا مهما كان السبب
فاطمة بقلق : وايه يا ابنى الطلب اللى انت عاوزه ده ، قلقتنى
يوسف : هتوافقوا
مصطفى بغيظ : مش لما نعرف انت عاوز ايه الاول ، احنا هنشترى سمك فى ماية
يوسف : انا اللى هشترى يا خالى ، مش انتم
قبل ما حد يستفسر عن اى حاجة لمحوا ايمان الصغيرة جاية تجرى بفرحة ، فيوسف قام من مكانه اخدها فى حضنه ورفعها عن الارض ولف بيها وهما بيضحكوا سوا وبعد ما نزلها حضنته جامد وهى بتقول له وحشتنى جدا ، وباسته ووشوشته بحاجة فى ودنه وهو بص ناحية باب النادى ، لقى ايمان الكبيرة جاية هى وامنية ، امنية راحت سلمت على جدها وجدتها وبعدين سلمت على يوسف وهى بتغمز له وبتقول له : حمدلله على السلامة يا عمو يوسف .. وحشتنا
يوسف ابتسملها وقاللها : وانتى كمان ياحبيبتى وحشتينى ، وبعدين بص لايمان الكبيرة وهو متابع ملامح وشها اللى كان متجهم بصورة كبيرة جدا ، وعيونها مستخبية ورا نضارة شمس سودا كبيرة مخبية نص وشها تقريبا ،
سلمت على باباها و مامتها وبصت ليوسف وقالت له : حمدالله على السلامة وقعدت جنب مامتها من سكات
مصطفى وفاطمة كانوا مستغربين اللى ايمان عملته ففاطمة قالت لها بقلق : مالك يا بنتى .. حصل حاجة ، سليم عمل لك حاجة تانى
يوسف بغضب : وهو عمل ايه اولانى عشان يعمل تانى ، هو عاوز منها ايه بالظبط ، وبعدين بص لايمان الكبيرة والغيرة مالية ملامح وسه وقال لها : ماتنطقى با ايمان ، اتعرضلك واللا عمل لك حاجة
ايمان باختصار : مافيش حاجة من الكلام ده ، انا بس مصدعة شوية
فاطمة : خلاص ياحبيبتى ، انا معايا مسكن حلو اوى للصداع ، لما نتغدى ان شاء الله هبقى اديكى منه قرص
ايمان الكبيرة هزت راسها بالموافقة من غير ولا كلمة ، فيوسف قاللها : تحبى اطلبك فنجان قهوة قبل الغدى
ايمان الكبيرة : لا
مصطفى : احسن برضة بلاها قهوة قبل الاكل ، خليها بعد الاكل ، ها يا يوسف كمل اللى كنت بتقوله .. كنت عاوز تطلب ايه
يوسف بص لايمان لقاها بصاله بوشها لكن حس ان فى تنمر على ملامحها فحمحم بصوته وقال بصوت عالى وحازم : انا عاوز اتجوز ايمان
فاطمة ومصطفى بصوا لبعض ورجعوا بصوا لايمان اللى ربعت ايدها الاتنين قدامها ورجعت بضهرها لورا وباصة ليوسف بكل تركيزها ، ورجعوا بصوا لبعض تانى وهم مستغربين اللى بيحصل فمصطفى قال له : وتفتكر يا ابنى ان دى طريقة مناسبة انك تطلب بيها واحدة للجواز
يوسف بص لايمان الكبيرة برخامة وبعدين التفت لخاله وقال له : اسمع با خالى ، انا اللى يهمنى موافقتكم ، وبعد كده قول لى على الطريقة اللى انت عاوزنى اطلبها بيها وانا انفذهالك
مصطفى وهو بيبص لايمان بتوجس : الحقيقة يا ابنى ، طول عمرى كنت بتمناك لايمان ، من وانتم لسه ماتعرفوش حاجة من الدنيا ، وعمرى ما اتمنيتلها غيرك ، لكن دلوقتى ……..
يوسف بفضول : دلوقتى أيه ياخالى … ايه اللى اتغير فيا ، ايه ، خلاص مابقيتش مناسب ليها من وجهة نظرك
مصطفى : الحكاية مش كده يا يوسف
يوسف : اومال ايه الحكاية يا خالى
مصطفى : الحكاية وما فيها ان ايمان يا ابنى هى اللى اتغيرت وهى الوحيدة اللى تقدر تقول رأيها فى الموضوع ده بالذات
يوسف وهو بيبص لايمان : وانا عارف الكلام ده كويس ومتاكد منه كمان ، لكن ده مايمنعش انكم لازم تبقوا فى الصورة وان برضة موافقتكم ومباركتكم للموضوع ضرورية …. ها ، قلتوا ايه
مصطفى قال : لو ايمان موافقة يبقى على بركة الله
الكل بص لايمان الكبيرة مستنى يعرف رد فعلها لكن لقوها قالت بكل برود : هو انتو مش ناويين تتغدوا واللا ايه
يوسف بغيظ : ايه ، انتى جعانة اوى كده
ايمان : الصراحة ااه
يوسف بغيظ شاور للجرسون ولما جاله قام و اخده بعيد عنهم وقعد يقول له على حاجة والجرسون بيكتب وراه ، وبعد ما الجرسون مشى رجع قعد معاهم تانى من غير مايتكلم ولا كلمة
كلهم سكتوا وما حدش كان بيتكلم وهم عمالين يبصوا لبعض ، الا ايمان اللى كانت باصة بعيد عنهم تماما وكان واضح انها عمالة تاكل فى شفايفها من جوة بسنانها ، ويوسف كان قاعد مركز معاها بغيظ من برودها وبفضول انه عاوز يعرف هى عاوزة تحاسبه على ايه
ايمان الصغيرة بدلت مكانها مع امنية وبقت هى اللى قاعدة جنب ايمان الكبيرة ، ومدت ايدها شبكتها فى دراع ايمان الكبيرة وسحبتها ناحيتها وسندت عليها براسها وقالت وهى مغمضة عينها : عمرك شفتى بنت بتتمنى انى باباها يتجوز ويجيبلها مراة اب
ايمان الكبيرة التفتتلها لقتها رافعة عيونها لفوق ومنتظراها ترد عليها ، فايمان الكبيرة قالت : اكيد لا
ايمان الصغيرة : واكيد انا كمان لا ، لانى مش عاوزة يبقى عندى مراة اب
ايمان الكبيرة سكتت ، مابقيتش عارف ترد عليها تقول لها ايه ، بس لقت ايمان الصغيرة بتكمل كلامها وبتقول : بس انتى هتبقى مامتى ، مش مراة بابا ، وعشان كده انا بتمناكى لبابا وبخطبك ليه كمان
ايمان الكبيرة اخيرا ابتسمت ومدت ايدها وخدت ايمان الصغيرة تحت جناحها وباست راسها وقالت لها : وانا يسعدنى انك تبقى بنتى يا ايمان ، ربنا اللى يعلم انا حبيتك اد ايه من ساعة ماعينى وقعت عليكى
كان الجرسون وصل وابتدى يحط الاطباق ، بس الكل لاحظ انه حط اربع اطباق بس ، فامنية قالت : هو مين مش هياكل
فيوسف قام وقف وقال : انا ومامتك هناكل على الترابيزة اللى هناك دى ، اكلنا هينزل حالا ، لاننا محتاجين نتكلم مع بعض كلام مهم
ايمان الكبيرة باعتراض : وليه يعنى ، انا عاوزة اكل معاهم
يوسف بحزم : احسنلك تقومى من سكات وتروحى على الترابيزة التانية ، عشان مانرجعش لتصرفات زمان يا بنت خالى
ايمان غصب عنها لقت نفسها بتبتسم بس رجعت تانى كشرت وقامت راحت على الترابيزة التانية بحركة يبان منها الغضب والاعتراض واللى خلاهم كلهم يضحكوا عليها ، فالتفتت بصتلهم بنرفزة وقالت : تحبوا امشى واسيبكم
يوسف بتريقة وهو بيهمس جنبها : طب ابقى اعمليها كده وشوفى اللى هيحصللك
ايمان اخيرا شالت النضارة من على عينيها وقالتله بغضب مكبوت : وهو انت تقدر تعمل لى ايه بقى ان شاء الله
يوسف مد ايده بسرعه خطف منها النضارة وقاللها بخبث : هفضل اتغزل فى عيونك للصبح
ايمان بصتله بغيظ وراحت قعدت على الترابيزة واكتشفت انه طلب ليها وليه اكل مختلف عن اللى طلبه على الترابيزة التانية ، الترابيزة التانية كان عليها مكرونة وفراخ مشوية ، اما الترابيزة بتاعتهم فكان عليها رز ابيض واستيك مشوى وسلطة كولسلو ، و دى كانت الاكلة المفضلة بتاعة ايمان ، ايمان ابتسمت بسعادة من جواها انه لسه فاكر ادق التفاصيل للحاجات اللى بتحبها وقعدت وسمت الله وابتدت تاكل ويوسف كان لسه واقف عمال يبصلها بابتسامة واسعة وهو بيراقب ردود فعلها مع كل لفتة منها
ايمان وسط ماهى بتاكل رفعت وشها وقالت له برخامة : ايه يا ابن عمتى انت مش جعان واللا ايه
يوسف قعد وهو بيتنهد وقال لها : لو عاوزة الحق انا جعان بقالى عشرين سنة ، ونفسى اكل
ايمان باستهبال : طب ماتاكل ، الاكل حلو اوى على فكرة ، كل كل قبل الاكل مايبرد
يوسف سمى الله ومد شوكته فى طبقه اخد قطعة استيك وحطها فى طبق ايمان فايمان قالت له باعتراض : ايه ده ، لا انا مش هقدر اكل غير اللى فى طبقى وبس
يوسف : شششس ، كلى من سكات وبطلى غلبة وراح واخد من قدامها القطعة اللى كانت ابتدت تاكل منها واكلها
ايمان بتريقة : انت مش هتبطل عادتك دى ابدا ، ماتخليك فى اكلك ومالكش دعوة بأكل اللى قدامك
يوسف بعدم اهتمام وهو بياكل : فى اكل كده طعامته بتزيد لما بتعدى على ناس معينة
ايمان : يااااسلام
يوسف وهو بيبصلها بهيام : تحبى احلفلك
ايمان : ولا تحلفلى ولا احلفلك ، انا اصلا هخلص اكل وامشى
يوسف وهو بيسيب الشوكة من ايده : ده على جثتى ، مافيش مشيان من هنا غير لما نتفق على كل حاجة
ايمان : حاجة ايه اللى عاوزنا نتفق عليها
يوسف : معاد جوازنا وترتيبات الفرح
ايمان بصدمة : فرح … فرح ايه اللى عاوز تعمله ده ، ثم هو انا وافقت من الاساس عشان تحدد معاد
يوسف : ماهو انا مش بعد ماتنفك عقدة لسانى بعد السنين دى كلها تيجى انتى ومش عاوزة توافقى
ايمان بجمود : وهو المفروض بقى انى تحت امر حضرتك
يوسف : تقصدى ايه
ايمان ربعت ايدها على الترابيزة وقالت : يعنى المفروض انك تصمم تسافر رغم انف الجميع وانفى انا كمان و اتفرج عليك وانت بتبعد وانا ساكتة ومش من حقى اعترض ولا اقول لا ، ما انا هقول لا بصفتى ايه ، فلازم ارضخ واسكت
والمفروض كمان انك تكلم خالك وتبلغه قرارك انك خلاص مانتش راجع البلد دى تانى وتمسح باستيكة كل المشاعر اللى كانت بينا حتى ولو كانت من غير تصريح ، وماتفكرش فيا ولا فى رد فعلى وقتها على كلامك ده ، بس المفروض برضة انى ارضخ واسكت
وتضطرنى انى ادوس على قلبى واجبره يشيلك من قاموس عمره واوافق على اول بنى ادم احس انه عاوزنى ومصمم عليا لمجرد انى اقفل صفحة فى حياتى وجعتنى ، رغم انى كنت كل لحظة بتمنى الاقيك قدامى وبتقولى لا يا ايمان بلاش ده ، انا موجود وبحبك وعاوزك ، والمفروض برضة انى ارضخ واسكت
والمفروض انى اعيش كل الوجع اللى عيشته وانا لوحدى من غير ما اشتكى فى يوم واحد حتى لاقرب الناس ليا لان الانسان الوحيد اللى كنت متعوده انى اشتكيله وجعى اتخلى عنى وسابنى ومشى ، فالمفروض انى ارضخ واسكت
ودلوقتى …. دلوقتى لما سيادتك تقرر ان عقدة لسانك تتحل ، قررت انك تخطط لكل حاجة انت عاوزها ومحتاجها بغض النظر عن رد فعلى ومشاعرى والمفروض انى ارضخ واسكت
انت انانى يا ابن عمتى ، رغم انى عمرى ماشفت فيك الصفة دى قبل كده ،
كان ممكن اوى خلال التلات سنين اللى كنت بتحاول فيهم انك تحقق حلمك اللى وعدت بيه عمتى الله يرحمها ، انك تتصل مرة واحدة بيا ، تحسسنى انى ماكنتش بيتهيألى ولا انى كنت ابدا بتخيل حبك ليا
انت وجعتنى اوى ، ضيعت منى احلى سنين عمرى وانا بحاول احافظ على حيطان بيت مهدود من زمان اوى لمجرد انى اثبت لنفسى ان فى حد عاوزنى ومحتاجنى
يوسف كان بيسمع كلام ايمان وهو مركز مع عينيها اللى كانت بتنطق وجع مع كل كلمة كانت بتنطقها لدرجة انه حس بالخجل من نفسه ، فبعد ما ايمان خلصت كلامها اتنهدت وسكتت وهى بصاله وملاحظه وجعه من كلامها يوسف قال لها : عندك حق …. عندك حق فى كل كلمة قلتيها ، انا انسان انانى زى ما انتى قلتى بالظبط ، كنت بتعامل بحتميات الامور ، من غير ما اخد فى اعتبارى المعطيات التانية اللى اتعلمناها واحنا فى الكلية ، نسيت ، نسيت اخد فى اعتبارى كل المعطيات ، وعشان معطياتى كانت ناقصة ، المعادلة باظت وماكملتش
انا اسف انى وجعتك ، واسف ان طولت بالى وصبرى اكتر من اللازم وقتها ، اسف انى حملت الامور اكتر من وقتها
يمكن اكون واجهت نفسى بحاجات من اللى انتى قلتيها دى قبل كده ، اكيد ماجاش فى بالى كل الحاجات اللى اتكلمتى عنها دلوقتى
صدقينى يا ايمان انا بجلد ذاتى على اللى حصل ده من سنين لحد النهاردة ،
لكن لقيت ان اكيد ربنا له حكمة فى ده ، ماهو كان لازم امنية وايمان الصغيرة يبقوا موجودين ، ويمكن وجودهم ده هو السبب فى اننا بعدنا عن بعض السنين دى كلها ، مش ببرأ نفسى ولا بعفى نفسى من الغلطة الجسيمة اللى غلطتها ، بس بشركك معايا فى تفكيرى
ياترى هتدينا فرصة اننا نعيش مع بعض اللى باقى من حياتنا يا ايمان ، ولا ناوية تعاقبينى اللى باقى من عمرى
ايمان : ماتنساش انى لازم اتكلم مع امنية زى ما انت اتكلمت مع ايمان
يوسف : بس انا اتكلمت مع امنية
ايمان بدهشة : اتكلمت معاها امتى وقلتلها ايه ، وازاى تتكلم معاها من غير ما اعرف
يوسف : اتكلمت معاهم هم الاتنين وانا مسافر ، كنت كل يوم بالليل بسهر اتكلم معاهم فيديو كول وحكيتلهم على كل حاجة مع بعض وهم الاتنين وافقوا ورحبوا بالفكرة مع بعض
ايمان : وعشان كده راجع وانت متطمن وبتتكلم بقلب جامد
يوسف : الحقيقة لا ، اللى خلانى راجع ومتطمن وبتكلم بقلب جامد اللى انتى عملتيه مع سليم يوم الخميس
ايمان بدهشة : وانت عرفت منين اللى حصل ده ، بابا حكالك
يوسف : الحقيقة لا ، البنات هم اللى حكولى امبارح ، و ده اللى خلانى حجزت على اول طيارة وجيت على ملى وشى وانا مطبق من غير نوم بقالى يومين ، ونفسى تريحى بالى عشان اقدر انام من غير ماتجيلى فى منامى وانتى بتعاتبينى زى عادتك
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل 20