ليست خطيئتى
الحلقة التاسعة
………………..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
يمهلنا الله كثيرا عندما نقع فى المعصية حتى نتوب إلى الله .
ويبعث لنا إشارات بذلك ، ويسترنا عن عيون الخلق حتى نرجع إليه .
ولكن هناك نوع من البشر يصرون على المعصية ، بل ويجاهرون بها أيضا .
وعند يحدث ذلك ، يفضح بذنبه ليكون عبرة لمن هو على شاكلته .
وهذا ما حدث مع شوق وعزت .
عندما استجابت شوق له ، بعد تهديدها بإبلاغ متولى عن حبها لأدهم .
فطاوعته خوفا من الفضيحة ، ويالتها ما فعلت .
فعندما وصلا إلى الشقة .
حدثها عزت بقوله ….يا قلب عزت انتى يا شوق وربنا .
متعرفيش انا بحبك قد ايه يا بت ؟
شوق بنفور ….والله بتحبنى !!
لو كنت بتحبنى كنت سبتنى فى حالى ، مش تهددنى يا عزت .
عزت …مهو يا بت من غيرتى عليكى ، عشان تسبينى انا وتروحى لحتة عيل ميسواش .
وياريت عايزك كمان ، ألا سايق الشيخنة وسمك فى بدنك بالكلام .
فشردت شوق فى ادهم وهمست …..اه شوكته عالية عليه اوووووى .
بس القلب وما يريد ، عمرى ما قلبى دق الا ليه هو وبس .
صحيح انا بقضى وقتى مع الشباب ، بس مجرد رغبة وبس لكن قلبى حب ادهم وبس .
اقترب منها عزت وقبلها بحب وهو يهمس فى أذنها ….الجميل سرحان فى ايه ؟
لا مش وقته سرحان ده ، ركزى معايا يا حب .
دى ساعة الحظ متتعوضش .
شوق …انا معاك اهو .
فحملها عزت إلى غرفة النوم ، ليقضى منها وتره فيما حرمه الله عز وجل .
وعندما كان شوق وعزت يتبادلان الهوى وقع ما لم يكن فى حسبان كلاهما .
وهو رجوع الزوج الغافل لانه تناسى أوراق مهمة خاصة بالمصنع فعاد ليأخذها مرة أخرى .
.فتح باب الشقة متولى وولج للداخل .فسمع أصوات غريب .
وحركات غير طبيعية صادرة من غرفة النوم .
فتسحب ببطىء ليرى ما فى الأمر .
لتتسع عينه من الصدمة ، حيث شاهد زوجته التى احبها من قلبها .
ولم يبخل عليها بشىء ، شاهدها على الفراش ، مع عامل من عماله .
متولى…مصدوم ..وبصوت ممزوج بالقهر ..يا خاينة يا مجرمة..ليه كده ؟
وكمان مع عيل شغال عندى .
ارتبك عزت وفزع عندما رأى متولى أمامه .
فقز سريعا من الفراش ، خوفا من بطش متولى به .
ولكنه لم يجد مهربا منه سوى الشرفة ، ففتحها سريعا .
وقفز منها بدون ، فشاء القدر أن يقع على رأسه .
فيموت فى الحال .
فمات عزت منتحرا ومات مرتكب كبيرة من الكبائر فإى خاتمة هذه !!
باع دنياه باخرته وسيبعث على حاله وكما فضح فى الدنيا سيفضح على سائر الخلائق يوم العرض الاكبر
اسئل الله لى ولكن حسن الخاتمة .
اما شوق فقد توسلت إلى متولى مرارا وتكرارا قائلة ……أرجوك يا متولى سامحنى غصب عنى .
صدقنى يا متولى .
متولى بغضب ….أسامحك على الخيانة يا مجرمة .
ازاى اسامحك ، ازاى ؟
ليه عملتى كده ليه ؟
شوق ببكاء مرير …
انت السبب فى اهمالك وعجزك يا متولى .
فسامحنى واوعدك مش هتكرر تانى بس استرنى ربنا يسترك .
فغليت الدماء فى عروق متولى لاتهامها له بالعجزر .
فقال بصوت جهورى افزعها ……يا فاجرة.
وهى فعلا اخر مرة ، لان اليوم هيكون اخر يوم فى حياتك .
فصرخت شوق واستنجدت بالناس .
ولكنه كتم صوتها وبدون شعور حاوط يديه بعنقها .
فخنقها رغم استغاثتها وتوسلاتها ولكنه كان مغيبا عن الوعى .
بعد أن طعنته فى شرفه .
واخذت تستغيث الى ان خفض الصوت وفاضت الروح الى بارئها .
وبعد..ان سكنت فى يديه تركها متولى..
غير مصدق انها بالفعل قد ماتت.
فبيحركها يمين شمال متتحركش …
فاذ به يصرخ بجنون ……….شووق ..شوق .
لا مش معقول موتى وسبتينى !!
ليه عملتى كده وخلتينى اعمل كده ؟
.انا كنت بموت فى التراب اللى بتمشى عليه .
ليه عملتى كده ، ليه ؟
ثم صاح صوته بالصراخ ..شوووووق
فتجمع الجيران تارة عنده .
وتارة اخرى حول عزت الملقى شبه عارى فى الشارع .
…..ومن غير ما يتكلم متولى..أدرك الناس ماذا حدث حدث .
من خيانة شوق لزوجها متولى مع ذلك الشاب عزت .
وتغامزوا قائلين بسخرية …..شوفى الست طلعت استغفر الله العظيم يارب .
وقال آخرين ….مهو الغلط على متولى ، انه يجوز بنت صغيرة كده فى السن ، تشوف نفسها عليه بالشكل ده .
ربنا يصبره بقا صراحة .
ربنا يستر على بناتنا ..
.وقال راجل من الجيران لمتولى……برافوا عليك يا متولى غسلت شرفك بايدك .
.احسن راحت فى داهية ست ناقصة .
تستاهل اللى جرالها ، ومتزعلش نفسك .
شر وراح .
أما متولى فأصابه حالة من الهذيان .
وظل يكلم كلام غير مفهوم ويخبط راسه فى الحيط.
حتى أدماها .
وحاول أحد من الجيران أن يهدىء من روعه ،ولكن متولى قاومه ، بل أخذ يضربه أيضا .
فتركه الرجل خوفا من بطشه .
فواحد تانى من الجيران..قال لا حول ولا قوة الا بالله
الراجل شكله اتهبل ..
مهو غصبا عنه ، ما هو اللى شافه مش شوية .
ربنا يبعد عننا فواجع الأقدار ، ويكفينا شر المستخبى.
وبلغ الجيران ..الشرطة..والاسعاف ..التى جاءت سريعا مع الإسعاف ونقلت جثة عزت وشوق .
.والشرطة اخدت متولى ..
وهو قانونا ..لن يكون عليه حكم لانه قتلها دفاعا عن الشرف .
وظبطها متلبسة بالخيانة .
ولكن خدوه لاستكمال الاجراءات …
ولكن عند التحقيق معه ، لاحظوا هذيانه وكلماته الغير مفهومة .
واخذ يردد ….شوق يا شوق .
يا حلوة يا شوق .
بس انا هموتك تانى ، عشان انتى كل يوم بتحلوى زيادة .
ولهذا كتب وكيل النيابة أنه فاقد الأهلية ،
ويجب أن يحول إلى مستشفى الامراض العقلية.
.وبالفعل حولوه ..لمستشفى الامراض العقلية ..لانه مكنش واعى لنفسه واختلت كلماته وحاول ايذاء نفسه بعدة طرق بهدف الانتحار أيضا .
ولا حول ولا قوة الا بالله.
وكعادة الناس فى نقل الاخبار…كسرعة البرق..
حيث وصل الخبر سريعا..للمصنع.
أن متولى قد قتل شوق ،وعزت مات منتحرا .
فتهامس العمال وخصوصا الذين يعلمون حقيقة شوق .
اما مجدى..فتراقص فرحا ..على موت شوق ..
وقال ……احسن راحت فى داهية .
.عقبال كل اللى زيها .
ولكنه .حزن كثيرا عندما علم بحال متولى .
لأنه رجل طيب ولا يستحق ذلك .
وقرر هو والحا ج ناجى زيارته فى المستشفى للاطمئنان عليه ودعوا له بالشفاء .
…………..
..تعجب ادهم من عدم زيارة أحد له ، خلال يومين بكاملهم فحدث نفسه …..بقالى يومين محدش جه زارنى ولا اطمن عليه .
يا ترى فيه ايه ؟
ثم تابع بقوله …..خير يارب .
وبعد ذلك اليومين ، انى مجدى لزيارته .
.ضاحكا بقوله …… ..اخيرا يا ادهم.
ادهم ….مجدى حبيب قلبى .
ايه يا جدع ، اللى اخرك عنى كده .
ده انا كنت قلقان اوى .
وبقول يا ترى حصل ايه ؟
مجدى …..طيب اسمع بس هقولك ايه ؟
وانت تعرف انا اتأخرت عليك ليه .
ادهم ….طيب قول حصل ايه ؟
مجدى ….. احمد ربنا الاول .
ادهم …..الحمد لله .
مجدى …..الحمد لله .
ربنا خلصك من الست اللى كانت عايزة تدمرك.
ادهم باندهاش ….قصدك شوق .
مجدى …اه ،هى فى غيرها .
ادهم بفزع ….ليه حصلها ايه ؟
مجدى ….. أفشهم متولى ، هى وعزت على السرير .
فنط عزت من البلكونة نطة ، مات فيها .
وهى خنقها متولى ، لغاية مطلعت الروح .
فغطى ادهم وجهه بيديه حزنا قائلا ….ربنا يرحمها .
وبلاش نكلم وحش عنها دى خلاص بقت فى ذمة الله .
..وحزن ادهم على الريس متولى حينما ابلغه مجدى ، أنه فقد عقله .
وأنه الان فى مستشفى الامراض النفسية .
ادهم بحزن …….. لا حول ولا قوة الا بالله .
بس يمكن اللى حصله ده رحمة من ربنا عشان لو بعقله كان هيعيش زينا ، محدش طيقه .
والناس مش هتسيبه فى حاله وهيفضلوا يكلموا عليه ..
مجدى …..سيبك بقه يا عمنا من كل ده دلوقتى .
انسى خلاص .
ثم تابع بقوله ..
المهم ..انت عامل ايه دلوقتى طمنى عليك ؟
وشد حيلك كده بقه وخف عشان نشوف مستقبلنا.
ادهم…..
.الحمد لله .
.هما كتبولى خروج.بس لازم راحة اسبوعين كده عقبال ما أفك الجبس .
مجدى….. .معلش الحمد لله يعدوا بسرعة المهم تخرج بالسلامة من هنا .
ادهم…..ان شاءالله.
ثم فجأة ولج عليهم الحاج ناجى ببشاشة وجه قائلا ……يلا يا ادهم.
الدكتور خلاص كتبلك خروج .
ادهم ….الحمد لله ، اخيرا .
صراحة قعدة المستشفى صعبة اوى .
ربنا يشفى كل مريض .
مجدى ….اللهم امين .
ثم حدث الحاج ناجى مجدى قائلا …..
.وانت يا مجدى روح هات هدومكم وحجاتكم من بيت الريس متولى ربنا يشفيه ويعافيه .
ادهم متعجبا……ليه يا حاج ؟
امال هنروح فين ؟
الحاج ناجى …..انا عندى اوضتين فى جنينة الفيلا بتاعتى.
وحدة للحارس .
.والتانية هتبقى ليكم ان شاءالله .
عشان خلاص .
بيت الريس متولى..جه اخوه واستولى عليه وزى مايكون مصدق اللى حصله ولا حول ولا قوة الا بالله .
.مش عارف الناس جرالها ايه ؟
.ادهم بحرج …مش عارفين نشكرك ازاى يا حاج ناجى والله ؟
الحاج ناجى …..لا شكر على واجب انتم زى ابنى ايمن بالظبط .
ثم تابع بقوله ”
يلا يا مجدى ساعدنى يلا نقومه على الكرسى المتحرك ده .
.ونطلع بيه عشان السواق منتظرنا بره .
مجدى ..والفرحة مش سعياه عشان هعيش فى مكان نضيف ومنطقة راقية ….حاضر يا حاج من عينيه الاتنين .
ووصلوا للفيلا…وانبهر أدهم ومجدى …من فخامة المكان..وجمال الجنينة اللى فيها اجمل الازهار .
وسند مجدى..ادهم ودخلوا اوضتهم..وكانت مجهزة بسريرين وفرش نضيف جدا .وكمان تلفزيون .وفيها دولاب يحطوا فيه حجاتهم .
….نظر ليهم ايمن ابن الحاج ناجى بنظرة غل وحقد من شرفة الفيلا ، قائلا بغضب شديد …….بقه الاوباش دول هيسكنوا مع أسيادهم .
عشنا وشوفنا والله .
انا مش عارف طيبة بابا الزايدة دى هتودينا على فين ؟
بس مش هسمحلهم يتعدوا حدودهم ..اكتر من كده معانا وبكرة يشوفوا منى .
………
ثم مرت فترة الراحة بسلام ..وفك أدهم الجبس.
وعاد بفضل الله المصنع لشغله ..وسط ترحيب العمال بيه بحفاوة شديدة .
وزى مقولنا كانت ايديه سريعة جداا فى الشغل .
غير..ان الحاج.قصده فى انه يحدد قد ايه الانتاج اللى انجزوه خلال الشهر اللى فات فى المخازن .
وماهى الا ساعة واحدة ورجع ادهم .
.وقال للحاج عن العدد الموجود..وحسبله فى ثوانى الدخل اللى هيعود من البضاعة دى لما تتوزع على التجار .
فانبهر الحا ج ايمن بقدرات ادهم الحسابية .
وقال له ….. لا انت تسيب المصنع تحت وتيجى فى الحسابات افضل.
انت ماشاءالله عليك يا ابنى دماغك حلوة اوى .
وانا متوقعلك مستقبل حلو اوى ، ولو كنت لسه عايش فى الدنيا دى هفكرك .
فانحنى ادهم على يد الحاج ناجى يقبلها قائلا …ربنا يبارك فى عمرك يا حاج .
وانا صراحة خلاص معدتش قادر ارد جمايلك عليا .
الحاج ناجى …مفيش جمايل ولا حاجة ، انت تستاهل اكتر من كده كمان .
لانك شاب جميل وطموح ، وهرمون ليك مستقبل بإذن الله.
قول يارب بس .
ادهم ….يارب .
ففرح جدا ادهم من تلك النقلة الكبيرة (من مجرد عامل لمحاسب وحمد الله كثيرا ان اخيرا الدنيا هتبتسمله ) .
ولكنه لا يعلم ماذا يخبىء له القدر .
وكأنه اختبار من الله عزوجل ليختبر إيمانه وصبره .
لكن….الغيرة والحقد من ايمن جعلته يتمتم …..انا حاسس ان كل يوم والتانى أدهم بيقرب من الحاج اكتر وبيحبه جدا ويمكن كمان بيستشيره اكتر منى شخصيا فى كل كبيرة وصغيرة فى المصنع .
ده قرب يغطى عليه انا ابنه .
وده خطر كبير اوى ، وكده اتعدى حدوده معايا .
ولازم احطه عند حدوده ، عشان يعرف قدره كويس .
ويعرف انا مين وهو مين ؟
تربية الملاجىء ده ، لا يمكن يجى فى يوم من الايام ويتساوى بيا ابدا .
وبكرة يشوف مين هو ايمن ناجى ؟
………………………………
فماذا سيفعل ايمن مع ادهم ؟
وهل سيكون عقبة فى طريق أحلامه ؟
وماذا سيكون رد فعل ادهم على ما سيفعله به ايمن ؟
ومجدى ما سيكون دوره فى هذا التخطيط ؟
وايضا الحاج ناجى كيف سيدافع عن ادهم ؟
……………………
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة بإذن الله .
نختم بدعاء جميل
اللهم رزقتنى اولادى من غير حول ولا قوة ، فاحفظهم بحولك وقوتك وربهم على عينك وارزقهم صحبة الأخيار وارزقنى برهم فى حياتى وبعد مماتى
……..
شيماء سعيد ام فاطمة
ليست خطيئتى
الحلقة العاشرة
…………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ديما يكون للنجاح عقبات وديما هيكون فى اناس يستكثرون عليك ان تكون افضل منهم .
هذه هى الحياة للأسف ويجب أن تتابع مهما كانت العقبات التى فى طريقك ،ولا تلتفت لأنهم ينتظرون وقوتك فى أى لحظة فلا تتيح لهم الفرصة .
يقول الشيخ الشعرواى…..ان لم يكن لك اعداء فأنت انسان فاشل يعنى ملكش لزمة .
فالغل والحقد والانانية للاسف صفات كثير من البشر الا من رحم ربى لذلك فى الجنة يقول الله عزو وجل
ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوان على سرر متقابلين يعنى فى الجنة هنتخلص من هذه الصفة السيئة.
رزقنا الله واياكم جنته بدون حساب ولا سابقة عذاب .
………………..
فى فيلا الحاج ناجى .
قام الحاج نادى بالنداء على سائقه .
السائق ….نعم يا حاج ، أمرنى .
الحاج ناجى …… حضر العربية عقبال ما أجهز ، عشان نتوكل على الله ونروح المصنع .
ثم تابع بقوله .
وياريت تشوف ادهم جهز نفسه ولا لسه .
و لو لسه استعجله عشان محتاج هو يفوت على البنك الاول .
وبعدين ترجع تخدنى للمصنع
السائق ……امرك يا حاج.
سمع ايمن حديث الحاج ايمن والده إلى السائق .
فتبدلت تعابير وجه للغضب قائلا بحدة ….
ايمن……يا بابا مش كده .
الحاج ناجى ….هو ايه اللى مش كده يا ايمن ؟
ايمن بغيظ ….صراحة انت عطيت الولد ده اكبر من حجمه ..
وحضرتك نسيت هو اتربى فين ؟
. فإزاى تديله الثقة دى كلها وتأمنه على فلوسك .
مش خايف يضحك
عليك.ويسرق فلوسنا !!
الحاج ناجى باطمئنان ….بالعكس يا ايمن يا ابنى .
ادهم بالرغم انه متربى فى دار ايتام .
.لكن يمكن احسن من اللى تربى بين ابوه وامه .
ثم نظر إلى ايمن نظرة حزن على حاله واخلاقه .
ثم تابع بقوله ….
انا صراحة مشفتش زيه فى اخلاقه ودينه وامانته وتفانيه فى خدمتنا .
فلو سمحت..مش عايزك..تكلم عليه تانى بالاسلوب ده ..
وروح انت شوف شوية العيال المتلم عليهم وبتسهر معاهم للفجر وبتشرب وبتغضب ربنا ..
انا صراحة خايف اموت ..وانت اللى تمسك الشغل .
.وحاسس انك هضيع كل اللى تعبت فيه وعملته كل السنين اللى فاتت دى .
انك تضيع ده كله فى لحظة واحدة .
فالعكس يا ايمن ، الافضل انك تقرب من ادهم..
لان هو اللى هينفعك وهيحافظ على تعبنا وشقانا وهيقف جمبك لو حصلى حاجة ٠
ايمن فى نفسه …..بقه كل ده فى حتة عيل لسه منعرفش ليه اصل ولا فصل .
..بكرة نشوف انا ابن الاكابر ولا ابن الملاجىء ده ؟
ايمن مدافع عن نفسه …….يا بابا ..حضرتك عارف .
انى شاب لسه وعايز اشوف الدنيا واسهر واتمتع بيها واصرف امال لزمتها ايه الفلوس يعنى لو مكنتش نتمتع بيها .
الحاج ناجى باستياء ……يا ابنى هو مينفعش تتمتع بالدنيا غير بالحرام بالسكر والمشى مع البنات .
الدنيا ..فيها حجات حلوة كتير لو زينتها بالحلال وقدرت النعمة اللى انت فيها وحمدت ربنا عليها وزودتها بمجهودك مش سايب ده كله وماشى ورا شوية عيال بينافقوك عشان تصرف عليهم .
ايمن بنفور …..كفايا بقه يا بابا .
انت كل يوم تسمعنى الكلمتين دول ..انا مبقتش صغير وعارف مصلحتى .
الحاج ناصحا له …..ياريت يا ابنى تعرف مصلحتك قبل ما يفوت الأوان .
ايمن بلا مبالاة ….متشغلش بالك انت يا حاج بس .
انا زى الفل ، بس حضرتك بتحب الجد زيادة عن اللزوم .
الحاج ناجى ….ربنا يهديك يا ابنى .
وأثناء ذلك ذهب فعلا السائق مع ادهم للبنك أولا .
كما أمره الحاج ناجى.
وانهى مهمته بنجاح .
ثم عاد به السائق مرة أخرى إلى الفيلا .
ليتقدم السائق من الحاج بعد وصوله قائلا …..
السائق …..تمام يا حاج .
.وصلت ادهم للبنك وسحب الفلوس اللىى هنشترى بيها الماكينات الجديدة للمصنع وهو مستيك فى العربية عشان نروح نخلص ونستلم .
الحاج ناجى بابتسامة …
….تمام..عفارم عليك يا أدهم .بتسهل عليه امور كتير ربنا يبرلكك يا ابنى .
و ربنا يهديك يا ايمن واشوفك راجل يعتمد عليك زى ادهم..
ايمن بغيظ شديد ….. هو مفيش غير ادهم والكلام على ادهم .
انا ماشى وسيبك اهو الفيلا والمصنع عشان ترتاح من وشى .
وكفاية عليك يا سيدى ادهم ، تشبع بيه.
الحاج ناجى …..لا حول ولا قوة الا بالله .
ربنا يهدى نفسك ليك يا ابنى .
ثم غادر بالفعل ايمن .
..وخرج يقابل شلته الضايعة .فى النادى .وهو على وشه تكشيرة .
فواز من شلة ايمن …ايه يا عمنا مالك مكشر كده ليه على الصبح كده من اولها !
ايمن. بغيظ ….. الولد ده اللى اسمه ادهم اللى بيشتغل عند بابا .
هيجننى ومش عارف اعمل ايه ؟
فواز …… بقه حتة عيل ده يعكر مزاج ايمن بيه معقول.
ايمن……ما انت مش عارف بيعمل ايه ؟
ولا الحاج بيعامله ازاى ؟
فواز ….ايه بيعمل ايه ؟ لده كله ؟
ايمن …..
الولد ده واكل عقل الحاج وعلى الاخر .
وبقه ايده فى كل حتة فى المصنع والحاج بقه يعتبره دراعه اليمين وانا بقيت ابن القطة السودة وكل شوية يقارن بينى وبينه ويسم بدنى بالكلام ومش عارف هنفضل فى الحال ده لغاية امتى ؟؟
فواز……انت مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم .
من السهل تخلص منه على فكرة .
ايمن …..ايدى على كتفك ازاى بس ؟
فواز بحديث الشيطان …….بالعربية .
استقصده ماشى ندوسه ويبقى قتل خطأ والمحامى بقرشين يطلعنا زى الشعرة من العجين .
ايمن بنفىى…….لا دم ..وقتل ..لا .
.انا مش وحش للدرجاتى .
فواز……ماشى يا ابو قلب حنين نشوف حاجة تانية .
ايه رئيك نحطله حتيتين حشيش على كام برشامة فى اوضته ونبلغ البوليس وهو يتسجن وترتاح منه .
ايمن ..بس بابا مش هيصدق لانه اصلا حتى السجاير مبيشربهاش …
فواز …غلبتنى…..امخمخ فكرة تانية ..اه لقتها
انت مش بتقول الواد ده بيروح ويجى على البنك وبيحمل فلوس
ايمن.. اه ..
فواز خلاص ..يبقى هى دى..نستقصده طالع مرة..
ونشوف حد من تبعنا ايده خفيفه يخطف منه الشنطة .
.وهيقول طبعا غصب عنى واتسرقت ..بس احنا هنخبى الفلوس فى دولابه .
وكده هيسقط من نظر الحاج خالص لانه طمع وسرق …ايه رئيك بقه ؟
ايمن….بضحك خبيث ..انت ابن شياطين صحيح.
فواز..تلميذك ..يا صاحبى ويضحكوا الاتنين بمكر .
فواز…امتى بقه هيروح تانى البنك عشان نظبط مع صاحبنا ال هيلطشها منه ؟.
ايمن…يوم الخميس الجى اخر الشهر فلازم يروح يسحب مبلغ عشان يقبض العمال اول الشهر .
فواز …تمام وكمان قبض العمال ..ده كده كله هيدعى عليه .يا عمنا .
ايمن..ياريت.ده للاسف كله بيحبه وبيحترمه من الكبير للصغير فى المصنع .
فواز ..ابسط بعد العملية دى..صورته هتشوه وهينزل فى نظرهم .
ايمن…ياريت .
واتفق الشياطنين ..على الملاك..ادهم.الذى لا ذنب له الا امانته واجتهاده واخلاقه العطرة ولكن لابد من الابتلاء الذى يمحص المؤمن من المنافق
فثبت يا ادهم…على خطاك..فإن ربك لبرمرصاد
للتوالى الايام بالفعل .
وياتى اليوم الموعود .
الحاج ناجى لأدهم …..ادهم عايزك تروح البنك تسحب مرتبات العمال .
عايزين بالكتير بكرة ،نكون مقبضين كل العمال .
مش عايزين نتأخر عليهم ،دول غلابة يا ادهم .
ادهم بحب …اه يا حاج .
وحاضر من عينيه الاتنين .
فستأذنه ادهم للذهاب إلى البنك ، وبالفعل ذهب إليه .
ومعه حقيبته التى يضع فيها الأموال .
وسحب المبلغ المطلوب ، ووضعه فى الحقيبة .
وغادر البنك بأمان .
ولكن ما لم يكن فى الحسبان ، هو خطة ذلك الفاسق فواز .
حيث حضر ذلك الشيطان الثالث امام البنك …وانتظر ادهم ..حتى خرج من البنك بمفرده فخطف الشنطة ثم لاذ بالفرار سريعا لانه كان ينتظره ايمن وفواز بالسيارة .
وعندما سار ادهم عدة خطوات نحو السيارة ، وجد من يقف أمامه بدراجة بخارية وقام بشد الشنطة منه سريعا بقوة بالغة .
حاول ادهم مقاومته ، ولكن قوة الرجل كانت أكبر .
فأخذها منه سريعا ثم اسرع بالفرار بالدراجة البخارية .
وود ادهم بعد ما حدث ذلك أن تنشق الأرض وتذهب به .
ومن صدمته لم يدرى ما يفعل ؟
…فانفجر باكيا مرددا ….حسبى الله ونعم الوكيل.
هقول ايه دلوقتى للحا ج ؟
وهيعمل ايه العمال الغلابة المنتظرين بفارغ الصبر اول الشهر عشان يقبضوا ؟
اه.. يا أدهم ..انت ضعت خلاص كده .
.مفيش فايدة فيكى يا دنيا كل مترفعينى ..تنزلينى تانى لسابع ارض
..يارب رحمتك . بعبدك الضعيف أدهم .
ولم يجد ادهم أمامه سوى الاتصال بصديق عمره مجدى ليقص له ما حدث لكى يساعده .
ادهم ….الوووووو يا مجدى الحقنى بسرعة .
مجدى بفزع …..حصل ايه يا ادهم قول بسرعة.
ادهم …انسرقت يا مجدى انسرقت .
الشنطة اللى. فيها فلوس العمال طارت .
اعمل ايه يا مجدى فى المصيبة دى ؟
مجدى بذعر …لا حول ولاقوة الا بالله .
وانت فين دلوقتى ؟
وازاى اتسرقت ؟
ادهم بغصة مريرة ….ادينى قاعد على الرصيف بعيط زى العيال ومش عارف اعمل ايه ؟
مجدى …انا جيلك حالا ، خليك مكانك .
وبالفعل اسرع إليه مجدى ، فوجده جالسا على الرصيف ويضع يده على وجهه ويبكى.
مجدى بحزن على صديق عمره ……ادهم …مش كده ..انت راجل البكا للستات وبس .
ادهم….
….اعمل ايه ابكتنى الدنيا وحالى مش عايز يتعدل .
مجدى………..معلش .
بس ازاى اتسرقت منك الشنطة .
ادهم ….سرقها واحد راكب متوسيكل .
وقف قدامى فجأة وشدها من ايدى ، حولت امسكها جامد ، مقدرتش .
فاخدها وجرى بالموتسيكل.
حولت أجرى وراه ، لكن هو اختفى بسرعة .
ياريته كان دسنى وموت افضل من كده .
مجدى …استغفر الله العظيم .
ليه تقول كده ؟
.ده قضاء ربنا ..وانت غصب عنك ..اتسرقت. وهنروح دلوقتى نعمل محضر فى القسم وربنا يكرم ونلاقى الحرامى اللى منه لله ده بسرعة .
أدهم…..غصب عنى ،دى مصيبة كبيرة يا مجدى.
وتذكرت قول ستنا مريم العذراء.
ياليتني مت قبل ذلك وكنت نسيا منسيا .
مجدى ….هدى بس نفسك شوية ، وان شاء الله .
يمسكوه البوليس قريب جدا .
ادهم بنفاذ صبر ….
..ولغاية ما يمسكوه ..
.هقول ايه للحاج دلوقتى. ؟
يا ترى هيصدق انى اتسرقت فيعذرنى ولا هيشك انى طمعت واخدتهم لنفسى .
يا ويلك ..يا ادهم من اللى جى .
مجدى مطمئنا له …….الحاج بيحبك يا ادهم وبيثق فيك واكيد هيصدق متقلقش .
أدهم ……تفتكر!!
مجدى بثقة …..اكيد ..ان شاءالله قول يارب بس انت ..
ادهم…ونعم بالله ، يارب يارب .
انت العالم بحالى .
مجدى ….طيب يلا بينا الان نروح القسم ونعمل محضر بلى حصل ..
وبالفعل ذهبوا إلى القسم .
وحدث ادهم ظابط بالواقعة .
وأخذ منه مواصفات السارق .
ومعلومات عن كمية عدد المبلغ المسروق ..
ثم طلب ادهم من مجدى أن يتصل بالحاج .
ليعلم حقيقة الأمر .
وبالفعل اتصل مجدى بالحاج ناجى .
الذى صدم بما حدث واسترجع الله بقوله .
اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها .
الحاج ناجى….انا جى القسم حالا ، لما اشوف المصيبة دى .
ربنا يجيب العواقب سليمة .
دى خسارة كبيرة فعلا .
وبالفعل ذهب الحاج ناجى إلى القسم .
ووقف أمامه ادهم بإنكسار ، ولا يستطيع رفع عينيه إلى عين الحاج .
الحاج غاضبا ..ازاى حصل ده يا أدهم .؟
.ازاى متخدش بالك..دى فلوس العمال .!!
.هنعمل ايه معاهم دلوقتى ؟
ادهم. لم يستطع الرد من الخرج .
..فمجدى اتكلم …ان شاء الله يا حج البوليس يوصل للعمل كده بسرعة وترجع الفلوس ويقبض العمال .
الحاج ناجى …..يا مسهل وعلى وشه الغضب لاول مرة من أدهم .
فحزن ادهم حزنا كبيرة لأن هذه اول مرة يغضب منه الحاج ناجى بهذا الشكل .
ويكلمه بتلك الطريقة .
…………….
….فى الوقت ده …كان فواز وايمن والشيطان التالت معاهم فى العربية.
يتبادلون الضحكات على ما حدث كأنه نكته .
ويشمت ايمن فى ادهم قائلا …يارتنى كنت شوفت وشه ، بعد ما قدرت تاخد الشنطة .
ولا شكله هيكون ازاى قدام الحاج لما يسئله ازاى ده حصل .
دى هتكون ليلة جامدة صراحة .
فواز ….شوفت بأه دماغى الجامدة .
استاهل ايه بقا ؟
ايمن …تستاهل سهرة انما ايه خمس نجوم .
فواز وهو يسقف بيديه …..يا حلاوة سهراتك يا عم ايمن .
أما السارق فقال …وفين نصيبى من العملية دى يا باشا ؟
فأخرج له ايمن مبلغ خمسة آلاف جنيه .
فتناولها السارق فرحا .
ثم غادر هم ليصرف تلك الأموال على المخدرات للأسف .
ما جاء من حرام ، صرف فى حرام .
فما سيحدث بعد هذه الواقعة .
وما سيكون رد فعل ادهم على اتهامه بالسرقة.؟
وكيف سيتم تبرئته ؟
وما سيفعل الحاج ناجى مع ابنه ؟
هذا ما سنعمله فى الحلقة القادمة بإذن الله.
ياريت اللى بيقرء بصمت يقول حاجة عشان الكتمة وحشة عليه
نختم بدعاء جميل
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك
………
أم فاطمة شيماء سعيد