الحلقتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين
الحلقة الرابعة والعشرون
ليست خطيئتى
………………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
مثل الذي خان زوجته ووطنه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.
………
فقد استعد سالم لذلك اللقاء الشيطانى بينه وبين تلك الساقطة لولو .
وظل ينتظرها بفارغ الصبر ، حتى أتت إليه .
ففتح باب الشقة ، لتهوى هى عليه تقبله قائلة بصوت عالى ….والله وحشتنى يا مضروب .
فوضع يده على فمها قائلا بخوف …..هش الحيطان ليها ودان ، الكلام ده لما تدخلى جوه .
ولكن شاء القدر أن تراه من العين السحرية ، الجارة التى فى مقابلتهم .
عندما صوت أنوثى عالى وظنت أنها ليلى جارتها ، وعندما أرادت أن تتأكد من العين السحرية أنها هى .
ولكن تفاجئت بسيدة أخرى ، ترتدى ملابس فاضحة ، وتفعل اشياء محرمة مع زوج جارتها ليلى .
فشهقت قائلة …لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
استغفر الله العظيم يارب .
ايه ده ؟ فى عز الضهر كده ،من غير كسوف ولا خشا ولا خوف من ربنا .
حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفيها وفى امثالكم .
شوف الراجل الشايب العايب ، بيعمل ايه من ورا مراته .
وهى نايمة فى العسل على ودنها ولا حاسه بحاجة .
وقال بتشكر فيه قال .
وتقول مفيش زى سالم جوزى فى أدبه واحترامه وحبه ليها .
تيجى تشوف الوكسة السودة بعينيها .
يا عينى عليكى يا ليلى .
لما الحق اتصل بيها ، تيجى تقفشهم مع بعض ، ويتفضحوا وسط الخلق ، عشان يكون عبرة لمن لا يعتبر .
وبالفعل اتصلت تلك الجارة عبير بـ ليلى .
ليلى ….عبير. حبيبتى ، عاملة ايه ؟
عبير……عاملة زعلانة عليكى يا حبيبتى .
هو انتى فين بالصلاة على النبى .
وسايبة جوزك بيلعب بديله من وراكى .
فوضعت ليلى يدها على قلبها مرددة….بتقولى ايه يا عبير !
هو فيه ايه ؟
ماله سالم ؟
عبير…..جوزك يا حبيبتى ، جايب واحدة استغفر الله العظيم يارب ، معاه فى الشقة دلوقتى .
وصوتهم واصل للجيران .
فانفعلت ليلى بقولها ….لا مصدقش ، انتى اكيد بتكدبى .
سالم جوزى ميعملش كده ابدا .
انا عرفاه كويس اوى .
فضحكت عبير بسخرية …مهو واضح يا حبيبتى .
على العموم لو مش مصدقانى ، تعالى شوفى بنفسك .
بس بسرعة قبل ما تمشى اللى ما تسمى .
ليلى بذعر …انا جاية حالا .
لترتدى ملابسها سريعا وتترك ابنها عند والداتها.
والدة ليلى …حصل ايه يا بنتى ؟
ليلى …تصورى عبير جارتى ، بتقول أن سالم جايب واحدة فى الشقة .
بس انا مش مصدقاها ، وهنزل بس عشان اثبت كذبها .
دى اكيد بتغير منى عشان سالم بيحبنى ومهنينى .
فحركت والدتها شفتيها يمينا ويسارا قائلة بسخرية…..صح مراية الحب عامية يا بنتى.
وانا مكنتش برضى اكلم عشان مخربش عليكى .
وانتى كمان مجتيش سئلتىى انا بعمله وحش كده ليه ؟
مهو من عائله السودة وانتى نايمة فى العسل أو عشان بتحبيه مش مصدقة .
ليلى بحزن ….انتى بتقولى ايه يا ماما حتى انتى بتقولى عليه كده .
انا كنت فاكرة بس انك مش بتحبيه .
والدة ليلى …لا يا بنتى ،انا عرفاه سو من يومه .
وكل شوية حد يجى يقولى ، شوفت جوز بنتك قاعد مع وحدة شكلها مش ولابد
فى احسن اماكن .
تقدرى تقوليلى بيجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وهو منشف ريقك ، وكل ما تطلبى حاجة يقولك مفيش .
والمرتب مش بيكفى .
وعلى طول رايحة جاية بالطقمين اللى حيلتك.
حتى ابنك بتلبسيه قديم من هدوم عيال اخواتك .
وكل ده وبتقولى مش مصدقة ،وانه بيحبك .
لتنهار ليلى …بس بس خلاص يا ماما كفاية ، ارجوكى .
وانتى جاية تقولى دلوقتى .
مقولتيش من زمان ليه ؟
ومش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت …يا ترى هو عامل ايه دلوقتى ؟
…………………….
اوصل ادهم سارة بعد أن فطروا معا فى المطعم ، ليتذكروا اول لقاء لهم معا .
ثم عاد هو الى المصنع .
فاستقبله العمال بترحيب حار.
مهنئين له على الزواج مع الدعوات أن يرزقه الله الذرية الصالحة .
سمعت سهام صوت عالى فى المصنع ، فخرجت من غرفة مكتبها لتشاهد ما الأمر .
فرأت العمال متجمعين حول شاب .
فاندهشت وقامت بالنداء على أحد العاملات التى مرت بجانبها متسائلة ….هو مين ده اللى العمال عاملين عليه هيصة وسايبين شغلهم ؟
العاملة …دى ادهم بيه ، اخيرا رجع من السفر هو وعروسته .
والناس فرحانة بيه ، اصلوا صراحة يستاهل ياست سهام .
ده راجل مفيش زيه فى أدبه وأخلاقه وحنيته ، والله يا بختها الست مراته بيه .
ربنا يهنيهم ويسعدهم .
ثم تركتها وغادرت ، لتحدث سهام نفسها .
معقول كل الصفات الحلوة دى فى راجل واحد .
امال حظ ايه النحس اللى انا وقعت فى راجل خايب ، قليل النخوة ،طلقنى ورمانى فى الشارع .
بعد ما زهق منى ، وكنت تسلية بس كام شهر ، وبعدين يشوف غيرى .
الهى يحرقه بجاز .
ثم ولجت سريعا سهام إلى مكتبها ، فأخرجت حقيبتها سريعا وواخرجت مرآتها .
وأخذت تمشط شعرها سريعا ، ثم وضعت مزيدا من أحمر الشفاه .
لتحدث نفسها ….قمر يا بت يا سوسو .
بس للاسف الحظ مايل ،ونفسى يتعدل بقا .
ثم سمعت صوت خطوات تقترب من مكتبها ، فارتجفت قائلة …ومالى مهزوزة كده ليه ؟
انا اثبت وأبين أن مفيش حاجة تهمنى .
ثم وقفت لتجد مجدى مصطحبا ادهم قائلا …واحب اعرفك على سكرتيرة ومحاسبة كمان فى نفس الوقت ماشاءالله .
مدام …سهام .
ليتعلق نظر سهام به ، وتحدق فى عينيه طويلا ، حتى أن ادهم نفسه شعر بالحرج من نظراتها إليه ، فغض بصره سريعا قائلا …اهلا بيكى يا مدام سهام .
نورتى المصنع .
واهلا بأى حد من ريحة الحاج ناجى الله يرحمه .
ثم وجه حديثه إلى مجدى ….تمام يا مجدى يا بينا مكتبنا نتابع الشغل .
وتقولى ايه اخر الاخبار .
مجدى ..تمام يا صاحبى ، يلا بينا .
ليغادروا ويتركوا سهام شاردة محدثة نفسها ….لا مكنتش متخيلاه ، حلو اوى كده وصغير كمان .
كنت بحسبه اكبر عشان سمعته ومكانته فى السوق .
لا كده أن قلبى رفرف بجد من اولها .
بس يا بت يا سهام ، ده لسه عريس .
وزى ما سمعتى كان بيحب مراته اوى قبل الجواز .
ولكنها أجابت نفسها …وماله الراجل المصرى معروف بجبروته .
وقلبه بيشيل من الحبايب الف ، مش هيشلنى انا كمان ولا ايه ؟
وانا راضية زى بعضه اكون زوجة تانية ، ومش هقوله طلقها عشان حرام .
ما انا عارفة مفيش فى طيبة قلبى .
ثم تابعت بقولها …بس دلوقتى ايه العمل عشان ادخل قلبه سيادة ادهم بيه ؟
على العموم مش هغلب وهعرف ….نبتديها بالحنية.
لما اروح اعمله بإيدى فنجان قهوة ، مينسهوش ويطلبه على طول من ايديا .
وبالفعل ذهبت لأحضارها ، ثم ولجت إليه تتغنج بجسدها أمامه ثم انحنت بجذعها لتضع أمامه فنجان القهوة.
سهام بدلال …انا قولت اكيد حضرتك ، هتحتاج فنجان قهوة ، عشان تبدء شغل على رواقة .
تعرق ادهم وشعر بالحرج الشديد لقربها منه على هذا النحو .
ولكنه لم يصمت واراد أن يلقنها درسا لا تنساه حتى لا تكررها مرة أخرى .
فنظر لها بإحتقار شديد قائلا ….اولا انا ما طلبتش قهوة .
ثانيا انا لما بحب اشرب قهوة بطلبه من عم عبده .
فياريت حضرتك تلتزمى بشغلك المأمورة بيه هنا وبس .
مش عايزين من حضرتك اكتر من كده .
وياريت تتفضلى تانى على مكتبك يا مدام .
متجيش الا لما استدعيكى .
فشعرت سهام بالحرج الشديد واحمر وجهها غيظا وتمتمت بغيظ فى نفسها ….بقا كده يا باشا .
ماشى هعدهالك النهاردة ، بس ودينى مش هنسهالك .
وهتشوف منى شغل على أصوله .
يأما مبقاش انا سهام .
ثم أسرعت مغادرة المكان ، وجهها يعلن الحرب .
حتى أنها اصطدمت بـ مجدى على الباب ، ولكنها لم تنتبه له .
فعبس مجدى بوجهه ، ثم ولج الى ادهم قائلا بأستغراب …هو فيه ايه ؟
ملها طالعة متزربنة كده ، بتكلم نفسها ؟
ومش واخدة بالها منى حتة .
ادهم بلامبالاة ….سيبك منها يا مجدى ، استغفر الله العظيم يارب .
لولا أنها من طرف الحاج ناجى كان ليا تصرف تانى معاها .
مجدى بضحك …هى طلعت شوق تانى ولا ايه ؟
فتذكر ادهم شوق قائلا بحزن …..ربنا يرحمها يا مجدى .
مجدى بإندهاش ….انت بتقول ايه يا ادهم !
قصدك ربنا يجحمها فى جهنم ، ست خاينة .
هى وأمثالها كانت السبب فى اللى احنا فيه ، وإهانة الناس لينا طول عمرنا .
ولولا شوية الفلوس اللى عملت لينا قيمة بين الناس .
كان زمانهم داسوا علينا برجليهم يا ادهم .
ولا انت نسيت خلاص اللى حصلنا من ساعة ما كنا فى دار الايتام ، لغاية ما اترميت فى الشارع .
ورفض ابو سارة ليك فى الاول .
فأغرقت عين ادهم بالدموع قائلا …بس ارجوك .
بس لازم تعرف أن ربنا سبحانه وتعالى هو بس اللى بيحكم على الناس مش احنا .
وانا يمكن ساعتها كنت قاسى فعلا مع شوق .
فنظر له مجدى بريبة قائلا ….انت بتقول ايه ؟
انت شكلك مش فى وعيك النهاردة .
ادهم ….متستغربش يا مجدى .
بس أنا معرفتش كده غير لما حبيت سارة ، وعرفت يعنى ايه معنى الحب .
وان احساسك انك ممكن تفقد الإنسان اللى بتحبه ده .
قد ايه بشع وصعب .
وتخيلت كمان لو سارة مكنتش بتحبنى ,والحب ده من طرف واحد بس .
كان زمان كان إحساسى ايه ؟
اكيد كنت هتعذب ، زى ما شوق اتعذبت .
والظروف رمتها فى طريق الريس متولى عشان يتيمة ، ومدهاش حقها من الحب والاهتمام .
وانا طبعا مش بررر الخيانة هى شىء صعب .
بس برده زى ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
لا تعينوا الشيطان على صاحبكم .
ويمكن هى اخدت جزائها فى الدنيا وربنا يرحمها فى الآخرة .
مجدى ….الله اعلم .
ادهم ….كمان مش الفلوس اللى عملت لينا قيمة يا مجدى .
ما انا روحت لوالد سارة ،وانا ادهم بيه ،وعندى كل حاجة .
وبرده رفضنى .
ووافق امتى ؟
لما اتأكد انى انسان كويس فعلا وجدير ببنته .
فالفاصل أن الإنسان بأخلاقه وتصرفاته فعلا يا مجدى .
ومنكرش أهمية الفلوس طبعا ، بس مش هى المحور الأساسى فى حياة الإنسان .
وطبعا منستش اللى حصلنا وعمرى ما هنساه .
بس الاهم من كده ، أننا نفتكر النعمة اللى احنا فيه دلوقتى .
ومحمد ربنا عليها عشان يدومها.
أما سهام فأكيد لما مش هتلاقى منى وش ، هتبطل حركاتها دى .
ويمكن وحدة وحدة ربنا يهديها وتلتزم بالحجاب .
مجدى …ايوه يا حنين عرفك يا صاحبى .
ادهم بضحك …اه طول عمرى طبعا يا خفيف .
ثم سئله ….وايه اخبار كرمة فى. الحمل ؟
ايه عريس ولا عروسة ولا لسه معرفتوش ؟
مجدى ….الحمد لله طلعت بنوتة ،ومن ساعتها قالبة وش خشب انما ايه فل ؟
فضحك ادهم قائلا …ليه كده ؟
اول مرة اشوف وحدة زعلانة أن ربنا هيرزقها بنت .
ده مفروض الراجل وغلط اصلا هو كمان يعمل كده .
كله رزق من عند ربنا ،محدش ليه فيه حاجة .
مجدى …مهو عشان ،طلعت برده هرمونات الحمل
وقالت انى انا زعلان بس مش مبين .
وان انا عايز ولد بس ساكت ، ولو طلعت خلفتها كلها بنات منها ، هجوز عليها .
فضحك ادهم …ايه حكايتها أن كل شوية هتجوز عليها دى ؟.
مجدى …مش عارف والله يا ادهم .
انا اتجوزت عشان استقر واهدى ،وهى كل شوية تقلب عليا المواجع بنكدها ده .
ربنا ادهم على كتفه بحنو قائلا …معلش يا مجدى .
كرمة اتربت زينا فى دار ايتام ، وحيدة .
وانت بقيت فى لحظة كل حياتها ودنيتها .
واكيد خايفة يحصل حاجة تسبها وحيدة تانى فى الدنيا .
واظن ده بيطلع فى صورة نكد اللى انت بتشوفها دى .
مجدى ….معقول دماغها وصلت لكده ؟
طيب ايه الحل ؟
ادهم …الحل انك تحاول تتطمنها بكلامك ، تديها الامان اللى هى. مفتقداه .
ولو اطمنت انك يستحيل تسبها أو تشوف حد غيرها عليها .
اكيد هتبطل تنكد عليك .
فضحك مجدى قائلا …..لما اشوف بنت النكدية ايه اخرتها ايه معاها .
ثم تابع قائلا …
وانت اظن لسه عريس يا عمنا فمتأخرش كتير فى الشغل .
عشان ترجع لعروستك .
فابتسم ادهم قائلا …ايون .
انت عارف كام مرة رنت عليا من ساعة ما سبتها للان ؟
مجدى ضاحكا ….كام .
ادهم …عشرين مرة فى نص ساعة ،ومش عارف لو كملت لباقى اليوم هيحصل ايه ؟
مش بعيد الاقيها قدامى هنا بتعيط .
مجدى …لا ده انت حالتك صعبة يا ابنى
وانا اللى كنت فاهم انى كرمة بس .
ده شكلوا كلهم دماغهم على قدهم .
ربنا يصبرنى عليهم .
ادهم ….دول احلى حاجة فى الدنيا .
بس عايزين معاملة بالمعروف والصبر طبعا ، هتاخد عقلهم كله .
مجدى ضاحكا ….اه يا حكيم زمانك انت .
طيب خلص ،وارجع للطفلة اللى اتجوزتها .
أنا مش ناقص زن كفاية كرمة عليا .
فضحك ادهم .
ثم غادره مجدى ليتابع عمله .
……………………………….
وللحكاية بقية ؟
يا ترى ما ستفعل سهام مع ادهم ؟
وكيف سيكون تأثير هذا على حياتهم الزوجية ؟
ومازال سالم فى طغيانه ؟
فما ستفعل زوجته ليلى عندما تكتشف خيانته لها ؟
…….
تابعونى احبابى
نختم بدعاء جميل
اللهم اجعل لنا في هذا اليوم نصيباً من كل خير تقسمه، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه
ام فاطمة شيماء سعيد
(✪‿✪) (✪‿✪) (✪‿✪) (✪‿✪) (✪‿✪) (✪‿✪)
الحلقة الخامسة والعشرون
ليست خطيئتى
…………………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
احيانا غلطة واحدة تكلف الإنسان عمرا بكامله نادما على تلك الغلطة .
واحيانا يظن الإنسان أنه يستطيع بمفره أن يصل إلى ما يريد ، ولكن فى الحقيقة أنه كله مقدر ومكتوب عند الله .
كما ذكر فى الحديث الشريف …ما اخطئك لم يكن يصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك .
……………
عتابت ليلى والدتها عندما ذكرت أمامها هفوات سالم زوجها مع النساء ، وأنها تعلم ذلك منذ فترة كبيرة ، لذا لا تطيقه وتسىء معاملته .
فعاتبتها بقولها …مش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست ، ولازم ألحق نفسى واتجوز قبل ما القطر يفوتنى .
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت …يا ترى هو عامل ايه دلوقتى؟
ولو فعلا سالم طلع بالقذارة دى ، وبيصرف الفلوس دى كلها على الستات وهو مرتبه على قده .
بيبقى بيجيب الفلوس دى منين ؟
ثم ربطت الأحداث ببعضها البعض ، لتضرب رأسها بيديها.
مرددة …معقول يكون اكل مال اليتيم ، وخان الأمانة اللى امنتهاله .
….اه مش معقول ايه ؟ مهو خان عهده مع ربه اول حاجة. مش هيخون الامانة ويخونى انا كمان .
والدة ليلى بحزن …معلش النصيب يا بنتى ، واديكى برده طلعتى بحتة عيل من الدنيا ، الحمد لله.
وبرده الراجل مهما بص برا ، المهم فى الاخر يرجع لبيته ومراته فعدى يا بنتى واصبرى ، عشان بيتك ميتخربش .
ليلى بإنفعال ….يعنى ايه ؟
عادى اعيش مع واحد خاين كل يوم مع وحدة ، ازاى ده ؟
هو انا معنديش دم للدرجاتى .
وليه ديما الست هى اللى مفروض تستحمل كل حاجة .
وكأن هى مش إنسانة زيه من لحم ودم ،عشان بس كلمة البيت ميتخربش .
مهو ازاى هيعمر هو خربان من جوه كده .
ثم أمسكت بحقيبتها وقالت والحزن يملىء قلبها بإنكسار ….انا رايحة اشوف قدرى يا ماما.
شوفى خلى بالك من الولد .
ثم توجهت مسرعة نحو شقتها وفى الطريق أرادت أن تتأكد الاول من حقيقة أموال ادهم .
هل كانت تصل إليه حتى لا تظلمه .
أو اكلها بالباطل .
لذا اتصلت على مديرة الدار .
ليلى …السلام عليكم ازيك يا ماما .
انتى مش فاكر انى اكيد .
مديرة الدار ….لا يا بنتى ، انا عرفتك من صوتك .
انتى ليلى صح !
ليلى …فعلا انا ليلى .
ازى حضرتك ، وحشانى كتير .
مديرة الدار …وانتى كمان يا بنتى وفينك من زمان ؟
محدش سمعلك حس واختفيتى فجأة .
هو الجواز بيخلى الناس ينسوا أحبابه كده .
فتنهدت ليلى وحدثت نفسها ….يارتنى ما كنت اتجوزت ولا هببت.
ثم قالت …الظروف معلش .
وايه اخبار ادهم ، اكيد دلوقتى اتخرج ومن الكلية اللى نفسه كان فيها .
مديرة الدار …كليه ايه يا بنتى .
مهو للأسف انتى اختفيتى بفلوسه ، ومكناش نعرف ليكى طريق .
ومكنش ينفع يدخل ثانوى عام عشان مكلف للدار جدا .
فاضطر يدخل تعليم متوسط ولما خلص طلع واشتغل .
ودلوقتى بسم الله ماشاءالله بقا حاجة تانية خالص .
بقا ادهم بيه .
بس بعد ما مر بظروف صعبة اوى ، بس ربنا كرمه فى الاخر وبقا رجل أعمال واتجوز وحدة بنت حلال وبنت ناس كمان .
ليلى بأنكسار … ماشاء الله ، هو كان طيب ويستاهل كل خير.
مديرة الدار …بس هو زعل منك يا بنتى ومن حقه وانا كمان .
لأن الفلوس اللى كان شيلها الحاج حسن الله يرحمه كانت أمانة فى ايدك .
وهتتحاسبى عليها ليوم الدين .
فليه يا بنتى كده ؟
ده انا معرفش عنك غير كل خير .
ليه تاخدى حقك مش من حقك وضيعتى مستقبل الولد ساعتها .
وهنا بكت ليلى وشعرت بالذنب تجاه ادهم ورددت ….مش بايدى والله .
وحضرتك لسه قايلة اهو تعرفى عنى كل خير .
انا اتجوزت لإنسان انانى ، ميعرفش الا نفسه وبس .
وللاسف ضحك عليا وكان بيوهمنى انا بيروح بيشوفه وبيديله حقوقه ، بعد ما عملت له توكيل .
واتاريه لا بيروح ولاوبيجى .
وكان بيصرفها على الستات فى الحرام .
مديرة الدار ….استغفر الله العظيم يارب .
طيب يا بنتى ،كنت حتى تابعتى الدار .
ووزرتى ادهم واتأكدتى أن الأمانة بتوصله .
عشان تتطمنى .
ليلى بحزن …..عندك حق ، بس هو ضحك عليا .
وقال بغير عليكى منه عشان كبر ،وانتى خلاص بقيتى زوجة وفيه طفل جى فى السكة .
وانا صدقته واتلهيت فى الدنيا للأسف .
وفوقت النهاردة بس على الصدمة .
مديرة الدار ….لا حول ولا قوة الا بالله .
ربنا يكون فى عونك يا بنتى .
ويهدهولك .
وهو على العموم ادهم دلوقتى مبقاش محتاج لحاجة .
بس على الاقل خلصى ضميرك من ربنا وروحيله .
عشان يسامحك .
ليلى …اه اكيد ويارب يصدقنى ويسامحنى .
بس قوليله عنوانه .
مديرة الدار ، انا معرفش شقته بس انتى روحيله المصنع وواكيد هتلاقيه موجود .
ثم وصفت لها مكان المصنع .
لتشكرها ليلى ثم إذ بها تصل إلى مكان شقتها .
، وكانت تنظرها جارتها عبير .
التى أخبرت بدورها عدد من السكان بما حدث ، والكل كان فى انتظار ليلى لتشاهد بنفسها الواقعة .
كى تصدق خيانة زوجها لها .
أما سالم فكان يعيش الحب ولا يدرى ما فى انتظاره .
فربما لحظة ندم أورثت ذلا طويلا .
وبينما هو كذلك ، إذ برنين الباب فى رنات متتالية وراء بعضها البعض ، مع دق على الباب افزعه .
فانتفض وقام من الفراش مفزوعا مرددا ..ايه ده كله ؟
لتضحك لولو قائلة بلا مبالاة …ما تشوف يا راجل ، يمكن بتاع المكوة .
سالم ..مكوة ايه بس ، انا مبعتش حاجة !
لولو …طيب روح شوف يمكن حد غلطان فى الشقة .
روح خلينا نخلص ، عشان وقتك قرب يخلص معايا .
سالم …هو انا لحقت يا لولو .
لولو بسخرية …على قد فلوسك يا سالم .
روح بس شوف مين وبلاش ازعاج .
فارتدى سالم ما يستر به نفسه ، ثم ذهب مسرعا ليفتح ، ليتفاجىء بـ ليلى والجيران من ورائها .
سالم بإرتجاف ….ليلى ، ثم نظر لمن ورائها بخوف قائلا …اهلا فيه حاجة يا جماعة .
لتنطق عبير بسخرية …فيه أن فضحتك هتكون بجلاجل يا محترم ..نظرت له ليلى بإنكسار ، قائلة هى فين يا سالم !
سالم بنفى …هى مين دى ؟
ثم اراد ان يغلق الباب تجنبا للفضائح ولكنه لم يستطع حيث هاجموا الشقة .
وولجت ليلى اولا لغرفة النوم ، لتجد لولو على فراشها بملابس فاضحة .
ليلى والغضب قد امتلكها …انتى مين يا قذرة ؟
وازاى تعملى كده ، مع راجل مجوز !.
فضحكت لولو بسخرية قائلة …مهو هو لو كان مجوز من ست صح ،مكنش عمل كده يا دلعدى .
روحى بصى لنفسك فى المراية الاول وبعدين اكلمى.
تأثرت هدى بما قالته تلك البغية ، فهى نعم لم تحظى بقدر من الجمال ولكن الجمال ليس كل شىء ، فيكفى حيائها وجمال روحها وطيبة قلبها .
وهمت أن تبطش بـ لولو وتضربها ، ولكن الأخيرة أمسكت بحجابها وكادت أن تنخنقها فاستغاثت ليلى .
فتجمع الجيران حول لولو ، واوسعوها ضربا حتى سالت الدماء من جميع جسدها .
ثم توجهت ليلى إلى سالم صارخة فى وجهه بإنكسار …ليه تعمل فيا كده يا سالم ؟
انا قصرت معاك فى ايه ؟
ليه تجيبها هنا وعلى سريرى كمان .
مكفكش تقابلهم برا ، كمان بتجبهم هنا .
انت فاجر للدرجاتى يا اخى .
وبتوزع حبك برا وفلوسك للحرام.
وانا مراتك حلالك أحق وحدة بيك ، كانت بتبخل عليا حتى بمشاعرك .
وطول عمرى بقول يا بت استحملى وعيشى عشان ابنك .
ويمكن غصبا عنه عشان على باب الله .
لكن تطلع كمان خاين .
وتقدر تقولى كنت بتجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وانا كنت كل ما اسئلك على فلوس ، تقولى مفيش ، اجبلك منين ؟
سالم بإنكسار وذل …بس كفاية فضايح يا ليلى .
وارجوكى مشى الناس دى .
وخلينا نتفاهم مع بعض .
ثم لمس وجهها فى محاولة منه لإرضائها .
ولكنها نزعت يدع بقوة قائلة …اوعى ايدك عنى ،واياك تلمسنى تانى ، انت فاهم .
وخلاص كده خلصنا ، وكل واحد يروح لحاله .
بس الاول .
تعملى كشف حساب ، عن اللى صرفته من فلوس ادهم فاكره ولا نسيته يا سالم .
سالم بحرج …لا ده كده خلاص خلص فلوسه اوى .
ليلى …والله !
يا كداب يا حرامى .
انت مصرفتش عليه مليم ، وصرفت كله على نفسك وعلى الاشكال القذرة اللى تعرفها .
سالم ….؟؟
فماذا يا ترى سيتصرف سالم فى تلك الفضيحة وهذا الاتهام .؟؟
…………………
عاد ادهم إلى منزله ، ليجد سارة تفترش الأريكة والدموع فى عينيها .
ولكنها سرعان ما رأته ، أسرعت إليه .
وانهارت فى البكاء وضربته على صدره بكل قوتها ….كده يا ادهم ، تسبنى كل ده لوحدى .
ازاى هونت عليك كل ده ؟
ومبقتش كمان تهتم بيه ، ولا تكلمنى .
ويدوبك رديت عليا مرتين بس وباقى المرات تكنسل .
عليا .
هو ايه كده الحب بيروح بعد الجواز بعد ما بيقولوا .
فضحك ادهم حين تذكر حديث مجدى عن كرمة ،فوضع يده على رأسه وحدث نفسه …اظاهر كلهم خامة واحدة .
ربنا يصبرنى .
المهم لازم اخدها على قد عقلها ، يأما مش ضامن تعمل ايه فيا تانى .
سارة بغيظ …يعنى انا بقولك كل الكلام ده ، وبدل ما تقول حقك عليا ولا تقول ازاى طبعا لسه بحبك .
تقوم تضحك .
انا مش عارفة ازاى انت كده .
فأخرج ادهم من جيب بذلته الشيكولاتة المفضلة الى ساره ، ثم قال اتفضلى هدى دى الاول كليها عشان تهدى وبعدين تتفاهم .
فأخذتها سارة ، ولكنها انفعلت مرة أخرى قائلة ….حضرتك فكرنى عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بشيكولاتة .
ثم نظرت إليها قائلة …وكمان جيباهالى من غير مكسرات .
اتسعت عين ادهم قائلا ….اسف والله مخدتش بالى .
هاتيها أبدلها بسرعة.
ففتحتها سارة وقطمت منها قطعة قائلة …لا انا هكلها وانزل هتلى غيرها .
فضحك ادهم وحملها فقالت غاضبة …نزلنى لا انا مخصماك .
ادهم …منا عارف وهصلحلك دلوقتى .
ثم نظر فى عينيها بشوق قائلا …وحشتينى اوى .
سارة …يا سلام ، لو وحشتك مكنتش اتأخرت كده .
وكنت رديت على تلفوناتى .
لكن انت طنشتنى .
ادهم …معلش غصب عنى كان فيه شغل ومش عارف ارد عليكى .
مع انى لما رديت عليكى ، قولتلك معلش هى ساعة وجى.
مكنش لسه لزمة ترنى ٤٠مرة فيهم عشان تتأكدى انى جى .
سارة …يعنى مطمنش عليك ، انا غلطانة يا سى ادهم .
ادهم …لا انتى مش غلطانة ، انتى حبيبة قلبى.
سارة …خلاص متسبنيش فى. البيت تانى ، انا هروح معاك الشغل .
ادهم …تروحى المصنع والعمال ، لا ده لا يمكن أبدا.
أما لو مصممة تشتغلى ، يبقا فى مكتب بابا شريف .
سارة …تؤتؤ …انا عايزة اكون جنبك يا ادهم .
ومفرقكش ولو للحظة واحدة .
فابتسم ادهم قائلا …قد كده بتحبينى يا سارة .
سارة بخجل …اوى اوى يا ادهومتى .
ادهم …طيب تعالى احكيلك جوا حكاية حلوة اوى .
هتعجبك .
فضحكت سارة وحملها إلى غرفة النوم ليقضوا ليلة سعيدة من ليالى الحب .
………….
أما مجدى ..فقد عاد هو الآخر إلى منزله فوجد كرمة تحدث منى عبر الهاتف .
قائلة ….متزعليش يا منى يا حبيبتى ، وهوديه معلش .
ولما يكون غضبان حولى تتجنبيه .
هو والله ايمن طيب بس عيبه أفوش شوية .
بس انتى قولتى بيطلع يطلع وينزل على مفيش .
وبيصلحك معلش يا حبيبتى.
عمليه زى العيل الصغير .
واضحكى عليه بكلمتين ، هما الرجالة كده عقلهم صغير ويضحك عليهم .
كل هذا الحديث ولم تدرى كرمة أن هناك من يقف من ورائها ويستمع لحديثها.
وكان مجدى بضحك على كل كلمة تتحدث بها كرمة .
ولكنه فى النهاية غضب عندما قالت …الرجالة عقلهم صغير .
فوقفت أمامها ووجهه ينذر بالشر .
فصدمت كرمة وأنهت المكالمة مع منى قائلة….مع السلامة دلوقتى يا منى يا حبيبتى ، عشان شكلى هيتعمل منى سلطة .
ثم أغلقت الخط معها .
واسرعت إلى غرفتها .
ليضحك مجدى وقام بالنداء عليها …استنى كرمة وبراحة ، البنت اللى فى بطنك ملهاش ذنب أن أمها على قد عقلها كده .
ثم تابع بقوله ..
وماشاء الله عليكى عاقلة وانتى بتنصحيها …وقال ايه خديه بالهدواة يا منى .
امال منكدة عليا عشتى ليه يا ست كرمة ..ده انا نفسى اشوفك بتضحكى فى وشى يا شيخة .
فبكت كرمة مرددة…مهو انا كل يوم بخاف ، انك تسبنى ، وانا مليش حد فى الدنيا دى غيرك يا مجدى .
يمكن انا غلطانة عشان انت فعلا كويس معايا .
بس صدقنى الخوف مسيطر عليا ومش قادرة اتخلص منه .
ثم رددت ببكاء …انت فعلا ممكن تسبنى يا مجدى .
ارجوك بلاش تعملها ، ده انا ممكن اموت فيها .
انا بحبك اوى يا مجدى .
وهنا تذكر مجدى حديث ادهم له .
وتأكد أنه كان صادقا فيما يقول .
وان ما تفعله كرمة جراء خوفها من أن يتركها .
وان يجب عليه فعلا أن يشعرها بالأمان حتى تتطمئن بوجوده ،وانه لن يتركها .
فأقترب منه وعلى وجهه الابتسامة ، فتراجعت للوراء …فحزن مجدى من أجل ذلك ، أنها تخاف منه لهذه الدرجة وسئل نفسه ، هل حقا معاملته معها هى السبب فى ذلك .
مع أنه كان حريصا أن يتقى الله فيها بقدر المستطاع .
نعم إنه ليس كـ ادهم فى رومانسيته وكلامه المعسول.
ولكنه حقا احبها من قلبه ، وحاول بقدر الإمكان أن يسعدها .
فلما إذا تخشاه لهذه الدرجة.
عليه فعلا أن يشعرها بالأمان .
……
فما سيفعل مجدى معها ؟؟
وما تنوى سهام فعله مع ادهم ؟؟
وكيف سيكون مصير هدى وسالم .
…..
أرجوا أن تكون عجبتكم الحلقة يا قمرات
وللحكاية بقية .
اترككم فى امان الله.
نختم بدعاء جميل
اللهمَّ بركة الوقت وبركة الجُهد، وخفّةً وتسخيرًا وتيسيرًا لكل شيء.”!
……..
ام فاطمة شيماء سعيد