قصة البيت
مش هكدب عليكم، أنا شاكك أن في حاجة غريبة مدفونة تحت البيت!
قبل ما حد يتهمني بالتهويل، اسمعوا اللي حصل معايا وقولولي أعمل إيه؟ البداية كانت من يومين لما صحيت من النوم عطشان وخرجت للمطبخ وكنت معدي في الطرقة وسمعت صوت حد بينادي اسمي بصوت واطي جدا وبيقولي “خرجني”!
اتسمرت مكاني، قلت ده أكيد تأثير أني مش فايق وكملت طريقي للمطبخ وفتحت التلاجة وبدل ما أحس ببرودة خارجة منها لقيت صهد، هواء سخن مش دافي خرج منها لدرجة أني صرخت!
حطيت إيدي على وشي، بصيت حواليا وحسيت بخوف، ورجعت بسرعة للسرير جنب مراتي لدرجة أني مشربتش. صحيت تاني يوم ونسيت تقريبًا اللي حصل بسبب ضغط شغلي بس لما وجه الليل حصل موقف أغرب!
مراتي صرخت فجأة ونادت عليا.
كنت في الأوضة وخرجت بسرعة أشوف مالها لقيتها واقفة في الطرقة بتقولي “كنت بتصرخ ليه”؟! اتعصبت وأفتكرت أنها بتهزر بس زعلها مني ومن عصبيتي أكدلي أنها سمعت صوتي أنا اللي بصرخ!
الخوف زي المرض ينتشر بسرعة ولو ماخدتش منه مناعة ووقفته هيتمكن منك. شغلت قرآن وفتحت أنوار الشقة ورشيت ملح في كل ركن ومراتي واقفة جنبي مش بتعمل حاجة غير أنها خايفة، وفضلت لحد الساعة 2 بليل قاعد على السرير مش عارف أنام رغم أني متعود أنام 10، لحد ما سمعت الصوت بينده عليا تاني “ولييييد، خرجني”!
جسمي اتنفض، عرق بارد بدأ ينبت على وشي وحسيت بمياه بينزل على ضهري، أطرافي بردت، حاولت اتماسك وهزيت مراتي جنبي جامد علشان تصحى لقيته بتلف بوشها ليا وعينها كلها أبيض وصرخت وهي بتقولي “خاراجنننننننني”
صرخت وقومت من السرير وأنا ببص ليها لقيتها قاعدة مذهولة وبتقولي “مالك، مالك إهدى، بتصرخ ليه”!
لساني كأنه اتكلبش، وقفت وشاورت عليها ومتكلمتش. مراتي افتكرت أني بشاور على حاجة وراها وبصت ملقتش حاجة فقامت وقربت مني وقرأت قرآن وحاولت تهديني وأنا مش مستوعب.
لحد هنا القصة غريبة، أقولكم الأغرب؟
إني قررت أشوف ايه اللي مدفون في البيت وقعدت أدور على أي علامات أو حاجة مش طبيعية ولقيت سيراميك لونه مختلف عن لون باقي السيراميك اللي في أرض أوضة الأطفال. أنا ربنا مرزقنيش بعيال فمش بندخلها غير كل فترة.
دلوقتي أنا قاعد بكسر السيراميك وبحفر في الأرض علشان أفهم.
شايف قدامي هدوم بيضاء وجثة متحللة!
كملت حفر ودموعي بدأت تنزل على وشي، وشوية نقاط منها نزلت على الرمل اللي خرجته وعمل علامات، شايف قدامي فستان أسود مهترئ، وشعر أسود جميل لمسته كتير.
ظهر وش بدأت ملامحه تتشوه من الدفن. دموعي بتزيد أكتر وبكمل حفر وبطلع الجثة.
شديت إيد فيها خاتم الجواز، وطلعت جثة لست جميلة، كانت مراتي لحد ما عر
فت أنها أمنت على حياتها بـ500 ألف جنيه فقررت أقتل..ها واستفيد من المبلغ وأعوض خساير تجارتي.
الدموع بتزيد وعرقي غرق هدومي، مسحت وشي وقعدت جنبها أعيط، كانت عيزاني أخرجها، أكيد زعلت مني، أكيد عايزة تنتقم مني وعلشان كده كانت بتطلعلي.
استغلت أني مبقتش على طبيعتي بعد ما قتلتها ودفنتها خاصةً وأن عقلي الباطن رفض أني أعمل حاجة زي كده فصنع حياة وهم وعيشت فيها.
“شكرًا” سمعت الكلمة وبصيت ورايا لقيتها واقفة بتبتسم بس بعتاب، “أنا أسف” قولتها وأنا منهار. هزت راسها وقربت مني وحضنت راسي. حاسس بجسمها البارد، عروقها البارزة، إيدها الخشنة المتحللة، ريحتها النتنة.
أول مرة أحس براحة من بعد ما عملت كده، يمكن علشان الكلمة اللي قالتهالي قبل ما تسيبني وترجع تقف مكانها تبص لي.
كملت حفر لدقايق لحد ما وسعت الحفرة أكتر وطلعت المسدس اللي دفنته معاها وقتلتها بيه، قعدت في الحفرة ورفعت المسدس وأنا بنفذ ليها أخر طلب، واللي هيخليني أرتاح من الجنون ده..
قالتلي “أدخل مكاني”.
بصيتلها أخر مرة لقيتها بتبتسم، وضغطت الزناد!
قصة البيت
#تمت
#عبدالرحمن_دياب
قصة البيت