طول عمري عارف أني كعامل مشرحة لازم حياتي يكون فيها حاجة غامضة او مش مفهومة بس في الحقيقة ده محصلش كنت بمارس شغلي عادي جداً.. لحد ما جات جثة الشيخة عفاف وتقدروا تقولوا كل حاجة أتغيرت من يومها
مكنتش حاطط حاجة في بالي الاصوات والخبط جوه التلاجات دي حاجه عودني عليها عم صلاح الله يرحمه قبل ما يسبني وامسك انا المشرحة
لكن من يوم ما جات الجثة دي وحرفيا في حاجه غريبة بتحصل
…
_ ألو إسعاف القاهرة؟
_ أتفضل؟
_عاوزين عربية إسعاف بسرعة في شاب هنا في حالة صعبة جداً وبيموت
_ العنوان بسرعة؟
..
أتحركنا علي العنوان كان بيت قديم في حارة طلعنا بسرعة البيت والمنظر جوه كالتالي شاب في التلاتينات من عمره.. واقع علي سجادة الصلاة الدكتور قاس النبض وشاف ضربات القلب وبعدها قال
البقاء لله الشاب مات
لحظات من الصمت تبعها صوت صراخ وعويل ستات كتير.. حاجات متعود عليها كمسعف بتحصل قدامي كل يوم مش قصدي اقلل من صعوبة الموقف خالص لكن تقدروا تقولوا انها شغلانة خلت قلبي حجر.. أتحط الشاب في كيس مخصص للجثث وقبل ما تتشال لمحت دفتر سلك مفتوح ومكتوب عليه أيمن.. معرفش أي اللي خلاني أعمل كده أنا أخدت الدفتر وعارف أنه غلط لكن قررت اعرف اي اللي حصل معرفش ليه فضولي محركني أوي المرةدي… وياريتني ما أخدتها
…
#قرين_الجن
#الجزءالأول
أنا أسمي سامي عبد الفتاح.. سني 28 سنة من أسرة متوسطة الحال أنا من القاهرة بشتغل مسعف وعايش مع أمي.. أبويا توفاه الله من سنة
شغلانة المسعف دي ممكن ناس كتير تشوفها ساهلة.. بس حرفيا هي من أصعب ما يكون كفاية الحاجات اللي بنشوفها في الشغلانه دي محدش يستحملها
المهم نرجع لموضوعنا اخدنا الجثة للمشرحة ورجعنا النقطة بتاعتنا.. مش عارف ليه مستعجل أني أعرف الحقيقة
فتحت الدفتر وابتديت اقرأ وعشان تفهموني هقرأ علي اني انا هو.. هتكلم كأني أنا أيمن
..
أنا أسمي أيمن قررت أكتب الكلام ده ومش عارف مين هيقراه.. بس انا خلاص عارف اني هموت
انا بشتغل عامل مشرحة واتعلمت الشغلانة دي علي ايد عمي صلاح الله يرحمه
هو عمي شقيق أبويا مش مجرد كلمه علمني الشغل ده من وانا في المعهد.. أنا خريج معهد تمريض
ولما أتوفي عمي صلاح أنا مسكت مكانه رغم أن وفاته دي كانت حاجه غريبة بالنسبالي.. عمي صلاح اتوفي في المشرحة وعلي وشه كانت اشد علامات الفزع .. لدرجة ان اهلي كانوا خايفين وهو بيستلم الجثة
ورغم وفاته بالشكل المفزع والمحزن ده إلا أن كلامه لسه بيرن في وداني
ملكش دعوة بالجثث يا أيمن أحنا لينا أننا نوصلها للتلاجة ونسلمها لأهلها في حالة إنتهاء الاجراءات
مهما تسمع كبر دماغك عشان متتعبش
…
الكلام لسه بيرن في وداني حتي اللحظة.. الله يرحمك ياعم صلاح
طول عمري عارف أني كعامل مشرحة لازم حياتي يكون فيها حاجة غامضة او مش مفهومة بس في الحقيقة ده محصلش كنت بمارس شغلي عادي جداً.. لحد ما جات جثة الشيخة عفاف وتقدروا تقولوا كل حاجة أتغيرت من يومها
مكنتش حاطط حاجة في بالي الاصوات والخبط جوه التلاجات دي حاجه عودني عليها عم صلاح الله يرحمه قبل ما يسبني وامسك انا المشرحة
لكن من يوم ما جات الجثة دي وحرفيا في حاجه غريبة بتحصل
اليوم ده لسه فاكره كويس كأنه إمبارح.. كنت قاعد علي المكتب بشرب الشاي وبراجع دفتر الدخول والخروج
لقيت ناس داخلين عليا وشهم عليه غضب ربنا.. وصوت عربية إسعاف والسرينة بتاعتها بتدوي بره
وواحد فيهم أتكلم وقال
_ تعالي استلم الجثة من المسعف يا أستاذ بعد أذنك
_ طيب يا عم الكلام براحة في حاجه أسمها السلام عليكم حتي ولا اي؟!
_ بقولك اي يا باشا أحنا مستعجلين تعالي خد الجثة دي خلينا نغور من هنا
_ في أي يا استاذ.. أتفضل وريني الجثة دي!
…
خرجت بره عشان الاقي المسعف والسواق هما كمان قلبين وشهم.. أستغربت هو في اي؟
طيب جايز اهل الجثة زعلانين عشان أكيد أم او اخت او أب او أخ
لكن دول زعلانين ليه؟!
أخدت الجثة اللي أكتشفت أنها جثة لست في الاربعينات من عمرها.. ميته بحروق خطيرة جداً وصلت لمرحلة التشوه.. نقلنا الجثة لجوه التلاجة وسجلت البيانات
ورجعت قعدت علي المكتب وسرحت شوية.. قطع سرحاني صوت غريب جاي من المشرحة جوه من التلاجة.. مش صوت خبط ولا رزع لأ ده صوت انين او صرخة مكتومة، قومت من علي المكتب فتحت التلاجة ودخلت
مفيش حاجه والدنيا جوه هادية تماماً.. استغربت وبعدين قولت أكيد بيتهيألي ولسه هخرج النور قطع.. المفروض ان في مولد كهربائي بيشغل النور تلقائي بس ده محصلش وده غريب
قولت مش مشكله أنا عند الباب هخرج واشوف الأمن اللي بره يكلم الصيانة.. جيت أفتح الباب مش لاقيه.. ايوة مش لاقي الباب
هو راح فين؟.. خرجت التليفون من جيبي ونورت او جيت انور الحقيقه لكن التليفون فصل
التليفون كان شاحن 90٪ فصل أزاي معرفش؟!
..
في اللحظة دي ايد متلجة اتحطت علي كتفي.. انا اتشهادت
اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
لاحول ولا قوة الا بالله.. في أي.. هو في اي؟
النور رجع ومفيش اي حاجه والباب مفتوح.. ولقيت
حارس الأمن بيعمل شاي عند المكتب وبيقولي
_ اي يا أيمن مش عويدك يعني تدخل المشرحة بعد دخول الجثة.. اي بتأمن عليها؟
_ هو النور كان قاطع دلوقتي؟
_ لأ نور اي اللي يقطع ده ما أنت عارف المولد هيشتغل تلقائي
_ طيب سبني لوحدي شويه بعد اذنك
..
قعدت علي المكتب والفكر هيموتني.. يعني اي اللي حصل ده؟
طيب عمي صلاح قلي اخرهم خبط ورزع علي الادراج لكن مش هتوصل لكده؟
طيب هو ده حصل أصلا ولا أنا أتجننت؟
في الوقت ده وصل الدكتور المسؤول عن التشريح وقلي
_ الجثة وصلت يا أيمن؟
_ ها اه وصلت يا دكتور.. تمام
_ مالك؟… متوتر وقلقان كده ليه؟
_ لا لا.. مفيش حاجه مش قلقان.. أنا تمام
_ طيب تعالي ساعدني نخرج الجثة دي من التلاجة عشان دي جاية في حادثة وعاوز اخلص شغل عليها عشان امشي
_ تمام حاضر
…
دخلت معاه وأنا قلقان.. طلعنا الجثة وحطيتها قدامه وسبته بسرعة وخرجت
قعدت على المكتب وانا مرعوب مش عارف مالي ولا فيا اي؟!
فاتت ساعة في التانية وسمعت الدكتور بيكلم حد وبيقوله
_ ايوة اطمن مفيش شبهه جنائية اخلص التقرير والجثة بتاعتنا مش عاوزك تقلق
..
ولسه هفكر في اللي بسمعه.. صرخة شقت سكون الليل.. صرخة الدكتور دخلت التلاجة بسرعة وكانت الصدمة
..
الدكتور كان واقع علي الارض وتليفونه واقع جمبه.. كان عايش بس علي وشه ملامح خوف ورعب مشوفتهاش قبل كده يمكن من يوم موت عمي صلاح
جريت عليه وقومته وسألته مالك في أي؟
مكنش بيرد عليا كان في حالة من الصمت والصدمة عينيه فيها دموع كتير محبوسة.. منظره كان صعب وكنت أول مرة أشوفه كده، صحيح هو نزل من نظري خصوصا بعد اللي سمعته في المكالمة.. لكن واجب عليا اساعده وكمان عايز افهم منه
…
الدكتور سابني ومشي بدون اي كلام.. خرج من المشرحة كلها
بصيت علي الجثة اللي كانت لسه قدامي مفهاش حاجة غريبة.. خرجت من التلاجة ورجعت قعدت مكاني.. مش مصدق اللي سمعته من شويه
يعني اي الدكتور بيتاجر في الجثث، طيب أزاي؟!
وأنا معرفش من ورايا وأكيد مش أول مرة يعملها
طيب أعمل أي أبلغ عنه ولا خليني في حالي؟؟
…
رجعت قعدت على المكتب وفي بالي أسئلة كتير وأولهم هو أي اللي بيحصل بالظبط؟
في حاجه مش مظبوطة.. يعني اللي حصل معايا وحصل مع الدكتور ده غريب شوية
قطع تفكيري صوت فزعني من مكاني حسيت جسمي تلج ومش قادر أتحرك من مكاني.. عشان أنا أسمي بيتنادي من جوه بيتنادي من جوه التلاجة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
طيب أعمل أي أقوم أشوف مين بينادي عليا من جوه؟.. أنت مجنون صح عاوز تدخل تشوف مين بينادي عليك من تلاجة أموات هتكون جثة صحيت يعني؟
كنت بكلم نفسي علي الجنان اللي بفكر فيه
ولسه الصوت مستمر
..
أخدت خطوة شجاعة وثقة بالنفس شوية وقولت
انا هدخل واللي يحصل يحصل
وفتحت الباب ودخلت وكالعادة مفيش حاجه.. لسه الجثة زي ما هيا علي ترابيزة التشريح
بقدم رجل وآخر رجل وأنا بقرب من الجثة دي.. قربت منها وكلمتها وكأنها شخص عايش
أنتي أي حكايتك يا ست أنتي ولا وراكي أي؟
وقبل ممشي الجثة فتحت عينيها وبصتلي.. لساني أتلجم جسمي خشّب ومعرفتش أنطق.. مسكت ايدي بحاول أخلص نفسي منها مش قادر ايدها كانت بتحرقني.. اعوذ بالله أبعدي عني أبعدي
فتحت بوقها لسانها كان مقطوع وشكله مقرف مقرف
صرخت.. صرخت بكل ما عندي من طاقة.. الباب اتفتح ودخل حارس الأمن وهو بيقولي
_ مالك يا أيمن؟.. مالك؟
_ الجثة فتحت عينيها وبصتلي لسانها مقطوع
_ جثة اي دي اللي فتحت عينيها يا أيمن؟!!
بصيت علي الجثة.. مفيش حاجه الجثة طبيعية جداً ومفيش اي حاجه.. رجعت بصيت للامن وقولتله
_ لا بقولك اي بلاش النظرة دي أنا مش مجنون ها
_ أنا مقولتش مجنون بس أنت محتاج ترتاح يا أيمن.. لازم تفصل شوية
_ أفصل أي.. بقولك الجثة فتحت عينيها وبصتلي ومسكت أيدي
..
حارس الأمن بص علي أيدي وبرق.. فبصيت أنا كمان، أيدي عليها آثار حرق مكان مسكتها وأنا مكنتش حاسس بأي آلم محستش غير لما بصيت علي أيدي
حرق كبير مش صغير.. وقولتله
_ صدقت.. صدقت أني مش مجنون
_ أنت أي اللي عمل في أيدك كده؟
_ هي.. الجثة دي الحرق ده مكان مسكة أيديها
_ عاوز تفهمني أن الجثة صحيت ومسكتك من أيدك هو ده كلام ناس عاقلين
_ أنت مش عايز تصدق أنت حر.. وبعدين هو أنت مالك أصلا روح علي شغلك يا عم مش ناقصك
_ تصدق انا غلطان اني جاي اساعدك انا ماشي
..
خرج وفي اللحظة دي تليفوني رن.. كان دكتور التشريح دكتور آدم.. فتحت الخط وبقوله أيوة يا دكتور بس مكنش صوت الدكتور
_ حضرتك أيمن؟
_ أيوة مين حضرتك؟.. وفين دكتور آدم؟
_ أنا لقيت التليفون ده جمب جثة في مقابر علي طريق المنصوره وبلغت الشرطة
_ جثة!!.. دكتور آدم مات
_ البقاء لله شد حيلك
..
خرجت بسرعة من المشرحة وأنا هتجنن بلغت المستشفى بالمكالمة والدنيا أتقلبت والجثة أتنقلت علي المشرحة عندنا
وبدأت تحقيقات كتير مع الكل.. أما أنا فكنت خايف أدخل أشوف الجثة لوحدي.. أنا يدوب نقلتها جوه المشرحة مع المسعف
رجعت أكلم نفسي من تاني وقولت اي هتحكي اي وتقول أي؟!
هيتقال عليك مجنون أعقل كده وأهدي
هقول أي للشرطة في جثة بتصحي وبتخلي الناس تموت نفسها.. اصل تقرير الطب الشرعي قال أن دكتور آدم مات منتحر
وده في حد ذاته غريب أي اللي وصله لكده أصلا.. كان لازم أشوفه يمكن هو كمان يحاول يوصلي رسالة
دخلت التلاجة حاسس برهبة وخوف ممزوجين بفضول.. الجثة كانت علي ترابيزة التشريح والمفروض في دكتور هياجي دلوقتي عشان يشرح الجثة وقفت قدامه وأنا مش عارف أعمل اي بالظبط وفي الوقت دخل دكتور التشريح الجديد.. الدكتور عمر وقلي
_ كويس انك هنا عاوزك تساعدني في تشريح الجثة دي
_ اساعدك ازاي؟… أنا مفهمش حاجه في التشريح ده
_ ياعم مالك قلقت كده ليه؟… أنت هتساعدني في مناولة الادوات بس
_ تمام مفيش مشكله
..
يمكن دي المرة الاولي اللي أتفرج فيها علي عملية تشريح لجثة.. بدأ الدكتور عمر يشرح الجثة وانا واقف بتفرج.. لكن فجأة طلع من بوق الجثة ورقة.. ورقة مكتوب فيها دور ورا موت عمك صلاح هتعرف الحقيقة.. قفلت الورقة وأنا مش فاهم حاجه اي علاقة موت عمي صلاح بموت الدكتور أنا مش فاهم حاجه خالص
خلص الدكتور التشريح وخرجت من المستشفى ورجعت علي البيت.. كنت عايز اتكلم مع أمي جايز تكون فاهمة حاجة من الكلام ده
روحتلها البيت وبدأت احكيلها كل حاجه.. أمي كان باين عليها عارفة حاجه ومخبية
لكنها قلتلي
_ مش عارفه يا أبني.. بس جايز أبوك الله يرحمه كان يعرف هو كان سره معاه
_ طيب يا أمي متعرفيش واحدة أسمها الشيخة عفاف
…
أمي بصتلي وبرقت.. وقلتلي
_ سلام قول من رب رحيم.. أنت جبت الاسم ده منين؟
_ يبقي أنتي عارفة كل حاجه.. عارفة ومش عاوزة تحكيلي يا أمي
_ خايفة عليك.. والله انا خايفة تروح مني يبني
_ متخفيش يا ست الكل.. بس لازم تحكيلي انا عقلي هيشت مني
_ هحكيلك بس قولي.. أنت تعرفها منين؟
_ جثتها عندي في المشرحة.. ولما شافها الدكتور آدم مات بعدها
_ كده باقية روح شخص عشان تتم الترضية
_ ترضية أي وشخص مين؟
_ الشيخة عفاف دي لا شيخة ولا حاجة .. دي دجالة نصابة عاملة عهد مع جن من اقوي الجان
بس بسبب غباءها أتسببت في أذية الجن ده عن طريق أستخدام آيات من القرآن والعهد اللي ما بنهم مش هيصلحوا غير 3 قرابين ترضية عشان تحل اللعنة من عليها
_ وللأسف عمك مات بسببها.. عمك مات بسبب أنه رفض يتعامل معاها في المتاجرة في الجثث
وكانت النتيجة الموت.. وأكيد الدكتور ده عمل حاجه
_ عنوان الست دي فين؟
_ ليه؟
_ لازم اعرف كل حاجه حصلت زمان
_ حاضر بس خلي بالك من نفسك
..
أخدت العنوان من أمي وقولت أروح أصلي ركعتين قبل ما أتحرك
..
لحد هنا أنتهت مذاكرات أيمن.. لكن
في اخر الصفحة كان مكتوب عنوان.. أكيد هو ده عنوان الشيخة عفاف
طبعاً عرفتوا دلوقتي أن أيمن مات وهو بيصلي وبكده هو القربان التالت.. بس انا برضو مش فاهم حاجه
عندي فضول أه أكيد وعايز أعرف الحقيقة.. أكيد طبعاً لكن انا بفكر في حاجه مليش دعوة بيها.. حاجة متخصنيش من الاساس
سألت نفسي اي اللي يخليني أروح العنوان ده.. أديني عرفت أيمن ده مات أزاي وليه بس كده خلاص مليش دعوة تاني
..
ده الكلام اللي انا قولته لنفسي.. بس الفضول يا جماعة الفضول ده حاجه لا تقاوم.. صدق اللي قال علي الفضول قاتل
كلمت مديري في الشغل وطلبت منه اجازة بكرة مش رايح الشغل.. هروح العنوان
أنا خلاص أتجننت بس خلاص مش هرجع في قراري
العنوان كان بيت في قرية قريبة مننا جداً
نزلت تاني يوم لبست وجهزت نفسي
وركبت مواصلة لحد ما وصلت هناك.. قرية صغيرة باين علي أهلها الهم والحزن.. الناس كانت بتبصلي علي اني شخص غريب داخل البلد.. لحد ما واحد كده كبير في السن وقفني وقلي
_ خير يا أستاذ أنت شكلك غريب عن البلد دي؟
_ أه فعلاً وكنت جاي أسأل عن حد هنا
_ مين؟.. أسمه أي؟
_هي واحدة مش واحد وماتت قريب و…
..
ولسه هكمل كلامي لقيت الراجل بيقولي أسكت
_أسكت ومتتكلمش تاني.. تعالي ورايا بسرعة!
…
مشيت وراه وانا مش فاهم حاجه.. لحد ما وصلنا لبيت شكله كده بيته
دخلنا البيت واتكلم وقال
_ أول حاجه عاوزك تعرفها أنك مينفعش تتكلم مع حد خالص في الموضوع ده.. أنت لو أتكلمت هتتقتل
_ أتقتل؟!.. للدرجة دي!
_ وأكتر أنت متعرفش أحنا بنعاني من أي.. أحنا بقالنا سنين بنعاني من العيلة دي كلها، حسبي الله ونعم الوكيل فيه بقا هو السبب في كل حاجه
_طيب ممكن تهدي كده وتحكيلي بس عشان أفهم
_ أنت واحد فضولك جابك لحد هنا بس متعرفش أن فضولك ده ممكن يكون سبب في موتك
بس انا هحكيلك عشان أكون خلصت ضميري قدام ربنا وأنت حر في النهاية
أنا أسمي عامر من الناس اللي عايشة في القرية دي من زمان جداً.. كانت زيها زي اي قرية ومكنش فيه أي مشاكل
لحد ما جيه ناس كده كان واحد ومراته.. عطا وشادية
كانوا جايين من الصعيد وعطا ده تحديدا كان ليه أصول من السودان وعاشوا في القرية هما الاتنين زي باقي الناس ماهي عايشة
بس مشكله عطا أن خلفته كانت كلها بنات ومش بس كده دول كانوا بيموتوا بمجرد ما بيتولدوا
الموضوع ده عمل مشكله كبيره بين عطا ومراته وقالها أن العيب منها وأنه هيتجوز
طبعاً الكلام كان بالنسبالها جارح جداً.. وعشان كده هي اصرت انها تروح لدكتور عشان يشوفوا اي المشكله.. وفعلا راحوا والدكتور قالهم مفيش مشكله وان كل حاجه بأيد ربنا وأنها مسألة وقت
..
عطا كان رافض الكلام ده وهدد مراته انها لو محملتش في اخر الشهر ده هيطلقها وهيرميها.. بس شادية كانت غلبانة وتغرق في شبر مية وكانت عارفة انها من غيره هتتبهدل بس مكنش في ايديها حاجه
لكن عطا كلم اهله عشان يشفوله حل.. والحل كان الشيخ ابو المكارم وأنا اسف اني بقول عليه شيخ
دخلته البلد علينا كانت شؤم
الراجل ده جيه ودخل بيت عطا ومعداش ربع ساعة وسمعنا الصراخ.. صراخ شادية ومحدش كان فاهم بيحصل اي!
بس بعدين فهمنا.. فهمنا أن عطا جاب دجال عشان مراته تحمل.. قري عليها وحضر عليها هباب ازرق
وبعدها بأسبوع حملت شادية فعلاً
وطول شهور حملها كان ابو المكارم بيزورهم.. لحد اليوم الاسود اللي خلفت فيه شادية بنتها عفاف
كانت طفلة مش طبيعية اتكلمت ومشيت قبل اي طفل طبيعي.. مقدرش اقولك ان ده غريب يبني علي قد انها في سن السبع سنين كانت بتقول علي حاجات هتحصل في القرية وكانت بتحصل فعلاً
ورغم انها طفلة بس اهل البلد كانوا بيقولوا عليها البركة… وكل يوم عفاف كان بتكبر كانت بتتعرف اكتر
لحد اليوم الاسود اللي عفاف كانت بتلعب فيه مع بنات البلد عادي جداً.. واتخانقت مع بنت شيخ البلد وبنت شيخ البلد ضربت عفاف بالقلم علي وشها.. عطا راح عشان ياخد حق بنته
شيخ البلد هزقه وقاله
_ انت يا جربوع جاي تشتكي بنتي.. بنتك قليلة الادب وتستاهل
_يا شيخ البلد حرام عليك احكم بالعدل
_ امشي اطلع بره يا جربوع
…
اليوم ده هبت حريقة في بيت شيخ البلد وهو ومراته وبنته ماتوا.. محدش كان عارف ازاي ده حصل؟
وكل يوم عفاف كانت بتكبر كان بتحصل حاجات كتيره تشيب الشعر اكتر
لحد ما بقت الشيخة عفاف اللي بتعالج من الجن وتسخره.. كل النااس كانت بتروحلها ومحدش كان فاهم الست دي بتعمل أي؟
لحد ما في يوم راحت واحدة وبنتها عند عفاف عشان البنت ممسوسة من جن قوي
واللي مكنتش تعرفه انه من ابناء ابليس.. فضلت تقول طلاسم كتير عشان يخرج وفشلت في كل المحاولات.. لحد ما عملت الحاجة اللي خلت الجن ينتقم منها ومن كل اهل البلد من غير ذنب
عفاف قالت
وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ صَفّٗا (1) فَٱلزَّٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا (2) فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا (3) إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ (4) رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ (6) وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ (7) لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ ( دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ
…
يا معشر الجن أناشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان بن داود إن لا تظهروا لنا ولا تؤذونا
أحرج عليكم بالله واليوم الأخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذونا
…
صرخة هزت البلد كلها ونار مجهولة المصدر مسكت في عفاف اللي فضلت تصرخ لحد ما ماتت
والنار مسكت في كل حاجه في البلد بيوت ومحلات
وبعد ما الدنيا هديت
الشيخ محروس إمام الجامع قال
أن ابو المكارم حضر جن واتجوز شادية وخلاها حملت.. وخلفت عفاف اللي كان عندها قدرات خاصة عشان هي ابوها من الجن والطابع ده هو اللي غلب عليها.. وطبعا بقي عندها قدرات كتير زي تحضير الجن وصرفه لكن مكنتش تعرف ان قراية القرآن هتكون نهايتها
عفاف ماتت لكن لازم نعرف ان جثتها دي لازم تتنقل من هنا.. جثتها اشبه بالقرين اللي هينتقم مننا كلنا.. عفاف هي قرين الجن
..
وفعلا خلصنا من جثتها وارتحنا منها فهمت ليه قولتلك متسألش عليها عشان متتأذيش
خلص الراجل كلامه وانا حاسس اني اتجننت هو ده ممكن يحصل بجد.. مشيت من عنده بعد ما سمعت حكاية عفاف او الجنية عفاف
ورجعت تاني شغلي.. الشغلانه اللي ياما هشوف فيها من اهوال ومش هعرف ارضي فضولي
..
تمت