قصص

قصه الطقس الاخير

قصه الطقس الاخير

274722355 1669096750110866 5983782292101757670 n 1

كنت فاكراها لعبة هتخرجني من وحدتي، كنت فاكرة ان ده الحل اللي ههرب بيه من التنمر اللي بتعرض له سواء من اي عريس بيتقدملي او من اهله، حسيت ان عندي رغبة في حدوث مجرد ملاطفة بس مش اكتر تحسسني بأنوثتي، واني مرغوب فيا زي اي بنت حلوة بيعجب بيها راجل، كانت الامور جوايا مجرد رغبة بسيطة تحسسني بذاتي ونفسي، لكنها قلبت عليا بلعنة، وعشت فيها وكنت على وشك الموت والضياع…
اسمي نواره، كسرت حاجز ال٣٠، وفرص الزواج القليلة تقريبا انعدمت، اقدر اقول اني شكلي عادي، او زي ما بيقولوا الناس مش حلوة، رغم اني شايفه اني مش قبيحة او قميئة، ونظرتي لنفسي مكنتش كفاية ان الانطباع ده يبقى عند كل الناس اللي بتشوفني وتقابلني، يوم ورا يوم كانت الفكرة بتترسخ جوايا وبتثبت، لحد ما اصبحت اكيدة، انا اهو كسرت ال٣٠ ومبقاش يتقدم أي عريس نهائي، وحسيت ان كل حاجة في حياتي وقفت وادمرت، اليوم بيعدي لاني بتنفس مش اكتر، لسه باكل واشرب وانزل شغلي،جسد بدون روح، روحي قتلها تنمر وكلام الناس وردود فعلهم الغير انسانية تجاهي، كنت ممكن موصلش للمرحلة دي من الإكتئاب، الا ان مصارحة الناس ليا مباشرة بقبح ملامحي وجسمي كانت قلة ذوق لا تحتمل، وخلتني اكره نفسي، احيانا المجاملات البسيطة او عدم الصراحة الكاملة بتبقى لطف مش كدب، الا اني عمري ما لقيت من حد الكدب ده ابدا، وبقيت عايشة اتمنى لو شخص واحد بس يكدب عليا، تخيلي صراحة الناس توصلك انك تتمنى كدبة تنقذك من الإكتئاب اللي حبسك فيه صدقهم وقلة ذوقهم…
وفي ليلة تشبه كل الليالي اللي فاتت من عمري، دخلت سريري عشان انام بدري لاني عندي شغل تاني يوم الصبح بدري، واول ما فردت جسمي وبدأت ادخل الغفوة اللي ما بين الإفاقة والنوم حسيت ان في حد ورايا معايا على سرير!!!..
لكني مقدرتش اتلفت وابص ورايا، وده كان مش بسبب الخوف، ده كان بسبب اني كنت متكتفة!!، كإن حد ماسكني ومحجمني ومانعني حتى اقدر ابص بعيني او احرك رقبتي!!، حاولت استعيذ بالله من الشيطان ومش قادرة انطق، كان لساني مربوط ومعقود ومش طالعلي صوت ولا قادر اجمع الكلام!!..
لحد ما فجأة صرخت، وقومت من على السرير اجري بره الأوضة، لحد ما خرجت ووقفت في اخر الريسبشن وانا باخد نفسي بصعوبة من الخوف والخضة، وببص على اوضتي اللي بابها كان مفتوح وكل ما فيها ظاهر بمحتواه، وكان فيه واحد نايم على السرير!!، وانا في حضنه!!!..
لا اراديا صرخت بكل قوتي صرخات متتالية وباعلى صوت عندي، ومحستش بنفسي غير وامي قدامي وبتقول بلهفة وخوف:
رميت نفسي في حضنها وحكيت لها، فقالتلي وصوابعها بتلعب في شعري عشان تهديني:
ده كابوس يابنتي، جاثوم فمش عايزاكي تخافي، ولو في حاجة مأثرة في نفسيتك ارميها ورا ضهرك، وكل حاجة هتبقى كويسة ان شاء الله، ربنا هيفرح قلبك قريب..
طلبت منها اني انام جمبها اليوم ده فحضنتني وهي بتبتسم ولمست راسي بايدها وهي بتقرأ لي قرآن..
كانت صورة المشهد اللي كان فيه الراجل وشبيهتي على السرير قدامي مش بيفارقني، كانت نظرته ليا بعنيه اللي تشبه عنين القطط مطبوعة قدامي، ومن كتر التفكير نمت…
ولما صحيت كان ميعاد الشغل فاتني، ولقيت ماما بتقولي:
سبتك تنامي وترتاحي، انتي محتاجة يوم اجازة تريحي فيه دماغك واعصابك، ادخلي خدي دش وهتطلعي تلاقي الفطار جاهز..
قصه الطقس الاخير
ودخلت فعلا الحمام وانا مبتسمة من كلام امي وحنيتها عليا اللي بتخلي اي زعل او اكتئاب يهون ويعدي، حاولت اطول لاكبر فترة ممكنة تحت المياه السخنة لانها بتهدي الاعصاب، وبعدها لبست هدومي وخرجت واول ما دخلت الاوضة لقيت امي بتبصلي بإستغراب وهي مبرقة من الخوف والدهشة وبتقولي:
مش كنتي قايمة تجيببي مياه تشربي؟!
هو انتي استحميتي تاني؟!..
سكت للحظة وجاوبتها بدهشة بسؤال:
تاني؟!، مش فاهمة!!؟..
قصه الطقس الاخير
قالتلي:
انا حضرت الفطار وانتي خرجتي من الحمام وجينا الاوضة هنا وكنا بناكل انا وانتي ، وقولتي هقوم اجيب مياه اشرب وارجع، واديكي رجعتي حاطة الفوطة على راسك كإنك لسه خارجة من الحمام حالا، مع انك شلتيها قدامي ولما روحتي تجيبي المياه مكنتش الفوطة على شعرك، ومكنتيش لابسة الهدوم دي!!!..
بصيت للاكل ولقيته فعلا ناقص، لان كان فيه طبقين، واحد فيه اكل امي والطبق التاني فيه اكلي، وكان باين جدا ان حد واكل منه، والأكل اللي فيه ناقص!!!..
ورجعت بنظري لأمي اللي كانت بتبص لي وعلى ملامحها علامات استفهام وذهول وخوف.
حاولت اقول اي حاجة تخلي الموقف يعدي،فجاوبتها وانا بضحك:
ايوه، انا قولت اخضك بس، انا بهزر معاكي، وبدأت اناغشها واكلها عشان الامور تبان طبيعية، الا انها مكنتش مقتنعة وده كان ناتج ردود فعلها معايا وملامحها اللي متغيرتش، رغم انها كانت بتحاول تعدي الموقف…
اكلنا واخدت الاطباق الفاضية ودخلتها في المطبخ وبدأت اغسل المواعين واعمل شاي، في محاولة مني اضافية ان اطمن امي، الا ان كان جوايا احساس غريب جدا، احساس انا كنت مستغرباه ومش فاهمة ليه الاحساس ده اتولد جوايا!!، كان احساس رغبة، شغف في معرفة ايه اللي بيحصل تحديدا، وخيالي استحضر صورة مشهد شبيهتي وهي جمب الراجل المخيف اللي كانوا على سريري، كانت ايديا بتغسل الأطباق، لكني هيمانة وسرحانة في المشهد اللي مش مفارق خيالي، وحسيت ان في ايد بتلمس رقبتي!!، لكني مخوفتش، كنت حابة الاحساس ده جدا، وفجأة سمعت صوت امي بتصرخ من ورايا، اتخضيت وانا بلتفت ليها وبقولها في ايه؟!.
قاليلي بخوف:
خرجت من الاوضة، لقيتك واقفة قدام الحوض وفي واحد واقف وراكي وايده على رقبتك، اول ما شوفته صرخت فأختفى!!!..
قولتلها:
راجل مين بس اللي هيوقف ورايا؟،يمكن بس دي تهيؤات ولا حاجة…
بصت لي وهي متعجبة وبعدها عدت دخلت الحمام، اول ما غابت عن عيني بدأ الاحساس يراودني تاني، احساس اني مبسوطة، في حاجة قوية بتشدني استكشف الاحساس ده…
لكن الاحساس مارجعش تاني، خلصت غسيل المواعين،كانت امي خرجت من الحمام، وفات اليوم طبيعي جدا،لحد ما دخلت كالعادة سريري عشان انام، فرت جسمي واتغطيت وغمضت عنيا، فحسيت بنفس معايا، وصوابع ايد بتتحرك على جسمي!!!، انتفضت من الخضة عشان الاقي مكتوب على الحيطة قدامي ” اتركي لي روحك، وسنبقى زوجين للأبد”.
كنت بقرأ الجملة وانا مستغربة نفسي ازاي مش خايفة رغم اني اتأكدت تماما ان اللي بيحصل ده شئ خارق او من عالم تاني غير بشري، كنت حاسة احساس واحد بس، احساس الشغف واللهفة للتجربة اللي ملهاش اي تفسير عقلاني يخليني اعملها او اخوضها، انما احساس واحد بس، وهو العاطفة تجاه شئ مفتقداه، حتى ولو كان من عالم خفي ومرعب!!!..
ابتسمت، ورجعت تاني لموضع نومي وانغطيت ونمت، وبدأت اتعدل تحت البطانية عشان اخد موضع النوم المفضل عندي على جمبي الشمال، ولما اتقلبت لقيت نفسي على سريري لكن مش في اوضتي!!!، كنت في مكان يشبه الكهف واصوات ترنيم من حواليا زي اغاني كده غريبة وتخلي قلبك يتقبض، الجو كان تلج بمعنى الكلمة، وصوت خبطت على ألواح معدنية مختلط بصوت الترنيم!!.
قصه الطقس الاخير
وصحيت من النوم على صوت امي وهي بتقولي:
قومي، اتأخرتي على شغلك..
كان جسمي مكسر جدا، ولما قومت لقيت نفسي بملابس خفيفة، انا مكنتش لابساها قبل ما انام!!!!..
ولقيت نجمة سداسية موشومة في كل ركن في جسمي!!!
على ايديا ورجليا وبطني.
قلبي ارتجف، والخوف امتلكه وسيطر عليه، وبدأت اسأل نفسي عن سبب ده؟!..
فقطع تفكيري صوت امي وهي بتصرخ، فجريت عليها ولقتها واقفة على باب الحمام وهي باصة للحيطة اللي مرسوم عليها عين تشبه عيون القطط وبداخلها نجمة سداسية!!!!..
امي كانت بترتعش جسمها بينتفض، ومش قادرة تتلم على اعصابها بتبص للحيطة مرة وبترجع تبص لي مرة وعنيها مخنوق فيها الدموع،كنت باصة لها ومش هارفة اقولها ايه؟،مكنش فيه كلام ممكن يتقال، ساعتها اتأكدت اني دخلت نفسي في مكان انا مش قده نهائي، لعبة كبيرة عليا جدا نهايتها الموت او الضياع…
سابتني وجريت على الريسبشن اخدت تليفونها واتصلت بحد وقالتله:
إلحقنيني، البنت هضيع مني، في حاجة بتحصلنا غريبة جدا، تعالي بسرعة..
وقفلت السكة ومسكت دماغها بايديها وهي بتقول يارب استرها، يارب عديها على خير..
مكنتش عارفه انا ممكن اعمل ايه او اتصرف ازاي؟!، قربت منها فبعدتني وهي بتقولي بصرامة:
احكي لي بالتفصيل انتي بيحصل لك ايه بالظبط؟، ومتخبيش عليا اي حاجة نهائي..
جيت اتكلم فجأة ظهر قدامي واحد!!، هو هو الشخص اللي شوفته على سريري، بص لي وهو بيهمس في ودني وقال:
” انتي وافقتي على عرضي، لو حكيتي لها مترجعيش تلومي غير نفسك وبس “..
خوفت، المرة دي خوفت وبصيت لها وعنيا محبوسة فيها الدموع ومتكلمتش، خوفت عليها قبل ما اكون خوفت على نفسي، فلقيت نفسي غصب عني بسكت..
كانت بصالي بنظرات حسرة وخوف وقلق واستغراب، هي كمان مكنتش لاقية كلام تقوله ليا!!، ساد الصمت بينا وتبادل النظرات بكل احاسيها، لحد ما جرس الباب رن وهي قامت فتحت فسمعت صوت واحدة بتقولها:
“ازيك يا ام نواره”
فردت عليها وقالت لها: ازيك انتي يا نجاة، ادخلي.
واول ما الست خطت برجلها عتبة الباب قالت فجأة بخوف:
” اعوذ بالله، اعوذ بالله، انتي عملتي ايه في نفسك يا بنتي بس؟! عملتي ايه؟!..
كنت باصلها ومبتكلمش، لاني شايفاه واقف وراها!!!، وبيحذرني اني متكلمش!!!..
الست نجاة دخلت وقعدت قدامي، وخرجت من شنطتها ورقة بيضاء ومقص ودبوس طرحة، وبدأت تقص الورقة بالمقص لثواني لحد ما عملت مجسم لشخص، او زي ما بيطلقوا عليها عروسة!!..
امي سألتها بلهفة وقالت لها:
في ايه بالظبط يا نجاة، طمنيني..
فقالت نجاة:
اول ما دخلت من الباب لقيت خيال اسود واقف وراها وفجأة اختفى، بنتك محتاجة “تترئي”، هاتلنا طبق فخار او اي حاجة نعملها منقد..
امي مكدبتش خبر وبسرعة راحت المطبخ جابت طاجن فخار كبير، اديته للست نجاة، اللي اخدته منها وحطته على الترابيزة، وخرجت من شنطتها بخور،وبدأت تحطه داخل الطاجن الفخار، ولما انتهت اشعلته، ومسكت الإبرة وبدأت تخرم العروسة الورقة وهي بتمتم بحاجات مش مفهومة، ومكنتش عارفة هي بتقول ايه؟!!، ومع كل جملة بتقولها بتخرم في العروسة الورق خورم، وتبدأ بجملة جديدة قتخلصها وتعيد نفس الحاجة مرة ورا مرة لحد ما خرمت العروسة بالكامل، كنت باصلها وبس، ومفيش اي حاجة بتحصل نهائي، لحد ما خلصت وحطت العروسة الورق على البخور المشتعل فاتحرقت الورقة…
حطت ايدها على راسي وغمضت عنيها وفضلت تقول كلام غريب من تاني، واستمر الوضع ده لدقيقة وبعدها شالت ايديها من على راسي وفتحت عنيها كانت مخضوضة لدرجة اني حسيت عنيها هتقع من وشها، كان وشها شاحب واصفر وريقها نشف مرة واحدة، مدت ايديها وهي بتترعش مسكت كباية الماية وشربت منها بصعوبة فوقت الكباية على الأرض منها!!!!.
بصت لأمي وقالت لها:
بنتك خربت حياتها، راحت للمكان اللي بيروح له مبيرجعش، وهو مش هيسيبها، هو اختارها خلاص..
امي وهي بتبكي سألتها:
مكان ايه؟! ومين ده اللي مش هيسيبها؟!..
انا شوفته في مكان يشبه الكهف، واقف وهي معاه، كانت من ضمن جواريه، هو اسر روحها ومش باقي الا جسدها، الموضوع مجرد وقت، واننا نلحقه ده صعب جدا، انا مقابلتش حاجة بالقوة دي في حياتي، انا اللي عمري ما خوفت، المرة دي خايفة..
همس في ودني صوته وقال:
اخبطي الترابيزة بايدك واطردي الست دي، وادخلي اوضتك، خليكي لوحدك..
من غير تردد ثانية عملت كده بمجرد ما خلص جملته، خبطت الترابيزة بايدي اتكسرت!!، ولقيت نفسي بقول للست نجاة بنبرة كلها تهديد وعصبية وغضب:
امشي اطلعي بره، ومسكتها وبكل قوة شدتها رمتها بره الشقة وقفلت الباب!!!..
مكنتش انا، من جوايا حاسة ان مش انا اللي بتحرك، انا شايفة حد متقمصني بيعمل ده وانا قاعدة في مكاني بتفرج وبتابع بس!!!..
قصه الطقس الاخير
بعدها دخلت على اوضتي وقفلتها عليا، ولقيت صوته بيهمس في ودني وبيقول:
قدمي ولاءك، سيلي دمك عشان يمتزج بدمي ويتم زواجنا، بعدها هتعيشي معايا للأبد..
بدأت اخبط راسي في الحيطة بكل قوتي، مرة ورا مرة وكل مرة اقوى من اللي قبلها، كان حواليا اصوات كتير جدا متداخلة في بعض،اصوات الخبط على الاقراص المعدنية، الترانيم، صوت خبطت على باب اوضتي، صوت امي ونجاة بيصرخوا وبينادوا عليا وبيحاولوا يفتحوا الباب صوت همسه في ودني وهو بيحاول يخليني اركز معاه هو وبس، وصوت ارتطام دماغي بالحيطة ، الجو بدأ يبقى فيه ساقعة، حاسة بصوابعة بتلمس جسمي، وصوت امي ونجاة وخبطهم بيتلاشى من ودني، وبدأت احس بالدم بيسيل من دماغي، فجأة كل الأصوات سكتت مرة واحدة ومحستش بأي حاجة تاني..
غبت عن الوعي تماما، لحد ما فتحت عيني لقيت نفسي علة سرير مستشفى، ومتعلقلي محلول في ايدي، وحاسة بصداع رهيب وجرح في راسي، وايد امي ماسكة ايدي التانية وصوتها وهي بتتلي آيات من القرآن، اللي لما ادركتها زعقت فيها وقولتها: اسكتي، اسكتي متتكلميش نهائي..
سكتت من الاستغراب، ولما لفيت لقيت واحد لابس ازهري قاعد على كرسي بعيد عن السرير
وباصص لي وبيبتسم وقالي:
حمدالله على سلامتك، الحمدلله انك بخير وفوقتي ، انا” أسامة” ماما جاتلي وحكيت لي عنك وعن حبها ليكي وانا جاي هنا اساعدك، مكملش كلامه وقومت هجمت عليه ووقعته في الارض ولفيت ايديا حوالين رقبته، بس انا متحركتش!!، انا كنت قاعدة على سرير فعلا بس مش في المستشفى، في مكان تاني ضلمة ومن بعيد شايفه نفسي او حد متقمصني او متشبه بيا بيعمل كده، براقب وبتفرج وانا مش مالكة نفسي ولا عارفة اتحرك!!!..
امي كانت بتصرخ وهي بتحاول تشيلني من فوق اسامة، وعلى صرخاتهم دخل ممرضين بنات وشباب شالوني من فوقه واخدوني وحطوني على السرير وانا في قمة غضبي، وكل اللي فاكراه ان اسامة قام قرب مني وعلى وشه نفس الابتسامة وهو بيقول:
هرجعك بإمر الله يا نواره، متخافيش، وبدأ يردد آيات من القرآن، قبل ما احس بسن سرنجة بيدخل رقبتي وافقد الوعي تماما، ومعاه الصورة تختفي، والاقي نفسي في المكان الضلمة ده لوحدي، مش شايفة اي حاجة، بتلفت حواليا، ظلام دامس واصوات الاقراص المعدنية في كل مكان، حاولت اقوم لكني مقدرتش ، الأصوات اتوقفت وسمعت صوت اسامة بيقول لأمي:
متخافيش، متقلقيش عليها، هترجع ان شاء الله، ومش هي اللي هجمت عليا، في حد تاني اتقمصها وهو وسطنا هنا، وده هيتكرر كتير، فلازم نصبر ونكون واثقين في الله القادر على كل شئ انها ترجع لينا تاني..
قالت امي وهي بتبكي:
انا مش فاهمة حاجة يا ابني، البنت خلاص راحت مني؟!..
فقالها:
لا هترجع ان شاء الله، هي بس استسلمت لرغبة هي كانت بتتمناها، واللي بيهزم الانسان هي رغباته ونفسه، لكن بأمر الله هعمل كل اللي اقدر عليه وان شاء الله ربنا يوفقني بقدرته واكون سبب رجوعها، في جن اتقمصها، او بمعنى اوضح ان نوراه كانت مفتقده احساس معين، ولقيته مع الجن ده، فسلمته رغبتها، فاستغل ده، وللاسف هو قوي جدا ومش ببساطة التغلب عليه، لازم وقت عشان نقدر نسترجعها…
بكت امي بحرقة بعد ما رمت نفسها عليا وحضنتني وحسيت بدموعها على جسمي، وظهر صوت الهمس في ودني وهو بيقول:
” مفيش حد هيقدر ياخدك مني، مش باقي الا آخر خطوة، اتمام الزواج، سلمي نفسك بالكامل وهتبقي ليا للأبد..
ساعتها صوت اسامة رن في ودني بتلاوته للقرآن، ورجع المشهد تاني يبان قدامي، انا نايمة على السرير، وبهز راسي يمين وشمال بسبب تضارب الاصوات في عقلي، صوت الهمس بالخضوع، وصوت اسامة بعدم الاستسلام…
الا ان صوت اسامة بدأ يكون اوضح، وبدأت احس بيه اكتر، وبدأ يتلاشى صوت الهمس، لحد ما فجأة لقيت نور شق الضلمة، وابسامة اسامة خارجة منه، قرب عليا وقعد جمبي على السرير وقالي:
انا عارف انك ضعفتي في لحظة، كل البشر بيضعفوا، لاننا بشر لازم نمر باللحظة دي بإختلاف النقطة اللي بنوصلها بسبب ضعفنا، لكن لسة حواكي حاجة رافضة الضعف وبتحاول تهزمه، انا هنا وانتي شايفاني لانك انتي اللي سمحتيلي بالدخول هنا، عزيمتك وارادتك وايمانك اللي مترسخين في قلبك اقوى منه، كل ده وهم في خيالك بس، مفيش حقيقة، زي ما صنعتي الخيال ده امحيه، هو مهيألك جو الخوف والرهبة منه، مانعك انك تسمعي او تقولي او تشوفي اي حاجة حقيقية، قومي، واهزميه، كل ده مجرد وهم ومش حقيقة، قومي اهزميه انتي اقوى منه بايمانك بالله، اوعي تستسلمي ابدا، وفجأة اختفى!!؛..
لقيت نفسي لا اراديا بقوم، والاصوات بتعلى اكتر واكتر، بدأت اشق الضلمة وكل ما بمشي خطوة فيه نور بينور الطريق قدامي، فضلت ماشية واصوات الأجراس بتدق بصوت اعلى مع كل خطوة، ونجوم سداسية على الأرض وعلى جوانب الطريق، لحد ما وصلت لباب مقفول، ولقيت صوت الهمس جاي من ورايا فالتفت ولقيته واقف، شاب في ابهى صورة من الوسامة، ابتسامته تسحر اي بنت، واقف وباصص لي ومادد ايده وهو بيقولي: متسبنيش، انا ما صدقت لقيتك..
وصوت اسامة ظهر من خلف الباب وهو بيقولي:
متصدقيش خيالك، كل ده وهم، امشي ورا ايمانك وطريقك ومتخليش حاجة تشتتك..
رجعت خطوة لورا ولمست بايدي الباب، فجأة اتحول الشاب الوسيم لغوريلا بشعة، واندفعت في اتجاهي بأقصى سرعة، فرميت بكل تقلي نفسي على الباب اللي اتفتح ووقعت على ضهري فالباب اتقفل وسمعت صوت صرخة مدوية ناتجة عن الغوريلا وكإنها صرخات احتضار وموت!!!!..
ولما انتبهت للمكان اللي انا فيه لقيت نفسي داخل غرفة المستشفى، كان جسمي على السرير نايمة، وامي قاعدة جمبي على السرير ماسكة ايدي وبتقرأ قرآن، وحوالين السرير الست نجاة، وصديقتين قريبين مني، وواقف جمب السرير اسامة، وكل اللي في الغرفة بيتلوا آيات من القرآن، كنت حاسة ان قلوبهم اللي بتتلو الآيات مش بس لسانهم، حسيت ساعتها ان فيه ناس فعلا بتحبني واني كنت هخسره ده لمجرد رغبة عندي، رغبة دنيئة خلت بصيرتي تتعمي عن قلوب حقيقية بتحبني وانا اتغاضيت عنها ومشيت ورا رغبتي وشغفي وفجأة محستش الا بجسمي الطبيعي وحركته وتكسيره من الألم، وبفتح عنيا وبحضن امي وانا بعيط وبقولها:
انا آسفة اني وجعت قلبك وخلينك تبكي، الحمدلله انك زرعتي فيا الايمان بالله، وده اللي قواني اني اهزم خيالي ورغباتي الدنيئة…
حضنتني وهي بتبكي بفرحة من غير ما تتكلم، ولقيت صحباتي والست نجاة بيحضنوني معاها، كسر صمت اللحظة دي صوت اسامة وهو بيقول:
حمد الله على سلامتك، وزي ما قولتي، ايمانك بالله وثقتك في قدرة الله انه وحده اللي يقدر يغير الحال اسرع من طرفة العين هو اللي قواكي..
وسابنا ومشي، فوقفته وانا بقوله شكرا انك ساعدتني ودلتني على لطريق الرجوع..
بص لي وقالي:
انا؟!..
فحكيت له كل اللي اناشوفته وكنت فيه..
فلقيته بيقولي:
انا مشوفتش غير انك كنتي هنا نايمة وفاقدة وعيك وبس، وكنت بقرأ ما تيسر من كتاب الله وبدعي بقلب ونية خالصة انك تبقي كويسة، ايا كان التفسير مش هيفرق، المهم انك رجعتي لنفسك من تاني، وماما كانت حكيت لي سبب سوء نفسيتك مؤخرا، واحب اقولك ان هو ده مدخل الشيطان، ده الوضع المثالي ان الشيطان يعزلك عن كل النعم اللي ربنا انعم عليكي بيها وتركزي في حاجة واحدة وبس، ويبدأ يطرح جوه عقلك الباطن سؤال واحد بس وهو ليه انا مش زي الباقي؟! ليا انا، وليه انا؟!..
والسؤال يتحول لحالة بيخلقهالك ويعزلك فيها، ويبدأ يسلبك نفسك واحدة واحدة ويبعدك عن طريق ربنا…
حمدالله على سلامتك..
وسابني وخرج.
تمت..
قصه الطقس الاخير
#فهد_حسن
قصه الطقس الاخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط