قصص

قصه بيت الشعراوي

قصه بيت الشعراوي
275746107 942848709676139 3632401641944423428 n
1قصه بيت الشعراوي
-إصحى يا ممدوح، انا تعبانة اوي يا ممدوح…
دي كانت اخر جملة قالتها أمي الله يرحمها، أمي ماتت.. ماتت بعد صراع طويل مع المرض.. مرض السرطان اللعين، اللي بسببه هعيش حياتي كلها وحيد بدون أم، وبسبب المرض اللعين ده شوفت ابويا الحاج التركي بيبكي لأول مره في حياته، لكني كنت ببكي كل ليلة وانا بشوف امي بتتألم وبسمع صوت أنين تعبها طول الليل،وعشان كل ده ابويا قرر أننا نعزل ونروح بيت تاني، لأننا مش هنقدر نعيش مع الذكريات المؤلمة دي، ولأول مره في حياتي اشوف ابويا ضعيف للدرجة دي ومش قادر يواجه بيت وقدر عايشين في.. وبالفعل عزلنا في مكان جديد جنب محلات النجارة بتاعة ابويا، ومنها إنها جنب دروسي، أصل نسيت اقولكوا إني في الثانوية العامة.. لكن ابويا اللي مش فاهمه إن انا مش هنسى لمجرد إني غيرت بيت، وده لسبب وجيه بإنها محفورة في قلبي.. محفورة لدرجة إني بحلم بيها كل يوم… لكن الاحلام دي اتغيرت لما روحنا البيت الجديد، ومن هنا ابتدت قصتي .. اللي خليني قبل ماخش في الموضوع اقولكوا إن الببت ده كان غريب من البداية، لدرجة إن ابويا جاب نقاش عشان يظبط الحيطان لانها قديمة ومتهالكة بشكل غريب… بالذات حيطا في إحدى الغرف التلاتة اللي في الشقة، وكانت الحيطة فيها مسودة جدًا بشكل غريب، لدرجة إن النقاش كان كل ما بيظبطها، تروح تنشع وتسود تاني، وده اللي خد ابويا باله منه، لما قال للنقاش…
قصه بيت الشعراوي
-بقولك ايه يابن عمي ،الحيطة دي مالها ناشعة بالشكل ده ليه..
-والله يا حاج تركي كنت كل ما ظبطها، تروح ناشعة تاني، وانا معرفش ايه السبب..
-لالالا انا مبيفرقش معايا الكلام ده، انت تظبط حاجتك، وتدهنلي الحيطة دي من الأول…
-يا حاج تركي بقولك داهنها بتاع 3 مرات..
-بقولك ايه يابن عمي نهاية الكلام، تدهنلي الحيطة قدامي، تاخد بقيت فلوسك، مدهنتهاش يبقى انت اللي مش عايز فلوسك.. ومتوجعش قلبي معاك..
اللي انت شايفة يا حاج، بس ده ميرضيش ربنا…
وفعلًا دهن الحيطة تاني، واخد بقيت فلوسه بعد كلام كتير مع الحاج في إنه عايز زيادة، لكن ابويا كان رافض طبعًا، وده لان اللي عمله الحاج يبقى حقه..لكن بعدها بنص ساعة الحيطة اسودت تاني، وده اللي خلى الحاج يقول لنفسه..
)لا حول ولا قوة الا بالله، هي الحيطة دي معفرته ولا ايه)
لكن الحاج ماكنش فاهم في ايه، فقال ان ممكن المشكلة في المواسير او حاجه، وهيبقى يجيب حد يشوفها، وكحل مؤقت قالي اقعد في الاوضة اللي جنبيها، لغاية مانشوف حل للاوضة دي، ونشوف حكايتها ايه…
وبعد يوم طويل وغريب دخلت الاوضة بتاعتي بعد ماظبطتها ، وماصدقت إني اخيرًا هناام، فاترميت عليه ونمت نوم عمييق.. اول ماروحت في النوم حلمت بيها تاني.. بأمي بس المرادي كان شكلها مختلف، كانت زي الشادو قدامي، وملامحها عماله تتغير لواحد معرفوش، ومع تغير الملامح دي كانت الحيطان اللي في المكان بتتغير.. بتتغير لمكان مألوف، لاحظت في المكان ده حيطة ناشعة، بعدها جمعت إنها الاوضة اللي في الشقة الجديدة.. ولقيت الشخص الغريب ده بيقولي…
-إنت مين…
من اللبخة قولتله…
-هو ايه وانت مين… انت اللي مين..
رد عليا بكل برود وقالي…
-انا الشعراوي… انا صاحب المكان هنا.. انت اللي مين..
من الخوف فصلت اجري، لكني كنت محبوس في الاوضة، البيبان كلها كانت متقفلة، والشادو الغريب ده ضحك وقالي…
-مش هتعرف تخرج من هنا غير بإذني انا…
وقفت في ركن الاوضة وانا ساند علي الحيطة وبقوله..
-انت عايز مني ايه، انا في حلم ولا حقيقية …
-مش مهم انت في حلم ولا حقيقة، وانا هسيبك دلوقتي، لكني هجيلك تاني… هجيلك يا ممدوح…
بعدها صحيت من النوم شرقان وعمال اكح، ومن كتر الكحه ابويا صحي، وقالي…
-مالك ياض ياممدوح.. اوعى تكون بتشرب سجاير..
رديت عليه وانا بكح وقولتله…
-سجاير ايه يابا، انا شرقان بس، عايز مايه..
ناولني المايه واول ماشربت بقيت تمام، وبصيت في الساعة لقيتها جت 9، فلبست ونزلت الشغل عشان متأخرش، عدت ساعة واتنين وانا في المحل وكنت حاسس بصداع شديد، وارهاق مش عارف ايه سببه، وده اللي خلى ابويا يقولي…
-مالك ياض يا ممدوح، حاسس انك تعبان، قولي ياض لو بتشرب سجاير ولا مخدرات نلحقك..
-يابويا والله مافي منه الكلام ده، انا بس صاحي تعبان مش عارف في ايه.
-طب اطلع هات ازايز المايه من التلاجة للرجاله.. واهو منها تفك جسمك…
-اوامرك ياحاج…
وفعلًا طلعت اجيب ازايز الماية، لكني اول ما فتحت باب التلاجة، حسيت بصوت تزيق غريب.. جيت اقفل وافتح باب التلاجة تاني، مالقتش اي صوت نهائي طالع ، بعدها لاحظت ان باب الاوضة الغريبة، اللي مش عايز اقول انها ملعونة، لقيتها مفتوحة.. وفي نفس اللحظة اللي شوفت فيها باب الاوضة مفتوح، حسيت بانفاس دافية في ضهري، لفيت بسرعة لقيته نفس الشادو اللي ظهرلي في الحلم، ومن شدة خوفي كنت عمال ارجع بخطوات بطيئة عشان اجري… ولقيت الشادو ده قالي…
-مش قولتلك إني هظهرلك تاني يا ممدوح..
-قولتله بتوتر…
– انت… انت مين ، وعايز مني ايه بظبط..
-انا مش عايز حاجه منكم، انت ايه اللي جابك، وجاب التركي هنا..
-انت تعرف ابويا؟؟
مالحقتش اكمل الجملة، الا ولقيت صوت ابويا بره بيقولي…
-كل ده بتجيب الماية..
بلف الناحية التانية اشوف الشادو ده، لقيته اختفى، اكنه فص ملح وداب…
وابويا لقيته بيقولي..
-انت يابني مابتردش عليا ليه …
كنت خايف ومتوتر جدًا وانا بقوله..
-بقولك ايه يا حاج، احنا لازم نسيب البيت…
-نسيب البيت؟.. نسيب البيت ايه يامخبول، احنا لسه جايين امبارح..
-يا حاج صاحب البيت اللي هنا بيظهرلي…
-واكمل ايه اللي هيجيبة هنا، وهيجيلك ليه اصلا هو ميعرفكش.
-لا يا حاج، الشعراوي.. الشعراوي اللي هي بيظهرلي، وشكله كده عايزنا نمشي..
-شعراوي ايه ده اللي بتكلم عليه، اكمل هو صاحب البيت.. ويالا انزل بطل غلبه بقولك، الرجاله عطشانة…
ماقدرتش اكسر كلمة ابويا وسكت… سكت لكني موقفتش عن التفكير وعن اللي شوفتة بالذات، واني اكيد مش بحلم، وكل ده حصل… المهم اليوم خلص وكل حاجه تمام، ومن كتر مانا تعبان نمت علي السرير بهدومي، ومغيرتش حتى، لكن مفيش خمس دقايق الا ولقيت صوت حاجه جنبي بتتحرك، قومت اتفقد اشوف ايه جنبي، لكني مالقتش حاجه، ركزت اكتر، لقيت قطة سودة صغيره بتجري علي بره، فطلعت وراها اهشها، وفعلًا مشيت وراها لغاية مالقيت نفسي في الاوضة الملعونة اللي حيطانها بايظة، وفاجئة لقيت باب الاوضة اترزع ورايه بشكل مخيف، ولقيت شخص نايم علي السرير اللي في الاوضة، فقولت بصوت خافت..
-انت نمت هنا يا حاج …
لكنه ماكنش بيرد عليا، وكان في سكون تام في الاوضة، فقربت اكتر من السرير، واول ما وصلت لحد معين لقيت جسمي كله اتجمد، وماكنتش قادر اتحرك، والشئ اللي علي السرير ده لقيته قام، وكانت الصدمة لما لقيته الشعراوي.. اللي اول ما قام من علي السرير قالي…
-شوفت بقى إني هجيلك تاني…
رديت عليه بخوف…
-تجيلي تاني ليه، انت تعرفني وتعرف ابويا منين اصلا..
لقيته ضحك وقالي..
-انا لا اعرفك ولا اعرف ابوك، انتو اللي جيتوا شاركتوني حياتي، لكني مش هأذيكوا، وهسيبكوا تقعدوا في البيت، لكن بأحترامكم…
-بأحترامنا يعني ايه مش فاهم، انا مش عارف اصلا اذا كنت اتجننت ولالا اني بكلم عفريت….
-ماتخفش انت مش هتشوفني تاني… لكن وصل رسالة لابني اني عمري ما هسامحه…
مع لحظة انتهاء الجملة لقيته اختفى… بعدها سمعت صوت ابويا وهو بيقولي..
-قوم يا ممدوح، مالك يابني انت اتجننت ولا ايه…
فتحت عيوني لقيتني نايم علي السرير والفجر بيأذن، بعدها رديت علي ابويا قولتله…
-في ايه يا حاج، حصل حاجه..
لقيته استغرب من ردي وقالي..
-حصل حاجه ايه، انا كنت سامعك عمال تقول في كلام غريب، وتصرخ، وتتنفض وانت نايم ، وعمال تقول شعراوي شعراوي …
بعدها حكيتله علي كل اللي حصل، وحصل اللي كنت متأكد منه، لقيت ابويا بيزعقلي وبيقولي…
-شعرواي مين وعفاريت مين اللي بتتكلم عليها، انا ابني… ابن صلاح التركي، مايخفش من الكلام الفارغ ده، ولو سمعتك بتقول حاجه عن الموضوع ده تاني، هيبقى في كلام تاني خالص معاك… ويالا، قوم اتوضى واستغفر ربك، يمكن بُعدك عن ربك هو اللي مخليك بتقول كده…
قصه بيت الشعراوي
قومت اتوضيت وصليت، بعدها نزلت المحل فتحته ورشيت مايه عشان الرزق، وعدي اليوم طبيعي،لغاية ما طلعت نمت وفضلت الدوامة دي اكتر من اسبوعين والشعراوي مبيظهرليش، لدرجة إني قولت لنفسي يمكن فعلًا كل ده حصل عشان انا بعيد عن ربي والكلام ده، بالذات إني بقيت مواظب علي الصلاه اليومين دول، لغاية ما في يوم لقيت حد قاعد مع ابويا، كان لابس قميص ابيض وبنطلون بيچ، وكان عنده دقن خفيفة، وحواجبة نفس الكلام…وكان شكله مش غريب عليا.. كان شبه الشعراوي، فقربت من ابويا اسمعهم بيقولوا ايه، فعرفت ان ده يبقي اكمل ابن الشعراوي، بس ماكنتش سامع اي هما بيقولوا ايه… المهم بعدها بعشر دقايق لقيت ابويا بينده عليا وبيقولي..
-تعالي يا ممدوح وصل الاستاذ اكمل..
فعليت صوتي وقولتله..
-حاضر يابويا..
وفعلًا خدت الاستاذ اكمل ووصلته علي اول الشارع، فانتهزت الفرصه وقولتله…
الجزء الثاني
قصه بيت الشعراوي
وفعلًا خدت الاستاذ اكمل ووصلته علي اول الشارع، فانتهزت الفرصه وقولتله…
-الشعراوي..
لقيته اتوتر وفضل يعرق وهو بيقولي…
-مش فاهم ..
-احنا هنستعبط ولا ايه…
-انا لازم امشي دلوقتي، عندي مشاوير مهمة…
شديته من القميص بتاعة وقولتله…
-استنى هنا، تمشي ايه، يعني انا مش بيتهيألي، وكل اللي شوفته حقيقة…
لقيته زقني وعدل القميص وطلع منديل من جيبة عشان يمسح عرقه وهو بيقولي…
-هو… هو بيظهرلك من امتى…
-من ساعة ما جيت المخروبة الشقة دي…
-احم، لو الحاج عايز يرجع الشقة، فانا موافق، بس انا ماعيش فلوسها دلوقتي، عشان دخلت بيهم مشروع، لما يخلص هديكوا فلوسكوا بإذن الله… سلام عليكم..
شديته من القميص تاني وقولتله..
-سلام عليكم ايه، ده انا اروح بيك في داهية، انا مجنون، وعرش ربنا مانت ماشي من هنا غير لما تقولي ايه قصة الشعراوي ده…
لقيتة زق ايدي وقالي…
-مش اسلوب ده، اوعى ايدك، انا هحكيلك علي كل حاجه…
-ايوه كده اظبط معايه، انا ابن المعلم التركي، مش ابن عالمة…
لقيته قلب وشه وقالي…
-وماله ابن العالمة يعني مش فاهم…
ضحكت وقولتله…
– هو انت ابن عالمة…
-انا قصتي ابتدت من هنا… ابتدت لما ابويا تعب وجاله مرض خلاه يقعد في السرير ميتحركش، وكان محتاج عملية ضروري في الغضروف، واحنا كنا علي قد حالنا،وابويا. اللي كان بيصرف علينا، فانا فضلت ادور علي شغل فترة كبيرة، لكني مالقتش، والعملية كانت مستعجله، فأمي الست فاتن كان سيطها عالي، وكازينوهات كتير طالبوها للرقص، لكن ابويا كان رافض.. فماكنش قدامنا غير اننا نوافق علي العرض ده، لان ابويا لازم يعمل العملية ويقوم، انا اكيد مش هشوفة بيموت قدامي واسيبه، واهو قولت هنجمع فلوس العملية وخلاص هنوقف، وفعلًا امي وافقت، وجمعنا فلوس العملية وكل حاجه، لكن ابويا اول ماعرف طب ساكت مات… مات من حسرته عليا، وعلي امي… بعدها امي سابتني ومشيت، وعاشت في وسط البلد مع خالتي، وانا فضلت عايش في الشقة هنا لوحدي، لكنه كان بيظهرلي، لدرجة اني طفشت من الشقة وقعدت عند خالتي مع امي، واتجوزت بنت خالتي… بعدها بعشر سنين بيعت الشقة للحاج التركي لاني كنت مزنوق في فلوس، بالذات من بعد موت امي…. لكن والله انا ماعملتش حاجه، انا كل اللي كنت عايزه انه يعمل العملية ويبقى كويس، بس هو مات… مات وهو بيكرهني ومش طايق يشوف وشي حتى…
بصيتله وقولتله…
-طب والحل ايه بعد ده كله…
-الحل عند ربنا يابني، لو انتو عايزين فلوسكوا، فانا اول نا المشروع يجيب فلوس هرجعهالكو علي طول، سلام عليكم عشان عندي مشاوير…
قصه بيت الشعراوي
رديت عليه بتبلد…
-وعليكم السلام…
بس ايوه يعني ايه اللي هيحصل بعد ده كله وبعد اللي سمعتة، اصل اللي انا سمعتة مايخشش العقل ولو بجنية، فرجعت المحل وانا دماغي بتجيب وتودي، لكن قطع تفكيري ابويا وهو بيزعق فيا وبيقولي..
-انت ياض يا ممدوح، اوعى تكون قولت للراجل عن العفاريت والهبل اللي انت بتشوفوا …
بصيتله وقولتله….
-والله يا حاج ما هبل، وطلع كل اللي انا قولتوا صح…
-وده صح ازاي بقى يابن التركي…
بعدها حكيتلوا علي كل اللي حصل بيني وبين أكمل بالتفصيل، لكن حصل اللي كنت متوقعة، لقيت ابويا ضحك عليا بسخرية وقالي…
-بقى جوز العالمة شبحة في البيت…
بعدها قلب وشة وقال…
-انت ياض يا ممدوح، وربنا لو جبت سيرة العفاريت والكلام دي لا هرنك علقة تحلف بيها، انا لولا الرجاله كنت عملت معاك حاجه تاني.. وحوار اكمل ده انا هشوفوا بعدين..
ماعرفتش ارد علي الحاج اقوله ايه، بس رديت ردي الدايم لي وقولتله…
-حاضر..
حاضر بس انا مش كداب، انا فعلًا بشوفة، وحتي لو مش بشوفة، فأكمل ذات نفسة قال كل حاجه… واه جوز العالمة شبحة في البيت… نهيت النقاش مع نفسي وسكت.. سكت لاني مش هعرف اعمل حاجه غير السكوت، وعدي الوقت زي كل يوم، واول ما طلعت فرد الشقة فردت جسمي علي السرير ونمت نوم عميييق… عميق لدرجة اني ماحستش بنفسي وانا بنام ، فا وانا فضلت احلم احلام كتير متفاوتة لابويا واللي حصل لأمي، ونبضات قلبي كانت عمالة تعلي اكتر واكتر من الحزن والالم علي فراق أمي، كل ده وقف لما صحيت من النوم شرقان ومش قادر اخد نفسي، لدرجة إني لقيت عيني بتدمع… فقومت دخلت المطبخ اجيب ماية اشربها، اول ما فتحت باب الاوضة وإتجهت للمطبخ، سمعت صوت حد عمال يبكي في الاوضة الملعونة…اترعبت من الصوت وكنت لسه هتحرك ، لكني حسيت بحاجه تشدني اخش الاوضة… حاجه مش قادر اميز ايه هي، وكانت رجلي عمالة تتحرك ناحية الاوضة، واول مادخلت الاوضة لقيت الباب اترزع ورايه… جيت ابص حواليا لقيت الاوضة فيها ضوء خافت مش عارف مصدرة، لكن لما ركزت اكتر لقيتها الاباچورة اللي جنب السرير شغالة، ولاحظت ان الحيطان كلها مقشرة، اكنها رجعت زي قبل مانسكن، بعدها سمعت صوت العياط ده تاني، ولما ركزت اكتر لقيته مش صوت عياط… ده صوت تنهيدت حد تعبان وجاية من ناحية السرير، قربت من السرير وانا بقول..
)اعوذ بالله من الشيطان الرچيم، اعوذ بالله من الشيطان الرچيم)
واول ماشيلت الغطا من علي الشخص اللي قاعد علي السرير، لقيت شخص بيتكلم من وراية وبيقولي…
-انا كنت كده لما كان بياخدها ترقص قدام الناس، ومهموش شرف ابوه وشرفة، كنت واخدها رقاصة لكن والله هي بطلت لما اتجوزنا…
قصه بيت الشعراوي
بصيت وراية بحذر وخوف شديد من الللي سمعتة، ولقيت شبح الشعراوي واقف، فصرخت صرخة عاليه جدًا، بس مستمرتش للحظات، الا ولقيت صوتي مبيطلعش وهو بيقولي…
-انا مش هأذيك، انا ماكنتش هظهر تاني لولا اللي قالوا ابني… ويعز عليا اقول ابني، اكمل لما انا تعبت وقعدت في السرير مدة كبيرة، وده بسبب الغضروف ومرضي، الله يلعنة المرض اللي يخلي ضهري ينحني بالشكل ده، لدرجة انه يخلي الواد ابن امبارح بدل ما يشوفولو شغلانة يساعد ابوه بالحلال، لا يخلي امه تتعرى قدام الناس وترقص….
حاولت انطق او اتحرك واقوله انه كان عايز يساعدك، بس ماكنتش قادر اتحرك ولا انطق، لكن هو كمل وقالي…
-انا عارف انت عايز تقول ايه بظبط، بس لا، هو ماكنش عايز يساعدني ولا حتي في نيته انه يساعدني، هو طمع في الفلوس، وعجبته شغلة صبي الرقاصة، وكمل حتي بعد ماخفيت، وكان كل اسبوع يقولوا انهم رايحين يقعدو علي تفيدة.. وتفيدة دي تبقى اخت مراتي، و في يوم نزلت وراهم اشوفهم رايحين فين بعد ما الشك قتلني، وعرفت انها شغالة في الكازينو اللي كانت شغالة في، اقدرتش يابني وطبيت ساكت…. مُت من الحسرة علي شرفي وعلي ابني اللي مهموش شرف امه، قد ما هموا الفلوس وريحتها، فطفشتة من البيت ومقعدتوش في بعد موتي، وراح عاش عند خالتة مع امه… امه اللي كملت في الرقص، وهو كمل صبي رقاصة، لكن عقاب ربنا كان أشد من أي عقاب يابني، امه ماتت بعد صراع كبير مع المرض، ومش شماته والله، بس هي اللي جنت علي نفسها إن يحصلها كده، والله يرحمها يابني ويغفرلها علي اللي عملتو فيا، بالنسبة لاكمل بقى فهو اول ما امه ماتت الكازينو مشاه ومبقاش لاقي شغل، من ساعتها وهو بيدور على شاري للبيت، لكني كنت بطفشهم، بس انتو يابني ناس طيبة ، عشان كده خليتكوعايشين معايه تحت سقف واحده، وانتو مش هتحسوا بيا تاني ولا بوجودي حتي زي اليومين اللي اختفيتهم…. سلام يا ممدوح، حب ابوك، انت قلبك ابيض..
بعدها بلحظات كان اختفي واول ماختفى حسيت ان حبل اتفك من علي رقبتي، فضلت صاحي طول الليل بعد كل اللي حصل ده، وياتري كان ك ده حقيقي ولا كله وهم في وهم ولا ايه بظبط…اول ما ابويا صحي من النوم حكيتله علي كل اللي حصل، لكنه ضربني لاول مره في حياتي وقالي…
-لو سمعتك بتتكلم عن العفاريت، والاشباح تاني، هواديك علي مستشفى المجانين يتصرفوا معاك…
بعدها خرج من الاوضة وهو بيزعق…
-علي اخر الزمن ابن التركي يقول البيت مسكون بالعفاريت…وانا هشوفك يا اكمل
ومن ساعتها وانا ابتديت دروس الثانوية العامة ومنطوي في اوضتي، اينعم كنت بسمع صوت ترزيع وحاجات غريبة في البيت، لكني اتعودت خلاص… اتعودت علي وجوده في حياتي.. هتقولوا مجنون بقى متخلف، فا اه، انا مجنون…….
قصه بيت الشعراوي
اندرو_شريف
قصه بيت الشعراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط