قصص

قصه لعنة المومياء

قصه لعنة المومياء
272880784 5427579673923161 7511896527244784359 n
“القصة مستوحاة من بعض المقالات المنشورة في صحف أجنبية ومصرية وبعض الشهادات”
“قد تكون حقيقية وفي الغالب هي أسطورة شعبية- هناك من يؤيدها وهناك من ينكرها”
=أنا مؤمن أن كلنا متصلين ببعض، البشر من ساعة ما اتوجدوا لحد دلوقتي في ما بينهم رابط ما، خيط بيجمعنا كلنا ببعض، يعني الأحداث اللي أجدادنا عاشوها، الذكريات اللي صنعوها، حتى الألم والفرح اللي مروا بيه، إحنا بنحسه وبنلمسه، يمكن بس مش بنفهمه…
-لاااء يا قبطان مش هي دي الليلة اللي في دماغنا، أنت قلت هنتجمع في الكبينة هنا عشان هتحكيلنا على قصص مثيرة، جه في بالنا مثلًا قصص أشباح أو ماورائيات أو على الأقل الغاز جرايم مش محلولة….
= ومين قال إني مش بتكلم عن جرايم ولعنات والغاز مش محلولة؟
-إحنا مش فاهمين أنت بتتكلم عن إيه لحد دلوقتي….
=في نظرية بتقول أن جيناتنا مش بس سطحية، مش مجرد أشكال وطباع بتربطنا ببعض، دي بتشيل حاجة أعمق، الذكريات، بنشيل في جيناتنا ذكريات اللي سبقونا، وده بيفسر مثلًا الأحلام الغريبة اللي بنشوفها عن ناس وأشكال وأزمان وأماكن مشوفنهاش ولا سمعنا عنها قبل كده….
-ياااه، وهو أنت مسمعتش عن حاجة إسمها العقل الباطن؟
=خليني معاك، طيب تفسر بإيه واحد فاشل في الهندسة، خياله محدود جدًا في المجال ده، وكان طول الوقت بيسقط في حتى المباديء بتاعته اللي أخدها في المدرسة، و يقوم يحلم ببيت متصمم بطريقة عبقرية، بتفاصيل وأبعاد في الحقيقة مش ممكن يعملها أو حتى تيجي ف باله، عقله الباطن إزاي بقى؟
نجحت أني الفت انتباههم، كلهم سرحوا في اللي قلته…. “امار” سألتني بفضول:
-أيوه بس لو الفرضية اللي بتقول عليها صح، يبقى العلم اللي عندنا، كل العلم، ممكن توصل حتى لكل الإبتكارات اللي فاكرين اننا اخترعناها هي في الأصل كانت موجودة قبل كده ، علم ورثناه من….
=من أبونا آدم، اللي ربنا علمه كل الأسماء!
قصه لعنة المومياء
“إحسان” علق وهو بيضحك:
-ثانية واحدة، ربنا علم آدم الأسماء مش الابتكارات والاكتشافات وأسرار الأرض…
بصيتله وأنا راسم ابتسامة وعيني وسعت من الأجواء المثيرة اللي نجحت أعملها ورديت:
=مين قال؟ مش يمكن الأسماء، لأ ده غالبًا الأسماء دي بتضم كل اللي قلت عليه ده….
“امار” ردت:
-يعني إحنا بنلف في دواير، الحضارات الإنسانية كلها دواير وكل ما نوصل لنقطة فاكرين إنها قمة الحضارة بنقع، ونبدأ من جديد؟ الدايرة بتلف تاني من الأول، الحضارة مش خطوط مستقيمة دي دواير ودوامات! وده اللي ممكن يفسر تشابه الحضارات في أماكن كتير، الأهرامات والرسومات في المعابد والكهوف والطقوس، حتى الشخصيات في القصص والأساطير مع اختلاف شكلها واسمها حسب كل ثقافة ، عشان جين الذكريات…..
ده إيه الحلاوة دي، حاسس إني عملت إنجاز، فتحت في عقولهم شبابيك كانت مقفولة، شبابيك مكنوش حتى مدركين بوجودها فيهم، طلعت الجواهر من دماغهم……
=وده بقى يا جماعة بيودينا لوجه تاني من الرابط ده، اللي بيربط ما بين الأجيال السابقة والأجيال الموجودة دلوقتي، اللعنات!
-الله بقى، أيوه كده، الليلة هتحلو وأجواء الفزع والإثارة هتبدأ…. لعنات إيه بقى يا قبطان؟
=لعنات إزعاج الموتى أو زي ما بسميها لعنة الفضول!
اتحركت وأنا بقول الجملة الأخيرة، قربت أكتر منهم، مديت راسي واتنقلت بنظري، عشان أبص لكل واحد فيهم في عينه….
-وإيه هي بقى لعنة الفضول دي؟
=البني آدم ، الطبع المتأصل فيه هو التفتيش في المستخبي، دايمًا مش شبعانين، بندور على حاجة ولما نلاقيها بندور على اللي أعمق منها، بير عميق ملوش أرار، نمد رقابنا عايزين نشوف، فنتزحلق ونقع فيه، أفعى نقرب منها فتلدغنا والسم يجري فينا، والمقابر، نزيح التراب من عليها فنقع ضحايا أسرارها…..
-ممممممممم، أنت بجد بتصدق في اللعنات ياقبطان؟
=هقولك على حاجة، أنت أو أنا أو أي حد فينا حتى لو مش مصدق واتحط في موقف، قدام مقبرة مثلًا أو موميا أو تابوت أو حتى صورة منتشرة على النت ويقال أنها ملعونة وبتسبب كوارث لو الواحد حاول يجيبها أو يبص عليها لثواني، تفتكر في اللحظة دي رد فعل الشخص هيبقى إيه؟؟
-هيبعد عن الشر ويغنيله…
مديت دراعي ناحيته وسقفت وقلت:
=بالظبط…. إلا قلة قليلة، اللي بتثيرهم المخاطر ويشدهم المجهول وبرده مش بيبقوا حاسبين النتايج، وعادة ما بيرجعوا يندموا…..
“إحسان” حرك دماغه في اتجاه معين فجأة، بعدين قال:
-هو في حد بيعيط؟
بصتله وانا مبتسم وعلى وشك إني أضحك، قلت هو اتلبش ولا إيه من الكلام اللي بقوله و رديت عليه:
=مشش سامع حاجة، ولو يا سيدي، مهو في 15واحد غيرنا في السفينة، ممكن حد مزعل مراته ، عيلة شافت كابوس ، وارد يعني…..
الكل ضحك، جه في بالهم نفس الخاطر، بدأنا نتأثر بأجواء الليلة والكلام اللي بنقوله….
بس… بعد كده أخدت بالي من حاجة، معقول؟ إيه الصدفة دي؟ ………
ركزت وأفتكرت كنت وقفت لحد فين وكملت:
=من اللي بيكسروا القاعدة بقى وبيجازفوا هما صائدي الكنوز، الباحثين عن المدفون عشان قبض الثروات…..وطبعًا مفيش أكتر من الكنوز في مصر، مقابر الفراعنة تقريبًا تحت رجل كل واحد فينا، يعني لو حفرت بذمة تحت رجلك أيًا كان مكانك يا هتلاقي مقبرة يا تماثيل يا أي أثر… وموميا الأميرة الحزينة واحدة من الآثار دي…..
“امار” قالت:
-ومين بقى الأميرة الحزينة دي كمان؟
=خلينا نسميها الأميرة الحزينة وده لقبها فعلًا، بلاش نقول الإسم التاني!….. ظروف اكتشافها، مفيش مصادر للقصة ، لاقوها فين وإزاي ومين اللي اكتشف المقبرة اللي كانت فيها، الله أعلم….عامة هي القصة بتبدأ بعد كده، مع صائد الكنوز اللي وقعت في إيده، مفيش إسم كان محفور على التابوت بتاعها ولا في أي قطعة حواليها عشان كده اختارولها الإسم التاني اللي مش هقول عليه، ده لمصلحتكم!….. وبعدين إحنا مش محتاجين نقول الإسم، هي لعنتها مش محتاجة، كده كده بتصيب أي حد بيقرب منها أو يتكلم عليها…..
-طيب يا جماعة ما نغير الموضوع…
“امار” واضح أنها كانت بدأت تخاف، بس التلاتة الباقيين تجاهلوها….”أدهم” قال بتحمس وهو مركز معايا:
-وبعدين؟ كمل….
=صائد الكنوز هو أمريكي مجهول الهوية كان كل همه يبيع الموميا ويقبض قرشين حلوين، والوقت ده ، في بدايات القرن العشرين المهووسين بالآثار والكنوز المصرية كانوا منتشرين في كل حته ومنهم الإنجليزي دوجلاس موراي اللي قبل يشتري الموميا ب 4000 دولار، وإيه يعني 4000 دولار مقابل الكنز اللي لا يقدر بالمال، الموميا اللي محدش حط إيده عليها قبل كده ولا شافها ولا عرف بوجودها……البايع كان فرحان جدًا بالفلوس اللي جاتله، هو برده كان شايفها صفقة حلوة، كل واحد كان فاكر أنه ضحك عالتاني وأخد أكتر من اللي يستحقه… بس للأسف ملحقش يفرح بالفلوس، عشان مات في نفس اليوم، مات إزاي بقى الله أعلم، في ظروف غامضة ولسبب غير معلوم…..
“أدهم” قاطعني:
-ثواني بس، أنت بتقول إن لقب صاحبة الموميا كان “الأميرة الحزينة”….
=أيوه، هما قدروا من شكل التابوت والنقوش عليه إنها من طبقة أرستقراطية أو كمان من العيلة المالكة، في الغالب أميرة…
-لأ، مش قصدي، “إحسان” قال أنه سمع حد بيعيط، مش صدفة غريبة دي؟!
بعترف أني عيني طرفت، للحظة حسيت بقشعريرة، عشان ده الخاطر اللي جالي قبل كده فعلًا، القصص اللي بتتقال عن الأميرة الحزينة والأصوات اللي بتتسمع…..
بعد لحظات من الصمت المريب “أدهم” انفجر في الضحك…..
كان بيهزر! هو فعلًا ربط الأمور ببعض بس على سبيل الهزار، عشان يزود يعني مود الإثارة….
“امار وقفت فجأة وقالت بصوت مهزوز:
-أاانا عايزه أدخل الحمام.
قصه لعنة المومياء
رديت عليها:
=طب ما تدخلي! الحمام أهو قدامك، وهعمل فيكي جميلة ومش هخليكي تروحي كابينتك أو أي حمام تاني على السفينة، اتفضلي يا ستي في حمام الكابينة بتاعتي….
-لأ، دده… بعيد
=بعيد إزاي يعني؟
-أخويا هييجي معايا…
“عدلي” قال وهو بيضحك:
-نعم أجي معاكي فين؟!
-هتيجي وتقف قدام الحمام لحد ما اخرج…
-لأ بصي بقى أنتي بعد ما تدخلي الحمام هترجعي كابينتك، أنتي أعصابك خفيفة خالص…
-لأ، للأسف بقيت عايزه أسمع أكتر، ده غير أن مبقاش فيها نوم خلاص، مش هعرف أنام ولا هقدر أقعد لوحدي، يالا يا “عدلي”…..
الاتنين قاموا، مشيوا كام خطوة لحد الحمام، هي دخلت، وهو فضل واقف بره مستنيها…
الدنيا عدت بسلام، “امار” بدأت تطمن، الأجواء هادية، هي بس أكيد كانت بتلعنني وتلعن مشورتي ويمكن دعوتي ليهم في الرحلة من الأساس…. وقفت قدام الحوض وفتحت الميه عشان تغسل إيديها ووشها… كانت بصة لإيديها مش في المرايه، وبعد ما غسلت وشها، حست بحاجة غريبة….شبورة جامدة اتكونت على المراية، لا الميه كانت سخنة ولا ساقعة بزيادة عشان الشبورة دي تتكون، لأول مرة “امار” تركز في المرايه، البخار ده اتكون إمتى وليه؟ بعفوية مسحت جزء من المرايه بكمها وبصت لنفسها…..
قصه لعنة المومياء
وشها كان غريب…. شاحب أوي وزي ما يكون…. بايش!
لأ ده مش تأثير شوية الميه اللي شطفت بيهم وشها، ده زي ما يكون اتنقع في ميه ولمدة حلوة….
وبعدين حست وشافت ستارة البانيو وراها بتتهز….اتلفتت ومشيت بحذر ، الستارة كانت شفافة شوية وقدرت تلمح وراها جسم واقف بالطول، زي ما يكون ….تابوت
أنفاسها بقت عالية وسريعة ….. ببطء زاحت الستارة، بس ملقتش حاجة…
لفت تاني عشان تخرج لكن قبليها عنيها جت على المرايه، لا كان فيه بخار ولا وشها كان شاحب وبايش!
شكلها كان مخضوض…أخوها سألها أول ما خرجت إذا كانت كويسة، هزت راسها وحاولت ترسم إبتسامة، مكنتش عارفه تقول إيه، مهو اللي هتحكيه مش منطقي، هي نفسها مكانتش واثقة من اللي شافته… ممكن جدًا أجواء الكلام فعلًا أثرت عليها وتعبت أعصابها……
مبصتش لحد فينا، قعدت بهدوء في مكانها عالأرض، وشها كان مطفي……
=أكمل ولا إيه؟
“أدهم” رد:
-أنا عارف أنكوا هتعملوا فيا حاجة، بس أنا برده عايز أدخل الحمام، دقيقتين بالظبط!
قام بسرعة ودخل الحمام……
بصيت ل”امار” وسألتها:
=أنتي تمام؟
برده مبصتليش وردت بصوت واطي، أكدت إنها كويسة…..
الدقيقتين بقوا خمسة وأكتر! “أدهم” اتأخر جدًا، وعشان كده قررت أكمل عبال ما يظهر….
=دوجلاس قدر بطريقة ما يهرب الموميا معاه لإنجلترا…. حطها في مخزن سري، في الإسطبل بتاع الخيول بتاعه…. كان كل يوم يروح هناك، يفضل واقف قدام التابوت يتأمله، يتأمل التحفة الفنية اللي موجوده في ملكه، عظمة التاريخ والحضارة الإنسانية، مكنش بيفكر يبيع الموميا، مستحيل! دي بتاعته هو، ملكه، أعظم من كل الأنتيكات اللي عنده …. والوضع إستمر 3 أيام لحد ما راح في رحلة صيد….
هو متعود على الرحلات دي من طفولته، كان محترف صيد طيور….
مسك البندقية بنفس المسكة المعتادة، نشن على طير في السما، طير بعيد بس بالنسبة له صيد سهل… وضرب الزناد…..
لحظة، لحظة واحدة كانت كافية تقلب حياته وحسابات المستقبل…..
فتح عينه وبص عالسما، مكنش واقف، الطير لسه بيحلق والبندقية مش في إيده…..
جسمه اتمدد على الأرض ، الدم مغرق الأرضية وعلى بعد كام شبر دراعه كان مرمي لوحده، مفصول عن جسمه!
إفتكر…. لحظة ما ضرب الزناد البندقية إنفجرت في إيده…..
إزاي وإيه التفسير، محدش عنده فكرة!
اتنقل المستشفى وفضل هناك كذه يوم.”دوجلاس” دخل في حالة اكتئاب بسبب الحادثة، وكان هيتجنن مش قادر يفهم حصل إيه بالظبط، إزاي البندقية انفجرت! إزاي يفقد ذراعه…. وبدأت تيجي في باله أفكار غريبة، معقول صدفة؟ أول ما تدخل الموميا حياته العالم بتاعه يتشقلب؟
وفي زيارة من الزيارات أخوه قال له أن في واحدة بتتصل ترانك من مصر تقريبًا كل يوم ، بتقول أنها مرات عامل من العمال اللي نقلوا القطعة وأنها محتاجة تتكلم معاه ضروري……
“دوجلاس” كان عنده فضول رهيب يعرف إيه اللي ورا الست دي…. وفعلًا أول ما خرج من المستشفى ورجع بيته كلمها على الرقم اللي سابته مع أخوه. كانت متوترة جدًا وقالت أن العامل اللي شال “قطعة الآثار” ونقلها لمكان إقامة “دوجلاس” في مصر مرجعش من ليليتها، بلغها بالمشوار اللي هيعمله ومسمعتش عنه من ساعتها لحد دلوقتي…..
………………………..
سمعنا باب الحمام بيتفتح، أخيرًا “أدهم” خرج…. كان بيمشي ببطء مبالغ كأنه تعبان…. ضهره محني وكتفه مدلدل ، قعد جنبي مربع من غير ما يتكلم، عينه كانت صفرة أوي…..
سألته:
=مالك يا “أدهم” أنت ضغطك واطي أو جعان؟ شكلك تعبت فجأة…
رد عليا بكلمة واحدة:
-تمام….تمام.
قصه لعنة المومياء
كملت:
=”دوجلاس” قفل معاها واتصل فورًا برقم البقالة اللي كانت تحت بيت العامل التاني اللي نقل الموميا . أول ما اترفعت السماعة قال بسرعة بلهجتة المصرية المكسرة “ااايز “مكرم” أكلم “مكرم”….
-مكرم مين يا أستاذ؟
-مكرم اللي ساكن فوقيكم… “مكرم أصفوور”…
-عم مكرم مات أديله 10 أيام!
10 أيام ، الموميا اتنقلت من 10 أيام، يعني مكرم مات في نفس الليلة والعامل التاني إختفى….
“دوجلاس” قفل والراجل لسه بيتكلم وبصوابع بتترعش ضرب رقم الفندق اللي البايع الأمريكي كان مقيم فيه في القاهرة…. وطبعًا مش محتاج أقولكم لما سأل الريسبشن عنه إتقال له إيه…. البايع مات في نفس الليلة، لما دخلوا عليه الأوضة لقوه بوقه مفتوح ومعووج وعينه مفتوحة على آخرها كأنه مذعور وجثته على الأرض قرب باب الأوضة، كأنه كان بيحاول يهرب ويخرج من الأوضة……
………………………..قصه لعنة المومياء
النور قطع فجأة!
سمعت صرخة عالية أول ما قطع، خرجت الموبايل بسرعة وشغلت الفلاش… كانت “امار” اتخضت من القطع….
منكرش… أنا فعلًا خفت! عشان قطع النور حصل بعد ما خلصت الجملة علطول، مع الجزء بتاع موت البايع الأمريكي، وكمان حسيت بلفحة هوا جت فجأة، لكن مقلتش لحد على الكلام ده…. حاولت أستجمع شجاعتي وقلت:
=إيه يا “أمار” إيه المشكلة؟ أكيد في مشكلة بسيطة في الgenerator والنور هيرجع في أي لحظة….
-مش دي السفينة بتاعتك؟ حل المشكلة البسيطة دي بسرعة بقى، اتصرف، أنا أعصابي مبقتش مستحملة…
=لأ يا “أمار” أولًا أنا القبطان مش صاحب السفينة وثانيًا مش فني يفهم يعني في الكهربا والgenerator والكلام ده، أنا مسؤول عن الملاحة وخط سير السفينة وبس ومع ذلك يا ستي حاضر، أنا أكيد هقوم وأروح أشيك واسأل الفنيين، مع إني متأكد عبال ما أوصلهم النور هيكون رجع…
كان نفسي حد يتبرع وييجي معايا، كنت خايف، أنا مكسوف من إحساسي ده، عشان أنا مش عيل صغير وواجهت أهوال، واجهت البحر نفسه بمخاطره كتير، بس المرة دي مختلفة، أنا الوحيد اللي عارف ليه مختلفة……
كلهم قعدوا مكانهم مستيني أقوم….
قدرت أمشي بضوء الفلاش ، خرجت من الكابينة ومشيت في الممرات، المرة دي سمعت بنفسي، صوت همهمة وتأوه، زي ما يكون في حد بيتألم، حد تعبان…. تجاهلت الصوت وفضلت مكمل لحد أوضة مولد الكهربا، محدش كان موجود، الفنيين لسه مظهروش، ده اللي ناقص! أروح أجيبهم من أوضهم، بس قبل ما اتلفت وأمشي سمعت حركة في الأوضة، فتحت الباب لقيت “عدلي” موجود جوه!
ابتسمت، كأن لوح تلج كان جوايا ساح أول ما شافه والبرد اتبدل بدفا، بقيت مطمن ، قلت بتحمس:
=أنت جيت! يعني مكنش ليه لازمة، أنا القبطان ومهمتي أتابع الموضوع بنفسي مكنش لازم تيجي… وبعدين…. أنت عرفت منين إني دي أوضة المولد؟ وجيت بسرعة إزاي ومن أنهي إتجاه؟ إزاي مشوفتكش وأنا جي؟
-حيلك، حيلك، هو تحقيق ولا إيه؟ أنت كنت شايف أصلًا؟ يا سيدي اتخنقت من القعدة قلت اتمشى شوية….
=ماشي…
-هو صح؟
=إيه ده اللي صح؟
-ضميرك مرتاح؟
=اااه، قصدك يعني عشان الجو المرعب اللي معيشكم فيه؟ وهو أنت بذمتك عشت مغامرات زي دي قبل كده وببلاش كمان؟
-المشكلة أنك مفكرتش في غيرك، مش مركب يشيل واحد، دي سفينة خرمتها بنفسك، عليها أرواح تانية….
اتاخدت، طريقته في الكلام والألغاز ووشه وهو بيقول كده، يقصد إيه؟ ليه حاسه بيلمح لحاجة معينة، حاجة المفروض أنا بس اللي عارفها….
رديت عليه بضحكة متوترة:
=الله بقى، ده أنت تفوقت عليا، إيه الفصاحة وجو الألغاز ده؟
سمعت دوشة ورايا، اتلفت لقيتهم الفنيين… اعتذروا مني على تأخيرهم ودخلوا بسرعة الأوضة عشان يصلحوا المولد….
بصيت قدامي تاني ل”عدلي” بس ملقتوش!
“عدلي” إختفى، راح فين ده…
مش مهم، تلاقيه سبقني…..وف أقل من دقيقة النور كان رجع ، قبل ما أرجع الكابينة…
دخلت عليهم وأنا بضحك، وجهت كلامي ل”أمار”:
=شفتي بقى يا ملكة الدراما، أهو رجع في مفيش…
وبعدين بصيت ل”عادلي” وقلت:
=وأنت إيه بقى الفقرة اللي عملتها دي؟!
-فقرة إيه؟
=الظهور المسرحي المفاجيء في أوضة المولدات والاختفاء المفاجيء برده والكلام اللي كان في النص…
-ظهور إيه وإختفاء إيه يا قبطان؟
ضحكتي بدأت تضيق وخيوط تتجمع على أورتي….
=قصدك إيه يا “عادلي” أنت مش كنت معايا في أوضة المولدات؟ واتكلمنا مع بعض؟
“إحسان” بصل لي وهو قلقان ورد:
-“عدلي” متحركش من هنا، مفيش حد فينا إتحرك!
اتنقلت ما بين وشوشهم، محدش بيضحك ولا باين عليه أنه هيضحك، معقول كلهم عارفين يمثلوا؟ أكيد طبعًا بيمثلوا…. إزاي يعني متحركش، أمال مين اللي كان معايا؟
“أمار” اتعصبت عليا:
-بقولك إيه بقى، كده أوفر، بطل اللي بتعمله، كفاية القصة واللعنات والsuspense بتاعك.
يا بجاحتهم، كمان هما اللي بيتهموني إني بلعب عليهم، دي بقى جديدة! مش مجرد أتفقوا يرعبوني كمان يحسسوني إني أنا اللي عامل فيهم مقلب…
#يتبع
قصه لعنة المومياء
“الجزء الثاني والأخير”
قصه لعنة المومياء
-يالا بقى، كمل القصة المنيلة بتاعتك…
الموضوع اتقفل على كده، معلقتش تاني، مهو إحنا أصل مش هنخلص، هما هيفضلوا يتهموني أني بلعب وأنا أكيد مصر على موقفي…
قعدت أخيرًا وبدأت أكمل:
=دوجلاس بقى عنده قناعة أن الدور جي عليه، النحس كده كده صابه ودراعه طار، لو إستنى شوية كمان حياته هي اللي هتبقى في خطر، الموميا دي كان لازم يتخلص منها وف أسرع وقت…. كلم صديقة ليه، قالها أنه عنده كنز لازم يهديه ليها، شوفتوا؟ شوفتوا لما الواحد يبقى في تهديد على حياته، إزاي الوحش بيطلع من تحت جلده ويسيطر عليه، مفكرش يحذرها أو يقولها تاريخ الموميا، بالعكس ده حتى حلى الموضوع في عنيها وحسسها أنها غالية عنده لدرجة هيديها الكنز ده… هي طبعًا مكانتش مصدقة نفسها، وفكرت قد إيه هي محظوظة، كنز فرعوني زي ده وكمان من غير ما تدفع فلوس، يا سلام على رقي وأخلاق دوجلاس وكرمه…… في نفس اليوم كانت في الإسطبل عند دوجلاس بتستلم الموميا مع العمال اللي جم ينقلوها…. دخلت بيتها وهي في حالة عمرها ما مرت بيها قبل كده، سعادة مداقتش زيها، خلت العمال يحطوا التابوت في أوضة المكتبة بتاعتها وبعدين دخلت بسرعة على أوضة مامتها عشان تشاركها الأخبار المثيرة….الأم كانت ممدة عالسرير بتستعد للنوم لما لقت بنتها داخلة عليها والإبتسامة منورة وشها، قالتلها إنها لسه جايبه قطعة أنتيكا لا تقدر بتمن من أعظم حضارات العالم، وأنها هتوريهالها أول ما تصحى تاني يوم الصبح، الأم كانت محتمسة جدًا لأنها غاوية أنتيكات لكن بسرعة وشها إتبدل، بان عليها الفزع وسرحت وره بنتها…سألتها سرحانه ف إيه وإيه اللي صابها؟ مردتش… لفت وبصت على نفس الإتجاه اللي كانت بتبصله…. مشافتش حاجة، سألتها تاني…. الأم جاوبت:
-أنتي إيه اللي جبتيه هنا؟
=قلتلك جبت أنتيكا غالية جدًا….
قصه لعنة المومياء
-جبتي معاكي إيه البيت، جبتي معاكي إيه؟
قالت السؤال الأخيرة بنبرة عالية…. ودي كانت آخر جملة متماسكة وليها معنى قالتها…. بعدين فضلت تصرخ وتقول:
-لأ….لأ….لأ، أنا مدنستش حرمة قبرك، أنا متعدتش على سلامك!
الست حكت أن أمها زي ما تكون مكانتش شايفاها ولا سامعاها، كانت شايفة حاجة تانية، عايشة حدث منفصل كأنها في بعد ومكان تاني، كانت مؤمنة أنها لوحدها ، وفضلت تتحرك بهستيرية وتصرخ، نزلت من سريرها عالأرض وفضلت تزحف وبنتها ماسكاها وبتتجر معاها، قوة خوف الأم كانت كبيرة لدرجة أنها بتشد جسم بنتها وراها وفضلت تزحف كذه خطوة لحد ما صراخها بدأ يقطع ونبرتها تبقى أوطى وفي النهاية سكتت تمامًا….
ماتت! عنيها فضلت شاردة للسقف ووشها أصفر… وفضل ده شكل الجثة لحد ما اتنقلت عشان مراسيم الكنيسة والدفن….
إيه اللي صاب الأم؟ لا كان عندها زهايمر ولا بتعاني من هلاوس، صحتها يمكن كانت أحسن من بنتها، دماغ الست كانت هتنفجر من التفكير، بتراجع اللي حصل كل شوية، وتاريخ أمها الصحي…..
صديقة دوجلاس كانت حزينة لدرجة إنها مخدتش بالها أن دوجلاس مجاش الجنازة، ده غير أن خطيبها كان معاها طول الوقت، مسبهاش، كان بيحاول يهون عليها بكل الطرق…..
يومين بس فاتوا من وفاة الأم وبعديها خطيبها بدأ يتصرف بطريقة غريبة…..
مبدئيًا مبقاش بيقعد معاها كتير زي الأول، وكلامه بقى مختصر، بالعكس هي اللي كانت بتحاول تتكلم معاه ودايمًا بيتحجج أنه مشغول و لاحظت حاجة تانية كمان…..
مش بيبص لوشها كتير، يعني يدوبك شوية وبعدين يتهرب ويبص لأي ناحية تانية وفي اليوم السابع للوفاة قال لها أنه مش هيقدر يكمل معاها ومش هيتجوزها….
قصه لعنة المومياء
هي طبعًا إنهارت والحت عليه يقولها السبب، وبعد ما كان رافض يقول…في الآخر أتكلم…..
قال إنه فجأة بقى حاسس بالنفور من ناحيتها، كأنها واحدة تانية غير اللي حبها، في حاجة فيها، لأ كل ما يتعلق بيها بقى يكرهه من غير سبب معين ودي المرحلة الأولى بس، في الكام يوم الأولانيين وبعدين الموضوع اتطور، بقى يشوف وشها غريب، ملامحها حادة ومخيفة، عنيها بقت جاحظة ومفزعة وقال كمان أنه بقى حاسس أن في حاجة ممكن تحصل له، أنها خطر عليه وممكن تعمل فيه حاجة…. ده غير الحلم اللي شافه، شافها في الحلم ماشية وفي حاجة ماشية جنبها بالظبط، لازقة فيها، بتعمل نفس الخطوات والحركات اللي بتعملها، الحاجة دي طلعت واحدة ست تانية، مش ضل ليها، دي واحدة بملامح تانية تمامًا، ملامح شرقية، وفي النهاية انفصلت عنها وراحت لأمها اللي كانت لسه عايشه في الحلم، الأم كانت قاعدة في الأوضة ممدة على سريرها لحد ما شافت الست اللي بتراقبها وواقفة على طرف السرير وبعدين فضلت تتحرك وتقرب من السرير وهي بتتكلم بلغة مش مفهومة والأم بتقول كأنها بتدافع عن نفسها : ” لأ….لأ….لأ، أنا مدنستش حرمة قبرك، أنا متعدتش على سلامك!” وشاف أمها بتموت على الأرض وبعدين الست بتتلفت وبتبص ليه هو…..
المشكلة إنها محكتش لحد تفاصيل موت أمها! وهو شاف بالظبط اللي حصل في الحقيقة….
من هنا بدأت تدرك أن التابوت والموميا اللي جواه وراهم سر وأنهم ممكن يكونوا سبب اللعنة والأحداث اللي مش متفسرة اللي بتحصل وره بعض، في البداية موت أمها ودلوقتي إنفصال خطيبها وحب حياتها عنها…..
وبسرعة حالتها هي نفسها اتدهورت وبقت تقول كلام مش مفهوم للدايره القريبة منها زي إنها حاسه إن الحياة بتتسحب منها وأن اللي عندها في المكتبة بقى ليه سيطرة عليها وعلى أي حد لمسه ودنس حرمته وإنها بتفارق الدنيا ، بتبعد عنها شوية شوية وشايفاها صورة مشوشة…. وبعد كام يوم ماتت….
الجثة كان عليها بقع زرقا في حتت متفرقة كأنها كانت مضروبة ضرب مبرح أو عندها مرض مش معروف وأدى لوفاتها بسرعة جدًا…. المهم بقى أنها عملت وصية قبل ما تموت…. الوصية هي إن التابوت اللي موجود في المكتبة عندها يتنقل وملكيته تتحول لدوجلاس موراي! ويستلم خطاب كاتباه ليه ومحرم على أي حد غيره يقراه….
دوجلاس كان بيستمتع بيوم هادي، مفيهوش أحداث صاخبة، وده بقى المناخ المفضل عنده…. كتاب قدامه، مشروب في إيده وكلبه معاه لما باب شقته خبط…. فتح بوش بشوش، استقبل الزائر الغامض بترحاب لحد ما الزائر بلغه بموت صديقته وبوصيتها وبعدين لف ونده على العمال اللي قربوا وهما شايلين التابوت ودخلوا بيت دوجلاس بيه….
واستلم دوجلاس الخطاب….
قعد على كرسيه بسرعة وفتحه وقراه….
“أهدتني لعنة كانت السبب في شقائي ودلوقتي أنا بهديك لعنتين لعنة الموميا ولعنتي!”
لازم يتصرف بسرعة! كل دقيقة تفرق، التابوت ده لازم يختفي…..
جاتله فكرة عبقرية، المكان اللي مش ممكن يفرط في التابوت لو حاز عليه، المتحف البريطاني….
في نفس اليوم اتواصل مع مدير المتحف وبلغه بالتحفة الأثرية اللي عنده وأنه من دواعي سروره يهدي التحفة للمتحف ولبلده…..
وعمال المتحف مع مسؤول نقل الآثار ومسؤول المعروضات كانوا عنده في أقل من ساعة عشان يستلموا التابوت…
أصواتهم كانت عالية، كلامهم كتير، تحمس رهيب!
قصه لعنة المومياء
المتحف هيضم قطعة تانية من التحف اللي بتحكي حضارة إنسانية تشهد لها باقي الحضارات، يا للحظ السعيد…..
الموضوع بدأ مع المصور… اللي رفع الكاميرا بتاعته عشان يصور التابوت أول ما اتحط في المتحف…. كان واقف قدامه بالظبط، مستعد يعملى أحلى photo session لأجمل قطعة أثرية…..
إيده على الزرار وعينه على فتحة الكاميرا وضغط الزرار….
فضل واقف مكانه، متخشب، لا عينه بتطرف ولا بينطق…. وبعدين وقع، جاتله سكتة قلبية ومات على الأرض!
مسؤول المعروضات ليلتها قام من النوم بيصرخ ويقول: “سيبيني…. العفو….سيبيني” وبعدها علطول مات….
لما الصبح جه وبعد خبط كتير من كذه زائر على باب بيت مسؤول نقل الآثار، أهله كسروا الباب ودخلوا عشان يلاقوه متعلق بحبل ملفوف على رقبته، شنق نفسه!….
وموظفين المتحف بقوا يقعوا واحد ورا التاني ومدير المتحف أدرك أن التابوت واللي جواه لازم يتشالوا من المتحف في أسرع وقت ممكن، مفيش شك أن الموميا سببت الكوارث اللي عماله تهل عليهم زي حبات السبحة المفروطة… اتصل بمتحف نيويورك وبلغهم أنه عنده موميا أثرية لأميرة فرعونية وإنهم قرروا يهدوها ليهم…..
الموميا اتحملت على سفينة ليها طابع ملكي تليق بمقامها، سفينة هي الأولى من نوعها، غير قابلة للحرق أو الغرق أو الكسر…”التيتانك”…..
قصه لعنة المومياء
وانطلقت السفينة…..
طبعًا الموضوع تم بسرية تامة، عدد محدود جدًا من الناس كان يعرف بوجود الموميا على السفينة، واللي حكى عنها شوية من اللي الناجين اللي عرفوا بقصتها خلال الرحلة…. الناجين حكوا عن تصرفات غريبة للقبطان، زي ما يكون كان متخدر ، طريقة كلامه وتصرفاته ، حتى سواقته للسفينة والاتجاهات اللي كان بياخدها، كأنه رايح للتهلكة بإيديه، حاجة بتوجهه هناك، حاجة عايزه تغرق السفينة وتسبب لكل اللي عليها الهلاك…. في النهاية اختار مساره للجبل الجليدي ومفاقش غير لما قرب منه جدًا وكان متأخر أنه يتفاداه والسفينة خبطت….
واللي بعد كده كلنا عارفينه، السفينة اتحطمت وغرقت والليلة دي مات 1500 شخص كانوا عليها….
في رواية تانية بتقول أن الموميا مكانتش في السفينة ولا حاجة بس في واحد صحفي أمريكي كان عمال يحكي كتير عن لعنة الأميرة وده سبب النحس اللي صاب تايتانك….
لكن الحقيقة أن الرواية الأولى هي اللي صح، التابوت كان في سفينة تايتانك وغرق معاها واستقر في قاع المحيط عشان الأميرة ترتاح وتنعم بالسلام من غير أي منغصات…. والحقيقة برده أن التابوت كان فاضي! مفيش موميا جواه، اللعنة دي كلها بسبب انتهاك حرمة التابوت بس، تخيلوا يا بني آدمين ، أمال لو كانوا لقوا موميتها كانت عملت في العالم إيه؟ وكذه حد من اللي نقل التابوت ومن اللي امتلكه لشوية وقت مكانوش عارفين المعلومة دي، كانوا معتقدين أن الموميا جوه التابوت، ملحقوش يا عيني يشوفوا اللي جواه…..
“امار” قالت وهي بتبصلي بطريقة مريبة:
-وأنت اتأكدت منين أن التابوت كان في قاع المحيط، وأنه كان فاضي؟!
اتوترت ، خطوط العرق بدأت تتكون على وشي… أرد أقول إيه….
-لأ أنا قلقان عليك!
“إحسان” قال كده ل”أدهم”…. فعلًا “أدهم” كان شكله يخض، أنا شبه متأكد أن شكله بقى دبلان أكتر في النص ساعة الأخيرة، وشه عمال يبيض كل شوية وتحت عينه بقى أسود جدًا، أكيد مريض!
“إحسان” كمل وهو بيبص على “أدهم”:
-أنا هقوم أجبلك حاجة تاكلها من التلاجة وشوية ميه…
كل ده و”أدهم” مش بيستجيب، كأنه لوح تلج….
“إحسان” قام، فتح التلاجة الميني وخرج شوية حاجات، حاجات حلوة ومعلبات وإزازة ميه صغيرة….بس مجاش علطول شفته واقف متنح في حاجة، كان باصص لفوق ناحية الشباك اللي جنب التلاجة، سرحان في حاجة وراه….
جاب الحاجة حطها على الأرض قدام “أدهم” وبعدين استأذن أنه يخرج يتمشى شوية….كان زي اللي ندهته النداهة، أصر يخرج ويرجع علطول….
-مقولتليش يا “بهجت” اتأكدت إزاي أنا التابوت كان في قاع المحيط؟
برده مفيش فايده، “أمار” مصرة تضغط عليا، رديت:
=عشان لقوا التابوت، سفينة تانية انتشلته….
-وده إمتى؟
=من إسبوع!
وقبل ما تقول جملة تانية، سمعنا صرخة رهيبة…. كلنا قمنا مفزوعين إلا “أدهم” اللي فضل بنفس القعدة والوضعية ولا اتهزله شعره…..جرينا بره الكابينة لمصدر الصوت، كان “إحسان”!
كان في حالة صدمة عصبية، لسه بيصوت وجسمه بيتنفض، عمال يتنطط وبيدور بإيده على حاجة في جسمه كله….
زعقت فيه وأنا بحاول أمسكه:
=في إيه؟ في إيه يا “إحسان”؟؟
-الجعران! الجعران!
=جعران إيه؟
-في جسمي…بيجري في جسمي….
=وريني كده، إهدى…
بصيت كويس تحت هدومه، مفيش جعران، بس كان في حاجة تانية…. حته لحم متشاله من بطنه ونزيف!….
=أنت مجروح…
-أيوه مانا عمال أقولك ، الجعران!
قصه لعنة المومياء
=يعني إيه؟ الجعران ده رمز لحشرة! إزاي جعران هو اللي عملك الجرح؟
-ماشي… خنفسة سودة، على شكل الجعران… هي حطتها عليا.
=هي مين؟
شديناه للأوضة وطلبت منه يوطي صوته ويحكي اللي شافه…..
قال:
-وأنا بجيب الاكل من التلاجة لمحت واحدة واقفة بره الكابينة، سانده على سور السفينة، بصتلي ، متكلمتش بس ندهتني، سمعت صوت أفكارها….مكنش عندي سيطرة على نفسي، لقيتني بستجيب، بتشد ليها، طلعتلها، قربت كأن الأرض بتتحرك من تحتي وبتوديني ليها، لبسها ووشها، كانت لابسه فرعوني، والمكياج بتاعها وملامحها فرعونية، ولابسه باروكه……قربت مني وحضنتني وهمست في ودني:
-الموت سيضرب بجناحيه كل من يعكر صفو آم….
صرخت:
=بس…بس متنطقش إسمها….
-بعدها حطت حشرة على ضهري، فضلت تجري في جسمي، ألم رهيب في كل حته جريت فيها، جسمي كان نار…
مسكته ومشيت بيه للحمام عشان ننضف جرحه….
“عدلي” جه معانا و”أمار” وقفت على باب الحمام…. ربعت إيديها وفضلت بصالي، قالت وإحنا بننضف جرحه:
-إيه اللي حصل يا قبطان بعد ما السفينة أخدت التابوت؟
=ده وقته؟
-هوده وقته، التابوت راح فين يا قبطان؟
“عدلي” فجأة لف كأنه سمع حاجة، مشي للبانيو وفتح الستارة…..
ورا الستارة كان جسمه ممدد، جثة، بوقه مفتوح وعنيه شاردة ومذعورة، كانت جثة “أدهم”!
“أدهم” مخرجش من الحمام، اللي كان قاعد معانا طول الوقت ده كان حاجة تانية….
اتحركنا بهيسترية، اللي بيزعق واللي بيتكلم، لما رجعنا للمكان اللي كنا قاعدين فيه ملقناش الحاجة اللي كانت قاعده معانا طبعًا، اللي كانت متقمصة شكل “أدهم”…
“أمار” زقتني وزعقت فيا:
-التابوت فين؟
=التابوت….هنا…..على السفينة! بعد ما جابوه من المحيط كلموني عشا…عشان انقله لإيطاليا مفيش غيري أنا و3 تانيين يعرفوا، اللي نقلوا التابوت واللي مستنينه في إيطاليا عشان يستلموه….
-التابوت هنا؟هنا؟
=مكنتش أعرف، كنت فاكرها مجرد أساطير، كل اللي حكيتهولكوا كنت فاكرها مجرد قصص، مكنتش أعرف…مكنتش أعرف
السفينة اتهزت فجأة جامد، ومع الهزة سمعنا صوت عياط وصريخ لواحدة ست وبعديها الصريخ اتحول لضحك، صوتها كان عالي جدًا كأنه جي من كل مكان حوالينا ، من السفينة والبحر ….ده مباشرة قبل ما السفينة تتقلب بينا ونشوف التابوت جنبنا ، إحنا وهو بنغرق في عمق البحر…..
“تمت”
قصه لعنة المومياء
#ياسمين_رحمي
قصه لعنة المومياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط