قصص

قصه موقف المرج

راكب مع سواق ميكروباص غريب، اغاني شعبي ودماغ رايقة وماشي يعمل غرز. رايح المرج في مشوار اخلص ورق بتاع الشغل، الساعة تمانية بليل والطريق سالك وهادي لحد ما وصلنا عند تقاطع كوبري وواحدة ست ركبت.
شابة، عباية سمرا، ملامح مصرية اصيلة، ركبت جنبي وكل شوية اسمع صوتها كأنها بتعيط ولما اعمل نفسي ببص جنبي الاقيها قاعدة عادي!
الطريق كان زحمة في حتة معينة، الست حسيت انها بتبص ليا وملامحها بتتغير بسرعة ما بين عياط وضحك ونشوة، حسيت برعب منها، عملت نفسي باصص جنبي تاني لقيتها باصة قدامها عادي!
السواق بقى اغرب! قفل الاغاني وشغل قرآن وكل شوية يبص في المراية على الست! وشه عليه رعب، بقه بيتحرك بدعاء أو حاجة مش سامعها!
الناس كلها نزلت في الطريق متبقاش غيري وغيرها، لقيتها بتخبط على ركبتها بعصبية، بتتمتم بكلمات مش واخد بالي منها وبسرعة جدا، السواق نظراته بقت مرعبة اكتر واتوتر لدرجة أنه كان هيخبط في الرصيف مرتين!
السواق على القرآن اكتر، الست بصت له بصة غريبة، مخيفة وقالتله “وطي”! الراجل هيبة في نفسه مش عارف ازاي ايده جريت على الكاسيت بسرعة ووطى فعلا وملامحه بقى كلها رعب اكتر. انا جسمي اتلبش، حاولت ادخل ناحية الشباك شوية لقيتها لفت ليا وقالت “متخافش يا مؤمن”!
خفت اكتر! عرفت اسمي منين! لساني مطاوعنيش اسالها عرفت اسمي ازاي، سكت، اتسمرت، فكرت انزل بس خوفت تعرف أن ده مش المكان اللي المفروض انزل فيه!
الست فضلت تخبط على ركبتها اكتر وسمعت صوت زي ما تكون بتعيط، شايف في المراية بتاعت السواق وشها اسود! عضم! عضم لابس عباية سودا وايشارب!
لسه هصرخ واطلب من السواق ينزلني لقيتها بتقوله “عند الحادثة”!
استغربت! السواق كمل كذا متر وبعدها وقف في مكان مهجور تحت الكوبري الدائري وهي فتحت الباب وبصت له بصة مخيفة وبعدها راحت وسط الضلمة! الراجل بمجرد ما نزلت طار بالعربية بمعنى الكلمة، وانا بصيت بسرعة ورانا بس ملقتهاش!! اختفت! اتبخرت!
السواق شغل القرآن بصوت اعلى وعمال يبص ليا بخوف. سألته بصوت بيترعش “مين دي! دي مش بني ادمة”! قالي بخوف “دي مسخوطة من المساخيط، بتركب على الخط كل فترة وتنزل في المكان ده، المكان اللي اسمه الحادثة”!
قولته بخوف “ده ايه المكان ده”؟! رد وهو بيولع سيجارة “من سنين واحدة خبطتها عربية ميكروباص في المكان ده والاسعاف ملحقتهاش، ماتت ومن وقتها بتركب معانا، ناس بتقول انها بتدور على اللي موتها وناس بتقول انها بتعمل رعب وبس، الله اعلم يا بيه بس اتعودنا نركبها لحد المكان ده ونسمع كلامها وخلاص لحد ما ربنا يريد ويريحنا منها”!
وكمل بخوف “نحمد ربنا أننا مش بنعجبها، ده في واحد اتعلقت بيه رغم أنها ميتة وفضلت تظهر له وتطارده لحد ما المسكين اتجنن ورمى نفسه قدام عربية”!
القصة قشعرت جسمي، اترعبت. “على جنب هنا” قولتها للراجل ونزلت عند المكان اللي عايزه وقبل ما اعدي لمحت الست واقفة الناحية التانية من الشارع بتبص لي وبتقولي بصوت مش عارف ازاي سمعته من عندي “متخافش، انا معاك”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط