رواية ( ومازال قلبي ينزف ) الفصل الحادي عشر بقلم :- أسماء أبوشادي
_____________________________
متى الموت يرحمني من عذابي
متى أرتاح من أحزاني
متى يترك الهم قلبي
أعيش ولا أعيش فالموت يدق أبوابي
فالعذاب دائما دائم والدنيا تسعى إلى خرابي
لم أعد أطيق الحزن إين أنتم يا أحبابي
قلبي ينزف الاوجاع وأنا أنادي إين أحبابي
لماذا لا يرد الجميع لماذا لم يعد أحدا يبالي
______________________________
أنس بيصرخ / لاااااااااااااا لاااااااااا
الكل دخل على صوته والممرضين بيخرجوه هو وسما وبيغطوا وجهه وبيشيلوا الأجهزة عن عادل
سما بهدوء رهيب بس صوت عالي في نفس الوقت / إنتوا بتعملوا إيه أزاي تشيلوا عنه الأجهزة سيبوا بابا لسه عايش بابا موجود سيبوه مكانه ماحدش يقرب منه
ساهر بيشد سما لبره / أهدي يا سما أهدي وتعالي معايا بس
سما خرجت معاه / بابا يا ساهر بابا عايش والله هو وعدني إنه هيفضل جنبي وعدني هيفضل في ظهري هو بس نايم شوية وهيصحي تاني خليهوم يسبوه يا ساهر
أنس الممرضين ماسكينه جامد علشان عايز يدخل تاني / سيبوني أوعوا بقولكم يا بابا عمي عادل جايلك هو كمان هو كمان سابني يا بااااااابااااااا
ساهر راح لانس وبياخده في حضنه علشان يبطل عياط / أهدي يا أنس مش كدة أهدى علشان خاطر سما
( الدكتور والممرضين خرجوا عادل على نقالة ومغطيين وشه وسما رايحة جري عليه بس نور مسكها جامد وحضنها علشان يكتف حركتها )
سما بانهيار وحالة أستنكار/ سيبني خليهم يسيبوا بابا هو مامتش لأ والله ما مات دا عايش لأ لأ سيبوا بابا لاااااااااااااااا
يا باااااااااااااباااااااااااااا
نور حضنها جامد وكأنه عايز يدخلها جوه في قلبه / سما أنتي أقوى من كدة أجمدي
( أنس ساند على ساهر وياهو ماسكه جامد وسلوي قاعدة على كرسي على جنب بتعيط جامد وسما فقدت الوعي في أحضان نور ونور حس أن حركتها هديت بين إيديه وإيديها بعد ما كانت بتحاول تخلص نفسها من حضنه وقعت جنبها )
نور / سما سماااا
( سما ماردتش عليه فهو شالها بسرعة والممرضين دخلوه أوضة وهو نايمها على السرير وكان وراه أنس وساهر وسلوي )
نور / هاتوا دكتور بسرعة حد ينادي على أي دكتور هنا
( وفعلا الدكتور جه وكشف عليها وعلقلها محلول وقالهم أنها هتفضل نايمة للصبح فنور خرج وساب الكل حوليها ورجعلهم بعد شوية ومعاه ممرضة )
نور / أتفضل يا أستاذ ساهر خد أنس وروحوا مع الممرضة هتوديكوا الأوضة اللي جنبنا وتدي لانس مهدئ وأنتي يا طنط أتفضلي معايا هوديكي أوضة تانية
سلوى / لأ أنا مش هسيبها لوحدها أفضل جنبها
أنس / وأنا كمان هفضل جنبها أنا مش عايز مهدئ أنا مش هسيبها لحظة واحدة
نور / ماينفعش لازم تسيبوها ترتاح وانتوا كمان ترتاحوا لأن عندنا يوم طويل بكرة
ساهر / يا جماعة أستاذ نور عنده حق دا لمصلحتها وكمان أنتوا لازم ترتاحوا علشان تقدروا تقفوا بكرة على رجليكم
( وفعلا أنس مشي مع ساهر وراح الأوضة التانية وأخد مهدئ ونام أما سلوى فنور سابها شوية مع سما وخرج راح يجهز تصريح الدفن ويحضر للجنازة وطلب من ممرضة تروح توديها الأوضة التانية وفعلا أخدتها الممرضة)
وبعد ما نور خلص الاوراق وجهز للجنازة بكرة بعد صلاة الظهر وبعد كدة رجع على الأوضة اللي فيها سما وقعد جنبها
نور والدموع مالية عنيه / سما يا حبيبة قلبي يا سمايا يا عمري أنتي مش قادر أشوفك كدة
أجمدي علشان خاطري
( وهو بيتكلم دموعه نزلت وطلعت منه شهقة ثم أكمل بصوت باكي )
بلاش علشان خاطري لأني عارف أنك بتكرهيني بس خليكي قوية علشان نفسك علشان أنا مابحبش أشوفك كدة
ياريتني أقدر أخد كل الحزن اللي في قلبك وأبدله بالفرح اللي موجود في العالم كله
بس أنا حاسس بيكي وعارف أنتي بتحبي أبوكي أد إيه وأن فراقه صعب عليكي أوي
( وفضل نور جنب سما لحد الصبح بيعيط وهو شايفها بالحالة دي بس بعد كدة سابها وخرج قبل ما أي حد ييجي وراح يحضر مراسم الجنازة ورجع بعد ساعتين وكان خلص كل حاجة وفي الوقت دا سما كانت صحيت والكل حواليها وبرغم اللي سما عملته أمبارح إلا أن لحد دلوقتي مافيش دمعة واحدة نزلت من عنيها )
سما بصوت عالي / بقولكوا لازم أشوف بابا قبل ما يدفن لازم
سلوى / يا حبيبتي ما ينفعش هو خلاص بيغسلوه مش هينفع تشوفيه تاني
أنس ببكاء / خلاص يا سما مش هنشوفه تاني خالص
ساهر / يا جماعة ماينفعش كدة وانت يا أنس أنت لازم تكون أقوى من كدة
سما بصوت عالي/ أنا ماليش فيه أنا هروح أشوف بابا يعني هروح ومحدش هيمنعني
سلوى بصوت عالي وانهيار وبكاء / أنتي مابتفهميش بنقولك خلاص ماحدش هيشوفه تاني خلااااااص
نور دخل وراح عند سما / قومى معايا يا سما أبوكي لسه ما أتكفنش أنا هخليكي تشوفيه
( ومدلها أيده علشان تقوم معاه بس هي مامدتش إيديها وقامت لوحدها وراحت معاه والكل مشي وراهم ولما وصلوا عند المكان اللي فيه أبوها دخلت هي وأنس و معاهم نور بس وساهر وقف مع سلوى بره وقالها حضرتك مش هينفع تدخلي وانتي كدة ودا لانها كانت منهاره من كتر العياط ودخلت سما وأنس ونور وأول ما دخلوا شافوا عادل في الكفن بس لسه الكفن ما أتقفلش عليه ولا حطوه في الخشبة اللي هيروح فيها للمقابر )
سما قبلت جبهة أبوها / مع السلامة يا بابا
أما أنس فعيط جامد وسما لما شافته كدة أخدته في حضنها وقالتله / يلا يا أنس علشان نخرج
( نور خرجهم وطلب من المغسل يقفل الكفن ويجهزوا الجنازة علشان خلاص المعاد قرب وفعلا كل حاجة بقت جاهزة وراحوا على الجامع وكان فيه ناس كتير ودا لأن عادل كان راجل طيب جدا والكل بيحبه ‘ وصلوا عليه وبعد كدة راحوا دفنوه وكانت سما واقفة في وسط الستات على جنب و معاها أمها اللي كانت مش مبطلة عياط أما سما فكانت هادية جدا مابتعيطش ولا بتتكلم بس لما حد ييجي يعزيها كانت بترد عليه والكل كان مستغرب جدا من هدوئها وطبعا الناس اللي يعرفوها كانوا مستغربين من شكلها وشعرها لدرجة إن اللي يشوفها يفتكرها واحدة أجنبيه ومايعرفهاش وبعد كدة رجعوا على البيت والناس فضلت تيجي تعزى طول اليوم وباليل بعد مالناس بطلت تيجي نور وأنس وساهر كانوا تحت في شقة جيرانهم لأن عزاء الرجالة كان هناك وبعد مالعزا خلص طلعوا عند سما )
سما / العزا خلص يا ساهر
ساهر / أيوة يا سما
سما / طيب شنطتك وشنطة أنس في أوضة الضيوف أتفضلوا أرتاحوا شوية على ما أحضر حاجة تتاكل
نور / ما تتعبيش نفسك يا سما أنا طلبت أكل من بره ليكوا كلكم لأن طنط كمان ما أكلتش حاجة من أمبارح
سلوى / الله يخليك يا أبني أحنا تعبناك معانا أوي
نور / ماتقوليش كدة يا طنط
سما تجاهلت نور / طيب يا أنس أنت وماما أنا داخلة أوضتي لو أحتاجتوا حاجة نادولي وانت يا ساهر البيت بيتك
( سما رايحة علشان تدخل وقفتها أمها )
سلوى / سما أستني
سما / نعم يا ماما عايزة حاجة
سلوى / ماعيطيش ليه يا سما أبوكي خلاص مات حابسة دموعك ليه
سما / مافيش دموع أساسا يا ماما علشان أحبسها أوعدك لما يبقى فيه هبقي أنزلها
( وقبل ما سما ترد كان جرس الباب بيرن ونور راح علشان يفتح بيحسبه الأكل طلعوا أثنين ستات واحدة صغيرة وست كبيرة )
مديحة أول ما نور فتح جريت على سلوى حضنتها وهي بتعيط / شدي حيلك يا حبيبتي معلش أتأخرت عليكي بس على مالقينا طيارة
سلوى / عادل مات يا مديحة مات وسابني لوحدي
مديحة / ماتقوليش كدة ماكلنا معاكي أهوه
سما / تالين أنتي واقفة برة ليه تعالي
تالين / سما البقاء لله الله يرحمه
سما / ونعم بالله أتفضلي أقعدوا أرتاحوا
( وقعدوا شوية وكان الكل حزين جدا وتالين كانت عنيها على أنس لأنها أول مرة تشوفه حزين أوي كدة وكمان بتبص على سما وبتفتكر نفسها يوم ما عرفت بخبر موت أهلها في حادثة ومستغربة من حالة الهدوء اللي سما فيها وبعد شوية الأكل وصل وطبعا ماحدش كان عايز ياكل بس نور غصب عليهم ياكلوا رسما كمان أصرت أنها تخلي أمها تاكل وأكلتها بأديها وتالين ساعدت أنس علشان ياكل وبعد الأكل سما دخلت شنطة تالين في أوضتها وشنطة مديحة في أوضة أمها رغم أن تالين كانت عايزة تروح فندق بس سما رفضت وأصرت عليها
وبعدها نور أستأذن ومشى وكلهم دخلوا أوضهم علشان يناموا وفعلا الكل نام من التعب إلا سما
فضلت سهرانة طول الليل تفكر وبعد ما طلع النهار تالين صحيت والبيت كله صحي
وأتجمعوا في الصالون )
أنس / فين سما يا تالين هي لسه نايمه
تالين / لأ أنا بحسبها هنا لأني صحيت ملقتهاش جنبي
سلوى / أزاي يعني أنا مشوفتهاش من الصبح قلت يمكن نايمة من كتر التعب
مديحة / يعني هي هتكون راحت فين من غير ما تقول لحد
ساهر / تلاقيها بتجيب حاجة من بره وجاية متقلقوش أنا هتصل عليها
( وفضلوا يرنوا عليها بس هي ما بتردش ودا قلقهم أكثر وبعد شوية الباب خبط وساهر جرى علشان يفتح )
ساهر وهو بيفتح / كنتي فين يا سما
نور / سما وهي سما إيه اللي هيخليها تخرج
سلوى بعياط / الحقني يا نور أحنا صحينا ملقيناش سما في البيت
نور / أهدي بس يا طنط هي إن شاء الله هتبقي كويسة
أنس / أنا هنزل أدور عليها
ساهر / يلا يا أنس أنا كمان جاي معاك
نور / خليكوا أنتوا وأنا هنزل أجيبها ومش هرجع من غيرها
ساهر / لأ أنا جاي معاك
أنس / وأنا كمان
نور / بقولكم خليكوا أنا عارف هي ممكن تكون راحت فين
_______________