الفصل الحادي عشر
نقل غيث الي اقرب مشفي لسوء حالته اصر قيام غصون باطلاق النار عليه حيث اصابته برصاصتين في كتفه وبمنطقه قريبه من القلب…ركبت قمر معه في عربه الاسعاف وظلت تبكي وتنتحب كثيرا وتدعو الله ان يمر الوضع بسلام ويعيش غيث وتستكمل حياتها معه وتبدأها من جديد خاصه بعد ما شاهدت والداتها وهي تقتل غيث…وتأكدت من كل حديث غيث عن والداتها وقتلها لوالداها قبل ذلك…وصلت عربيه الاسعاف الي المشفي وما ان رأوا حالته ادخلوه فورا الي غرفه العمليات ومحاوله اخراج الرصاصتين من كتفه…جاء جميع افراد العائله الي المشي بعد وصول غيث وقمر…حتي ان غصون جاءت معهم بحجه انها لغت المبيت عند اختها واول ما دخلت الفيلا وجدت غيث مرميا علي الارض وقمر تصرخ…غافله عن ابنتها التى رأتها ببؤبؤ عينها.اول ما وصلت ضحي وعلمت ان ابنها في غرفه العمليات صرخت بألم قائله بصوت مرتفع
=استر يارب…انا مليش غيره في الدنيا…كفايه ابوه اللي راح مني غدر …مش هيبقي هو وابوه…مين بس اللي عمل فيه كده…ربنا ينتقم من الظالم
ربت حمزة علي ظهر ضحي ليهدئها قائلا
=متخافيش يا خالتي…الدكاترة هنا شاطرين…وهيقدروا يخرجوا الرصاص اللي في كتفه…وهيعيش…ادعيله انتي بس…وانا شويه وهعقم نفسي وهدخل علشان اطمنك.
جلست قمر علي الارض تنتحب وتنظر الي والداتها نظرات حاقده لرؤيتها لها وهي تطلق النار علي غيث وتذكرت كلمات حمزة لها أنهاتدافع عن أمها دون جدوى…مما اثار استغراب غصون وتقدمت اليها لتنهضها وتعدل من ملابسها قائله بحنان مصظنع
=متخافيش يا قمر…حمزة اهو بيقول انه هيبقي كويس…وهيخرج منها ان شاء الله…بختك كده بقا هنقول ايه…الغلبان مبيشبعش غلب…بختك عامل زى أمك.
غضبت ضحي مما قالته غصون وقبضت علي يديها حتي ابيضت اوردتها وتحدثت بجنون قائله
=قصدك ايه…انتو اللي وشكم نحس علي ابني…انا ايه اللي رجعني تاني انا وابني…كان لازم اعرف ان دي اخرتها…وهيتقتل زى ما اتقتل ابوه.
ابتعدت غصون عن محيط ضحي وخشت ان تفتك بها قائله بارتجاف
=مين ده اللي يقتله …وهو مين اللي قتل ابوه وعمه مش هو لما كان سايق العربيه وقلبها بيهم…ولا هو تلفيق تهم وخلاص…ده ايه القرف ده.
صرخت ضحي في وجهها قائله
=انا ابني مكنش سايق…وانتو عارفين كده كويس…وانتو اللي فبركتوا ورق العربيه واثبتوا انه كان سايق واستغليتوا حالته المرضيه علشان تحطوه في مصحه.
اسرع حمزة ليفصل بينهم عندما راي سوء حاله جده في عدم السيطرة علي الامر لحزنه الشديد علي حفيده…فوقف حاجزا بينهم يهتف بقوة
=خالتي مش وقته…غيث بين ايدين ربنا دلوقتي منقدرش نعمل غير حاجه واحده اننا ندعيله يقوم بالسلامه…وبعدين نشوف مين اللي حاول يقتله.
وفجاه انفتح باب غرفه العمليات ليخرج الطبيب ليخرسهم جميعا وهو بحاله يأس خافضا رأسه في حيرة كيف يخبرهم بالامر فتحدث قائلا
=للاسف الوضع مقلق جدا احنا قدرنا نسيطر علي الرصاصه الاولي وخرجناها الرصاصه التانيه قريبه جدا من القلب…حاولنا نخرجها بصعوبه بس للاسف القلب وقف لخمس دقايق…عملنا فيهم انعاش للقلب كتير واخيرا رجع دقاته…بس المريض دخل في غيبوبه …وما نملكش غير دعواتكم يعدي ال 72 ساعه علي خير…تعالت الاصوات والشهقات وانهيار الجد وقمر وضحي معا…اما عن حمزة فهز رأسه متفهما وقال
=وبعد ال72 ساعه…هيقدر يفوق من الغيبوبه…ولا لسه هيبقي في حاله حرجه…اقصد يعني الرصاصه بعد ما خرجت اثرت علي بقيه الاجهزة.
رد عليه الطبيب عليه بحرص
=للاسف زى ما قلتلك الرصاصه لما خرجنها وقفت القلب…واحنا عملناله الانعاش اللازم…بس الحمد لله باقي الاجهزة تمام…الغيبوبه دي كان لازم تيجي بعد وقف القلب.
سأله حمزة مستفهما
=طب نقدر نشوفه حتي لو في العنايه…ولا ممنوع…زى ما حضرتك شايف كلنا اهله ومتجمعين وعايزين نطمن عليه…ولو حتي شخص واحد.
كانت قمر تبكي بكاء مريرا الي ان سمعت حمزة يطلب من الطبيب زيارة غيث فاندفعت قائله غير عابئه بمشاعر والداته فقالت
=انا مراته…ولازم اشوفه…ارجوك يا دكتور…كلمه يا حمزة…وقول لطنط ضحي متزعلش مني…انا لازم اكون اول واحد تدخل وتشوفه.
اخذ حمزة الطبيب يهمس له بضرورة دخول قمر فوافق الطبيب ثم ذهب اليها حمزة ليهدئها قائلا
=ماشي يا قمر هدخلك…بس في الاول هتكلم مع خالتي اكيد هي اكتر واحده بتتعذب علشان ابنها…اللي انتو عمالين تعذبوا فيه ولا هاممكم…
اقتربت ضحي اليهم بألأم موجهه حديثها الي قمر قائله
=وانا موافقه ادخليله…بس علي شرط…لو ابني خرج من الشده اللي هو فيها دي ورفض انه يكمل معاكي…انا مش همنعه…لانك بالنسبه ليا بقيتي زيك زى امك.
كادت قمر ان ترد عليها ولكن اوقفها حمزة بحزم قائلا
=قمر مش وقت تردي فيه علي خالتي…خالتي مغلطتش …ده ابنها وهي اكتر واحده بتتعذب فيكم…فياريت تريحيها يوتريحي غيث لما يفوق
هزت قمر راسها وهي ما زالت تبكي حتي اندفعت غصون في وجههم قائله بتجهم
=هو في ايه …انا ساكته لكم من الصبح عمالين تبيعوا وتشتروا في قمر ولا كأنها خدامه عندكم وعند زى غيث بتاعكم…لا فوقوا وشوفوا انتو بتكلموا مين.
امسكتها ضحي من معصمها وهمست لها كفحيح الافعي قائله
=انا عارفه كويس انا بكلم مين…بكلم واحده زباله قتلت جوزها زمان هو واخوه…فاكرة اخوه يا غصون اللي حاولتي توقيعه في شباكك قمتي موقعه اخوها.
حررت غصون يدها من قبضه ضحي وقالت باستهزاء
=خدي بالك من كلامك يا ضحي…ومتنسيش ان انتي مشيتي انتي وابنك من هنا بفضيحه…فاكرة ضياء وحركاتك معاه ولا نسيتي …تحبي اقول لساميه؟
هتفت ضحي بغضب قائله
=قوليلها ساميه عارفه قذارة جوزها كويس…زى ما هي عارفه قذارتك…وما اعطتكيش الفرصه تربي بناتك علي الهلس والمسخرة بتوعك.
اغتاظت غصون من ردود ضحي امام قمر …فاخذ حمزة ضحي وتنحي بها جانبا يقول بحنان
=خالتي ربنا يباركلك …الوضع مش مستحمل…وقمر ملهاش ذنب في اللي بيحصل ما بينكم…من فضلك اصبرى غيث لما يفوق …ويشوف هيعمل ايه.
دخل عليهم يحيي ليتفاجأ بحاله عمه المرزيه فجلس علي ركبته يقول بحنان
=متقلقش يا عمي …والله غيث هيفوق منها وهيبقي احسن من الاول…احنا كلنا هندعيله…بس انت ارجوك خلي بالك علي صحتك…احنا ملناش غيرك.
غالب بضعف
=تفتكر يا يحيي اللي عملناه هو الصح…الظاهر ان غيث كان عنده حق لما قالنا انهم هيستعضفوه لما يشوفوه بالوضع ده…هو بس يفوق وانا هسيبه يعمل اللي هو عايزه.
يحيي بهدوء
=ان شاء الله يا عمي…بس انتي زى ما هتسيبه براحته …لازم كمان تشوف حاله قمر…بثينه قالتلي انها عرفت انك كنت عارف حقيقه غيث.
نظر غالب الي قمر وجدها تنظر له بعتاب ولوم فنهض اليها وجلس بجوارها قائلا بحنان
=عارف يا قمر انك زعلانه مني…بس صدقيني مكنتش عارف انا بعمل ايه…كنت خايف عليه ليفتحوا قضيه العربيه تاني ويحبسوه…اتاريني حسبتها غلط.
ازداد بكاء قمر وعلمت ان جدها يلمح ان غصون وضياء حاولوا قتل غيث وتأكدت من تلميحه لانها رأت غصون بعينها… هتفت بصوت مبحوح قائله
=انا عارفه قصدك مين…بس مكنتش متوقعه انك لما تحاول تنتقم منها تنتقم منها فيا انا واختي…مهما ان كان احنا شايلين اسم العيله …ولا شاكك في نسبنا.
شعر غالب بامتغاصه في قلب من هول اتهام قمر له فرد بصوت ضعيف قبل ان يرحل ويتركها
=انا متأكد انكم احفادي…وهتفضلوا شايلين اسمي لبعد ما اموت…ولو حابب انتقم من امك…عمرى ما افكر اذيكي لا انتي ولا اختك… لاني كده بأذي نفسي.
نظرت قمر الي الفراغ أمامهم بشرود وتذكرت كلمات حمزة لها وعن تصديقها لأمها ورغبتها الجامحه في الانتقام من غيث لمجرد أنه أخفي عنها حقيقته
نظرت قمر الي الفراغ أمامهم بشرود وتذكرت كلمات حمزة لها وعن تصديقها لأمها ورغبتها الجامحه في الانتقام من غيث لمجرد أنه أخفي عنها حقيقته
بعد ان سمح لها بالدخول الي غرفه العنايه لرؤيه غيث…صدمت من حالته المرزيه وهو ملقي علي الفراش عارى الصدر جسده بالكامل موصل بخراطيم لانعاشه…اقتربت منه ببطء وتذكرت هبوطها الي الحديقه لمساواة الأمور بينهم…ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن…حيث وجدت وهي تبحث عنه غصون تقف متخفيه بجوار بدروم الفيلا تستعد لاطلاق النار علي غيث…صدمه ألجمت قمر زما ان سمعت اطلاق صوت الرصاص وسقوط غيث أمامها وانتابها هيستريا صريخ …غيث نفسه سمعها قبل ان يغشي عليه…وباتلرغم من ذلك اتهمها بقتل…من المؤكد انه كان يدينها انها أمات وقتلت قلبه بعدم تصديقها له…جلست بجواره تتأمل حالتها والندم يتأكلها علي سوء الظن به…فحديث حمزة لها كان صائبا مئه بالمئه…انها تصف بجانب العدو…ايضا معاملتها الأخيرة لضحي واستهزائها بها وهي بلحظه كانت ستكون أرمله مثلها وعلي يد نفس الشخص…كرم ضحي لها والسماح لها بالدخول لغيث بالاول…رغم قلقها الشديد عليه…ولم تنسي وعيد ضحي لها ان غيث رفضها سوف تعود كما كانت بالسابق…تمنت من الله أن يفيق غيث…ويعلم جيدا انها ليست لها ذنب بهذه الحادثه…أيضا خشت أن يرفضها ويتركها ويرحل من مكان ما جاء…كيف له أن يتركها بعد ما أعادها الي الحياه…فهي كانت قبل مجيئه ميته…لا معني لوجودها في الحياه…تمنت أن يتوقف الزمن منذ لحظه مجيئه وطلبه لها بالحب والجواز…تمنت أن توافق عليه وتمنحه كل شئ ولكن مثل ما قال حمزة عنها هي انسانه هشه ضعيفه من الداخل وتحتاج للشفقه من الجميع…مسحت قمر علي وجهها واخذت علي نفسها عهدا ان سوف تستعيد غيث وعشقه مرة أخرى حتي لو كلفها الأمر حياتها…أو الانتقام من المرأة التي أنجبتها …والتي تسببت في تدمير حياتها وانها والدها وتعذيب قلبها هي واختها همس…أيضا توعدت لشادي وضياء بالنيل منهم وتدميرهم…واقصاء شادي عن همس لانها لا تريد لاختها ان تذوق من نفس الكأس الذي ذاقته بالرغم انها تعلم جيدا ان همس ليست مثلها فهي استمدت القوة من غصون…القوة التي تقدر بها السحق بأي أحد …لو كان حبها شادي.
ظلت قمر تدخل عند غيث في غرفه العنايه لمده ثلاث ايام
ظلت قمر تدخل عند غيث في غرفه العنايه لمده ثلاث ايام…ولم يفيق من غيبوبته…. لكن حالته الصحيه مستقرة مما دفع الاطباء الي نقله الي غرفه عاديه…خاصه بعد تأكدهم ان الغيبوبه هي حاله هروب من الوعي للاوعي…مما جعله قمر تتألم اكثر لحالته…وعزمت امرها علي المكوث بجانبه…ورفضها لاي احد يشاركها المكوث معها …امتثل حمزة لرغبتها واقنع خالته بذلك حجه منه ان هذا سيساهم في علاج غيث وافاقته…طالبا من قمر التحدث معه بكل ما في قلبها وحثه علي الرجوع اليها والي الحياة…امتثلت قمر لطلبه حمزة…وظلت تحاول مع غيث مرار وتكرارا ولكن دون استجابه منه لذلك…ولكنها لم تيأس وسألت حمزة هل من الممكن التحدث معه في الامور السيئه ايضا لتساعد في نهوضه اجابها حمزة بحرص
=ممكن …بس متزوديش…يعني مثلا عرفيه انك كنتي ناويه تعتذريله عن اي حاجه حصلت منك…بس نزلتي لقتيه مجروح ولو مكنش حصل كده ممكن تكون حياتكم احسن من كده.
هزت قمر راسها بتفهم الي حمزة ودخلت الي غيث واقتربت منه ممسكه يده وهي تبكي حتي تدفقات دمعاتها علي يده ويدها وهنا فاق غيث ولكنه سمعها وهي تنتحب وتذكر كل شئ في لحظه خاصه عند سماعه لها تقول بحزن
=انا عرفت يا غيث ان كل الكلام اللي قلته علي ماما طلع صح…بس صدقني انا مكنتش اعرف ان ماما وحشه قوى كده…وانا مش وحشه زيها.
رد عليها غيث في نفسه رافضا استعاده وعيه امامها فقال
=ياريتك تكوني زى ما بتقولي يا قمر……نسيتي قبل الحادثه قلتيلي انك لو عايزة تنتقمي مني هتنتقمي…بس انتي اخترتي تصدقيهم ومش تصدقيني ودلوقتي جايه تقولي ان كلامي صح…بس بعد ايه …بعد ما شفتيني مرمي قدامك…مكنتش متوقع اني لما هرجع مش هشوف منك غير الزعل…ولما تلقيني سليم…تفكرى تنتقمي مني.
استطردت قمر في حديثها معه قائله بحزن
=انت متعرفش في جوايا ايه يا غيث…انا جوايا حاجات كتير…كسرة واهانه من كل اللي حواليا…في حاجات كتير عقلك مش ممكن يوصلك انك تعرفها عني.
استغرب من حديثها وتأكد ان اختياره لأمر الغيبوبه كان صائبا فقال لنفسه
=مش عارف ليه يا قمر انك عندك اسرار …وعماله تكذبي عليا من يوم ما جيت…بس مسيرى هعرف والحمد لله اني اخترت اني اكمل الغيبوبه علشان اعرف خباياكي.
تمسكت بيده وهبطت بشفتيها علي يده لتقبلها وهي تدمع قائله بحزن
=مش بايدي اللي حصل بيني وبين شادي…انا يومها ما اتصلتش بشادي ولا حاجه…انا نمت علي المرجيحه من التعب …صحيت لقيت نفسي في سرير شادي.
ارتاح قلب غيث لاعترافها بالرغم انتزاع شادي لحق من حقوقه معها وعزم امره انه سيفيق من غيبوبته ليذيقه الامرين ايضا هي لا بد ان تعاقب علي كذبها فهتف بداخله
=كويس قوى انتي كده تمام…بس هوريكي علي كذبك وعنادك ليا يا قمر …اما الزفت شادي وربي لاقتله واخلص منه …وعلي ايه انا هعرف امك هو عمل فيكي ايه وهي اللي تقتله.
اغمضت عينيها بمرارة واستطردت بألم قائله
=انا اسفه يا غيث…انا كان لازم ابعدك عني …واخليك تكرهني…علشان انت ملكش ذنب تشيل اخطاء غيرك…انت محتاج واحده تكون ليك انت لوحدك.
بدأت تهدأ حاله غيث الداخليه من ناحيه قمر وتحدث بداخله قائلا
=انا مش عايز غيرك انتي…وراضي بيكي بكل حالاتك…وقسما بالله لاجيبلك حقك وحقي وحق امي وابويا وابوكي من كل الظلمه…وساعتها هتكوني ليا .
احست قمر بامتغاصه في معدتها وكان عليها النهوض لدخول الحمام فنهضت قائله
=انا هروح الحمام وراجعالك…معلش الظاهر علشان مأكلتش من يومين…معدتي وجعتني…هحاول اروح اغسل وشي يمكن افوق واشرب اي حاجه دافيه.
غيث بغضب لانها ستتركه ضغط علي يدها لتصعق من قبضته وتنظر اليه كثيرا وكان يقول لنفسه
=مبتأكليش يا هانم وعاملاني حجتك…ولما افوق الاقي دراكولا جدك بيحاسبني…والله لو كلمني لكون مبهدله الراجل ده…اللي انا فيه ده كله من خططه.
هزت قمر راسها بحيرة وقالت
=انا بيني من من قله الاكل بتخيل حاجات احسن حاجه بلاش اتحرك من مكاني…لاحسن اقع ويحصلي حاجه…ومفيش هنا حد يلحقني…افتكرت في اكل هنا هاكل منه وانا بتكلم معاك.
سعد في داخله وقال لنفسه
=ايوه كده شطورة وحلوة وفاهمه عليا…اقعدي كلي وكملي اعترافات…اما خليتك تعترفي وانا صاحي مش تستغلي نومتي وتعترفي يا جبانه.
شردت قمر في الفراغ امامها وهي تأكل مسترجعه احداثهم في الطفوله وهو يطعمها فقالت
=انا بحبك من واحنا صغيرين…فاكر لما كنت بتـاكلني بأيدك …كنت مفكرة ان الزمن مش هيتغير ما بينا …لغايه ما حصلت الحادثه المشؤومه…وفرمان جدي القاسي ليكي وليا انك تبعد عننا…حسيت ساعتها اني اتيتمت للمرة التانيه…موت بابا وبعدك فرق معايا كتير أوى يا غيث
تذكر هو الاخر طفولتهم معا وحدث نفسه قائلا
=كان ممكن نفضل زى ما احنا…بس تقولي ايه للعالم الظلمه اللي مرتاحوش الا لما فرقونا…حتي لما رجعت فضلوا برضه عايزين يدمروني.
قرر غيث ان يعطيها اشارات للافاقه فهو لم يعد قادرا علي سماع اكثر من ذلك يكفيه ما سمعه من تقليب ذكريات الماضي فأخذ يضغط علي اصابعها بشده حتي انتفضت ونهضت من مكانها تتسع حدقه عينيها قائله بتوتر
=ايه ده الف وحمد وشكر ليك يارب…غيث انت فوقت صح…رد عليا يا حبيبي…ليه مش عاوز ترد…غيث يا غيث…..انت لسه مصر انك مش عايز تفوق برضه..
فتح عينيه ببطء ليكمل استغبائها قائلا
=انا فين…انا ريقي ناشف قوى…مياه مياه بسرعه…هموت من العطش…والصداع هيفرتك دماغي… ونفسي مش قادر أخده …هو في ايه.
انتفضت بسرعه وجذبت كوب الماء وعدلته ليرتشف المياه وبعد ان شرب مسحت علي فمه قائله بهدوء
=حمد الله علي سلامتك يا غيث
ولكن اشاح غيث بوجهه الي الجانب الاخر متذكرا الحادثه ولم يريد الجواب علي قمر الي انا نهضت من مكانها قائله بتوتر من نظرة عينيه الصارمه
=..انا هروح أنده للدكتور وأبلغه انك فوقت……وهاتصل بالعيله وابشرهم انك فوقت …اكيد هيفرحوا .وخصوصا طنط ضحي.
جذبها غيث من معصمها حتي سقطت امامه علي الفراش قائلا بجمودا
=حطي في بالك اني رجعتلك واقوى من الاول كمان.
انتفضت قمر لحظه سماعها لحديثه ولكنها قررت اثبات له انها قادرة علي استرجاع ثقته ….واسترجاع حبه فهي علمت من والداته انه يعشقها جديدا…رفعت رأسها ونظرت الي بحور عينه الزرقاء وشردت فيهم جيدا حتي انه استغرب شرودها …فاخرجها من شرودها وهو يضغط علي يدها يؤلمها قليلا لتهز راسها بمعني انها مستعده لحسابه …فأمرها ان تتصل بالعائله لحضورهم…ليعزم امره علي تلقين الكل درسا لاينسوه ابدا…خاصه جده الذي يعبث بمشاعرهم…والذي كان سبب في ضياع قمر وضياع اكثر ما تملك…بالاضافه خطته القادمه وهي كشف الحقيقه للجميع حتي يكون اللعب علي المكشوف …والانتقام من مثلث الشر…غصون وضياء وشادي.
جاء الجميع لزيارة غيث وبعد الانتهاء من زيارته طلب غيث ان ينصرف الجميع ليتبقي جده وعمه يحيي وحمزة ليدور الحديث المهم بينهم
جاء الجميع لزيارة غيث وبعد الانتهاء من زيارته طلب غيث ان ينصرف الجميع ليتبقي جده وعمه يحيي وحمزة ليدور الحديث المهم بينهم
كاد الجد ان يتحدث الا ان قاطعه غيث بغضب
=من الاخر…انت كل خططك فاشله…اخرتها ايه انا كنت هموت لانهم مفكرني غبي …ولا اللي حصل لقمر …وانت عارف وساكت ومع ذلك جوزتني ليها…ورايح تجوز الزفت لاختها…اي شرع يسمحلك بكده.
اغمض الجد عينه بمرار وتحدث بوجع قائلا
=معاك حق في كل اللي بتقوله…وانا هسيبك تعمل كل اللي انت عايزه…بس قبلها لازم تعرف ان شادي مقربش علي قمر…ولا حصل بينهم حاجه.
ضحك غيث بسخريه قائلا
=وايه كمان …دي حياكه اكاذيب جديده…طب خد عندك بقا…قمر من يوم ما اتجوزنا وهي معترفالي ان في حاجه مابينهم…النهارده بس عرفت انها كانت فاقده الوعي .
تدخل يحيي قائلا
=اهدي يا غيث العصبيه مش كويسه لحالتك…جدك بيقول الحقيقه…لان شادي من الاول معانا مش علينا…وعارف حقيقه ابوه والاعيبه القذرة.
قطب غيث جبيبنه وقال
=انت بتقول ايه….انتوا بتقولوا ايه…يبقي ضحك عليكم كلكم زى ابوه…بقولكم قمر متأكده يبقي ازاي كان كل ده وهم…ولو هو وهم تقدروا تقولو لي فين البيه مبيظهرش من يوم الفرح.
ابتسم يحيي بمرارة وقال
=فعلا وهم قصد ضياء يعيش في قمر علشان تنجبر تتجوز شادي…زى ما جبر عمتك زمان تتجوزه وتسيبني…بس شادي أرجل من أبوه نفذ كل الخطه علشان يقنع أبوه وغصون انه معاهم.
تدخل حمزة بمرح قائلا
=…اوووبااا…لو سمعتك بسبس…هتعملك حفله وداع يا دنيا وداع علي اللي باع ومكملشي…ما كنت تكملي يا والدي …بس كده أحسن البت وديعه كانت هتيجي ازاي…اهو ضاضا طلعنا منه بمصلحه برضه.
ذغر يحيي لحمزة حتي يسكت لانه الوضع فاق الاستحمال…جلس غيث علي الفراش ليستوعب ما يقال وما يحدث ثم انتفض قائلا
=فرضا انا هصدق كل اللي قولتوه…مش عايز حد يدخل في قراراتي…فاهمين ولا حتي يصعب عليه قمر ومعاملتي ليها خصوصا انت يا جدي
كاد غالب ان يتحدث لولا مقاطعه غيث قائلا
=كلكم روحوا القصر…انا هرجع مع قمر الشقه ولما يجيلي مزاج هرجع القصر…حمزة اكتبلي علي خروج قمر هتبقي تغيرلي علي الجرح.
امتثل الجميع لاوامره وخرج غيث من المستشفي بصحبه قمر متجهها الي شقتهم ليبدا الحساب بينهم.
كاد ان يدلف الي غرفته وجد قمر تدلف ورائه فامسكها من معصمهاوتحدث بجمود قائلا
=انتي ليكي حاجه في قلب الاوضه هنا؟
ابتسمت قمر حيث علمت ان الحرب بدات وتحدثت برقه قائله
=طب سيب ايدي وانا اقولك…انا ليا ايه هنا في قلب الاوضه…طول ما انت ماسك ايدي كده…مش هعرف اشاورلك عليها…وخصوصا انها حاجه مهمه.
ازاح يده من علي يدها وقال
=قولي خير عايزة ايه مش ليكي اوضتك وفيها حاجاتك…ولا المرة اللي فاتت وقعت منك حاجه هنا…وجايه تفتكريها بعد أسبوع…انتي نسيتي انك فضلت مقيمه في الاوضه بتاعتك اسبوع كامل.
تحركت من امامه وتوجهت الي الفراش لتجلس عليه قائلا بقوة
=اصل الاوضه بتاعتي مفتاحها ضاع..فقلت اجي انام هنا علي بال ما ادور بكره عليه …اصل نظرى ضعيف مبعرفش ادور بليل…ده غير اني بخاف أنام في الصاله.
نظر غيث الي النافذه وجد الشمس مشرقه فعلم انها تراوغه فقال بجمود
=بلاش كدب يا قمر…احنا لسه الضهر…تقدرى تقومي تدورى علي مفتاح اوضتك وتنامي هناك…ولو تحبي أدورلك عليه معنديش مانع.
نهضت قمر من الفراش واتجهت نحوه تمسك يده قائله بحنان
=طب مين اللي هيغيرلك علي الجرح…ويعدلك نومتك…هتقدر تعمل ده كل لوحدك…طبعا لا…لازم أكون انا جمبك…أعمل كل ده…يا سيدي اعتبرني ممرضه.
زفر غيث بحنق قائلا وهو يبعد كفيه عنها مواليا لها ظهره
=انا اقدر اعمل كل حاجه لوحدي انا مش عبيط…وان كان علي تغيير الجرح هاتصل بممرضه تيجي مخصوص تغيرلي عليه…متتعبيش نفسك.
اقتربت اليه من ظهره لتخلعه جاكيت البدله لتريح كتفه منه ثم احتضنته من خصره من الخلف لدرجه انه اندهش لجرائتها وافاق من اندهاشه علي صوتها الحنون تقول
=بس انا حابه اكون هنا واساعدك…ويا سيدي بعد ما تبقي كويس هرجع اوضتي زى ما انت عايز ومش هضايقك تاني…وبعدين أنا مبحبش جو الممرضات ده.
التفت اليها بهدوء قائلا
=انا عايز اعرف ايه اللي خلاكي تغيرى طريقتك معايا…مش انا كنت غشاش وكنت بنتقم منك ولا نسيتي اللي قولتيه قبل الحادثه…واهانتك لأمي.
امسكته من ياقه قميصه تتحدث اليه بهدوء قائله
=بعد ما اتشاكلنا انا نزلت علشان اتكلم معاك…بس لقيتك مضروب بالنار…وعرفت انك كان عندك حق في كل كلمه قلتها….سامحني يا غيث.
نفض غيث يدها بغضب وقال
=ويا ترى عرفتي مين اللي ضرب عليا النار صح…ومع ذلك في التحقيقات متكلمتيش…واضطريت انا ادارى واقول اني كنت بنضف سلاح عمي يحيي.
هزت قمر راسها ترفض كلامه وهي تبكي قائله من بين شهقاتها
=انا عرفت مين ضرب عليك النار…بس صدقني انا مداريتش عليها ولا حاجه…بس اعذرني دي مهما ان كان امي اعمل ايه يعني….أسجنها؟
ابتسم بسخريه وقال
=امك صح…وانا كمان ليا ام وبدافع عنها زى ما انتي بدافعي عن امك…وامك زمان اذيتنا كلنا….قتلت أبويا وأبوكي…ولفقتلي تهمه القتل.
مسحت قمر دموعها وقالت بجمود
=حقك…ولو كان انتقامك من امي هيكون فيا فأنا مستعده…بس بلاش اختي ارجوك حاول متجوزهاش لشادي….شادي مجرم زى أبوه…
اشاح بوجهه الي الجانب الاخر فهو علم حقيقه شادي ولكن لا يريد اخبارها ليعاقبها علي تصريحها بحبها لشادي فاراد الخروج من هذا الموقف قائلا بصوت اجش
=ميعاد تغيير الجرح …ممكن تساعديني….ولا هو كلام وخلاص…لو كلام علشان بس أغير معاملتي معاكي…يبقي تسيبيني أتصرف بنفسي.
ركضت بلهفه لتستجمع ادوات تغيير الجراح وبدات بارتباك التغير علي الجرح ليشعر بأناملها الرقيقه علي كتفه لتسير به القشعريه ليود اخذها بين احضانه …بعد انتهائها من التغيير علي الجرح وجدت يدها تسحب برقه لترتفع الي فمه مسلطا نظره الي عينها مقبلا ليدها…ممسكها خصرها بيده الاخرى ليجذبها اليه وينحني فوق ثنايا عنقها ليلثمها مندفعا الي وجنتيها يقبلها قبلات رقيقه حتي وصله الس شفتيها فتملصت منه بخفه وقالت
=غيث…انت بتعمل ايه…مينفعش كده…انت تعبان ومجروح…وأقل حركه منك ممكن تفتح الجرح…اهدي شويه علشان الجرح يلم بسرعه.
ارتفع راسه من عليها وقال بصوت منخفض
=اسف …نسيت نفسي….بس انتي عارفه أنا مش خايف من الجرح اللي في كتفي…أنا خايف لقلبي ينجرح…أكتر ما هو مجروح منك ومن غيرك.
اشاحت بوجهها قائله بهدوء
=انا مش قصدي…بس يعني لازم تكون متأكد وراضي بيا وبحالتي الاول…لاني مش عايزاك تندم….بمعني أصح المفروض ان غيث الشريف يوم ما يربط نفسه بواحده لازم يكون أول راجل في حياتها.
انتبه لما سمعه منها وقال
=قمر انتي متأكده انه حصل بينك وبين شادي حاجه…ولو متأكده…ايه دليل تأكدك…لو عندك دليل هقدر بيه أمنع جوازه من همس…وهنهيه من علي وش الدنيا.
اندهشت قمر من سؤاله وكيفيه الاجابه عليه وتوترت وقالت
=اي واحده في مكاني وبتصحي تلاقي نفسها في فرشه راجل هتفكر في ايه…ولو حتي حد قالها انه محصلش حاجه هتصدق شعورها ولا لا.
جذبها اليه قائلا بحده
=قوليلي ايه اللي مخليكي متأكده كده …في دليل عندك….بلاش مراوغه…لو في دليل قوليلي وأنا أموته…وأجيب حقك وحقي…انطقي قولي.
انتحبت قمر وقالت بصوت مبحوح
=معرفش…كل اللي هقولهولك اني كذبت عليك ومروحتش هناك بارادتي…انا كنت نايمه في الجنينه…صحيت لقيت نفسي هناك…وهو اكدلي انه حصل حاجه.
غيث بغضب
=قالك عمل كده ليه….كان فين أول اما صحيتي…كان جمبك…ولا كان بره الاوضه…كان لابس هدومه ولا كان……انطقي متحيرينيش……
همست قمر وقالت
=اه قالي…انه عمل كده لما اتأكد اني بحبك….وان دي الوسيله الوحيده علشان يضغط عليا…علشان أتجوزه…بعد ما فشلت كل محاولاته .
اندهش غيث لما تقوله واستفسر قائلا
=وهو انتي فعلا بتحبيني ولا دي خيالات بتاعته….ولا انتي حابه تهربي من الموقف…فبتقولي الكلام ده…وازاي أصلا شادي يلاحظ حاجه أنا مجتش في بالي.
رفعت قمر راسها لتنظر اليه قائله
=المفروض انك الوحيد اللي لازم تكون فاهم….ازاي مجاش في بالك…انك من ما رجعت وانت لخبطت كياني…وبعد ما كنت هبدأ حياة تانيه وقفتها.
تنهد غيث وقال
=طب ليه قلتيلي في الاول انك روحتيله بارادتك؟
هتفت بصوت ضعيف
=انت السبب…أنت اللي حسستني اني رخيصه قوى وبرخص نفسي…وغشك وخداعك ليا من اول ما رجعت….كنت هتخسر ايه لما تصارحني زيهم انك كويس.
ابتسم بسخريه قائله
=تقوم تتهمي نفسك…وتحسسيني انك حقيرة زياده عن اللزوم مفكرة اني هسيبك في حالك…مفكرتيش اني كان ممكن اقتلك ولا افضحك مثلا.
ارتفعت يدها لتضعها علي وجهه قائله بحنان
=في الاول ما كنش هاممني…بس لما لقيتك رغم اللي قلته مفكرتش تأذيني ولا تدبحني بسكينه تيلمه زيهم وبقلب بارد…اتأكدت ان انت لا يمكن تكون زيهم.
رفع يدها ليزيح يدها من علي وجهها لولا ان راي دموعها وهز راسها بالرفض لتمنعه فتحدث بهدوء قائلا
= انتي قولتي كتير حاجات صعب اي راجل يسمعها من مراته…وانا محتاج وقت علشان استوعب الموقف اللي احنا فيه…:ل المطلوب منك انك تمشي ورايا وانتي مغمضه وبدون اعتراض
هبطت بيدها علي جرحه تربت عليه بحنان قائله
=انا اهم حاجه عندي انك تكون مرتاح…واوعدك اني هكون عند حسن ظنك…حتي لو مش عايز نكمل في جوازنا مع بعض يكفيني شرف انك عطيتني اسمك في يوم من الايام.
بعد مرور اسبوع ازداد قرب قمر من غيث تحاول تعويضه عن ظلمها له منذ البدايه…ايضا هو حاول ان يكون لطيفا معها وكاد يود ان يبوح لها بسر شادي…انه لم يفتعل بها شيئا…ولكنها اجله الي ان تعترف بحبها له…هو يعلم انها تعشقه ولكن بالنسبه له لا يكفي …فهو يخشي من ثورتها عندما يقوم بانهاء امر والداتها…متمنيا من داخله ان تحدث معجزة من عند الله وينتهي امر غصون وضياء بدون المساس بهم,,,,اما عن غصون وضياء فقد استمروا في مقابلاتهم…وصرحت غصون لضياء عن شعورها تجاه قمر ونظرات قمر المستميته لها …ولكنه بغبائها ارجع كل ذلك لعبثها معها منذ بدايه طلب غيث لقمر…
في صباح يوم عزم غيث امره بعد شفائه علي الرجوع الي القصر رغم تذمر قمر…ولكنه ذكرها بوعدها له منذ البدايه ان تنصاع لكل اوامره…لم تجد قمر جدوى من الحديث معه …واستسلمت وذهبت معه الي القصر في وقت اجمع فيه غالب كل افراد العائله…دخل عليهم غيث وهو ممسكا بيدها متملكا لها …وبعد السلام والترحيب من جميع افراد العائله ما عدا غصون…اما ضياء كان استقباله مزيفا كالعاده …جلس غيث امامها وبجواره قمر…نظر اليها مبتسما ثم وجه نظره الي جميع افراد العائله بنفس ابتسامته قائلا
=…الواحد ريقه ناشف يا جماعه…هو مفيش في قلب القصر ازازة مياه توحد ربنا…ولا الواحد يجيب المياه معاه من بره وهو جاي
كانت غصون تجلس واضعه ساق علي ساق ما ان رأته فانتفضت من مكانه شاهقه تنظر الي ضياء بجنون …اما عن الباقي فابتسموا لبعضهم البعض
انتفضت همس بلهفه قائله
=…ايه ده…وجوون وجوون وجوون….ايه المفاجاه الحلوة دي …انت خفيت يا غيثو …الف مبروك…هنيالك يا قمر
ابتسمت قمر ابتسامه باهته الي اختها فهي تخشي ان تذهب سعاده اختها فور تحطيم زواجها من شادي…نظر غالب الي ضياء وغصون الصامتين من اثر صدمتهم في غيث وتحدث اليهم بسخريه قائلا
=ايه يا ضياء مالك مستغرب ليه…مش المفروض تقول مبروك…ونحمد ربنا ان غيث بقي كويس خصوصا بعد ما اتحفظت قضيه والده.
غيث بمكر قائلا
=انا بقيت كويس يا عمي ضياء…وفي الوقت المناسب…جه الاوان اني استلم شغلي وثروتي منك من غير ما تكون رقيب عليا….وفرصه ترتاح انت من شغل السنين اللي عمال تتكلم فيه.
ارتبك ضياء وقال
=لا ازاي…انا فرحان فرحان قوى…حمد الله علي سلامتك يا غيث…ومن بكره كل حاجه هتبقي تحت ايدك وسيطرتك….ما انت دلوقتي تعتبر أكبر مالك فينا.
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل 20