أحبك و حسبروايات رومانسيه

رواية أحبك و حسب للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

-سماء؟, يعني إيه الكلام دا؟
هكذا قال وحيد بغضب شديد وهو ينهض مذهولا، لتقول السيدة لقاء أيضاً:
-سالم؟ إيه اللي بتقوله دا؟
سالم بهدوء تام:
-إيه الغلط في اللي قولته؟
وحيد بعصبية مفرطة:
-أنت جاي عشان تخطب بنتي الدكتورة رحاب مش كدا برضوه ولا إيه؟
ينهض سالم بدوره برسمية:
-كدا بالظبط يا أستاذ وحيد، بس دلوقتي الوضع اختلف ومع كامل احترامي للأنسة رحاب أنا حابب اتقدم للأنسة سماء!

اقترب منه نادر والشر يتطاير من بين عينيه قائلا:
-أنت بتهزر معانا يا فندم ولا إيه؟
سالم وقد تحدث بثبات:
-لا أنا مبهزرش مع حضرتك يا فندم والله ولا إيه! أظن اللي أنا بقوله دا ميزعلش حد يعني دا كل الحكاية نصيب!
نادر بتهكم:
-نصيب!, طب يا أستاذ إحنا معندناش بنات للجواز أساسا!
نهضت والدته آنذاك قائلة بجدية:
-يلا بينا يا سالم يلا لو سمحت..

ضغط سالم على نواجذه قبيل أن يرسل له نظرة نارية ويتحرك مع والدته لكنه ايضا ألقى نظرة على سماء، تلك التي كانت تقف وترتجف من شدة الخوف، تعلم أنها ستتلقى التوبيخ وربما الضرب بعدما يرحل هو، نظر لها متنهدًا بضيق وانصرف فورا مع والدته، أما نادر فقد صاح بها بعنف:
-ادخلي جوا.
دخلت سماء في سرعة إلى الغرفة وتبعتها رحاب، بينما قالت ناهد بذهول:.

-إيه اللي بيحصل دا!, إزاي يبقى جاي عريس لبنتي واللي تعجبه اللي تنشك دي؟ إزاي بس!
نادر وقد لمعت عيناه بنظرة خبيثة:
-ممكن تكون على علاقة بيه، الله أعلم ماحدش عارف حاجة!
ناهد بعدم تصديق:
-إزاي بس؟ دي الست اللي قالت عليه يعني مش جاي لوحده! وبعدين هتعرفه منين!
زفر نادر بضيق لأنه لم ينجح في قلب الوضع عليها ككل مرة، بينما يتحدث وحيد بحدة:.

-خلاص مش عاوز أسمع أي كلام، أنا هقول لسيد الجزار يجي ونجوزهاله عشان أنا زهقت وتعبت أشيل حملها على كتافي…

وعلى بُعد متر تقريباً حيث باب الغرفة المختبئة سماء خلفه وقلبها يكاد يحترق مما تسمعه، لقد انهارت حقا وتكاد تبكي بدل الدموع دماء!
بكت بصوت مكتوم وارتجف جسدها كليا، راحت رحاب تحتضنها وتحاول تهدئتها حيث قالت:
-اهدي يا سماء اهدي
-هيجوزوني؟هيجوزوني غصب عني يا رحاب أعمل إيه؟
قالت هذه العبارة همسا من بين دموعها الحارقة، فقالت رحاب بتحيّر:
-هنلاقي حل بس انتي هدي نفسك عشان نقدر نفكر..

نظرت لها سماء وهي تجفف دموعها بأنامل يدها قائلة:
-أنا آسفة يا رحاب آسفة بجد ضيعت فرحتك.

ابتسمت رحاب وربتت على كتفها وأخبرته:
-حبيبتي الحاجات دي نصيب محدش له يد فيها، هتصدقيني لو قلتلك إني مزعلتش لما طلبك أنتِ؟, رغم إني مش هكذب عليكي أعجبت به مبدئياً لما خرجت بس والله مزعلتش وقلت دا كله نصيب ويارب يطلع نصيبك يا سماء ويخلصك بجد من هنا خلاصك من هنا يهمني أكتر من أي حاجة صدقيني.
عانقتها سماء فورا بمودة وأخبرتها بصدق:.

-وجودك هو اللي مصبرني، مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه، أكيد كنت هموت من القهرة.
-بعد الشر عنك يا حبيبتي، إن شاء الله ربنا هيكرمك بس أنتِ متيأسيش من رحمة ربنا.
-ونعم بالله.

لاحقًا، عندما وصل سالم بصحبة والدته إلى القصر وترجل من سيارته، حيث تلقى كلمات العتاب من والدته على الفور:
-ينفع كدا يا سالم؟ إيه اللي عملته دا؟
سالم لم يرد حتى توجها إلى الداخل، مما استفز والدته أكثر، فعلا صوتها وهي تقول بعصبية:
-ما ترد يابني عليا؟, إزاي نبقى رايحين نخطب بنت وأنت شايف صورتها وموافق وتروح تتكلم على بنت عمها إيه الجنان دا؟

-دكتورنا المجنون عمل إيه؟!
وكانت هذه العبارة لوالده عامر الذي كان ينزل الدرج مبتسماً، فأسرعت زوجته تقول بعصبية:
-تعالى شوف تصرفاته الغريبة يا عامر.
فقال عامر بهدوء:
-اهدي بس، حصل إيه؟
تابعت لقاء مسترسلة:
-البيه أحرجني قدام الناس وساب العروسة اللي رايحين نخطبها واتكلم على بنت عمها مش قادرة أفهم ليه؟!

اندهش عامر قليلاً ونظر إلى إبنه سالم الذي مط شفتيه الآن بلا مبالاة، فكتم عامر ضحكة عفوية وهو يقول بنبرة حاول أن تكون جادة:
-اهدي أنتِ بس يا لقاء، يمكن بنت عمها عجبته أكتر!
-الله ينور عليك يا بابا هو كدا بالظبط فيها حاجة دي بذمتك!
فتأففت لقاء وقالت بغيظ وهي تنصرف:
-أنا عرفت هو سالم جايب الجنان منين!

فضحك سالم وهو يمسح على شعره بينما يرمقه والده بغيظ وهو يردد:
-بتضحك؟, عاجبك كدا!
-لأ، بس أنا معملتش حاجة تزعلها ولا تزعل حد يعني يا بابا، هو مش الجواز دا قسمة ونصيب؟
-أيوة يا سيدي
-يبقى مافيش مشكلة بقى..
ضحك والده واصطحبه إلى الأريكة حيث دفعه أمامه بخفة وهو يقول:
-طب تعالى احكيلي الحكاية بقى وقولي إيه اللي عجبك في بنت عمها؟

لم يتردد سالم في أن يقص على والده كيف رأها أول مرة وكيف تبدو حالتها وحياتها مع عمها وإحساسه بها، أفرغ ما بصدره إليه حيث يسمعه والده دائما كصديق وفي ويقدم له النصائح والتوجيهات…
-صدفة غريبة فعلا!, بس أنت كدا لازم تشيل الموضوع من دماغك يا سالم!
هكذا قال والده بجدية، فأردف سالم بضيق:
-هشيله إزاي؟ البنت أنا حابب أقرب منها ومتسألنيش ليه يا بابا بس أنا اتشديت لها من أول نظرة..
-يا واد يا حبيب أنت!

-أنا بجد مبهزرش يا بابا، ممكن تساعدني؟
والده بحدة بعض الشيء:
-أساعدك إزاي يابني بس؟, مش بتقول عمها رفض؟, ايه هنعمل إيه يعني, أنسى الموضوع خالص يا سالم!
لم يرُق لسالم حديث والده ونهض إلى الأعلى وهو يُفكر في هذه الفتاة بحيرة..
خلع سترته ما إن ولج إلى الغرفة واستلقى فوق الفراش بارهاق تام، وجد الباب يُطرق بعد بضعة دقائق فلم يصدر صوتا حيث يعرف من يكون الطارق..

وبعد يأس نهال من فتح الباب انصرفت غاضبة إلى غرفتها..

كما استلقت سماء على فراشها أيضاً وتقلبت على جانبها الأيمن تحاول النوم، ولكن صورته التي اجتاحت خيالها الآن لم تجعلها تغفو..
يا لها من صدفة عجيبة، كيف حدث ذلك؟
وهل ما تفوه به الدكتور سالم حقيقة؟ هل لفظت شفتيه أنه يريدها هي أم أنها كانت تتوهم فحسب!؟
ورغم ما تشعر به من آلام تشكلت على شفتيها ابتسامة هادئة كونه هو الرجل الأول الذي رغب بها، ترى هل ذهب ولن يأتي أم أنه سيحاول الوصول لها مرة أخرى؟

هكذا راحت تتساءل بنفس الابتسامة الهادئة التي تشق ثغرها قبل أن تغفو آخيرا على ذلك.

بعد مرور أسبوع…
تلقى سالم مكالمة كان محتواها دكتور سالم؟
أيوة
أنا رحاب ممكن أقابل حضرتك؟ ..

وبعد مرور ساعة بالضبط، تمت المقابلة في مكانٍ عام حيث بدأ سالم حديثه ب
-إزيك يا أنسة رحاب؟
-الحمدلله.
هكذا ردت بإيجاز، ثم تابعت:
-أنا أخدت رقم حضرتك من جارتنا اللي بتشتغل عندكم، وأتمنى المقابلة دي ماحدش يعرف عنها حاجة من أهلي من فضلك.
أومأ سالم برأسه موافقا مع قوله:
-زي ما تحبي يا أنسة رحاب.
-أنا كلمت حضرتك عشان نفسي أساعد سماء، وبتمنى إنك تحاول مرة كمان مع أهلي ومتيأسش.

-أنا بالفعل مايأستش وهحاول تاني وتالت.
رحاب بجدية؛
-بس لازم بسرعة كبيرة لأنهم هيجوزوها
-يجوزوها؟!
قالها سالم بعصبية تامة وهو يعتدل في جلسته بينما يتابع:
-يجوزوها لمين هي مخطوبة؟
-لأ مش مخطوبة وهي مش موافقة تتجوز الجزار
-جزار إيه هما بيعملوا فيها كدا ليه؟ مش قادر أفهم!
رحاب بعد أن أطرقت برأسها في خزي:.

-هما صحيح أهلي بس هما افتروا على سماء كتير وحرموها من كل حاجة حلوة، وأنا نفسي ربنا يكرمها وتخلص منهم بأي طريقة.
سالم متنهدا بهدوء:
-ممكن تخليها تقابلني مرة واحدة فقط؟
تابعت بحيرة:
-إزاي صعب أوي؟
-محتاج أطمنها، أتكلم معاها وأدعمها بس وش لوش هتفرق كتير.
-هحاول يا دكتور صدقني.
-أكون شاكر ليكي جدا يا آنسة رحاب.

مرت المقابلة سريعا وذهبت رحاب إلى البيت فيما تقص كل شيء على سماء وما يريده منها سالم…
اعترضت سماء في البداية ومع الحاح رحاب وافقت على مضض وخوف، لا تعلم كيف ستمر هذه المقابلة هكذا ببساطة؟
حتما سيحدث معها ما لا يحمد عقباه وسيعرف عمها ويبرحها ضربا..
لتعود لتقول بخوف شديد:
-مستحيل يا رحاب أقابله!

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه بيت اسيوط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط