روايات شيقهرواية عروس رغما عنها

رواية عروس رغما عنها الفصل 22

الفصل الثاني والعشرون(النساء للنساء)
-مرام فيه ايه ؟!
قالها أنس بتوتر وهو يري مرام التي دموعها تنساب دون توقف …كانت تبكي انه وهي واقفة غير قادرة علي الحركة …وقلبه تأ*لم لرؤيتها هكذا …اراد التخفيف عنها ولكن هذا ليس من حقه …ليس من حقه ان يقترب اكثر من هذا …اعاد السؤال مرة اخري وقال:
-مرام قولي فيه ايه ؟!ادم حصله ايه ؟!…لم ترد مرام بل كانت في عالم آخر …غير قادرة تماما علي الحركة او الكلام …ادم ..ادم شقيقها ورفيقها دخل الس*جن!!!كيف يمكن لادم ان يدخل الس*جن وماذا فعل ليتم سج*نه …كانت مرام محتارة للغاية وهي تشعر ان الصدمة قد شل*تها تماما فلا تستطيع الحركة او الكلام …تسمع من حولها ضو*ضاء…تشعر وكأن كل شئ باهت وللمرة الاولي تريد الصراخ …تريد الانه*يار …لم تهتم بشكلها اذابت كل الجليد من حولها ولم تهتم ..
توتر أنس اكثر واعت*صر قلبه بعن*ف وهو ينظر إليها ..اراد ان يقترب ويضمها إليه …رغم معرفته ان تفكيره لا يجوز ابدا …ولكن ضعفها بتلك الطريقة كان لقي صدي مؤ*لم في قلبه…لقد احبها بطريقة يتمني ان يأخذ منها الأ*لم ويعطيها السعادة. ..السعادة فقط …فعيني مرام لم تخلق للبكاء بل للضحك والسعادة….هو يتأ*لم في كل مرة تبكي بها …هذا ما حدث له عندما بكت أول مرة امامه…شعر بأ*لم في قلبه …وكلما حزنت يشعر بهذا الأ*لم ..وكأن ال*مها يتضاعف في قلبه ….
-مرام بجد قلقتيني …قولي فيه ايه …ايه اللي حصل لادم …ردي عليا وفوقي شوية …
قال جملته الأخيرة بصوت مرتفع لترتعش هي وتنف*جر بالبكاء اكثر ثم اتجهت الي المقعد وجلست عليه بإن*هيار….كان يجب أن تذهب وتري ادم لكي تساعده ولكن انه*يارها لم يسمح لها …وكأن كل حزنها تجمع الآن لت*نهار براحة ….
اقترب أنس وجلس بجوارها وقال:
-مرام اتكلمي …ايه اللي حصل …اتكلمي قلقتيني..
نظرت إليه وهي ترتعش …كانت تريد أن تسيطر علي نفسها ولكنها كانت اضعف من هذا …أخيرا هدأت من بكاؤها ونظرت إليه …كانت تريد أن تتكلم ولكن الكلمات كانت تهرب منها …أخيرا سيطرت علي نفسها وتكلمت بصوت مرتعش:
-ادم …ادم اتس*جن !!مراته اتصلت دلوقتي وقالت انها في القسم وعايزه تشوفه بس محدش راضي …اتصلت وهي منهارة …أكيد الوضع سئ …أنا هعمل ايه …أعمل ايه في المصيبة دي …معندناش حد يساعدنا الا ربنا وادم طيب مستحيل يكون عمل حاجة غل*ط …ده أكيد تلفيق …
-ممكن تهدي طيب ؟!
قالها انس وهو يعطيها محرمة ورقية واكمل لكي يهدئها :
-انا روحت فين ؟!أنا معاكم بس قوليلي هو ايه اللي حصل وخلاه يدخل السجن ؟!
هزت رأسها وقالت وهي تبكي :
-معرفش …صدقيني معرفش …مهرا مقالتش اي حاجة غير كده .. كانت منه*ارة جدا وبتعيط ومقدرتش تشرح …أنا لازم اروح …لازم اشوف اخويا ماله لازم …
قالتها وهي تنهض الا ان انس اوقفها وقال:
-طيب اهدي شوية …لازم نكلم محامي الأول عشان نعرف هنعمل ايه صح …
ابتلعت ريقها وقالت :
-انا معرفش أي محامي…مش عارفة أعمل ايه …حاسة اني دماغي واقفة !
-وانا روحت فين …أنا هكلم محامي اعرفه …صحيح هو شاب صغير بس ممتاز اووي … هو لسه عمله مكتب محاماه من يومين هو اداني رقمه وممكن استشيره
نظرت مرام إليه وقالت:
-شكرا ليك يا استاذ انس …جميلك ده عمري ما هنساه ابدا …مش عارفة اشكرك ازاي ..
-متشكرنيش …صحيح شوفت ادم مرة واحدة لكن قلبي ارتاحله …هو شخص كويس جدا ومتأكد انه معملش أي حاجة غلط …عشان كده هساعده .
………
-كرري اللي قولتيه تاني !!!
قالها سامر وهو ينظر إليها بصدمة …هل فعلا قالتها هل سوف تتركه !!
كان مصدوما للغاية …تلك ليست كارما …كارما لن يكون عليها ان تتركه …هي تحبه…بالتأكيد لم تتركه …هكذا صور له عقله ولكن التصميم الذي راه في عينيها صدمه …..كانت عينيها مصرة …حافة وكأن حبه جف من عينيها …وكأنه انتهي وهذا التفكير حط*مه للغاية …
رفعت كارما وجهها وهي تمنع نفسها من البكاء مجددا …حبست دموعها في عينيها جيدا وهي تنظر إليه بجفاف …عينيها تلمعان بشراسة للمرة الاولي وقالت:
-زي ما سمعت …أنا بختار ابني يا سامر …أنا مش عايزاك انت …خلاص كفاية مشوارنا انتهي مع بعض ….لعبة الجواز السخيفة دي انتهت …وانا مش عايزة اكمل مع واحد زيك !!!
امسك ذراعها وشدها إليه بعن*ف وقال:
-يعني ايه ؟!انطقي يا كارما …
ابعدته ببرود وقالت:
-ايه مبتفهمش ؟!أنا بختار ابني …أنا مش هقتل ابني بسبب يا سامر …لو عايز تطلقني اتفضل طلقني …خلاص أنا تعبت من اني احاول ارضيك …عملت المستحيل عشانك …وفي الاخر ده جزاتي …انت عايز تموت ابننا وبتعاملني كأني عشيقتك اللي حملت منك وعايز تسقطني …انت فاكر نفسك ايه ؟!انت مين عشان تعاملني بالطريقة دي يا سامر …هو أنا رخي*صة عشان اتعامل بال..طريقة دي …أنا عملت ايه لده كله …ده أنا مراتك…شرفك …مفروض متعملش كده معايا !!مفروض تحترمني وتقدرني مش تجرحني …أنا تعبت يا سامر منك …خلاص ..طلقني وسيبني في حالي …
-انتِ كمان بتقلبي الترابيزة عليا ؟! انتِ اللي روحتي من ورايا وحملتي حتي مسالتنيش …كانت تنظر إليه بصدمة وتقول:
-انت سامع نفسك بتقول ايه يا سامر …سامع الجنان اللي بتقوله ….لا أنت أكيد مش طبيعي …مش طبيعي وانا خلاص تعبت …أنا مراتك يا بني ادم من الطبيعي اني ابقي حامل …
-لا مش طبيعي…مش طبيعي اني اكون آخر من يعلم أنك بتخططي نجيب طفل ….
-مخططتش والله ما خططت …انت ايه اللي بتقوله ده …بتكلمني كأني واحدة كثيرة وخدعتك …مش شايف أنك بتقتلني بالطريقة دي …
-لانك كدابة وبتخدعي اللي قدامك فعلا …ولا نسيتي أنك اتجوزتيني بعد ما سيبت صاحبتك !
تراجعت للخلف وهي تشحب بقوة …دموعها كانت تنساب علي وجهها …لقد قتل*ها فعليا اليوم …القي في وجهها كيف يفكر بها …شعرت كارما في ذلك الوقت انها حقا تحتضر …تموت !!!
-وديني عند ماما …
قالتها بصوت ميت وهي تمسح دموعها …نظر إليها سامر وهو يشعر بتأنيب الضمير لقد ادرك خطأه …اقترب منه وحاول لمسها وقال:
-كارما أنا …
ولكنها ابتعدت عنه وصرخت ؛
-قولت وديني عند ماما والا والله هسيب البيت واروح لوحدي…وديني هناك أنا خلاص مبقتش طايقة العيشة معاك خالص وتعبت …وديني عند ماما وطلقني وخليني ارتاح ..لاني خلاص تعبت ومش قادرة اتحمل …مش قادرة !!!
-طيب اهدي وخلينا نتكلم …
قالها وهو يحاول تهدئتها فصرخت:
-مش عايزة اتنيل اهدي …مش عايزة…وديني عند ماما يا سامر….كفاية كده تضغطني أنا تعبت …
-حاضر هوديكي عند والدتك !
قالها سامر بحزن ثم اكمل :
-روحي حضري شنطتك …
هزت رأسها وهي تدخل للغرفة وتضب اغراضها ….لقد انتهي الأمر هي لن تعود إليه مجددا لن تحبه مجددا …ستنساه وكانها لم تراه …ستفعل المستحيل لاخراح هذا الحب اللعين من قلبها …فكرت ودموعها تنساب علي وجهها …كانت لا تصدق ان وصل بها الحال الي هذا الأمر …لقد ظنت انها سوف تكون سعيدة ولكن لا …انتهي الأمر ..
…….

-عمي عمي !!
قالتها مروة وهي تصرخ بفزع بينما تري جابر واقع علي الأرض ….كانت دموعها تنساب بقوة وهي شاحبة كالامو*ات ….للحظات توقفت تماما عن التفكير …شعرت أنها متجمدة في مكانها لا تستطيع الحركة …كان قلبها يرتجف داخل صدرها وهي لا تعرف ماذا تفعل وبمن تتصل ..اقتربت منه بخوف وجلست بجواره وهي تري مؤشراته الحيوية ..تراه هل يتنفس ام لا …تنفست براحة وهي تجده يتنفس …امسكت هاتفها ويديها ترتعش بقوة ثم اتصلت بالاسعاف …
أخيرا انهت الاتصال وامسكت كف عمها وهي تبكي …رغم كل شئ هذا الرجل عاملها كأبنته…هي لا تستطيع ان تعيش من غيره …لو حدث له شيئا هي سوف تتحطم ..سوف تنتهي حرفيا …ستعود يتيمة مجددا!!…
-عمي ابوس ايديك متسبنيش وتمشي …اتمسك بالحياة عشاننا …عشان مهرا وعشاني…وعشان ادم ومرام وليلي وحتي حسناء …لسه قدامك حاجات كتير يا عمي …حاجات كتير لازم تعملها مينفعش تموت دلوقتي مينفعش …
كانت تبكي بإنهيار وهي تكلمه ….تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها….
….
بعد لحظات كانت قد اتت سيارة الاسعاف وقامت بنقلة….كانت مروة تمسك كفه بالسيارة وهي تبكي وتدعو الله ان يكون بخير …
….
في المشفي ..
كانت تدور حول نفسها وهي تشعر بالرعب …وتدعو ان يكون بخير ….في عقلها مئات الافكار السيئة … فجأة خرج الطبيب من غرفة الطوارئ …اقتربت منه برعب وقالت:
-ها يا دكتور طمني ماله ؟!
-ازمة قلبية!!
قالها الطبيب فجأة لتتراجع للخلف ودموعها تنساب علي وجهها
سيطرت علي نفسها مجددا وقالت:
-طيب…طيب هييقي كويس و …
هز الطبيب رأسه.وقال:
-للاسف هنضطر نخليه في العناية النهاردة عشان نطمن عليه…
ان شاء الله هيكون بخير متقلقيش …
تنهدت وهي تقول بصوت مختنق :
-يارب ..يارب يا دكتور ..بس دي الازمة التانية وانا خايفة…
-خلينا نتفائل بالخير !
…….
-يا ستي لو سمحتي امشي من هنا ؟!جوزك مستحيل يطلع دلوقتي روحي جيبي محامي لان وضعه صعب جدا ..ده اته*جم علي واحد في بيته وك*سر ايده …
قالها الضابط وهو يحاول أن يجعل مهرا تذهب بالادب …ولكن مهرا لم تكن تستمع إليه من الاساس وقالت:
-ابوس ايديك …طيب خليني اشوفه بس …اشوفه وامشي…
هز الضابط رأسه وقال:
-مينفعش يا مدام…لازم محامي واذن عشان تشوفيه ..امشي دلوقتي وشوفي محامي شاطر عشان يطلع منها ….ده طبعا لو طلع منها بعد ما اته*جم علي واحد…
بكت مهرا ولم تتحدث …لقد اتصلت بوالدتها مرارا ولم ترد …مرام أيضا لم تأتي حتي الآن …ماذا تفعل …والي أين تذهب ؟!
حقا لم تعرف …تشعر انها ضعيفة للغاية …عاجزة عن فعل اي شئ لادم …اذن هل ستقف وتنظر إليه وهو يس*جن …ماذا تفعل …انسابت دموعها وبدأت تبكي بقوة …
تأفف الضابط بضيق …اراد ان يطر*دها للخارج…ولكنه حقا مشفق عليها …هي تبكي منذ وقت طويل وتتوسله لكي تري زوجها ولكن هذا لا يصح …لا تستطيع ان تري زوجها الآن …زوجها الغبي ورط نفسه كثيرا مع ابن واحد من اهم رجال الأعمال في البلد …لقد اتصل وائل السويسي مخصوص بمديره لكي يتأكد ان ادم سوف ينال عق*ابه …كان حقا غاضب وهو يتوعد انه سوف يد*مر حياة ذلك الشاب …هو يعرف قس*وة وائل السويسي …يعرف انه رجلا لا يرحم ولن يترك الاعت*داء علي ابنه يمر مرور الكرام…هو سيفعل المستحيل كي ينال ادم عقابه الكامل …هو منذ الآن يشفق علي هذا المسكين …
-مهرا!.
قالتها مرام بصدمة وهي تقترب من مهرا …اقتربت مهرا منها وعانقتها وهي تبكي بعن*ف وتقول بصوت متقطع:
-ا…ادم جوا ومش راضيين يخلوني اشوفه …مرام أنا عايزة اشوف ادم اتصرفي ابوس ايديكي …أنا مش عارفة أعمل ايه …ادم. ..ادم …
امسكت مرام كفها وقالت:
-طيب اهدي …اهدي يا مهرا …كل حاجة هتكون .. تمام …
قالتها مرام لكي تهدئها رغم ان مرام أيضا تشعر بالرعب وغير متطمنة ابدا …ولكن انه*يار مهرا جعلها تتماسك قليلا …فهي يجب أن تكون قوية من اجلها …من أجل ادم وليلي ووالدتها أيضا …والدتها المري*ضة التي بالتأكيد سوف تنها*ر عندما تعرف ماذا حدث لأدم….
-دلوقتي استاذ انس هيجي ومعاه المحامي وهما هيتصرفوا …بس احنا لازم نروح لان علي الاغلب مش هيسمحولنا نشوفه النهاردة …
-بس يا مرام …
حاولت مهرا ان تعترض وهي تبكي ولكن مرام كانت مصرة…مهرا كانت تبدو منهارة للغاية ولو بقت هنا مدة أطول بالتأكيد سوف يحصل لها شئ…يجب أن تخرجها من هنا …
امسكتها وقالت:
-هنروح البيت وبعدين هتواصل مع استاذ انس علي التليفون وباذن الله تتحل …متخافيش …وتعالي قوليلي كمان ايه اللي حصل بالضبط …
هزت مهرا رأسها وخرجت مع مرام …كانت تشعر ان ساقيها كعيدان المكرونة لا تقوي علي حملها …ما كانت تشعر به داخل قلبها كان فظيع …كانت تتح*طم وهي تعرف ما سيواجه ادم بالداخل …بالطبع سوف يعاني …فكرت أيضا في حسناء المر*يضة التي سوف تن*هار عندما تعرف ما حدث …بالطبع الجميع سوف يلقي عليها اللوم ..فبسببها ادم في تلك الحالة السي*ئة….هي من ادخلت مروان لحياتهم…هي من فعلت هذا ويجب عليها ان تحل تلك المش*كلة …هي سوف تذهب لمروان اليوم …سوف تترجاه لكي يتنازل عن المحضر وان يترك ادم وشأنه…حتي لو اضطرت حتي ان تتوسل اليه لن تتواني عن فعل هذا !!
……….

وقفت امام قصر السويسي وهي ترتعش بقوة…عينيها مشبعة بالدموع …لا تصدق انها سوف تتوسل هذا الشخص من أجل زوجها…ولكن ادم يستحق …هي اخترعت حجج واهية لتخرج من المنزل فبعد ان اخبرتهم مرام ما حدث انه*ارت ليلي تماما واخذت تبكي وهي تقول انها السبب بينما ولجت حسناء لغرفتها وهي منك*سرة …كان الخبر صادم للجميع…وهذا طبيعي فآدم هو عمود البيت …هو الرجل الذي يعتمدون عليه …هو الاب لهذا المنزل…هو الاساس ومن دونه اسرته سوف تضيع …وهي التي تسببت في هذا ويجب أن تصلح خطأها …هي قررت ان تتوسل لمروان حتي يخرجه …ستحاول ان تستعطفه لن تستسلم حتي يوافق …لانها تعرف ان المحاميين لن يفعلوا شئ وخاصة مع وائل السويسي …هذا الرجل قاسي للغاية …هو لا يظهر الرحمة لابنه فكيف سيرحم ادم …
ارتعش قلبها وهي تفكر في أسوأ الاحتمالات …ماذا ان رفض مروان طلبها وطردها …ماذا ستفعل ؟!هي حقا لا تعرف !!!
تنهدت وهي تخبر حارس القصر بهويتها كي يخبر مروان …وما هي الا لحظات حتي ولجت الي القصر الكبير …لقد دخلته من قبل عندما كانت مرتبطة لمروان وقد اندهشت وقتها وشعرت انها يحلم جميل …ولكن الآن …الآن تراه الشعر مكان بالعالم…مكان بارد لا يوجد به الدفء الذي يوجد ببيت ادم …البيت في نظرها الان كان يشعر جدا لان مروان يعيش هنا …والده يعيش هنا …والاثنان نفس الحقارة وثقل الدم …
-ميمي وحشتيني ..
قالها مروان وهو ينزل الدرج …وجهه تش*وه من كثر ما ضر*به ادم …كان مروان ينظر الي مهرا وعلي وجهه ابتسامة شر*يرة …لقد اتت هنا …اتت بقدميها كي تتوصل إليه ليخرج ادم …ولكنه سيضع شروطه …سيذ*لها حتي يوافق ان ينقذ ادم …ولكن جل ما يسعده ان ادم انكسر بعد الدخول للسجن ..لقد تدمرت حياته تماما !!!
ابتسمت وهو يقترب من مهرا

-استنيت كتير انك تيجيلي تحت رجلي يا مهرا والحمدلله انتظاري جاب نتيجة …
قالها مروان وهو يبتسم بتشفي بينما يري مهرا تقف أمامه وجسدها يرتعش من الخوف ….
ابتلت عيني مهرا بالدموع وهي تنظر إلي أكثر رجل تكرهه في العالم …الرجل الذي دمر حياتها والان عاد ليدمرها هي وزوجها …
-خرج ادم من السجن يا مروان …حرام عليك ادم عيلته هتموت عليه …
ابتسم مروان وقال:
-والله يا ميمي كان لازم يفكر في عيلته قبل ما يكسر أيدي هو يستاهل اللي حصله وانا هعمل المستحيل عشان اضمن أنه هيقضي حياته كلها في السجن …أو ممكن مثلا أاجر واحد من السجن يضربه ضربة كده ولا كده تجيب أجله ونرتاح…
شهقت مهرا بالبكاء وقالت بتوسل :
-ابوس ايديك يا مروان طلعه حرام عليك …أنا بعتذرلك بالنيابة عنه واي تعويض تطلبه أنا هدفعه …بس …
ضحك مروان وقال:
-هو أنا محتاج فلوس يا ميمي …
اقترب منها وعينيه تبرق بخبث :
-بس أنتِ صعبتي عليا …أنا هخرجلك ادم بس بشرط…
ابتلعت مهرا ريقها فاقترب أكثر وهو ينزل لمستواها وقال:
-جيبيلي ليلي لحد عندي ليوم واحد بس وانا هخرجلك ادم…
اتسعت عينيه بصدمة وهي تنظر إليه وقالت:
-انا بجد مش مصدقة أنك بقيت ح*قير للدرجادي …حرام عليك مش مكفيك اللي عملته فيا …كمان عايز تأذ*ي ليلي …
تثاءب مروان بملل وقال:
-ها امتي ناوية تخلصي الدراما بتاعتك عشان نتفق …وده شرطي الوحيد ..تجيبي ليلي اتنازل عن المحضر مش هتجيبيها يبقي خلاص ودعي حبيب القلب لانه مش هيخرج من السجن تاني ونبقي انتِ اللي جنيتي عليها!!
……..
كانت تضع اشياءها في الحقيبة بسرعة …لن تصح لها تلك الفرصة مجددا …لقد قرر والدها الافراج عنها اليوم وهي من قامت بشغل البيت كله اليوم …وايضا اعدت طعام العشاء ووضعت به الحبوب المنومة التي كانت تاخذها عندما كانت تشعر بالارق…ووالدها وزوجته ناموا …تلك هي الفرصة المناسبة كي تذهب من هنا …يجب أن تنجو بحياتها فإنه عاملها والدها بلطف يوما فهو سوف يق*سو عليها عشر ايام …لان للأسف تلك المرأة مسيطرة عليه بشكل مستفز ..هي تحركه كانه لعبة …يكفي ان تبخ في اذنه س*مها كي يهتاج عليها ويضر*بها ويعا*قبها…وهي لن تتحمل هذا ابدا …لن تتحمل ان تعامل كأنها ممسحة ..سوف تنجو بحياتها!….
بعد ان انتهت من ترتيب حقيبتها …اخرجت ملابسها من الخزانة ثم ارتدها بسرعة …للمرة الاولي لم.تهندم نفسها جيدا ولم تهتم من الاساس …كل ما تريده هو الهروب من هنا …الهروب من جح*يم والدها وزوجته …امسكت الحجاب الطويل وهي ترتديه فوق شعرها المقصوص ….انتهت أخيرا من ارتداء ملابسها وحملت حقيبتها وخرجت …كانت تسير في المنزل ببطء وهي تشعر بالر*عب ….تتخيل ان في أي وقت سيمسك بها والدها ويقت*لها …رغم انها متأكدة انه نائم ومستحيل ان يستيقظ قبل الصباح …الا انها لم تستطع ان تمنع رعبها منهم …أخيرا ارتاحت وهي تخرج من المنزل .شعرت تلك اللحظة انها تحررت من قيود النا*ر التي كانت تلتف حول رسغها …أخيرا تحررت من تلك الحياة الكر*يهة التي تعيشها مع والدها وتلك الحر*باء علياء …تلك المرة التي لا تنفك عن محاولة تد*مير حياتها …
خرجت مسرعة من الحي التي تعيش به …وكلما كانت تسير بعيدا عن منزلها بخطوة كانت تشعر انها تتحرر منهم …ارادت القفز بسعادة…كانت سعيدة انها نجت بحياتها…دموعها كانت تنساب وهي تتذكر الذ*ل الذي تعرضت له …تتذكر كيف انها قبلت كف علياء وقدمها أيضا كي تسمح لها أن تأكل …لن تنسي ابدا هذا الذ*ل ولن تسامحهم ابدا علي هذا ..ستظل تكر*ههم طوال حياتها …وقفت في الشارع الرئيسي وهي تنتظر عربة مواصلات عامة …ليس لديها ملجا الا هو سوف تذهب اليه …تعتذر وتتوسل ان يرجعها إليه …سوف تتحمل أي شئ منه المهم أن يعيدها إليه …تريد أن تعيش حياة كريمة بعد ان ذاقت الذ*ل علي يد زوجة والدها …
أخيرا اتت العربة وركبتها وهي تنتظر بحماس ان تصل …
…….
بعد نصف ساعة تقريبا …
كانت تقف.امام منزل علي الكبير وهي تزدرد ريقها …لا تعرف كيف سيقابلها علي …هل سيسامحها علي ما فعلته ام لا …هل سيرحب بها في منزله او سيطردها
..كل تلك الافكار كانت تدور في عقلها تنهدت وهي تخرج هاتفها المحمول ثم اتصلت به …انتظرت بصبر ام يرد عليها …لم يرد في المرة الأولي …لكنها حاولت مجددا لم تستلم ابدا …رد عليها في المرة الثانية وصوته ناعس يقول:
-مين ..
انسابت دموعها وهي تغمض عينيها وتقول:
-انا يا علي ميار …أنا مستنياك برة البيت
…..
بعد مرور خمس دقائق ….
كان علي يقف امامها ينظر إليها ببرود ويقول:
-خير ايه اللي جابك هنا في الوقت ده …انتِ اتجننتي يا ميار …عايزة تعمليلي مشكلة !
كانت نبرته قا*سية …ارتعشت هي وقالت:
-لا لا …أنا جيت عشان عايزاك ترجعني ليك….ابوس ايديك يا علي رجعني…انت متعرفش مرات ابويا ذ*لتني ازاي الايام اللي فاتت …
-مبقاش ينفع للأسف يا ميار …ارجعي لبيت اهلك يسهلك …
امسكت كفها وهي تقول بينما تبكي :
-ليه مينفعش …أنا جاية وطالبة السماح حرام عليك أنا …
ولكنه قاطعها وهو يقول:
-فات الاوان يا ميار …أنا اتجوزت !!
…….
في غرفتهما ….
كانت مهرا تضم قميص ادم إليها …كانت تبكي بع*نف وهي تشتم قميصه وتقبله …هي السبب …هي من ادخلت مروان حياتهم…هي من جعلته يضع ليلي في عقله وهي لن تسامح نفسها ابدا علي هذا …تشعر ان الشعور بالذن*ب يمز*قها …لقد د*مرت ادم …هي من د*مرت حياته …ليتها لم تدخلها …ادم المسكين يعاني في الس*جن بسببها هي …هي السبب …
كانت مهرا تلوم نفسها بقوة وهي تبكي …تشعر ان قلبها يعت*صر من الأ*لم …حبيبها يعا*ني …ورغم توسلها لمروان الا انه عرض عليها عرض د*نئ مثله …ذلك الحق*ير !!كيف ظنت انها تحب انسان مر*يض مثله …هو غير متزن نفسيا …يتفنن في تد*مير حياة من حوله…يظن نفسه انه افضل من الجميع وهو مجرد حش*رة يحتمي بأموال والده …وهي متأكدة ان مروان لن يترك ادم …سوف يست*غل كل ثروته لكي يد*مر حياة ادم …فكرت مهرا وهي تبكي …رباه لقد وقع ادم فريسة لذلك الح*قير …بالتأكيد سوف يد*مر حياته …
كانت ليلي ومرام يقفان امام باب الغرفة …ينظران الي مهرا التي تبكي بعن*ف …مسحت ليلي دموعها وقالت بشفقة :
-المسكينة منها*رة اووي علي ادم
-كلنا منها*رين يا ليلي …ادم هو سندنا …
هزت ليلي راسها وقالت :
-امي من أول ما عرفت وهي قاعدة في اوضتها …أنا خايفة عليها اووي…بس هي كل اللي علي لسانها ان ادم هيطلع …أكيد هيطلع …
-يسمع من بوقك ربنا …مديري في الشركة بارك الله فيه بيساعد علي قد ما يقدر…هو حتي جاب محامي …وبكرة هيسمحولنا نشوف ادم كمان …
نظرت ليلي الي مرام وقالت:
-صحيح ايه اللي يخلي مديرك يساعدنا بالإصرار ده …الراجل في نفس الوقت جاب محامي وبيحاول يساعدنا …ليه ده كله يا مرام …هو مديرك خير للدرجادي …
حاربت مرام الاحمرار الذي بدأ يزحف لبشرتها وقالت بنبرة ثابته وان كان من داخلها ترتعش:
-فيه ناس بتحب تعمل خير عادي يا ليلي …المهم اخوكي يطلع …ادعي انتِ بس كويس …
-يارب يطلع …متعرفيش أنا حاسة بالذ*نب قد ايه يا مرام …ادم بسببي …
امسكت مرام كفها وشدت عليها وقالت:
-اياكي تلومي نفسك …ده مش ذنبك ابدا يا ليلي …الشخص اللي بيلاحقك ده هو اللي ح*قير …..
تنهدت مرام بحزن وقالت:
-تعالي تدخل للبنت اللي هتم*وت نفسها من العياط دي …
هزت ليلي رأسها ودخلوا لمهرا التي ما زالت تصم قميص ادم وتبكي بع*نف ….
شدتها مرام وضمتها بقوة وقالت بنبرة واثقة:
-هيطلع متقلقيش …بس لازم تكوني قوية يا مهرا عشانه …
ابتعدت مهرا وهي تمسح دموعها وتقول:
-سامحوني أنا السبب …أنا السبب ..
-وانتِ ليه السبب يعني عشان هو خطيبك القديم ؟!ده واحد حق*ير كويس ان ربنا انقذك منه …مفروض متحسيش بالذنب والله كنت اتمني ادم يقتله …
تنهدت ليلي واكملت :
-لولا ستر ربنا كانت ممكن حياتي تتد*مر للأبد …الحيوان ده كان عايز يغت*صبني !!!
انف*جرت مهرا بالبكاء وهي تشعر ان قلبها يتم*زق من الألم. … امسكت مرام يديها وقالت بشفقة:
-يا بنتي هتمو*تي نفسك …اهدي وتفائلي…
-انا اللي دخلته حياتكم…أنا السبب …
رفعت ليلي حاجبيها بدهشة لتنظر اليهم مهرا وتقول:
-عايزين تعرفوا ادم اتجوزني ليه ؟!عايزين تعرفوا ايه اللي يجبر ادم يتجوز واحدة زيي متدلعة وتا*فهة… ادم محبنيش …ادم اتجوزني عشان يغطي عليا …
شحبت مرام بقوة هي وليلي …بينما اكملت مهرا وهي تبكي :
– أنا كنت بحب مروان اوووي …بس هو عمره ما حبني …وبمساعدة صاحبتي …خدروني و…و …
ضمتها مرام إليها فجأة وهي تبكي وتقول:
-خلاص متكمليش …
-خد*عوني …ك*سروني …قت*لوني وقتها
وضعت ليلي كفها علي فمها وهي تبكي …ابتعدت مهرا وما زالت الدموع تغرق وجهها وتقول:
– كان نفسي اصحي في الوقت المناسب زي ليلي …كان نفسي اقدر انقذ نفسي ….
بكت الفتيات معا ثم ضمتها مرام وليلي أيضا وهم يبكون سويا !
………..

في اليوم التالي ….
-احمد !!!
بهتت مهرا وهي تنظر الي احمد ذلك الشاب الذي كان يطاردها بإصرار ورفضته مرارا من أجل حياة …هل احمد هو المحامي الذي سوف يساعد ادم؟!هل حقا سيساعده ان سيرفض عندما يعرف ان ادم يكون زوجها …كل تلك الاسئلة كانت تدور في عقلها …من جهة اخري كان يقف احمد وهو ينظر الي مهرا بإستغراب …دهشته كانت بسبب انه يقف امام مهرا …من ظن يوما انه يحبها اكثر من الحياة ولكن لا يشعر بأي شئ …حاول ان يتذكر ايام عندما كان هائما بها ولكن مشاعرها نحوها الآن كانت عادية جدا وكأنها مجرد عميلة يجب أن يترافع عن زوجها وليس مهرا الذي اضاع الوقت والاموال من اجلها!!!.كيف الآن مشاعره اصبحت جافة ؟!أين مشاعره الآن …أين قلبه …اخذ يتساءل داخله عن مشاعره …ورغم انه يعرف الاجابة الا انه رفض الاعتراف بها …كان عاجز علي ان يعترف ان اخري سلبت قلبي وسيطرت علي مشاعره لن يعترف بهذا ابدا ….
تكلم احمد أخيرا بعملية وقال:
-قدر اجيب اذن لمدام ادم انها تشوفه …
اشرق وجه مهرا وهي تقول بلهفة:
طيب امتي هشوفه امتي …
-هنروح دلوقتي اوضة الضابط وتشوفيه .
ابتسمت مهرا وهي تشعر بالسعادة …أخيرا سوف تراه لقد كادت تموت البارحة من الشوق إليه …
…..
بعد مرور الوقت ….
وقفت مهرا في مكتب الضابط قلبها يخفق بعنف وهي تري ادم امامها ..كان يبدو عليه التعب وانه لم ينام جيدا …
اقتربت منه ودموعها تتساقط …شدها ادم اليه ثم عانقها بقوة وهو يقول:
-ششش أنا كويس اووي ..متبكيش …
لكنها استمرت في البكاء …ابعدها وعانق وجهها وقبلها بعمق علي جبينها وقال:
-هتمر يا حبيبتي صدقيني هتمر…
هزت رأسها بإصرار وقالت:
-انا متأكدة من كده …انس جاب محامي وبيحاولوا وممكن اكلم مرو…
ولكنه قاطعها وقال :
-لا يا مهرا اياكي …اياكي تروحي للحق*ير.ده …انتِ كده بتك*سريني…لو بتحبيني فعلا ومش عايزة تك*سريني متروحيش ليه!!انتِ فاهمة…
هزت رأسها برعب وهي تنظر إليه…يا تري ماذا سيفعل لو عرف انها ذهبت إليه بالأمس!!
……….
في شقة حياة …
كانت تجلس علي الأرض دموعها تنساب بتتابع ..قلبها يعت*صر من الألم بينما تحاول الاتصال بأحمد ولكن لا فائدة ….لقد اختفي من حياتها ..
اختفي ببساطة !!!
شعرت أنها في كابوس مخيف …تمنت ان يكون هذا مجرد كابوس ستيتيقظ منه لتجد احمد بجوارها ينظر إليها بحب ويمسك كفها كي يتزوجان …تشعر ان احمد سوف يعود ويطلب منها السماح ويعتذر …جميع الافكار والاحتمالات كانت تدور بعقلها ولكنها عرفت ان الحقيقة الوحيدة انه تخلي عنها …تخلي عنها بإرادته وذهب…ذهب وتركها من*هارة …
امسكت حياة صورته التي احتفظت بها وقالت:
-ليه…ليه يا احمد عملت فيا كده …ليه ك*سرتني بالشكل ده …ده أنا محبتش حد قدك …كنت مستعدة تتغير عشانك ..عملت المستحيل عشان ارضيك …مع جزاتي في الاخر …جزاتي أنك تتخلي عني وفي يوم فرحنا …
وضعت كلها علي قلبها وقالت :
-انت مش حاسس بالنار اللي في قلبي يا احمد أنا بم*وت…بمو*ت كل اما افتكر أنك اتخليت عني بسهولة كده…ليه يا احمد ليه …ده أنا اديتك كل حاجة …كل حاجة…
مسحت دموعها وهي تكمل:
-يا تري ايه السبب اللي خلاك تتخلي عني بالشكل المهين ده …أنا عملتلك ايه عشان تأذيني بالشكل ده …
ارتعشت فجأة والباب يفتح …احتلت الحيرة وجهها وهي تتساءل من معه مفتاح شقتها …
ولكن من ظهر جعل قلبها يخفق بقوة …نهضت حياة وهي تنظر الي احمد بصدمة …الدموع تنساب من عينيها بغزارة …بينما احمد كانت ملامح وجهه باردة …عينيه جافة وكان دموعها لم تؤثر به….
اقتربت حياة منه راكضة ثم ضمته وهي تبكي بع*نف وتقول:
-كنت عارفة أنك مش هتسيبني يا احمد …كنت عارفة أنك بتحبني ….وقولتلهم ان احمد بيحبني وهيرجع بس مفيش حد رضي يصدقني …بس انت خلاص رجعتلي…وانا هتصل بالمأذون دلوقتي ونتجوز …انت عارف لسه محافظة علي الفستان و …
-بطلي هبل انا مش هتجوزك!!..
انسابت دموعها اكثر وقالت بصوت مختنق:
-ليه …ليه مش عايز تتجوزني …أنا عملتلك ايه يا احمد …ده أنا حبيتك اكتر من حياتي و ..
قاطعها وهو يمسك ذراعيها ويقول:
-بس أنا محبتكيش ولا عمري ما هحبك !
-انت كداب !انت بتحبني
-انا مبحبكيش …مبحبكيش افهمي …
صرخ بها وهو يهزها لتبتل عينيها بالدموع وتقول:
-انت بتكدب صح … ازاي بعد ده كله تقول انك محبتنيش …ازاي. ..متخدعنيش …انت بتحبني بس مش راضي تعترف …لسه الماضي بتاعي مأثر عليك …لسه حاسس بالقر*ف مني …بس انا اتغيرت عشانك ومستعد اعمل اللي انت عايزه بس متبعدنيش عن حياتك…هعيش معاك في اي مكان تحبه …مش هخرج كمان من البيت لو حابب …اللي انت عايزه هعمله لكن متنفنيش من حياتك ابوس ايديك …
شعر بضميره يجلده وأبعدها عنه وهو يقول :
– بطلي غباء وسذاجة بقا …بطلي انعدام الكرامة اللي أنتِ فيه ده . أنا محبتكيش …
دفعته وصرخت بإنهيار:
-ازاي مبتحبنيش …وكلامك ليا ده ايه …حبك ليا ايه…نظراتك دي ايه …..
اغمض عينيه وهو يقول بخجل:
-انا كنت بستغلك عشان اخد فلوسك !!!…عرفتي ايه قربت منك …عرفت ليه اوهمتك بالحب…لأنك غبية أنا استغليتك …وكان ممكن استغلك اكتؤ من كده بس الحمدلله أنا فوقت لنفسي…
امسكته حياة من قميصه وهي تقول:
-ليه انقذتني …ليه مسبتنيش أموت في المقبرة
..دي خطتك عشان تعيشني في عذاب …تنقذني عشان مستاهلش ان اموت براحة ضح …لازم اتعذب يعني …
لم يرد عليها لتكمل وتقول:
-وانت بقا ليه جاي دلوقتي …ايه السبب اللي خلاك تفتكرني تاني …
ابتلع ريقه ونظر إليها وقال:
عايزك تطلعي من البيت بما انه بقا يإسمي!!!
………

في منزل أنس ….
كان جالس وائل السويسي وهو يضع ساق علي ساق …ينظر الي المنزل بتقييم سريع بينما يرتشف قهوته بطريقة ارستقراطيه تليق به …مط شفتيه وقال:
-مش مصدق يا أنس بيه واحد ملياردير زيك وصاحب شركات في كل انحاء البلد وهتبدأ تفتح فروع برا يكون عايش في بيت بسيط زي كده …
ابتسم أنس وقال:
-ده بيت اخويا …ذكرياتنا كلها هنا …والذكريات لا تقدر بتمن يا وائل بيه..غير اني انسان بسيط ..
ابتسم وائل وقال:
-ما هو باين علي حضرتك …ده غير أنك مش بتحب تتكلم عن انجازاتك كتير ..
-لانها مش انجازاتي ..بعد م*وت والدي الشركات دي كانت بتخسر واخويا اللي قدر يقومها كويس …أنا مجرد محافظ علي مستوي الشركات وفتحت كام فرع مش اكتر …
-بس عملت انجازات كتير جدا لازم تفتخر بها …لدرجة أنا وائل السويسي ذات نفسه متحمس اني أعمل معاك صفقة …وصدقني الصفقة دي هتكسبنا احنا الاتنين …
-بس متقدرش تنكر ان مكسبك انت اكتر !
قالها انس بذكاء وهو يبتسم …وائل يظن انه غ*بي …هو يفهمه جيدا …يعرف كم وائل السويسي رجل خب*يث للغاية….هو يك*ره ان يتعامل معه …ولكنه من اجل ادم سوف يفعلها…وهو يقصد ان فعليا يفعل هذا من أجل ادم …صحيح ان مرام أيضا لها دخل بمساعدته ولكنه حقا يرغب في مساعدته فبعد ما سمعه من ادم وكيف ان ادم هو المظ*لوم ومروان هو الحق*ير الذي حاول تد*مير شقيقته …منذ المرة الاولي التي راي بها ادم وهو اعجب به كثيرا….كان رجلا بحق …يبدو من ملامحه ان يحمل المسؤولية جيدا …كما أنه مستمع جيد…لقد أستمع لمشكلته بصبر بل بحث معه علي حل أيضا. ..وهو سوف يساعد ادم …سيفعل المستحيل كي يخرجه من الس*جن …فالس*جن ليس لأمثاله من الشرفاء …ان كان احد يجب أن يذهب الي الس*جن فهو مروان …مروان الذي يتمتع بأذ*ية الاخرين …لولا انه لا يمتلك دليل علي ان.ليلي تم خط*فها لكان حقا سجن مروان وتأكد بنفسه انه سوف يُع*اقب …ولكن للأسف لا يمتلكون أي دليل يد*ينه …هو ذكي للغاية …لهذا …هو مضطر للأسف ان يتعامل مع هذا الشخص …رغم انه لا يطيق ابدا هذا المدعو وائل ولكن من أجل ادم سوف يتفاهم معه …سيعرض عليه صفقة العمر …سيغريه لكي يخرج ادم من تلك الورطة ….
كان وائل صامت…يحاول أن يقنع انس بالصفقة …تلك الصفقة ستكون مربحة له كثيرا وهو يجب أن يقنع أنس ان يمضي العقد…ولكن انس ليس بهذا الغ*باء…بالطبع سوف يطلب مبلغ خرافي ..مبلغ لن يستطيع وائل توفيره ….
رفع انس رأسه وقال:
-المحركات اللي حضرتك عايز تشتريها مني جودتها عالية جدا …وتمنها هيكون كبير …الرقم اللي حضرتك عرضته عليا مينفعش يا وائل به …
ابتلع وائل ريقه وهو ينظر لأنس…انه يخ*سر … رجل اعمال مخضرم يخسر امام شاب صغير …ولكن انس لم يكن كأي شاب هو ذكي جدا …يعرف قيمة ما يعرضه ولا يخسر في أي صفقة ابدا …دوما هو الرابح …وتلك المجاملات السخ*يفة التي يطلقها وائل عليه لن تفيده …هو لن يقع في فخ المجاملات ابدا …هو رجل عملي بشكل مغيظ…
اعطاه وائل ابتسامة رسمية وهو يقول بعملية:
-طيب يا سيدي قولي أيه السعر اللي في بالك …يمكن نوصل لإتفاق…
ابتسم أنس بإنتصار وقال:
-ايه رايك في نص السعر اللي قولته انت …
نظر إليه وائل بصدمة وقال:
-يعني انت عايز فلوس أقل كمان! طب ازاي.
هز أنس راسه بتأكيد وقال:
بس طبعا مع الفلوس فيه حاجة تاني محتاجها ودي اللي متوقف عليها صفقتنا !
-ايه هي ؟!
تساءل وائل ليرد انس ويقول:
-خلي ابنك يتنازل عن المحضر بتاع ادم عزام!!!!

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية الشادر الفصل الثامن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط