روايات شيقهرواية احنا و القمر جيران

رواية احنا و القمر جيران الفصل الثالث

___
الآلات الموسيقية …والمُعدات ، جيتار ،طبلة،درامز ..وآله الكمان !
إستقر كل هذا بغرفه بيجاد وأصبحت المكان المخصص للتدريبات يومياً ومن ثم يرحلون ويتركون بيجاد ينعم بنومِ هادئ…
“ياما قالى ..ياما قالى عاللى جواه ،يحلف .. وانا ليه حاسس بعنيه بحجات بتقول مآمنلوش”
_لاء شباب شباب…السقفه تبقا باينه مع الدرامز يعنى انا ابدء تدخلوا معايا درويش و كيمو

أومأ برؤوسهم إيجاباً مع تعليمات بيجاد،فقال الآخر مُحدثا إياهم ..
_طيب نبدء من الأول بس بنفس ترتيب النوتة
_يلا بينا ..4321

معزوفة جميلة تنطلق من غرفه بيجاد تبعث سعادة لمن يستمعها ،أما عن الاخرى فهم على موعد معها حينما عادت هبة من عملها بالصباح ودلفت إلى شقتها .
كانت تستمع لصوت الموسيقى آتى من الدور العلوي ..رفعت حاجباً ماهذا؟!
دلفت وبدأت بتبديل ملابسها ،ومن ثم بدأت فى إعداد طعامها قبل نزولها الفتره المسائيه فى الصيدلية .
تناولت وجبة غدائها ، وأقامت فرضها بالصلاة …
وإرتدت ثيابها مرة أخرى ، وطيلة هذا الوقت نفس أصوات الموسيقى المُنبعثه من الدور العلوى لا تقف ..!
هبطت مقصدها الصيدلية ، وصلت وم إن جلست أحست ياسمين ان هبة غاضبة منها بسبب مهاتفتهما الأخيرة .
اقتربت منها وبدأت مداعبتها ،
_ممم مكشرة وزعلانه خالص منى صح؟

تصنعت هبة عدم الإهتمام ،ف أكملت ياسمين
_وكمان مش بتردى،دا زعل بحق وحقيق بقا

إندفعت هبة بياسمين ك طفل صغير يُفضى مافى جُعبته
_ياياسمين حسستينى إنى دقه قديمه وإنى بتتنك على العرسان فكل مرة

تعجبت ياسمين منها وأرادت إزالة سوء الفهم بينهما
_لاء طبعاً مقصدش كدا ،انا بقول كنا خدنا فرصه الأول ونشوف مش كله كدا مفيش فرص تانية
_فرصة تانية مع مين ياياسمين ؟ مع العريس دا ..واحد عاوز نخرج ونقضيها من غير اى ارتباط رسمى !

تبسمت ياسمين وهمت ناحية حقيبتها واخرجت منها شطيرة محشوة باللحم وقدمتها إلى هبة وهى تقول
_طب أنا أسفه بقا ،يالا اشتريت لى وأنا جايه واشتريتلك معايا

تنظر هبة ناحية الشطيرة وهى تقول
_بس أنا لسه متغديه فالبيت!
_ياستى زودى معايا ، انا جيبته وقولت ل خيرى يجيب أكل للولاد وهو راجع ملحقتش اعمل غدا

تناولت هبة الشطيرة منها وبدأت فى تناولها مع ياسمين ف دلف شخص يبدو عليه عدم الاتزان ..وقال بصوت مهزوز
_والنبي يا أبلة عاوز البرشام دا

قامت هبة من جلستها ونظرت إليه ب إستغراب ونظرت إلى الورقة فهزت رأسها وزمتت شفتيها قائله
_البرشام دا عالجدول ،مينفعش يطلع إلا بروشته

حكّ الفتى ب رأسه وقال مردفا بعينان حمراوتان
_يا أبلة مفيش روشتات انا بجيبه على كدا وعاوزه الله يسترك
_يا أستاذ دا مينفعش يطلع إلا ب روشته ،اتفضل هاتهالى وانا هصرفهولك

غمز الفتى ب إحدى عينيه وتبسم جانب ثغره بطريقه غريبة قائلاً
_ماتمشيهالنا بالحب ياست الناس والفلوس أهيه

رفعت هبة النظارة إلى أنفها وقالت بنبرة حادة
_مش بصرف النوع دا إلا بالروشته ، بالحب شوف صيدلية غيرنا ..اتفضل

الفتى يقف كما هو فقالت هبة بصوت قوى
_إتفضل !!

نظر لها الفتى نظرة توعد ..وحملق ب عيناها جيداً ثم انصرف وهو يعض على شفتيه ..
عادت هبة إلى ياسمين ،فقالت ياسمين وهى تنظر إلى حيثما ذهب الفتى
_ايه دا ،دا شكله عيل من الل ببضربوا برشام ،الله يخربيته
_هو فعلاً كدا مش شكله
_انا بقلق من الناس دى ،بس إنت اتصرفتِ صح يا هبة
_أنا لازم أتصرف كدا حتى لو قدامى مين

اقتربت ياسمين منها وقالت
_مكنتيش خايفه وانتِ بتكلميه؟

إلتوت شفتى هبة وأشاحت بنظرها بعيداً وقالت
_حتى لو خوفت ربنا يستر بقا

#نور_إسماعيل
__
_هتدوقوا من إيدى حبة مكرونه مسلوقه مقطعه مولعه إنما إيييه
قالها بيجاد إثر تحضيره للطعام فى غرفته وأفراد فرقته ينتظرن ويأخذون بعض الراحه
ف أجابه احدهم
_مكرونه مسلوقه وفهمناها …مقطعه مولعه ازاى
_لا يابيجو مش عشان سايبين بيوت أهالينا ومتغربين تعمل كدا فينا .. إحنا ولاد ناس برضو

ضحك بيجاد بطريقة سخرية وقال
_بقولك إيه ياحبيبي إنت وهو ،اللى مش عاجبه مياكلش مش كفاية هطفحكم وإنتو قاعدين زى البِغال مش بتعملوا حاجه

رن هاتف بيجاد ف أسرع الجميع نحوه ل يقرأوا إسم المتصل ، ف رفع بيجاد إصبعه وقام بطقطقه خفيفه به وقال يجذب إنتباههم له
_فيه ايه فيه إيه ،إتلميتوا زى الدبان عالموبايل ليه

ضحك كريم وقال له
_معلش عندهم فراغ عاطفى

ابتسم بيجاد وهو يقوم بتقليب الطعام وقال
_دا كدا جوع عاطفى ،كلاب عاطفى مش فراغ بس

ترك مافى يده ،وذهب ناحية هاتفه وقرأ الاسم وأجاب الإتصال وجلس الجميع بجانبه
يستمعون بشكل مُضحك
_ألو …سمسم حبيبة قلبي وعينى وروحى ،انا بكاش!!.لا وحياة الواد كريم بقول الحقيقة

على الناحية الأخرى كانت تتحدث الفتاه
_ايوة بكاش ، لو انا حبيبتك ناسينى خالص ولا مكالمة ولا كلمه عالواتس
التدريبات مخلياك مش فاكر أسماء خالص كدا

عاد بيجاد بظهره للخلف وقال
_أقدر ! أنا اقدر برضو ..دنا أموت ،بصى بموت أهو أهو ياتلحقينى يا متلحقنيش

ضحكت الفتاة بخفه وقالت بصوتها الرقيق
_يالاهوى عالبكش ،انت فظييع
_وإنت شنيع وعسيل ولوووزيززز

ضحكت الفتاة مرة أخرى ف أشار بيجاد لأحد اصدقاءه ان يقوم بمناداته
فقام الآخر بمناداته ولكن بطريقة ساخره مُغيراً نبرة صوته

_يالا ياسى بيجوووو..يوووه كنت هنسى الطرحه بتاعتى ،هدخل ألبسها وأدارى شعرى السايح النايح دا

تجحظت عينا بيجاد وأمسك بعصا آله_الدرامز_ وقذفه بها بينما قالت الأخرى على الهاتف
_مين دى يابيجاد؟
_دى الشغاله ،جبت واحدة تنضف الاوضه بس مقولكيش ست معفنه
انا هقوم بقا ياحبيبتى احاسبها خليها تغور عشان ريحتها وحشه وقالبه معدتى من الصبح

اغلق بيجاد الهاتف وأمسك صديقه وأبرحه ضرباً والكل قفز فوقهما الاثنين يضحكون بصوت عالٍ.

__
بعدما إنتهت الفترة المسائية لدى هبة وياسمين ، خرجت ياسمين للتسوق وشراء بعض الاغراض والترجل بالطرقات ف رافقتها هبة ك تغيير للروتين اليومى ..
من محل تجاري لمحل آخر ،ومن شارع الى شارع ..تمضى الساعة وهم يشاهدون الأشياء المعروضه ويختارون منها ، ويتعرفوا على كل جديد بالسوق .
ومن بين المحلات ،رأت محل يعرض فساتين الزفاف البيضاء الجميلة وقفت عنده ومسحت بيدها على الزجاج وهى تشاهد الفستان وعيناها زادت اتساعاً من هول جماله.
لاحظت ياسمين ف وقفت بجانبها وشعرت نحوها بالآسى وقالت لها ب حنو
_ان شاء الله قريب هتلبسيه..هتلبسيه مع حد هيكون بيحبك ومقتنع بيكِ ومش عاوز غيرك

زمتت هبة شفتيها وقالت
_وفين الاقيه دا بس!
__
_إنا الل هلبس يامعلم ؟
_أيوة انت يابيجو ،إحنا اتفقنا على كدا
_لاء متفقناش ياكريم إن انا الل ألبس لوحدى فحوار الإيجار دا ..

تدخل الآخر وقال
_بيجو إحنا مأشفرين وإنت كدا كدا مأجر الاوضه لوحدك ،عاوزنا نشيل معاك عشان بنتدرب فيها ؟!
قال بيجاد منزعجاً موجه الحديث إليهم
_بس انا لو مكنتش أجرت كنا هنشوف مكان نتدرب فيه وندفع كلنا …يبقا مش عشان حليت موضوع البروفات تخلونى البس وحدى وكل واحد فيكم قاعد سفلئه عند اهله ومعارفه

نظر كريم إلى البقية وقال
_خلاص ي بيجو مش هنختلف ، بس انت تلتين واحنا تلت ..انت مستنفع اكل وشرب ونوم
ولا نيجى نقعد معاك ونقسم الإيجار علينا كلنا

_كلكم مين ،كدا مش هتبقى أوضة ..هتبقى صنية جلاش!حلوة التلت

قال أحدهم ممسكأ ب آله الكمان
_طب هنكمل ولا إيه عشان نروح
_يالا 4321

__
كانت هبة فى طريقها إلى المنزل وسمعت صوت الموسيقى العالى مرة ثانية !
صعدت وبدلت ثيابها، وتأهبت للنوم …ولكن كان ليس ب استطاعتها
وبعد محاولات كثيرة منها فاشله ..الصوت كان مزعجاً للغاية ،إرتدت ثيابها
وهبطت إلى محل الاداوات الكهربائية الذى يملكه مالك العقار ،،وبقمة غضبها قالت له

_حاج عبدالله مساء الخير، الاوضه الل عالسطوح سِكنت ولا دى عفاريت ؟!

نظر إليها الرجل وقال بهدوء
_ايوة يا دكتورة هبة ،مش عفاريت ولا حاجه ..الاوضة سِكنت

عدلت من نظارتها الطبية وقالت والشرار يتطاير من عيناها
_سِكنت ناس بترقع وتطبل اليوم كله ؟ إيه فرقه أفراح ومناسبات!
_يادكتورة انا راجل صاحب عمارة …جه حد مناسب وأجر منى وكتب العقد بتاعه
جوا شقته بقا هو حُر ،يطبل يزمر ميخصنيش

تعجبت هبة وقالت
_والازعاج ياحاج عبدالله …انا بقالى ساعة عاوزة أنام

ضرب الرجل كفاً ب كف وقال
_هبقى أكلمه بالمسئله دى انه ميعملش بروڤات بليل ..
_هو حضرتك لسه هتكلمه ؟!

إنصرفت من أمامه بكامل غضبها وصعدت الدرج ، كان فى مقابلتها أفراد الفريق راحلون
نظرت إليهم شذراً وظلّت فى الصعود حتى وصلت إلى الدور الأخير وطرقت باب الغرفة
طرقت كثيراً بشكل مُزعج حتى فتح بيجاد الباب
_إنتِ مين ؟!
_إنت الل مين وبتعمل ايه هنا ؟!

رفع بيجاد إحدى حاجبيه وعقد ذراعيه وقال
_انا قاعد فشقتى ،عادى كائن يعيش ويتعايش
_مانا عارفه ،ايه الاجابة الغبية الغير منطقية دى

امتعض بيجاد بشفتيه واردف مُغيرا نبرة صوته ساخراً
_اومال اجاوب ازاى يا آنسة على حضرتك ، لابس روب وبحضر دكتوراه

رفعت هبة النظاره الطبية لأنفها وقالت وهى تحملق به بضيق
_ايه الاستهتار دا ،ايه التهريج دا ،ايه السخافه دى
_ايه الحلاوة دى …ايه الل بيحصل دا ايه الطعامه دى

اخذ بيجاد يتراقص أمامها وهو يردد كلماته ،فشعرت هبة بالضيق واقتربت منه قائله
_انا بحذرك ،الرقع والزمر والطبل وطوم تاتاتع تع طوم تع تع الل طول الليل دا لو مبطلش انا هجبلك البوليس
_هتجيبيه بتهمة إيه …بعزف درامز نشاز
_لاء بتخبط فوق دماغي ومش عارفه أنام
_فوق دماغك ايه ،، هو إنتِ ساكنه فالدور الل تحت؟!

قالها ب استفهام ف اقتربت منه مردفه بلهجه تحذيرية
_الشقه الل سقفها تحتك ع طول

رفع حاجبيه واردف بيجاد بعدم اكتراث
_وفين المشكلة
_تصدق ان انت بنى آدم لاتتمتع ب آداب الحديث ولا لياقه ولا شياكه ولا لباقه
_ولا حداقه ، بقولك ايه ياست الكل انتى بلبس موضه سنة 60الل انتِ طلعالى بيه دا
دى شقتى ،وانا مستأجر وصاحب العمارة عارف وعارف شغلى وطبيعته
لو مش عارفه تنامى …ياتحطى قطن ف ودنك …ي تعزلى !

قالها منفرجه شفتيه اذ بصفين أسنانه البيضاء تظهر لها بلمعان ، يبدو وأنه قد بدء الحرب
وعليه أن لا يستهين بها …رفعت حاجبها وقالت ..
_هنشوف مين فينا الل هيعزل ، يابيت هوفن!
__

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

الكارافان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط