الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 24

الفصل الرابع والعشرون (أنا أحبها )
تستحقين أن يُحبك الرجل بكل كيانه ..
تستحقين السعادة الأبدية ✨
#سولييه_نصار
-هي دي اللي سيبت خطيبتك عشانها…سيبت بنت الحسب والنسب عشان تربية الشو ارع دي !!!
صرخت بها والدته بعنـ ف ليزعق يحيى :
-ماما كفاية لو سمحتي يالا نمشي من هنا …
ثم أمسك ذراعها وكاد أن يذهب إلا أن ليلى أبعدته بعنـ ف واقترب من رانيا التي كانت عينيها مشبعة بالدموع وصرخت بها :
-قدرتي تضحكي على ابني وخلتيه يسيب خطيبته …أيوة أنا فاكراكي انتِ الخدامة اللي كنتِ بتشتغلي فى بيت ليان …بقا تعضي الايد اللي اتمدتلك …تغري ابني وتخليه يفسخ خطوبته …..
هزت رانيا رأسها ودموعه تطفر من عينيها وهمست:
-والله يا هانم أنا مليش دعوة بإبنك اصلا …كفاية كده فضـ حتيني في مكان أكل عيشي …
نظر يحيى إليها بحزن وشـ تم نفسه لأنه عرضها لهذا الموقف امسك ذراع والدته وقال بغضب:
-يالا يا ماما كفاية كده !!!
-وكمان بتتعصب عليا عشانها…عملتلك ايه عشان تغيرك كده ؟!
نظرت إلى رانيا بقر ف وقالت:
-هي أصلا معندهاش الا حاجة واحدة بس تقدر تديهالك …قوليلي ابني كان بيديكي كام في الليلة هديكي الضعف وتغو ري من حياتنا
-بس …بس خلاص حرام عليكي !!!
صرخت رانيا بعـ نف بينما شحب وجه يحيى من كلام والدته …خلعت رانيا مئزر العمل وركضت خارجة من المقهي وهي تبكي بينما كان يتبعها يحيى ويقول :
-رانيا استني بس …
ولكنها لم تستمع إليه ولم ترى تلك السيارة التي اقتربت منها وحاول السائق الضغط على الفرامل ولكن للاسف صدمتها السيارة …
-رانيا …
قالها يحيى بفزع وهو يقترب منها …لحسن الحظ لم تكن الصدمة قوية …فقط شعرت بألم في ساقها ونهضت وهي تدفع يحيى بعيداً عنها وتقول:
-لو سمحت سيبني في حالي .
ثم ذهبت مبتعدة وهي تعرج على قدمها وسط ذهول المارة وصاحب السيارة التي صدمتها …ركبت وسيلة المواصلات العامة ثم ذهبت!
ظل يتابعها حتى ذهبت بالسيارة …احمر وجهه من الغضب …كان حقاً غاضب من نفسه لأنه وضعها في ذلك الموقف …بسببه هو تمت اها نتها بقسو ة عن طريق والدته …عاد إلى والدته بخطوات غاضبة وأمسك ذراعها وقال؛
-يالا نمشى من هنا ….
-أنت كمان …
كانت تصرخ به إلا أنها صمتت فجأة وهي ترى وجهه الأحمر من شدة الغضب …النير ان تشتعل في عينيه….ابتلعت ريقها وهو تسير أمامه بكل هدوء …لقد عرفت ليلى أنها تجاوزت الحد الآن
……..
الصمت كان مسيطر على السيارة بينما يقود يحيى وهو يشد على عجلة القيادة بقوة …كان يلهث من فرط الإنفعال…لا يصدق أنه وضع رانيا في هذا الموقف ….ولا يصدق أن والدته أتت خلفه وصبت جام غضبها على تلك المسكينة …كلما تذكر ما قالته والدته لها يشـ تعل غضباً…رانيا لا تستحق تلك المعاملة …لا تستحقها أبداً…هو المخطئ …هو من عرضها لهذا الموقف …لن يسامح نفسه أبداً !!!…
-دي مش طريقة تعاملني بيها يا يحيى ..
قطع شروده صوت والدته المستفز …ضغط على عجلة القيادة بقوة أكبر وهو يطحن أسنانه بعنـ ف سمعته هي ولكنها لم تبالي. ..ارتدت قناعها الجليدي على ملامحها الاستقراطية وقالت :
– مفيش أسو أ من أن ابني اللي فنيت عمري عشانه يهيني عشان خد امة ..تربية شوارع …
-ماما لو سمحتي ممكن نتكلم في البيت أنا بسوق ومش عايز اعمل مشـ كلة!!!
اتسعت عينيها وقالت:
-لا بجد!!مشـ كلة كمان يا يحيى عشان دي …مكنتش اعرف ان ذوقك انحدر للدرجادي …بتعاملني و حش عشان خد امة …واحدة الله أعلم أصلها من فصلها ….
أوقف السيارة فجأة لترتد للأمام بعـ نف ولولا حزام الأمان لانصدم رأسها …نظرت إلى وجه الأحمر بذهول ليقول وهو يتنفس بإنفعال :
-لو سمحتي خلاص …خلينا نتكلم في البيت …لو سمحتي .
صمتت نهائيا بينما يكمل هو قيادته بكل هدوء عكس تماما العاصفة بداخله !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أنت بتبتزني يا عامر ؟!
قالتها جواهر بصدمة …ليرد عامر :
-عامر كده حاف …أنا أبوكي !!!
ضحكت بسخرية وقالت:
-لا ابويا ايه بقا …يا راجل متقولش كده …أنت أب أنت !!!
-لا انا سفن أب يا أختي …متتلمي يا بت وأنتِ بتكلميني !!!
وضعت كفها على معدتها وقالت:
-ما بلاش الإيفيهات اللي بتقلب المعدة ده …الإيفيه ده من أيام الهكسوس…جدد وأنجز عايز ايه ؟!!أنا مش بطلت اضايقك ؟!جاي هنا عايز ايه ؟!!
-مليون جنيه …
-نعم !!!!
صرخت في وجهه بقوة ليتراجع قليلا ويقول :
-ده أنتِ مرات عدي رشيد يعني المبلغ ده مش هيفرق معاكي في حاجة يا بنتي …يعني يرضيكي افضـ حك قدام عدي باشا واقول انك مش بنت شريف بيه وانك جواهر بنتي …
هزت جواهر كتفيها وقالت:
-ما تقوله يا عم …ايه هيحصل يعني هتحـ.بس …ياريت يا اخي واهو اكون ارتاحت من حياتي دي بس ساعتها هتضطر تواجه شريف وانت عارف شريف يا عامر واشتغلت عنده نص عمرك …هو مش هيعتقك واحتمال يلبسك مصـ يبة وتيجي تشرف معانا في السجن واهو تقول ايفيهاتك اللي انقرضت من زمان يمكن اضحك عليهم من الفراغ …
رفع عامر حاجبيه وقال:
-ده أنتِ بايعة نفسك بقا …
-يوووه اكتر مما تتخيل والله …أنا خلاص مبقاش فارق معايا ولا خايفة من حاجة ولو عايز رقم عدي عشان تقوله اديهولك عادي بس وقتها واجه بقا شريف …أنا وقتها مش هساعدك …
-وانا ميهونش عليا افتن على بنتي …حتة مني …
-لا يا راجل تصدق قشعرت…
-اه يا جواهر والله أنا بحبك …أنتِ بنتي …
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت وقد ظهر الو جع في صوتها وقالت:
-دلوقتي افتكرت انك أبويا عشان اتجوزت واحد غني لكن قبل كده كنت مصمم أن متكونش فيه أي علاقة بيننا عشان خايف لمراتك تسيبك وبيتك يتخر.ب…ر ميتني أنا وأمي ومسألتش فينا …روحت عملت حياة جديدة وفتحت محل ليك وعشت مرتاح في الوقت اللي كانت بدرس وبشتغل وبروح مع أمي جلساتها …وعشان تبرأ ضميرك بتبعتلنا ملاليم وبطلت تبعتها لما اتخرجت …ابويا …ابويا ازاي بقا …
انسابت دموعها وقالت:
-أنت عمرك ما كنت ابويا …عمرك ما كنت سند ليا…انت ر متني ..ر متني للحياة وهربت …سيبتني احار ب لوحدي …اشتغلت كل حاجة تتخيلها مادام شغلانة شريفة …ده حتى لما شريف صديق هد دني بالفلوس اللي استلفتها منه مفكرتش الجألك…مفكرتش اطلب مساعدتك …عارف ليه عشان عرفت انك هتتخلى عني كالعادة ..عرفت انك مش هتكون اماني عشان كده مجيتش …ومفكرتش اطلب منك اي مساعدة يا أبويا …وبالفعل اثبت كده ..انك عمرك ما هتكون أماني …اهو انت جاي تهد دني انك هترميني في السـ جن من غير ما ضميرك يو جعك. ..ولما بس قولتلك أن شريف هو اللي هيقف في وشك خوفت وجبت ورا ودلوقتي داخل عليا بالحنية يمكن تاخد مني حاجة…بص أنا والله مبقتش فارقة معايا حاجة …أنا خلاص كر هت حياتي …مش كل واحد فيكم يكون فاضي شوية يفكر يسـ تغلني…هو ده جزاتي عشان طيبة يعني وبساعد غيري ..اكون وحشة عشان اعرف اخد حقي ولا ايه
..اللي عايز تعمله اعمله …أنا مش هسـ تغل عدي اكتر من كده…عايز تقوله قوله وتبقى عملت فيا معروف …وأهو تعمل اللي أنا معنديش الشجاعة اني أعمله …
-يا بنتي أنا …
قالها عامر وهو يحاول وضع كفه على كتفها لتتراجع وهي تقول :
-لا لا أنا مش بنتك …انت كتير قولت الكلمة دي وكنت عايز تبعدني عنك….مش هبلة انا عشان أصدق أن عاطفة الأبوة نقحت عليك …
ابتلع عامر ريقه وقد أحس بالخجل …نظر إلى تلك الفتاة المسكينة التي لم يكن لها أي حظ في الحياة …ذ نبها انها ولِدت في ظروف خا طئة تماماً …
-أنا اسف ..مش هز عجك تاني ..عن إذنك …
ثم تركها وذهب …وصدمتها كانت كبير عندما ذهب هكذا بكل بساطة!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يا رانيا يا بنتي قوليلي مالك أنتِ بقالك نص ساعة بتبكي من اول ما جيتي هنا وانا مش فاهمة حاجة. .
قالتها السيدة رابحة وهي تربت على رأس ابنتها التي دفنت رأسها في الوسادة وتبكي بعنـ ف …
-رانيا يا حبيبتي مالك قوليلي بس ؟!
ولكن لا رد فقط البكاء …كانت تبكي بحر قة. ..
أخذت والدتها تربت على رأسها بينما تتمتم بأيات من القرآن الكريم ….
وأخيراً انتهت وقالت:
-ربنا يحفظك يا بنتي ..قوليلي يا رانيا مين زعلك …حد ضايقك في الشغل الجديد يا بنتي …قوليلي …لو حد ضايقك خلاص متروحيش تاني …تغو ر الفلوس اللي تيجي من وشهم ودوري على شغل تاني لكن متعيطيش يا بنتي ..كفاية عليكي الهـ م اللي أنتِ شايلاه …أنا عارفة أن همي كبير عليكِ وحاسة بيكي يا بنتي…وعارفة اني كنت أنا نية اووي معاكي وفضلت نفسي ..عارفة ده كله وعارفة قد ايه أنتِ منحورة ما بين شغلك ودراستك اللي قررتي تكمليها ودايما.بدعيلك ربنا يوفقك ..وبدعي أن ربنا يسترد أمانته بعد ما أجوزك واطمن عليكي ع…
-بس يا أما بس …متقوليش كده تاني …أنا مليش غيرك !!!
قالتها رانيا وهي ترفع رأسها وتدفنها في ساق والدتها…كانت تبكي بعنـ ف وهي تشد على ساقها وتقول :
-ليه بيحصل معايا كده يا أما …ليه حظي كده …كل لما احاول اصلح حياتي تتخر ب…كل أما احاول ابعد عن و جع القلب ألقاه في وشي..
-مين زعلك بس …قوليلي يا رانيا مين زعلك يا بنتي ووصلك للحالة دي ؟!…
أغمضت رانيا عينيها بقوة وهي تتذكر كيف اها نتها تلك المرأة …كيف قللت من شأنها …كيف عاملتها كأنها فتاة ليل خد عت ابنها ….شهقت بأ لم ..ماذا تقول لوالدتها …ماذا تقول لها ؟!
-رانيا يا بنتي …
صوت والدتها انتشلها.من شرودها فنظرت إليها والدموع تغرق وجهها…ابتلعت ريقها وقررت أن تخبرها بكل شئ…لن تخفي عنها شئ …وداخلها تعترف انها أخطأت كثيراً عندما اعترفت له …
بعد أن انتهت ….
-بنت الكلـ ب دي فاكرة نفسها مين ؟!!!
صرخت بها رابحة بغيظ …عينيها كانت مشتعلة بالنير ان …ظلت رانيا تبكي لا تتكلم …تبكي بقـ هر عندما تتذكر الوصف الذي وصفتها به والدة يحيى …هي ابتعدت عنه…ابتعدت عن محيطه وعن اي شئ قد يربطها به..عن أي مكان قد تراه به وند.مت على ما قالته لها …ند مت لأنها أفصحت عن مشاعرها ولاذت بالفرار ولجأت لله …ناجته وتقربت منه…ودعته كثيرا أن يمحي تلك المشاعر من قلبها …قررت أن تجد نفسها وتكمل دراستها وبالفعل قررت إتمام دراستها من بداية العام المقبل ….خططت لحياتها خطط لم يكن هو من ضمنها وارتاحت وهي بعيدة عنه رغم أن قلبها كان يؤ لمها ولكنها تجاهلت هذا الأ لم وقررت البحث عن عمل حتى وجدته ولكنه وصل إليها …قرر الظهور مرة آخرى في حياتها مبعثراً حياتها مرة آخرى ولكن تلك المرة والدته اذ تها وإن كانت يوماً ظنت بغباء أن لهما فرصة سوياً فالآن تلك الفرصة معدومة تماماً …فوالدته اتهمتها أنها هي من جعلت يحيى يترك خطيبته …
انسابت دموعها أكثر وقالت :
-أنا غلطت يا أما لما اعترفتله …ودي كانت غلطتي الوحيدة وبحاول أصلحها وبعدت بس هو اللي جه ورايا …وأمه جات وراه وافتكرتني أنا اللي بو ظت علاقته بخطيبته…كلامها كـ سرني من جوا يا أما ..حسيت أن عشان هي غنية تفضل تهين فيا براحتها وانا مليش حق اتكلم …روحي اتكـ سرت يا أما …
-معلش يا بنتي ربنا ينتـ قم منها يارب ….دوري على شغل تاني وكملي دراستك وهيجيلك نصيبك ووكلي ربنا يجيبلك حقك وهتشوفي …
هزت رانيا رأسها وهي تضم والدتها إليها وقد تجدد داخلها الأمل ..لن تستلم حتى تفتخر بنفسها …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ولجت السيدة ليلى إلى المنزل ترفع رأسها عالياً وكأنها لم تُخطئ وكأنها لم تسـ مم حياة فتاة بريئة بكلماتها …
-استني يا ماما !!!
هدر يحيى وهو يقترب منها .تتصاعد النير ان بعينيه …نير ان لم تخيفها بل رفعت وجهها بترفع وكبرياء وقالت بنبرة متصلبة:
-أيه يا يحيى يا بني ؟!ناوي تتخانق معايا تاني عشان الخدامة اللي خليتك تسيب خطيبتك ……تربية الشوا رع اللي خليتك تد مر حياتك …مش كفاية قلة ذوقك معايا في العربية واللي مش هحاسبك عليها وهسامحك ..
أغمض عينيه بغضب وهو يحاول انتقاء كلماته …لا يريد أن يجر حها فهي بالأخير والدته ….
-امي رانيا ملهاش دعوة بفسخ خطوبتي …وهي لا اغو تني ولا اي حاجة ….أنتِ بس اللي اتسرعتي …وأنا اللي سعيت عشان اقابلها وعرفت شغلها فين وروحت واترجيتها كمان عشان اكلمها وهي رفضت يعني أنا اللي سعيت عشان اكلمها مش العكس …تقومي بقا حضرتك تعملي ايه …تيجي ورايا وتهـ يني البنت بدون اي حق …تقوليلها كلام صعب وتسـ تغلي طيبتها وأنها مش هتقدر ترد عليكي وتقطعي عيشها …حضرتك ازاي تعملي كده ؟!!ازاي يا ماما يا مثقفة تهاجمي الناس من غير اي دليل لمجرد أن سيبت ليان خلاص يبقى واحدة اغو تني وأنا زي العبـ يط همشي وراها …ليه فاكراني ايه …فاقد للأهلية !!! اي واحدة هتقدر تجرني وراها ولا كأني حما ر…لا يا ماما أنا إنسان فاهم وعارف وانا كنت هتكلم مع البنت في موضوع مهم خاص بشغل وأنتِ جيتي واحرجتيني …جيتي وحطيتني في موقف صعب …أوري وشي ليها ازاي دلوقتي …ازاي تعملي كده !!!
انتفضت عندما رأته فقد السيطرة على نفسه وتراجعت بخوف وهي ترى عروقه نفرت برقبته …ابتلعت ريقها وقالت:
-أنا كنت خايفة عليك …بعمل ده عشانك …عشان خايفة وعش….
-أنا كبير يا ماما….قادر اخد قراراتي بنفسي مش عيل صغير عشان تيجي تحر جيني بالشكل ده …أنا احترمتك ومردتش اعمل مشا كل هناك رغم انك كـ.سرتي رانيا …ياريت حضرتك تعتذري منها عشان غلطتي في حقها جامد …أنا هحاول اوصلها وحضرتك تعتذري منها وننهى الموضوع …
-نعم بتقول ايه ؟!!أنا أعتذر من دي ؟!!الخد امة ؟؟!
قالتها بهياج ليرد بهدوء وهو يهز كتفه :
-أنتِ اللي علمتيني كده يا ماما أن لما نغلط نعتذر ومفيش حد كبير على الاعتذار على الأقل الطرف التاني يسامحك ومتشيليش ذ نبه ليوم القيامة ….
-أنت أكيد مجنو ن …مستحيل انزل من مستوايا واعتذرلها …مستحيل …أنت فاهم بتقول ايه ؟!!أنا اروح للخدامة دي وأقلل من نفسي واعتذر …لا لا مستحيل …ده مستحيل يا حبيبي…وأنت كمان من النهاردة ملكش أي علاقة بيها يا يحيى لا تكلمها ولا تقابلها …بلاش يا بني البنات اللي زي كده ….
قاطعها يحيى عندما رأى انها سوف تهـ ينها مرة آخري وقال:
-ماما لو سمحتي خلاص كده كفاية !!!
نظرت إليه وقالت بجمود:
-بتحبها ؟!قولي اتو رطت وحبيتها يا يحيى قولي عملت المصيـ بة دي يا بني عشان الحقك ؟!
-هتلحقيني ازاي يعني مش فاهم ؟!
قالها بنبرة تغـ لي من الغضب فقالت بسرعة :
-أسفرك بعيد …أو أجوزك بنت من مستوانا وتروح بيها بعيد …بس لا هي شكلها عملتلك سحـ ر …أنا ممكن أشوف شيخ …
كان ينظر إليها مصدوماً …لا يصدق أن والدته تقول هذا …أخذ ينظر إليها وكأنها فقدت عقلها…
-متبصليش كده يا يحيى أنا بحاول انقذك …
ابتسم بسخرية مر يرة وقال:
-مظنش يا ماما أنتِ حابة تنقذي نفسك من كلام المجتمع بتاعك لو عرف أن ابنك بيحب خدامة …
-يعني أنت بتحبها ؟!!
قالتها مصدومة …ولكن لم يرد عليها خرج من المنزل بأكمله …مختـ نقاً بسبب ما قاله !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
في احدى عيادات النساء الشهيرة ….
تسطحت ورد على الفراش المخصص للفحص بينما فحصتها الطبيبة بجهاز السونار ..ابتسمت الطبيبة بود وقالت :
-شايفة النقطة الصغيرة دي هي ابنك او بنتك ..
أنتِ يدوبك مكملتيش شهرين حمل …
عضت ورد على شفتيها لكي تمنع نفسها من البكاء وهي تنظر إلى الشاشة وترى ابنها وهو في بداية تكوينه …كانت سعادتها في تلك اللحظة لا تضاهي أي لحظة آخرى …فكرة وجود جزء منها في رحمها …جزء منها تحميه داخلها …يشاركها جميع مشاعرها فعليا …كانت تلك الفكرة لوحدها رائعة للغاية ….
كان ياسين بجوارها ينظر إلى الشاشة وهو فاغر فمه …تلك اللحظات …أنه يعيشها للمرة الأولى …..رغم أنه رُزق بياسمين من قبل إلا أن فترة حملها كانت مأساه حقيقية إذ حاولت زوجته عدة مرات أن تجهضها …طوال فترة الحمل كان يعيش في الجـ حيم …لم يستمتع بأي لحظة في حملها ولكن عندما أتت ياسمين عوضته عن كل شئ …شعر بالسعادة الحقيقية ولأول مرة …عشق ابنته …صحيح ابتعد عنها لفترة بسبب سفره الدائم للعمل ومشاكله الكثيرة مع زوجته وهذا جعل جوري تؤ ذيها ولكنه عندما عرف نقل مقر عمله للقاهرة وأخذ ابنته لتعيش معه …
خرج من شروده عندما نهضت ورد وعدلت من وضع ثيابها …امسك هو كفها ليسندها نظرت إليه وابتسمت :
-أنا كويسة يا حبيبي متقلقش …
ابتسم لها وهو يسحبها نحو مكتب الطبيبة ..
جلست ورد على المقعد وجلس هو في مواجهتها وهما يستمعان إلى كلامها …
-الحمدلله وضعك طبيعي يا مدام ورد …هديكي بس شوية فيتامينات وكل اللي عليكي ترتاحي اول تلات شهور ومتجهديش نفسك كتير …وأنت يا أستاذ ياسين ياريت تهتم بيها في الاكل لبن وبيض وكده و…
ولكن ياسين قاطعها :
-معلش يا دكتورة عشان نعمر مع بعض اسمي باشمهندس ياسين …
وضعت ورد كفها على وجهها بينما ابتسمت الطبيبة وقالت:
-اسفة يا باشمهندس وزي ما قولت اهتم بالأكل وياريت ترتاح قد ما تقدر …
-حاضر يا دكتورة
قالها ياسين وهو ينظر لزوجته مبتسماً …ثم مد كفه وأحتوى كفها ثم خرجا من عيادة الطبيبة
..
-تحبي اشيلك لحد العربية ..
قالها ياسين وهو بالفعل يهم لحملها الا أن ورد أبعدته بخجل وقالت:
-ياسين متبقاش اوفر أنا حامل متشـ لتش …
عبس وقال:
-تصدقي انك فقر ومعندكيش حس الرومانسية اومال ايه قصايد الشعر اللي شغال احفظها عشان جنابك…اصحابي بقوا يتريقوا عليا وانا ماشي في الموقع وماسك ورقة وبقول (عيناكِ نافذتان على حلم لا يجئ وفي كل حلم ارمرم حلماً وأحلم) …
ضحكت ورد وقالت:
-أسكت الله يخليك اشعارك دي هتخليني أولد في الشهر التاني …ترمرم ايه يا ياسين اسمها ارمم يا حبيب قلبي …يالا عشان نجيب البنت من عند مامتك …يالا ..
هز رأسه واركبها السيارة وقاده على مهل ..
……….
كان يقود سيارته وعلى ثغره ابتسامة رائعة …قلبه يخفق بسعادة ….يشعر وكأنه ملك العالم …حبيبته حامل …ستنجب له طفل …الآن سوف تقوى العلاقة بينهما …كم هو محظوظ بوجود ورد معه …لقد ظن أنه سيعيش وحيداً دوما …دون حب …دون مشاعر أو سعادة ولكنها أتت وأزهرت قلبه …أتت وبثت السعادة به …أمسك كفها وقبله برفق وعلى وجهه ابتسامة …ازدادت ابتسامتها اتساعاً وقالت:
-شكلك مبسوط اووي بالبيبي …
-أووي أووي يا ورد …متتخيليش قد ايه ..من اول ما قولتيلي وانا مش قادر انام من الفرحة …حاسس ان الدنيا مش سايعة فرحتي …أنا بحب الأطفال اووي ونفسي في يوم أخلف خمستاشر عيل …
-يالهووي خمستاشر …مين عنده حيل يجيب ده كله ؟!وبعدين أنا ممكن بعد تاني عيل انهار…..
عبس وقال :
-بجد …يا خسارة خلاص اتجوز عليكي واحدة تانية تكمل العدد …
ضر بته ورد بغيظ على كتفه وقالت:
-أعملها بس وأنا اخنـ قك أنت وهي …بارد صحيح مراتك حامل وانت بترفع ضغطها رجالة آخر زمن …
ضحك ياسين بمرح وقد بدا الآن كل شئ جيد …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
– أزيك يا شيخ طه …
قالها أمير بود وهو يجلس بجوار الشيخ بالمسجد وهو يقرأ القرآن …
رحب به الشيخ طه وقال:
-تعالى يا أمير تعالى يا بني ازيك. …كده يا أمير مبقتش تقعد معايا زي زمان يدوب تصلي وتهرب علطول حتى الشيخ بهاء قالي أنك مش ملتزم في دروس القرآن ….
حك أمير رأسه بخجل وقال:
-والله يا شيخ أنا كنت في دوامة ملهاش أول من آخر حقك عليا …
تنهد الشيخ طه وقال::
-وأكيد جاي عشان تحكيلي كالعادة …..
ابتلع أمير ريقه وقال:
-بس بصراحة مش هقول تفاصيل …يعني هاخد القشور كده واقولهالك …
ضحك الشيخ وقال:
-طيب يا سيدي اللي انت عاوزه المهم تحكي …احكيلي يا أمير ايه المشـ كلة …
-بصراحة كده انا حبيت يا شيخ ..
قالها أمير بسرعة ساداً على نفسه اي طريق للتراجع… يجب أن يعترف وينتهي الأمر …
ابتسم الشيخ وقال:
-الحب جميل يا أمير وخصوصا لو كان في الحلال. ..انك تتجوز اللي بتحبها دي حاجة حلوة أووي بتخليك مبسوط …
تنهد أمير وأطرق رأسه وقال:
-بس هي مش ليا يا شيخ طه …هي من عالم تاني غير العالم بتاعي …هي بنت حسب ونسب ..وانا واحد على قده يعني مفيش اي توافق اجتماعي ما بيننا …مش هعرف اعيشها كويس …
كان الشيخ يستمع إليه وهو يحلل كلماته وقال:
-طيب ومشاعرها هي مالت ليك ؟!
-جايز …قولي يا شيخ أعمل ايه …حاسس نفسي تايه … حاسس بفراغ كبير جوايا…بطـ حن نفسي في الشغل عشان انساها …بدعي ربنا كتير اني انساها وابطل أحبها بس مش قادر ..مش قادر يا شيخ …
ابتسم الشيخ وقال:
-يا بني اللي كاتبه ربنا هيكون والله لو البنت دي من نصيبك هتكون من نصيبك …ولو مش من نصيبك ربنا هيديك الأحسن منها وهترضى بيها …الجواز رزق من ربنا ويا عالم …يا عالم يا بني هيحصل ايه …صلي استخارة وشوف الدنيا هتمشى ازاي …ولو عايز تطلبها من ربنا اطلبها…ولو أبوها غني فمش هيبقى أغنى من رب الناس اللي يقدر يخليك في حال غير الحال …أسعى يا بني واطلبها بس متعملش الغلـ ط ولا تتواصل معاها …..متغضبش ربنا بسببها يا أمير فتخسر أنت رضاه وتخسرها كمان …
ابتسم أمير وقال:
-حاضر يا شيخ …متعرفش كلامك ده طمنني قد أيه …أنا هسيب كل حاجة لربنا …هدعي إني اتجوزها وربنا يقدرني وأسعدها بإذن الله …ومش هتواصل معاها وادعيلي يا شيخ …
رفع الشيخ طه يده وقال:
-ربنا يكرمك يا بني باللي فيه الخير ..ويريح بالك ويحفظ قلبك …يارب لو خير ليك تبقى ليك وتكون الزوجة الصالحة ليك ….ربنا يوفقك يا بني ..ربنا يوفقك …
انزل كفه ونظر إليه بعتاب وقال:
-بس أوعى مهما حصل تقصر في دينك …ترجع لدروس القرآن تاني …احنا عباد الله يا بني ومحتاجين قربه…دينك هو رقم واحد في حياتك …
هز أمير رأسه وقال :
-وعد يا شيخ مش هقدر أبداً.
…….
خرج أمير من المسجد وقد شعر بالراحة قليلا بسبب كلام الشيخ …لا يعرف لماذا ولكن الشيخ طه بث فيه أمل شديد أن تصبح عبير من نصيبه….ابتسامة رائعة شقت شفتيه وهو يتجه إلى الورشة الخاصة به بكل همة ونشاط …بعد أن ينتهي سوف يذهب الى المنزل ويصلي استخارة. ويتمنى من الله أن ييسر له أمره ….ولج للورشة وقد تبدل حاله حتى أن الصبي الذي يعمل معه قد شعر بالدهشة وهو يرى من النشاط الذي أصاب صاحب عمله فجأة بعد أن كان منطفئاً الأيام السابقة …كان يشعر أنه في طريق مسدود ولكن الآن تولد في قلبه الأمل لقد قرر ترك الأمر لله …سيطلبها منه وهو واثق أن الله لن يرد دعاؤه ….
………….
بعد أسبوع …
خرجت من القصر برفق لكي تذهب الى كليتها …لقد تغيبت عن الكلية بما فيه الكفاية ولا تريد أن تفوت المحاضرات الأخيرة لأنها امتحاناتها قد اقتربت وهي يجب أن تحصد تقدير عالٍ كعادتها …
كانت ترتدي نظاراتها السوداء بعد المقابلة الأخيرة مع موسى وبعد أن رأت صورة تلك الفتاة لم تتحدث معه مرة آخرى …موسى غامض يخفى عنها الكثير …وهي لا تشعر بالراحة من وجود كل ذلك الكم من الأسرار بحياته …يجب أن يخبرها …أن يشاركها كل شئ كما تشاركه هي كل شئ ….فتح موسى باب السيارة الأمامية لتركب بجواره …كادت أن تتراجع وتفتح الباب الخلفي الا انه جذبها من ذراعها وتمتم :
-لا هتركبي جمبي !!!
نظرت إليه بضيق وقالت:
-أنا مبحبش التسـ لط ده يا موسى …
-أنا متسـ لط يا ليان في اللي يخصني …أنتِ حبتيني بعيوبي فحبيني للآخر …
ثم أجلسها بالسيارة وأنطلق بسرعة …بينما هي أصبحت تتأفف بضيق …
كان الصمت مسيطر على السيارة …هو يقود بهدوء وهي تنظر من النافذة ويدور داخلها الكثير من الاسئلة …اسئلة لا يعرف إجابتها غير موسى ….
مد موسى كفه واحتوى كفها ثم رفعه لشفتيه وقبله ….ازدردت ريقها وارادت أن تبعد كفها ولكنه تمسك بها وقال:
-متبعدنيش عنك يا ليان ..أنا استسلمت واديتك قلبي فمتكً سرهوش …
نظرت إليه وقالت:
-أنت غامض يا موسى …غامض أووي وده مخوفني منك .
-خايفة إني آذ يكي ؟!
قالها بصدمة لتصمت هي بينما يكمل هو ويهز رأسه …كانت كلماته صادقة …نابعة من القلب ووصلت لقلبها :
-اعرفي يا ليان اني اهون عليا أمو ت ولا آذ يكي ..أنا موجود عشان أحميكي ولو في يوم حسيت أني هشكل خطـ ر عليكي صدقيني هبعد عنك …المهم تكوني أنتِ بخير …المهم تكوني سعيدة …
-عمري ما هكون سعيدة لو بعدت عنك يا موسى …ياريت تفهم ده كويس …أنا بحبك …
-وأنا مش هبقى سعيد برضه بس على الأقل هرتاح لما اشوفك بآمان …أنتِ حياتي …
-بس أنت مخبي عليا اسرار كتير يا موسى ..كتير أووي …
هتفت بإعتراض واهي …هي لا تعرف عنه أي شئ …صحيح انه جل ما كان يهمها هو أن يقع بحبها ولكن بعد أن أرتبطا فكرت بهذا
,-هقولك على كل حاجة قريب .
قالها متنهدا وهو يشد على كفها ..
-وعد
قالتها بحزن
ليهز رأسه ويقول :
-وعد أيوة
ثم ابتسم ونظر إليها وقال:
-ابتسمي يالا شكلك و حش وأنتِ مقموصة ومادة بوزك شبرين.
نظرت إليه بغضب وقالت:
-نعم انا مادة بوزي شبرين يا موسى …وشكلي و.حش وانا زعلانة ؟!!!انت ايه معندكش تمييز دي كلمة تقولها لحبيبتك !! بدل ما تقولي أنتِ جميلة في كل أحوالك يا حبيبتي تقولي مادة بوزك وشكلك وحش!!انت متعرفش تغازل حبيبتك أبداً …
ابتسم بتسلية وقال:
-أغازلك أقولك أيه يعني ؟!اقولك شعر …
رفعت وجهها وقالت :
-وفيها أيه لما تقولي شعر هو أنا أقل من البنات اللي بيتقالهم شعر ولا ايه يا موسى …
-لا يا حبيبتي أنتِ ست البنات كلهم ….مبعرفش اقول شعر للأسف بس هقولك دايما أني بحبك وانك حياتي مرضية يا ست الكل …
-لا طبعاً لازم تغازلني …غنيلي …قولي شعر اكتبلي رسايل…
-أنتِ عندك جفاف عاطفي ولا ايه؟!وبعدين احسسك اني بحبك اكتر من كده ازاي يا ليان ده انا حاطط صورتك cover عندي وباسورد موبايلي بعيد ميلادك ….
مطت شفتيها وقالت:
-أنا عايزة رومانسية اكتر من كده …وحاجة كده تكون ساسبينس…عايزك تفاجئني يا موسى …تعرف تفاجئني ..
ابتسم وقال:
-من عيوني ..النهاردة هاخدك برج القاهرة وأرميكي من فوقه ..وبكده أكون عملتلك مفاجأة متتوقعيهاش..
-أنت بار د يا موسى ..بار د بجد ..
قالتها بغيظ ليضحك هو …
أخيراً وصلا إلى الكلية ..نزلت ليان بشوق عندما رأت نسرين اندفعت إليها وعانقتها بقوة غير مهتمة بجرحها وهي تقول من بين دموعها:
-أخص عليكي نسيتيني ..
-مقدرش يا لي لي بس حياتك فوضى خالص الأيام دي …
ابتعدت ليان وقالت وهي تشد على كفها :
-أنا رجعت ومش هسيبك أبدا..وعد ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء …
-مفيش داعي نعمل فرح …أنا بقول نعمل كتب كتاب بعد امتحانات نسرين وتروح لبيتك وأنت حر بعد كده تعمل اللي أنت عايزه وانا هشيل إيدي خالص. . .
كانت تلك كلمات كريم الباردة لفؤاد وهما يتفقان على إجراءات الزفاف ….
أطرقت نسرين برأسها وهي تكتم دموعها بشق الأنفس …اخذت تتنفس عدة مرات وهي تتلقى كلماته السا مة ….لا يفوت أي فرصة تجمعهما سوياً ليشعرها كم هو يكر هها ….
انسابت دموعها فمسحها بسرعة ليتدخل فؤاد تلك المرة ويقول:
-يعني ايه مفيش فرح ؟!لا طبعا هيكون فيه فرح وفستان كمان ونسرين هتفرح …ده قرارنا أنا ونسرين إذا كان هيكون فيه فرح ولا لا …مش قرار حضرتك مع إحترامي ليك !!!
كان صوت فؤاد حاد.اكثر من المعتاد …لقد عرف أنه قلل.من احترام كريم ولكن كريم قد تجاوز حدوده …لا يوجد أب يعامل ابنته بتلك الطريقة السيئة …الفتاة تدمرت حياتها بسببه !!!
مط.كريم شفتيه وقال:
-براحتك إن شالله تعمل عشرين فرح أنا بس بقولك كده وبنصحك عشان التكاليف وكده …لكن حابب تعمل فرح أعمل ..
-شكراً على النصحية يا عم كريم انا هعمل فرح فعلاً ….
ثم نظر إلى نسرين وقال بلطف بالغ :.
-ممكن من بكرة لو حابة تشوفي فساتين الفرح …أنتِ لسه قدامك شهرين تقريبا عقبال ما تمتحني وتخلصي يعني فيه وقت كبير ولو حابة تفصلي فستان على ذوقك برضه مفيش مشكلة …
قالت وقد خرج صوتها ضعيفاً :
-هشتريه جاهز …النهاردة هكلم ليان ونشوف بكرة الاستايل اللي أنا عايزاه …
-تمام …
قالها فؤاد مبتسماً بلطف …..
…….
كان فؤاد يقف مع نسرين أسفل البناية بعد أن استأذن كريم أن يتمشى معها قليلا في المنتزه القريب من بنايته وقد وافق …
-تصبح على خير …
قالتها وهي تثبت عينيها في الأرض…ليقترب وهو يرفع وجهها ويقول :
-هو أنا وشي و حش للدرجادي عشان تنزلي عينيكي …
تشبعت عينيها بالدموع فوراً…كانت معاملة والدها لها تقتـ لها …لا تعرف لماذا فقدت سيطرتها الأن بالذات بينما ينظر إليها بحنان ولطف …. انسابت دموعها وارتفع نشيجها وأصبح عاليا …
-نسرين ..
قالها فؤاد بشفقة فقالت:
-ياريتني أمو ت وأريحه…ياريت أمو ت يا فؤاد عشان يرتاح ..هو مش مرتاح بوجودي و…
-شششش
قالها وهو يجذبها إليه ويضمها بقوة بينما يربت على شعرها …ضمته نسرين بدورها وهي تبكي بعنـ ف وتقول:
-اسفة انك اتور طت بسببي …أسفة ….
أراد أن يقول إن تلك فرصة أتت له …أراد أن يخبرها أنه أسعد رجل في العالم لانه سيتزوجها …لانه يحبها وسيظل يحبها حتى المو ت ولكنه لم يتكلم بل استمر في التربيت على ظهرها بينما وخزت الدموع عينيه
ومن بعيد كان يقف هو منها را…الدموع تنفـ جر من عينيها …لقد خسـ رها للأبد …فهي هي تعانق آخر …آخر ستكون زوجته قريباً…أراد أن يصرخ بقوة …أراد أن يحر ق كل شئ …أن ينتزعها من بين يديه ويخبرها أنها له هو فقط …فقط !!
ابتعد يوسف لانه لم يستطع البقاء أكثر من هذا …يشعر أنه يتمز ق …للمرة الثانية يخسر …ولكن.داخله.لا يريد الاستسلام…ما زال هناك أمل ليستعيد نسرين …وهو واثق أن حبه ما زال يحتل قلبها…لن يستسلم بتلك السهولة أبداً…
ذهب مسرعاً وشيا طينه تلاحقه بينما يتمتم :
-أنتِ ملكي أنا وبس يا نسرين … ملكي
….
ابتعدت نسرين عن فؤاد ووجهها أحمر من الخجل …ابتسم فؤاد وهو يمسح دموعها ثم احتوى وجهها بين كفيه وقال:
-ممكن متفكريش في أي حاجة …متشيليش هـ م اي حاجة …عايزك تفرحي كعروسة بتختار فستان فرحها …فكري بس في اليوم اللي هتطلعي فيه أجمل واحدة في العالم …اتفقنا …
هزت رأسها وهي تنظر إليه …آسرته عينيها للحظات ولكنه تمكن من التسلل من آسرها وطبع قبلة على جبينها وقال:
-يالا اطلعي فوق وارتاحي أنا هفضل هنا لحد ما أطمن عليكي…
هزت رأسها مجدداً وانسحبت بسرعة من أمامه…فكم المشاعر الكثيفة التي شعرتها نحوه كانت صادمة للغاية !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت نهى تغسل الاطباق وهي غارقة في التفكير …تتمنى أن تمر الأيام سريعاً ويتزوج فؤاد نسرين كي يحميها من كريم …كريم أصبح غير متزن نفسياً هو يعذ ب ابنته …عاد الماضي يطارده بقوة وهي لا تفهم لماذا …لقد ظنت أنه تجاوز هذة المرحلة منذ زمن …فكريم بعد وقت طويل استطاع نسيان خيا نة شقيقتها وتزوج منها هى …إذن لماذا اصبح بهذة القسو ة مع ابنته …نعم هي تشعر من البداية ببروده معها ويحاول كثيراً أن يتواصل معها بقدر الإمكان ولكن عندما عرف بعلاقته بصديقه خرج كل غضبه المكبوت من زوجته الراحلة وأصبح يصبه على ابنته …اي أب هذا …وكيف يتصرف بتلك الطريقة معها ….
انتهت من غسل الأطباق وغسلت يديها ثم جففتها بمحارم المطبخ …
استدارت لتخرج لتصرخ صرخة بسيطة وهو ترى كريم أمامها ….وضعت كفها على صدرها وتنفست بسرعة وهي تقول بعصبية :
-أووف خضتني يا كريم !!!
ظل صامتاً لعدة لحظات ينظر إليها لتهرب هي بنظراتها منه وتقول ؛
-بما أن معندكش حاجة تقولها عن إذنك رايحة اخد دش …
وكادت أن تتجاوزه هاربة من السؤال الذي يقبع بعينيه الا أنه امسك ذراعها وهو يقول بهدوء :
-استني …
تراجعت وهي تحرر ذراعها منه وتربعه قائلة بهدوء:
-استنيت…اتفضل قول عايز ايه ؟!!
-أنتِ هتنامي النهاردة فين ؟!…
سألها والنير ان تتصاعد بعينيه ورغم أن الخوف سكن قلبها لثواني الا أنها رفعت رأسها وأجابت بشجاعة:
-فين يعني؟!كالمعتاد …مع بنتك نسرين …
-نهى أنا صبرت كتير على بعدك عني ممكن أعرف أنتِ بتعملي كده ليه ؟!
-يعني أنتِ مش عارفة ؟!
عاتبته.بحزن هي بالفعل حزينة جداً على نسرين. …الفتاة تعاني بسببه وبسبب أفعاله العنيـ فة معها …هو يحطمها …
تنهد وقال :
-علاقتي مع نسرين أنتِ ملكيش….
ولكنها قاطعته وقالت:
-لا يا كريم لا …علاقتك مع نسرين أنا ليا دعوة بيها عشان قبل ما اتجوزك أنا.خالتها وقريب هبقى حماتها …نسرين بنتك مفروض متعملهاش بالشكل ده ….أنت بتفش غلبك من أختي فيها !!! …
تحولت النير ان في عينيه بسرعة لجليد….جليد يستحيل النفاذ إليه …عينيه الزرقاء كانت كقطع حادة من الجليد وخرجت نبرته الأكثر برودة وقال:
-ملكيش.دعوة يا نهى …دي بنتي …لحد ما فؤاد يأخدها من بيتي دي بنتي وأعمل اللي أنا عايزه …لا أنتِ ولا غيرك ليهم حق يتكلموا …مش معنى أن خالتها يبقي خلاص هي بنتك …لا يا نهى …دي من دمي أنا !!!
كتمت دموعها وقالت بنبرة مرتعشة :
-جميل…افتكر أنها من دمك بقا ومتعذ بهاش الكام يوم اللي قاعدة معاك فيهم لانك أنت اللي هتندم والله …
أدار رأسه بملل ثم نظر إليها بعد لحظات وقال:
-ده مش موضوعنا دلوقتي يا نهى …موضوعنا حضرتك امتي ناوية ترجعي لأوضتنا ؟!
-مش هرجع!!!
-أفندم …
-اللي سمعته يا كريم …أنا خلاص نهيت علاقتي بيك …وهنتطلق بعد فرح فؤاد ونسرين !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يالا نامي يا ياسمين بكرة آخر يوم امتحان ولازم تركزي في اخر مادة عشان يبقى ختامها مسك زي ما بيقولوا
قالتها ورد وهي تداعب شعر ياسمين الناعم بينما ياسمين تضع رأسها على بطنها وتقول بحماس :
-أنا سامعة حركة البيبي …
انفـ جرت ورد بالضحك وقالت:
-بس البيبي لسه متكونش يا ياسمين يا حبيبتي عشان تسمعي حركته …يالا كفاية بقا وروحي نامي …
-الساعة لسه تمانية يا ماما ورد ….
-حبيبتي معلش عشان تصحي فايقة للأمتحان وتركزي كويس في إجاباتك …يالا يا ياسمين بلاش غلبة …
مطت ياسمين شفتيها وقالت:
-طيب ممكن نلعب أنا وأنتِ زي زمان وبعدين هروح على السرير وتحكيلي قصة ايه رايك ؟!
ابتسمت ورد وقبلتها وقالت :
-ماشي يا نصابة يالا روحي جيبي العرايس وبعدين نلعب ….
ولكن قاطعهم خروج ياسين من المطبخ …يرتدي مئزر وقبعة الشيف وهو يقول :
-لا لا مفيش لعب الا لما تأكلوا من ايد المهندس الشيف الذكي ياسين …
ضحكت ورد وهي تطالعه برقة …أنه يبذل جهده من أجلها وكم بدت هذا لطيف …لطيف للغاية ….
اقترب ياسين منهما وهو يضع صينية الطعام على الأريكة ويقول:
-مفاجأة …
نظرت ورد بدهشة إلى الطعام والذي لم يكن إلا فواكه مقطعة بطريقة سيـ ئة للغاية وثلاث أكواب من اللبن ..
-فين الاكل يا ياسين ؟!
سألته ورد بدهشة فرد وهو يشير:
-اهو يا حبيبتي فواكه ولبن …عايزة ايه تاني ؟!اجيبلك لبن عصفور ولا ايه …بدل ما تشكريني وانا راجل مهندس واقف في المطبخ نص ساعة اقطعلك الفواكه واغليلك اللبن …آه صحيح …
ضرب بكفه على جبينه وأكمل:
-بمناسبة اللبن أنا للاسف سهيت عليه واتدلق على البوتجاز شوفي أنتِ هتعملي فيه أيه….
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت:
-يعني الفواكه المتقطعة دي بشكل يسد النفس واللبن المسكوب على البوتجاز هو العشا ؟!
-تحبي افتحلك علبة جبنة واقطعلك عليها طماطم .
تنهدت وقالت:
-شكلي هعتمد على نفسي في حوار الأكل والا أنا وياسمين هنمو ت من الجوع …الاكل ده تحطه للعصافير يا ياسين ميكفيش اربع أفراد خالص …
-اربع أفراد ازاي ..احنا تلاتة بس …
زفرت بضيق وهي تضع كفها على بطنها وتقول:
-واللي في بطني ده مش روح ..يعتبر فرد ومحتاج تغذية ..وأنت ناوي تجيب اجلي وأجله من أول يوم ….
ضحكت ياسمين وقالت:
-يووه يا ماما ورد ده بابا معروف من بدري أنه مبيعرفش يعمل حاجة في البيت …مرة لما تيتا كانت تعبانة عملنا شوربة فراخ مسكرة …
ضحكت ورد ليقول ياسين بغيظ :
-وأنا ايش عرفني أن العلبة اللي مكتوب عليها ملح محطوط فيها سكر ما جدتك غريبة بصراحة مفيش نظام وهي اللي غلطانة …
-طيب والرز المعجن يا بابي ..
عبس هو قائلا:
-على فكرة أنا شايف تقليل متعمد من مجهودي في المطبخ …ده انا حتى مسمعتش كلمة شكر …أنا اتعو.رت مرتين وانا بقطع الفواكه ….وبدل ما تقولوا شكرا بتتريقوا عليه …
-اووه الباشمهندس ياسين اتضايق مننا ..
قالتها ورد بسخرية ثم أكملت :
-اصل بصراحة خاب أملي … واحد مهندس بمهاراتك وبمستوى ذكاءك ومش عارف يعمل آكل ولا يقطع فواكه ؟!
زم ياسين شفتيه وقال :
-المهندسين ملهومش في المطبخ …
ضحكت ورد وقالت وهي تسخر منه :
-ياااه بجد ؟!على كده البنات اللي دخلت هندسة ستات بيت فا شلة مع أن ليا صديقة مهندسة وشاطرة اووي في المطبخ دي مش حجة …
-عايزة ايه دلوقتي يا ورد ….
حاولت ورد النهوض وقالت:
-أنا رايحة اعمل أكلة كده خفيفة عشان ياسمين ..وأنت ارتاح …
هز رأسه وقال:
-قوليلي عايزة تعملي ايه واديني الخطوات وانا هعملها متقوميش …
اتسعت عينيها بدهشة وكادت أن تعترض وتخبره أنه يبالغ الا أن رنين جرس المنزل أوقفها …ذهب ياسين لفتح الباب وتجمد وهو يرى جوري أمامه …ابتسم ساخراً وقال:
-وطبعا يوم مثالي زي ده مينفعش يختم الا بظهور الساحرة الشـ ريرة المدعوة بالحر باية أم سحلول !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-ممكن تيجي معانا بكرة نشوف فستان فرح صاحبتي نسرين …بليز يا بيري محتاجاكي معايا ذوقك حلو وهتفيدينا …
قالتها ليان وهي تمسك كف جواهر وتترجاها ..تنهدت جواهر وكادت أن ترفض إلا أن ليان قالت:
-عشان خاطري …عشاني بليز يا بيري تعالي بقا
-طيب طيب هروح أنا عارفة اني مش هخلص من زنك أبداً ….
قالتها جواهر بتأفف مصطنع لتضمها ليان وتقبلها على وجنتها وتقول :
-والله بحبك …
-على مهلك يا ليان عشان الجر ح بتاعك لسه مخفش كلياً …
كان هذا صوت عدي الذي ولج الى القصر …
-عدي أنت جيت !!!
قالتها ليان بسعادة ثم نهضت من الأريكة واتجهت إليه وضمته فهو قد غاب اسبوع عنهم ….
بينما نهضت جواهر وهي مبتسمة بلهفة وهي تراه
ولم تتضايق من نفسها عندما اعترفت أنها افتقدته …افتقدته كثيراً ….
ابتعد عدي عن ليان مبتسماً وقال :
-وحشتيني يا لي لي ..
-وأنت كمان وحشتني اووي اووي يا عدي …
نظر عدي الى زوجته وابتسم ثم اقترب منها وعانقها وهو يغمض عينيه مستنشقاً رائحتها التي اشتاق اليها كثيرا …ارتبكت جواهر ولكنها عانقته بدورها وهي تغمض عينيها ….تلك اللحظات النادرة الجميلة سوف تفتقدها عندما يطر دها نهائيا من حياته …
-احم احم.يا عدي نحن هنا ..
قالتها ليان بتسلية ليبتعد عدي عن جواهر ويقول:
-باردة صحيح …
اقتربت ليان من جواهر وامسكت كفها قائلة:
-كويس جيت عشان استأذنك أني اخد مراتك بكرة معايا نشوف فساتين الفرح لنسرين …أنا واثقة أن بيري ذوقها قمر …كفاية أنها اختارتك …
اختفت ابتسامة عدي ونظر أرضاً بينما ظلت تثرثر ليان بمرح مع جواهر …
….
في غرفتهما….
خرج عدي من الحمام وهو يرتدي منامته ووجد زوجته تقف أمام المرآه…تنظر إلى انعكاسها بشرود …اقترب من حقيبته الصغيرة التي ما زالت على الفراش وأخرج منها عبوة مخملية …..
أخرج منها شئ ..ثم اقترب من جواهر الشاردة ووضع السلسال حول رقبتها ..انتفضت قليلا وهي تشعر بعدي يعقد لها شئ ..نظرت إليه ووجدته سلسال من الذهب الأبيض ينتهي بنجم
..فغرت فاها من جماله ولمسته برقة ليحاوط عدي خصرها ويقول :
-دايما بحسك زي النجمة يا بيري ..قريبة وبعيدة في نفس الوقت …بس برضه جميلة جداً ..لما شوفت السلسلة دي حسيتها أنتِ ..أنتِ النجمة اللي في حياتي يا بيري …
أغمض عينيه وهو يعترف لنفسه ..لقد أنتهى الأمر ..لن يهرب من الحقيقة الواضحة …هو أحبها …عرف هذا عندما ابتعد عنها لأسبوع ….عرف أنه يحبها مثل المجنو ن …ها هو الشيطا ن وقع أسيراً لها للأبد ..
-أنا بحبك!!
يتبع

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط