روايات شيقهرواية سيدة الأوجاع السبعة

رواية سيدة الأوجاع السبعة للكاتبة رضوى جاويش الفصل 15 والأخير

رواية سيدة الأوجاع السبعة للكاتبة رضوى جاويش الفصل 15 والأخير الخاتمة

تعالى تصفيق جمهور الحضور ما أن طلت على المنصة المخصصة لهذه الندوة المقامة لمناقشة روايتها التي حازت على اهتمام النقاد ولاقت نجاحا جماهيريا كبيرا..

جلست حيث أشار لها المنظم للندوة وبدأ في الترحيب بها هاتفا: – احنا بنرحب النهاردة بالأستاذة أمل عبدالمحسن، كاتبة رواية سيدة الأوجاع السبعة واللي لاقت نجاح كبير مؤخرا، هنحاور الكاتبة الرواية وشخصياتها اللي معروف أن أحداثها مأخوذة من قصص حقيقية، وبعدين نفتح باب الأسئلة..
بدأت أمل في الإجابة على أسئلة محاورها في ذكاء واحترافية تبتسم من وقت لأخر لبعض تعليقاته وتلقي هي بدورها بعض التعليقات المرحة..

ابتسمت أمل في فرحة ما أن تنبهت لدخول شابة جميلة لقاعة الندوة وجلست في هدوء جوار خطيبها الذي كان بصحبتها..
بادلتها الشابة الابتسام في سعادة والتي لم تكن سوى هناء ابنة حماد وحورية والتي أصبحت صفية صديقتها ومخزن أسرارها، كانت هي من ارسل لها للتعارف على بريد صفحتها وبعدها قصت لها الحكاية كلها لتصبح بطلة من ابطالها..

استمرت الندوة وجاءها اشعار بأحد الرسائل التي طالعتها على الشاشة الخارجية لتدرك أن مرسلها هي نجوى تقدم لها التهاني لنجاح الرواية واسفها أنها لم تستطع الحضور لأنها بالمشفى فقد رزقها الله بطفلة..
فتح الباب للجمهور ليسأل وتصاعدت وتيرة الأسئلة لتستغرقها كليا..

انتهت الندوة بنجاح لتبدأ في توقيع نسخ روايتها لكل طالب، انتهت من توقيع اخر رواية قبل أن تنهض متنهدة في راحة تشكر منظم الندوة على جهده المشكور في إخراجها بهذه الصورة..
ابتسمت في فرحة لشيرين وعلاء متجهة نحوهما هاتفة في لوم: – برضو جيتي يا شيرين وسبتي مروان مع طنط!؟.
هتف علاء مؤكدا: – وهي شيرين هتيجي لأعز منك يا استاذة..
هتفت شيرين مازحة: – يا عم سبني اقول انا الكلمتين دول، دي صاحبتي على فكرة!.

قهقهت أمل هاتفة: – مفيش فايدة فيها، شيرين هي شيرين..
أكدت مازحة من جديد: – اومال شيرين هاتقلب ايه!؟، ما هي هتفضل شيرين، لو فيه اي اقتراحات عند حضرتك انا فالخدمة!
أكد علاء مازحا: – اه يا ريت نانسي بقى أو هيفا باللوك الجديد، هاتبقى عظمة..
قهقهت أمل عندما امتعضت شيرين متطلعة نحوه بنظرة تنذر بقرب ارتكابها جريمة ما..

شكرت لهما حضورهما واصرت على رحيلهما عندما بدأت ام شيرين في الاتصال مؤكدة أن طفلها على وشك الاستيقاظ وهي لن تستطيع التعامل معه وحدها..
همت بالخروج من القاعة ليلحق بها أحدهم مناديا، استدارت ليبادرها طالبا: – ممكن توقيع حضرتك!؟.
تنبهت واتسعت ابتسامتها في امتنان عندما طالعها محيا الدكتور عبدالرحمن، تناولت نسخته متصنعة بعض الكبر هاتفة: – مع أنك محضرتش الندوة، بس ادي توقيعي.

تناول عبدالرحمن منها الرواية متطلعا للتوقيع في سعادة قارئا إياه: – الي طبيب الأوجاع، شكرا بحجم الكون من سيدة الأوجاع..
رفع رأسه إليها هاتفا في فرحة: – انا مبسوط عشانك قوي يا أمل، ولا نقول يا استاذة أمل!؟.
ابتسمت في حياء متسائلة: – ربنا يخليك يا دكتور، بس اومال فين مدام عايدة والولاد!؟.

أكد عبدالرحمن مازحا: – سايبهم بره فالعربية واقفين فالممنوع، قلت ألحقك، عايدة كانت عايزة تيجي معايا بس معرفتش انزلها من العربية، انت عارفة بقى شهر الحمل الاخير، ربنا يستر متكونش عملتها دلوقت..
رن هاتفه ليتطلع لشاشته مؤكدا: – اهي بترن، شكلها بتعملها بجد، هروح بقى وألف مبروك يا أمل عقبال الرواية المليون..

اندفع نحو موضع تركه لسيارته متطلعا نحو غلاف الرواية وسقطت عيناه على اهدائها فابتسم في شجن وما أن اندفع امام مقود السيارة حتى وضع الرواية بحرص داخل صندوق السيارة الداخلي الذي يحفظ به بعض الأوراق الهامة..
رفع ناظريه لعايدة رابتا بمحبة على بطنها المنتفخ لتبادله ابتسامة صافية، مد كفه مشغلا مذياع العربة لتصدح إحدى الاغاني: –
مكانك في قلبي مهما كنت بعيد عليا
ومش كل يوم بنقابل حبايب جداد..

غامت عيناه للحظة ونظراته تتجه حيث قدم منذ لحظات، ليهتف أحد أطفاله بالمقعد الخلفي: – ياللاه يا بابا، عايزين نمشي بقى..
ابتسم متطلعا للخلف نحو اولاده شاكرا للقدر الذي منحه فرصة أخرى ليجمعه بهما وكانت هي سببا فيها..
سيظل ممتنا لهذه المرأة ما حيا..
تطلع للأمام من جديد منطلقا بعربته مازحا مع صغاره رابتا من جديد على بطن عايدة التي تحمل طفلتهما القادمة ( أمل)..

رن هاتفها وهي على أعتاب باب الخروج من القاعة التي كانت تتوسط ناديا اجتماعيا من أرقى النوادي العامة، أخرجت الهاتف من قلب حقيبتها لتجيب فإذا بها مكالمة دولية وقد فتح أصحابها كاميرا الفيديو صارخين في سعادة: – مبروووك…
قهقهت وعبد الغني يتحفها باحدي أغانيه وإحسان تطوق ذراعه في محبة تلوح لها..
هتفت أمل متسائلة: – كنتوا فين بقى..!؟، اوعوا تقولوا لي بره مصر!؟.

أكدت إحسان مقهقهة: – ايوه، هو احنا وش استقرار، غنوة حلف ليلففني وراه العالم..
هتف عبدالغني مقهقها بدوره: -كانت نقصاكِ الرحلة دي يا أمل، بس ملحوقة، بسبورك وتعالي، هتكتبي أجدع رواية، بس عايزين المرة الجاية حاجة كلها حب وفرفشة كفاية أوجاع لحد كده..

كان لقاءها بغنوة وإحسان له قصة عجيبة فقد ألتقت بهما بالمشفى يوم كانت تخضع للعلاج وكان غنوة مريضا، تقابلت مع إحسان اولا وانسجما سريعا وقصت لها حكايتها واصبحوا جميعا اصدقاء من ساعتها..
قهقت أمل هاتفة: – حاضر يا غنوة، بسبوري فجيبي ومسافة السكة و..

وانفرج باب القاعة مصطدما بهاتفها ليسقط وينقطع التواصل، شهقت من شدة الاصطدام الذي كان كلاهما سبب فيه، فقد كانت مسرعة وعيونها على شاشة الهاتف وهو كان مهرولا بشكل غير مقبول عند مخرج قاعة كان من المفترض أن يكون حذرا عند ولوجه..
هتف في أدب جم وهو يدفع بنظارته الشمسية لتستقر فوق هامته مظهرة وجهه الأربعيني القسمات: – انا اسف، انا بجد اسف، أنتِ كويسة!؟

أكدت في هدوء: – الحمد لله، مفيش داعي للأسف، كان غلطي برضو، مكنتش واخدة بالي..
تنبه لهاتفها الذي كان ما يزل أرضا فانحني في رشاقة يلتقطه يناولها إياه، مدت كفها تأخذه ملقية به في قاع حقيبتها وما أن همت بالمغادرة الا وأشار للقاعة هاتفا: – هي الندوة خلصت!؟.
أكدت بإشارة من رأسها أن نعم، ليهتف هو في حنق: – شكلي اتأخرت قوي..
هتفت أمل والفضول دافعها: – هو حضرتك كنت عايز مين فالندوة!؟.

أكد في هدوء: – الكاتبة الجديدة اللي اسمها، أمل عبدالمحسن، واضح انك من قراءها، معاكِ نسخة من روايتها اهو..
كانت أمل بالفعل تمسك إحدى النسخ فهتفت باسمة: – اه، بس واضح ان الرواية عجبتك وكنت عايز توقعها..
أكد الرجل: – فعلا، ومكنتش عايز التوقيع بس الصراحة، كنت عايز اسمع الندوة كلها، بس حصل خير..
فتحت أمل النسخة التي بحوذتها وأخرجت احد الأقلام وبدأت تخط بعض كلمات على حاشية الرواية متسائلة: – اسم حضرتك!؟.

هتف متعجبا: – ليه!؟.
أكدت أمل بابتسامة: – مش حضرتك عايز توقيع الكاتبة، اتفضل الرواية هدية مني بما أن نسختك مش معاك وعليها التوقيع..
تناول منها الرجل الرواية هاتفا في صدمة: – هو حضرتك الكاتبة!؟
أكدت باسمة: – ايوه انا..
هتف متعجبا: – انا اسف، بس اصل كنت فاكر انك اكبر من كده بكتير الصراحة..
ومد كفه بالكارت الخاص به مرحبا هاتفا في أريحية: – اتشرفنا يا أمل هانم، انا أسعد الصاوي، مخرج ومنتج سينمائي..

تناولت الكارت ثم مدت كفها دافعة بها لأحضان كفه الضخم عندما مد كفه من جديدا مصافحا هاتفة في ثبات: – تشرفنا يا اسعد بيه..
هتف بها في أريحية اعتادها مع الجميع: – ايه رأيك نقعد ونتكلم ضروري، عايز اتناقش معاك واعرض عليك عرض يا رب يعجبك..
ابتسمت لتباسطه هاتفة: – انا تحت امرك..
أكد مشيرا للخارج: – طب ياللاه بينا، ايه رأيك نقعد فالكافيه بره!؟.

هزت رأسها في موافقة ليدفع الباب لتخرج هي لاحقا بها يسير جوارها جنبا لجنب متجهين نحو المقهى القريب الذي يتهادى منه صوت ام كلثوم الشجي: –
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك..
ما عرفش إزاي يا حياتي..
جلسا ليتجاذبا أطراف الحديث، الذي على ما يبدو، لن يكون حديثا عابرا بل حديث شجون يطول لن تنقطع اواصره..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط